المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السياحة فى الوطن العربى

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 17:12

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 128711022915
دير مار متى.. الأقدم في العراق ووجهة الباحثين عن الهدوء
الأسطورة والتاريخ يبنيان معبدا على قمة ارتفاعها 2400 متر


السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.630917


زواره لا يصعدون إليه، بل يرتقون الطريق المسمى «الطبكي»، وهي كلمة مأخوذة أصلا عن المصطلح السرياني «طبيوثو» الذي يعني المرتقى، وهو طريق يتسلق الجبل بين مرتفعين مرصوفين بالحجارة في اثنتين وثلاثين استدارة يتلوى يمينا ويسارا على امتداد كيلومتر واحد إلى قمة جبل مقلوب وعلى ارتفاع 2400 متر عن سطح البحر. ومع وجود طريق معبد للسيارات، فإن هناك من المسيحيين المتدينين من يزال يصر على الارتقاء إلى دير مار متى سيرا على الأقدام، كما كان يصعده الرهبان منذ أكثر من 1600 عام.
«الشرق الأوسط» كانت هناك، في أقدم دير في تاريخ العراق، فالطرق التي تقود إلى حافة جبل مقلوب، الذي يحتل هذا الدير ثلثي مساحة قمته، عديدة، لعل أقربها الذي يصل من مدينة الموصل عبر مدينة عقرة، والذي يمتد 35 كيلومترا، لكننا قصدناه من مركز مدينة أربيل، مرورا بمدن برطيلا وبعشيقة وبحزاني للتمتع بمزيد من الاكتشافات الاجتماعية والعمرانية والجمالية، إذ إن أبرز ميزة تعرف بها هذه البلدات الثلاث (برطيلا وبعشيقة وبحزاني) هي أنها تضم عراقيين من ثلاث ديانات، مسلمين ومسيحيين ويزيديين، يعيشون متسامحين ومتداخلين مع بعضهم بعضا منذ قرون عدة.
الطريق يمتد بين بعشيقة وجبل مقلوب عبر حقول القمح، والقرى المسترخية على جانبي الشارع المعبد تبدو وكأنها خرجت توا من غبش مؤثث بدخان التنور ورائحة الخبز، بينما انتشرت قطعان الماشية وسط برية مزدهرة بالنباتات، قرى هي أقرب للقطات فيلمية حية أو مناظر مرسومة في لوحات انطباعية منها إلى حقيقة مدهشة ومزدهرة.
سيبدو من الصعوبة أن ترصد مشهد أبنية الدير الراسخة هناك فوق قمة جبل مقلوب من عند سفحه، خاصة أن المطر بدأ ينزل قويا مباشرة وبلا مقدمات. السيارة ذات الدفع الرباعي اقتربت من حافات الغيوم، هنا بدا لنا دير مار متى بأبنيته الموغلة في القدم، والمشيدة من صخور الجبل ذاته، والأبنية الحديثة الأخرى المنسوجة مع القديمة، بناء ضخم ومهيب يشكل في مظهره تاجا فوق قمة الجبل الذي يختلف في طبيعته الجيولوجية بين بقية الجبال المحيطة به، فهو الجبل الوحيد الذي تتجه صخوره على العكس من اتجاهات صخور الجبال الأخرى، ولهذا سمي بجبل مقلوب «كما سمي بجبل (الفاف) وهي مفردة سريانية تعني بالعربية (ألوف أو آلاف) نسبة إلى بلوغ عدد الرهبان الذين تقاطروا على هذا الدير منذ بنائه وحتى القرن السابع سبعة آلاف راهب، وارتفاع قمته 3400 قدم عن سطح البحر، والدير مبني على مساحة ثلثي الجبل باتجاه القمة»، حسبما يوضح الأب ادة خضر.
ما إن نصل إلى البوابة الرئيسية الخارجية للدير، حيث توجد نقطة حراسة للشرطة العراقية، ستتهيأ للزائر فرصة ثرية لمشاهدة امتدادات أبنية الدير عمقا في المشهد الماثل أمامنا، وارتفاعا باتجاه قمم الجبال المحيطة، وسنتأكد من ضخامة هذا التكوين المعماري الذي تعمد من بناه أن يجعله متسلطا بقوة دينية على بقية التكوينات التي أنشأتها الطبيعة، مانحا شعورا بالمهابة والاحترام.
هنا لا بد من أن نتقدم نحو الباب الداخلي للدير بخطواتنا متلمسين الصخور التي صقلتها خطوات الآلاف من الرهبان والزوار الذين قصدوا وما زالوا هذا المكان منذ أكثر من 16 قرنا. نتمشى بهدوء يتناغم مع هالة الصمت المتسيدة في عموم المكان.. شعور طاغ بالتحرر من الزمن الراهن، لا شيء يعكر صفو هذا الهدوء المتراكم منذ عصور عدة، لا إشارة، لا أصوات، لا لافتات، لا أجهزة أو آلات تذكرنا بصخب الحياة التي كنا قد تحررنا منها قبيل أقل من ساعة. هنا الصمت يهيئك للتأمل، لا شيء سوى صوت الصمت، سوى رائحة الريح، سوى لون ضبابي يغلف المكان والزمان على حد سواء.
لسنا بحاجة لأن نطرق البوابة المفتوحة على مدار ساعات النهار والمساء، يأخذنا رواق يذكرنا انحناء أقواس سقوفه بأبنية العصر القوطي، بل أقدم من ذلك بكثير، بقصور نينوى التي تنتمي إليها منطقة الدير حضاريا وجغرافيا، بعمارة الأندلس، الأعمدة المرمرية المزخرفة بأشكال نباتية تحيط الزائر من الجانبين. نحو باحة مفتوحة إلى السماء، نمر بباب عتيق يفضي إلى «المغارة الكبيرة»، وهي عبارة عن صهريج كبير وقديم لخزن المياه حيث كان الدير غالبا ما يتعرض لحصار القوات الغازية أو لحصار الطبيعة. لا أحد يسألنا إلى أين نحن نذهب، أو ماذا نفعل هنا، أو أي شأن نحن موجودون من أجله، بل تقدم نحونا أحد المتطوعين لخدمة الدير، وبابتسامة تشي برقة روحه قادنا نحو غرفة الضيوف حيث استقبلنا بابتسامة تفصح عن محبة وروح متسامحة الأب الربان ادة خضر القس، ليمضي بنا عبر خرائط معرفية في تاريخ وجغرافيا المكان والزمان، إذ تختلط في سرده قصة بناء الدير الأسطورة والحقيقة، فلا يستطيع المتلقي التمييز بينهما كونه ينتبه جيدا إلى عدم إهمال التواريخ، ولأنه أيضا مؤمن بأن ما يرويه هو عين الحقيقة وإن كانت الأسطورة تنسج فعل تأثيرها في هذه القصة.
«عمر هذا الدير أكثر من 1600 سنة، وهو أقدم وأول دير في العراق، بناه الملك الآشوري (ملك نينوى) سنحاريب الوثني سنة 363 ميلادية، في غضون القرن الرابع الميلادي»، يبادرنا الأب خضر، مستطردا في سرد تاريخ الشيخ مار متى (مار مفردة سريانية تعني القديس) الذي يعود أصله إلى «قرية في ديار بكر في تركيا، وهو من عائلة مسيحية سريانية ثرية وغنية، أحب التنسك والزهد فدخل إلى دير (سرجيس وباخوس) في قريته (ابجرشاد) سنة 361، حيث أمضى فيه سبع سنوات مع رفاقه الرهبان ليتعلموا أمور الدين، ثم انتقلوا إلى دير آخر مجاور لقريتهم يدعى (دير زقنين) للتوسع في المعارف اللاهوتية، في هذه الأثناء تنصب إمبراطور جديد اسمه لليانوس من سلالة الإمبراطور قسطنطين الكبير، وكان مسيحيا لكنه ترك المسيحية ورجع إلى الوثنية، فأطلقت عليه الكنيسة لقب الجاحد، فشن هجوما على المسيحيين خاصة في تركيا، وطاردهم في الأديرة والكنائس، وعندما بلغ خبر مطاردته للرهبان للقس مار متى هرب مع أصحابه وبنوا لهم كوخا صغيرا على ضفاف نهر الخابور، قبل أن يقصدوا هذا الجبل الذي يسمى جبل مقلوب».
«مرت عملية بناء هذا الدير بمراحل امتدت إلى ما يقرب من 20 سنة، إذ انتهي من بنائه سنة 381 ميلادية، وشارك في بنائه أكثر من 20 ألف عامل، وعين عليه أول رئيس وهو القديس مار متى الذي توفي سنة 411 ميلادية، وعاش أكثر من 90 سنة، ويسمى الشيخ متى نسبة إلى كونه كان طاعنا في السن، وكلمة الشيخ لا علاقة بها بالدين أو المكانة العشائرية»، حسب إيضاح الأب خضر.
على أن هذا لا يعني أن هذا الدير عاش في وضع مسترخ ومريح، بل عاش أيضا ظروفا قاسية للغاية، وتعرض للتهديم، إذ «قام برسوم النصيبيني، وكان نسطوريا، بمهاجمة الدير سنة 480 وأحرق مكتبته الثمينة وهدم أجزاء منه وقتل الرهبان»، ينبه الأب خضر، مشيرا إلى أن «الدير مر بمراحل متعددة منها الساسانية والفارسية والتتار، وتم هجره لأكثر من 150 سنة على فترات متقطعة، حيث تعرض لأقصى اضطهاد، لكنه كان يعاد بناؤه باستمرار، ففي السبعينات من القرن الماضي تم تزويده بالطاقة الكهربائية بجهود بذلها المطران إسحاق، كما كان صدام حسين قد أمر بين عامي 1980 و1984 بتحسين وضع الدير ومد الشارع من مفرق مدينة عقرة صعودا إلى الدير، بكلفة مليونين ونصف المليون دولار، وذلك بعد أن قام بأول زيارة للدير عام 1980، وزيارته الثانية كانت بعد عام من ذلك».
نخرج إلى فضاء الدير، نرصد الطريق المتعرج (الطبكي) بوضوح من السطح العالي، نتأمل البناء القديم، الأول المحفور في صخور الجبل والذي ما زال ماثلا هناك في القمة، حيث الصوامع التي كان يتعبد فيها الرهبان، ومنها صومعة مار متى، فالبناية تتكون من ثلاثة طوابق وتضم كنيستين والكثير من الغرف التي يقيم فيها بعض الزوار لعدة أيام، كما توجد هنا عدة صهاريج نحتت في بدء تأسيسه لخزن مياه الأمطار المنحدرة من الجبل. ولا يزال أربعة صهاريج ماثلة يبلغ سعة أكبرها 2420 مترا مكعبا. ولعل أجمل كهوف الدير هو كهف الناقوط الذي يعد أكبر الكهوف، وأكثرها سحرا وجمالا، ويقع غرب الدير على مسافة 200 متر. ويتكون من قسمين، الخارجي ومساحته 10م×15م، ورصف بالحجر المعروف بالبازي تتوسطه بركة ماء. والقسم الداخلي مساحته 6م×4م، حيث تتقطر خلاله المياه طوال السنة لتتجمع في حوض صغير وتنساب إلى القسم الخارجي حيث تصب في البركة، إذ يقضي هناك الزوار وقتا ممتعا في فصل الصيف. يتم حاليا تزويد الدير بالماء من عين في الجنينة بواسطة مواتير كهربائية، إلى خزان في أعلى الدير ويتم توزيعه على عموم الأبنية.
خلال تجوالنا في الدير التقينا بأكثر من عائلة مسلمة، إضافة إلى العوائل المسيحية طبعا، إذ يعلق الأب خضر قائلا «يزور الدير أبناء كل الأديان والطوائف في العراق، وهو كما ترون مفتوح أمام الجميع، ومن يزوره مرة سيعاود زيارته مرات».





طريق «طبكي» المتعرج الذي يسلكه المشاة تسلقا إلى الدير
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel2.630917
صورة عامة للدير من الداخل
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel3.630917
البناء القديم للدير في قمة جبل مقلوب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 17:29

فنادق البوتيك

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.662547
ديكورات هادئة ومميزة في «فنادق البوتيك»
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel2.662547
ديكورات غرف «فنادق البوتيك» تكون فريدة كل واحدة عن غيرها
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel3.662547
تتميز فنادق البوتيك حول العالم بكونها تقع في وسط المدن وطرازها أشبه بالمنازل
[COLOR=navy]«فنادق البوتيك»..
فكرة بدأت في أميركا وانتقلت إلى أوروبا.. واليوم تغزو القاهرة
صغيرة وجميلة ومريحة ومميزة
تعد تجربة اختيار الفندق المناسب الذي سيقضي فيه المسافر فترة رحلته من أهم العناصر التي يجب التركيز عليها على اعتبار أن مكان الإقامة من شأنه أن يضيف الكثير من المتعة والراحة على الرحلة، أو يعكر صفوها إذا كان المكان غير مريح أو غير نظيف أو هناك أي مشكلة بشأنه.. وتتنوع اختيارات المسافرين ما بين الفنادق الفخمة ذات الشهرة الواسعة والفنادق الرخيصة التي يقيم فيها البعض ضغطا لنفقات كثيرة، وبين الأنواع والمستويات المختلفة من الفنادق بدا نوع جديد من الفنادق في الظهور والوجود على الساحة في مصر، وهو ما يطلق عليه «فنادق البوتيك».
و«البوتيك»، كلمة فرنسية في الأساس «Boutique»، وتعني المتجر الصغير، ومن ثم يختلف فندق البوتيك كثيرا في طابعه عن الفنادق الكبرى والسلاسل العالمية الشهيرة، والتي بعضها انضم مؤخرا إلى هذا الاتجاه وقام بافتتاح بعض الفروع التي تنتمي لـ«فنادق البوتيك».
وتاريخيا بدأ هذا الاتجاه الفندقي في الظهور في ثمانينات القرن الماضي بسان فرانسسكو، وبعدها انتقل إلى أوروبا، حيث كانت بدايات ظهوره في لندن بفندق «بلاكس» Blakes، والذي صممت ديكوراته المصممة العالمية أنوشكا همبل، وفي الولايات المتحدة حيث كان فندق مورجنز Morgans في نيويورك، وفي سان فرانسسكو فندق بيد فورد Bedford، بدأ بعدها في الظهور والانتشار تباعا في بلدان عدة حول العالم، مثل تايلاند وإسبانيا وتركيا وماليزيا، إلا أن هذا الاتجاه يعد حديثا نسبيا في مصر والعالم العربي، حيث أخذ في الظهور والنمو ربما لمقتضيات الحاجة، وربما لاختلاف طبيعة السائح والمسافر الذي أصبح له متطلبات أخرى في رحلاته السياحية قد لا توفرها الإقامة في الفنادق بالغة الرفاهية.
وما يميز فنادق البوتيك عن غيرها هو أنها في الأساس توجد في بنايات غير مصممة لتكون فنادق، فربما يكون قصرا قديما أو عمارة سكنية أو أي مكان لم يبن ويصمم ليكون مكانا يقدم خدمة فندقية، كما أن هذه الفنادق غالبا ما تكون في قلب المدينة وسط مناطق سكنية وشوارع مكتظة بالمتاجر والبشر من أهل المدينة وهو ما يوفر له تجربة ثرية من خلال المعايشة لطبيعة المدينة وأهلها خلال تنقلاته، وحتى من شرفته أثناء الإقامة في الفندق، كما أن التصميم الداخلي لهذه النوعية من الفنادق يختلف كثيرا عن تصميمات وديكورات الفنادق الكبرى، ففنادق البوتيك غالبا ما تتميز ديكوراتها بالبساطة والحميمية وبالبعد عن البذخ والأشياء المبالغ فيها، فالديكور غالبا ما يشبه ديكورات المنازل العادية وربما كثيرا ما يغلب عليه الطابع المحلي للمنطقة التي يقع فيها من خلال السجاد واللوحات والأرائك والثريات مع البعد عن الديكورات والأشياء غير المألوفة لأنها غالبا لا تتناسب مع المكان والمساحة، كما أن اختيارات ألوان الحوائط وقطع الأثاث غالبا ما يغلب عليها الطابع التقليدي الكلاسيكي، فبهو الفندق غالبا ما يكون صغير المساحة ويشمل على الأرائك التقليدية وربما مكتبة مثل جو المنازل، إلا أن هذا لا يمنع من توفير متطلبات الراحة والتكنولوجيا الحديثة لمرتاديها مثل مكيفات الهواء وخدمات الإنترنت والحمامات المزودة بالجاكوزي، وقد تكون كل غرفة من غرف الفندق مميزة عن غيرها ولها طابع معين في الأثاث والستائر والديكور ولكن ما يجمعها هو الاعتماد على الديكورات ذات الطابع التقليدي التي تميز المكان أو المدينة عن غيرها.
ونظرا لطبيعة هذه الفنادق فإن عدد الغرف فيها يكون قليلا، وبالتالي تستقبل عددا محدودا من النزلاء، وهو ما يجعلها أكثر هدوءا وأقل ضجيجا من الفنادق الكبرى لكن بعض السلاسل العالمية التي اتجهت إلى افتتاح بعض الفروع تحت هذا المسمى نتيجة لانتشاره على مستوى العالم، زادت من عدد الغرف، وتفننت في تقديم الكثير من الخدمات الفندقية التي تناسب بعض المسافرين، والتي قد يفضلون هذه الفنادق دون غيرها. أيضا من مميزات فنادق البوتيك أنه غالبا ما يديرها إما فرد أو عائلة تمتلك المكان الذي تم تحويله لفندق وفي بعض الأحيان شركة صغيرة مما يجعل القائم على الإدارة موجودا في المكان بشكل دائم، ومحتك بشكل مباشر مع النزلاء، ما يوفر علاقة تفاعلية بين النزيل والإدارة، تتيح استكشاف وتقييم رؤية النزلاء ومدى رضاهم عن الخدمة المقدمة في المكان.
كما يتيح العدد المحدود من الغرف لنزلاء الفندق بعض الامتيازات التي قد لا تتوافر في الفنادق الضخمة ومنها الحميمية في العلاقة بين العاملين في الفندق والنزلاء، ناهيك عن الشعور بالراحة والأمان والنظافة التامة للمكان.. ففي الفنادق الصغيرة غالبا ما يعرف النزلاء بالاسم لموظف الاستقبال وللقائم على خدمة الغرف مما يوفر علاقة طيبة بين الطرفين كما أن قلة عدد النزلاء تمكن الفندق من التفاعل معهم بشكل أكبر ومساعدتهم والإجابة عن استفساراتهم، خاصة فيما يتعلق بالمكان والبلد والأماكن المرشحة للزيارة وأفضل الطرق للوصول إليها.. كما أن بعض الفنادق من هذه النوعية غالبا ما توفر رحلات دورية للأماكن الأثرية والسياحية، فتوفر على النزيل مشقة البحث والتنقل إذا كان غير متعاقد مع إحدى الوكالات السياحية التي ستتولى هذه المهمة، ثم إن تجربة الإقامة فيها بشكل عام تشبه الجو العائلي، حيث غالبا ما يتاح للنزلاء الاستمتاع بتناول إفطارهم في شرفة الفندق المطلة على أجواء المدينة.
وقد بدأ هذا النوع من الفنادق في الظهور مؤخرا في مصر مع افتتاح بعض الفنادق التي تنتهج هذا الاتجاه في مناطق متنوعة من أحياء القاهرة المختلفة، فهناك بعضها في أماكن معينة بالقاهرة القديمة، يتوافر لنزلائها تجربة فريدة بالإقامة في مكان له سحر المناطق الأثرية، وهناك فنادق في وسط القاهرة بما تمثله من صخب الحياة وضجيج المدينة، وهناك فنادق على أطراف القاهرة توفر بعض الهدوء. كما أن هناك الكثير من فنادق البوتيك بدأت في الظهور في المناطق السياحية مثل شرم الشيخ والغردقة لتقدم خدمة فندقية مميزة وأقل تكلفة من سلاسل الفنادق الشهيرة المنتشرة هناك، إضافة إلى بدء ظهور هذه النوعية من الفنادق لسلاسل عالمية كبرى، حيث تم افتتاح أول فندق بوتيك تابع لسلاسل الفنادق العالمية مؤخرا والتابع لشركة «كمبينسكي» وغالبا لن يكون الأخير لتنامي وانتشار هذا الاتجاه في الخدمة الفندقية حول العالم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 17:33

مدينة نابل التونيسية

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.662546
أسواق نابل العتيقة
نابل.. عندما يختلط حابل الترفيه بنابل الانبهار
مدينة تونسية تدهش وتأسر القلوب وفيها كل شيء حتى «حليب الغولة»
مدينة نابل صيادة ماهرة، وليس أدل على ذلك من اسمها، ومن رسمها، ومن تاريخها، ومن واقعها، ومن آفاقها. فنابل، اسم الصياد بالنبال، غير أنها لا تقتل، وإن كانت تدهش، وتأسر القلوب لكنها لا تؤلم. وليس لها ضحايا، بل عشاق يستمتعون بجمالها الخلاب، وتقاليدها العريقة، واستضافتها الكريمة. وهي تعتز بنفسها ومعروفة باحترامها للذات. وتمثل نابل شبه جزيرة، مما يجعل منها مكانا رائعا للراحة والاسترخاء، وتاريخها عامر بالمآثر مما يضفي عليها طابعا تاريخيا سياحيا، لا سيما أن نابل كما هو الحال في أماكن ومدن كثيرة بتونس، تعاقبت عليها حضارات وثقافات وأمم مختلفة قبل أن تستقر على هويتها الجامعة قبل نحو ألف عام.

وتزخر نابل اليوم بالكثير من الأسواق الشعبية، والصناعات التقليدية، كالنقش على الحجر، والنقش على الخشب، صناعة الحرير (التطريز) وإنتاج العطور الطبيعية المستقاة من الزهور المحلية، مثل ماء الزهر، وتستعمل مياه الزهور في صناعة المرطبات، وتعطير المواد الغذائية، كالبسكويت ونحوه. وتباع قوارير ماء الزهر في الكثير من المحلات التونسية، كما يصدر منه كميات كبيرة للخارج، ولا سيما أوروبا، حيث تضاف عليه بعض المواد ويباع كعطور عالمية.

وفي نابل يجد السائح، النخيل رمز الصحراء، والزيتون رمز الخصب، والخضرة رمز الحياة. في نابل زرقة السماء، وزرقة البحر، وزرقة أبواب ونوافذ المنازل الجميلة. في نابل هناك الشواطئ العامرة، والشمس الساطعة، والجمال الأخاذ. وهنا سياح على الطرقات المنبسطة والمعبدة بطريقة جيدة بسياراتهم الخاصة التي قدموا بها من بلادهم، أو التي استأجروها، وبطائراتهم الشراعية التي تعبر الأجواء أحيانا، وفي البحر يحلو السهر.. زوارق خاصة أو مؤجرة يقضي فيها البعض سويعات سرقها في غفلة من زمن السرعة، والاستغراق في العمل، ومتابعة البورصة، والأخبار على الشاشات، ليستمتع بطعم السمك المشوي مع الأسرة، أو رفاق السهر. وهناك من السياح من يجد متعته في صيد السمك بنفسه عن طريق صنارة مستأجرة بثمن بخس بعد أن يتعلم سريعا طريقة صيد السمك.

كما يعد ريف نابل الغني بجميع أنواع الطرائد كالأرانب، والغزلان، والضباء وغيرها موطنا مهما للصيد بالصقور. ولا يحتاج زائر نابل لانتظار الساعات، ولا لقطع المسافات الطويلة حتى يصل إليها، فهي لا تبعد سوى نحو 60 كيلومترا عن تونس العاصمة، ترافقه في سفرته القصيرة حدائق الفل والياسمين المزروعة على جانبي الطريق، وعلى مسافات طويلة. لذلك ليس من الغريب أن تكون نابل من الأماكن التي يقصدها السياح من مختلف القارات، ومن مختلف الأذواق والأصناف الاجتماعية، ولا سيما مشاهير الفن والسينما والإعلام والسياسة الذين يجدون ضالتهم في نابل، فهنا كما يقول الأهالي «كل شيء موجود حتى حليب الغولة». ورغم أن الغولة وحليبها، أسطورة، فإن نابل الأسطورة، والكلام للأهالي «تنسي السائح بسحرها أساطير الأساطير».

ففي نابل مطاعم فاخرة، وفنادق من جميع الفئات، فيها أكثر من 160 فندقا بطاقة استيعابية تزيد على 5 آلاف سرير، منها أكثر من 10 فنادق من فئة 5 نجوم وأكثر من 30 فندقا من فئة 4 نجوم وأكثر من 40 فندقا من فئة 3 نجوم وأكثر من 30 فندقا من فئة نجمتين ونحو 10 فنادق من فئة نجمة واحدة. كما تمتاز نابل بالكثير من أماكن التسوق، وأماكن الاستشفاء بالمياه المعدنية والكبريتية، وخاصة في قبرص التونسية، التي ينصح مرضى الكلى، والروماتيزم، والأمراض الجلدية، والربو، وأمراض الأنف والحنجرة بارتيادها، وطلب الاستشفاء في حياضها وعياداتها. وليس بعيدا من ذلك كله هناك المتاحف التاريخية والمتخصصة.

وتمتاز نابل، بإنتاج البرتقال الذي يصدر منه آلاف الأطنان إلى مختلف أنحاء العالم، حيث تساهم نابل بـ15 في المائة من الإنتاج الزراعي التونسي، وتبلغ المساحة الصالحة للزراعة نحو 300 ألف هكتار. وقد زادت الاستثمارات الفلاحية بنحو 40 في المائة، وقد تم تكثيف زراعة العنب بالجهة في الحقبة الماضية، حتى بلغ إنتاج نابل نسبة 80 في المائة من الإنتاج العام التونسي من هذه الثمار.

وتعد نابل من أهم مواطن صناعة الحصر التقليدية المصنوعة من السعف والحلفاء والسمار الذي ينبت في السباخ، وكان ولا يزال (إلى حد ما) يفرش به المساجد، والاستراحات، وتزخرف وتجمل به الحوائط، حيث تمنع تسرب البرودة أو الحرارة للمستند عليها.

وتعد نابل أيضا موطنا لصناعة الخزف التي تعد الأرقى حتى على المستوى العالمي، حيث تنتشر ورشات تلك الصناعة العريقة، والتي تعد من أقدم الصناعات تاريخيا. وكذلك الأماكن الأثرية، التي تعد عامل جذب للسياح من مختلف أنحاء العالم، وخاصة الموقع الروماني القديم، لينيابوليس، وكان قد تم اكتشافه سنة 1965 وهو مطعم روماني متخصص في صناعة مرق سمك الغاروم، وتصديره للمناطق المجاورة. ويحتوي المكان الأثري على أحواض كبيرة كانت تستخدم لوضع أحشاء الأسماك، ومكان لحفظ الأسماك لمدة طويلة، وحي سكني تحت الأرض، ومنزل فخم يبدو أنه لأحد كبراء القوم في ذلك العهد الغارق في القدم.

وتشتهر نابل إلى جانب ذلك بصناعة الملابس المطرزة، والتي تجعل من الملابس تحفا متنقلة، ولا سيما ملابس العروس ليلة الزفاف، وأسعارها مرتفعة جدا حيث تصل إلى أكثر من 2500 يورو أحيانا. كما تعد من الأماكن التي تعرف بصناعة النحاس، من أباريق، وأوان، وجفان رائعة، مع إضافة لمسات عصرية عليها، ومنها وضع خيوط من الفضة على واجهاتها. وهي صالحة للاستخدام المطبخي، كما هي صالحة لتكون بمثابة لوحات داخل قاعات الجلوس، وحتى غرف النوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 17:36

بيروت(مدينة بتركة)تسحر

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.662545
بيروت مدينة بتركيبة سحرية
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel2.662545
فندق الفورسيزونز في بيروت يتمتع بموقع جيد قريب من الوسط التجاري والبحر
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel3.662545
العاصمة التي لا تنام
بيروت.. مدينة لا تشبه سواها
صنفت من بين أفضل الوجهات السياحية في العالم وأفضل أماكن السهر والأكثر إثارة على الأرض
يذكر اسم بيروت أمام أي أجنبي ويكون الرد «بيروت باريس الشرق الأوسط أو ولبنان سويسرا الشرق الأوسط»، مع تأوه وحسرة على تلك المدينة التي اشتهرت بجمالها وأناقة شعبها قبل اندلاع الحرب فيها، وعرفها حينها الأجانب كما لم يعرفها أبناؤها اليوم الذين لم يروا في بيروت أيام زمان إلا الدمار والخراب الذي خلفته الحروب المتتالية، واليوم وبعدما استقرت الأحوال السياسية بغض النظر عن الخضات الصغيرة، رجعت بيروت تتصدر صفحات الصحف الأجنبية والعالمية الأولى، فصنفتها صحيفة «نيويورك تايمز» عام 2009 واحدة من أفضل 44 وجهة في العالم، وبرأي صحيفة الـ«سانداي تايمز» البريطانية حصلت بيروت على لقب أفضل مدينة تزورها في عام 2010، وفي صحيفة الـ«سانداي تليغراف» البريطانية أيضا وفي عددها الصادر في الثامن من يناير (كانون الثاني) 2012 تم وصف بيروت بأنها المدينة الأكثر إثارة على الأرض.
بيروت مدينة لا تشبه ما سواها، فهناك الكثير من المدن الواقعة على المتوسط وقد تتشابه مع بيروت من حيث المناخ والجغرافيا، ولكن هنا لا نتكلم عن الجيولوجيا، ولكن نقصد التركيبة السحرية التي لا تجدها إلا في بيروت وهذا يعود إلى اللبنانيين ذاتهم، فقلما تجد شعبا مليئا بالديناميكية مثل اللبنانيين، فهم يعملون في النهار ويسهرون في الليل، يعيشون كل يوم بيومه، وقد يكون السبب معاناتهم من الحرب التي فرضت نفسها عليهم وجعلت منهم شعبا يعيش كل يوم بيومه، فلا مجال للتخطيط ولا لتعقيد الأمور، إضافة إلى هذا فتلك المدينة لا يمكن وصفها إلا بالمدينة التي تعرف كيف تدلل زوارها وأهلها، ولو أنهم اعتادوا التذمر، وكيف لا والكهرباء لا تصلهم من شركات الكهرباء والطاقة؟ والطرقات ليست معبدة بالشكل المطلوب؟ وإشارات السير لا يلاحظها كثيرون، ليس لأنهم غير منتظمين، إلا أن السبب يكمن في أن تلك الإشارات تعمل بواسطة الكهرباء التي تصل إلى الشعب في أوقات مقننة. ولكن، إذا تركنا تلك الأعباء الحياتية اليومية إلى جنب وركزنا على ما تزخر به بيروت من مقومات جميلة وسياحية ومثيرة، فلن نستطيع سرد تلك المواصفات في موضوع واحد.
زيارتي هذه المرة تزامنت مع واقعة انهيار المبنى في الأشرفية المأساوية، ومع شهود لبنان عاصفة ثلوج وبرد ليس لها مثيل، فكان حديث البلد كله عن العاصفة وسلامة البنيان في لبنان، وشر البلية ما يضحك، ولكن في الحقيقة من الأفضل أن ينصرف اللبنانيون عن الحديث السياسي ويلهوا أنفسهم بموضوع العاصفة أو حتى موضوع سلامة الجسور في لبنان، وهكذا كان، ففي كل أمسية وفي عناوين كل نشرة أخبار كان موضوع العاصفة وجسر جل الديب هما الخبران الرئيسيان، واللافت والمضحك هو أن الناس راحوا في كل جلسة يسألون بعضهم عما إذا كانوا سيسلكون جسر جل الديب الذي يعتبر من الجسور الحيوية في بيروت أم أنهم سيعبرون تحته، وكان الجواب في الكثير من الأحيان مضحكا: «أفضل المرور فوق الجسر، فهذا الوضع آمن أكثر، فإذا سقط الجسر أكون أنا فوق ويكون الضرر أقل »، كيف لا تضحك وكيف لا ترى أن بيروت هي فعلا مدينة مثيرة، وما تجده فيها وفي شعبها لا تجده في أماكن العالم، ففي أي مدينة تجد من يركن لك سيارتك في وسط الطريق في وسطها التجاري؟
وخارج أي فندق ومطعم؟
بيروت اليوم لا تزال تستقبل أسماء لامعة في عالم الفنادق والضيافة، وأصبحت تضم فنادق عالمية رائعة مثل فندق «الفورسيزونز» الذي يزيد المدينة رونقا، ويشعر الزائر الأجنبي خاصة، بالأمان أيضا، ففي محيط الفندق الواقع على واجهة بيروت البحرية وعلى مسافة قريبة من فندق فينيسيا الشهير وعلى بعد خطوات معدودة من وسط بيروت التجاري «سوليدير»، ومقابل الفندق مباشرة تجد «زيتونة باي» وهي عبارة عن مجمع لمطاعم معروفة في لبنان متراصة بالقرب من الشاطئ وتضم جلسات خارجية على أرضية من الخشب. فإذا كان الطقس جميلا، فمن الجميل جدا الجلوس في أحد المقاهي والتمتع بمنظر أمواج البحر تداعب القوارب الثمينة المتوقفة بانتظار أصحابها بالقرب من مرفأ السان جورج.
من اللافت في زيارتي هذه عدد الزوار الأجانب المرتفع الذين تشجعوا لزيارة تلك المدينة التي صورتها بعض وسائل الإعلام الأجنبية على أنها مدينة أشباح إبان فترات الحروب الكثيرة، إلا أنه اليوم – والحق يقال – عادت بيروت إلى ساحة المنافسة السياحية مع أهم مدن العالم. فإذا كنت من زوار بيروت المخلصين، فسوف تفاجأ بالكم الهائل للمطاعم الجديدة، فكان شارع الجميزة في الأشرفية من أهم عناوين السهر والأكل في بيروت ولا يزال كذلك، ولكن في كل مرة تزور فيها بيروت يتوجب عليك طرح السؤال التالي: «هل لا يزال المطعم الفلاني ناجحا»، وانتظر الجواب «لا هيدا سكّر (اقفل)»، أو «بطل حلو (لم يعد جيدا)»، فكل ما هو جديد له رونقه في بيروت، ولكن تبقى هناك بعض العناوين التي لا يختلف عليها اثنان مثل مطعم عبد الوهاب في الأشرفية، ومطعم بابل في الضبية.
ومن المطاعم التي لا بد أن تزورها في بيروت حاليا: مطعم «ذا غريل» في «الفورسيزونز»، و«روزيه» في الأشرفية، و«لو كاسيس» في وسط بيروت، و«ليلى» في مركز «أ بي سي» الأشرفية وضبية، و«أفنيو»، و«كوكتو»، و«شامبانيا»، و«لوتيسيا» في سوليدير، و«باريا»، و«ياسمينا»، و«بسمة»، و«ميزون دو كافيار» في الأشرفية، و«سوهو»، و«السنترال»، ومطعم «طاولة» لصاحبه كمال مذوق الذي يركز على استعمال كل ما هو عضوي ويشجع منتجعات المزارعين المحليين. ومن المطاعم الجديدة التي افتتحت مؤخرا في لبنان وتشهد نجاحا كبيرا مطعم «أم شريف» المتخصص بتقديم المأكولات اللبنانية في أجواء جميلة وعلى أنغام الموسيقى الفيروزية ووسط ديكورات أكثر من رائعة، والعنوان الثاني الذي يستحق الزيارة مطعم قمر الدين الواقع في الأشرفية، وهو واقع في مبنى قديم تم ترميمه ليصبح مطعما لبنانيا رائعا يقدم أطباق المازة التقليدية في قالب عصري بنكهة مميزة جدا، ومن المقاهي الجديدة والمميزة أيضا مقهى ليلى «ليلى كافيه» في الجميزة الذي حل محل «قهوة الزجاج» القديمة، ولكنه حافظ على طراز «القهوة» القديمة، فلا يزال لعب الورق (الشدة) ولعب الطاولة والشطرنج قائما من دون أن ننسى الشيشة (النارغيلة)، التي يبدو أن الشعب اللبناني سيكون آخر شعب يطبق قانون حظر التدخين في الأماكن المقفلة في العالم.
وبالنسبة للتسوق، فمن المعروف عن بيروت أنها من أهم عواصم الأناقة، ففي وسطها أصبح لكل دار أزياء وماركة عالمية عنوان، لا سيما في محيط فندق «الفورسيزونز» عند بولفار الواجهة البحرية، وامتدادا إلى الأسواق البيروتية القديمة التي تم ترميمها وأصبحت اليوم تضم أهم المحلات العالمية مثل «لوبوتان» و«غوتشي» و«كارولينا هيريرا».. وغيرها من أهم الماركات العالمية من دون أن ننسى ألمع الأسماء اللبنانية التي نجحت في الخارج وحملت اسم لبنان إلى النجومية على خشبات عروض الأزياء في باريس ونيويورك وميلانو وروما أمثال إيلي صعب وجورج شقرا وريم عكرا.. وإذا كنت من محبي التسوق في الأماكن المقفلة فـ«أ بي سي» الأشرفية والضبية لا يزال من أهم عناوين التسوق الراقي في المدينة إضافة إلى أسواق مختلفة في الحمرا والأشرفية والكسليك والزلقا والجديدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 17:40

سوسة(مدينة الشواطىء والتاريخ(جوهرة البحر الأبيض المتوسط)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.651169
سوسة.. مدينة الشواطئ والتاريخ
لكل مدينة قصة.. ولكن لسوسة قصص
جوهرة البحر الأبيض المتوسط.. ومدينة كل الناس
لكل مدينة قصة، ولكل جمال حكاية، ولكل كتاب مدخل، ولكن لسوسة قصص، ولجمالها حكايات، ولكتبها مداخل كثيرة.. قصة سوسة مع البحر، ومع الأرض، ومع السماء، ومع الناس.. هي قصة التاريخ والجغرافيا والمناخ، هي قصة المشاعر والإحساس والمشاهد التي تبهر الحواس. سوسة سر دفين موزع بين الأرض والبحر والناس.
يعود تأسيس سوسة إلى ما قبل الميلاد بـ9 قرون، وهناك مصادر ترى أنها تعود لـ27 قرنا خلت، عرفت فيها العديد من الأسماء حسب الثقافات التي تداولت عليها، فهي حضرموت، عند الرومان، وهي هونريكوبوليس عند الوندال، وجوستيانابوليس عند البيزنطيين، وهي سوسة منذ الفتح الإسلامي. في القرن التاسع قبل الميلاد، نشط الفينيقيون تجاريا في حوض البحر الأبيض المتوسط، وهيمنوا على التجارة، لا سيما على سواحله الجنوبية وقد أغرتهم قوتهم بغزو روما. بيد أن الرومان هم من أنهوا سيطرة الفينيقيين واحتلوا تونس واستمروا في استخدام سوسة ومينائها في أعمالهم العسكرية والتجارية إلى أن طردتهم جحافل الفاتحين العرب المسلمين.
وفي القرن التاسع الميلادي، وهو تاريخ لم يحدث صدفة، فقبل 9 قرون من الميلاد تأسست سوسة، وبعد 9 قرون من الميلاد اكتملت فيها صورة الثقافة والحضارة، وكانت في القرن التاسع قاعدة بحرية وترسانة عسكرية ضاربة لدولة الأغالبة، حيث بنى زيادة الله الأول عام 205 للهجرة الموافق لـ821 ميلادي القصبة التي تضم الرباط والترسانة الحربية. ولم تتوقف عملية البناء والتشييد في العصر الإسلامي، فقد بنى أبو العباس سنة 229 للهجرة 844 ميلادية قصبة جديدة، وبعد 15 عاما أحاط أبو إبراهيم أحمد المدينة بنطاق من الحجر المقصوب، ومنذ ذلك التاريخ وسوسة جوهرة مكنونة بين البر والبحر والجو وداخل الأفئدة المتيمة بها.
وفي سوسة عدد لا بأس به من المساجد التاريخية، ومنها المسجد الكبير الذي يعود للقرن الثاني للهجرة الذي بناه الأغالبة وبقي منارة تعليمية بارزة كان يقدم إليه الطلاب من المغرب الكبير بما في ذلك الأندلس، لكن فترة الاحتلال الفرنسي وما تبعها حتى 14 يناير (كانون الثاني) 2011 كانت كالحة على صعيد الإشعاع الثقافي للمنارات الثقافية بتونس، فقد كانت الرباطات التي أسسها المسلمون على طول الساحل التونسي، لا سيما سوسة، تعج بالعلماء وطلبة العلم، فكانوا رهبانا بالليل يتعبدون ويحرسون، وفرسانا بالنهار يتدربون ويتعلمون وينشرون العلم، في محيط نظيف في طبيعته ونظيف في طباع أهله. وليس بدعا أن تحصل سوسة مؤخرا على العلامة المميزة «المدينة المنتزه»، فهي باهرة في بحرها، وفي جوها، وفي أرضها، وفي ناسها، حيث حافظت على الشروط والمقاييس المعتمدة لنظافة المحيط وجمالية البيئة.
وسوسة معروفة منذ القدم بأنها مدينة سياحية من الطراز الأول، فيها جميع خصائص السياحة التي يرغب فيها الباحثون عن الراحة والاستجمام، بين أمواج البحر، والأسواق الشعبية، ومحلات التسوق العصرية. مدينة تحتوي على آثار تعود لآلاف السنين، منها رباط سوسة وأسوارها التاريخية التي تنمي الأمل في عودة سالف العظمة. وفيها متاحف زاخرة بالقطع الأثرية النادرة التي تروي تاريخ تونس منذ ما قبل الفينيقيين وحتى العصور الحديثة، مرورا بالاحتلال الروماني ثم الفتح الإسلامي حتى العهد التركي. جميعها تحكي قصة الحضارة في تونس، وتنوع الثقافات التي مرت عليها إلى أن أسلمت بمن فيها، وبقيت على عهدها ووعدها، وتقول ذلك بملء فيها.. رغم ما فيها.
هذا «الاستقرار» الثقافي والحضاري وراء ملايين الليالي التي قضاها السياح في فنادق سوسة خلال فترة وجيزة، وهي تناهز 4 ملايين ليلة. ولا تزال الآثار التاريخية الفينيقية والرومانية في سوسة بادية حتى اليوم، خاوية على عروشها بمعالمها الحجرية، بينما تنبض الآثار الإسلامية في المدينة بالحياة مثل قلعتها المطلة على البحر ورباط سوسة والجامع الكبير الذي لا يزال يردد الأذان 5 مرات في اليوم ليؤكد الهوية الحقيقية للأرض. وإلى جانب ذلك هناك المتحف الأثري الذي يضم مجموعة فريدة ومميزة من الفسيفساء.
وسوسة جزء من الشريط الساحلي في الوسط الشرقي لتونس، الذي يمتد على طول 170 كيلومترا بين بوفيشة والشابة وعرض 25 كيلومترا بين سوسة وسيدي الهاني، وهي منطقة ملائمة للنشاط التجاري وصيد الأسماك والسياحة، وأراضيها ملائمة للزراعة وتربية الماشية ومناخها متوسطي معتدل.
ويمكن اعتبار سوسة مدينة الفنادق لكثرة النزل السياحية بها، إذ يزيد عدد السياح أحيانا على المليوني سائح في ظرف وجيز، ولذلك تسمى سوسة بـ«جوهرة الساحل» و«المدينة الساهرة» التي لا تنام لاستمرار الحركة بها على مدى 24 ساعة. حيث توجد في سوسة 67 وحدة سياحية بها 25 ألف سرير و63 مطعما سياحيا و15 مؤسسة ترفيهية و80 وكالة أسفار. ومن المركبات (جمع مركب، بتشديد الكاف) السياحية في سوسة المدينة السياحية «القنطاوي»، وتعد من أهم وأفضل المنتجعات السياحية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث تضم العشرات من الفنادق الراقية من فئتي 4 و5 نجوم، ويتوسطها ميناء ترفيهي يستقبل عشرات اليخوت والسفن الخاصة. ويستقطب الميناء أعدادا كبيرة من الزوار الذين يزورون تونس لأول مرة، أو هم عائدون للتبضع من المحلات التجارية وتحف الصناعات التقليدية التونسية أو للاستمتاع بالمأكولات التونسية والأجنبية في مطاعم فاخرة ومقاه شاسعة، وبالطبع للسباحة في شواطئ نظيفة ودافئة في معظم أيام العام. وسوسة ليست مدينة سياحية فقط، بل هي مدينة للعلم أيضا، فجامعة سوسة، التي تعرف بجامعة الوسط، تتكون من عدة كليات ومعاهد، منها المعهد النموذجي، ومعهد محمد معروف، ومعهد الطاهر صفر، ومعهد 20 مارس، ومعهد عبد العزيز الباهي، ومعهد الجوهرة، ومعهد ابن رشد، إضافة إلى عدد هام من الجامعات والكليات ومقرات التكوين المهني، حيث توجد 3 كليات و11 معهدا عاليا، و3 مدارس عليا، و10 مؤسسات للتكوين المهني، و10 معاهد و16 مدرسة إعدادية و40 مدرسة ابتدائية.
وتعتمد سوسة على الصناعة كنشاط اقتصادي أساسي، ويوجد بها 8 مناطق صناعية تغطي مساحة 226 هكتارا وهي سوسة. وتوجد في سوسة 11460 مؤسسة صناعية. أما الزراعة وتربية المواشي والدواجن، فهي توفر الأسماك واللحوم والدواجن والحليب وزيت الزيتون والخضراوات. وطرق سوسة معبدة وسالكة، وتشهد حركة متواصلة. ولا يخشى الزائر لسوسة من نفاد كمية الأدوية التي يتعاطاها، إن كان مريضا، أو حصول ما يهدد حياته إذا ألم به مرض، فسوسة مقصد الراغبين في العلاج الطبيعي وغيره، فيها مستشفيان جامعيان، و4 مصحات خاصة بها أفضل الأطباء في تونس، و42 صيدلية، و15 مستوصفا. وبها أيضا 18 روضة للأطفال. وسوسة مدينة الثقافة، ففيها دور السينما والمسارح، حيث توجد داران للثقافة، و4 مكتبات عمومية، ومسرح بلدي واحد، ومسرح الهواء الطلق، ومسرح الهواء الطلق المبرمج، ومتحفان. وبها 3 ملاعب ومدرجات تتسع لـ30 ألف متفرج، وملاعب بطاقة استيعاب أقل، ومعهد عال للرياضة، ومركز طبي رياضي، و21 ملعب تنس، و5 جمعيات رياضية، و5 جامعات رياضية، و3 دور شباب. وفيها تقام العديد من المهرجانات، ومن أشهرها مهرجان أوسو الشهير الذي يقام منذ ألفي سنة. ويحاكي فيه التونسيون اليوم الكثير من المهرجانات في البرازيل مع المحافظة الشديدة نظرا لاختلاف التقاليد الاجتماعية في البلدين. وفي سوسة عدد كبير من المتاحف التاريخية التي تكشف عن جزء من طبيعة الحياة في العصور الماضية.
وهي غنية بغابات الزيتون والنخيل والمسابح ومدن الألعاب، مثل «أكوالاند» أو مدينة «حنبعل» أو حديقة أفريقيا للحيوانات التي تقدم تشكيلة من أهم الحيوانات الأليفة والمتوحشة مع عدد من المرافق الراقية من مطاعم ومحلات تسوق ومتاجر واستراحات شواء للحم الخراف. والتسوق في مدينة سوسة له صبغة فريدة، لا سيما في أسواق الصناعات التقليدية كالزرابي (السجاد) والفخار وصناعات سعف النخيل، والملابس الجلدية، وغيرها من الصناعات التقليدية التي يقبل عليها السياح من مختلف القارات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 17:50

الحسيمة(مدينة مغربية)جوهرة البحر الأبيض المتوسط

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.647987
الحسيمة روعة في الطبيعة
الحسيمة.. جوهرة المتوسط المغربية
المدينة التي يمارس فيها ملك المغرب رياضته المفضلة
تعد الحسيمة التي يطلق عليها سكانها «بيا» بالتأكيد عروس المتوسط المغربية. تقع هذه المدينة الشاطئية في أقصى شمال المغرب، وتطل مباشرة على ساحل البحر المتوسط وتحيط بها تضاريس جبلية، وهي جزء من منطقة الريف الكبرى. شاطئها من أجمل الشواطئ المغربية، ويشكل نقطة الجذب الذي تعتمد عليه هذه المدينة لاستقطاب السياح. خاصة أن بحرها هادئ وأمواجه لطيفة تغري بالسباحة طوال اليوم. وبات العاهل المغربي الملك محمد السادس يفضلها كعاصمة صيفية، حيث يمارس فيها رياضته المفضلة، وهي رياضة قيادة «الدراجات المائية». ولعل من المفارقات أن كثيرين من السياح بات يستهويهم التفرج على ملك المغرب وهو يقود بسرعة قياسية دراجته فوق سطح الماء.
تختبئ الحسيمة خلف جبال وعرة، وفي الطريق إليها، تكتشف أن الحسيمة ليست سوى واحدة من محطات وتجمعات بشرية متفرقة، جعلت منها شواطئ المتوسط نقاطا سياحية رائعة. إذا كنت من زوار الحسيمة صيفا ولم يكن لديك حجز في فندق، فإن البحث عن مكان للإقامة ربما يصبح مشكلة عويصة، حيث تزدحم فنادق المدينة ملء سعتها. إذ إن «جوهرة الشمال» كما تسمى أيضا يزورها خلال الصيف كثيرون من داخل المغرب، كما يتوافد عليها السياح خاصة من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا. يفضل كثيرون من زوار الحسيمة، أكل السمك الطازج الذي يأتي من البحر الأبيض المتوسط، خاصة سمك السردين الذي يعتبره أبناء المدينة، ثروة المدينة التي لا تضاهيها ثروة. وسكان المدينة يبدأون في المطاعم بأكلة «البيصارة» اللذيذة (أحد أنواع الفول) في انتظار أن يشوى السردين، ثم بعد ذلك طبق السمك المتنوع.
تاريخ هذه المدينة زاخر جدا، وثمة آثار كثيرة تدل على هذا التاريخ، لكن أجمل ما في هذه المدينة هو شواطئ البحر الأبيض المتوسط ولها أسماء أغلبها مشتقة من الإسبانية أو لهجة الريف المحلية مثل كيمادو، وصفيحة، وكلابونيتا، وتارا يوسف، كلايريس، بوسكور. وتعتمد المدينة على مداخيل السياحة وصيد الأسماك، لكن بما إن السياحة وإلى حد ما صيد السمك يقتصر على الصيف فإن، معظم من سكان المنطقة هاجروا في الفترة ما بين الستينيات والثمانينات إلى أوروبا. ومنذ عام 1990 استثمرت بعض الشركات الأوروبية في مشاريع سياحية، إضافة إلى بعض المستثمرين المحليين، لذلك عرفت المدينة تطورا ملحوظا في البنية التحتية والمشاريع التنموية.
يقول يوسف الرحموني أحد أبناء الحسيمة «شهدت الحسيمة عدة أحداث تاريخية أسهمت في تفاعل وتمازج الكثير من المظاهر الحضرية، والمدينة وفي المدينة عدد من الآثار التاريخية المتمثلة في القلاع والمغارات والجوامع والأبواب». وتابع الرحموني «إذا كانت الحسيمة غنية بتاريخها فإن التعريف بهذا التاريخ يحتاج إلى مجهود إضافي من أجل ترويجه كمنتوج سياحي يعود بالنفع على المنطقة برمتها». وأشار الرحموني في هذا الصدد إلى أن الحسيمة تزخر بمواقع تاريخية تصل إلى أزيد من 53 موقعا، كما تعرف المنطقة بتنوعها الثقافي اللغوي وكونها شكلت موقعا خصبا لتمازج حضارات، وهو يقول في هذا الصدد «يمكن اعتبار الحسيمة متحفا مفتوحا يمكن استغلاله في الجذب السياحي».
توجد في الحسيمة عدة قلاع تاريخية تستهوي ما يمكن تسميته «سياحة البحث»، منها قلعة طريس وقلعة سنادة وقلعة أربعاء تاوريرت وقلعة تاغازوت وأبراج تارجيست، إضافة إلى مجموعة أخرى من المآثر. في وسط الحسيمة يحلو الجلوس في مقاه أنيقة لاحتساء كأس شاي بالنعناع، وفي المدينة الجديدة يمكنك التجول في ساحة المسيرة حيث يتفرج الناس على بعضهم بعضا.
لكن أهم ما يجذب السائح هو شواطئها، وهي ليست مزدحمة مثل شواطئ المدن الأخرى، أكثر الشواطئ قربا إلى المدينة هو «قيمادو»، وهو شاطئ مشهور يقع بين البحر الأبيض المتوسط وجبال الريف وفي عز الصيف يعج بالسياح الأوروبيين والمغاربة، ويفصل كثيرون هذا الشاطئ، خاصة أولئك الذين يمارسون رياضة الغوص، في الأعماق، لذلك توجد كثير من المحلات قرب الشاطئ التي يستأجر منها السياح معدات الغوص. أما إذا كنت ترغب في التجول خارج المدينة بعيدا عن الميناء، ففي الساحل الغربي هناك أشياء جميلة أخرى يمكنك رؤيتها. وأنت تتابع الطريق على شارع محمد الخامس، والذي يؤدي إلى مدينة الناضور يوجد شريط متصل من الشواطئ التي لا تزدحم بالسياح، ويفضلها كثيرون مكانا مثاليا هادئا لتمضية عطلة الصيف.
إذا لم تكن تتوفر على وسيلة نقل خاصة بك فيمكن أن تستعمل سيارة أجرة إلى غابة «كالا بوبيطا» بشاطئ سيادلا أو شاطئ استالمادرو. ومن مميزات شواطئ الحسيمة الرمال الناعمة والذهبية وأما البحر فهو دائما دافئ في الصيف. ومن بين الشواطئ المشهورة شاطئ يطلق عليه «كالايرس» وهو من أفضل شواطئ في شمال المغرب، إذ إن مياهه صافية رقراقة بينما عمقه لا بتجاوز نصف متر، لذلك يقبل عليه السياح مع أطفالهم، وهو أقرب ما يكون لبركة سباحة.
وتعود سكان المدينة على السياح، وهم يتعاملون معهم بكل ود ومرونة. وفنادق المدينة تعد من بين أفضل الفنادق التي تقع على البحر الأبيض المتوسط. إنها مكان مثالي من أجل عطلة مريحة وهادئة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:03

جبال زغوان(تونس)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.660445
جبال زغوان الشامخة
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel2.660445
كهوف وروعة تحت الأرض
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel3.660445
معبد الماء بزغوان
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel4.660445
زغوان غنية بالآثار التاريخية
زغوان تونس.. خزان التاريخ ووعود المستقبل
مياهها معدنية تروى لها القصص والحكايات
سمعت كثيرا عن زغوان.. عن مياهها المعدنية الاستشفائية، عن جبلها الذي يضرب به المثل، وعن مائها العذب الذي تروى حوله القصص، وعن حدائقها التاريخية، وصناعتها التقليدية، عن زهرة النسرين، ومعبد الماء، عن الآثار الرومانية، واللمسات الحرفية الأندلسية، وحلوياتها التقليدية، عن كهوفها العجيبة، وعن مأوى النسور، وعن الحنايا، وهي أسوار كانت تنقل الماء من زغوان إلى العاصمة تونس، وعن أشياء كثيرة مغروسة في وجدان أهالي زغوان.
ورغم ذلك، لم أزر زغوان إلا مؤخرا، ولم أزرها من أجل مآثرها التي ذكرت نزرا قليلا منها آنفا، وإنما لحضور مناسبة سياسية. لذلك تألمت كثيرا، لأمرين، الأول لأني لم أزر زغوان، قبل هذا الوقت وقد تجاوزت الأربعين، والثاني لأن الكاميرا أضربت عن العمل، وغالبا ما تفعلها لانتهاء البطاريات، أو لشيء في نفسها (ميكانيكيتها)، وقصصها كثيرة. وأذكر أني كنت في مدينة القيروان، لتصوير معلم أثري تم اكتشافه في أول عام 2011 وإذ بسيارة إسعاف تقف لنقل أحد المرضى (أعصاب) فظننت أنه من العمال ضحايا المقاولات فقمت بتصوير (الجنازة) ولم ألبث إلا والناس من حولي يحاولون افتكاك الكاميرا، ويطالبون بنزع الفيلم، (بينما الكاميرا رقمية)، وكادوا يفتكونها لولا بقية من أيام الكونفو، والآيكيدو.
كان مرافقي الأستاذ راشد الظاهري، يعرف زغوان جيدا، لذلك فضل المرور على الآثار التاريخية وكان أولها «معبد المياه» الذي بناه الغزاة الرومان في عهد الإمبراطور هادربانوس، في الفترة ما بين 117 و138 وهو عبارة عن عين جارية في قمة الجبل، وقد بني عليها هيكل ضخم وبجانبها هرم أخضر.وقد تم إيصال الماء عن طريق حنايا (جسر) طولها 132 كيلومترا إلى العاصمة تونس. وتبلغ كميات المياه الواصلة للعاصمة من زغوان 32 مليون لتر يوميا. وتعد الحنايا من الآثار التاريخية، التي يضرب بها المثل، حتى قيل قديما «من لا تعجبه تونس، تعجبه الحنايا».
ولأن التاريخ الأوروبي سلسلة من الحروب التي تنتهي لتبدأ، ولأنه كثيرا ما تناحر الأوروبيون على أراضي الغير، ليس آخرها الحربان العالميتان الأولى والثانية، فقد كانت تونس مسرحا لصراعات الأوروبيين فوق أراضيها، ومن بينهم الرومان والبيزنطيون والوندال الذين دمروا تونس كما فعل الرومان والبيزنطيون من قبل ومن ذلك تدمير الحنايا، ومشروع المياه الذي بناه الرومان، ولكن الخليفة المستنصر بالله الحفصي، أعاد بناء الحنايا من جديد، بل بأفضل مما كانت عليه، وذلك في القرن الثالث عشر الميلادي، مستفيدا من تقنيات عصره، والتي سمحت له بسقي متنزهات رأس الطابية، وجنان أريانة، وتوفير الماء لجامع الزيتونة المعمور.
كما زرنا القوس الروماني، وهو في حالة تحتاج لترميم وعناية، وعلمنا أنه كانت هناك أقواس كثيرة اندثرت، بينما لا تزال إحدى الزوايا الصوفية قائمة في عنفوان، وهي زاوية سيدي علي عزوز التي تعد تحفة معمارية مهيبة، ومعلم سياحي جدير بالزيارة، لا سيما عشاق النقوش البديعة، والصور الرائعة، والأفنية المخملية.
ولا يمكن لزائر زغوان أن يغادرها قبل زيارة كهوفها الرهيبة التي تم اكتشافها قبل أكثر من 5 عقود، بجبل زغوان على بعد 10 كيلومترات من المدينة. ويبلغ عدد الكهوف الساحرة 25 كهفا، وبها أفضل أنواع الجبس في العالم، وتعد المكسيك، وفرنسا، وبريطانيا، وتونس، الدول الوحيدة التي تملك مقاطع من هذا النوع. كما توجد 25 مغارة، منها مغارة معبد المياه، ومغارة سيدي بوقبرين البحري ومغارة وادي الدالية، وبعض المغارات تعود إلى 8 آلاف سنة خلت. وكهوف ومغارات زغوان لا تحتوي على أي نوع من الحشرات، فضلا عن الحشرات السامة، ولذلك تعد من المتنزهات الترفيهية والبحثية على حد سواء، ويفضل زيارتها في الصيف لأن الأجواء بداخلها باردة.
عدنا إلى مدينة زغوان، والواقعة على سلسلة من الهضاب المنخفضة نسبيا، لذلك تشبه شوارعها بعض مدن أوروبا الشرقية، وبعض بلدات إسبانيا، وإيطاليا، بل بعض مدن آسيا الباردة، ولا سيما الجبلية منها. وأول ما يلفت نظر السالك في شوارع زغوان، كثرة مياه السبيل، وهناك كلمة لا يمكن أن تسمعها سوى من تونسي، وهي الدعاء لك بالشفاء بعد انتهائك من شرب الماء بالشفاء.
كما يلفت انتباهك بعض المنسوجات المعروضة في محلات متواضعة، حيث تشتهر زغوان بالصناعات الصوفية، لتوفر المرعى للأغنام. وإن كان هناك من سؤال يتبادر إلى ذهن زائر زغوان، فهو عدد السكان القليل مقارنة بغنى الأرض وخصوبتها، وقدم الوجود الإنساني بها (مائة ألف سنة) ومساحة المنطقة الواقعة على 5 آلاف كيلومتر مربع، حيث لا يتجاوز عدد سكان مدينة زغوان العشرين ألف ساكن، وبها دار شباب، وملعب بلدي، وقاعة رياضية مغطاة، وملعب، ومكتبة عمومية، وناد إعلامي موجه للطفل، و6 رياض أطفال، و6 مدارس ابتدائية و4 مدارس إعدادية، ومعهدان ثانويان. وفي زغوان مستشفى جهوي، ومركز للصحة الأساسية، ومركز لرعاية الأم والطفل، ومركز للتنظيم الأسري.
ورغم أن المنطقة سياحية فإنه لا يتوفر في زغوان سوى فندق واحد، ومطعم سياحي واحد، وهو ما يوغر صدور أهالي المنطقة، ولا سيما المدينة التي تعاقب عليها أقوام وحضارات، ولكن لا يرى اليوم سوى أحفاد الأندلسيين الفارين من بلادهم بعد سقوطها في يد الإسبان. وقد وصلت أعدادهم الضخمة إلى تونس، ومنها زغوان، لذلك تعد المدينة ذات طابع أندلسي بأبوابها الزرقاء العتيقة، وحدائقها الغناء. ويعود الفضل للأندلسيين الذين حولوا زغوان إلى جنة خضراء مستفيدين من ثروتها المائية. كما يلاحظ الزائر في السوق العتيقة بزغوان البصمات الأندلسية من خلال صناعة الشاشية، والصباغة، وتقطير ماء زهور النسري، الذي أصبح سمة زغوان. وكذلك جلبوا معهم الحلويات التي تتميز بها المدينة، ومنها كعك الورقة، وصناعة السجاد بنوعية، المرقوم والزربية.
وقال أحد مثقفي المدينة أحمد العروسي لـ«الشرق الأوسط»: «تقع زغوان على كنز من المياه المعدنية، والكبريتية، متوفرة في حمام جبل الوسط، وبه مركز استشفائي طبيعي، كما هناك حمام الزريبة، وحمام الجديدي، وهذه الحمامات المعدنية والكبريتية تقع في مثلث دائرة زغوان». ويشتكي أهالي زغوان من تهميش الثروات الطبيعية بها في العهد البائد، وكان من الممكن إقامة فنادق فخمة في المنطقة، ومراكز للعلاج الطبيعي، كما هو الحال في دول أخرى، لا سيما في أوروبا الشرقية، وتحديدا في البوسنة.
ويتداول الأهالي نكات سياسية، مفادها «لو يتم تأجير زغوان لسويسرا، أو غيرها من الدول المهتمة بثرواتها لأصبح الدخول لزغوان بفيزا» (تأشيرة دخول). ويقول الأهالي، إن «مستوى تأهيل المياه الاستشفائية لتكون رافدا مهما لجلب السياح، لا يرقى لسقف الطموحات الإنمائية للناس، وهذا ما يحفز الحكومة الجديدة على إيجاد حلول استثمارية كبرى في المنطقة الغنية بالمياه بجميع أصنافها».
ورغم أن بعض أهالي زغوان يتمتعون بالإعفاء من رسوم المياه، فإن هناك غضبا من قلة التعويضات، لأن تحويل المياه إلى أماكن بعيدة يؤثر على كمية الماء الموجهة للمزروعات، ولا سيما الغلال التي يزرع منها في المنطقة 9 أنواع، للغلة الواحدة. وهناك مهرجان زهرة النسري، ويبلغ سعر الكيلو الواحد حاليا أكثر من 30 دينارا. ولارتفاع سعر الماء الذي كانت الحكومات السابقة تبيعه للسكان يطالب الأهالي بالعودة لطواحين الهواء. وهناك رسالة دكتوراه في هذا الغرض. فزغوان ثاني مدينة في العالم في مسارب المياه، وهندسة قنوات المياه جاءت مع الأندلسيين، فزغوان هي مركز المورسكيين. ويطالب الأهالي بترميم هذه البنايات القديمة حيث لا يكلف ذلك كثيرا بالنسبة للدولة، كما أن 55 في المائة من الأراضي في زغوان هي ضمن أملاك الدولة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:06

منطقة (بنزرت)تونس

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.659399
تعتبر بنزرت من أجمل المناطق التونسية
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel2.659399
الخضرة على مد البصر في بنزرت
بنزرت التونسية.. سحر الليل وروعة النهار
أقصى نقطة في شمال القارة الأفريقية
ليست هذه المرة الأولى التي أزور فيها مدينة بنزرت، ولكن، بين هذه الزيارة وآخر زيارة، هناك مسافة زمنية طويلة. ولم يكن التأخر عن زيارة مدينة بنزرت مقصودا، وإنما بسبب أوضاع لم تعد قائمة اليوم في تونس، وهي أوضاع اضطرت الآلاف للعيش خارج حدود «الخضراء». و«اليوم» أعود إلى بنزرت لأتجول في المدينة العتيقة، وأزور موانئ وقلاع بنزرت، خاصة قلعة القصبة، وشواطئها الرملية والصخرية وجسرها المتحرك، وبحيرة إشكل، ومقبرة الشهداء الذين قضوا في حرب الجلاء (1956)، وما زالوا ينتظرون مع شهداء ثورة «14 يناير (كانون الثاني)» تحقيق أحلامهم التي ماتوا في سبيلها وهي تونس حرة مستقلة في ثقافتها وسياستها واقتصادها.
وبنزرت مدينة سياحية تونسية رائعة تقع في أقصى الشمال التونسي على الضفاف الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، كما تعد أقصى نقطة في شمال القارة الأفريقية وتبعد 65 كيلومترا شمال العاصمة تونس. وتحتل مكانة استراتيجية بارزة أهلتها لأن تكون مركزا لمحافظة بنزرت وقطبا اقتصاديا مهمًا، ويبلغ عدد سكان بنزرت نحو 150 ألف نسمة تقريبا، وتبلغ مساحتها 4320 كيلومترا مربعا، تحدها من الجنوب محافظتا تونس ومنوبة ومن الغرب محافظة باجة. وموقع بنزرت الاستراتيجي جعلها ملتقى لمختلف الحضارات التي توالت على حوض البحر الأبيض المتوسط مما ترك فيها آثارا عمرانية وعسكرية تعد من المآثر السياحية لبنزرت والمدن التونسية الأخرى.
تستقبلك بنزرت بطرق كثيرة حسب الطريق الذي تسلكه باتجاهها، ترخي للضيف جناحها (الجسر المتحرك الذي يؤمن حركة المرور بين ضفتي قنال بنزرت) حتى إذا ما جاوز رفعته في احتضان زائر جديد، سواء عن طريق البحر، حيث يرفع الجسر لمرور البواخر، أو عن طريق البر لتضع ذراعها ليمر عليه الزائرون، وبذلك تعبر برمزية كبيرة عن مستوى الود وكرم الضيافة وروح المودة لمن يزروها بقطع النظر عن الطريق الذي يسلكه.
ها أنا في قلعة القصبة التي تعلو الضفة الشمالية للقنال المفضي إلى الميناء القديم في شكل مستطيل منتظم بدقة فوق أرض منبسطة نسبيا. وللقلعة باب واحد من جهة الغرب، حيث المدينة العتيقة أو المدينة العربية الباقية حتى اليوم من إرث متنوع يعود لقرون عديدة خلت. وتحتوي القلعة على ثمانية أبراج، وهي عبارة عن أجزاء مربعة ومستطيلة الشكل. ويقع كل برج في زاوية من زوايا القلعة؛ واحد في الجدار الغربي، واثنان في الجدار الشمالي، وواحد في الجدار الشرقي، وهناك مسلك دائري مهيأ في أعلى السور خلف الجدران الحاجزة، ويسمح للحرس بالجولان على الواجهات الثلاث الشمالية والشرقية والغربية. ولأن للقلعة بابا واحدا؛ فهو يفتح على المدينة العتيقة وهي الساحات الأشد ازدحاما والأكثر شعبية لوجود الأسواق بها. وتتمركز مختلف الأنشطة التجارية والحرفية حول الميناء القديم.. فهنا توجد أسواق منظمة حسب الاختصاص؛ الجزارة، وصناعة النحاس، والحدادين، والنجارين، والعطارين وسوق الفواكه والخضراوات. تحولت بعد ذلك إلى حصن باشا الجزائر العلج، الذي لم يستطع إكماله بسبب الغزو الإسباني، في يوليو (تموز) سنة 1570 وأصبح يسمى «حصن إسبانيا»، وهو مقام فوق ربوة «الكدية»، وفي 1579 استولت القوات الإسبانية على الحصن قبل أن تطرد على يد العثمانيين. وهو في شكل نجمة ذات خمس أذرع. ويسمح موقعه الاستراتيجي المهم بالإشراف على مدينة بنزرت ومينائها.
وتتمتع بنزرت أو «ضفة المرجان»، بثروات طبيعية هائلة جعلتها رافدا مهما للتنمية في تونس؛ ففيها الزراعة والصيد البحري والصناعة. وتمثل بحيرات، بنزرت، وإشكل، وغار الملح، أبرز الخصوصيات الطبيعية للمنطقة، إلى جانب جزيرة جالطة الزاخرة بجمال الطبيعة والثروة السمكية. فيما يعد الرأس الأبيض أعلى نقطة في القارة الأفريقية. ويمر عبر حدود محافظة بنزرت نهر مجردة الذي يغذي بمياهه المتدفقة مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية. وبالتالي، فإن بنزرت ككثير من المدن التونسية تحتوي على الخضرة والجبال والثلوج والشواطئ الساحرة والمناظر الخلابة. ومن الأماكن التي زرتها هذه المرة أرخبيل «إشكل» الذي يضم أكبر بحيرة للمياه العذبة في المغرب الكبير، وتعد الحديقة الوطنية بـ«إشكل» من أهم المحميات الطبيعية بتونس، وقد تأسست في 1980 على مسافة 25 كيلومترا جنوب غربي بنزرت ونحو 70 كيلومترا شمال شرقي تونس العاصمة. وتبلغ مساحة الحديقة 12600 هكتار منها 8500 هكتار «بحيرة» و1360 هكتارا «جبل» و2740 هكتارا «سباخ». وقد تم تسجيلها في قائمة التراث العالمي الطبيعي سنة 1991. وبالحديقة 600 نوع من النباتات و200 ألف إلى 300 ألف طير من الطيور المائية وتنتمي إلى 180 نوعا مختلفا.
وتمثل بحيرة إشكل، مصبا لستة أنواع رئيسية من المياه العذبة الآتية من أودية، دويمس، وسجنان، وغزالة، وجومين، وتينة، مما يتسبب في ارتفاع نسبة الماء في البحيرة وانخفاض نسبة الملوحة. وقد أقيمت 3 سدود فوق الأودية المذكورة لتأمين حاجيات البلاد من المياه. وفي فصل الربيع يمكن للزائر أن يرى في جبل إشكل مئات الأنواع من الزهور التي تم تحديدها بـ500 نوع من النباتات. ويتمتع زوار إشكل، في فصل الشتاء بمشاهدة أسراب الطيور المهاجرة الآتية إليها من أوروبا وأفريقيا ويناهز عددها في ذروة الفصل، وفق معلومات يجدها الزائر في متناوله، مائتي ألف طائر منها البط الصفار، والعفاس الأحمر، والعديد من الطيور المائية والبطيات كالغرة والأوز الرمادي، وهو شعار المحمية. كما توجد طيور مقيمة وأخرى معششة خاصة من الجوارح والجواثم. وتسكن المحمية أنواع من الجواميس، والخفافيش، وكلاب الماء، والسلاحف، والخنازير البرية، والثعالب، وحيوانات أخرى عديدة. وبالمحمية مقهى ومطعم ومحل تسوق ومكاتب ومتحف بيئي.
وتتكون محافظة بنزرت (وهو الاسم الذي أطلقه عليها القائد الكبير حسان بن النعمان سنة 698 ميلادية بعد فتحها على يد القائد الفذ معاوية بن حديج عام 41 للهجرة الموافق 661 ميلادية وأصبحت بنزرت منذ ذلك الحين مدينة عربية مسلمة، وأقاموا فيها رباطا عظيما لرد هجمات الروم) من عدد من البلدات مثل راس الجبل، ورفراف، وعوسجة، وغار الملح، وماطر، ومنزل بورقيبة، ومنزل جميل، ومنزل عبد الرحمن، والعالية، وأوتيك، وهي منطقة أثرية فينيقية. فبنزرت جزء من تونس التي عرفت غزاة كثيرين عبر تاريخها، حاولوا منحها هويتهم، فهي، هيبو زاريتوس، في أصلها اليوناني، وبالفينيقية هيبو أكرا. وقد درمها القائد الصقلي أغاطو سنة 309 قبل الميلاد، وعند حلول يوليوس قيصر ببنزرت أطلق عليها هيبو ديارتوس. وقد عانت بنزرت كما هي حال تونس من حروب الآخرين فوق أرضها كالفينيقيين، والرومان، والوندال (439م) والبيزنطيين (534م) ولم تستقر الأوضاع طويلا سوى في العهد الإسلامي. من القرن السابع وإلى اليوم، رغم الاحتلال الفرنسي المباشر (1881 وحتى 1956). أما العهد العثماني، فقد بدأ بطرد الإسبان من تونس، وشهدت بنزرت في هذا العهد نهضة عمرانية واقتصادية مكنتها من أن تكون جسرا للتبادل التجاري مع أوروبا، خاصة بعد حفر القنال وتهيئة الميناء العسكري والتجاري؛ الأمر الذي جعلها على كفاءة عالية من الدفاع والمراقبة.
وفي بنزرت العديد من الفنادق بفيئاتها المتنوعة التي يطل الكثير منها على الشواطئ الرملية مثل فندق، «بنزرت ريسورت»، وهو على بعد 15 دقيقة من وسط المدينة. وتحتوي فنادق بنزرت على جميع الخدمات التي يحتاجها السائح من قنوات فضائية وتكييف الهواء، والسونا، والحمامات التركية، وأحواض السباحة المغلقة، أو في الهواء الطلق، ومقاهي الشاي، والمطاعم الفخمة والأنيقة. وهناك فندق «جالطا» الذي يوفر الوجبات الخفيفة وتتوفر داخله أفنية جميلة ونظيفة وغرف تطل على البحر. كما تتوفر في كثير من الفنادق ملاعب التنس، والكرة الطائرة، وكرة السلة، وكرة المضرب وغيرها من الرياضات كالمشي والجري وركوب الخيل وغير ذلك.
وتوفر الفنادق الدراجات وخدمات روضات الأطفال، وتحويل العملات، واستجار السيارات، إضافة لخدمات الإنترنت بالمجان. كما توفر مواقف مجانية للسيارات، والإقامة المجانية للأطفال دون السنتين بينما يدفع الأطفال حتى 10 سنوات 50 في المائة من تكلفة الإقامة. كما توجد غرف تتسع لسرير لشخص واحد وغرف تتسع لأكثر من اثنين.
وفي بنزرت العديد من المرافق المهمة مثل قصر المؤتمرات، ودار الشباب، والمكتبة العمومية، والمكتبة النموذجية، والمسرح الصيفي، ودار الثقافة بسيدي سالم، وقاعة المطالعة بحشاد، وقاعدة المطالعة بجرزونة. والمسبح البلدي والقاعة المغطاة بجرزونة، والقاعة المغطاة بعين مريم، وقاعة محمد الفطانسي. وكما يوجد العديد من الملاعب الرياضية كملعب قسطنطينة، وملعب الشمال، وملعب أحمد البصيري، وملعب «15 أكتوبر» لكرة القدم. والملعب الفرعي المعشب للتمارين، والمركز الرياضي لتكوين الشباب بالناظور، والملعب البلدي للتنس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:14

مستغانم
مدينة مسغانم(الجزائر)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.658361
مستغانم المدينة العربية الوحيدة التي يقطعها خط غرينتش
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel2.658361
مستغانم من المدن الجزائرية المميزة
مستغانم الجزائرية..
المدينة العربية الوحيدة التي يمر بها خط غرينتش
شواطئ ذهبية ومناظر خلابة
شواطئ ذهبية، وخضرة خلابة، ومناظر أخاذة.. ليس هذا فقط ما تقدمه مدينة مستغانم الجزائرية، لكنها تمنحك أيضا فرصة للوقوف عند خط «غرينتش». وتعتبر مستغانم واحدا من المعالم، التي يمر بها خط غرينتش في الجزائر، وتعتبر الجزائر البلد العربي الوحيد الذي يمر به خط غرينتش. وخط غرينتش هو خط افتراضي لحساب التوقيت، سمي بذلك لأنه يمر بمدينة غرينتش في لندن، وهو يقسم الكرة الأرضية إلى قسمين شرقي وغربي، وهنالك 360 خط طول، 180 خطا شرق خط غرينتش، و180 خطا غربه.

وتقع مستغانم غرب الجزائر، وتطل على البحر المتوسط، ويقال إنها أقرب مدينة جغرافيا من أوروبا، حيث لا تبعد إلا بنحو 150 كم عن الشواطئ الإسبانية، وكان هناك حتى مشروع لنقل الغاز منها إلى إسبانيا، عبر خط أنابيب تحت البحر.

ويعود تاريخ إنشاء مستغانم إلى العهد الروماني، وكانت تسمى «كارتينا»، وفي القرن الحادي عشر غير اسمها إلى موروستاغ. وفي 1516 أصبحت المدينة تحت سيطرة القائد البحري التركي الشهير خير الدين بربروس، الذي اتخذها مركزا لعملياته في البحر الأبيض المتوسط، وفي الوقت نفسه مرفأ تجاريا. وبحلول 1700 أصبحت المدينة تحت سيطرة العثمانيين، قبل أن تسقط عام 1832 في يد الاحتلال الفرنسي حتى استقلال الجزائر عام 1962.

وللإشارة، فقد ذكر العلامة والمؤرخ ابن خلدون مستغانم في كتابه «تاريخ ابن خلدون»، وفي فصل تحت عنوان «الخبر عن انتزاء الزعيم ابن مكن ببلد مستغانم». يذكر أن ابن خلدون كان قد أقام لفترة غير بعيد عن مستغانم بمنطقة فرندة (بولاية تيارات)، حيث كتب مقدمته الشهيرة.

وبحسب آخر الإحصائيات، يتجاوز سكان مدينة مستغانم 200 ألف نسمة، وتتوفر على معالم سياحية مغرية، حيث توجد بمستغانم مجموعة من أجمل الشواطئ المتوسطية، التي تجلب مئات الآلاف من السياح. وفي الجزء القديم من المدينة هناك الكثير من المواقع الأثرية الإسلامية، من بينها قصر الباي محمد الكبير، وأسوار المدينة القديمة. ولعبت مستغانم دورا لافتا في التاريخ الإسلامي، وتعتبر مهد الدعوة الحركة السنوسية، وفيها ولد جد ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي.

ومن نقاط الجذب السياحي المهمة في مستغانم الموقع الذي يمر عليه خط غرينتش، ويقع الخط على بعد 15 كيلومترا من مقر ولاية مستغانم ببلدة «استيديا». ولهذه البلدة قصة مثيرة، حيث يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1846 من قبل مهاجرين ألمان أرادوا الهجرة إلى أميركا الجنوبية، لكن ربان السفينة تخلى عنهم في ميناء دنكرك بفرنسا، فبقوا عالقين هناك، فاقترحت عليهم سلطات الاستعمار الفرنسي ترحيلهم إلى «استيديا» في إطار سياستها الاستعمارية التي فتحت الأبواب لقدوم المعمرين الأوروبيين إلى الجزائر، لتثبيت أقدام الاستعمار الفرنسي فيها، وإكثار عدد المستعمرين. وقبل المهاجرون الألمان دعوة السلطات الاستعمارية الفرنسية، وأقاموا في هذه المنطقة من ولاية مستغانم، وأسسوا بلدة صغير سموها «استيديا» نسبة إلى منبع ماء في المنطقة اسمه «استيديا»، واستمر وجودهم هناك حتى 1948، حيث تركوا المنطقة.

وظلت اللغة السائدة في تلك البلدة خلال فترة إقامة المهاجرين الألمان هي اللغة الألمانية، على الرغم من أن الفرنسية كانت لغة الإدارة الاستعمارية الفرنسية. وترتبط مستغانم بشبكة مواصلات جيدة بباقي أنحاء الجزائر، وبالإمكان وصولها جوا عن طريق مطار مدينة وهران، التي لا تبعد إلا بنحو 70 كيلومترا فقط. وتتوافر بالمدينة فنادق متوسطة فقط، وإذا كنت تفضل راحة أكبر وفنادق أكثر فخامة فبالإمكان اتخاذ وهران، التي تعتبر أكبر مدينة في غرب الجزائر، مقرا للإقامة، كما يتوفر بوهران عدد من الفنادق ذات الأربع والخمس نجوم، من بينها «شيراتون وهران».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:21

قمم لبنان الثلجية(رحلة شتوية)


رحلة شتائية على إحدى قمم لبنان المغطاة بالثلوج (جمعية درب الجبل اللبناني).
سياحة عربية مستدامة مع كفاءة الطاقة والمياه
أصبحت السياحة قطاعاً مهمّاً في اقتصادات معظم الدول العربية، وهي تساهم في التنويع الاقتصادي وإيجاد فرص العمل وكسب إيرادات بالعملات الأجنبية. غير أنّ التأثيرات البيئية والاجتماعية غير الملائمة تبدّد الإنجازات الاقتصادية لهذا القطاع. فعدم تنظيم الشراء والسفر وخدمات الإقامة والترفيه والضيافة، مقروناً بالفوضى في بناء المنتجعات، أدّى إلى الإفراط في استخدام الطاقة واستغلال المياه من دون أي حسّ بالمسؤولية وتوليد كميات هائلة من النفايات. لذا، تتزايد مساهمة هذا القطاع في الانبعاثات العالمية لغازات الاحتباس الحراري بمقدار 2 – 3 في المئة سنوياً. ويؤدي التوسّع في بناء المنتجعات البحرية إلى تدهور النظم البيئية الساحلية والبحرية. كما تبرز الشكوك والتساؤلات حول مضاعفات إدخال أنماط السياحة العالمية التوجّه على المجتمع والثقافة والتنمية الاجتماعية.
تبلغ حصة الشرق الأوسط 6 في المئة في سوق السياحة العالمية، وحصة شمال أفريقيا 2 في المئة. وتراوح نسبة السياحة الدولية إلى الناتج المحلي الإجمالي بين 26 في المئة في لبنان، و17 في المئة في الأردن، و12 في المئة في مصر، و10 في المئة في كل من المغرب وتونس، و9 في المئة في البحرين. أما نسبة إيرادات السياحة الدولية إلى مجمل الصادرات عام 2009 فكانت الأعلى في لبنان (33 في المئة)، يليه الأردن (28 في المئة) ثم المغرب (26 في المئة) فمصر (22 في المئة) وسورية (19 في المئة). وقد أمّنت السياحة في مصر وظيفة واحدة من كل 7 وظائف في عام 2010. كما بلغت حصة السياحة من إجمالي التوظيف في المنطقة العربية عام 2010 نحو 4 في المئة. وعلى أساس القدرات المحتملة في المنطقة لجذب السياحة الدولية والحاجة للتنويع الاقتصادي وفرص التوظيف، جذب هذا القطاع استثمارات كثيرة. فإضافة إلى المنتجعات الساحلية في بلدان شمال أفريقيا العربية، رسّخت دول أخرى في المنطقة أقدامها في سوق المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات الثقافية بحيث أصبحت مقاصد لهذا الغرض، ومنها أبو ظبي ودبي (في الإمارات) وعُمان وقطر.
مبادرات طوعية
الاتجاه الغالب حالياً في التطوير السياحي في عدد من أهم المقاصد السياحية في مصر والأردن والمغرب وتونس وبلدان الخليج العربي يركز على المراكز السياحية المتكاملة، وهي عادة مشاريع تطوير واسعة تتجاوز مساحتها 200000 متر مربع، وتقع في المناطق الساحلية. وتضم هذه المراكز مجموعات فنادق وبيوت ومحال تجارية وأحواضاً للمراكب وميادين غولف، وهي تستهلك الطاقة والمياه بكثافة وتخلّف كميات كبيرة من النفايات. ومن أكثر اهتمامات المراكز السياحية المتكاملة في البلدان العربية صيانة ملاعب الغولف التي تبتلع كميات هائلة من المياه، مع أنها مورد شحيح في المنطقة. فمتوسّط استهلاك المياه في ملعب غولف واحد في منطقة الخليج يقدّر بـ 1,16 مليون متر مكعب سنوياً، ويصل في دبي إلى 1,3 مليون متر مكعب، وهي كمية كافية لاحتياجات 15000 مواطن سنوياً.
إن انعدام الأنظمة المُلزمة وغياب المراقبة هما من أهم العوائق التي تعترض التحول إلى قطاع سياحة مستدام. فالمبادرات الخضراء في قطاع السياحة العربية تكاد تكون اختيارية بمجملها، لأن الحكومات العربية الراهنة عاجزة أو غير راغبة في صوغ وإنفاذ المعايير التنظيمية اللازمة لضبط أعمال المستثمرين وشركات التطوير العقاري. أضف إلى ذلك أن حوافز الاستثمار في السياحة الخضراء محدودة جداً. أما شروط تطوير المراكز السياحية المتكاملة فنادراً ما تفرض أية إجراءات بيئية. حتى إن الحكومات تدعم الكهرباء والماء والوقود، ما يدفع إلى الإفراط في استهلاك هذه الموارد وما يستتبع ذلك من تأثيرات بيئية سلبية. ويتمّ إجراء دراسات تقييم الأثر البيئي في كل مشروع بمفرده، وهذا يعقّد فعلاً تقييم الآثار التراكمية لأعمال السياحة على البيئة والاقتصاد. علاوةً على ذلك، فإن الدوائر الحكومية الموكلة بمراجعة دراسات تقويم الأثر البيئي تفتقر، في أكثر الأحيان، إلى الخبرة الكافية لإصدار توصيات إضافية من أجل التدابير التصحيحية.
وإذا كان من واجب وزارة السياحة صوغ الاستراتيجية العامة لقطاع السياحة، فإن إعدادها ينبغي أن يتمّ بمشاورة الوزارات الأخرى المختصة والجهات ذات العلاقة وبالتعاون الوثيق معها. ذلك لأن المسائل المتعلقة بالمياه والطاقة والنقل والبناء وإدارة النفايات والبنية التحتية والتنمية الاجتماعية – الاقتصادية لا تقع جميعها ضمن اختصاصات وزارة السياحة. والتجاوب المنسّق المطلوب في السياسات لتعزيز السياحة المستدامة والخضراء ينبغي أن يشمل حزمة آليات تضمّ الأنظمة والتدابير المحفّزة والتمويل والتقنيات الملائمة للبيئة وبناء القدرات، على أن تنسّق هذه الجهود بين الوزارات والدوائر المختصة المتعدّدة.
زيادة الإيرادات والوظائف
تؤدي السياحة البيئية والسياحة الثقافية المعتمدة على المجتمعات دوراً فاعلاً في المحافظة على الطبيعة ودعم الاقتصادات المحلية وإيقاف الهجرة من الريف إلى المدينة، وبذلك تساهم في شكل فاعل في محو الفقر. لذا، من الأهمية بمكان أن تقدّم المنظمات الدولية والحكومات العربية الدعم المالي لهذه السوق المهمة على صغر حجمها. يتوجه الاهتمام الدولي حالياً إلى السياحة المستدامة، وهي مفهوم أشمل من السياحة البيئية، للحلول محلّ السياحة التقليدية. فالأماكن التي تتمتّع ببيئات نظيفة ومأمونة تجذب السياح أكثر من الأماكن الملوّثة والمكتظّة، وتأتي بمداخيل أكبر. فإذا ما زادت الدول العربية استثماراتها في السياحة المستدامة، فإنها بذلك تزيد حصتها في سوق السياحة الدولية وتوفّر المزيد من الوظائف الخضراء الجديدة وتجني أرباحاً أكثر في آن واحد. استناداً إلى مستويات الناتج المحلي الإجمالي في عام 2010، فإن ازدياد الـسـياحة الدوليـة بنسبة 12 في المئة في الدول العربية يمكن أن يؤدي إلى زيادة في الإيرادات تقدّر بـ228 بليون دولار كل عام، كما يـخلق 5,6 مليون وظيـفة جـديدة، ما يرفع حصّة هذا القطاع في مـجمل سـوق العمل إلى 10 في المئة.
ويمكن أيضاً تقويم آثار السياحة المستدامة على استهلاك الطاقة والمياه لقياس مدى وقع تدابير رفع الكفاءة على خفض الاستهلاك. استناداً إلى تقديرات عام 2010، جذب قطاع السياحة العربية نحو 59,2 مليون سائح، علماً أن متوسط استهلاك الطاقة لكل سائح يقيم مدة أسبوع يقدّر بـ798 كيلوواط ساعة، وهو أعلى من معدّل الاستهلاك في المنطقة بـ20 في المئة. لذا، فإن المزج بين اعتماد تدابير كفاءة الطاقة واستخدام مصادر الطاقة المتجدّدة يُقدّر أن يؤدي إلى خفض 45 في المئة من الاستهلاك، وهذا يُنقص 360 كيلوواط ساعة من استهلاك الطاقة للسائح الواحد في أسبوع واحد، أي ما يصل إلى 21300 مليون كيلوواط ساعة سنوياً في كامل المنطقة العربية. كما أن ذلك سيخفّض 52 في المئة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. أما تدابير كفاءة المياه فسيكون من تأثيراتها خفض استهلاكها بنسبة 18 في المئة. وعلى افتراض أن متوسّط استهلاك المياه لكل سائـح هو 300 ليتر يوميّاً، فـإن خفض 18 في المئة من استهلاك المياه سيوفّر على البلدان العربية صرف 22400 مليون ليتر سنويّاً.
* الدكتورة هبة عزيز رئيسة قسم السياحة المستدامة والتنمية الإقليمية في الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان، وباحثة واستشارية في شؤون السياحة. والدكتورة إديث شيفاز خبيرة في تنمية السياحة الدولية ومديرة الأبحاث والاستشارات في أكاديمية الإمارات لإدارة قطاع الضيافة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:25

مدينة المنستير(تونس)



السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.654270
رباط المنستير



منتجعات سياحية داخل تحفة طبيعية
بغض النظر عن الظروف التي خدمت مدينة المنستير (نصف مليون ساكن) وجعلتها منتجعا سياحيا بامتياز، ومركزا تعليميا لا نظير له في تونس، لكونها ظلت وعلى مدى يزيد على 50 سنة مدينة الوزراء والحكام في تونس، فمن بين 18 وزيرا في عهد بورقيبة كان عدد الحقائب التي تمنح لمدينة الرئيس 15 حقيبة. ليس ذلك فحسب، بل إن 80 في المائة من ميزانية الدولة كانت تصب في تلك المناطق (المنستير وبقية الشريط الساحلي على مستوى الوسط وحتى حد الشمال الغربي).
لقد جعلت السلطة السابقة في تونس من المنستير، مدينة من فئة 5 نجوم، وهي اليوم أجمل مدينة في تونس، وأكثرها ثقلا سياحيا وتعليميا. إذ إن الكثير من السياح يؤمون المنستير بحثا عن الهدوء والراحة، وعن الهواء النقي، فهنا لا يوجد دخان عوادم السيارات، ولا ضجيج محركات الدراجات النارية، ولا اكتظاظ الذي هو سمة الكثير من المدن.
ورغم توفر الدراجات ذات العجلات الأربع، وأماكن الجري، واستخدام الخيول وحتى الجمال للتنقل بين منتجعات المنستير الكثيرة والبالغة رقما كبيرا (نحو ألف منتجع). رغم ذلك هناك الكثير مما يمكن للزائر أن يلاحظه في المنستير، وأول ما يلمسه هو الهدوء التام، والنظافة التي تشكو من غيابها مدن كثيرة في العالم بما في ذلك بعض المدن التونسية.
ومدينة المنستير، التي تبعد 24 كيلومترا عن مدينة سوسة و80 كيلومترا عن مدينة القيروان التاريخية، مدينة تاريخية يعود تأسيسها للقرن الرابع قبل الميلاد، حيث كانت تسمى في العهد الفينيقي بـ«روسبينا» وأطلق عليها اسم المنستير في العهد البيزنطي، ثم الروماني بعد سقوط قرطاج في 146 قبل الميلاد، بل قبل ذلك بمائة سنة، حيث خاض فيها يوليوس قيصر أول معاركه التي تكللت بالنجاح، وظلت تونس مستعمرة رومانية حتى قدوم الفاتحين المسلمين في العقد الخامس للهجرة الموافق للقرن السابع الميلادي، وقضوا على القائد الروماني جرجير، وطردوا البقية إلى ما وراء البحار، واتخذ المسلمون المنستير حصنا بحريا لحماية العاصمة القيروان في ذلك الحين.
وتزخر المنستير بالكثير من النزل (من جميع الفئات) ومعظمها منتجعات سياحية، من بينها منتجع، أوريونت بالاس، الواقع على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، ويحتوي على 5 مطاعم فاخرة ومتنوعة، ومسابح داخل الغرف وخارجها وخدمات فندقية من أرقى ما تفتقت عنه ذهنية صناعة الترفيه في العالم. وتتمتع غرف منتجع أوريونت بالاس، على شرفات مطلة على البحر وعلى الطبيعة الغناء، وعلى شوارع هادئة فتعطي للزائر الانطباع والشعور الذي ينتاب زائر البحر والغابة والمدينة في نفس الوقت. ويجد عشاق التنس والمولعون بكرة الطائرة والغولف ورماية السهم والمتيمون بالساونا، والمعتادون على الجري وممارسة الرياضة واللياقة البدنية صباحا أو مساء وفي كل الأوقات ضالتهم في المنتجع الكبير.
كما يوجد فندق «مونستير تسنتر» وهو من الفنادق الجميلة وتحتوي غرفه الـ186 على جميع الخدمات الإعلامية، وتحيط بمسباحه كراس للاستلقاء وأماكن مخصصة لهذا الغرض. وهناك فندق الصحراء، والذي تطل غرفه التي تزيد على الألف غرفة على الحدائق الجميلة الغناء التي تميز مدينة المنستير عن سائر المدن الأخرى، وهو كغيره من فنادق المنستير يوفر أماكن لممارسة الهويات المختلفة. وهناك غير بعيد، فندق مازري الذي يطل على البحر هو الآخر، والقريب من ميناء المنستير، والذي يطلق عليه البعض في تونس «المرسى»، وهو قريب أيضا من المطار ومن مرفأ المدينة الرائعة. وبالفندق 52 غرفة نوم و3 أجنحة، وتمتاز غرفه بلوحات ورسوم متنوعة تدخل الطبيعة إلى غرف نوم الزوار. ويمكن للزائر الحصول على أماكن خاصة به وبأسرته على البحر ككوخ بحري من القش وكذلك استئجار دراجة أو سيارة. وجميع فنادق المنستير تتوفر فيها خدمات المكيفات ويمكن التحكم في مستوى درجة الحرارة داخل الغرف.
وهناك غير بعيد، تقع عشرات الفنادق من بينها فندق طلاس فيليج سكانس، الواقع على مساحة 15 هكتارا، وهو الآخر على شاطئ البحر، وتحيط به حدائق خضراء تحمر خجلا في أطرافها أو تصفر ذوابانا في خدمة زائريها أو تأخذ ألوانا مختلفة حسب الموقف الذي اختاره زارعوها لتعبر هي بألوانها عنه. وغرف الفندق البالغة 486 غرفة واسعة ومريحة، وتتناسب مع جميع الأذواق. كما توجد به 5 مطاعم تحتوي على كل ما لذ وطاب وما تفتقت عنه الذهنية المحلية والعالمية من أصناف الأطعمة. كما توجد بالفندق ملاعب لرياضات مختلفة، ومركزا للعلاج.
وتتمتع المنستير بكورنيش غاية في الروعة. والمار من كورنيش المنستير لا يستمتع بالهواء النظيف والنسيم العليل فحسب، بل يستعرض الكثير من المشاهد التي تتراءى له تباعا وهو يهرع على بساط من الآجر (البلاط) الرفيع كخيل جامحة، أو يمشي الهوينى في تأمل سقراطي عميق. فهنا مقام العالم الجليل المازري، وهناك جزر وتلال وسط البحر لا يمكن الوصول إليها سوى عبر عبارات أو زوارق أو سباحة، وتضم هذه الجزر والتلال أماكن للترفيه ومطاعم ومقاهي. وقد لا يضطر الزائر للذهاب لتلك الأماكن سوى لإشباع الفضول، إذ إن تلك المطاعم والمقاهي الجميلة والنظيفة منتشرة على طول الكورنيش الجميل وأجمل ما فيه نظافته وخلو أطرافه من النفايات، حتى أعقاب السجائر لا يمكن رؤيتها في ذلك المكان الساحر.
وتعتبر مدينة المنستير قاعدة تعليمية بأتم معنى الكلمة، فجامعتها تضم 86 وحدة بحث من بينها 31 وحدة بكلية الطب و18 بكلية العلوم و17 بكلية الصيدلة. كما تضم 12 مختبر بحث 5 منها بكلية العلوم. ويوجد في جامعة المنستير أكثر من 30 ألف طالب وطالبة، وتعتبر كلية العلوم الأهم من حيث عدد الطلبة تليها كلية العلوم الاقتصادية والتصرف ثم المعهد العالي للبيوتكنولوجيا، بينما يناهز عدد الأساتذة الألفي أستاذ.
وتضم جامعة المنستير 5 كليات و9 معاهد عليا ومدرستين، أي ما مجموعه 16 مؤسسة هي، كلية الطب، وكلية العلوم، وكلية طب الأسنان (الوحيدة بالجمهورية التونسية) وكلية الصيدلة، وكلية العلوم الاقتصادية والتصرف، والمعهد التحضيري للدراسات الهندسية، والمعهد العالي للإعلامية، والمعهد العالي للإعلامية والرياضيات، والمعهد العالي للبيوتكنولوجيا والمعهد العالي للفنون والحرف، والمعهد العالي للدراسات التطبيقية والإنسانية، والمعهد العالي للغات المطبقة في الأعمال والسياحة، والمعهد العالي لمهن الموضة والمعهد العالي للعولم التطبيقية والتكنولوجيا، والمدرسة الوطنية للمهندسين، والمدرسة العليا لعلوم وتطبيقات الصحة. وبعض المؤسسات المذكورة موجودة في مناطق قريبة من المنستير كالمهدية ومساكن.
ويتراءى للزائر وهو يستمتع بالمشي على كورنيش المنستير بمشهد قلعة عظيمة، هي رباط المنستير الذي أسسه هرثمة بن الأعين، عام 80 هجرية الموافق لسنة 796 ميلادية في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، ويعد الرباط من أعظم المعالم العسكرية الدفاعية التراثية، وكان حراسه من المتطوعين لحراسة الثغور، ويعرفون في الأدبيات الإسلامية التاريخية بالمرابطين في سبيل الله. وقد أدخلت على الحصن أو الرباط تحصينات كبيرة بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر.
ويمكن للزائر أن يستمتع بمنظر عام لمدينة المنستير من أعلى هرم في الرباط والبالغ ارتفاعه نحو 20 مترا. كما تتراءى للزائر ملامح جزيرتي سيدي غدامسي (نسبة لمدينة غدامس في ليبيا) والموستانية، وكذلك كهوف المنستير التاريخية التي تعود لعصور غارقة في القدم (أكثر من أربعة آلاف سنة) وقد جاء ذكر الكهوف في الجبال والمرتفعات في القرآن الكريم «وتنحتون من الجبال بيوتا».
وتتمتع المنستير بميناء (يتسع لأكثر من أربعمائة حاوية بحرية) ومطارين جميلين فإلى جانب الحركية والنشاط الكبيرين والمثيرين للإعجاب، يتمتع الزائر بالمناظر الطبيعية الخلابة، وبمستوى النظافة، لا سيما عند المرور بالطريق المحاذي للمطار، وهو بدوره تحفة معمارية داخل تحفة طبيعية خلقتا تجانسا مهيبا، مثير للفخر بالنسبة للتونسيين جميعا. لولا التباين الكبير والاختلال الفظيع الحاصل بين الجهات.
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.654270
رباط المنستير
المنستير.. مدينة من فئة 5 نجوم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:28

فندق القصبة بالقيروان(تونس)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.644578
واجهة فندق القصبة بالقيروان
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel2.644578
مدخل المقهى التقليدي بالفندق
فندق «القصبة» بالقيروان.. ثكنة عسكرية تاريخية بمواصفات سياحية
مبنى رائع حافظ على صورته التقليدية مع إضافة عناصر حديثة
لا يخطر ببال الكثيرين وهم يعبرون إلى أكثر مناطق القيروان هدوءا، قادمين من أكثرها ضوضاء، أنهم على بُعد بضعة أمتار من أرقى فنادق تونس قاطبة وأكثرها جمالا، إنه فندق «القصبة» بمدينة القيروان التاريخية، أول مدينة إسلامية في أفريقيا، التي بناها عقبة بن نافع عام 50 هجرية. ففي المنطقة التي يقع فيها الفندق أعظم المعالم العمرانية والسياحية وأكثرها قيمة تاريخية، جامع عقبة بن نافع، ومقام الصحابي الجليل أبو زمعة البلوي، والفسقية.
يعتبر فندق «القصبة» بالقيروان تحفة معمارية سواء بمظهره الخارجي الذي يجسد سالف العظمة، حيث كان ثكنة عسكرية منذ القرن السابع الميلادي، لكنه تحول في سنة 1999 إلى فندق من فئة 5 نجوم. وقال حكيم ميطاحني المدير العام للفندق لـ«الشرق الأوسط»: «يتكون الفندق من ثلاثة طوابق ويحتوي على 97 غرفة جميعها مجهزة بأحدث وسائل الراحة، وتحتوي كل غرفة على شرفة مستقلة بها خط إنترنت وحمام مزود ببرنس. ويضم الفندق 3 أجنحة، منها جناح رئاسي، ويتسع لـ220 زبونا، وبالفندق مطعم يتسع لـ200 شخص ومطعم محلي يتسع لـ40 شخصا، ويتوفر بالفندق مسبح خارجي، وحمام بخار تركي، وقاعة شاي، وقاعة شاي تقليدية، كما يتوفر بالفندق خدمات الساونا، وموقف للسيارات، وحدائق وقاعات اجتماعات كبرى تتسع لـ450 شخصا».
وقد استقبل الفندق الكثير من الشخصيات المهمة سنة 2009، وهي السنة التي أعلنت فيها القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية. وقال ميطاحني إن «فندق (القصبة) هو واحد من سلسلة فنادق مجموعة (غولدن ياسمين)، وهي 11 فندقا موزعة على عدد من المدن التونسية مثل القيروان، وتوزر، ودوز، وصفاقس (الجنوب التونسي) والحمامات (الشمال الشرقي)، وصاحب هذه السلسلة هو عاطف بوصرصار»، وتابع: «هذه القلعة كانت ثكنة عسكرية تابعة للجيش التونسي، ولكن الجيش لم يكن يسمح له ببيع ممتلكاته، فتمت عملية تحويل المبنى لوزارة الداخلية حتى تتم الإجراءات القانونية، وهو ما حصل بالفعل»، وأكد ميطاحني على أن المبنى التاريخي الضخم كان ثكنة عسكرية منذ سنة 650 ميلادية ولم يتم تجريده من طابعه التاريخي العسكري بحقبه المختلفة سوى سنة 1999.
وبالطبع تم إدخال تعديلات على نظام الغرف، وإضافة المسابح، بينما بقيت الأسوار وما تم اتخاذه لاحقا غرفة لتناول الشاي على الطريقة التقليدية وبعض الأماكن الأخرى على حالها. وحتى الإضافات التي أدخلها المالكون الجدد للمكان التاريخي الهام تم استنباطها من إيحاءات الزخرفة التراثية سواء الفيسفساء المحلية أو تلك التركية والأندلسية التي تبدو واضحة بجلاء في مقام أبو زمعة البلوي، والجامع الكبير.
الذين أشرفوا على عملية وضع الديكور كانوا حريصين على الطابع التقليدي للمبنى وللمدينة التاريخية الشهيرة، حتى باب القلعة العتيق ظل على حاله كما لو كان باب أحد الحصون الحصينة في زمن العز الغابر. «حتى الباب لم نقم بتغيره للحفاظ على الطابع المعماري التاريخي للمبنى والمنطقة فلم نرغب في اقتلاع المكان من جذوره». كان لحرص القائمين على مجموعة «غولدن ياسمين» الفندقية على الاحتفاظ بالطابع التاريخي للمكان فوائد جمة، إذ إن «السياح يجدون فيه شيئا مختلفا عن بقية النزل التي تبدو واجهاتها وبقية مكوناتها من المعمار الحديث، وبذلك يكون الفندق ليس للمبيت والراحة فقط، بل للسياحة أيضا واستكشاف جانب من التراث التاريخي للمنطقة»، وأردف: «السياح يجدون طابعا آخر.. شيئا جديدا لم يألفوه في الفنادق الأخرى، وفي نفس الوقت يحافظ على فخامته ونجومه الـ5».
ويذكر ميطاحني أنه أثناء إعداد المكان ليصبح فندقا تم العثور على الكثير من القطع الأثرية والأسلحة من عصور مختلفة، من بينها مدافع تم نقلها إلى متحف رقادة.
ومن أبلغ ما قاله كريم مطاحني أن «الكثير من الناس يسمعون بالقيروان أو قرأوا عنها في كتب التاريخ أو التحقيقات الميدانية، ولكنهم لم يتجشموا عناء المجيء إليها، وزيارة معالمها التاريخية والتجول في أسواقها العتيقة والاطلاع على صناعاتها المختلفة سواء التقليدية منها أو المنطقة الصناعية التي تعج بالمصانع العصرية المتخصصة، لا سيما أن القيروان تبعد مسافة سير ساعتين بالسيارة عن العاصمة تونس، و45 دقيقة عن سوسة الساحلية.. إذن هي ليست بعيدة».
لا يختلف الفندق عن بقية الفنادق أو الكثير منها في الشكل المعماري وحسب، بل في ما يقدمه من أطعمة، إذ يختلف المطعم القيرواني عن غيره، هناك مأكولات تتميز بها القيروان، إلى جانب السجاد اليدوي، والمقروض، والكفتاجي (أكلة تعتمد على الفلفل والبيض)، وهي المرق بالزبيب، ومرق عصفور الزيتون، (يطلق عليه التونسيون الزرزور وتكثر أسرابه التي تملأ الآفاق أحيانا في موسم جني الزيتون)، وطبخة المرشان، أو السلق، التي تشبه السبانخ، أو هي نفسها، وهي تخصصات قيروانية، وهي مأكولات غير معروفة كما هو الحال للمقروض والسجاد والكفتاجي. لكن أكثر ما يطلبه السياح كما يؤكد مطياحني هو «الك***ي» ثم الكفتاجي الذي يستخدم فيه الفلفل الحلو، الذي يتم تقطيعه وقصه بالسكاكين دون استخدام آلات الخلط أو المدقات التقليدية.
فندق «القصبة» كما يؤكد القائمون هو «مكان للسياحة والترفيه والراحة والاستجمام، فمن يُرد أن يستريح من ضوضاء الشواطئ ومدنها، فالقيروان قريبة جدا، فهي على بُعد 70 كيلومترا من البحر». ويمتاز فندق «القصبة» بأنه الوحيد من فئة 5 نجوم بالقيروان، ولا يبعد المستشفى الجامعي عن بوابته سوى 150 مترا، وهناك ممر خاص إلى جامع عقبة بن نافع وهو على بعد نحو 300 متر، وعلى مسافة سير لمدة 5 دقائق تقع المدينة العتيقة، وبجوار الفندق صيدليات بعضها يعمل على مدار 24 ساعة. «لدينا 4 وكالات لتأجير السيارات ونحن نتعامل معها، ويمكن للسائح أن يستأجر سيارة ويقودها بنفسه، وعندما يريد العودة يمكنه تركها في مواقف المطارات ونحن نعيدها، ولدينا وكالة تأجير سيارات تابعة للمجموعة بإمكان السائح أن يستأجرها ويسوقها بنفسه إن أراد لزيارة الجنوب أو الشمال، ويمكننا توفير سيارات وحافلات للمجموعات أو الأسر».
الأمر الذي يؤلم أصحاب الفنادق والتجار ومديري المتاحف والمعالم التاريخية في القيروان هو الظلم الذي حاق بالمدينة على مدى نصف قرن أو يزيد، فمنذ عقود وهي تعتبر منطقة عبور سياحي، لا هدفا سياحيا يقضي فيه السياح يومين أو ثلاثة أيام ولم لا يكون أسبوعا كاملا؟ «حتى لا تبقى القيروان مجرد منطقة عبور، لأن السائح يمكنه أن يرى الكثير من الأشياء في القيروان». ويضرب ميطاحني مثالا بشركة أسفار «وقعت معهم عقدا على أن يمضي السياح يوما بمدينة القيروان، ولكن المعالم التاريخية تحتاج إلى أكثر من يوم لزيارة بعضها، فتمت زيادة الفترة التي يقضيها السياح بالقيروان»، ويلوم أصحاب الفنادق والمحلات في القيروان وزارة السياحة التونسية، وأن «الوزارة مقصرة في التعريف بالمعالم التاريخية والمناطق الثقافية، كسبيطلة، والكاف، فالسياحة الثقافية مغيبة بينما يتم إبراز تونس كبلد للشمس والبحر فقط». ولذلك «لا بد من الاهتمام بالمناطق الداخلية عند التخطيط للرحلات السياحية، فالسياحة الساحلية 3 أشهر فقط، أما في الداخل فهي 10 أشهر». ويرى ميطاحني أن «السائح الخليجي يجب أن يأتي بطريقة حرة، وليس عن طريق وكالات الأسفار، حتى لا يصيبه الغبن، فالبعض يبقونه لبضع ساعات فقط في القيروان، بمعنى أنه يتغدى ويعود القهقرى ولا يزور ما يجب أن يشاهده ويراه وينقله».
وعدد مدير فندق «القصبة» الكثير من المعالم التاريخية التي يمكن زيارتها، ومنها «مقام أبو زمعة البلوي، فهو أكثر من مقام، بل تحفة معمارية تسحر الألباب، والجامع الكبير الذي يقف أمامه السياح مشدوهين، ومتحف رقادة الذي يضم الكثير من الآثار التي تنبئ عن طبيعة الحياة في عصور ظهورها أو صناعتها، وبئر روطة، وسوق البلاغجية، ومتاحف السجاد، ومواسم الحصاد وجني المحاصيل، حيث ننقل السياح إلى عين المكان لمشاهدة تقاليد الحصاد وعمليات جني المحاصيل، وهناك 15 معلما سياحيا في القيروان لا تلقى الاهتمام المطلوب من قبل وزارة السياحة». ودعا ميطاحني إلى إنشاء مدن سياحية للصناعات التقليدية، لا سيما أن بعضها معرض للانقراض.
وإلى جانب ذلك تقع بالقرب من تلك المنطقة أهم المراكز الصحية كالمستشفى الجامعي، والبريد المركزي، وشركات تأجير السيارات، والأسواق العتيقة والمعالم السياحية كـ«بئر روطة» التي يستخرج منها الماء بالجرار أو القلال الصغيرة بواسطة جمل يدور حول البئر، وورشات صناعة الحلويات القيروانية «المقروض» والسجاد القيرواني «الزربية» وصناعة الجلود وصناعة وبيع الملابس التقليدية التونسية والمغاربية، والمطاعم الشعبية وصناعة النحاس والحديد وأسواق الخضار والمكسرات والسلع الإلكترونية الرخيصة وغيرها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:31

مدينة تعز (اليمن)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Daily1.636233
تعز.. مدينة النجوم وقبلة الزائرين من اليمن والسياح الأجانب
تجمع ملامح الجمال الطبيعي بمرتفعاتها ووديانها وتلك التي
أبدعتها يد الإنسان وحفرتها في مدرجات الجبال الخضراء
تعز: سعاد الحدابي: تسمى «مدينة النجوم» من قبل زائريها، ويسميها أبناؤها «المدينة الحالمة».. تقع جنوب العاصمة صنعاء، وتعد المدينة الثانية من حيث عدد السكان، وهي قبلة الزائرين من مختلف المدن اليمنية، ولها حضورها السياحي؛ حيث يقصدها السياح من الدول الشقيقة والصديقة؛ لاعتدال هوائها طوال أيام العام ولما تضم بين جبالها وسهولها ووديانها من الأماكن التاريخية والسياحية، إضافة إلى حميمية أهلها الذين لا يشعرون الزائر بأنه غريب عن المدينة. تستقبل تعز الداخلين إليها ليلا بقناديلها المعلقة في السماء، أما صباحا فتستقبلهم بشموخ جبل صبر، والقرى المتناثرة على قمم الجبال، لتبدو المدينة حالمة وهي مستلقية في حضن الجبل الذي يعد أكبر قمة في هذه المدينة، حيث يبلغ ارتفاعه 3006 أمتار.
وقد عرفت تعز باسم «عُدينة» حتى وصول الأيوبيين سنة 1173م، وعند استسلام القائد الرعيني قال:
تعز علينا يا عُدينة جنة نفارقها قسرا وأدمعنا تجري وقد ظن القائد أن اسم المدينة «تعز» من صدر البيت الأول فسماها به، ومن ذلك التاريخ عرفت المدينة باسم «تعز».
وتتميز تعز بتنوع تضاريسها مما جعلها مصيفا ومشتى للقادمين من المدن الأخرى، ولعل موقعها بين مدن الشمال والجنوب جعل منها محطة استراحة للقاصدين أحد الاتجاهين. ولعل ما يميزها؛ بساطة الحياة، ورخص المعيشة مقارنة بالعاصمة، إضافة إلى ملامح الود والبساطة التي يقابل به زائر هذه المدينة، ففي دخولك المدينة من طريق عدن يستقبلك بائعو الجوافة بأثمان زهيدة، أما من مدخل «المخا» فيستقبلك عدد من الباعة الصغار يحملون عقودا من الفل تتقدمهم الرائحة الطيبة؛ مما يدفع الزائر لشراء عقود تزين عنقه أو واجهة سيارته.
وتتنوع معالم المدينة بين سهلية وجبلية، فهي مدينة تجمع ملامح الجمال الطبيعي بمرتفعاتها الشاهقة ووديانها العميقة، وملامح الجمال الذي أبدعته يد الإنسان وحفرته في مدرجات الجبال الخضراء، بما يدل على قدرة الإنسان على صناعة حياته حتى في المنحنيات الشاهقة.
وبنظرة على المنازل المعلقة على سفوح الجبال، يتبين معدن ابن هذه الأرض الذي قهر قسوة الطبيعة بصبره، ليضيف جمالا جديدا إلى الطبيعة الساكنة.. طبيعة أخرى تشهد بصلابته وجلده وعزيمته التي جعلته يفضل العيش في قمم الجبال متحديا وعورة الصخر لتتفجر الأرض من حوله خضرة يانعة.
ابن تعز لم يتحد الصخر ويبني في قمم الجبال، بل تحدى السيول الجارفة، وعاش في السهل الممتد؛ ففي تعز أودية جارية، يقصدها أبناء المدينة للتنزه، وهي أودية غنية بجمالها الطبيعي ويزرع فيها عدد من الفواكه والمحاصيل التي تعد قوام حياة الريفيين كالذرة والقمح، والبن الذي يباع في أسواق المدينة ويصدر منه إلى دول الجوار، ومن هذه الأودية، وادي الضباب، ووادي ورزان، ووادي الملك، ووادي نخلة، ووادي رسيان، وكلها أودية تحيطها الخضرة والنماء والجمال.
وتمثل طبيعة تعز مصدر جذب سياحي؛ إذ تشهد المدينة حركة سياحية نشطة في الأعوام الأخيرة، ولعل السبب في ذلك يعود إلى وفرة المناطق السياحية والأثرية في المدينة، بدليل كثرة الفنادق، التي تتسابق على جذب السياح والزوار طوال أيام العام، وقد بنيت فنادق من الدرجة الأولى، ولعل أشهر هذه الفنادق، فندق «سوفيتيل» الواقع على قمة هضبة تطل على جانب من المدينة، وكذلك «متنزه الشيخ زائد (رحمه الله)» الذي يقع على قمة جبل «صبر»، ويطل على المدينة بأكملها ويعد من أجمل متنزهات المدينة. ولعل أكثر ما يجذب الزوار هواؤها العليل الذي لا تشعر فيه بالبرد القارس أو بالحر الشديد، فهواء المدينة معتدل طوال العام.
وتجتذب المآثر الإسلامية عددا من الباحثين والمريدين؛ إذ يوجد في المدينة عدد من الأماكن التاريخية التي تتمثل في عدد من المساجد والمدارس الإسلامية التي ظلت ولا تزال تقوم بنقل العلم الشرعي بطريق الإجازات عن الشيوخ الذين يحملون إجازات في مختلف العلوم الشرعية. ولعل أهم معلم إسلامي هو جامع الصحابي الجليل معاذ بن جبل الذي بناه في المكان الذي بركت فيه ناقته، عندما بعثه الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، في السنة السادسة للهجرة؛ ليعلم أهل اليمن مبادئ الدين الجديد.
ومن المآثر الإسلامية أيضا ما تحتضنه المدينة القديمة داخل أسوارها، الذي تعبر إليه من الباب الكبير الذي يوصلك إلى أحيائها التي تزينها المساجد بعمرانها ذي الطابع الأثري القديم، ولعل أهم ملامح المدينة القديمة، جامع المظفر التاريخي، الذي يقع في وسط المدينة، وقد بناه الملك المظفر الرسولي، ثاني ملوك بني رسول، وفيه مدرسة لتعليم القرآن والعلوم الشرعية، إضافة إلى جامع الأشرفية الذي بني على هضبة عالية تطل على قلعة «القاهرة» التاريخية، ويعد مفخرة في فن العمارة الإسلامي، كما يعد المسجد وما يتبعه من مرافق تعليمية أحد أكثر المراكز الإسلامية تأثيرا في اليمن. وقد بناه الأشرف الإسماعيلي بن العباس ويعد من آخر ملوك بني رسول.
وكما كانت تعز غنية بمآثرها الإسلامية، فهي غنية كذلك بمآثرها التاريخية التي يعد من أشهرها «قلعة القاهرة» التي تنتصب على قمة عالية يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 1474 مترا، والتي بناها الأمير عبد الله بن محمد الصليحي أخو الملك علي بن محمد مؤسس الدولة الصليحية، عام 436هـ – 1045م، وسماها باسمه، ثم بدأ في تشييد مخازن مياه الأمطار ومخازن المؤن، لكنه ارتحل مع أخيه إلى سفوح جبال الحجاز، وقد أدى تعاقب الملوك على تعز إلى تحسينات في القلعة كونها الحصن المدافع عن المدينة الصغيرة، إلا أن القلعة شهدت تحسينات منذ قرر الملك المظفر الرسولي نقل العاصمة من الجند إلى تعز، وقد تطور بناء القلعة في الفترة الرسولية، بل تم تشييد سور حول المدينة، من أمنع أسوار المدن. ويلتقي سور المدينة بسور القلعة، وظل التطور في بناء القلعة في الفترة الطاهرية وكذلك العثمانية، إلى أن سيطر المتوكل على الله إسماعيل على أرجاء اليمن كافة عقب رحيل العثمانيين، وكان دور القلعة يتمثل في الدفاع عن المدينة، وفي جعلها معتقلا سياسيا للرهائن، إضافة إلى احتوائها على أعرق مدرسة علمية لنزلاء القلعة والرهائن من أبناء وجهاء القبائل.
وكما كانت لتعز مآثرها الإسلامية والتاريخية التي تؤكد أهميتها، كانت لها كذلك ريادتها التجارية، التي اكتسبتها من تنوعها البيئي وموقعها الجغرافي، فهي المدينة الأقرب إلى مضيق باب المندب، الذي يقع على الطرف الجنوبي للبحر الأحمر. وكل هذا يضيف رصيدا سياحيا آخر لمدينة تعز، كما يزيد من مواردها الاقتصادية.
كما تتميز مدينة تعز بتعدد أسواقها؛ حيث توجد السوق القديمة في المدينة القديمة. وتبدأ السوق من مدخل الباب الكبير، لتضم سوق الشنيني وسوق البز وسوق الخبز، وتمتد السوق خارج الباب الكبير لتصل إلى السوق المركزية، وتمتد حتى السوق المركزية وشارع التحرير وشارع 26 سبتمبر، وتصل إلى شارع جمال، ليصل امتداد السوق حتى شارع المغتربين.
كما تتميز تعز بالسوق الشعبية في منطقة الجحملية.. هذه المنطقة التي كانت تعد الحي الراقي من مدينة تعز، التي يقع فيها قصر «صالة» التاريخي الذي كان متنزها للإمام أحمد، الوالي على تعز من قبل أبيه الإمام يحيى حميد الدين، كما تكثر في الجحملية البنايات ذات الطابع القديم المميز بأبوابه الكبيرة والقمريات التي تزين النوافذ، ولعل السر في ذلك النمط من المساكن يرجع إلى فترة بقاء الإمام أحمد وخاصته الذين ينحدرون من أسر صنعانية، والذين صنعوا حيا يشبه الأحياء التي جاءوا منها.
ولا تعجب وأنت ترى بائعات القات يفترشن الأرض ويبعن ما جلبن معهن ويزاحمن الرجال في سباق مع الوقت للعودة إلى قراهن بسلال فارغة وجيوب عامرة، وليست النساء أو الفتيات الصغيرات اللاتي يجلسن خلف سلال القش المليئة بالقات سوى زوجات أو بنات الأسر التي يعمل رجالها في زراعة القات في عدد من المناطق المحيطة بتعز كجبل صبر ووادي الضباب، ويعد هذا نوعا من التكافل الاجتماعي بين الرجل والمرأة في العمل، ولذلك لا تعجب وأنت ترى النساء يحملن سلالهن ويستأجرن السيارات ويزاحمن الرجال، وهن قادمات أو عائدات إلى مناطقهن التي ربما تقطعها السيارة في نصف ساعة أو يزيد على ذلك، فالثقة لها دورها في دعم الحياة الأسرية لمن يعمل في زراعة القات في هذه المناطق.
استطاعت تضاريس المدينة أن تجعل المدينة مركزا سياحيا يجذب السياح بجماله وبساطته، ففي زيارة للأمير بندر بن سلطان لهذه المدينة، وصعوده إلى متنزه الشيخ زايد الواقع على قمة جبل صبر، شق عليه أن يرى الناس تصعد الجبل بشق الأنفس، فتبنى رصف الطريق ورشه بالأسفلت.
ومن المتنزهات حديقة «التعاون» في المدخل الشرقي للمدينة، في منطقة الحوبان، التي تعد متنفسا لأبناء المدينة وتتميز بسعتها وكثرة أشجارها وألعابها الكهربائية واليدوية، ويجاورها حديقة الحيوان التي توجد بها أنواع شتى من الحيوانات وعدد كبير من الزواحف والطيور المتنوعة، وتقع بالقرب منهما حديقة «دريم لاند» ذات الألعاب الكهربائية. إضافة إلى شاطئ المخا وعدد من الأودية، وتوفر عددا من الحمامات التي تعمل بالوقود مثل «حمام المظفر» و«حمام النعيم»، وحمامات طبيعية مثل «حمام علي»، وغيره من الحمامات التي تحتوي على عناصر معدنية وكبريتية تفيد في علاج عدد من الأمراض الجلدية وأمراض الروماتيزم.
ويشتهر أبناء المدينة بحبهم للتجارة، حيث يرتحل عدد منهم إلى دول أفريقية للبحث عن فرص أفضل للعيش الكريم، كما يتجه الكثيرون منهم إلى العاصمة بحثا عن فرص للتجارة أو تلقي العلم في جامعاتها بعد أن ازدحمت بهم جدران الكليات والجامعة التي لا تتسع للأعداد المتزايدة في مطلع كل عام دراسي جديد. أما عدد منهم فيحترفون مهنا يدوية بسيطة، أو يعملون في مطاعم شعبية أو في بيع وتسويق ما يمكن أن يوفر لهم حياة كريمة. ويشتهر سكان المدينة بحسن الجوار وحب الضيف وإكرامه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:34

القيروان تراث حى(تونس)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.631912
جانب من أسوار القيروان

القيروان.. تراث حي يزخر بالمعالم التاريخية
فيها أقدم مساجد العالم
أدت القيروان دورا مهمّا في ترسيخ عقيدة التوحيد ببلاد المغرب والأندلس وما وراء الصحراء، وبالتالي نشر الحضارة العربية الإسلامية وإقامة صروح علمية وعمرانية، عندما كان المسلمون هم القوة العظمى في العالم. وليس من الصدفة أن تكون القيروان مسجلة على قائمة التراث العالمي، أي المدينة العتيقة وأرباضها على قائمة التراث العالمي، وهي شهادة تؤكد البعد الحضاري للمدينة ومدى إسهامها في نحت العمارة الإسلامية بالمغرب. والقيروان عبارة عن متحف إسلامي حي يزخر بالكثير من المعالم التاريخية والثقافية البارزة مثل جامع عقبة بن نافع الذي يعد أحد ثوابت الحضارة العربية الإسلامية، فهو يعطينا فكرة عن نضج الحضارة الإسلامية عبر التاريخ، وهو يختزل مدرسة القيروان المعمارية التي شعت على كامل الحوض الغربي للمتوسط.

وجامع عقبة بن نافع من الجوامع القليلة التي حافظت على عناصرها المعمارية الفريدة وبيت الصلاة في جامع عقبة بن نافع من أقدم بيوت الصلاة التي حافظت على طابعها الأصلي، إذ إن هناك بيوت صلاة أقدم من بيت صلاة جامع عقبة بن نافع لكنها تغيرت عبر التاريخ. وقال رئيس جمعية صيانة مدينة القيروان ومدير المخبر الوطني لترميم المخطوطات الدكتور مراد الرماح : «حافظ الجامع على تخطيطه وعلى مواده وعلى محرابه وعلى منبره، وهو أقدم منبر وصل إلينا في الإسلام منذ أواسط القرن الثالث الهجري، لأنه كانت هناك منابر ولكنها ضاعت». وتابع: «محراب جامع عقبة بن نافع من أقدم المحاريب على عين المكان. ويعود إلى أوائل القرن الثالث الهجري، والمربعات التي تحيط بمنبر جامع عقبة هي من أقدم المربعات في العالم الإسلامي، والمرجع الأساسي للتعرف على الموروث المعماري في المغرب الإسلامي هو جامع عقبة بن نافع».

ويمكن القول إن القيروان هي التي أسست للمدرسة الإسلامية المعمارية المغاربية، وهذه المدرسة تواصلت عبر التاريخ، سواء من خلال الجوامع والمساجد أو الأسوار الشامخة والمواجن الضخمة كفسقية القيروان. «حتى لما تقلص معمار القيروان بعد الزحف الهلالي فإن القيروان استطاعت أن تؤسس لعمارة ذات بعد روحي تمثلت في عمارة الزوايا، التي كان لها دور أساسي في الإبقاء على قدسية المدينة وتواصل النمط المعماري القيرواني، الذي بدأ منذ القرن الثاني للهجرة وتواصل إلى يومنا هذا». ومن أهم عناصر العمارة الإسلامية في القيروان، العقد المتجاوز والقبة ذات القاعدة المربعة والسقوف الخشبية، «كل هذا موجود في مدرسة القيروان المعمارية وتواصل، ثم تأثرنا في ما بعد بالطابع الأندلسي ثم العثماني».

ويؤكد الرماح على أن «المئذنة ذات القاعدة المربعة التي أصبحت سائدة في منطقة المغرب الإسلامي انطلقت من مئذنة القيروان. إذن هذه المدينة لها دين في عنق المسلمين وفضل الحفاظ على مفاخر الحضارة الإسلامية. زد على ذلك أن المدينة حافظت على نسيجها المعماري الإسلامي المتميز بدورها وأزقتها بواجهاتها ببطاحها، كلها تعبر عن النمط المعماري الإسلامي، وطريقة البناء الحالية هي التي كانت معتمدة في السابق، وهذا ما يبرر تصنيف القيروان ضمن التراث العالمي الإنساني». لقد حققت القيروان 5 مقاييس من أصل 6 لاعتبارها مدينة ذات تراث عالمي إنساني. وقل وندر أن تستجيب مدينة لخمسة شروط من أصل ستة، بينما مدن أخرى استجابت لمقياس واحد وسجلت ضمن التراث الإنساني العالمي.

الحفاظ على القيروان حفاظ على كنوز الحضارة الإسلامية في جانبها المعماري والروحي، فقد استطاعت الحفاظ على أسوارها، وعلى بركها وعلى مزاراتها. وحول ذلك يقول الرماح: «القيروان كانت محاطة بأسوار ممتدة الأطراف في العهد الصنهاجيين، القرن الخامس الهجري، القرن الحادي عشر الميلادي». لكن ذلك كما يشير «تقلص بعد الزحف الهلالي، ولم تعد القيروان عاصمة الإسلام ولم تعد تمثل العاصمة الاقتصادية ولم تعد تمثل الثقل الذي كانت تمثله في المنطقة، وتم تخطيطها بشكل مغاير». وأردف: «بعد الزحفة الهلالية أخليت القيروان ولم يعد لها ذلك الرصيد الضخم، فقد هجرها علماؤها وهجرها تجارها، ومن بين من هجرها ابن رشيق، وابن شرف». ويعد الزحف الهلالي القادم من مصر أكبر ضربة تعرضت لها القيروان في تاريخها الوسيط، فقد قلب الزحف القيروان رأسا على عقب وكادت القيروان أن تخرج من التاريخ. وبعد أن كانت تسهم وتصقل تاريخ المتوسط، إذ بها مدينة متواضعة وأعيد تعميرها بطريقة بطيئة وضعيفة وبغير النسق الذي كانت عليه، وليس أدل على ذلك من كونها بنيت على مساحة 750 هكتارا ثم تقلصت إلى 50 هكتارا فقط. ثم أضيفت لها الأرباض بداية من القرن الثالث عشر، فأصبحت المدينة بأرباضها نحو 100 هكتار. وهذه المساحة بأرباضها هي المسجلة على قائمة التراث العالمي.

وحول البناء الفوضوي الذي أضر ببعض مداخل القيروان، قال الرماح: «الحفاظ على المدن العتيقة عملية صعبة جدا، ومع ذلك نؤكد لكم بأن القيروان من النماذج القليلة التي حافظت على نسيجها العمراني التقليدي نظرا لثقلها التراثي، وقد تيسر ترميم بعض معالمها إلا أن الحفاظ على النسيج العمراني عملية ليست سهلة، إذ تقتضي مساهمة الدولة ووعي الدولة بهذه العملية ثم وعي المواطن بالمحافظة على أصالة المدينة، وهذان العنصران كانا مفقودين، إذ إن الدولة لم تصرف مجهودا للحفاظ على النسيج العمراني، والمواطن لم يستوف الوعي بوجوب الحفاظ على النسيج العمراني التقليدي في بناء منزله فلا يشوه واجهاته ولا يشوه داخله لنبقي على القيروان تراثا عالميا». وهذه العشوائية وعدم التخطيط وعدم الحفاظ على سمت المدينة الأصلي هو ما يخشى على القيروان منه.

وقد تكثفت هذه الإساءات بعد الثورة من قبل البعض ممن وجد فرصة لتهديم بعض المعالم أو جزء منها أو القيام ببعض التعديلات داخل المدينة العتيقة دون الحصول على ترخيص لذلك. و«نحن نحاول أن نرفع من وعي المواطن وأن نبين له أن القانون صارم في هذا المجال، وأنه لا بد من أن تتضافر الجهود حتى نوقف هذه الفوضى حتى لا تهدد أكثر أصالة المدينة العتيقة». وبخصوص قيام البعض بالبناء في المواقع الأثرية دون ترخيص إبان الثورة قال: «بالنسبة إلى صبرة المنصورية هناك الكثير من التجاوزات على موقعها الأثري، البعض استغل الظروف السياسية والأمنية السائدة لإقامة مقسمات ودور في موقع مشار إليه على أنه منطقة خضراء ذات صبغة أثرية يمنع فيها البناء منعا باتا». وقد قامت وزارة الثقافة بإصدار قرار تحفظي لحماية هذه المنطقة للحيلولة دون استفحال هذه الظاهرة، و«نحن الآن بصدد معالجة الموضوع مع المتجاوزين».

ويوجد بالقيروان أكثر من 100 معلم أثري لا تزال في أماكنها وبأسماء رجالاتها ولها دور في التعرف على طريقة تخطيط مدينة القيروان. «القيروان فيها أكثر من 50 زاوية تعبر طرق بنائها عن نضج المدرسة المعمارية القيروانية ومنها الزاوية العوانية والزاوية الويحشية وغيرها». ومن المدارس مدرسة أبي زمعة البلوي والمدرسة الحسينية التي تم تحويلها لمرافق إدارية، وغيرها من المدارس الدينية القديمة.
وبخصوص تحويل المعالم الدينية إلى مرافق إدارية وغيرها فأن تلك المعالم لم تعد تقوم بوظيفتها، «بعض الزوايا لا بد من توظيفها اجتماعيا لتسمح بخلق ديناميكية ثقافية، فبعض التيارات الصوفية لم يعد لها تأثير في المجتمع بنفس القدر السابق، لذلك تم إعادة توظيفها سياحيا».
وأوضح الرماح بأن «القيروان رصيد سياحي وثقافي وتراثي كبير، ومع ذلك هناك الكثير من العوائق التي تمنع تنمية السياحة الثقافية في القيروان نظرا لأن المدينة منطقة عبور فقط، فالسائح يأتي لمدة نصف يوم في القيروان فيؤخذ إلى معلم أو اثنين في حين يوجد في القيروان 15 معلما». ومن ذلك متحف الحضارة والفنون الإسلامية برقادة يزروه 0.5 في المائة من السياح فقط، ومتحف عمر عبادة للصناعات التقليدية، وسيدي عبيد الذي يعد من أجمل المعالم بمدينة القيروان لا يزوره أكثر من 10 في المائة من السياح، ويقتصر الأدلاّء السياحيون على عدد قليل من المعالم فيؤخذون لجامع عقبة بن نافع وفسقية الأغالبة ومقام أبي زمعة البلوي وتنتهي الرحلة في ساعتين، بينما اختراق المدينة العتيقة والتعرف على معالمها يحتاج إلى وقت أطول وأكثر من هذا». ومن المساجد الجديرة بالزيارة مسجد بن خيرون، وهو من أقدم المساجد في العالم الإسلامي، وبئر روطة، وسيدي عبيد الغرياني، وبن خود، والمدرسة العوانية، إلى غير ذلك من المعالم التي هي بحاجة إلى الزيارة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:44

مدينة الصويرة المغرب)






السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.634056
مدخل المدينة العتيقة


الصويرة تجذب السياح عبر «موسيقى كناومدينة تنام إلى ما بعد منتصف النهار.. هي البحر والنورس والسمك والتاريخ والموسيقى والصمت
يتوسط مقهى «غلاسيي» المدينة القديمة في الصويرة. سياح ومغاربة وفضوليون يأتون إلى هذا المقهى في منتصف النهار. حين ينهمر ضوء الشمس، وتدب حركة الناس في أزقتها. يأتون إلى هنا لتناول وجبة إفطار. يقع المقهى في زاوية تتقاطع فيها أربعة أزقة. ليس مكانا رحبا، لكنه يتسع لزبنائه. معظمهم من السياح. طاولات رصت في ساحة ضيقة أمام المقهى. في الداخل توجد طاولتان، حول كل طاولة ثلاثة كراسي صغيرة. كثيرون يفضلون الجلوس في هذا المقهى بحيث يمكن أن يتأملوا المارة. يتابعون بداية زحام في مدينة تتثاءب في الفجر وتستيقظ بعد منتصف النهار.
السياح أكثرية والمغاربة أقلية. سياح من جنسيات مختلفة. لكن أكثر ما يلفت الانتباه وجود سياح أميركيين. معظمهم من الشباب. يحمل السياح كتبا يطالعونها، أثناء تناولهم وجبة الإفطار، أو ينهمكون في العمل على أجهزة كومبيوتر محمولة. يعمل في المقهى نادل في عقده الخامس. يتحرك بهمة ونشاط، لكنه على غير عادة الندل، لا يتحدث. الندل والحلاقون يميلون عادة إلى «تجاذب أطراف حديث»، في بعض الأحيان يحتكرون الحديث وأطرافه. لكن نادل مقهى «غلاسيي» يعمل ويتحرك صامتا. طرحت عليه السؤال أكثر من مرة: لماذا يفضل السياح هذا المقهى دون سواه؟ يبتسم ولا يجيب. تعمل معه سيدة. تقف خلف صندوق الأداء. هي الأخرى صامتة. ترتدي جلبابا مغربيا أنيقا. كان ذلك هو المدخل للحديث معها. عندما سمعت الإطراء لجلبابها افترت شفتيها لحظة كأنها تريد أن تبتسم، لكنها لم تفعل.
جاءت شابة أميركية نضرة، لتتناول إفطارها في «غلاسيي». من ميزات الأميركيين، خاصة إذا كانوا سياحا، ميلهم للتواصل. قالت الفتاة إنها اسمها «أوليفي ادواردز» من كاليفورنيا. طالبة جامعية. تزور الصويرة مع مجموعة شباب أميركيين، لحضور سهرات «مهرجان كناوة للموسيقى»، والتجول في الصويرة لأنها تجد فيها « مذاق السكينة والهدوء في النهارات، وموسيقى شجية في الليل». كانت تتحدث، وتنقر على لوحة مفاتيح الكومبيوتر، تضع سماعة على أذنها، تستمع إلى جهاز إلكتروني صغير يبث أغاني، وتلتهم إفطارها في الوقت نفسه. هي من تلك الشريحة التي تقبل على الحياة بمرح وشغف وحب استطلاع. تبدو في عجلة من أمرها. تأكل. تتحدث. تستمع للموسيقى. تعمل على جهازها المحمول. قالت إن لديها موعدا مع مجموعتها لزيارة شاطئ «درب السلطان المهدومة» وهو الشاطئ الذي كان مرتعا ومكانا مفضلا ذات أيام وذات سنوات، لحشود من الشباب الهيبي. تقول «اوليفي» إن بعض رفاقها في هذه الرحلة السياحية، مهتمون كثيرا بالتراث الذي تركه «الهيبيون». زادت قائلة «بعضنا جاء خصيصا لهذا الغرض».
قالت إنهم يسكنون في ما يسمى «الرياض» بالمدينة القديمة. هي إقامات سياحية صغيرة، يشعر من يقيم فيها بأنه يعيش أجواء أسرية مع الآخرين سواء كانوا سياحا أو شبانا يعملون في هذه «الرياض». بعض تلك «الرياض» تضم معارض تشكيلية، إذ الصويرة أكثر مدينة ربما في العالم العربي وأفريقيا يأتيها تشكيليون من مختلف الأصقاع للرسم. هي كذلك لأنها تعرض مفاتنها التي تستهوي الرسامين على قارعة الطريق.
كثيرون يفضلون «الرياض» لأن أسعارها معقولة، بين 100 و200 درهم (ما بين 12 و25 دولارا) في الليلة. غرفة مريحة. صالونات استقبال تزينها لوحات تشكيلية، ونباتات الظل المتسلقة. النزلاء يمكنهم طهي وجباتهم بأنفسهم إذا رغبوا. بعض هذه الإقامات سكن بها في الستينات وحتى منتصف السبعينات، مجموعات من الهيبيين خلال سنوات ازدهار تلك الموجة. ورواج «فلسفتهم»، قبل أن تذبل أفكارهم كما تذبل الزهور وتنحني وتسقط.
على الرغم من أن موجة الهيبيين ظهرت في ستينات القرن الماضي، فإن كثيرين من الشباب باتوا يحنون إلى تلك الموجة التي شغلت العالم بل وأشعلت فيه أسئلة حارقة. ظهرت تلك الموجة في أميركا، ثم انتشرت في العالم. تمرد أولئك الشباب على قيم الطبقة الوسطى في الغرب، وكانوا يفضلون أن يعيشوا ضمن مجموعات، في حرية كاملة، عارضوا حرب فيتنام بلا هوادة، كانوا ضد «الوجبات السريعة»، يعشقون الموسيقى، يرتدون ملابس رثة، يطلقون شعورهم، ولا يكترثون للنظافة. كانت الحياة تعني لهم «دنيا بلا قيود اجتماعية، ومعاني جديدة للعيش».
كان شعارهم هو «أن يعيش الناس في سلام وهدوء، وعليهم أن يتعلموا ويعرفوا». لكن انتشار تعاطي المخدرات بينهم، جلب لهم الكثير من الانتقادات. عبر بعضهم الحاجز الغامض الذي يفصل بين العقل والجنون، بين التعقل والفوضى. أصل كلمة «هيبي» في الإنجليزية التي اشتق منها اسم الظاهرة «هي شخص يدرك أو يعرف». تلك فترة كانت مطبوعة بالصخب الفكري، لذلك وجدت فلسفتهم رواجا.
الآن تجذب الصويرة، التي كان يأتيها كثيرون من الهيبيين إلى أن تقرر إغلاق شاطئ «درب السلطان المهدومة»، مجموعات من الشبان الأوروبيين والأميركيين، يريدون أن يعرفوا كيف كان يعيش أولئك الرافضون قبل أزيد من أربعة عقود، ماذا كانوا يفعلون، ولماذا اختاروا الصويرة؟ هذه المدينة تقع على الأطلسي (جنوب الدار البيضاء) وتعرف باسم «مدينة الرياح وطيور النورس» تشتهر بالسمك المشوي، ويتسم سكانها بقدر وفير من التسامح. هكذا راحت الصويرة تنعش سياحتها، بفضل الموسيقى والحنين إلى أجواء الهيبيين.
«الموجة الجديدة» من الهيبيين، الذين صارت تعج بهم الصويرة بالتزامن مع «مهرجان كناوة» يرتدون في الغالب ملابس من منسوجات الصناعة التقليدية المغربية، ملابسهم بعيدة عن التأنق، الفتيات منهن شعرهن يتناثر ذات الشمال وذات اليمين بلا ترتيب، وجوههن غفل من آثار مساحيق التجميل والأصباغ. من الواضح جدا أنهن لا يكترثن لمظهرهن.
يرسم الشباب أشكالا طريفة على رؤوسهن، يرتدون ملابس قصير، يحملون في الغالب إما كتابا أو كومبيوتر أو جهازا إلكترونيا صغيرا لبث الموسيقى، وفي بعض الأحيان آلة موسيقية، غيتار أو ما شابه، يضعون حقائب على ظهورهم. هؤلاء الشباب يستيقظون متأخرا، يأتون إلى مقهى «غلاسيي»، أو مقاه أخرى في «ساحة مولاي الحسن». بعضهم لا يتردد في أن يتوسدوا حقائبهم تحت أشجار وارفة في الساحة يتفيأون ظلالها. في العصر، قبل المغيب، يتجهون نحو الميناء يأكلون السمك المشوي. في الليل يسهرون حتى الفجر مع «موسيقى كناوة» وينتقلون بعدها إلى أزقة المدينة القديمة قرب السور الذي يفصلها عن البحر، هناك يعزفون، ويسمع بعضهم هدير البحر وجلبة تحدثها طيور النورس البيضاء، يتأملون الأمواج المتكسرة.
إنهم يأملون أن يمزجوا بين ذكريات المكان حيث حياة «الهيبيين الأوائل»، والزمان حيث ثمة حاضر آخر. حاضر الشبكات الاجتماعية والإبحار في شبكة عنكبوتية ترتاد كل الآفاق. يجلسون القرفصاء فوق سور المدينة. تتكسر تحت أقدامهم أمواج بحر الصويرة. إنه نوع آخر من السياحة. سياحة يستهويها التاريخ. سياحة تحاول استرجاع التاريخ. سياحة حنين إلى تاريخ مضى. ربما يعود بصورة مختلفة. في العصر تزدحم أزقة الصويرة بناسها وسياحها. بعض من يسيرون في الزحام من السياح، يأملون تناول وجبة في واحد من تلك المطاعم الصغيرة بطاولاتها الخشبية الوطيئة، ووجباتها التي تعتمد السمك مادة أساسية.
بعضهم يريد أن يشتري مصنوعات خشبية صنعت من خشب العرعار، أو ثيابا صوفية وقطنية مزركشة. الحوانيت الصغيرة تحولت مع هذه الثياب إلى زفة ألوان. بعضهم يبحث عن شرائط «موسيقى كناوة». يطلق في الصويرة على فناني هذا النوع من الغناء «المعلمون». «موسيقى كناوة» هي في الأصل موسيقى أفريقية. هي موسيقى «العبيد» الذين نقلوا قسرا في زمن مضى إلى أصقاع شتى منها المغرب، ربما من هنا اهتمام بعض الأميركيين السود بهذه الموسيقى، وهو ما يفسر مجيء بعضهم إلى الصويرة.
إنهم يجدون رابطا بينها وبين موسيقى الجاز، التي كانت هي أيضا موسيقى «العبيد» في مزارع القطن في البراري الأميركية. «موسيقى كناوة» حلوة ومريرة، فرحة وحزينة، متفائلة ويائسة. من أبرز مطربي هذه الموسيقى «المعلم محمود غينيا». صوته يأتي دائما شجيا مؤثرا وكأنه يرسل رسالة مودة تضمد جراح أولئك «العبيد» الذين يرقدون تحت التراب. صوت ينبعث من كل زوايا المدينة القديمة. السياح يشترون تسجيلاته، على الرغم من أنهم لا يفهمون كلماته.
بعض السياح لا يبحثون عن أكل أو صناعة تقليدية أو تسجيلات موسيقية، بل يكتفون بالتفرج على الزحام. هؤلاء السياح، وعلى الرغم من أن البحر يمتد على امتداد الصويرة، يذهبون نادرا إلى الشاطئ. إنهم يزورون الصويرة من أجل الفرجة والتاريخ والموسيقى. منذ سنوات راهن اندري ازولاي ابن المدينة، على الموسيقى. ولعل من المفارقات أن والدة ازولاي كانت قابلة في أحياء المدينة القديمة، وهو يحاول الآن توليد أفكار لإنعاش مدينته.
على الرغم من أن المدينة الحديثة، خارج الأسوار، انتعشت بفضل السياحة، حيث شيدت فنادق ومطاعم، فإن معظم السياح يفضلون المدينة القديمة وأزقتها، وفنادقها الصغيرة، وإقاماتها السياحية، ومطاعمها، وتلك المقاهي التي تبقى حتى مطلع الفجر. مدينة يأتي إليها السياح من جميع الأصقاع، ويتحول فيها المغاربة الزوار أيضا إلى سياح.
مدينة تستيقظ في منتصف النهار، وتنام في الصباحات، وعندما تتهاطل عليها قطرات الندى الصباحية تبتل أزقتها، ويصبح لها رائحة خاصة. هي خليط من روائح القهوة والثوم، والخبز والهلاليات (كرواسن) الساخنة التي خرجت لتوها من الفرن. الصويرة هي البحر، والنورس، والسمك، والتاريخ، والموسيقى.. والصمت.
ة» وذكريات الهيبيين




مدخل المدينة العتيقة
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel2.634056
من أزقة الصويرة القديمة
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel3.634056
سور الصويرة القديمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:47

الشمال الغابة والجنوب الصحراوى(تونس)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.633027
في تونس.. الشمال الغابي والجنوب الصحراوي يجعلان المنتج السياحي متنوعا
السياحة الإيكولوجية تنافس سياحة الشمس والبحر في تونس
تسهم في تنمية المناطق الداخلية الفقيرة عبر ذاكرة الصحراء والواحات
أحصى خبراء تونسيون أكثر من 72 موقعا طبيعيا يمكن استغلاله في مجال السياحة الإيكولوجية، هذا المعطى قد يغير المعادلة القائمة في تونس على سياحة الشمس والبحر في اتجاه تثمين مواقع طبيعية خلابة تمتد على كامل خريطة تونس ولم تجد خلال العقود الماضية من يرفع من شأنها ويجلب لها نوعية مختلفة من السياح والزوار بعيدا عما أصبح يعرف بـ«سياحة الفقراء» الذين يأتون إلى بلدان العالم النامي بأبسط الإمكانات والبعض منهم يقضي إجازة مطولة براتب المعاش فحسب.
هذا التوجه تدعمه أرقام بعض الخبراء في مجال السياحة الإيكولوجية التي تؤكد أن دخول السائح الواحد من هذه النوعية الجديدة من السياحة يضاهي 3 مرات ما يتركه السائح في مجال السياحة الشاطئية. ومن المتوقع، خلال السنوات المقبلة، أن يقع تثمين مواقع كثيرة في تونس من الشمال الغابي إلى الجنوب الصحراوي بما يجعل المنتج السياحي متنوعا ومختلفا من فضاء طبيعي إلى آخر. ومن شان السياحة الإيكولوجية أن تسهم في تنمية المناطق الداخلية الفقيرة، حيث توجد ثروات طبيعية مهمة على غرار الغابات والواحات والصحاري والنباتات. وفي هذا المجال يقول الحبيب بن موسى، مدير عام البيئة وجودة الحياة بوزارة الفلاحة والبيئة التونسية: إن الحل الوحيد لتنمية تلك المناطق هو خلق مسالك للسياحة الإيكولوجية، والمشكل، حسب رأيه، لا يكمن في البنية التحتية (طرقات ونزل وغيرها من المرافق) بل في استراتيجية وزارة السياحة التي لا تزال تعتبر السياحة الإيكولوجية عنصرا ثانويا في القطاع السياحي.
ويعمل البنك الدولي على مساعدة تونس لتنمية السياحة الإيكولوجية، وذلك من خلال تمويله لمسلك «ذاكرة الصحراء والواحات»، وقد تم الانطلاق الفعلي في دراسة مردودية هذا المسلك، ومن المنتظر أن يشمل المسلك مناطق مميزة بولايات (محافظات) تطاوين وتوزر وقابس ومدنين وقفصة وسيدي بوزيد، وهي مناطق محدودة الإمكانات وبالإمكان النهوض بساكنيها من خلال هذه المشاريع التنموية التي لا تكلف الدولة شيئا باعتبارها تستثمر هبات الطبيعة في تلك المناطق. ويشمل هذا المسلك الواحات الجبلية وعددا من المنظومات البيئية الصحراوية والمحميات الطبيعية والشلالات (شلالات تمغزة في توزر على سبيل المثال)، كذلك الأودية والقصور الصحراوية والمغاور الجبلية والمتاحف والمقاطع الجيولوجية (اكتشاف بقايا ديناصورات في مناطق تطاوين بالجنوب الغربي التونسي). وبالإمكان استغلال هبات الطبيعة التونسية لبعث مسالك السياحة الإيكولوجية بعدد من المناطق، مثل مسلك الجزر التونسية ومسلك المدن الأندلسية التونسية ومسلك الزيتونة ومسلك الغابات ومراكز لمراقبة الطيور وللأنشطة الاستكشافية البرية والبحرية.
كانت وزارة البيئة التونسية قد سوقت في السابق لـ10 مسالك إيكولوجية، إلا أنها بقيت دون المأمول من حيث إقبال الزائرين باعتبار أن ما يعرفه الخبراء بـ«أخطبوط السياحة الجماعية» الموجهة لاستغلال الشمس والبحر لم يمكن هذه النوعية الجديدة من السياحة من مزيد من التطور. وفي هذا الإطار تشير معطيات وزارة السياحة إلى أن 90% من الوحدات السياحية موجودة بالمناطق السياحية.
ويقول التونسي طارق النفزي، الخبير في السياحة الإيكولوجية: إن السائح الذي يأتي خصيصا للاطلاع على المخزون الطبيعي والحضاري لتونس مستعد للإنفاق بسخاء إذا تحدثنا عن المردود المادي؛ فهو قد يأتي خصيصا من أجل الظفر بصورة نادرة لأحد العصافير النادرة. ولتأكيد أهمية هذه السياحة يضرب النفزي مثلا بأن سائحة أميركية أنفقت 6 آلاف دولار أميركي من أجل رؤية أحد العصافير النادرة. كما أن سائح اليوم مستعد لإنفاق الملايين من أجل العيش في كوخ بسيط بأحد أرياف منطقة سيدي بوزيد والتمتع بمشهد اقتطاع الحطب أو الصيد التقليدي أو جني الزيتون بطرق تقليدية، وربما التسلي بركوب الحمير والبغال وجني ثمرات التين بالبراري الطبيعية المفتوحة بعيدا عن المباني الفاخرة والنزل المكيفة.
ويرى النفزي أن المستقبل سيكون لفائدة السياحة الإيكولوجية التي يصنفها ضمن خانة السياحة النظيفة، ويعتبر أن السائح المقبل على الشمس والبحر يسوق له المنتج السياحي بـ300 يورو، بما فيها تذكرة الطائرة، في حين أن السائح الإيكولوجي يسوق له المنتج بألف يورو من دون احتساب تذكرة الطائرة، والمردود الهائل للسياحة الإيكولوجية سيكون لفائدة سكان الغابات والتونسيين الموجودين في مناطق نائية مفتقرة للكثير من عوامل التنمية والتطوير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:51

مدينة اللاذقية(سوريا)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.603413
مرفأ اللاذقية القديم تأسس قبل ستين عاماً
اكتشف اللاذقية في 24 ساعة.. بعيدا عن البحر والسباحة
مدينة سياحية جميلة في كل الفصول

قد يستغرب البعض وأنت تُعلمهم أنك مسافر بقصد السياحة إلى اللاذقية في فصل الخريف أو الشتاء، متسائلين ببعض الدهشة: هل تريد السباحة في شاطئها الأزرق أو غيره في الأيام والفصول الباردة؟ ولكن ستزول دهشتهم عندما يعلمون أن اللاذقية، تلك المدينة السورية الساحرة الرابضة على شاطئ المتوسط، التي يطلقون عليها دلالا وغنجا لقب «عروس المتوسط»، مدينة لكل الفصول، فليس بالبحر فقط تعيش اللاذقية وتستقبل زوارها وسياحها، فهي وفي كل شارع ودرب وزقاق منها تنبض بالحياة والتراث والجمال الآسر، هي المدينة التي لا يمكن لزائرها حتى ولو كان قصده السباحة في منتجعاتها والاستجمام على رمال شاطئها الذهبي في فصل الصيف إلا أن يعرج ولو لبضع ساعات على معالمها السياحية داخل المدينة القديمة والحديثة، فكيف الحال والزيارة بقصد التجول بين هذه المعالم ولمدة يوم كامل؟ حيث ستكتشف اللاذقية بعيدا عن البحر والشاطئ والرمال، بسيطة، لنجرب ولنخوض في خضم المدينة ولنتجول بين معالمها الخالدة وساحاتها العريقة، وفي حاراتها وأبنيتها القديمة ومقاهيها التي تجاوز عمر بعضها عشرات السنين، حيث يعبق في كل ركن وزاوية منها رائحة البحر مع روائح أزهار الليمون وحضور الصيادين المنهمكين بالحديث عن غلتهم اليومية من صيد السمك البحري.

* كل الطرق تؤدي إلى اللاذقية

* لأنها المدينة السياحية الأهم بامتياز في خارطة السياحة السورية، ولأنها تعتبر من أكبر وأعرق المدن السورية والمحافظة الساحلية الأولى والأكبر، حيث يفتخر أهلها بأن الهاتف وصل إليهم سنة 1921، أي قبل تسعين عاما، والكهرباء بعد عام واحد فقط في عام 1922، وأن مرفأها البحري من أقدم مرافئ المتوسط، وهو قائم منذ آلاف السنين، ولكن بشكله العصري الحالي تأسس بقانون من الحكومة السورية سنة 1950، أي قبل ستين عاما، ولأنها المدينة التي تقع في أقصى شمال غربي سورية، ولأنها المدينة البحرية التي تجاورها الحدود التركية فكل الطرق البرية والبحرية وحتى الجوية تؤدي إليها ومن كل الجهات، حيث يمكن للسائح أن يصل إليها وعبر طريقين دوليين بريين، الأول للقادم من العاصمة دمشق حيث يمكنه أخذ الطريق المتجه شمالا نحو مدينة حمص، ومن ثم إلى طرطوس، فاللاذقية، وهو طريق رائع وجميل، خصوصا بعد الانطلاق باتجاه الساحل، حيث سيرى السائح من زجاج نوافذ حافلته مناظر طبيعية خلابة على طول الطريق الممتد لنحو 180 كلم، وستستغرق المسافة معه من دمشق إلى اللاذقية، وحسب تعليمات تحديد السرعات للحافلات على الطرق السورية الدولية، نحو أربع ساعات ونصف، فالمسافة بين المدينتين 350 كلم. كما يمكن للسائح القادم من مدينة حلب سلوك الطريق الدولي الجديد (الأوتوستراد) الذي سيوضع بكامله في الخدمة أوائل عام 2011، والذي نفذته شركة «الخرافي» الكويتية بمواصفات عالمية. والطريق يمتد بين المدينتين لنحو 185 كلم ويستغرق نحو ثلاث ساعات من الزمن، ويعتبر من أجمل الطرق السورية حيث تحفه الوديان والتلال والجبال والمناظر الخضراء الرائعة.

كما يمكن للسائح القادم من مدن حمص أو حماة أو تدمر سلوك الطريق الأروع والأجمل والمسمى طريق بيت ياشوط، وهو طريق بحارتين من مدينة حماة وحتى بادية الطريق الجبلي، ليأخذ الطريق شكلا مرتفعا بين الجبال وليعيش معه السائح مناظر بديعة، خصوصا عندما يفتح نوافذ حافلته ستأتيه روائح الزعتر البري وغيره، وسيستغرق معه الوقت نحو ساعتين ونصف من حماة إلى اللاذقية. وهناك الطريق الجبلي الرائع أيضا من مدينة مصياف وحتى اللاذقية، مرورا بمدينة بانياس، وطوله نحو 140 كلم، وسيقطعه السائح في نحو ساعتين.

ويمكن للسائح الراغب أن يأتي عبر الجو الهبوط في مطار اللاذقية الدولي (مطار الباسل) قرب قرية حميميم، الذي يبعد عن اللاذقية المدينة جنوبا 15 كلم، وكما أن الطرق البرية تمتاز بروعتها فإن الطرق والخطوط الحديدية التي تصل اللاذقية كذلك، حيث يوجد سكك حديدية تربطها بدمشق وحمص وحلب، ولكن الراكب للقطار ما بين حلب واللاذقية سيعيش ثلاث ساعات من الحلم والخيال، فالقطار يعبر مناطق وأريافا من أجمل ما وهبته الطبيعة، حتى يخال المرء نفسه أنه يعبر الريف الأوروبي بكل روعته.

* الأماكن التي يجدر زيارتها

* وعندما تصل إلى اللاذقية لن يصيبك الملل ولن تستطيع النوم أكثر من ساعات قليلة جدا حتى تتمكن من زيارة معالمها في 24 ساعة بعد نهار طويل جميل دافئ، حتى ولو كنت في عز فصل الشتاء. وإذا ما رغبت في التجول تحت مطرها الغزير المتدفق مع مظلتك فستعيش لدقائق قليلة لحظات شاعرية لأن المطر سيتوقف بعدها وستعود الشمس لتسطع بقوة ومباشرة (هذا هو مطر اللاذقية المدرار للحظات مع برقه ورعده لتسطع الشمس من جديد وكأن شيئا لم يكن – يعلق صديقنا بديع اللاذقاني)، فمنذ دخولك اللاذقية من الجنوب سترافقك شجيرات الهيبسكوس بأزهارها الوردية الزهرية والحمراء تزين منتصف الطريق، وقبل أن تدخل المدينة من ساحاتها الجميلة الأولى التي تدعى دوار الزراعة ستشاهد على يسارك تلك المنشأة المعمارية الضخمة بحدائقها الواسعة وبمبانيها التي رغم حداثة إنشائها قبل ربع قرن فإن بنائيها حرصوا أن تأخذ أشكالا تراثية جميلة.

ولن تنتظر طويلا لتعرف أن هذه المنشأة ليست سوى جامعة اللاذقية (تشرين)، حيث تعتبر رمز المدينة العلمي والأكاديمي، وعندما تقطع دوار الزراعة لتصل إلى الساحة الثانية المسماة ساحة اليمن ستشاهد اللاذقية العصرية بجسورها وشوارعها العريضة من شارع الجمهورية الشهير وحتى شارع بوقا الواصل إلى الرمل الشمالي والأزهري ومن ثم إلى الشاطئ الأزرق، لا بد لك أن تتوقف قليلا لتشاهد حي القلعة التاريخي على يسار الساحة، حيث يتوضع على مرتفع من الأرض كانت تقوم عليه قلعة المدينة التي لم يبق منها سوى تلتها التي تدل على تاريخها الغابر.

وتواصل سيرك لتكتشف اللاذقية الأقدم، حيث ستوصلك قدماك إلى الساحة الأعرق والمسماة «الشيخ ضاهر»، والتي تحفها من كل جوانبها المواقع والمعالم التراثية القديمة، حتى إن البعض يشبهها بساحة المرجة الدمشقية الشهيرة. ومن المواقع التي تتوضع في الساحة هناك جامع العجان الذي يتجاوز عمره ثلاثمائة عام، والأزقة الضيقة التي توصلك إلى معالم المدينة القديمة، وهناك في أحد جوانبها مدرسة التجهيز الأقدم في اللاذقية والمسماة «جول جمال»، والتي افتتحت كمدرسة ثانوية قبل سبعين عاما، حيث تتميز ببنائها الأبيض التراثي الجميل.

في ساحة الشيخ ضاهر يمكنك ومن خلال المحلات الشهيرة التي تطل على الساحة تناول أطيب وألذ الكنافة الخشنة التي يتفنن محضرو الحلويات اللاذقانيين بتحضيرها بشكل سجل فقط لهم، لا تشابه غيرها من الكنافة النابلسية وغيرها، وفي عدد من محلاتها يمكنك أيضا أن تشتري نوعا من الحلويات المغلفة المسماة «الجزرية»، والتي يحضرها اللاذقانيون بشكل هرمي جميل. ولا تنسى أيضا أن تشتري القرع المجفف بمذاقه اللذيذ وبخصوصيته اللاذقانية.

هنا في الشيخ ضاهر يمكنك أن تجلس في المقاهي القديمة المتعددة الشعبية، بينما لو مشيت قليلا باتجاه شارع هنانو ستجلس في تلك المقاهي المسماة مقاهي الرصيف، حيث يسجل للاذقية أنها المدينة السورية الأولى التي عرفت هذا النوع من المقاهي والكافيتريات ومنذ نصف قرن وحتى قبل العاصمة دمشق.

من ساحة الشيخ ضاهر يمكنك الانتقال إلى شوارع ودروب المدينة الشهيرة المكتظة بالأوابد المعمارية، هنا سيمكنك التفرغ تماما للتجول ومشاهدة معالم اللاذقية وأبنيتها التاريخية التي يطغى عليها الطراز المعماري العثماني، والذي يسود في المباني التي بنيت قبل الحرب العالمية الأولى بينما يطغى الطراز المعماري الفرنسي على الكثير من المباني الأخرى. ومن الأماكن العريقة هناك الأسواق والحارات القديمة مثل الصليبة والعوينة والطابيات وشارع القوتلي الذي يمكنك أن تتناول في محلاته ألذ حلويات الكرابيج اللاذقانية المغطسة بنوع من الحلوى السائلة المسماة العصلج. ويمكنك شراء الحلاوة بطحينة بأنواع كثيرة تفنن بها حلاونجية اللاذقية كالمطاطة وغيرها.

ويمكنك زيارة ساحة أوغاريت المسماة ساحة السمك، والتي تتفرع منها أزقة قديمة كزقاق البالة وغيره، ولكنك ستحتاج إلى الوقت وأنت تستمتع بالمباني التاريخية التي تزورها، فعليك أن تتوقف لتتأمل بكثير من الاهتمام تلك المباني التي ستزورها، ولتكسب الوقت يمكنك استخدام السيارة في تنقلك من خلال استئجار سيارة عامة عبر مكاتب متخصصة في المدينة أو من خلال ركوب سيارات التاكسي ذات اللون الأصفر والمكتوب عليها «سيارة أجرة»، التي تدور في شوارع وأسواق المدينة على مدى اليوم. ومن هذه المباني التاريخية الهامة: القوس الكبير الذي يقع في منطقة الصليبة، وكان قد بناه سبتموس سفيروس عام 194م، وهناك بالقرب منه أعمدة باخوس ودير الفاروس الذي كان موجودا في الحي الذي حمل اسمه شمال المدينة، واشتهر عبر التاريخ حيث وصفه ابن بطوطة وزاره الشاعر الفيلسوف المعري. وهناك كنيسة مارتقلا في الحي الذي يحمل نفس الاسم بالقرب من ساحة الشيخ ضاهر.

ومن الأماكن التاريخية في اللاذقية أيضا هناك كنيسة اللاتين، وتعتبر من أجمل المباني التي ظهرت في بدايات القرن العشرين، وتتميز بأبراجها القرميدية وتتوضع مقابل مرفأ المدينة في شارع بغداد. وهناك كنيسة السيدة في سوق البازار وتعود للقرن الخامس الميلادي، وكنيسة مار جرجس التي تعود لعام 275م، وكنيسة مار موسى الحبشي التي أعيد بناؤها عام 1845م، ومن معالم اللاذقية هناك الجوامع والمساجد القديمة، ومنها جامع البطرني ويعود للقرون الوسطى ويتوضع وسط المدينة في إحدى زوايا حديقتها العامة. وهناك الجامع الظاهري الكبير، ومسجد القبة، وجامع الأقساطي، وجامع الخشخاش الذي يعود للعصر المملوكي، وجامع المغربي ويتوضع في تل القلعة التاريخي بمكان يطل على المدينة. وهناك جوامع تعود للفترة العثمانية ومنها الريس حمادة التونسي وأرسلان باشا والفتاحي والعوينة والبازار، وهناك الحمامات القديمة ومنها: الحمام الجديد والقيشاني وحمام العوافي، ومن خاناتها القديمة خان الحنطة وإسرب وخان نور الدين.

وفي اللاذقية منازل تقليدية جميلة يمكن زيارتها، ومنها بيت عبد الحميد عجان الذي يعود لأواخر القرن التاسع عشر وتحول حاليا لفندق الشرق التراثي، وهناك مبنى البلدية القديم والبوابات المطلة على سوق الصاغة، ومن الأسواق القديمة التي ما زالت تعج بالحيوية والمتسوقين هناك سوق البازار والموارنة والسوق المقبي والعنابة، ولا يمكن للسائح الزائر للاذقية إلا أن يزور متحف المدينة الوطني الذي يتوضع في مبنى تاريخي جميل مقابل البحر والمرفأ، حيث كان عبارة عن خان عثماني يدعى خان التتن ويتميز بحديقته الكبيرة وأقسامه المتوضعة في طابقين، والتي تضم أهم المكتشفات الأثرية في مواقع اللاذقية وتلالها الأثرية كأوغاريت وجبلة وابن هانئ والبسيط وغيرها.

* المقاهي والفنادق والمطاعم

* وأنت تتجول في اللاذقية لا بد لك أن تستريح لترتشف فنجان قهوة تركيا أو إيطاليا أو فرنسيا أو كأس شاي في مقاهيها، حيث يمكنك الجلوس في المقاهي العريقة المطلة على البحر قرب حديقة المنشية على الكورنيش، والتي يفتخر أصحابها بأنها استضافت أهم المطربين العرب عبر تاريخها مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهما، ومنها العصافيري واسبيرو وشناتا الكبير الذي يتوضع على كورنيش البحر بمساحة 1500 متر مربع، والذي عرف كمقهى شعبي للصيادين، كما استضاف منذ تأسيسه قبل في عشرينات القرن المنصرم أهم المطربين العرب، حيث أحيت به أم كلثوم برفقة محمد القصبجي ثلاث حفلات، واستضاف عمالقة المسرح العربي قدموا فيه مسرحياتهم، ومنهم فاطمة رشدي ونجيب الريحاني الذي قدّم مسرحية «كشكش»، كما استضاف يوسف وهبي وأوبرا «كليوباترا» بمشاركة نجميها صالح عبد الحي والفنانة علية فوزي. وهناك مقهى البستان الذي يعتبر أول مقهى رصيف وسط اللاذقية، وكان حتى بدايات تسعينات القرن الماضي يعتبر مقهى الأدباء والمثقفين قبل أن تنتشر مقاهي المثقفين الحديثة كمقهى قصيدة النثر وجدل بيزنطي وفسحة أمل ونزل السرور والحور العتيق وليالي بالاس وغيرها.

وهناك فندق ومطعم الكازينو العريق الذي يتميز بمبناه الجميل، والذي يعود إلى منتصف القرن العشرين المنصرم، ويطل مباشرة على البحر في شارع الكورنيش قرب حديقة المنشية. ومن أهم وأجمل الفنادق في مدينة اللاذقية، التي يتوضع بعضها مباشرة على الكورنيش مقابل البحر هناك: ليالي الريفيرا والقصر وهارون والجندول والدولي والرياض والسفراء والنور والنورس وعمر الخيام وزنوبيا ورمسيس وآسيا وسميراميس وكوكب الشرق، وغيرها. ومن المطاعم: الدار والشلال والنادي العائلي والنخيل وأبو يوسف والبترا والربان والبرج والريف والركن الإيطالي واللؤلؤة والقمة، وغيرها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:54

تيمومون واحة الصحراء(الجزائر)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.605453
استراحة للباحثين عن الدفء في عز موسم الشتاء
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel2.605453
تيميمون.. واحة ساحرة في صحراء الجزائر
تختزل التاريخ في قصورها العتيقة.. ويقصدها الباحثون عن استراحة دافئة في الشتاء
تعتبر تيميمون واحدة من أهم وأبرز المناطق السياحية في الصحراء الجزائرية، حيث تعرف حركة نشيطة على مدى الموسم السياحي الشتوي الممتد من شهر أكتوبر (تشرين الأول) حتى شهر مايو (أيار) من كل سنة. ويعد الأوروبيون من أكثر السياح انجذابا لهذه المنطقة الواقعة في الجنوب الغربي الجزائري، نظرا لطبيعتها الخلابة وخصوصياتها الجغرافية، إلى جانب مناخها المعتدل في هذه الفترة من السنة.
تشتهر بواحات النخيل الكثيفة والأشجار والنباتات الصحراوية، وكذا بقصورها مترامية الأطراف بين كثبان الرمال ومغاراتها وقصاباتها القديمة، مشكلة بذلك فسيفساء لوحة فنية تشكيلية مفتوحة على الطبيعة الصحراوية الشاسعة.
تقع تيميمون أو الواحة الحمراء كما تلقب في الجزائر، على بعد نحو 1400 كلم من الجزائر العاصمة، وتزيد مساحتها على 1000 كلم مربع ويقطنها أكثر من 4000 نسمة. هذه التركيبة السكانية تتوزع على أزيد من 30 قصرا كما يعرف محليا. والقصر بالمفهوم المحلي هو عبارة عن تجمعات سكانية مبنية بالطوب الأحمر المحلي، تحيط به حقول وبساتين وواحات نخيل لأن معظم سكان هذه المناطق يعتمدون على الزراعة التقليدية في أسلوب عيشهم، التي تسقى بآبار متصلة ببعض تعرف محليا بالفقاقير.
هذه الواحات من النخيل، التي تتوسط كثبان الرمال والصحاري القاحلة، جعلت من المنطقة مقصدا سياحيا مميزا يفتتن بها الزائر أو السائح الذي يجد بين مكونات هذه الطبيعة السكينة والهدوء.
كما تتميز تيميمون، إلى جانب القصور العتيقة بالقصبات الكثيرة. والقصبة هي تجمع سكاني قديم يشيد غالبا على قمة جبلية وتكون أسفله مغارة. وكانت تستعمل قديما للاختباء أثناء الغزو والحروب. وتضم القصبة أربعة أبراج للمراقبة، إذ يمكن التموقع فوق الجبل من رؤية العدو من مسافات بعيدة، مع الإشارة إلى أن هناك قصبات وقصور بتيميمون يعود تاريخها إلى القرن 12 للميلاد، وهناك ما يزيد على هذه الحقبة التاريخية مثلما هو الحال مع قصر إيغزر الذي يبعد عن مدينة تيميمون 40 كلم، وهو يحوي مغارة كبيرة جدا، وما زالت تعد لحد الساعة وجهة سياحية لزائري المنطقة، وهناك قصر أغلاد الواقع على بعد 60 كلم شمال المدينة والذي استفاد من مشروع ترميم من طرف برنامج الأمم المتحدة للتنمية ضمن برنامج ضخم أطلق عليه «طريق القصور».
هذه المناطق التي تشكل المعالم السياحية المهمة بالمنطقة إلى جانب قصور ماسين، بني مهلال، زقور، بدريان، تينركوك، وأخرى، هي وجهة للسياح خلال هذه الفترة بالذات التي تعج بالحركة السياحية، إلى جانب أولاد سعيد المصنفة ضمن المناطق الرطبة في العالم.
وفي هذا الإطار، كشف مسؤول قطاع السياحة بالإقليم محمد بورد، وهو خبير في مجال الحركة السياحية أيضا، أن التوافد منذ بداية الموسم السياحي وصل إلى 4500 سائح قدموا من دول أوروبية مثل فرنسا وإيطاليا وهولندا وسويسرا والنمسا وإسبانيا، إضافة إلى الصين. وهذه السنة سجل سياح من اليابان وكوريا الجنوبية، وهي لبنة تضاف للانفتاح الآسيوي على مناطق الجنوب الجزائري، يضاف إليهم 50 ألف سائح من مدن الشمال الجزائري. وكشف بورد أن الصحراء تمثل نسبة 20 في المائة من الطلب ضمن التوجهات السياحية الدولية الجديدة، حيث يبحث السياح عن الأماكن الخالية قليلة الاكتظاظ وحركة السكان والكثبان الرملية والواحات، وهي كلها مقومات تمتاز بها تيميمون لجذب هذا العدد من السياح، على الرغم من قلة مرافق الإيواء التي أصبحت لا تلبي رغبات جميع الوافدين إليها.
أما نوعية المنتوج السياحي بالمنطقة، فيتوزع على رحلات بسيارات رباعية الدفع تجوب الصحاري الشاسعة ورحلات بالجمال وسط كثبان الرمال، إضافة إلى رحلات المشي على الأقدام، وهو ما يفضلها بعض الأوروبيون الذين يفضلون نصب الخيام في الخلاء، ينامون في عمق الصحراء يستمتعون بحركة النجوم وسكون الليل والتمعن في ضوء القمر الساطع، مما يضفي على المكان منظرا أجمل تطبعه في النهار شمس دافئة، ويزداد المنظر جمالا عند مغيب الشمس، وهي تختفي بشكل تدريجي بين كثبان الرمال حتى إن الشمس تلتقي مع الأرض، في مشهد لا يمكن رؤيته إلا في الصحراء.
وهناك إقبال كبير على المخيمات التي تتوسط واحات النخيل وتوفر جوا تقليديا يجعل الإنسان يتعايش مع أصالة وعراقة المنطقة، وهذه المرافق التقليدية منتشرة بشكل واسع في المنطقة لأنها تستقطب أكبر عدد من السياح الأوروبيين. ويصل عدد المرافق السياحية بالمنطقة إلى 10 من بينهم فندق واحد 3 نجوم تابع للقطاع العام يطلق عليه فندق قورارة، نسبة لاسم إقليم تيميمون الذي ينتمي سكانه إلى العرق الأمازيغي ويعرف محليا بالمجتمع الزناتي نسبة إلى لغة السكان الزناتية، ومن بين هذه المرافق أيضا هناك مخيمات تقليدية وفضاءات للاستراحة، أهمها جنان الملك التي تشهد إقبالا معتبرا للزوار. وتتراوح تكاليف الإقامة بهذه الفضاءات السياحية ما بين 30 إلى 60 دولارا لليلة الواحدة.
خصوصية منطقة تيميمون جعلت الوافدين إليها لا يقتصرون على الأشخاص العاديين فحسب، وإنما يمتد للشخصيات السياسية التي تفضل قضاء أيام الراحة بهذه المدينة الجميلة، خصوصا الأيام الأخيرة من السنة مثلما يفعل الكثير من عشاق هذه البقعة الصحراوية. وكانت تيميمون محطة مهمة بالنسبة للأمين العام السابق للأمم المتحدة بيريز ديكويلار منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وفي السنتين الماضيتين من القرن الحالي توافد عليها ملك إسبانيا وزوجته والوزير الأول البرتغالي، وسفراء كثير من بلدان العالم المعتمدين لدى الجزائر، إضافة إلى أمراء الخليج الذين يستمتعون بهواية الصيد في صحرائها.
وغالبا ما يأتي السياح إلى تيميمون، عبر رحلات مباشرة من أوروبا، تنظمها وكالات سياحية داخلية أو خارجية، وهذا يكون غالبا لقضاء عطلة نهاية السنة أو غيرها من العطل الشتوية. وهناك رحلات جوية مباشرة من باريس وروما باتجاه مطار تيميمون. أما الرحلات الفردية، فتتم عن طريق مطارات هواري بومدين بالجزائر العاصمة أو من مطار السانية بوهران (غرب الجزائر) ثم بعد ذلك مطار الشيخ سيدي محمد بلكبير بأدرار مقر الولاية أو المحافظة التي تنتمي إليها تيميمون. وهناك رحلتان في الأسبوع إلى مطار تيميمون: واحدة من الجزائر العاصمة، وأخرى من وهران.
وهناك أيضا الرحلات البرية التي تتم بواسطة السيارة انطلاقا من أوروبا إلى موانئ المدن الشمالية الجزائرية، ومنها إلى تيميمون، وهذا النوع من الرحلات انتشر أيضا بشكل واسع، حيث لوحظ هذه السنة الكثير من السياح بسياراتهم أو بسيارات تابعة لوكالات سياحية أوروبية.
الإقبال المميز على المنطقة دفع الدولة الجزائرية إلى الاهتمام بهذه المنطقة من خلال تخصيص جملة من المشاريع التنموية لتفعيل النشاط السياحي أكثر بتيميمون والأقاليم المحاذية لها ذات الجاذبية والخصوصية. ولعل أبرز هذه المشاريع إنجاز قرية سياحية بتينركوك نحو 70 كلم متر شمال مدينة تيميمون وفق المواصفات البيئية العالمية، تضم تجمعات سكانية على الطريقة التقليدية، مع الأخذ بعين الاعتبار الهندسة المعمارية المحلية للحفاظ على خصوصية المنطقة الصحراوية. هذه التجمعات تزود بالكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية مع إعادة معالجة المياه بالمنطقة ومحطة لمعالجة النفايات.
هذا المشروع، حسب مسؤول قطاع السياحة بالولاية إدرار محمد بورد، فإنه يتم بالتنسيق بين وزارة التخطيط بالحكومة الجزائرية وصندوق البيئة العالمي وكذا برنامج الأمم المتحدة للتنمية وبتمويل مالي من السفارة البريطانية بالجزائر. كما يشارك مكتب دراسات آيرلندي في إنجاز المشروع. وتجسيدا لهذا البرنامج الإنمائي، زارت المنطقة في الأيام القليلة الماضية المديرة العامة لصندوق البيئة العالمي البرتغالية مونيكاباربوي، رفقة وزير السياحة والبيئة وتهيئة الإقليم الجزائري شريف رحماني، لمعاينة مكان إنجاز هذه القرية السياحية التي تبلغ مساحتها الإجمالية 300 هكتار سترفق بإنجاز منطقة محمية لغرس 100 صنف محلي من أشجار النخيل والنباتات تم إنجاز منها 5 هكتارات و5 أخرى ستنجز في الأيام المقبلة بهدف الحفاظ على الثروة النباتية الصحراوية والثروة الحيوانية. وإلى جانب هذا المشروع الدولي المهم، هناك مشاريع أخرى لترميم القصور القديمة والمعالم الأثرية لإعادة الاعتبار إليها وحمايتها من الاندثار جراء العوامل الطبيعية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:58

مدينة سمارة(المغرب)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.613778
أحد الصناع التقليدين في سمارة
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel2.613778
طائر الحباري يوجد بكثرة في منطقة سمارة
سمارة المغربية مقصد السياح المغامرين
طائر الحباري يجتذب هواة الصيد والقنص من منطقة الخليج
على الرغم من أن ما بات يعرف بـ«سياحة المغامرة» ظهر في الثمانينات؛ حيث تشير التقديرات إلى أن آلاف السياح الأوروبيين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة شاركوا في راليات جابت الصحراء الكبرى في أفريقيا، فإن هذا النوع من السياحة يعرف نموا وازدهارا على الرغم من المشكلات الأمنية في المنطقة التي أصبحت تعرف بـ«الساحل والصحراء».
سياح كثيرون تجذبهم الصحراء على الرغم من التحذيرات الأمنية ووعورة المسالك، وربما بسبب الإشكالات الأمنية فإن مدينة سمارة المغربية في عمق الصحراء، تطمح أن تنتعش عبر هذا النوع من السياحة مستفيدة من توفر الأمن وعدم وجود مخاطر وإمكانية توفير الاحتياجات التي يريدها السائح، ومن بين أهم هذه الاحتياجات القدرة على التقاط أي سائح تاه في الصحراء أو واجه مصاعب. وتراهن المدينة أن تحقق لها «سياحة المغامرة» مداخيل تنعش المنطقة، لأن هذا النوع من السياحة يعتمد على طول فترة إقامة السائح في المنطقة، بحيث تسمح له هذه الإقامة بالترفيه والاستجمام، وفي الوقت نفسه التعايش مع العادات والتقاليد الاجتماعية والثقافية والمناظر الطبيعية المتوفرة، والأهم البحث والاكتشاف في الصحارى. ويتطلب هذا النوع من السياحة الاعتماد بدرجة أساسية على سيارات متينة رباعية الدفع وأجهزة اتصالات مرتبطة بالأقمار الصناعية.
وفي منطقة سمارة ثمة مواقع مهمة تحاول المدينة الترويج عبرها لسياحة المغامرة والاستكشاف، مثل «امكالة» و«جماعة سيدي أحمد العروسي» و«وادي الزاز» و« تفاريتي»، ويقول سكان المنطقة إن المادة التاريخية التي تستهوي السياح المغامرين والباحثين في الوقت نفسه متوفرة بكثرة، حيث أبانت البحوث أن الناس وجدوا وعاشوا في المنطقة منذ قديم الزمان، وهو ما توجد أدلته في المواقع التاريخية مثل «عصلي الريش» (نقوش صخرية) و«الطبيلة» (أدوات حجرية قديمة) و«تفكوين» (أدوات حجرية قديمة).
يشار إلى أن مدينة سمارة نفسها لها تاريخ قديم حيث تأسست في القرن الـ14 من طرف أحد رجال الحركات الصوفية وهو سيدي محمد العروسي، الذي هاجر من منطقة «بني عروس» في جبال الريف في شمال المغرب، لذلك يطلق عليها في كثير من الأحيان العاصمة الروحية للصحراء.
وتوجد في سمارة كذلك نباتات نادرة وزواحف وطيور إلى جانب الحيوانات البرية، ومن أهم الحيوانات هناك الغزلان، أما الطيور فأبرزها طائر الحباري الذي شكل وجوده في هذه المنطقة نقطة جذب للسياح العرب خاصة الخليجيين لممارسة هواياتهم المفضلة وهي القنص، وما يجعل الإقبال الخليجي متزايدا هو أن الصيد والقنص مسموح به على مدار السنة باستثناء فترة قصيرة للراحة البيولوجية لإتاحة المجال لتوالد الحيوانات والطيور البرية.
سمارة لها إلى جانب الخصوصيات التاريخية والثقافية، خصوصية معمارية فريدة، إذ إن بيوتها واطئة مصبوغة بحمرة داكنة مع قباب بيضاء بحيث تبدو خصوصيتها المعمارية لافتة، وصممت بيوتها بطريقة تجعل منها باردة في الصيف ودافئة في الشتاء خاصة في الليالي.
ومن الواضح أن من صمموا تلك البيوت قبل قرون كان لديهم نزوع ثقافي واضح نحو التقشف المرتبط بالحياة الصوفية، كذلك يبدو جليا تأثرهم بالعمارة الإسلامية في تداخل مع ثقافة البدو الرحل من السكان الصحراويين.
وتأمل السلطات الحكومية في سمارة أن تنجح في الترويج للمدينة خاصة في إسبانيا وفرنسا، وذلك بغرض استقطاب السياح الذين تستهويهم المغامرات في الصحراء وبين كثبان الرمال. وهم يعتقدون أن قطاع السياحة سيكون من أهم القطاعات المستقبلية لتحريك عجلة التنمية في المنطقة، بالنظر إلى موقع المدينة الاستراتيجي حيث تشكل بوابة نحو أفريقيا عبر موريتانيا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:02

السينما والنشاط الاقتصادى(المغرب)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 2 Travel1.619043
تشكل السينما النشاط الاقتصادي الاهم في ورزازات المغربية
ورزازات.. هوليوود أفريقيا وضالة كبار مخرجي العالم
مدينة مغربية اختارها «لوميير».. وشعبها امتهن «الكومبارس»
«ورزازات» أو «هوليوود أفريقيا» كما يسميها المخرجون العالميون، مدينة صغيرة تجذب بطبيعتها ومناظرها المميزة السياح من كل بقاع العالم، فهي تتميز بطقسها الجميل المشمس، وبعنصر الإنارة الطبيعية، التي يبحث عنها كل مخرج، حيث تتوفر على مساحات شاسعة من الصحراء والسهول والمغارات والأودية والبحيرات والنخيل والواحات والقصبات والقصور، وتقع على بعد نحو 200 كيلومتر من مدينة مراكش ويربو عدد سكانها على 50 ألف نسمة، بالإضافة إلى التنوع العرقي، إذ إن سكانها مزيج من الأمازيغ والعرب والأفارقة واليهود.
وشهدت «هوليوود أفريقيا» خلال السنوات الماضية الكثير من صناعة الأفلام، فقد أصبحت السينما تشكل حاليا النشاط الاقتصادي الأهم في المنطقة أكثر من السياحة والفلاحة والصناعة التقليدية، وأهمية التصوير السينمائي تؤثر على الكثير من الأنشطة المرتبطة بصفة مباشرة أو غير مباشرة بهذا القطاع الذي يخلق وظائف مباشرة وغير مباشرة.
وقد استقطبت ورزازات قبل نحو قرن من الزمان تصوير أول فيلم سينمائي في المغرب بعنوان «راعي الماعز المغربي» الذي أنتجه مؤسس الفن السينمائي الفرنسي لويس لوميير، وتوالت بعد ذلك الأفلام الدولية التي اختار منتجوها أرض المغرب مكانا للتصوير، فقد احتضنت ورزازات أفلاما فرنسية وأميركية وإسبانية وإيطالية وهولندية وسويدية وبلجيكية، وكذلك احتضنت أفلاما من كوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا وكوبا والبرازيل.
فمن أبرز الأعمال السينمائية الذي تم تنفيذها في ورزازات، فيلم «الدم» للمخرج لويتز مورا، و«إن شاء الله» للمخرج فرانز توسان 1922، وفيلم «عندما تعود السنونو إلى أعشاشها» للألماني جيمس بوير 1927، وفيلم « قلوب محترقة» للأميركي جوزيف فون ستيرنبيرغ 1930، وفيلم «علي بابا» للفرنسي جاك بيكر1954، وفيلم «لورانس العرب» إخراج البريطاني ديفيد لين، بطولة أنتوني كوين وعمر الشريف 1966، وفيلم «المومياء» إخراج ستيفن سوميرز 1990، وفيلم «مملكة الجنة» لريدلي سكوت 2005.
عرفت المدينة الصغيرة استقطاب نخبة من ألمع النجوم والمخرجين العالميين، مثل سيرج ريجياني، وفيرنانديل، إلى ألفريد هيتشكوك، وسيرجيو ليوني، وديفيد لين، وأنتوني كوين، وعمر الشريف، وأنا كارينا، وأنتونيو فيلار، وجان لوك غودار، وبيرناردو بيرتولوتشي، وجان بول بلموندو، ولينو فونتيرا، وجون هوستون، وشين كونري، وداستن هوفمان، وإيزابيل أدجاني، وروجي مور، ومايكل دوغلاس، وتيموثي دالتون، ومارتن سكورسيزي، وجاكي شان، وريدلي سكوت، وجان كلود فان دام.. فقد أصبح المغرب اليوم يحتل المرتبة الثانية في العالم بعد جمهورية التشيك فيما يتعلق بإنتاج الأفلام الأجنبية، حيث تجني المملكة من هذا الانفتاح نحو 60 مليون دولار في السنة.
كما تعرف المدينة 3 استوديوهات منها استوديو أطلس، الذي تم تأسيسه عام 1993 الذي سرعان ما تم توسيعه والذي أصبح يغطي اليوم 30 هكتارا، وهو مفتوح على فضاء شاسع يشمل مناظر جبلية ساحرة، كما تم تشييد استوديوهات «كان زمان» على مساحة 60 هكتارا، على بعد 10 كيلومترات من مدينة ورزازات، وأخيرا استوديو أستر تم بناؤه عام 1992 لاحتضان أنشطة الصناعة التقليدية.
ومن المفارقات العجيبة التي تعيشها هذه المدينة هي أنه مع كل هذا المجد السينمائي الذي تعرفه ورغم احتضانها لألمع النجوم والمخرجين العالمين، فإنها لا تتوفر لديها قاعة سينمائية واحدة.
وفي حديث مع أحد سكان المدينة، قال جليل مصطفى إنه لا شك أن مدينة ورزازات ورغم كونها قد حازت وبجدارة لقب «هوليوود أفريقيا» فإن أهلها لا يستفيدون من هذه الصناعة السينمائية الهائلة إلا القليل، فبعضهم يعمل «كومبارس» والذي يتراوح عددهم أكثر من 16 ألف مغربي، وبعض أصحاب المشاريع الأخرى المرتبطة بقطاع السياحة، مثل السينما، يمرون بفصول من «القحط» من حيث الرواج الاقتصادي المرتبط بالقطاعين الآنفين.
وتعتبر الأفلام بالنسبة لأغلب الناس في أنحاء العالم مصدرا للمتعة أو النشاط الاجتماعي والثقافي، لكنها في ورزازات مصدرا لكسب لقمة العيش الذي لا يكاد يغطي في معظم الحالات الاحتياجات الضرورية للكومبارس وأسرهم، كما أنه يفتقر للتغطية الصحية والتأمين، فرغم أن الشركات الأجنبية تعطي مبالغ باهظة لتصوير أعمالها في المدينة فإن الكومبارس لا ينال منها سوى القليل وذلك بعدما يقتطع السماسرة نصيبا منها، حيث ينال الكومبارس مبلغ 200 درهم.
ورغم كون ورزازات قد عرفت تطورا جعلها توصف في المغرب بكونها مدينة الهدوء كما يدل على ذلك اسمها (ورزازات كلمة أمازيغية تعني من دون ضجيج) فإنها لا تزال بحاجة إلى فك العزلة الجغرافية المضروبة حولها بسبب وعورة الطريق الذي يربطها بمدينة مراكش، وكذا أغادير، أقرب قطبين اقتصاديين إلى هذه المدينة، فالمواطن الورزازي البسيط يعيش طوال العام في حالة من البطالة والتهميش يتحين فرصة حلول شركات إنتاج سينمائية عالمية «ليرتزق معها».
ومع رحيل تلك الشركات، فإن جل العاملين «كومبارس» اضطروا للعودة إلى المهن البسيطة والهامشية، كبيع بعض الحلي والخناجر التقليدية للسياح أو الفلاحة وغيرها.. وخلال السنين الأخيرة أولى الملك محمد السادس أهمية كبيرة لورزازت حيث زارها بشكل مستمر وأطلق مشاريع ضخمة بها لعل آخرها وأكبرها مشروع إنتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، إضافة إلى بناء كلية متعددة التخصصات وغيرها من المشاريع التي ستجعل المواطن الورزازي يستفيد من كرامة العيش، وحتى المجال السينمائي هناك مساع لتطويره وجعله يخرج من صورته التقليدية وذلك بإنشاء مراكز في التكوين السينمائي.
وتعتبر السياحة في ورزازات الركيزة الأساسية للاقتصاد المحلي، فقد عرفت مؤخرا نقصا في توافد السياح في سنة 2010 بنسبة لا تتعدى 20%، على عكس المناطق السياحية الأخرى في المغرب التي سجلت ارتفاعا نوعيا على مستوى توافد السياح، حيث تعرف مشكلات راجعة للأزمة الاقتصادية العالمية ولعزلتها وعدم توفر الرحلات المباشرة والطرق الملائمة لها.
وفي هذا السياق، أفاد سعيد المراني رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بأنه لا شك في أن السياحة من أهم الركائز الاقتصادية للمدينة، نظرا لما تمتاز به من مؤهلات طبيعية بالدرجة الأولى، لكن ورزازات تعرف رواجا سياحيا ملحوظا عند حلول الشركات الإنتاجية العالمية للسينما، فلهذا نعمل على دراسة برامج طموحة للتسويق السياحي في ورزازات من طرف المكتب الوطني للسياحة من أجل دعم القطاع السياحي في المنطقة ودعم المنتوج السياحي وجعلها وجهة سياحية وإقامة بامتياز في 2020.
كما عرفت ليالي المبيت المسجلة في مختلف الفنادق والإقامات والقرى السياحية ودور الضيافة المصنفة في إقليم ورزازات تراجعا خلال سنة 2010 بمعدل 6%، إذ بلغ مجموع المبيتات 420 ألفا و577 ليلة، مقابل 446 ألفا و289 ليلة سنة 2009، ويعزى هذا الانخفاض في المبيتات إلى التراجع المسجل على مستوى عدد الليالي التي قضاها السياح غير المقيمين في المغرب من جنسيات مختلفة، والتي بلغ مجموعها 356 ألفا و833 ليلة، مقابل 391 ألفا و800 ليلة سنة 2009، أي بانخفاض نسبته 6%.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السياحة فى الوطن العربى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» اعلى نسبة عنوسة فى الوطن العربى :
» الدولة الأعلى فى نسبة العنوسة فى الوطن العربى ..
» مات روح وقلب الوطن العربى وحبيب الشعب(عبد الله بن عبد العزيز)
»  شعر عن حب الوطن مصر
»  حديث عن حب الوطن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: منتديات الجغرافيا وعالم الحيوان :: قسم السياحة والسفر-
انتقل الى: