المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السياحة فى الوطن العربى

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4
كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 17:12

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 128711022915
دير مار متى.. الأقدم في العراق ووجهة الباحثين عن الهدوء
الأسطورة والتاريخ يبنيان معبدا على قمة ارتفاعها 2400 متر


السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel1.630917


زواره لا يصعدون إليه، بل يرتقون الطريق المسمى «الطبكي»، وهي كلمة مأخوذة أصلا عن المصطلح السرياني «طبيوثو» الذي يعني المرتقى، وهو طريق يتسلق الجبل بين مرتفعين مرصوفين بالحجارة في اثنتين وثلاثين استدارة يتلوى يمينا ويسارا على امتداد كيلومتر واحد إلى قمة جبل مقلوب وعلى ارتفاع 2400 متر عن سطح البحر. ومع وجود طريق معبد للسيارات، فإن هناك من المسيحيين المتدينين من يزال يصر على الارتقاء إلى دير مار متى سيرا على الأقدام، كما كان يصعده الرهبان منذ أكثر من 1600 عام.
«الشرق الأوسط» كانت هناك، في أقدم دير في تاريخ العراق، فالطرق التي تقود إلى حافة جبل مقلوب، الذي يحتل هذا الدير ثلثي مساحة قمته، عديدة، لعل أقربها الذي يصل من مدينة الموصل عبر مدينة عقرة، والذي يمتد 35 كيلومترا، لكننا قصدناه من مركز مدينة أربيل، مرورا بمدن برطيلا وبعشيقة وبحزاني للتمتع بمزيد من الاكتشافات الاجتماعية والعمرانية والجمالية، إذ إن أبرز ميزة تعرف بها هذه البلدات الثلاث (برطيلا وبعشيقة وبحزاني) هي أنها تضم عراقيين من ثلاث ديانات، مسلمين ومسيحيين ويزيديين، يعيشون متسامحين ومتداخلين مع بعضهم بعضا منذ قرون عدة.
الطريق يمتد بين بعشيقة وجبل مقلوب عبر حقول القمح، والقرى المسترخية على جانبي الشارع المعبد تبدو وكأنها خرجت توا من غبش مؤثث بدخان التنور ورائحة الخبز، بينما انتشرت قطعان الماشية وسط برية مزدهرة بالنباتات، قرى هي أقرب للقطات فيلمية حية أو مناظر مرسومة في لوحات انطباعية منها إلى حقيقة مدهشة ومزدهرة.
سيبدو من الصعوبة أن ترصد مشهد أبنية الدير الراسخة هناك فوق قمة جبل مقلوب من عند سفحه، خاصة أن المطر بدأ ينزل قويا مباشرة وبلا مقدمات. السيارة ذات الدفع الرباعي اقتربت من حافات الغيوم، هنا بدا لنا دير مار متى بأبنيته الموغلة في القدم، والمشيدة من صخور الجبل ذاته، والأبنية الحديثة الأخرى المنسوجة مع القديمة، بناء ضخم ومهيب يشكل في مظهره تاجا فوق قمة الجبل الذي يختلف في طبيعته الجيولوجية بين بقية الجبال المحيطة به، فهو الجبل الوحيد الذي تتجه صخوره على العكس من اتجاهات صخور الجبال الأخرى، ولهذا سمي بجبل مقلوب «كما سمي بجبل (الفاف) وهي مفردة سريانية تعني بالعربية (ألوف أو آلاف) نسبة إلى بلوغ عدد الرهبان الذين تقاطروا على هذا الدير منذ بنائه وحتى القرن السابع سبعة آلاف راهب، وارتفاع قمته 3400 قدم عن سطح البحر، والدير مبني على مساحة ثلثي الجبل باتجاه القمة»، حسبما يوضح الأب ادة خضر.
ما إن نصل إلى البوابة الرئيسية الخارجية للدير، حيث توجد نقطة حراسة للشرطة العراقية، ستتهيأ للزائر فرصة ثرية لمشاهدة امتدادات أبنية الدير عمقا في المشهد الماثل أمامنا، وارتفاعا باتجاه قمم الجبال المحيطة، وسنتأكد من ضخامة هذا التكوين المعماري الذي تعمد من بناه أن يجعله متسلطا بقوة دينية على بقية التكوينات التي أنشأتها الطبيعة، مانحا شعورا بالمهابة والاحترام.
هنا لا بد من أن نتقدم نحو الباب الداخلي للدير بخطواتنا متلمسين الصخور التي صقلتها خطوات الآلاف من الرهبان والزوار الذين قصدوا وما زالوا هذا المكان منذ أكثر من 16 قرنا. نتمشى بهدوء يتناغم مع هالة الصمت المتسيدة في عموم المكان.. شعور طاغ بالتحرر من الزمن الراهن، لا شيء يعكر صفو هذا الهدوء المتراكم منذ عصور عدة، لا إشارة، لا أصوات، لا لافتات، لا أجهزة أو آلات تذكرنا بصخب الحياة التي كنا قد تحررنا منها قبيل أقل من ساعة. هنا الصمت يهيئك للتأمل، لا شيء سوى صوت الصمت، سوى رائحة الريح، سوى لون ضبابي يغلف المكان والزمان على حد سواء.
لسنا بحاجة لأن نطرق البوابة المفتوحة على مدار ساعات النهار والمساء، يأخذنا رواق يذكرنا انحناء أقواس سقوفه بأبنية العصر القوطي، بل أقدم من ذلك بكثير، بقصور نينوى التي تنتمي إليها منطقة الدير حضاريا وجغرافيا، بعمارة الأندلس، الأعمدة المرمرية المزخرفة بأشكال نباتية تحيط الزائر من الجانبين. نحو باحة مفتوحة إلى السماء، نمر بباب عتيق يفضي إلى «المغارة الكبيرة»، وهي عبارة عن صهريج كبير وقديم لخزن المياه حيث كان الدير غالبا ما يتعرض لحصار القوات الغازية أو لحصار الطبيعة. لا أحد يسألنا إلى أين نحن نذهب، أو ماذا نفعل هنا، أو أي شأن نحن موجودون من أجله، بل تقدم نحونا أحد المتطوعين لخدمة الدير، وبابتسامة تشي برقة روحه قادنا نحو غرفة الضيوف حيث استقبلنا بابتسامة تفصح عن محبة وروح متسامحة الأب الربان ادة خضر القس، ليمضي بنا عبر خرائط معرفية في تاريخ وجغرافيا المكان والزمان، إذ تختلط في سرده قصة بناء الدير الأسطورة والحقيقة، فلا يستطيع المتلقي التمييز بينهما كونه ينتبه جيدا إلى عدم إهمال التواريخ، ولأنه أيضا مؤمن بأن ما يرويه هو عين الحقيقة وإن كانت الأسطورة تنسج فعل تأثيرها في هذه القصة.
«عمر هذا الدير أكثر من 1600 سنة، وهو أقدم وأول دير في العراق، بناه الملك الآشوري (ملك نينوى) سنحاريب الوثني سنة 363 ميلادية، في غضون القرن الرابع الميلادي»، يبادرنا الأب خضر، مستطردا في سرد تاريخ الشيخ مار متى (مار مفردة سريانية تعني القديس) الذي يعود أصله إلى «قرية في ديار بكر في تركيا، وهو من عائلة مسيحية سريانية ثرية وغنية، أحب التنسك والزهد فدخل إلى دير (سرجيس وباخوس) في قريته (ابجرشاد) سنة 361، حيث أمضى فيه سبع سنوات مع رفاقه الرهبان ليتعلموا أمور الدين، ثم انتقلوا إلى دير آخر مجاور لقريتهم يدعى (دير زقنين) للتوسع في المعارف اللاهوتية، في هذه الأثناء تنصب إمبراطور جديد اسمه لليانوس من سلالة الإمبراطور قسطنطين الكبير، وكان مسيحيا لكنه ترك المسيحية ورجع إلى الوثنية، فأطلقت عليه الكنيسة لقب الجاحد، فشن هجوما على المسيحيين خاصة في تركيا، وطاردهم في الأديرة والكنائس، وعندما بلغ خبر مطاردته للرهبان للقس مار متى هرب مع أصحابه وبنوا لهم كوخا صغيرا على ضفاف نهر الخابور، قبل أن يقصدوا هذا الجبل الذي يسمى جبل مقلوب».
«مرت عملية بناء هذا الدير بمراحل امتدت إلى ما يقرب من 20 سنة، إذ انتهي من بنائه سنة 381 ميلادية، وشارك في بنائه أكثر من 20 ألف عامل، وعين عليه أول رئيس وهو القديس مار متى الذي توفي سنة 411 ميلادية، وعاش أكثر من 90 سنة، ويسمى الشيخ متى نسبة إلى كونه كان طاعنا في السن، وكلمة الشيخ لا علاقة بها بالدين أو المكانة العشائرية»، حسب إيضاح الأب خضر.
على أن هذا لا يعني أن هذا الدير عاش في وضع مسترخ ومريح، بل عاش أيضا ظروفا قاسية للغاية، وتعرض للتهديم، إذ «قام برسوم النصيبيني، وكان نسطوريا، بمهاجمة الدير سنة 480 وأحرق مكتبته الثمينة وهدم أجزاء منه وقتل الرهبان»، ينبه الأب خضر، مشيرا إلى أن «الدير مر بمراحل متعددة منها الساسانية والفارسية والتتار، وتم هجره لأكثر من 150 سنة على فترات متقطعة، حيث تعرض لأقصى اضطهاد، لكنه كان يعاد بناؤه باستمرار، ففي السبعينات من القرن الماضي تم تزويده بالطاقة الكهربائية بجهود بذلها المطران إسحاق، كما كان صدام حسين قد أمر بين عامي 1980 و1984 بتحسين وضع الدير ومد الشارع من مفرق مدينة عقرة صعودا إلى الدير، بكلفة مليونين ونصف المليون دولار، وذلك بعد أن قام بأول زيارة للدير عام 1980، وزيارته الثانية كانت بعد عام من ذلك».
نخرج إلى فضاء الدير، نرصد الطريق المتعرج (الطبكي) بوضوح من السطح العالي، نتأمل البناء القديم، الأول المحفور في صخور الجبل والذي ما زال ماثلا هناك في القمة، حيث الصوامع التي كان يتعبد فيها الرهبان، ومنها صومعة مار متى، فالبناية تتكون من ثلاثة طوابق وتضم كنيستين والكثير من الغرف التي يقيم فيها بعض الزوار لعدة أيام، كما توجد هنا عدة صهاريج نحتت في بدء تأسيسه لخزن مياه الأمطار المنحدرة من الجبل. ولا يزال أربعة صهاريج ماثلة يبلغ سعة أكبرها 2420 مترا مكعبا. ولعل أجمل كهوف الدير هو كهف الناقوط الذي يعد أكبر الكهوف، وأكثرها سحرا وجمالا، ويقع غرب الدير على مسافة 200 متر. ويتكون من قسمين، الخارجي ومساحته 10م×15م، ورصف بالحجر المعروف بالبازي تتوسطه بركة ماء. والقسم الداخلي مساحته 6م×4م، حيث تتقطر خلاله المياه طوال السنة لتتجمع في حوض صغير وتنساب إلى القسم الخارجي حيث تصب في البركة، إذ يقضي هناك الزوار وقتا ممتعا في فصل الصيف. يتم حاليا تزويد الدير بالماء من عين في الجنينة بواسطة مواتير كهربائية، إلى خزان في أعلى الدير ويتم توزيعه على عموم الأبنية.
خلال تجوالنا في الدير التقينا بأكثر من عائلة مسلمة، إضافة إلى العوائل المسيحية طبعا، إذ يعلق الأب خضر قائلا «يزور الدير أبناء كل الأديان والطوائف في العراق، وهو كما ترون مفتوح أمام الجميع، ومن يزوره مرة سيعاود زيارته مرات».





طريق «طبكي» المتعرج الذي يسلكه المشاة تسلقا إلى الدير
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel2.630917
صورة عامة للدير من الداخل
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel3.630917
البناء القديم للدير في قمة جبل مقلوب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:13

تلمسان لؤلؤة المغرب العربى(الجزائر

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel1.592639
تحتل تلمسان موقعا استراتيجيا جعلها عبر التاريخ مركزا رئيسيا وعاصمة للدول والممالك المتعاقبة
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel2.592639
تتوفر تلمسان على شواهد تاريخية هامة جعلتها متحفا مفتوحا
تلمسان.. لؤلؤة المغرب العربي التي أنجبت رئيسين للجزائر
عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011
تلمسان في العام المقبل 2011 عاصمة للثقافة الإسلامية.. تسمى «جوهرة شمال أفريقيا» و«لؤلؤة المغرب العربي» و«غرناطة أفريقيا».. إنها تلمسان، مدينة تجمع بين عبق التاريخ العريق وعاصمة المنطقة، التي أنجبت رئيسين للجزائر، هما أول رئيس للجمهورية الجزائرية، الرئيس الأسبق أحمد بن بلة (من مواليد مغنية التابعة لولاية تلمسان)، والرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة (عائلته من ندرومة التابعة إداريا لولاية تلمسان)، وأنجبت زعيما آخر مشهورا في الحركة الوطنية الجزائرية يدعى مصالي الحاج، وفنانين مشهورين، خصوصا في الغناء الأندلسي، وكتابا وأدباء لعل أبرزهم المؤرخ المشهور شهاب الدين المقري في القرن السادس عشر، وفي العصر الحديث الكاتب الكبير الراحل محمد ذيب، الذي رُشح أكثر من مرة لجائزة نوبل للآداب.
وتلمسان من مراكز الإشعاع الحضاري التاريخية المعروفة في المنطقة العربية، ومصدر فخر كبير لأبنائها الذين توزعوا عبر التاريخ في مناطق مختلفة من المنطقة العربية وخصوصا في شمال أفريقيا، حيث ينتشر لقب التلمساني، فإلى جانب الجزائر، فلقب التلمساني في دول أخرى كالمغرب وتونس ومصر، ولعلنا نذكر مثلا في مصر طارق التلمساني الذي يعتبر من أهم مديري التصوير السينمائي في مصر والعالم العربي.
تقع تلمسان في شمال غربي الجزائر، وتعتبر ثاني أهم مدينة في الجهة الغربية للجزائر بعد مدينة وهران، وتبعد بأقل من 100 ميل عن الحدود الجزائرية المغربية.
وتحتل تلمسان موقعا استراتيجيا جعلها عبر التاريخ مركزا رئيسيا وعاصمة للدول والممالك المتعاقبة، حيث تقع تلمسان على هضبة تحيط بها أشجار الزيتون والكروم. ورغم قربها من البحر الأبيض المتوسط، مما جعلها أيضا مركزا اقتصاديا وتجاريا هاما، فإن ارتفاع تلمسان بأكثر من 800 متر عن سطح البحر جنبها التعرض للرطوبة وجعل مناخها جافا، وهواءها عليلا. وبحكم مناخها فإن تلمسان حارة في الصيف وباردة في الشتاء وقد تشهد حتى تساقط الثلوج.
ويرجع أصل اسم تلمسان إلى اللغة الأمازيغية (البربرية)، وإن هناك اختلافا في معناه، فهناك من يرى أن معناه «المنبع الجاف»، بينما قال البعض الآخر إن معناها «مدينة الينابيع»، وربما هذا هو الأرجح.
وهناك رواية أخرى شعبية تقول إن اسم تلمسان مكون من شقين عربيين «تلم» و«إنسان»، قبل أن تحور وتصبح تلمسان، ولكن كل الدلائل التاريخية لا تدعم هذه الفكرة.
وإن كان الأمازيغ (السكان الأصليون) أول من أرسى تجمعا سكانيا بتلمسان ففد تأسست كمدينة في القرن الرابع الميلادي على يد الرومان قبل أن يغزوها الوندال القادمون من أوروبا.
وقد أصبحت تلمسان واحدة من أهم الحواضر الإسلامية، خصوصا في المغرب الإسلامي بعد الفتح الإسلامي في القرن الثامن الميلادي، وظلت المدينة مركزا مهمّا أو عاصمة للكثير من الدويلات الإسلامية، ولعل أشهرها حكم المرابطين وحكم بني زناتة، الذي بدأ عام 1282م وامتد لثلاثة قرون، وهناك أيضا حكم الدولة الإدريسية، والموحدين، والمرينيين.
وإذا كانت تلمسان تشتهر اليوم بأنها إحدى مدن الفن الأندلسي في الجزائر، وإحدى مدارس الغناء الأندلسي في البلد، خصوصا ما يسمى مدرسة الغرناطي (نسبة إلى مدينة غرناطة) وكذلك الحوزي، فذلك يرجع أساسا إلى استقرار مئات الآلاف من سكان الأندلس، خصوصا من مدينتي غرناطة وقرطبة، الذين فروا إلى تلمسان بعد سقوط الأندلس سنة 1492 في أيدي الإسبان.
وبعد سنوات من ذلك لم تسلم تلمسان هي الأخرى من زحف الإسبان، الذين بعد السيطرة على كامل الأندلس توجهوا إلى جنوب البحر المتوسط، حيث احتل الإسبان المدينة لسنوات طويلة إلى أن استنجد سكان المدينة على غرار كل الجزائر بالعثمانيين، الذين استطاعوا إخراج المحتلين الإسبان منها في عام 1553م لتصبح المدينة تابعة للحكم العثماني، حتى وإن كانت تحظى بنوع من الاستقلال الذاتي عن الباب العالي في الأستانة.
واشتهرت تلمسان بكونها واحدة من محطات طريق الذهب الأفريقي إلى أوروبا، وكانت مركزا هاما يربط بين التجار الأوروبيين والأفارقة ومحطة هامة للتجار الأوروبيين خاصة.
وفي عام 1844 سقطت المدينة في قبضة الاستعمار الفرنسي إلى غاية استقلال الجزائر عام 1962. واصلت تلمسان دورها كأحد مراكز الإشعاع الثقافي والحضاري في الجزائر المستقلة، حيث تعتبر جامعة تلمسان مثلا من أهم الجامعات في الجزائر وقد تم اختيارها أفضل جامعة في البلاد مؤخرا.
والمدينة هي العاصمة الإدارية لولاية تلمسان، التي يبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة، وتضم 22 دائرة و53 بلدية. وقد ترشحت الجزائر بتلمسان لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية للعام المقبل 2011. وهي تشهد حركية ملحوظة تحضيرا لهذه المناسبة الكبيرة، وستشهد المدينة الكثير من الفعاليات الثقافية طوال العام بهذه المناسبة، وقد تكون فرصة جيدة للذي يزور المدينة بهذه المناسبة.
* ماذا تزور؟
- تتوفر تلمسان على شواهد تاريخية هامة جعلتها متحفا مفتوحا، ومن بينها المدينة القديمة المحاطة بالأسوار، وتزخر المدينة بالكثير من المعالم الإسلامية ومن بينها عدد من المساجد الجميلة العتيقة كالجامع الكبير وجامع سيدي بلحسن، كما تتوفر على أضرحة ومزارات، لعل أشهرها ضريح الولي الصالح سيدي بومدين. ومن بين أبرز المعالم أيضا الآثار المتبقية من مدرسة التشفينية التي بنيت في القرن الـ13 الميلادي، والتي تعتبر أول جامعة في المغرب العربي. وتشتهر تلمسان بصناعاتها التقليدية وبصناعة المفروشات والسجاد والجلود والمنسوجات الصوفية والحريرية والقطنية، التي أبرزها ابن المدينة الكاتب الجزائري الراحل محمد ذيب، خصوصا في رواية «النول» الشهيرة.
وتتميز تلمسان بصناعة ملابسها التقليدية الجميلة، وخصوصا لباس العرائس. وقد مدح الشاعر الجزائري الكبير ومؤلف النشيد الوطني الجزائري مفدي زكريا تلمسان قائلا:
تلمسان مهما أطلنا الطوافا إليك تلمسان ننهي المطافا و ربما ليس هناك موقع أفضل من هضبة «لالة ستي» من رؤية تلمسان والتمتع بجمالها، حيث توفر الهضبة نظرة بانورامية بديعة للمدينة المترامية الأطراف، التي تمتد على مساحة تقارب 10 كيلومترات مربع، ويمكن الوصول إلى هضبة «لالة ستي» عبر مصعد هوائي (تليفيريك) من وسط المدينة، وتتوفر الهضبة على مرافق سياحية وترفيهية.
وإلى جانب جمال الطبيعة الخلاب في تلمسان وسهولها الخضراء، خصوصا أثناء الربيع، فإنها تحتوي على منابع طبيعية للعلاج بالمياه الطبيعية الساخنة، ومن أشهرها محطة حمام شيغر للعلاج بالمياه المعدنية الساخنة، وحمام بوغرارة، كما تضم المدينة «شلالات لوريط» البديعة بمياهها العذبة، وبضواحي تلمسان أيضا مغارات باهرة الجمال وأماكن جميلة مثل المنصورة، ودائرة ندرومة التابعة لها، والتي تحتوي على الكثير من المعالم التاريخية الإسلامية، كما أنها كانت أيضا مركزا لاستقرار الكثير من العائلات الأندلسية التي فرت من الأندلس بعد استيلاء الإسبان عليها، ولهذا فهي أيضا أحد مراكز الفن الأندلسي سواء في الصناعات اليدوية أو الغناء الأندلسي وخصوصا الحوزي، ومن أبرز مطربي المدينة الشيخ محمد غفور.
وإذا ما اشتهرت تلمسان بكونها إحدى عواصم الغناء الأندلسي التراثي القديم فإنها أيضا لعبت دورا كبيرا في الغناء العصري الجزائري، وخصوصا لون الراي عبر ابني المدينة الشقيقين رشيد وفتحي بابا أحمد، اللذين يعتبران من رواد الأغنية العصرية في الجزائر بعد الاستقلال، سواء كملحنين ومغنين أو كمنتجين، حيث يعتبران رواد التسجيل العصري للأغاني، ومن أوائل من أدخلوا الآلات الغنائية الإلكترونية الحديثة لأغاني الراي، التي سجلت في استوديوهاتهما بتلمسان. وبإمكان زائر تلمسان اتخاذها أيضا محطة لزيارة المدن المجاورة لها في غرب الجزائر كوهران وسيدي بلعباس وعين تموشنت. وغير بعيد تلمسان، وعلى سواحل البحر الأبيض المتوسط تنتشر الكثير من المدن الساحلية الجميلة والشواطئ البديعة مثل الغزوات ومرسى بن ومهيدي.
* أين تقيم؟
- تتوفر تلمسان على شبكة مواصلات جيدة تربط المدينة سواء بالداخل أو الخارج، حيث تتوفر المدينة على مطار زناتة المربوط برحلات بمطار باريس أورلي عبر شركتين للطائرات، شركة الخطوط الجوية الجزائرية الحكومية، وشركة «إيغل أزور» الخاصة. كما أن تلمسان مربوطة بشكل جيد بالمدن المجاورة في غرب الجزائر، وبباقي أنحاء الجزائر، وسيتعزز ذلك خصوصا مع قرب انتهاء أشغال الخط السريع شرق – غرب، الرابط بين شرق الجزائر وغربها.
وتتوفر تلمسان على عدد من الفنادق الخاصة الصغيرة، ولكن لعل من أشهرها فندق في المدينة هو فندق الزياننين الحكومي المشهور بهندسته الجميلة، والذي يقدم على أنه فندق من أربع نجوم. ومن المنتظر أن يتعزز قطاع الفنادق في تلمسان بفندق تابع لسلسلة الفنادق العالمية «ماريوت»، ومن المنتظر افتتاحه في بداية العام المقبل 2011 بالتزامن مع بدء فعاليات تظاهرة «تلمسان عاصمة الثقافية الإسلامية»، وليكون جاهزا لاستقبال ضيوف المدينة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:17

البيت الدمشقى التقليدى(سورية)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel1.593624
مفردات البيت الدمشقي التقليدي
فندق «بيت روز» مبنى قديم في موقع مميز..
يعبق برائحة الورد الجوري.. وأصبح للوردة الشامية عنوان
اشتهرت مدينة دمشق ومنذ أن تكونت عبر التاريخ بالكثير من المفردات التي تحولت عبر القرون والسنين إلى بصمات مميزة طبعتها بسماتها. ولعل أبرزها أماكنها التاريخية ونهرها المتعب بردي وغوطتها الغناء المجهدة وشجيرات ياسمينها الفواح المتسلق على جدران البيوت العتيقة ونارنجها الزاهي وكبادها الغافي بين أحضان باحات القصور والمنازل التقليدية، هذه الشجيرات الخضراء التي لا يمكن لبيت تقليدي دمشقي أن يخلو منها، يحتفي باخضرارها وعطرها الدمشقيون في كل الأوقات والأيام، ولكن وحدها (الوردة الشامية)، وهي صنف من الورد الجوري الشهير، أبت إلا أن تكنى باسم حاضنتها الأبدية دمشق الشام، حيث وجدت هذه الوردة من أجلها فاحتفل بها من خلال مهرجان سنوي يقام أواخر ربيع كل عام..
ولكن إذا كان الاحتفاء بالوردة الشامية بمهرجان يستمر عدة أيام وينتهي فإن أرادت المهندسة المعمارية ماري جرجور أن تحتفي بهذه الوردة العريقة ذات الألوان الزهرية الزاهية في كل الأيام ولكن كيف؟ سألت نفسها ليحضر الجواب من خلال تأسيس فندق يأخذ اسم الوردة وتمتلئ ردهاته وباحاته وسطحه المرتفع بأصصها وأزهارها الجميلة، وبالفعل تحقق الحلم والاحتفاء الدائم ليولد فندق «بيت روز» أي بيت الوردة الشامية في قلب دمشق القديمة ولينطلق قبل أشهر قليلة فاتحا أبوابه لاستقبال زوار دمشق والباحثين عن جلسة شاعرية بجانب أجمل ما قدمته الطبيعة لدمشق (الوردة الشامية).
بيت روز والوصول إليه وأقسامه : في منطقة تكتظ بمعالم وأوابد وأزقة ضيقة تحول بيت دمشقي تقليدي إلى فندق «بيت روز» بعد أشهر طويلة من أعمال الترميم والإصلاح وجهد كبير حتى يأتي متناسبا مع أهمية اسمه والرمز المحتفى به، أي الوردة الشامية، ففي شارع بدمشق القديمة يسمى (سفل التلة) هنا ولد وافتتح فندق «بيت روز» في شهر أبريل (نيسان) الماضي لينضم إلى عشرات الفنادق والنزل التراثية والمطاعم في البيوت الدمشقية العتيقة، وفي منطقة لا أدري لماذا أطلق عليها الناس هكذا وأخذت فيما بعد تسمية دارجة رسمية فمنها تنطلق تلة مرتفعة قليلا وسط دمشق القديمة وحيث يرتفع وكان من الأجدى تسميتها أول التلة أو بدايتها هنا في هذا المكان المرتفع يقع فندق «بيت روز» الذي يمكن الوصول إليه من اتجاهين فالسائح القادم من سوق مدحت باشا باتجاه الشارع المستقيم الشهير وقبل أن يصل لباب شرقي ومفرق حي القشلة ينعطف يمينا في أزقة ضيقة مرتفعة، حيث تواجهه مدرسة خاصة قديمة وكنيسة يوحنا الدمشقي لينعطف يمينا أيضا وليسير نحو 300 متر بين بيوت تقليدية ومطاعم وكافيتريات وحيث يوجد غاليري قزح سينتهي به المطاف وقبل أن يصل لنهاية الشارع النازل من التلة إلى طريق القشلة سيرى على يساره بناء جميلا مرمما حديثا وسيقرأ من لوحته اسم الفندق أي «بيت روز».
الطريق الثاني الذي يمكن أن يسلكه السائح للوصول إلى الفندق هو للقادم من منطقة القصاع وباب توما، حيث يأخذ طريق القشلة وقبل نهاية الطريق وتقاطعه مع الشارع المستقيم ينعطف يمينا نحو زقاق مرتفع وعلى يمين بداية الزقاق سيكون أمام الفندق، كما يمكن للسائح وعبر الاتصال بإدارة الفندق أن يأتوا به من أي مكان جاء منه إلى دمشق إن كان مطارها الدولي أو مرآب الحافلات في منطقة حرستا أو كان يتجول في معالمها وبين أوابدها.
يشرح سومر هزيم، مدير الفندق وصاحبه، المراحل التي مر بها البيت حتى أصبح جاهزا ليكون فندقا: «اشترينا البيت قبل أربع سنوات وكان في حالة معمارية أقل من الوسط، حيث يبلغ عمر البيت نحو 120 سنة وخضع في تاريخه لعملية ترميم واحدة في عام 1940 فانطلقنا بترميمه وإصلاحه وأشرفت على ذلك والدتي ماري جرجور وهي مهندسة معمارية بحيث تمت المحافظة على كل عناصره المعمارية القديمة مع تجميلها وأبقينا على الأرضية كما هي حتى يشعر المقيم والزائر بمرور الزمن على بلاطها ولكن غيرنا الأسقف وأضفنا بعض الديكورات الجديدة وأبقينا الفرش القديم واستخدمناه بعد إجراء بعض الإصلاحات عليه وجاء أجمل من الفرش الحديث، والفندق على مساحة 130 مترا مربعا يضم سبع غرف في طابقين ففي الطابق الأول هناك ثلاث غرف مع سويت وفي الثاني ثلاث غرف ويضم البيت قبوا كان يسمى «بيت المونة» وقد استخدم كحمامات ملحقة بالغرف ولكن بالطراز العربي، حيث يتميز بتناوب الحجارة فيه ما بين الأحمر والأبيض والأصفر وهناك حمامات دخل فيها عنصر القيشاني كزخرفة معمارية تزين الأرضيات بألوانها الزرقاء والخضراء وبشكل معماري رائع والبيت مبني من الحجر البازلتي الأسود مع وجود زخارف متنوعة تسمى الطوان وخطوط عربية هندسية ونباتية ورسومات زخرفية رممناها واستفدنا منها بتنفيذ ما يشابهها في أمكان أخرى من البيت غير موجودة فيه وكأي بيت دمشقي تقليدي هناك الإيوان الذي خصص لجلوس النزلاء مع تقديم الضيافة الدمشقية لهم وبشكل مفتوح من النوكا وحلويات قمر الدين المجففة على شكل شرائح صغيرة، وفي باحة المنزل هناك البحرة التزيينية ومبنية من الحجر المزاوي العريق وما يميز الفندق أن النزيل فيه يشعر بالحميمية والعلاقة الخاصة مع إدارة الفندق وموظفيه بحيث يمكن للسائح أن يجالسهم ويتحدث معهم وكأنه بين أسرته، وما يميز الفندق أيضا الجلسة الشاعرية على سطحه المرتفع (التراس) حيث توجد طاولات وكراسي لاستقبال النزلاء والسياح من دون أي مقابل والجميل هنا أن الجالس على السطح حيث يشرب كأس شاي أو يقرأ في كتاب وهو في قلب المدينة القديمة يمكنه مشاهدة كل معالمها وحتى قسم كبير من مناطق دمشق الحديثة فارتفاع البيت ووجوده على تلة حيث صنف كأعلى منزل في منطقته سمح للجالسين بالاستمتاع بهذه المناظر الخلابة، خاصة في الليل حيث يشاهد أنوار دمشق متلألئة كما يشاهد جبل قاسيون وتراساته المرتفعة بأنوار جاداته المرتفعة فالمكان هنا يقدم للسائح منظرا لن ينساه وسيظل في ذاكرته لسنوات طويلة عندما يعود لبلده فالكثير من زوار الفندق كتبوا انطباعاتهم ومنها مثلا: إنك من دمشق القديمة ترى دمشق الحديثة بمنظر بانورامي جميل.
أمر غير عادي واستثنائي يقولها بكثير من الدهشة والتعجب هؤلاء. ومنهم من كتب معلقا: إنه لشيء رائع عندما أنهيت تجوالي في الأسواق القديمة ومع حرارة الصيف المرتفعة دخلت إلى الفندق فشعرت بباردة تسري بجسمي وتناولت كأس عصير بجانب نافورة الماء فأعطاني ذلك أحاسيس حميمية لن أنساها مطلقا! والفندق، كما يقول سومر، استقطب وعبر مسيرته القصيرة الكثير من الشخصيات الفنية العربية والأجنبية الذين ارتاحوا للإقامة فيه ومنهم عازف العود العراقي المعروف نصير شمة الذي كلما زار دمشق لا يرضى إلا النوم في فندقنا، حيث أعجبه المكان كثيرا وفيه يلتقي أصدقاءه ويعزف على عوده في جلسات شاعرية.
الخدمات التي يقدمها الفندق لنزلائه ومعلومات عنه تهم السائح: يقدم الفندق الكثير من الخدمات للسياح فهو يأتي بهم من المطار كما يؤمن لهم حجوزات لزيارة أماكن خارج دمشق مع تأمين وسيلة النقل لهم وحسب طلبهم، كما تقدم لهم كل المعلومات مكتوبة وعلى سيديهات عن الأماكن السياحية السورية والمطاعم التي يمكنه تناول الطعام فيها وتصنيفاتها وخصائصها وأسعارها والخدمات التي تقدمها لروادها، نحن نجيب عن أسئلة السائح قبل أن يسألها، التي يمكن أن تدور بذهنه وحتى تلك التي لم تخطر على باله. يقول سومر بكل ثقة بالنفس: «ويمكن للنزيل أن يشرب المشروبات الساخنة والباردة في باحة المنزل وبجانب البحرة وعلى تراسه، ويمكنه استخدام خدمات الإنترنت والهاتف في الفندق، والأهم من ذلك أن الوردة الشامية هدية في كل غرفة من غرفه.. أليس الفندق بيت روز؟!».
أسعار الإقامة في الفندق: وهو مصنف بفئة الثلاث نجوم، والتسعيرة المعتمدة في وزارة السياحة السورية هي 100 دولار أميركي للإقامة بالغرفة المفردة لليلة واحدة وفي السويت السعر 150 دولارا أميركيا، ويقدم الفندق أسعارا مخفضة في أشهر الصيف، حيث تنخفض عدد الوفود السياحية الأجنبية القادمة لدمشق والتي تستخدم فنادق دمشق القديمة بكثرة، حيث تنشط في فصلي الخريف والربيع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:20

المغرب

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel1.596527
زقاق قديم في مدينة طنجة
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel2.596527
مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel3.596527
اسواق شعبية بنكهة مغربية
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel4.596527
منظر بانورامي لمدينة دار البيضاء
رحلة إلى المغرب بلاد الشعب المضياف
كل مدينة فيها لها عالمها الخاص
يروي بعض الأشخاص الذين التقيتهم في الرباط، أن جدران أحد القصور الموجودة في العاصمة مسحورة، وأن السبب في ذلك يعود إلى أن زوجة صاحب القصر، أتت بأفضل السحرة ليكتبوا لها على جدران القصر، أحجبة وأحجية وكلمات وجملا كثيرة تتعلق بالسحر، لكي لا تدخل القصر سيدة غيرها، ولكي لا تملك القصر سيدة غيرها، ولكي لا تسيطر على الرجل سيدة غيرها. مع ذلك، فإنه وبحسب الرواة أنفسهم، فقد تزوج زوجها بغيرها عدة مرات، والسيدات اللاتي دخلن القصر، لا حصر لأعدادهن ولا لأسمائهن. مع ذلك، فالمغرب معروف أنه بلد السحر، وثمة حكايات كثيرة وروايات شعبية وكلام كبير وكثير، حول علاقة المغاربة بالسحر وعلاقة السحر بهم. وفي المغرب ثمة إجماع، على أن أهل الخميسات هم أكثر المغاربة المهتمين والممارسين للسحر، مع ذلك فإن أهل هذه المدينة القريبة من العاصمة ينكرون ذلك بشدة. وثمة في المشرق من يقول إنه بالقرب من طنجة ثمة مغارة يدخلها المتبحرون في علوم السحر مرة واحدة في العام، ويبقون فيها لمدة عام، ينقلون خلالها العلم المكتوب على جدرانها ليستزيدوا منه في علوم السحر.

هذه القصة أيضا، تدخل في باب الخرافات، وبالقرب من طنجة، أي في المنطقة التي يلتقي فيها المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، ثمة مغارة تسمى هرقل، لكنها لا تغلق وليس لها أي باب، وميزتها أنها مفتوحة من جهة المحيط الأطلسي وأيضا من جهة البحر المتوسط، مما يعطيها ميزة نادرة، قلما توجد في مغارة حول العالم. وعلى الرغم من ذلك، فإن ما هو معروف عن المغاربة، أنهم مضيافون ويحبون الغريب، خاصة إذا كان آتيا من المشرق العربي. وللحق فإن الشعب المغربي من أكثر الشعوب ترحيبا بالضيوف، وقلما نجد شعبا يرحب بضيوف بلده كما يرحب المغاربة بضيوف بلدهم.

ثمة ميزة أخرى في المغرب يكتشفها من يزور هذا البلد المترامي الأطراف والمتعدد المناخ والثقافات. وهي أن لكل مدينة عالما مختلفا عن المدينة الأخرى، وعالما مغايرا خاصا بنفسه، فالانتقال من مدينة إلى أخرى في المغرب بمثابة الانتقال من عالم إلى آخر. إن على مستوى التقاليد أو طبيعة مجتمع كل مدينة وقرية وناحية، أو حتى على مستوى المناخ وطبيعة الأرض، أو حتى لناحية الألبسة التقليدية التي تختلف نقشتها وطريقة ارتدائها بين مكان وآخر.

يتناول هذا التحقيق رحلة بالسيارة امتدت على عدة مدن مغربية، بدءا من طنجة التي تعتبر بوابة أفريقيا على أوروبا، وأقرب نقطة التقاء بين القارتين، وصولا إلى مراكش، المدينة الكبيرة والجميلة التي أصبحت اليوم وجهة سياحية من كافة أنحاء العالم.
* باب المغرب الشمالي
* لم تكن الرحلة بالسيارة من فرنسا إلى المغرب صعبة فقط. لقد كانت شاقة ومتعبة، خاصة أن درجات الحرارة في إسبانيا، كانت تتجاوز الخمس والثلاثين درجة في الليل، الأمر الذي حول السيارة، حتى مع وجود التكييف، إلى فرن حقيقي. لكن للسفر في السيارة حسنات كثيرة، كما أنها ممتعة لناحية كونها تمر بدول ومدن وقرى، يمكن أن تشكل مادة معرفية وثقافية مهمة بالنسبة لسائح، لكن هذه الرحلة تشكل للعائلات المغربية التي تسكن في أوروبا وتزور المغرب سنويا، في إجازة الصيف، رحلة عذاب لا بد منها للوصول إلى الوطن الذي يربطهم به، رغم إقامتهم المديدة في بلدان أوروبا المتعددة، أكثر من مجرد حنين إلى الأرض. بل ثقافة متجذرة فيهم. وما زالت عادات وتقاليد وموروثات ذلك الوطن موجودة لم تفارقهم رغم المسافات التي تفصل بينهم وبينه.
نعرف طنجة أكثر من مجرد كونها مدينة تبدو لنا من على سطح السفينة. بعد مغادرة الخزيرات، آخر نقطة على الشاطئ الأوروبي، كما لو أنها ملاك يسبح على الشفة الأخرى من الشاطئ. نصل إلى مينائها كما لو أننا نعيد رحلة الفاتحين، لكن بالعكس. قبل قرون كانت طنجة المدينة. آخر نقطة على البر الأفريقي عبر منها الفاتحون إلى الأندلس. هناك وقف القائد الأمازيغي المسلم طارق بن زياد، وبكلام قليل دب في روح جنوده الحماس لعبور المسافة البحرية الفاصلة، والصمود في وجه العدو. وعلى البر الآخر، البر الإسباني، قال لهم جملته الشهيرة «يا أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر».
هذه المدينة لم تكن، طوال تاريخها المديد، مدينة عادية. بل هي كانت دوما الملجأ، سواء لفقراء الجبال والريف الذين كانوا يأتون إليها للعمل في مينائها، أو للحالمين بعبور المسافة المائية بينها وبين أوروبا، من أجل العيش في جنة الاغتراب. لكن غالبية هؤلاء إما يموتون في البحر، أو يصلون إلى الجنة الموعودة، ليعانوا شقاء الغربة ومرارها ما بقي لهم من عمر وحياة. وكم من واحد عاد وأخبر قصته للآخرين لكن دون جدوى. لقد كان كتاب الصحافي المغربي رشيد نيني «يوميات مهاجر سري» الأكثر دلالة على معاناة من يغادرون بلادهم وعائلاتهم إلى الجنة الأوروبية، التي تتحول إلى كابوس لغالبيتهم. ميناء طنجة ليس كبيرا جدا، ليس ضخما، كما يصور لمن لم يزر المدينة من قبل. صيت المدينة أكبر من مينائها بكثير، لكنه مع ذلك يشهد حركة دخول غير عادية للمغاربة الذين يزورون بلدهم في هذا الصيف الحار.
الطريق من طنجة إلى كازابلانكا لم يكن طويلا جدا، فالطريق السريع، الذي أصبح يمتد كشرايين الحياة بين المدن الغربية يعتبر من أكثر الأمور المهمة التي أنجزت في العشرة أعوام الأخيرة. وبات بالإمكان، بفضل هذا الطريق، اتخاذ الوجهة المناسبة والسير قدما دون أي معوقات تذكر، لكنها لم تكن طويلة لكثرة المناظر الجميلة التي تتمتع بها أرض المغرب. إن كانت القرى التي تزين بيوتها الجبال والسهول، أو المدن التي نمر بجانبها، أو ندور حولها دون أن ندخلها كفاتحين.
* عاصمة المال المغربي
* قد يكون عام 1920 يوم قرر المقيم الفرنسي العام في المغرب الجنرال لويس ليوتي، بناء ميناء الدار البيضاء أو كازابلانكا هو اليوم الذي خرجت فيه هذه المدينة إلى الضوء، كما امتدت إلى خارج الأسوار.

هناك مقابل ما يعرف اليوم بمطعم «سكالا» الواقع على حافة السور الذي بناه البرتغاليون قبل قرون من بناء الميناء. وبدأت المدينة التي هي اليوم قلب المغرب الاقتصادي تنمو وتكبر. الرحلة إلى المغرب تبدأ عادة في الدار البيضاء، أو المدينة البيضاء التي لم تعد تشبه اسمها، فالأبنية التي خطط لها هنري بروست المهندس المتخصص في المدن في عام 1920 وأكملها من بعده المهندس الفرنسي أيضا ميشال إيكوشار في عام 1950 وسميت بحي الآرت ديكو أو الحي الأوروبي، الذي كان تحت الحماية الفرنسية، وكان معظم سكانه من الأوروبيين. هذا الحي كان يضم مركز المدينة والمباني الإدارية إلى جانب حديقة الجامعة العربية اليوم وساحة محمد الخامس، التي تمتلئ بطيور اليمام طيلة الوقت، إلى جانب الحديقة الطويلة التي تقسم الحي إلى قسمين وهي مزروعة بأشجار النخيل. هذا الحي اليوم لا يشبه ما بني عليه، الأبنية التي كانت بيضاء غالبيتها متسخة جدا، وبعضها من كثرة الغبار وقلة الاهتمام أصبح لونه أسود. لكنها مع ذلك تعطي لمحة مهمة عن ماضي المدينة الجميل وحاضرها الأنيق، لكن في بعض الأحياء باستثناء الحي الذي يرمز لاسم المدينة.
ترمز الدار البيضاء إلى حلم المغاربة بالتطور وتحقيق الثروة. المدينة التي يزيد عدد سكانها على ستة ملايين نسمة بحسب الأرقام الرسمية. وزيادة مليونين على هذه الأرقام، حسب التقديرات غير الرسمية. لم تعد مجرد مدينة فيها عدد هائل من المصانع، ويرتكز فيها محور العمل التجاري، ليس في المغرب فقط، بل في أفريقيا. وإنما هي المدينة التي فتحت أفق الحلم أمام البؤساء والحالمين بتحقيق الثروة، وأيضا مدينة عاشها بكل تفاصيلها وكتب عنها بكل تفاصيلها أحد أهم الكتاب المغاربة محمد زفزاف، وكذلك كتب عنها رفيقه إدريس الخوري. وهي المدينة التي تعتبر ثاني أهم مركز للقرصنة المعلوماتية في العالم، المتمثل في سوق درب غلف، التي لا يخضع للرقابة على الإطلاق.
والحق أن كازابلانكا تعيش أجواء نزعة نحو التغريب، حي المعاريف الذي يتوسطه برجا المدينة العملاقان اللذان صممهما المهندس الإسباني ريكاردو بوفيل، يعتبر اليوم أحد أهم الأحياء العصرية في المغرب والبلاد المجاورة له. مقاه كثيرة ومحلات لأهم الماركات العالمية ومطاعم بكل اللغات وملاه ليلية ومراكز تسوق. الزيارة التي استمرت لعدة ساعات إلى هذا الحي وإلى شارع أنفا القريب، أبرزت صورة المغرب الحديث بشكل جلي. كما أظهرت المتناقضات التي تعيشها المدينة. ثمة الكثير من الغنى الفاحش وكذلك هناك منظر الفقر المدقع. هذا الأمر لا يقتصر على الدار البيضاء. هذه ميزة كل المدن الكبرى في العالم، مدن الأحلام، لكن الدولة المغربية على ما علمت تسعى ومنذ سنوات لإزالة مشاهد الفقر من المدينة. لم تعد أحياء الصفيح موجودة بشكل كثيف كما كانت عليه في السابق. ورغم أنها موجودة قليلا، فإنها محاصرة بالأحياء الراقية، كما في حي كاليفورنيا الراقي.
تتمتع كازابلانكا بعدد لا يحصى من المطاعم والفنادق الفاخرة. وهي تشتهر، إضافة إلى المطبخ المغربي الشهير والغني، بعدد لا يحصى من المطاعم التي تقدم الأطعمة البحرية، وعلى مدخل الميناء الخاص بالصيادين، يوجد أشهر مطعم للمأكولات البحرية في المدينة، كما توجد مطاعم كثيرة في داخل المدينة وخارجها.
* مراكش أو المدينة الحمراء
* لم تكن هذه الزيارة الوحيدة لي إلى مراكش. أتيتها قبل ذلك بالقطار وكذلك بالطائرة، وتجولت في محيطها وكذلك تعرفت على جبال الأطلس القريبة منها، خاصة منطقة أوريكا الجبلية التي تختزن في طيات جبالها الشاهقة أجمل القرى المشيدة بالطين منذ مئات السنين، لكن الرحلة بالسيارة إلى مراكش حافلة أكثر بالمناظر الطبيعية، والقرى النائية وتلك القرى التي تصطف على الطريق كما لو أنها مخازن بشرية، لكن توجد مدن أيضا برشيد التي استقبلتنا ما إن خرجنا قليلا من كازا، المدينة الجميلة وكذلك سطات، والكثير من القرى الرائعة وناسها الطيبين. المغاربة شعب بالغ اللطف مع الغرباء. هذه الميزة موجودة كثيرا في القرى التي يتمتع ناسها بألفة جميلة.
منذ الزيارة الأخيرة إلى المدينة طرأ عليها الكثير من التحسينات. مراكش اليوم مدينة عالمية، سكانها من كافة الجنسيات على وجه الأرض. مدينة أصبحت تتكلم لغات كثيرة دون أن تتنازل عن طابعها المميز عن لونها وعما تمثله للمغرب بشكل عام. المدينة بنيت منذ ألف عام تقريبا، بنيت بسبب الحب، لونها الأحمر ليس بعيدا عن قصد بنائها، حين قرر يوسف بن تاشفين التعبير عن حبه لزوجته زينب النفزاوية فبنى لها مدينة. حتى كلمة «أمور» التي يستعملها الأمازيغ في وصف البلاد ليست بعيدة عن الحب. اليوم تعتبر ساحة جامع الفنا في قلب المدينة ملتقى للسياح والعشاق والمحبين وسكان الصحراء، وكذلك سكان القرى الذين يأتون إلى للمدينة للتبضع. مراكش الممتلئة بالحدائق القديمة، تعتبر المدينة الأولى بالعالم، التي حافظت على حدائقها من الهلاك. حديقة المنارة التي تعد واحدة من أقدم الحدائق في العالم بنيت في القرن الثاني عشر. اليوم وباستثناء حديقة سيغاريا في وسط سريلانكا، فإنه لا يوجد حديقة أقدم من المنارة.
حيث أسست في القرن الثاني عشر بعد مائتي عام من تأسيس المدينة. وهي تتميز بأنها تحتوي على عدد هائل من الأشجار المثمرة وكذلك على بركة كبيرة يتوسطها المكان الذي كان مخصصا لأحد ملوك الموحدين. الحديقة الأخرى هي حديقة أكدال التي أسست في نفس الفترة وهي كانت خاصة بزوجة الإمام عبد المنعم أحد أئمة الموحدين.

أما الحديقة الحديثة بين هذه الحدائق الضخمة في تاريخها ومساحتها فهي حديقة ماغوريل التي يملكها مصمم الأزياء الفرنسي الراحل إيف سان لوران، وهي المكان الوحيد في المدينة الذي لم تصبغ أبنيته باللون الأحمر، بل بالأزرق وقد أسسها في بداية القرن العشرين الفنان الفرنسي جاك ماغوريل. اليوم هذه الحديقة تعتبر من أكثر الأماكن المقصودة من قبل السياح وأهل المدينة، لما تحتويه من مناظر خلابة وجميلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:23

حزين (الجنوب اللبنانى)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel1.599470
هدايا جزين الفاخرة
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel2.599470
تعتبر هذه الصناعة مورد رزق نصف أهالي المدينة
جزين.. عروس الجنوب اللبناني
الهدايا الجزينية صناعة حرفية لبنانية يتبادلها رؤساء الجمهوريات
إذا مررت ببلدة جزين الملقبة بـ«عروس الجنوب» لا بد أن تستوقفك واجهات المحلات التجارية المختصة في بيع الهدايا الجزينية المؤلفة من ملاعق وسكاكين وشوك فضية ذات المقبض العاجي والمرصع بالذهب الخالص أحيانا والتي ترافق الموائد الفاخرة.
فهذه الصناعة التي تعود إلى القرن الـ17 استقدمها أهالي جزين عام 1770 من بلدة الباروك الشوفية فأجادوا صنعها واشتهروا بها وأصبحوا من كبار صناعها.
واعتبرت هذه الصناعة مورد رزق لنصف أهالي البلدة الذين لا يزيد عددهم على 40 ألف شخص موزعين على مساحة لا تتجاوز 2120 هكتارا. ويتنافس محترفو هذه الحرفة اليومية في ابتكار الأشكال والرسوم والزخرفة التي تزين القبضات المصنوعة بعض الأحيان من قرون الحيوانات أو عظامها وتأخذ شكل طاووس أو عصفور أو سمكة أو إوزة، وغيرها وتصبغ بألوان مختلفة كالأزرق أو النبيذي أو الذهبي وغيرها لتتلاءم مع مختلف الأطباق المقدمة على الموائد. ويؤكد سهيل حداد، أحد رواد هذه الصناعة، أن الهدايا الجزينية ما زالت تعتبر في مقدمة الأواني أو الهدايا الفاخرة التي تقدم للشخصيات المعروفة. ويختلف زبائن هذه الهدايا تبعا لسعرها وقيمتها فعادة ما يختار الأثرياء والطبقة الراقية المجموعة المؤلفة من أكثر من 100 قطعة مصنوعة من العاج الخالص أو المطعمة بالذهب. وتفوق تكلفتها 10 آلاف دولار، بينما أصحاب الدخل المتوسط أو المحدود يختارون بعض القطع أو طاقما صغيرا للسلطة أو «الجاتوه» وما شابه تتراوح تكلفتها بين 200 و1500 دولار. واضطر أصحاب هذه الحرفة مؤخرا إلى اللجوء إلى مواد صناعية أخرى مشابهة مستوردة من ألمانيا أقل تكلفة من المواد المستعملة عادة في صناعتها، وذلك بسبب ندرة وجود المواد الأولية المستعملة في هذه الحرفة، خصوصا أن قرون الماشية هي في حالة اندثار وتتطلب وقتا أكثر لتقويمها. لتلبية رغبات الأشخاص الذين لا تسمح لهم ميزانيتهم المادية بشراء الفاخر منها فيهبط سعرها إلى النصف وأحيانا أقل، ولكنها تكون أقل جودة وقيمة من تلك الأصلية ويمكن صناعتها في وقت أقل أيضا.
أما طريقة صنع القطعة التي تدخل في خانة «القردحة» فتمر بمراحل عدة تبدأ بقص القرن وتقويمه على النار ثم إعطائه الشكل المطلوب ومن ثم يتم حفره أو نقشه حسب الرغبة وبعد أن يضرب بالشاكوش يبرد بورق الزجاج ليصبح ناعم الملمس. وتتنوع هذه الصناعة ما بين أدوات المائدة والزينة وأدوات الماكياج النسائية لتشمل أيضا أدوات المكاتب من قطاعة ورق وعلاقة مفاتيح وحاملة سيجارة وغيرها. أما أحدث أنواع السيوف وأجملها فقد تمت صناعتها تحت اسم «ذو الفقار» وقد أهديت إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري فأضافها إلى مجموعة الهدايا الفاخرة التي يملكها.
واعتاد رؤساء الجمهورية اللبنانية تقديم هذه الهدايا في المناسبات الرسمية وعندما سأل الرئيس اللبناني الراحل فؤاد شهاب نظيره الرئيس الفرنسي آنذاك شارل ديغول عن الهدية الرمزية التي يرغب في الحصول عليها من الفن الحرفي اللبناني أجابه: «أي طاقم من الصناعة الجزينية». وقد سبق للرئيس اللبناني الراحل أيضا شارل حلو أن أهدى إحداها إلى كل من الملك فيصل بن عبد العزيز وعبد الرحمن عارف (حاكم العراق الراحل) وكذلك لشاه إيران. وكانت عبارة عن مجموعات من السكاكين والشوك وتوابعها مطعمة بالعاج والذهب الخالص، حتى إن مجموعات مشابهة لها مؤلفة من سيوف وخناجر قدمت أيضا من قبل وزراء وشخصيات سياسية لبنانية لزعماء عرب وأجانب لما تحمله من فن ودقة ومهارة يدوية.
أشهر محترفي هذه الصناعة في جزين هم من آل حداد وحبيب وجبور وجرجس عبد النور وفريد عون وغيرهم وتوالى شباب جزين على إتقان هذه الصناعة التي اعتبروها جزءا لا يتجزأ من تراثهم العريق فحافظوا عليها من جيل إلى آخر ونقلوها إلى أولادهم وأحفادهم.
ويؤكد النائب الجزيني السابق إدمون رزق أن هذه الصناعة تقتصر على جزين ولا يمكن تقليدها؛ لأنها تتطلب دقة في التنفيذ. وأشار إلى أن بعض رواد هذه الصناعة يملكون شهادات وبراءات رسمية بأعمالهم وبالخصوصية التي يستعملونها في الزخرفة كمن استبدل مثلا نقش رأس العصفور العادي برأس طير البجع. وأوضح أن مراحل تكوين السكين أو المقبض بشكل عام يتطلب وقتا وفنا، خصوصا أن قرون الماشية المستخدمة في هذه الصناعة باتت نادرة وتقويمها بات صعبا.
وأكد النائب السابق رزق أنه شخصيا لا يتنازل عن تقديم هذه الهدية في المناسبات الرسمية وغيرها؛ لأنه يعتبرها رمزا تراثيا تجب المحافظة عليه. وقد أهدى عام 1970 طاقما مؤلفا من 120 قطعة مصنوعة من العاج للرئيس المصري جمال عبد الناصر وأخرى للحبيب بورقيبة والملك الحسن الثاني والأمير عبد الله وحافظ الأسد.
بشارة رحيم، أحد محترفي هذه المهنة منذ أكثر من 50 عاما، اعتبر أن زبائن هذه الحرفة معروفون ويبحثون عن الجديد فيها ولا يستغنون عن تقديمها كهدية قيمة وأن البعض يوصي عليها قبل أشهر لتسلمها في موعدها المحدد لما تتطلب من جهد وعمل. ورأى أن البال الطويل هو من أهم مقومات هذه الصناعة وركيزة أساسية للإبداع فيها، كما أن النساء في استطاعتهن العمل في مضمارها؛ لأنها لا تحتاج إلى قوة بدنية بل إلى فن وابتكار.
أما سمير حداد، المعروف بـ«أبو طوني» (75 عاما)، فيؤكد من جهته أن الهدية الجزينية تضاهي أهمية أجمل الهدايا الموقعة من كريستوفل في باريس وكريستينر ومتاجر هارولد في بريطانيا وغيرها من المحلات والغاليريهات العالمية. وأشار إلى أن أحدا لا يمكنه أن يقلدها لما فيها من عمل وتفان. أما حلم سمير حداد فهو تزيين عمارات بيروت بالطريقة نفسها ليصبح لبنان جنة مزخرفة بحد ذاتها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:30

مدينة مراكش(المغرب)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel1.615906
شارع جليز بمراكش
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel2.615906
باب محطة القطار بمراكش، الذي استلهم شكل الأبواب التاريخية بالمدينة، والذي يتوسط شارعي «جليز» و«فرنسا»
شارعان يلخصان مراكش السياحة والمقاهي والمطاعم وجميع الثرثرات
إيقاع حياة مشرعة على الفرح وراحة البال ولا تلغي التعلق بالذاكرة والتراث
تعرف المدن، ببناياتها الأثرية ومتاحفها، كما تشتهر بساحاتها وشوارعها. من أشهر الشوارع والساحات العالمية والعربية، نذكر «الحمرا» في بيروت و«محمد علي» في القاهرة و«الشانزليزيه» في باريس، و«الرامبلة» في برشلونة. وإذا كانت ساحة «جامع الفنا» هي أشهر ساحات مراكش، فإن «جليز» و«فرنسا» هما أشهر شوارعها. وليس «جليز» إلا اسم شهرة للشارع الذي أخذ هذه الأيام اسم «محمد الخامس» عنوانا رسميا، عوض تسمية «جليز»، التي يتشبث بها أهل المدينة وزوارها.
يمتد شارع «جليز» على مسافة كيلومترين، تقريبا، ما بين باب «النقب»، أحد أبواب مراكش التاريخية، على الجهة المؤدية إلى ساحة جامع الفنا، والبناية القديمة لمقهى «السفراء»، المحاذية لشارع عبد الكريم الخطابي، المفتوح بدوره على «بين القشالي» و«جبل جليز»، أي أنه يوجد خارج سور المدينة القديمة، ضمن حي «جليز»، الذي شيد خلال فترة الحماية، الشيء الذي يعني أن تاريخ الشارع القصير في سنواته لم يمنع أن يصير الشارع أحد أشهر شوارع مراكش والمغرب.
وتعود تسمية «جليز»، بحسب البعض، إلى التسمية التي كانت تعرف بها منطقة جبل «جليز»، والتي يقال عنها إنه تم تحويرها من عبارة «أدرار نإيجليز»، التي هي تسمية أمازيغية، إذ تعني مفردة «أدرار» الجبل، أما «النون» فتعرف ما بعدها، فيما «إيجليز» تعريف لحشرة صغيرة الحجم وسوداء.
ويمثل شارع وحي «جليز» مقياسا لمعرفة التحولات التي ارتبطت المدينة الحمراء، ما بين بداية القرن العشرين ونهايته، وصولا إلى الحاضر، الذي صار متسارعا في تحولاته: عمارات تملأ الفراغات ومحلات تجارية ومطاعم ترافق زوارا اختاروا السياحة أو الاستقرار بالمدينة الحمراء. ومن مميزات شارع «جليز» أنه فسيح وعريض.
في المساء، رجال ونساء من مختلف الأعمار والثرثرات، يأتون على صهوة الضيم ممتطين شعرا راقصا أو أغنية بكلمات نزارية ولحن عراقي، وفي البال بقايا أغنية مصورة لنانسي عجرم، وكارول سماحة أو هيفاء وهبي. رجال وكفى. كل يبحث عن من تفتر عطرها لتغمسه فيه. كل يقاوم هروبا ضاغطا نحو أجساد تتمايل في غنج، وهي تغزو كل مساء شارع جليز. جميلات يحملهن الغروب عبر الشارع، كما لو أنهن خرجن لتوهن من إحدى «حكايات» ستار أكاديمي. جميلات وجميلات. فاتنات ينتعلن أحذية رياضية وسراويل جينز على الموضة، وينتهين من التأثيث لشكل الجسد بشعر على النصف أو يلهث في الخلف، على إيقاع حياة مشرعة على الفرح وراحة البال: حداثة متسارعة لا تلغي التعلق بالذاكرة والتراث، من خلال مراكشيات، ما زلن يصنعن بالجلابيب البلدية الغوايات القصوى.
يشتهر شارع «جليز» بأروقته التي تعرض لوحاتها ومنحوتاتها على مدار العام، كما ينفتح على أزقة وشوارع يمكن أن تشكل فرصة حديث متشعب عن المدينة، خاصة شارع محمد السادس، الذي كان يسمى، حتى وقت قريب شارع «فرنسا». ليل شارع «محمد السادس» جميل وهادئ. هو شارع من 5 نجوم: مقاه وفنادق باذخة، فيما «المسرح الملكي»، على الجانب، يستمتع بأضوائه الجميلة، التي ترخي عليه هالة خاصة، تحتاج، فقط، إلى مزيد من اللذة الثقافية. غير بعيد من «المسرح الملكي»، تنتصب بناية «قصر المؤتمرات»، الذي اعتاد استقبال تظاهرات علمية وفنية كبرى، من قبيل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حيث يجتمع السينمائيون المغاربة إلى بعضهم، وإلى آلامهم وآمالهم. من السينمائيين المغاربة من يحمل فنا. منهم من يدعيه.
تغيرت التسمية، فتحول شارع «فرنسا» إلى جزء من شارع «محمد السادس»، الممتد إلى عمق «دوار الهنا» وبقايا مصنع السكر، الذي قايض السعديون (أسرة حكمت المغرب في الفترة ما بين 1554 و1659) بسكره رخاما إيطاليا. ذهب السكر مشروبا، وأثث الرخام لذاكرة التاريخ، عبر أثارات المدينة. شارع «محمد السادس» هو تلخيص لما تبحث عنه مدينة مراكش، على مستوى استقطاب المشاريع السياحية والتخطيط لبناء عمراني باذخ.
بنايات أشبه بالقصور، ولغة المال والرفاهية ترتب للمكان. لن يكون للفقر مكان، هنا. ومن يدري، فربما تصلح «تامنصورت» ما أفسده الفقر. شارعا «محمد السادس» و«جليز» بوجه آخر هما مقاه ومطاعم برواد من مختلف الجنسيات والثرثرات. هي مقاه ومطاعم يرتاح إلى كراسيها رواد يستهلكون، في غالبيتهم، الكلام والدخان والكلمات المسهمة، ويتعجبون لأشياء كيف حدثت ولأخرى كيف لم تحدث، أو ليلعنوا الوقت الصعب والزوجات والأزمنة التي تزوجوا فيها، على رأي الكاتب حسان بورقية: قهوة نص – نص، قاسحة أو خفيفة. هنا، لا تهم جودة المشروب. المهم، أن تكون زاوية الرؤية مواتية لرصد حركة ووجوه الغادين والرائحين.
تتوسط «مراكش بلازا»، النسخة المعاصرة لـ«ساحة جامع الفنا»، وشارع «جليز»، حيث محلات «لاسينزا»، و«لاكوست»، و«مانغو»، و«أديداس»، و«إيطام»، و«مروة»، و«سبور بلوس»، وغيرها: محلات تعرض أغلى الماركات العالمية من أحذية وسراويل وقمصان وساعات وديكورات، وملابس أخرى قد لا تعرف كيف يمكن للبعض أن يقنع «جسمه» بارتدائها، أما المقاهي فلا يجلس فيها إلا من امتلك دفء الجيب وملكت كيانه حلاوة الحياة.
إلى الجانب الأيمن من الساحة، ونوافيرها الثلاث، المستطيلة، ينتصب مطعم «ماكدونالدز»، الغاص، على امتداد ساعات النهار والليل، بشباب مغربي منفتح على العصر، وعلى بعضه البعض. على بعد خطوات من رائحة الـ«تشيز بيرغر»، تنتصب بناية «زارا»، بطبقاتها وسلالمها الكهربائية وهوائها المستورد. في الجهة الأخرى، القريبة من ساحة 16 نونبر، التي تحتفي بماء نافورتها، ينتصب محل «دجاج كنتاكي».
الجلوس إلى مقاهي ومطاعم شارعي «جليز» و«فرنسا»، يصبح بلا طعم، حين تستبد بك الرغبة في ساحة جامع الفنا. الطريق إلى الساحة ينقل لحركة متواصلة، فيما مساء الشارعين وفيّ لطقوسه وعاداته. سيارات ودراجات نارية وهوائية، وراجلون لا يقلون هوائية تتقاذفهم الأرصفة والطرقات، فيما صومعة «الكتبية» في امتداد النظر، كما لو أنها حارسة للمكان وناسه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:36

متحف تدمر الوطنى

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel1.620071
متحف تدمر الوطني.. ومعروضات تصيبك بالدهشة
ساعتان فيه لا تكفيان
قد تشعر في داخلك بشيء يمكن تفسيره بأكثر من معنى وأنت تتجول في أوابد مدينة تدمر التاريخية الشهيرة عاصمة البادية السورية، وهذا أمر طبيعي كونك تعيش بين معالم مملكة استثنائية أسستها ملكة استثنائية عاشت فترة زمنية غير عادية رغم قصرها حيث الزمن الروماني الكاسح في ذلك العصر.. ولكن الشعور الوحيد الذي سينتابك ليس له سوى تفسير واحد وهو الدهشة وأنت تتجول في أروقة وحدائق متحف تدمر الوطني الذي يحتفل القائمون عليه في هذا العام 2011 بذكرى عيده الخمسين حيث تأسس في يوم 6 أغسطس (آب) من عام 1961 في مدينة تدمر العصرية وفي وسط الساحة التي أخذت اسم ملكتها الرائعة زنوبيا في مبنى من طابقين يواجه مبنى بلدية المدينة.

ومما لا شك فيه فإن شعور الدهشة الذي ينتاب كل من يزور هذا المتحف الرائع ينبع من تلك المقتنيات التي يعرضها في قاعاته القليلة التي تضيق عن استيعاب آلاف المكتشفات التي يعثر عليها كل عام في مدينة تدمر الخالدة وباديتها الشاسعة، ورغم ذلك فكفيلة تلك المقتنيات المعروضة بأن تقدم لك بانوراما لتاريخ وعراقة هذه المدينة والمملكة الحلم وملكتها الأسطورة زنوبيا.

الوصول إلى المتحف: زيارة المتحف ممكنة في أي يوم من الصباح وحتى ساعات المساء حيث لا يوجد يوم عطلة أسبوعية والوصول لمتحف تدمر الوطني سهل جدا خاصة لمن يكون قد أنهى جولته في المدينة القديمة ومعالمها المتنوعة وقلعتها الجميلة المطلة على واحة وأوابد تدمر والمسماة قلعة فخر الدين المعني، فبعد ساعات من التجول بين هذه الأوابد لا بد عزيزي السائح والزائر أن يكون ختام زيارتك مسكا (كما يقول المثل الشعبي) والمسك هنا زيارة متحف تدمر الذي يمكن الوصول إليه سيرا على الأقدام وستستغرق زيارة المتحف نحو ساعتين على الأقل لتتمكن من الاستماع بمشاهدة جميع معروضاته وبمنظر حديقته الجميلة التي تحولت هي الأخرى لمتحف هواء طلق.

اطلب بطاقة الدخول من استعلامات المتحف على بابه الخارجي وهي بقيمة 3 دولارات، في المدخل الخارجي للمتحف سترى «أسد تدمر» المكتشف في معبد اللات عام 1977 وهو يرمز للربة العربية اللات كربة للحرب وكان الأسد رمز القوة الذي ينفذ قوتها وعلى يده اليسرى كتابة تدمرية تقول: «أن الربة اللات تبارك كل من لا يسفك الدم في المعبد» وهذا يعني حق اللجوء إلى المعبد فمن دخله فهو في سلام وتعود منحوتة أسد تدمر إلى القرن الأول قبل الميلاد ويجسد – كما يقول الباحث الأثري خالد أسعد مدير آثار تدمر السابق – التقاليد العربية في فنون نحته وما يرمز إليه، بعد ذلك لا بد أن تشاهد وأنت تدخل البهو الداخلي للمتحف كهفا مصنوعا قبل 47 عاما يمثل الحياة في الكهوف في عصور ما قبل التاريخ حيث يقدم تجسيدا للكهف الأصلي الموجود على مسافة نحو 22 كلم غربي تدمر الذي نقبت فيه مع عدد من الكهوف بعثة أميركية في عام 1955 وتابعتها بعثة يابانية في بداية سبعينات القرن الماضي وكشفت عن بقايا عضوية وأدوات صوانية لإنسان العصر الحجري القديم والأوسط وسترى في الكهف (المقلد) نماذج الإنسان المعروف بالإنسان العاقل الذي لجأ إلى الكهف ثم بدأ تدريجيا يقترب من مصادر المياه حيث جذبه نبع أفقا التاريخي الشهير قرب تدمر وأسس بجانبه مساكنه البدائية.

التجول في قاعات المتحف: بعد زيارة الكهف انطلق لزيارة قاعات المتحف حيث سترى معروضات مدهشة حقا في طابقي المبنى التي تقدم لك بانوراما رائعة لمنجزات الفن التدمري من منحوتات وفسيفساء ومصنوعات ذهبية وبرونزية وفخارية وزجاجية وجصية كما سترى في جناح المتحف الغربي نماذج من الفن الإسلامي ونماذج من صخور البادية وخاماتها ومستحاثاتها وخرائط طبوغرافية لواحة تدمر وغير ذلك.

نبدأ جولتنا في قاعات المتحف الأرضية، ففي القاعة الأولى نرى مجموعة من الكتابات الدينية والتذكارية وهناك لوحة تحوي موجزا عن اللغة والكتابة التدمرية وإلى جوارها قاعدة تأسيس معبد بل المؤرخة في عام 32م وفي وسط القاعة مجموعة من المذابح النذرية المكتشفة بين أعوام 1947 و1978 في مدخل نبع أفقا، ولو نظرنا إلى جدار القاعة الجنوبي سنشاهد حاملة تمثال عليها كتابة يونانية، التمثال تقدمة من نقابة الدباغين وصانعي القرب في تدمر إلى (صاحب السمو حيران بن الملك أذينة عام 258م).

نذهب إلى القاعة الثانية حيث نشاهد في وسطها مجسما لمعبد بل كما كان قبل تهدمه وهو من تصميم الفنان وفا الدجاني كما نرى في جدار القاعة الشرقي قوسا لربة الظفر المجنحة تحمل إكليلا من الغار وسعف نخيل وهناك لوحة لكاهن يولد من صدفة وهناك لوحة ذات إطار مزخرف تضم تمثال «إله الفصول والمواسم» ومحرابا صغيرا وفي أسفلها عدة نسور توحي بأنها تحملها وفي الأعلى نسر يفرد جناحيه، فيما جدار القاعة الغربي يضم أفاريز من الزخارف النباتية والهندسية تعود إلى معبد بل القديم في القرن الأول قبل الميلاد.

نتوجه بعد ذلك للقاعة الثالثة من المتحف لنشاهد معروضاتها التي هي عبارة عن مجموعة من النحت المدني الذي كانت تماثيله تزين شوارع المدينة ومعابدها وأعمدتها التذكارية تخليدا لشيوخ تدمر وفرسانها ورؤساء قوافلها وهجانتها ووجهاء المدينة وتجارها وهي تماثيل بالحجم الطبيعي حيث يرتدي أشخاصها الملابس المحلية التدمرية وهي عبارة عن ثوب طويل فوقه عباءة تلتف حول الكتف والشخص ينتعل صندلا أو هناك من يرتدي قميصا وسروالا مطرزين بخيوط ذهبية أو فضية أو من القصب وهو اللباس المستورد من بلاد فارس للطبقات الميسورة في المدينة، وفي جدار القاعة الغربي هناك لوحة نحتت عليها سفينة وربانها كانت تنقل التجارة ما بين ميناء تدمر في ميسان على الخليج العربي ومينائها على نهر الفرات والمسمى دورا أوروبوس أو الصالحية، تعرفنا اللوحة النادرة على أسماء بعض التدمريين الذين كانوا يمتلكون سفنا في الخليج العربي والمحيط الهندي وعلى الجدار الجنوبي من القاعة نشاهد لوحة تضم ضابطا وبعض الجنود الذين يحفظون الأمن على الطرق التجارية مع إبلهم وخيلهم وأسلحتهم وهم ما يسمون الهجانة أو حرس الحدود.

وفي الرواق الغربي من القاعة هناك لوحات منحوتة لبعض الأرباب التدمريين مجتمعين ومنفردين حيث بذل الفنان التدمري – كما يقول الباحثان الأثريان خالد أسعد وعدنان البني – جهدا في إضفاء صفتي الجمال والقوة على أربابه فصورها تقود العربات الحربية وتلبس الدرع وتشرع الرماح وتركب الجمال والخيول وتشهر السيوف وترمي السهام وتقف في صفوف أو تسير في المواكب، وفي وسط الرواق مجموعة من الخزائن التي تضم أواني فخارية وزجاجية وبطاقات الولائم الدينية يحملها المدعوون إلى المعابد في المواسم وعلى البطاقة صورة صاحب الدعوة وهناك مجموعة من السرج والمباخر الفخارية، كما تضم الخزائن مجموعة من المصنوعات البرونزية المختلفة والنقود الفضية والبرونزية والنحاسية والدنانير الذهبية التي تعود للقرنين السادس والسابع الميلاديين ومنها دينار للخليفة محمد المهدي من القرن التاسع الميلادي، ونشاهد في جدار القاعة الشمالي لوحة فسيفساء لأسكولاب رب الطب ورمزه الثعبان. ننتقل بعد ذلك للقاعات الثلاث المتبقية من المتحف نشاهد فيها مجموعة من السرر الجنائزية وتماثيل ومشاهد جنائزية عثر عليها في المدافن التدمرية لأسر معروفة ومنها أسرتا بولبرك وساسان التدمرية تعود للقرن الثالث الميلادي.

كما يمكننا مشاهدة القاعة الجصية في المتحف وهي من أحدث القاعات المؤسسة فيه قبل أشهر وتضم مجموعة من المقتنيات والتماثيل الجصية التي عُثر عليها عام 1975م وذلك عند بناء فندق الميريديان بتدمر (فندق الديديمان حاليا) وذلك في قاعة مخصصة لها في متحف تدمر الوطني وذلك بهدف إظهار ما لهذه القطع الجصية من أهمية كبيرة في تطور الأساليب الفنية الزخرفية في مدينة تدمر الأثرية خلال عصر الازدهار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:39

نهر العاصى (سورية)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel1.616962
دليلك إلى متنزهات نهر العاصي في سورية
رحلة النهر الذي عصى وتمرد على الطبيعة
يسمونه النهر الساحر، فهو بمياهه ومسطحاته الخضراء القائمة على ضفافه يسحر كل شخص يراه ويجلس بجانبه، ويسمونه النهر العاشق والنبيل، لأنه يقدم الخير والجمال لكل شيء يجاوره، ويسمونه النهر الحاضن، فهو ومنذ وجوده قبل آلاف السنين احتضن حضارات ومدنا قامت على ضفافه فوهبها الحياة والديمومة، وكثيرون أطلقوا عليه النهر الأسطورة حيث نسج اليونانيون والآشوريون حوله الأساطير والحق معهم فأطلقوا عليه اسم مرسيا (القتيل المظلوم) وآرانتو، وفي القرون الوسطى صار اسمه «آرونت» حيث هو اسم أول مهندس نصب جسرا فوقه (حتى الشاعر البحتري ذكره هكذا في قصيدة له يقول بها: وكم قطعت نهر الأوروند إليهم كتائب تزجى فيلقا بعد فيلق).. وهناك من أطلق عليه اسم التنين أو طيفون (التنين الأسطوري) الذي ضربته الصاعقة وحاول الهرب من النار المنتقمة فحفر مجرى متعرجا وهبط تحت الأرض وكان أن تسبب في انبثاق نبع ماء أصبح نهرا أطلق عليه اسم طيفون.. تسميات وأساطير ومنها أورانتس الجبار الهندي الذي تصدى لديونيس الغازي للهند.
ولكن يبقى الاسم الذي لم يتغير منذ قرن (العاصي) إنه النهر الذي سحر الكثيرين ولكنه عصى وخالف كل مسارات الأنهر التي تتواجد جنوبا فجاء هو (مقلوبا) حيث يأخذ ذات الشمال، والعاصي الذي يأخذ اسمه العربي هكذا بينما ما زال الغربيون والفرنسيون بشكل خاص يطلقون عليه اسم (ORNTE) الذي ينبع من الأراضي اللبنانية (وحتى ولادته تبعث فيه الدهشة ـ يؤكد الباحثون ـ) حيث منابعه من منطقة بعلبك اللبنانية والهرمل ليدخل الأراضي السورية مخترقا فيها مدنا وقرى وأريافا وسهولا تحولت بفضله إلى غابات خضراء ومناطق سياحية بامتياز، وفي رحلته الأبدية من منبعه وحتى مصبه بطول 600 كلم حيث يصب النهر في آخر مشواره بسهل السويدية قرب بحيرة أنطاكية في تركيا ليصب في البحر الأبيض المتوسط.
متنزهات سياحية وبحيرات ونهر العاصي الذي يهب المدن السورية حصة كبيرة منه منذ دخوله الأراضي السورية من الأراضي اللبنانية وحتى خروجه منها عند منطقة جسر الشغور شمالا متجها نحو مصبه في البحر المتوسط، قامت ومنذ عشرات السنين على ضفافه الكثير من المتنزهات السياحية التي جذبت السياح من مختلف بلاد العالم ليستمتعوا بمنظره الرائع ومياهه الصافية في الكثير من الأماكن التي يعبرها حيث برع السوريون في استثمار ضفافه لجعلها أماكن غناء رائعة الجمال تقدم للسائح والزائر متعة الغوص في التاريخ من خلال عراقة النهر والأوابد القديمة القائمة بجانبه والتي يمكن للسائح التجول فيها والعيش لساعات في أحضان حضارات عمرها آلاف السنين، ومتعة أخرى وهي الجلوس بجانب ضفافه وترك النظر يأخذ مداه نحو الخضرة والجمال الطبيعي.
إنها رحلة طويلة، ساعات وساعات بل أيام جلنا بها تلك الأماكن الخلابة يرافقنا النهر الرائع عابرين بجانبه فلم ندر هل هو يرافقنا ونحن نعبر السهول الخضراء والمدن والقرى كأب حنون أم نحن والكثير من السياح والزوار الذين كنا نلتقيهم في رحلتنا مع النهر نرافقه بمشواره الأزلي، لا يهم ـ يقول مرافقي المصور والخبير بالمشهد الطبيعي ـ فالأهم هنا أننا نسير مع سحر النهر ولكن لا نتمرد عليه كما هو تمرد على الطبيعة فجاء عاصيا مقلوبا. بداية جولتنا في متنزهاته كانت من محافظة حمص التي تستقبل النهر قادما من لبنان من منطقة تل النبي مندو القائم على أنقاض مدينة قادش التاريخية، ورغم أنه لا يدخل المدينة من وسطها كما يفعل مع جارتها (حماة) إلا أنها تستقبله بأحسن ما يكون ولذلك أطلق الشعراء على حمص لقب جارة العاصي، فأسس الحماصنة ومنذ عشرات السنين المتنزهات الجميلة على ضفاف نهر العاصي، وخاصة متنزه الميماس الشهير والمتنزهات على بحيرة قطينة التي تستمد مياهها من نهر العاصي حيث تقع على مسافة نحو 12 كلم عن حمص إلى الجنوب الغربي منها، على ضفاف قطينة التي أنهكتها ولوثت مياهها المعامل التي قامت بجوارها ما زالت تستقطب السياح من مختلف البلدان حيث يبلغ طول شاطئها 30 كلم ومساحتها الكلية 61 كلم مربعا، هنا يمكن للسائح بعد أن يصل إليها من حمص بطريق معبدة بشكل جيد أن يجلس على ضفاف البحيرة مستمتعا بمنظر مياهها وحتى يمكنه صيد السمك بالصنارة لمن يحب هذه الهواية والاستمتاع أيضا بمداها الواسع وبمنظر الشمس وقت الغروب وهو بجانب البحيرة التي تشكل بحد ذاتها منطقة سياحية فريدة كما يقول المعنيون والمهتمون، فهي البحيرة الوحيدة في سورية التي تقع على اتجاه الرياح بحيث يمكن أن تساعد في استثمارها من الناحية السياحية لرياضة الشاطئ والألعاب المائية، ولأنها ما زالت تنتظر المستثمرين السياحيين لإقامة المزيد من المنتجعات السياحية على شاطئها فقد تم تكليف شركة خليجية متخصصة لإعداد دراسة متكاملة للاستثمار البحيرة سياحيا، ويمكن للسائح حاليا الجلوس ولساعات في الكثير من المنشآت القائمة بجانبها وتناول الطعام فيها. ويمكنه الانتقال بعده نحو المكان الأجمل في حمص وبجانب العاصي إنه «الميماس» المتنزه الكبير الذي يقع غرب حمص بنحو 4 كلم وقد تغنى به شعراء حمص القدماء والمعاصرون فعاش به ديك الجن الشاعر الشهير الذي قتل حبيبته ورد ليهيم بعدها على وجهه يكتب لها قصائد المرثيات لعشقه الدامي، كما أطلق الكثيرون على الميماس لقب لؤلؤة حمص وهو يستقطب بمتنزهاته السياح والزوار حيث يقدم لهم جلسات سيران شعبية مع وجود مدن الملاهي للتسلية وللعب الأطفال كما تقدم المتنزهات الشهيرة القائمة فيه الطعام والشراب والسهرات الفنية مع الاستمتاع بروعة المكان وبساطه الأخضر ومياه العاصي التي قامت هذه المقاصف السياحية بجانبها ومن أشهرها: ديك الجن وعبارة الميماس ومريسية والأهرام وأمير الندى وغيرها وجميعها مصنفة سياحيا بنجمتين، وفي الميماس يقام ربيع كل عام مهرجان سياحي تراثي جميل مع مهرجان للتسوق. ونهر العاصي في حمص الذي تعاني مياهه من التلوث نعلم ـ وكما علمنا من الجهات المعنية المحلية ـ أن هناك مشروعا قادما وبتكلفة نصف مليار ليرة سورية لتهذيب وتجميل النهر ضمن أراضي محافظة حمص سينطلق في عام 2011 ويتواصل على مدى 4 سنوات ليعود الألق له والجمال لمياهه في بعض المواقع المتلوثة منه.
المتنزهات في الغاب والروج وجسر الشغور نترك عاصي حمص ونتجه شمالا نحو مدينة حماة مرافقين النهر الذي يقطع الأراضي الخضراء والبساتين الغناء ويعبر بلدة الرستن التي تقع بمنتصف الطريق بين المدينتين حيث المسافة بينهما نحو ثلاثة أرباع الساعة، هنا في الرستن وحيث اشتهرت بسدها العملاق على العاصي أقيمت الكثير من المتنزهات والمنتجعات السياحية بجوار النهر والسد المرتفع بمنظر بديع حيث تقدم للزائر والسائح كل الخدمات مع السهرات الجميلة وهناك العديد من المطاعم والاستراحات التي تجاور النهر على طريق حمص – حماة والتي تقدم خدمات متنوعة للسائح ومنها: القصر والنورس وغيرهما، وفي مدينة حماة مدينة العاصي والنواعير حيث يخترق النهر المدينة في وسطها قامت الكثير من المنتجعات والمتنزهات السياحية الرائعة على ضفاف النهر وبجانب نواعيره الخالدة ومن هذه المتنزهات: الأربع نواعير على كورنيش العاصي شرق شمالي حماة بجانب نواعير البشريات والعثمانيات وهناك متنزه جسر المراكب وسط حماة في الساحة التي تأخذ من النهر اسمها أي العاصي وهو متنزه جميل يضم المقاهي والمطاعم ومتعة الجلوس على ضفاف النهر أمام نواعير المحمدية والمأمونية وبجانب أجمل حدائق حماة العامة وبجوار نواعير الجعبرية وغيرها يمكن للسائح الاستمتاع بمنظرها مع منظر النهر من خلال الجلوس في مطاعم وكافتيريا فندق أفاميا الشام الحائزة على 5 نجوم.
ونترك حماة لنتجه مع النهر وهو في رحلته غربا نحو الطريق المؤدي إلى البحر الأبيض المتوسط وإلى مدينة اللاذقية فعلى مسافة نحو 20 كلم تظهر لنا مدينة رائعة لتعلن بداية سهل الغاب الجميل، هنا في مدينة محردة أقيمت على العاصي الكثير من المتنزهات الجميلة وتواجدت المطاعم التي تقدم خدماتها للسياح ومنها: النجمة ومقصف نادي محردة وغيرها، ونتجه غربا نحو القلعة الشهيرة (شيزر) التي تجاور القرية التي تأخذ نفس الاسم وتطل على النهر بمنظر بانورامي جميل كما تطل على الناعورة الوحيدة القائمة في القرية على النهر، حيث يمكن للسائح الصعود للقلعة في كل أيام الأسبوع باستثناء يوم الثلاثاء حيث العطلة الأسبوعية وليستمتع بمنظر العاصي وبالسهول الخضراء بجانبه، بعد شيزر نتجه غربا وننعطف يمينا لنأخذ الطريق المتجه نحو منطقة الغاب ملتزمين بخط النهر، هنا تبرز لنا أوابد مدينة أفاميا الشهيرة التي ترافق العاصي في رحلته الأبدية وهنا تتواجد قلعة المضيق (أكروبول أفاميا) والتي تطل على النهر أيضا بمنظر جميل رائع حيث يعبرها العاصي، في سهل الغاب يعبر النهر ليهب الأرض اخضرارا وحياة فعلى مدى البصر ونحن في السيارة نقطع الطريق متجهين إلى مركز الغاب مدينة السقيلبية التي تبعد عن حماة 50 كلم بطريق جيد نشاهد بساتين القمح الواسعة ومزارع الشوندر السكري وغيرها تجاور النهر كما نشاهد السدود التي أقيمت على النهر من سد محردة وحتى اللطامنة وغيرهما، في السقيلبية وقراها تتوضع الكثير من المنتجعات السياحية بجانب النهر وبجانب الأماكن الطبيعية التي وجدت مع النهر ومنها طاحونة الحلاوة وبحيرات وجداول مياه وسواق ومن المتنزهات التي تقدم الخدمات للسياح هناك: جوين والشريعة والقصر وغيرها.
نترك سهل الغاب وجماله الأخاذ لننطلق مع النهر وهو متجه نحو محافظة إدلب شمال غرب، وخاصة نحو سهل الروج ومنطقة جسر الشغور حيث يتواجد أقدم جسر بني على العاصي وما زال قائما يستقطب السياح بمتنزهاته الشعبية القائمة بجواره وفي بلدة دركوش التي تبعد غربا بنحو 25 كلم عن جسر الشغور ما زال ميناؤها قائما حيث كان سكانها القدماء يبنون السفن على نهر العاصي ويمكن للسائح أن يرى في دركوش أجمل المواقع التاريخية القائمة على النهر الذي يشطرها إلى نصفين منذ آلاف السنين ومنها الأعجوبة منحوتة الملاح أوتنيحس التي ظهرت فوق مدفن قديم بجوار النهر بارتفاع 20 مترا حيث يظهر على شكل رجل وقور مرتديا قبعة خاصة بزي سادة العمل وذقن طويلة ينظر إلى البلدة نظرة حب حيث منحته دركوش لقب سيد الملاحين وكتب على مدفنه الملاح المحفوظ، في دركوش يمكن للسائح أن يشاهد ما تبقى من الجسر الروماني القديم على النهر والذي تهدم إثر فيضان النهر قبل 50 عاما وينتظر حاليا سواعد المرممين. وفي جسر الشغور وسهل الروج ودركوش وغيرهما من القرى والبلدات التي يعبرها العاصي ويجاورها وجدت الكثير من المنشآت السياحية لخدمة السياح والزوار وتقديم الطعام والشراب وألعاب التسلية للأطفال ومنها: الشلال ـ نهر العاصي ـ عشتار ـ آخ تمار وغيرها.
ونترك العاصي هنا، ليستمر في رحلته الأزلية متجها نحو مصبه النهائي في السويدية على البحر الأبيض المتوسط، حاملين في ذاكرتنا الكثير من الجمال والسحر عن هذا النهر الساحر كما حاملين معنا الأماني بأن يشهد النهر خاصة في محافظتي حمص وحماة حملة كبيرة لإزالة التشوهات البيئية والبصرية عنه كما سمعنا وعلمنا من المعنيين هناك، وليستمر النهر في تدفقه نظيفا رائعا على مدار العام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 20:22

مراكش وسياحة الأغنياء(المغرب)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel1.625502السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel2.625502
مراكش تبحث عن سياحة الأثرياء عن طريق ملاعب «الغولف»
حتى ساحة «جامع الفنا» صار لها «ملعب» خاص بها
وجدت لعبة «الغولف» لنفسها، في مراكش، مساحات للانتشار، بعد أن تزايد عدد الملاعب والمجمعات السياحية المتخصصة، التي شيدت في السنوات الأخيرة. وأصبحت رياضة «الغولف» منفذا مهما لجذب السياح الميسورين، باعتبارها رياضة كبار رجال المال والأعمال والسياسة.
ويعمل المغاربة، منذ سنوات، على تطوير هذا النوع من السياحة، عبر التركيز على منظمي الرحلات السياحية، والمهنيين والمشرفين على رياضة «الغولف» والترويج للمغرب، عبر وسائل الإعلام المتخصصة.
ويوفر المغرب لزواره فرصة الاستمتاع بعرض سياحي متنوع، يشمل سياحة المدن العتيقة والسياحة الجبلية والسياحة الصحراوية والسياحة الرياضية والسياحة الدينية والسياحة الشاطئية. وفي هذا السياق، بُذلت جهود لجعل النشاط الرياضي كذلك في خدمة السياحة، باستغلال التنوع الطبيعي، الذي يوفر الأمكنة الملائمة لممارسة مختلف الرياضات، على مدار فصول السنة، سواء في المرتفعات، التي توفر فضاء ملائما للطيران الشراعي والرياضات الشتوية، كالتزلج على الجليد، أو الشواطئ لممارسة مختلف الرياضات الشاطئية، فضلا عن رياضتي القنص والصيد.
في مراكش، التي تحاول تضميد جراحات التفجير الإرهابي وتشجيع السياح على زيارتها، صارت تعلق على جنبات الطرق لوحات إعلانية، نقرأ فيها «الشاطئ في مراكش»، تدعو المارة والزوار إلى زيارة «الشواطئ» التي تمت «صناعتها» لمواكبة التحولات التي تعيش المدينة على إيقاعها، مثل «الشاطئ الأحمر» و«الوزيرية»، مع أنها لا تطل على بحر أو محيط، لكنها لم تكن لتغفل عن خلق مساحات خضراء للعبة «الغولف»، تلبية لرغبات السياح وتنويعا للمنتوج السياحي.
وتوجد بمراكش، حاليا، ستة ملاعب، هي «النادي الملكي» و«أملكيس» و«المعدن» و«سمناح»، و«البالموري» و«أسوفيد». ويتوقع أن يتزايد عددها ليصير في حدود 12 ملعبا، خلال السنوات الأربع المقبلة.
وقال منتصر بولال، المختص في الترويج والتسويق السياحي بمراكش، لـ«الشرق الأوسط»، إن خيار خلق ملاعب «الغولف» بمراكش هو ضرورة فرضتها قيمة المدينة الحمراء كوجهة سياحية، يقصدها سياح من مختلف الطبقات الاجتماعية، وبالتالي، فهذه النوعية من الملاعب قد شيدت لكي ترافق السياحة الراقية، التي يقبل عليها الأغنياء.
وشدد بولال على أن علاقة لعبة «الغولف» بمراكش ليست حديثة، بل ترجع إلى النصف الأول من القرن الماضي، وأن أول مسلك للغولف، هو غولف «النادي الملكي»، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1923، قبل أن تتبعه باقي الملاعب الأخرى، التي تتوزع على ضاحية مراكش في انتظار فتح ملاعب أخرى.
ويجدد غولف «النادي الملكي» نفسه باستمرار، وكان هذا الملعب مفضلا لدى الملك الراحل الحسن الثاني، فضلا عن عدد من مشاهير العالم، بينهم ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، الذي كان أحد عشاق المدينة المغربية.
وتحدث بولال عن نوعية السائح الذي يختار التوجه إلى ملاعب «الغولف»، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بسياح مرتاحين ماديا، وهو ما يعني أن كل ممارس يمكن أن يدر على المدينة ما يدره أربعة أو حتى عشرة سائحين عاديين، من جهة أن هذا الممارس لا يمكنه، نظرا للطبقة الاجتماعية التي من المفروض أن يكون محسوبا عليها، أن ينزل في أي فندق أو أن يتناول أي أكل، كما أنه لا يسافر بمفرده، وحيث إنه من طبقة راقية، فإنه يطلب ما يرافق السياحة الراقية من إقامة وأكل وشرب ووسائل راحة، له أو لعائلته.
ويفسر بولال سر إقبال عدد من عشاق لعبة «الغولف» على مراكش بالفضاء الذي تقترحه المدينة الحمراء على زوارها، بشكل عام، خاصة على مستوى الطقس، علاوة على الهندسة المتميزة التي تم بها إنشاء الملاعب، حيث تمتزج الخضرة بزرقة السماء واللون الأحمر الذي يميز مراكش، فضلا عن الخلفية التي تقترحها جبال الأطلس، بقممها وثلوجها البيضاء.
من جهته، قال باتريك ويدمر، مدير غولف «المعدن»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «سياح الغولف هم، في العادة، زوار مرتاحون ماديا»، مشيرا إلى أن «مراكش صارت تتحول، شيئا فشيئا، إلى وجهة سياحية لعشاق لعبة الغولف»، مشددا على أن «بإمكان مؤهلات وجهة مراكش أن تجعلها منافسا قويا لباقي الوجهات العالمية الأخرى، في هذا المجال، خاصة المتوسطية منها، مثل إسبانيا وتركيا والبرتغال».
وأبرز ويدمر أن «مراكش تتميز عن باقي المنافسين بطقسها وقربها من أوروبا، كما أنها تقترح على زوارها طبقا متميزا على الصعيد السياحي، حيث يجد زائرها الأوروبي، مثلا، شيئا من عوالم ألف ليلة وليلة، مثل الأسواق والساحات والمآثر التاريخية، فضلا عما يقترحه المطبخ المغربي من أطباق والصناعة التقليدية من مصنوعات». وأكد ويدمر أن المغاربة يشكلون 20 في المائة من رواد ملاعب «الغولف»، الذين يوجد بينهم، على الخصوص، فرنسيون وألمان وبريطانيون وإيطاليون.
والمثير في أمر علاقة لعبة «الغولف»، بمراكش، أنه حتى ساحة «جامع الفنا» صار لها «ملعبها» الخاص، ولو أنه ملعب يختلف عن باقي ملاعب الدنيا: عشب اصطناعي صغير من 50 سنتيمتر على مستوى العرض، وثلاثة أمتار على مستوى الطول، حفرة في أقصى «الملعب»، خمس كرات وعصا.
ويقول حسن برزيز، صاحب لعبة «الغولف» الاصطناعي في الساحة، لـ«الشرق الأوسط»، إنه يعمل بالنهار في عمل قار، ويقصد الساحة ليلا للاستمتاع باللعبة وجني بعض المال من زوار الساحة، ممن تستبد بهم رغبة التلاعب ببعض الكرات نحو الحفرة الوحيدة التي اختصر بها لعبة جرت العادة أن تكون من 18 حفرة.
وبدأت حكاية «غولف جامع الفنا»، قبل سنوات، حين تعرض الشاب حسن لوعكة صحية طارئة، جعلته غير قادر على القيام بأشغال تتطلب مجهودا بدنيا، ولذلك فكر في ابتكار لعبة يكسب بها بعض المال. في البداية، يقول حسن «أعجب السياح بالفكرة، وأقبلوا على اللعبة. أما المقابل، فيعود لأريحية السائح، كما أن غايتي ليست هي الربح. أنا أقترح على المغاربة قذف 5 كرات نحو الحفرة الوحيدة، بدرهمين. وكل كرة تدخل الحفرة تعطي «اللاعب» الحق في كرة إضافية.
المهم بالنسبة لي هو أن أنسى المشكلات الشخصية من خلال هذه اللعبة، كما أن زوار الساحة يجدون في الفكرة شيئا مختلفا، فمنهم من يتعامل مع الأمر بطرافة، ومنهم من يجد فيها تأكيدا على حاجة الساحة لتطوير ذاتها باستمرار». وبهذا يكون الشاب حسن قد «طور» لعبة، لها قوانينها وملاعبها وبطولاتها وأبطالها، واختصرها في مساحة تقل عن المترين، تُلعب ليلا، على بساط اصطناعي أخضر، على أضواء فانوس خافت، الشيء الذي يعني أنه «أنزل» لعبة عرفت بأنها خاصة بالأغنياء، فجعلها شعبية، بحيث يصير بإمكان الجميع، فقراء وأغنياء، أن يمسكوا بالعصا لضرب الكرة نحو الحفرة الوحيدة، والقريبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 20:25

مدينة افران(المغرب)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel1.621120
الأسد الذي يتوسط مدينة إفران
إفران.. «سويسرا» المغرب الصغيرة
بحيرات وغابات وثلوج وخضرة وحيوانات نادرة
شيدت مدينة إفران المغربية (وسط البلاد) على الطراز الأوروبي، وظلت تحافظ على هذا الطابع المتميز، لذلك يطلق عليها «سويسرا الصغيرة» بسبب طابعها الأوروبي وجبالها الشاهقة، و«إفران» كلمة أمازيغية تعني الكهوف، والتسمية مستوحاة من المغارات المنتشرة حول المدينة، وقديما كان يطلق عليها «تورتي» باللهجة المحلية أي البستان أو الحديقة، وهي أفضل مكان في المغرب لمزاولة رياضة التزلج، وفي المدينة وحول بحيراتها عدد لا يحصى من الطيور والحيوانات النادرة.
وهي مدينة ذات طابع خاص، لا يشبه معمارها المدن المغربية الأخرى، إذ بنيت منازلها طبقا للأساليب الأوروبية التقليدية التي تشبه ما هو موجود في ضواحي بعض المدن الفرنسية والسويسرية، تتميز منازلها بسطح مائل من القرميد الأحمر، ويمنع فيها تشييد البنايات المرتفعة (العمارات)، وحافظت «إفرن» كما ينطق اسمها سكانها الأصليون من أمازيغ الأطلس (بربر) على الطابع المعماري الخاص الذي تركه المستعمر الفرنسي واستمرت المدينة في المحافظة على هذا الطراز. شوارعها شاسعة وساحاتها فسيحة، وهي خضراء صيفا وشتاء، يقبل عليها السياح في كل الفصول، في الصيف هي المنطقة الأكثر برودة في المغرب، وفي الشتاء عندما تكسوها الثلوج تصبح أجمل مناطق التزلج.
عندما تدخل إفران تحس برعشة برد ليست عادية، وهي رعشة لها علاقة بالتميز الطبيعي والجوي للمنطقة. وتعتبر المنطقة من الوجهات السياحية القليلة في المغرب التي تعرف إقبالا طول العام، إذ يتوافد عليها سياح أجانب في الشتاء والخريف لمزاولة رياضة التزلج على الجليد، وتوجد لهذا الغرض محطات شتوية خاصة لممارسة التزلج على الجليد مثل محطة «ميشليفن» في أطراف المدينة. وتوفر هذه المحطة كل مستلزمات مزاولة الرياضات المرتبطة بالثلج إلى جانب إمكانية تقديم دروس للمبتدئين في هذا النوع من الرياضات.
وطقس إفران عبارة عن برد قارس في الشتاء وثلوج تغطي قمم وسفوح جبالها في الخريف والشتاء مع طقس معتدل في الصيف والربيع، وتتدفق شلالاتها المائية خلال هذا الفصل مع انتشار الساحات المخضرة.
خلال الصيف، يقصدها الناس بسبب مناخها المعتدل، خاصة سكان المناطق الحارة المجاورة مثل سكان مدينتي فاس ومكناس الذين يفضلون تمضية جزء من عطلة الصيف في إفران. وهي أيضا منطقة يقصدها عشاق رياضة القنص البري خلال فصل الخريف وتعرف مشاركة كثيفة من المغاربة أو الأجانب.
وإفران من المدن المغربية الأكثر انفتاحا نظرا لوجودها على واجهة الطرق المؤدية إلى فاس ومكناس من جهة وإلى مدينة إرفود ومراكش (جنوب المغرب) من جهة أخرى، وتعد مدينة «أزرو» التي لا تبعد كثيرا عن إفران أهم الأسواق التجارية بالمنطقة، حيث كانت القبائل الأمازيغية المجاورة تعرض أهم منتوجاتها التقليدية.
وفي ضواحي إفران أماكن خلابة، مثل «ضاية عوا» و«ضاية إيفراح»، من بين الأشجار التي تنمو طبيعيا بالمنطقة هناك الأرز الأطلسي والبلوط فضلا عن بعض الأشجار التي تم استيرادها من أوروبا مثل «الأرجوان» و«الزيزفون» وأشجار «السيكامور» و«الكستناء». ومما ساعد على جعل إفران منطقة سياحية، جبال الأطلس المتوسط وسلسلة هضاب من الحجر الجيري التي تحيط بها، وتعتبر المنطقة خزانا للمياه الطبيعية حيث توجد غابات الأرز وأشجار البلوط بوفرة.
ويشكل الأطلس المتوسط منبعا لأكبر الوديان والأنهار المهمة بالمغرب مثل أنهر «ملوية» و«سبو» و«أبو رقراق» و«أم الربيع»، وتعتبر المنطقة من أقل المناطق المأهولة بالسكان بالمغرب مقارنة مع غيرها من المناطق الجبلية مثل الأطلس الأعلى والريف.
ومعظم المغاربة يعرفون مدينة إفران بأسدها الرابض في وسط المدينة، وهو أسد نحت من الحجر ويوجد في معظم ألبومات زوارها، يتصدر دائما بطاقاتها البريدية والمطبوعات السياحية التي تتحدث عن المدينة، وأصبح رمزا وعلامة لها، ولا تكتمل طقوس زيارة المدينة إلا بأخذ صورة تذكارية بجانبه، ولا تعرف على وجه الدقة حكاية هذا التمثال، لكن يشاع أن أسيرا ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية هو الذي تكفل بنحته مقابل إطلاق سراحه.
في الشتاء تكتظ المدينة بهواة الرياضات الثلجية التي توفرها منطقة ميشليفن، وتعج في الصيف بهواة التخييم والباحثين عن الأجواء الطبيعية في الغابات المتناثرة مثل فضاء «راس الماء» و«تيغبولة»، و«تيوميلين»، كما يمكن للزوار الاستمتاع بجاذبية بحيرة وشلالات «عين فيتيل» والتقاط صورة على صهوات خيولها، وتأمل الطبيعة خلال زيارة «راس الماء» و«وادي إفران»، وهي مواقع تغري هواة صيد الأسماك بالصنارة.
وفي إفران واحدة من أهم الجامعات المغربية، وهي «جامعة الأخوين» التي تتمتع بسمعة أكاديمية كبيرة وتتبع مناهج الجامعات الأميركية، ووجود طلاب هذه الجامعة في المدينة، جعلها من أكثر المدن المغربية التي تنتشر فيها الإنجليزية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 20:32

محمية أرز الشوف(لبنان)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel1.622252
تعتبر محمية أرز الشوف من أكبر المحميات الطبيعية في لبنان
الشوف اللبناني.. إمارة الجبل الطبيعية
يعكس صورة لبنان الأخضر
تكاد منطقة الشوف في جبل لبنان الجنوبي تكون المنطقة الوحيدة التي تعكس صورة لبنان الأخضر الذي شوهته المباني الشاهقة والكسارات محولة إياه إلى تلال ترابية تفتقد إلى تلك الروح الطبيعية التي لطالما تغنى بها شعراء وكتاب من مختلف أنحاء العالم. فالرحلة في قرى الشوف اللبناني بمناظره الخلابة التي تشكل لوحة طبيعية تجمع بين أشجار الحور والسنديان والشربين والزيتون والخروب إضافة إلى أنواع مختلفة من الأشجار المثمرة وكروم العنب والتين، وأرضها التي تزخر بالينابيع والأنهار والمياه العذبة، تشبع العين بجمال الطبيعة العذراء على امتداد 495 كيلومترا مربعا، وهي التي لا تبعد أكثر من نصف ساعة أو أكثر قليلا ليصل إليها الزائر من العاصمة اللبنانية، ويشعر أنه انتقل إلى بلد آخر يختلف عن كل ما يشوب بيروت من تلوث هوائي وزحمة سير خانقة.
هنا في هذه المنطقة التي تبدأ على ارتفاع أمتار قليلة عن سطح البحر، عند سهل الدامور، وتنتهي بنحو 2220 مترا عند قمم جبل الباروك، كل شيء لا يزال على «سجيته»، من الطبيعة التي تلقى اهتماما ملحوظا من المسؤولين السياسيين في المنطقة، إلى أهالي الشوف الذين لا يزالون متمسكين بتقاليدهم القروية والتقليدية من ألفها إلى يائها وعلى رأسها كرم الضيافة اللبنانية. لكن هذا الطابع التقليدي الذي يحرص أهل الشوف على التمسك به على اعتبار أنه جزء لا يتجزأ من هويتهم اللبنانية بشكل عام وهويتهم الشوفية بشكل خاص، لا يعني أن الأمر يشكل عائقا أمام تطور الحياة في هذه القرى، فالشوفيون أتقنوا لعبة الدمج بين التطور والتراث.
إذ إن منطقتهم هذه تتحول من ناحية إلى مقصد للسياح الأوروبيين والعرب القادمين إلى لبنان لقضاء عطلتهم ولا سيما منها الصيفية التي تزخر بنشاطات لبنانية وعالمية تشكل حركة لا تهدأ، لكن تبقى روح التراث القروية من ناحية ثانية عابقة في حياة الشوفيين ويومياتهم، فيتمكن ضيفهم بدوره من أن يعيش تفاصيلها إن في المطاعم التي تحترف تقديم المأكولات اللبنانية أو من خلال المهرجانات القروية والنشاطات الثقافية والرياضية التي ينظمها أهل القرى أو حتى في عادات هؤلاء الاجتماعية المتمثلة بشكل خاص بطبيعة العلاقة التي تربط بعضهم ببعض في الأفراح والأحزان.
وإذا كانت تجتمع قرى الشوف تحت راية جمالية واجتماعية وطبيعية واحدة تكاد لا تختلف كثيرا بين بلدة وأخرى، فإن لكل منطقة فيها خصوصيتها السياحية التي تميزها عن غيرها، إن لجهة الآثار التي تغري السائح أو لجهة المرافق السياحية أو النشاطات السنوية التي تنظم في هذه البلدات. وهذا ما يشكل جاذبا أساسيا للسياح الذين يقصد عدد كبير منهم الشوف للاستمتاع وقضاء أيامهم أو اللبنانيين منهم والعرب الذين تضيق بهم سماء الشوف في هذا الموسم حيث يتسابقون لاستئجار المنازل والتمتع بطقسها الذي يبقى معتدلا حتى في عز أيام الحر. لكن بالتأكيد فزائر هذه المنطقة سيكون بإمكانه الاستمتاع بمغريات الشوف الطبيعية على امتداد فصول السنة
ويضم قضاء الشوف نحو 97 بلدة يمكن تقسيمها سياحيا إلى ثلاثة أقسام، الأول يضم المناطق الشوفية الساحلية وهي القريبة من الشاطئ الرملي وتتميز بمنتجعاتها السياحية التي تضاهي بفخامتها الفنادق ذات الخمس نجوم وتشكل مقصدا أساسيا للسياح واللبنانيين على حد سواء خلال فصل الصيف، وأهم هذه المناطق هي الجية والدامور.
أما القسم الثاني في قضاء الشوف فهو ذلك الذي يضم أهم المناطق الشوفية التي كان لعدد منها دور أساسي في الحياة السياسية والاجتماعية والدينية والسياحية والتنموية والاقتصادية، وأهمها بيت الدين ودير القمر والمختارة وبعقلين ومعاصر الشوف… وهي غنية بالمرافق الطبيعية المتميزة بجمالها كمحمية أرز الشوف وقلعة نيحا وشلالات الصفا ونبع الباروك وأنهار غريفة وبعقلين والجاهلية وملتقى النهرين.. وترتفع فوق سطح البحر بين نحو 700 و1500 متر.
كذلك، تحظى منطقة الشوف بمساحة غنية على الخريطة الأثرية والتاريخية اللبنانية مثل «قصر بيت الدين» و«قصر موسى» إضافة إلى بعض المغارات المنتشرة في بعض القرى. وفي السنوات الأخيرة، فقد دخل الشوف على خط السياحة البيئية من بابها العريض بعدما صار مقصدا للرحلات البيئية التي تنظمها جمعيات وهواة ولبنانيون وأجانب في طرقات بلدات الشوف محققة بذلك رقما قياسيا. ويحظى التراث العمراني في هذه المنطقة بحصة الأسد أيضا، فآثارها تعود إلى الحقب الرومانية والإسلامية والمعنية والعثمانية على اختلاف نماذجها العمرانية من السرايا والقصور والمدافن والجسور، إلى المطاحن ومعاصر الزيت والعنب التي تعود في معظمها إلى القرنين الثامن والتاسع عشر.
وتعتبر بلدة بيت الدين «عاصمة إمارة جبل لبنان» التاريخية والثقافية، فهي إضافة إلى طبيعتها الخلابة وقصورها وبيوتها التراثية تحتضن أهم آثار المنطقة، وأهمها «قصر بيت الدين» التاريخي الذي يتميز بجمال بنيانه وهندسته، ويعتبر من أروع وأجمل نماذج الفن العربي في القرن التاسع عشر، فهو يشكل مزيجا رائعا ومتناسقا من بناء الحجر اللبناني في الخارج ومن الفن الزخرفي الدمشقي في الداخل.
وقد اشتهر القصر بحدائقه الجميلة وبساحة فسيحة تدعى «الميدان» كانت تقام فيها حفلات الفروسية واستعراض الجيش.
أما اليوم فـ«قصر بيت الدين» هو المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية، كما يقام فيه سنويا مهرجان ثقافي يعرف بـ«مهرجانات بيت الدين» الذي لا يقل أهمية عن المهرجانات العالمية بما تستضيف من فنانين وفرق عالمية. وعلى مسافة قريبة من «قصر بيت الدين»، يقع «قصر موسى» وهو متحف لبناني متميز من حيث محتوياته وقصة بنائه، تضم غرفه بين جدرانها مجسمات لشخصيات لبنانية وحكايات حياتهم من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بالإضافة إلى مجموعة من الأسلحة القديمة من العصر العثماني حتى الاستعمار الفرنسي، وتعد هذه المجموعة من أكبر المجموعات في الشرق الأوسط ويبلغ عددها 16 ألف قطعة. و«قصر موسى» هو نتاج عمل فردي لمواطن لبناني اسمه موسى شعبان بناه حجرا حجرا بيديه، تحقيقا لحلم طفولته فأصبح من أهم معالم المنطقة السياحية، وقد استمرت مسيرة بنائه نحو الثلاثين عاما.
ولمنطقة «دير القمر» موقعها السياحي في الشوف، فهي التي كانت مقر الإقامة الصيفي للأمراء المعنيين، ومركزا لهم أثناء حكمهم إمارة جبل لبنان، ويقال إن اسمها يعود إلى صورة قمر كانت منقوشة على أحد جدرانها. وصار لأبناء المنطقة موعدهم السنوي مع المهرجانات الفنية والثقافية التي عادة ما يكون مركزها في «ساحة الميدان»، أي في الساحة الرئيسية للبلدة. من دون أن ننسى انتشار المطاعم اللبنانية في تلك المنطقة الجبلية المزدانة بلوحة طبيعية خلابة.
كذلك، يضم متحف الشمع في «دير القمر» أكثر من سبعين شخصية نحتت بالشمع. ومن الشخصيات التي تقف فيه، الأمير فخر الدين المعني، والشاعر الفرنسي لامارتين، إضافة إلى سياسيين وفنانين لبنانيين.
ولأرز لبنان محميته تحت سماء الشوف، فهي تعتبر من أكبر المحميات الطبيعية اللبنانية وتمتد من ضهر البيدر شمالا إلى جبل نيحا جنوبا. وأكثر ما تشتهر به هذه المحمية هو غابات الأرز الثلاث الرائعة وهي، غابة أرز معاصر الشوف وغابة أرز الباروك وغابة أرز عين زحلتا – التي تبلغ مساحتها نحو ربع ما تبقى من غابات الأرز في لبنان، ويقدر عمر بعض الأشجار بنحو ألفي عام.
أما القسم الثالث من مناطق الشوف، فهو «إقليم الخروب» الذي يستمد اسمه من شجرة الخروب التي كانت تكسو سفوحه ومنحدراته، بعدما صار وجودها مقتصرا على قرى محددة في إقليم اكتسب اسمه منها، إضافة إلى بعض الأشجار المثمرة وكروم العنب والتين التي لا يزال حضورها ملحوظا، ويتراوح ارتفاع قراه عن سطح البحر بين نحو 500 و850 مترا.
لكن يبقى دبس الخروب الذي يشتهر به الإقليم ينافس بمذاقه الطبيعي أي دبس لبناني آخر ويشكل مؤونة أساسية في كل بيت في هذه المنطقة بالتحديد. وزائر الإقليم سيتعرف بنفسه على هذه الحلوى التقليدية مجرد أن تطأ قدماه قراه التي تعبق أجواؤها برائحته الزكية المنبعثة من معامل الدبس التي ورثها الأبناء عن الأجداد، ليتسنى له في ما بعد تذوقها طازجة وطبيعية مائة في المائة.
لكن وفي حين لا يزال هذا الإقليم محتفظا بطبيعته القروية باستثناء قرى معدودة استطاعت أن تخرج عن هذه الدائرة لتتحول إلى مدن صغيرة وأهمها «شحيم» كبرى بلدات الإقليم، تبقى الطبيعة هي العامل السياحي الأساسي في هذه المناطق الشوفية التي يقصدها أهالي المدن اللبنانية لقضاء عطلاتهم والاستمتاع بطقسها الجميل إضافة إلى المهرجانات القروية المحلية التي يحرص الأهالي على تنظيمها سنويا وهي تتنوع بين الرياضية والفنية والثقافية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 20:35

ميناء الصويرة(المغرب)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel1.624447
ميناء الصويرة وقوارب الصيادين
الصويرة المغربية.. مدينة الريح والفن
رائحة السمك المشوي تجذب السياح إلى جوار شواطئ الأطلسي
يطلق المغاربة على «الصويرة» (جنوب الدار البيضاء) «مدينة الرياح». وخلال بضع سنوات أضحت «عاصمة المهرجانات الموسيقية»، وفي الآونة الأخيرة أصبحت تستقطب سياحا من نوع خاص، إذ إن عددا كبيرا من الفنانين والرسامين باتوا يفضلون الإقامة فترة طويلة في أحياء المدينة القديمة. تعج الصويرة بالفنانين التشكيليين والكتاب والموسيقيين، وبفضل هؤلاء أصبحت المدينة أحد المراكز المهمة في الحركة التشكيلية المغربية المعاصرة، الشيء الذي جعلها تزخر بقاعات تعرض لوحات لكبار الفنانين، إلى جانب أعمال أبناء المدينة الذين اشتهروا بالفن الفطري.
منذ الستينيات ظلت «الصويرة» في كل حقبة تستقطب نوعا خاصا من السياح، إذ في تلك الحقبة عرفت ظاهرة تدفق أعداد كبيرة من الشباب الهيبيين استقروا في شوارعها وعلى مقربة من منطقة تقع في إطرافها إلى جوار شواطئ الأطلسي.
جاء الهبيون إلى الصويرة هربا من الحضارة الغربية التي كانوا يعتقدون أنها كانت سببا في تقييد حريتهم، وكانت تلك الموجة الفكرية تنادي بالحرية في كل شيء، وتعارض القيود والقوانين التي تفرضها الأنظمة السياسية والاجتماعية والأسرية والدينية، واستقرت مجموعات كبيرة منهم في قرية «الديابات» وقرب البحر، كما كانوا يقطنون في منطقة أخرى تسمى «دار السلطان المتهدمة»، وبسبب ذلك الإقبال كانت «الصويرة» أول مدينة تعرف ظاهرة مطاعم الأكلات السريعة، تلك التي كانت توجد في أوروبا خلال تلك الفترة. بداية انتعاش السياحة العادية في الصويرة انطلقت في أواخر التسعينات حيث تفيد الإحصائيات أن 67 ألف سائح زاروا المدينة عام 1998 وامضوا هناك ما مجموعه 107.566 ليلة، وارتفع العدد عام 1999 حيث وصل إلى نحو 98.811 سائحا، لذلك يقول سكان الصويرة إن عام 1999 كان من بين أهم سنوات الرواج السياحي. وكان مرد هذا الرواج انطلاق مهرجان «كناوة» للموسيقى عام 1998، وهو المهرجان الذي أطلقه ابن المدينة اندري ازولاي مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس.
ويستقطب «مهرجان كناوة» أكثر من نصف مليون زائر سنويا، وموسيقى «كناوة» ليست مجرد موسيقى عادية، فهي ذات إيقاعات قوية مُحملة بثقل الأساطير والمعتقدات ومشحونة بالإرث الحضاري خاصة الأفريقي، إلى جانب بعض الموروثات الأمازيغية والعربية. وتعتمد فرق «كناوة» في موسيقاها على آلات خاصة مثل «الكنبري» أو «السنتير» (وهو آلة وترية من ثلاثة حبال) و«الكنكة» (الطبل)، ثم «القراقش» (صنوج حديدية). وتعود علاقة الصويرة مع موسيقى «كناوة»، إلى القرن الـ17، مع تحول المدينة إلى مركز تجاري ونقطة لتبادل السلع مع دول غرب أفريقيا.
من أكثر السياح الذين تستهويهم «مدينة الرياح» السياح الفرنسيون لأسباب تاريخية وثقافية ونظرا للروابط القوية بين المغرب وفرنسا، يليهم الألمان ثم البريطانيون والإيطاليون والإسبان ومواطنو دول اسكندنافيا، كما تستقطب الصويرة سياحا أميركيين وكنديين، وما تزال حركة السياح العرب متواضعة، على الرغم من أن عددا منهم أصبحوا ينتقلون من مراكش إلى الصويرة خلال مهرجاناتها الموسيقية.
وتتميز الصويرة بموقع متميز على الأطلسي إذ هي شبه جزيرة، تمتد شواطئها نحو ستة كيلومترات، وبمناخها المتميز وهبوب الرياح على مدار السنة مرفوقا بجو مشمس يفضل كثير من السياح استعمال الزوارق الشراعية لتزجية الوقت على الشاطئ. كما أن ظاهرة وجود دكاكين مصطفة قرب الميناء تبيع السمك الطازج الذي يقدم مشويا على الفحم، تجعل عددا كبيرا من السياح يشدون الرحال إلى هذه المدينة الأطلسية. بل هناك من يزور المدينة فقط لهذا السبب.
سياح كثيرون تستهويهم هندسة المدينة المعمارية وتراثها الزاخر في هذا الجانب، وهي أول مدينة مغربية وضع لها تصميم هندسي قبل تشييدها، في حين يعجب آخرون بألوان المدينة المميزة عن باقي ألوان المدن المغربية حيث يطغى عليها اللونان الأبيض والأزرق الفاتح، بحيث تكاد تكون جميع جدران المدينة وأبوابها ونوافذها مطلية بهذين اللونين. تخيم حالة من الهدوء والسكينة على الصويرة تثير كثيرا فضول السياح، وهذا الهدوء مرده بالدرجة الأولى إلى محدودية حركة السير في شوارعها.
ومن بين الأمور اللافتة في الصويرة روح التسامح وتلقائية السكان، واستعدادهم لتقبل الآخر والاندماج معه. وأكبر دليل يقدمه سكان الصويرة على صحة هذا الانطباع، يكمن في ظاهرتين. الأولى عندما استقبلت المدينة آلافا من الهيبيين يعد أن رفضتهم حتى أوروبا، وكانت رحبة الصدر بحيث كان أولئك الشباب يبيتون أحيانا في شوارع المدينة بملابسهم المتسخة وبعاداتهم الغريبة وعلاقاتهم التي تصل حد الإباحية. والظاهرة الثانية معاصرة ولها علاقة بالمهرجانات الموسيقية التي تستقطب الشباب والمراهقين من داخل وخارج المغرب وغالبا ما يفضل هؤلاء المبيت في الشوارع والأزقة، وهو أمر لا يضايق سكان المدينة، أو على الأقل لا يشعرون الزوار بذلك.
وعلى غرار باقي المدن المغربية العتيقة كانت مدينة الصويرة قد أحيطت فيما مضى بأسوار منيعة لحمايتها من أي هجوم أجنبي، وأسوارها مميزة بخاصيات هندسية دفاعية متأثرة بالهندسة العسكرية الأوروبية الكلاسيكية، مدعمة بعدة أبراج وخمسة أبواب أهمها باب البحر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 20:38

مدينة العمادية(العراق)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel1.627718
بيوت معلقة في قمة العمادية
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel2.627718
مدينة العمادية فوق قمة الجبل كما تبدو من الخارج
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 4 Travel3.627718
بيوت المدينة تبدو وكأنها معلقة في السماء
مدينة فوق سطح العراق
العمادية.. عمرها آلاف السنين وتتربع على قمة بارتفاع 1400 متر
للوصول إلى مدينة العمادية يتطلب المرور بمجموعة مثيرة من الاكتشافات المتتالية، اكتشافات جمالية فرضتها طبيعة إقليم كردستان التي تفاجئ الزائر بجبالها الشاهقة الخضراء ووديانها السحيقة المؤثثة بالأشجار.. إن ثمة عين ماء تختفي هنا، أو شلالا يتحول صوت هدير مياهه إلى خلفية للمشهد الساكن، أو قمة جبل حمراء إلى جانب أخرى سوداء تعد مفاجآت لا تعلن عن نفسها بسهولة ما لم تذهب إليها بنفسك وتتنفس رائحتها أو تلمس صخورها، وهناك لا بد أن تمد يدك إلى عين الماء أو سيل الشلال البارد والصافي لتبلل روحك وتنعم بصفاء تلك الطبيعة وكأنك تضع توقيعك معلنا عن مرورك بهذا العالم الساحر بمفرداته.
ليس من باب الدقة أن تقول في أي مدينة من مدن شمال العراق: «أنا ذاهب، أو سأذهب إلى العمادية» بل يجب القول: «أنا سأصعد إلى العمادية»، فالطريق من مركز محافظة دهوك التي يتبع لها إداريا قضاء العمادية، وعلى امتداد 70 كيلومترا، يبدأ بالصعود إلى الجبال، جبل إثر آخر، ومع كل جبل ستكون هناك وديان وشلالات ماء وقرى مسترخية فوق الصخور وبينها، التي تآلفت مع الناس، أو الناس هم من تآلفوا معها.
70 كيلومترا من الاكتشافات المتواصلة وأنت تتجه نحو القمة مرورا بمصايف صنعتها الطبيعة، مصيف عند حافة جبل يحمل اسم (زاويته)، تنتشر فيه وعلى طول الطريق المقاهي التي تغذيها مياه الينابيع المنحدرة من أعلى الجبال، هذا المصيف يهيئك للوصول إلى مصيف سرسنك، واحد من أقدم المصايف العراقية، التي يقوم على كتف طريقها العام قصر الملك فيصل الأول، الذي بقي منتجعا ملكيا حتى آخر أيام الملك فيصل الثاني الذي اغتيل في يوليو (تموز) 1958 قبيل قضاء إجازته في هذا المنتجع، ولو كان قد بكر بهذه الزيارة ربما كان أنقذ حياته وحياة عائلته والعهد الملكي في العراق. وليس بعيدا عن القصر الملكي يقوم قصرصدام حسين، وفي مقارنة لافتة نجد أن مساحة القصر الملكي أصغر بكثير من مساحة القصر الرئاسي الذي احتل قمة مرتفع محاطا بالآلاف من الكيلومترات المسورة التي تضم حدائق وبحيرة اصطناعية.. اللافت أيضا أن الناس هناك حافظوا على بقاء القصر الملكي بينما هدموا، عن عمد وانتقام، القصر الرئاسي.
نترك سرسنك، حيث الطريق ينعطف يمينا صعودا نحو القمة لنرصد ثمة قرى وبلدات تتناثر في الوادي الذي صار عند يسار المشهد، وبعيدا عن المرتفع الذي نرتقيه، ولنجد أنفسنا قريبين جدا من قمم محاذية وعالية لا يزال الثلج يكللها ببياض ناصع مثل نفوس السكان الأكراد الذين عرفوا بكرمهم ونبلهم ووفائهم، وقبل أن تدلف السيارة ذات الدفع الرباعي وبقوة محرك تمكنها من تسلق المرتفعات، من اليسار سيبهرنا مشهد مدينة العمادية التي تقوم فوق صخرة، فوق قمة جبل محاطة بالوديان من كل جوانبها، فما يفصلنا عنها وعن هذا الموقع بالذات هو وادي مصيف سولاف الذي وجدناه مزدحما بالسياح الذين جاءوا من جميع مناطق العراق لينعموا بأجوائه الباردة، وليسترخوا تحت ظلال الصخور التي جعلت منها المؤثرات الطبيعية أعمالا فنية تعكس تحديات عاشتها المنطقة بناسها وتاريخهم، صخور ينفلق منها الماء ويذهب إلى كل الاتجاهات ليبلل الهواء والبشر والأشجار والصخور ذاتها.
نتوقف في مصيف سولاف قليلا لنتأمل عن قرب، ومن جهة الوادي، تلك المعجزة الطبيعية التي أوجدت مساحة من الأرض فوق قمة تعلو لأكثر من 1400 متر عن سطح البحر ولتقوم فوقها مدينة العمادية، وما من زائر إلا ورصد هذه المدينة عن بعد وعن قرب، ومن الوادي المحاذي لجهتها الشمالية، ومن أي نقطة تتيح له فرصة الرصد والكشف عما تخبئه هذه المدينة من مفاجآت قبيل الوصول إليها.
إن مجرد التفكير بالصعود إلى العمادية يعد مغامرة شائقة، فالشارع الوحيد الذي يقود إليها يتلوى على سفح الجبل الذي تقوم فوقه مثل أفعوان جبار، ولم يقُد سيارته للمرة الأولى عليه إلا ينظر نحو جهة الوديان المحيطة بالجبل؛ إذ سرعان ما تحول مصيف سولاف والبلدات التي مررنا بها قبل قليل إلى نقاط صغيرة تغرق في ضبابية تحت الغيوم التي تعلو المدينة عليها، أو تكون بينها في غالبية أوقات الشتاء، لكن كاكه بيشتوان، الذي يفخر بأنه يعرف كل نقطة من جغرافية شمال العراق وهو أربيلي نسبة إلى مدينة أربيل الأصل والنشأة، يمضي إلى القمة العالية بثقة المجرب والعارف بكل طرقات ومفاجآت المنعطفات الضيقة التي لا تمنح أي فرصة للمناورة أو التجاوز، ذلك أن عرض الشارع الذي نحتته الآليات يكاد يكفي لسيارتين فقط، ذهابا وإيابا.
ندخل العمادية (نحو 530 كم شمال بغداد) من إحدى بواباتها، حيث كانت فيها ثلاث بوابات، الباب الشرق، المعروف بـ«باب زيبار»، نسبه إلي منطقه زيبار التي يطل عليها وقد هدم عام 1938 عندما تم شق طريق السيارات إلى المدينة، والباب الغربي، وهو باب واسع مبني بحجر الحلان ويطلق عليه «باب الموصل»، و«سقافا» بفتح السين وعليه 4 منحوتات أصغر حجما من الإنسان الطبيعي، وتعود أغلبها إلى عصر «الفرثيين» سنة 148 قبل الميلاد (سنة 226 ميلادية)، ولا يستبعد أن تكون لملوك «الفرثيين» الذين حاربوا الرومان.
وإلى الشرق يمتد طريق لقوافل الحيوانات، ومنه إلى كلي زنطه، مؤديا إلى مدينة أربيل التاريخية. وباب الباشا الذي يعلوه شعار الإمارة الذي هو شعار عائلة الباشا الحاكمة فيها حينئذ. ويمتد منها طريق يسمى كولانا قوجا، ومنه إلى كلي مزيركا، حيث يمتد شمالا ليصل إلى الحدود التركية وإلى مدينة جلميرك التاريخية في تركيا. وفي الغرب يوجد فيها باب الموصل، حيث يمتد منها طريق البغال إلى مدينة الموصل.
الزمن بقي جامدا، غير متفاعل مع هذه المدينة القائمة فوق سطح العراق لسنوات كثيرة، وهذا ما حافظ على بقاء الكثير من البيوت التي تحمل الطراز المعماري التقليدي للعمادية، بيوت مبنية من صخور الجبل، متقشفة في مساحتها، كون المدينة في الأصل بالكاد وجدت لها متسعا لتوجد لنفسها موقعا في هذه الجغرافيا الصعبة، وخلال تجوالنا في مركزها ودوراننا مع شكلها البيضاوي لم نعثر على قطعة أرض خالية أو متسع لناء ولو غرفة إضافية فوق هذه الصخرة العالية التي يطل أهلها، الذين يقرب عددهم من 8 آلاف نسمة، من منازلهم مباشرة على عمق واد سحيق يحيط بكل جوانبها.
تتكون المدينة من 4 محلات هي: ميدان، وسردبكى، وحمام، وأيوم.. وبسب الرفاه الذي ينعم به السكان فإن الطرز المعمارية الحديثة غزت العمادية، كما تزدحم شوارعها القليلة بأنواع فاخرة وجديدة من السيارات ذات الدفع الرباعي التي تتمكن من تسلق المرتفعات وصولا إلى المدينة، ومن مركزها تتعرج الأزقة باتجاه حوافها المطلة على الوديان. وغالبية سكان المدينة حاليا هم من الأكراد الذين يدينون بالإسلام ومن النواحي التابعة للقضاء نواحي جامانكي وسرسنك وديرلوك بامرني.
ويستغرب الزائر للعمادية من سبب اختيار سكانها المؤسسين الأوائل هذه الصخرة – القمة – لتكون موطنا لهم، لكن عبد الله ئاميدي، ابن المدينة وباحث مهتم بتاريخ العمادية، يزيل الاستغراب حول واقع المدينة التي ترفض أن تكبر على الرغم من عمرها الطويل، وذلك «لعدم وجود مساحة فوق التلة الصخرية الكبيرة»، حتى تم شق الطرق إلى أسفل المدينة ووضعت مشاريع كثيرة هناك مثل المعهد الفني ومبان لدوائر حكومية ودور سكنية حتى توسعت العمادية الآن.
وتؤكد المعلومات التاريخية عن العمادية أنها كانت بالولاء للدولة العثمانية وكانت تدفع الضرائب لها. يومذاك كانت تحكمها عائلة ما زالت قبور بعض أفرادها في المدينة، ومنهم السلطان حسين، الذي يوجد مرقده المبني مع قبته جنوب شرقي المدينة إلى الجنوب من مدخل السيارات لها، وتسمى المقبرة؛ إذ تحتفظ بقبابها الحجرية ومعمارها الفريد، ثم بالقرب منها تمثال الفنان الفلكلوري المحلي من أهالي المدينة حمكي توفي، وتقودك الأزقة في اتجاهات كثيرة؛ حيث تتجه غربا إلى أقدم معابد المدينة التي تعود للعصر المثرائي الأول (الألف الثاني قبل الميلاد) كما يشير عبد الله ئاميدي.
إن أبرز ما كان يميز إمارة بهدينان التي كان مقرها في العمادية هو أنها كانت تحمي وتضم مختلف الأديان فيها؛ إذ كانت ولا تزال مسكونة من المسلمين والمسيحيين، كما سكنها اليهود أيضا لغاية منتصف القرن الماضي، وأهم آثارهم فيها هي بقايا قبر النبي حزقيل، ويسمى لدى العامة مقام حزاته.
وهذا كان أحد أسباب محاولات غزو أمير ولاية سوران في راوندوز لها بدعوى نشر الإسلام فيها وقد نجح في احتلاها وقتل أمير اليزيدية الذي كان تحت حماية والي العمادية. العمادية كانت تقع على طريق الحرير التاريخي، وقد تم تعبيد أغلب أجزاء ذلك الطريق سنة 1914 لكي يكون سالكا للسيارات، كما تضم المدينة عددا من الآثار التي تعود للحقبة الآشورية، إضافة إلى آثار من الحقبة العربية الإسلامية؛ حيث توجد نقوش بالخط العربي الكوفي وآيات قرآنية على بعض أبواب المدينة، كما تضم البلدة كنيسة أثرية وأنقاض كنيس (معبد) يهودي، إضافة إلى ذلك توجد قلعة العمادية التي تقع شمال غربي المدينة، كما توجد في المدينة بقايا وآثار جامع قباد التي هي بقايا مدرسة قباد، وتقع في الوادي شمال المدينة وكانت مدرسة لتدريس الفقه الإسلامي.
وكانت تضم غرفا لمبيت الطلبة أيضا، وسميت باسم الأمير قباد الذي أنشأها، وهو أحد أحفاد السلطان حسين. وكانت المدرسة على صلة مع جامع الأزهر في أوائل القرن الماضي، وهذا ما شجع العراق للطلب من منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة إدراج مدينة العمادية ضمن سجلات التراث العالمي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السياحة فى الوطن العربى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4
 مواضيع مماثلة
-
» اعلى نسبة عنوسة فى الوطن العربى :
» الدولة الأعلى فى نسبة العنوسة فى الوطن العربى ..
» مات روح وقلب الوطن العربى وحبيب الشعب(عبد الله بن عبد العزيز)
»  شعر عن حب الوطن مصر
»  حديث عن حب الوطن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: منتديات الجغرافيا وعالم الحيوان :: قسم السياحة والسفر-
انتقل الى: