المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السياحة فى الوطن العربى

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 17:12

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 128711022915
دير مار متى.. الأقدم في العراق ووجهة الباحثين عن الهدوء
الأسطورة والتاريخ يبنيان معبدا على قمة ارتفاعها 2400 متر


السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.630917


زواره لا يصعدون إليه، بل يرتقون الطريق المسمى «الطبكي»، وهي كلمة مأخوذة أصلا عن المصطلح السرياني «طبيوثو» الذي يعني المرتقى، وهو طريق يتسلق الجبل بين مرتفعين مرصوفين بالحجارة في اثنتين وثلاثين استدارة يتلوى يمينا ويسارا على امتداد كيلومتر واحد إلى قمة جبل مقلوب وعلى ارتفاع 2400 متر عن سطح البحر. ومع وجود طريق معبد للسيارات، فإن هناك من المسيحيين المتدينين من يزال يصر على الارتقاء إلى دير مار متى سيرا على الأقدام، كما كان يصعده الرهبان منذ أكثر من 1600 عام.
«الشرق الأوسط» كانت هناك، في أقدم دير في تاريخ العراق، فالطرق التي تقود إلى حافة جبل مقلوب، الذي يحتل هذا الدير ثلثي مساحة قمته، عديدة، لعل أقربها الذي يصل من مدينة الموصل عبر مدينة عقرة، والذي يمتد 35 كيلومترا، لكننا قصدناه من مركز مدينة أربيل، مرورا بمدن برطيلا وبعشيقة وبحزاني للتمتع بمزيد من الاكتشافات الاجتماعية والعمرانية والجمالية، إذ إن أبرز ميزة تعرف بها هذه البلدات الثلاث (برطيلا وبعشيقة وبحزاني) هي أنها تضم عراقيين من ثلاث ديانات، مسلمين ومسيحيين ويزيديين، يعيشون متسامحين ومتداخلين مع بعضهم بعضا منذ قرون عدة.
الطريق يمتد بين بعشيقة وجبل مقلوب عبر حقول القمح، والقرى المسترخية على جانبي الشارع المعبد تبدو وكأنها خرجت توا من غبش مؤثث بدخان التنور ورائحة الخبز، بينما انتشرت قطعان الماشية وسط برية مزدهرة بالنباتات، قرى هي أقرب للقطات فيلمية حية أو مناظر مرسومة في لوحات انطباعية منها إلى حقيقة مدهشة ومزدهرة.
سيبدو من الصعوبة أن ترصد مشهد أبنية الدير الراسخة هناك فوق قمة جبل مقلوب من عند سفحه، خاصة أن المطر بدأ ينزل قويا مباشرة وبلا مقدمات. السيارة ذات الدفع الرباعي اقتربت من حافات الغيوم، هنا بدا لنا دير مار متى بأبنيته الموغلة في القدم، والمشيدة من صخور الجبل ذاته، والأبنية الحديثة الأخرى المنسوجة مع القديمة، بناء ضخم ومهيب يشكل في مظهره تاجا فوق قمة الجبل الذي يختلف في طبيعته الجيولوجية بين بقية الجبال المحيطة به، فهو الجبل الوحيد الذي تتجه صخوره على العكس من اتجاهات صخور الجبال الأخرى، ولهذا سمي بجبل مقلوب «كما سمي بجبل (الفاف) وهي مفردة سريانية تعني بالعربية (ألوف أو آلاف) نسبة إلى بلوغ عدد الرهبان الذين تقاطروا على هذا الدير منذ بنائه وحتى القرن السابع سبعة آلاف راهب، وارتفاع قمته 3400 قدم عن سطح البحر، والدير مبني على مساحة ثلثي الجبل باتجاه القمة»، حسبما يوضح الأب ادة خضر.
ما إن نصل إلى البوابة الرئيسية الخارجية للدير، حيث توجد نقطة حراسة للشرطة العراقية، ستتهيأ للزائر فرصة ثرية لمشاهدة امتدادات أبنية الدير عمقا في المشهد الماثل أمامنا، وارتفاعا باتجاه قمم الجبال المحيطة، وسنتأكد من ضخامة هذا التكوين المعماري الذي تعمد من بناه أن يجعله متسلطا بقوة دينية على بقية التكوينات التي أنشأتها الطبيعة، مانحا شعورا بالمهابة والاحترام.
هنا لا بد من أن نتقدم نحو الباب الداخلي للدير بخطواتنا متلمسين الصخور التي صقلتها خطوات الآلاف من الرهبان والزوار الذين قصدوا وما زالوا هذا المكان منذ أكثر من 16 قرنا. نتمشى بهدوء يتناغم مع هالة الصمت المتسيدة في عموم المكان.. شعور طاغ بالتحرر من الزمن الراهن، لا شيء يعكر صفو هذا الهدوء المتراكم منذ عصور عدة، لا إشارة، لا أصوات، لا لافتات، لا أجهزة أو آلات تذكرنا بصخب الحياة التي كنا قد تحررنا منها قبيل أقل من ساعة. هنا الصمت يهيئك للتأمل، لا شيء سوى صوت الصمت، سوى رائحة الريح، سوى لون ضبابي يغلف المكان والزمان على حد سواء.
لسنا بحاجة لأن نطرق البوابة المفتوحة على مدار ساعات النهار والمساء، يأخذنا رواق يذكرنا انحناء أقواس سقوفه بأبنية العصر القوطي، بل أقدم من ذلك بكثير، بقصور نينوى التي تنتمي إليها منطقة الدير حضاريا وجغرافيا، بعمارة الأندلس، الأعمدة المرمرية المزخرفة بأشكال نباتية تحيط الزائر من الجانبين. نحو باحة مفتوحة إلى السماء، نمر بباب عتيق يفضي إلى «المغارة الكبيرة»، وهي عبارة عن صهريج كبير وقديم لخزن المياه حيث كان الدير غالبا ما يتعرض لحصار القوات الغازية أو لحصار الطبيعة. لا أحد يسألنا إلى أين نحن نذهب، أو ماذا نفعل هنا، أو أي شأن نحن موجودون من أجله، بل تقدم نحونا أحد المتطوعين لخدمة الدير، وبابتسامة تشي برقة روحه قادنا نحو غرفة الضيوف حيث استقبلنا بابتسامة تفصح عن محبة وروح متسامحة الأب الربان ادة خضر القس، ليمضي بنا عبر خرائط معرفية في تاريخ وجغرافيا المكان والزمان، إذ تختلط في سرده قصة بناء الدير الأسطورة والحقيقة، فلا يستطيع المتلقي التمييز بينهما كونه ينتبه جيدا إلى عدم إهمال التواريخ، ولأنه أيضا مؤمن بأن ما يرويه هو عين الحقيقة وإن كانت الأسطورة تنسج فعل تأثيرها في هذه القصة.
«عمر هذا الدير أكثر من 1600 سنة، وهو أقدم وأول دير في العراق، بناه الملك الآشوري (ملك نينوى) سنحاريب الوثني سنة 363 ميلادية، في غضون القرن الرابع الميلادي»، يبادرنا الأب خضر، مستطردا في سرد تاريخ الشيخ مار متى (مار مفردة سريانية تعني القديس) الذي يعود أصله إلى «قرية في ديار بكر في تركيا، وهو من عائلة مسيحية سريانية ثرية وغنية، أحب التنسك والزهد فدخل إلى دير (سرجيس وباخوس) في قريته (ابجرشاد) سنة 361، حيث أمضى فيه سبع سنوات مع رفاقه الرهبان ليتعلموا أمور الدين، ثم انتقلوا إلى دير آخر مجاور لقريتهم يدعى (دير زقنين) للتوسع في المعارف اللاهوتية، في هذه الأثناء تنصب إمبراطور جديد اسمه لليانوس من سلالة الإمبراطور قسطنطين الكبير، وكان مسيحيا لكنه ترك المسيحية ورجع إلى الوثنية، فأطلقت عليه الكنيسة لقب الجاحد، فشن هجوما على المسيحيين خاصة في تركيا، وطاردهم في الأديرة والكنائس، وعندما بلغ خبر مطاردته للرهبان للقس مار متى هرب مع أصحابه وبنوا لهم كوخا صغيرا على ضفاف نهر الخابور، قبل أن يقصدوا هذا الجبل الذي يسمى جبل مقلوب».
«مرت عملية بناء هذا الدير بمراحل امتدت إلى ما يقرب من 20 سنة، إذ انتهي من بنائه سنة 381 ميلادية، وشارك في بنائه أكثر من 20 ألف عامل، وعين عليه أول رئيس وهو القديس مار متى الذي توفي سنة 411 ميلادية، وعاش أكثر من 90 سنة، ويسمى الشيخ متى نسبة إلى كونه كان طاعنا في السن، وكلمة الشيخ لا علاقة بها بالدين أو المكانة العشائرية»، حسب إيضاح الأب خضر.
على أن هذا لا يعني أن هذا الدير عاش في وضع مسترخ ومريح، بل عاش أيضا ظروفا قاسية للغاية، وتعرض للتهديم، إذ «قام برسوم النصيبيني، وكان نسطوريا، بمهاجمة الدير سنة 480 وأحرق مكتبته الثمينة وهدم أجزاء منه وقتل الرهبان»، ينبه الأب خضر، مشيرا إلى أن «الدير مر بمراحل متعددة منها الساسانية والفارسية والتتار، وتم هجره لأكثر من 150 سنة على فترات متقطعة، حيث تعرض لأقصى اضطهاد، لكنه كان يعاد بناؤه باستمرار، ففي السبعينات من القرن الماضي تم تزويده بالطاقة الكهربائية بجهود بذلها المطران إسحاق، كما كان صدام حسين قد أمر بين عامي 1980 و1984 بتحسين وضع الدير ومد الشارع من مفرق مدينة عقرة صعودا إلى الدير، بكلفة مليونين ونصف المليون دولار، وذلك بعد أن قام بأول زيارة للدير عام 1980، وزيارته الثانية كانت بعد عام من ذلك».
نخرج إلى فضاء الدير، نرصد الطريق المتعرج (الطبكي) بوضوح من السطح العالي، نتأمل البناء القديم، الأول المحفور في صخور الجبل والذي ما زال ماثلا هناك في القمة، حيث الصوامع التي كان يتعبد فيها الرهبان، ومنها صومعة مار متى، فالبناية تتكون من ثلاثة طوابق وتضم كنيستين والكثير من الغرف التي يقيم فيها بعض الزوار لعدة أيام، كما توجد هنا عدة صهاريج نحتت في بدء تأسيسه لخزن مياه الأمطار المنحدرة من الجبل. ولا يزال أربعة صهاريج ماثلة يبلغ سعة أكبرها 2420 مترا مكعبا. ولعل أجمل كهوف الدير هو كهف الناقوط الذي يعد أكبر الكهوف، وأكثرها سحرا وجمالا، ويقع غرب الدير على مسافة 200 متر. ويتكون من قسمين، الخارجي ومساحته 10م×15م، ورصف بالحجر المعروف بالبازي تتوسطه بركة ماء. والقسم الداخلي مساحته 6م×4م، حيث تتقطر خلاله المياه طوال السنة لتتجمع في حوض صغير وتنساب إلى القسم الخارجي حيث تصب في البركة، إذ يقضي هناك الزوار وقتا ممتعا في فصل الصيف. يتم حاليا تزويد الدير بالماء من عين في الجنينة بواسطة مواتير كهربائية، إلى خزان في أعلى الدير ويتم توزيعه على عموم الأبنية.
خلال تجوالنا في الدير التقينا بأكثر من عائلة مسلمة، إضافة إلى العوائل المسيحية طبعا، إذ يعلق الأب خضر قائلا «يزور الدير أبناء كل الأديان والطوائف في العراق، وهو كما ترون مفتوح أمام الجميع، ومن يزوره مرة سيعاود زيارته مرات».





طريق «طبكي» المتعرج الذي يسلكه المشاة تسلقا إلى الدير
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel2.630917
صورة عامة للدير من الداخل
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel3.630917
البناء القديم للدير في قمة جبل مقلوب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:28

فندق القصبة بالقيروان(تونس)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.644578
واجهة فندق القصبة بالقيروان
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel2.644578
مدخل المقهى التقليدي بالفندق
فندق «القصبة» بالقيروان.. ثكنة عسكرية تاريخية بمواصفات سياحية
مبنى رائع حافظ على صورته التقليدية مع إضافة عناصر حديثة
لا يخطر ببال الكثيرين وهم يعبرون إلى أكثر مناطق القيروان هدوءا، قادمين من أكثرها ضوضاء، أنهم على بُعد بضعة أمتار من أرقى فنادق تونس قاطبة وأكثرها جمالا، إنه فندق «القصبة» بمدينة القيروان التاريخية، أول مدينة إسلامية في أفريقيا، التي بناها عقبة بن نافع عام 50 هجرية. ففي المنطقة التي يقع فيها الفندق أعظم المعالم العمرانية والسياحية وأكثرها قيمة تاريخية، جامع عقبة بن نافع، ومقام الصحابي الجليل أبو زمعة البلوي، والفسقية.
يعتبر فندق «القصبة» بالقيروان تحفة معمارية سواء بمظهره الخارجي الذي يجسد سالف العظمة، حيث كان ثكنة عسكرية منذ القرن السابع الميلادي، لكنه تحول في سنة 1999 إلى فندق من فئة 5 نجوم. وقال حكيم ميطاحني المدير العام للفندق لـ«الشرق الأوسط»: «يتكون الفندق من ثلاثة طوابق ويحتوي على 97 غرفة جميعها مجهزة بأحدث وسائل الراحة، وتحتوي كل غرفة على شرفة مستقلة بها خط إنترنت وحمام مزود ببرنس. ويضم الفندق 3 أجنحة، منها جناح رئاسي، ويتسع لـ220 زبونا، وبالفندق مطعم يتسع لـ200 شخص ومطعم محلي يتسع لـ40 شخصا، ويتوفر بالفندق مسبح خارجي، وحمام بخار تركي، وقاعة شاي، وقاعة شاي تقليدية، كما يتوفر بالفندق خدمات الساونا، وموقف للسيارات، وحدائق وقاعات اجتماعات كبرى تتسع لـ450 شخصا».
وقد استقبل الفندق الكثير من الشخصيات المهمة سنة 2009، وهي السنة التي أعلنت فيها القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية. وقال ميطاحني إن «فندق (القصبة) هو واحد من سلسلة فنادق مجموعة (غولدن ياسمين)، وهي 11 فندقا موزعة على عدد من المدن التونسية مثل القيروان، وتوزر، ودوز، وصفاقس (الجنوب التونسي) والحمامات (الشمال الشرقي)، وصاحب هذه السلسلة هو عاطف بوصرصار»، وتابع: «هذه القلعة كانت ثكنة عسكرية تابعة للجيش التونسي، ولكن الجيش لم يكن يسمح له ببيع ممتلكاته، فتمت عملية تحويل المبنى لوزارة الداخلية حتى تتم الإجراءات القانونية، وهو ما حصل بالفعل»، وأكد ميطاحني على أن المبنى التاريخي الضخم كان ثكنة عسكرية منذ سنة 650 ميلادية ولم يتم تجريده من طابعه التاريخي العسكري بحقبه المختلفة سوى سنة 1999.
وبالطبع تم إدخال تعديلات على نظام الغرف، وإضافة المسابح، بينما بقيت الأسوار وما تم اتخاذه لاحقا غرفة لتناول الشاي على الطريقة التقليدية وبعض الأماكن الأخرى على حالها. وحتى الإضافات التي أدخلها المالكون الجدد للمكان التاريخي الهام تم استنباطها من إيحاءات الزخرفة التراثية سواء الفيسفساء المحلية أو تلك التركية والأندلسية التي تبدو واضحة بجلاء في مقام أبو زمعة البلوي، والجامع الكبير.
الذين أشرفوا على عملية وضع الديكور كانوا حريصين على الطابع التقليدي للمبنى وللمدينة التاريخية الشهيرة، حتى باب القلعة العتيق ظل على حاله كما لو كان باب أحد الحصون الحصينة في زمن العز الغابر. «حتى الباب لم نقم بتغيره للحفاظ على الطابع المعماري التاريخي للمبنى والمنطقة فلم نرغب في اقتلاع المكان من جذوره». كان لحرص القائمين على مجموعة «غولدن ياسمين» الفندقية على الاحتفاظ بالطابع التاريخي للمكان فوائد جمة، إذ إن «السياح يجدون فيه شيئا مختلفا عن بقية النزل التي تبدو واجهاتها وبقية مكوناتها من المعمار الحديث، وبذلك يكون الفندق ليس للمبيت والراحة فقط، بل للسياحة أيضا واستكشاف جانب من التراث التاريخي للمنطقة»، وأردف: «السياح يجدون طابعا آخر.. شيئا جديدا لم يألفوه في الفنادق الأخرى، وفي نفس الوقت يحافظ على فخامته ونجومه الـ5».
ويذكر ميطاحني أنه أثناء إعداد المكان ليصبح فندقا تم العثور على الكثير من القطع الأثرية والأسلحة من عصور مختلفة، من بينها مدافع تم نقلها إلى متحف رقادة.
ومن أبلغ ما قاله كريم مطاحني أن «الكثير من الناس يسمعون بالقيروان أو قرأوا عنها في كتب التاريخ أو التحقيقات الميدانية، ولكنهم لم يتجشموا عناء المجيء إليها، وزيارة معالمها التاريخية والتجول في أسواقها العتيقة والاطلاع على صناعاتها المختلفة سواء التقليدية منها أو المنطقة الصناعية التي تعج بالمصانع العصرية المتخصصة، لا سيما أن القيروان تبعد مسافة سير ساعتين بالسيارة عن العاصمة تونس، و45 دقيقة عن سوسة الساحلية.. إذن هي ليست بعيدة».
لا يختلف الفندق عن بقية الفنادق أو الكثير منها في الشكل المعماري وحسب، بل في ما يقدمه من أطعمة، إذ يختلف المطعم القيرواني عن غيره، هناك مأكولات تتميز بها القيروان، إلى جانب السجاد اليدوي، والمقروض، والكفتاجي (أكلة تعتمد على الفلفل والبيض)، وهي المرق بالزبيب، ومرق عصفور الزيتون، (يطلق عليه التونسيون الزرزور وتكثر أسرابه التي تملأ الآفاق أحيانا في موسم جني الزيتون)، وطبخة المرشان، أو السلق، التي تشبه السبانخ، أو هي نفسها، وهي تخصصات قيروانية، وهي مأكولات غير معروفة كما هو الحال للمقروض والسجاد والكفتاجي. لكن أكثر ما يطلبه السياح كما يؤكد مطياحني هو «الك***ي» ثم الكفتاجي الذي يستخدم فيه الفلفل الحلو، الذي يتم تقطيعه وقصه بالسكاكين دون استخدام آلات الخلط أو المدقات التقليدية.
فندق «القصبة» كما يؤكد القائمون هو «مكان للسياحة والترفيه والراحة والاستجمام، فمن يُرد أن يستريح من ضوضاء الشواطئ ومدنها، فالقيروان قريبة جدا، فهي على بُعد 70 كيلومترا من البحر». ويمتاز فندق «القصبة» بأنه الوحيد من فئة 5 نجوم بالقيروان، ولا يبعد المستشفى الجامعي عن بوابته سوى 150 مترا، وهناك ممر خاص إلى جامع عقبة بن نافع وهو على بعد نحو 300 متر، وعلى مسافة سير لمدة 5 دقائق تقع المدينة العتيقة، وبجوار الفندق صيدليات بعضها يعمل على مدار 24 ساعة. «لدينا 4 وكالات لتأجير السيارات ونحن نتعامل معها، ويمكن للسائح أن يستأجر سيارة ويقودها بنفسه، وعندما يريد العودة يمكنه تركها في مواقف المطارات ونحن نعيدها، ولدينا وكالة تأجير سيارات تابعة للمجموعة بإمكان السائح أن يستأجرها ويسوقها بنفسه إن أراد لزيارة الجنوب أو الشمال، ويمكننا توفير سيارات وحافلات للمجموعات أو الأسر».
الأمر الذي يؤلم أصحاب الفنادق والتجار ومديري المتاحف والمعالم التاريخية في القيروان هو الظلم الذي حاق بالمدينة على مدى نصف قرن أو يزيد، فمنذ عقود وهي تعتبر منطقة عبور سياحي، لا هدفا سياحيا يقضي فيه السياح يومين أو ثلاثة أيام ولم لا يكون أسبوعا كاملا؟ «حتى لا تبقى القيروان مجرد منطقة عبور، لأن السائح يمكنه أن يرى الكثير من الأشياء في القيروان». ويضرب ميطاحني مثالا بشركة أسفار «وقعت معهم عقدا على أن يمضي السياح يوما بمدينة القيروان، ولكن المعالم التاريخية تحتاج إلى أكثر من يوم لزيارة بعضها، فتمت زيادة الفترة التي يقضيها السياح بالقيروان»، ويلوم أصحاب الفنادق والمحلات في القيروان وزارة السياحة التونسية، وأن «الوزارة مقصرة في التعريف بالمعالم التاريخية والمناطق الثقافية، كسبيطلة، والكاف، فالسياحة الثقافية مغيبة بينما يتم إبراز تونس كبلد للشمس والبحر فقط». ولذلك «لا بد من الاهتمام بالمناطق الداخلية عند التخطيط للرحلات السياحية، فالسياحة الساحلية 3 أشهر فقط، أما في الداخل فهي 10 أشهر». ويرى ميطاحني أن «السائح الخليجي يجب أن يأتي بطريقة حرة، وليس عن طريق وكالات الأسفار، حتى لا يصيبه الغبن، فالبعض يبقونه لبضع ساعات فقط في القيروان، بمعنى أنه يتغدى ويعود القهقرى ولا يزور ما يجب أن يشاهده ويراه وينقله».
وعدد مدير فندق «القصبة» الكثير من المعالم التاريخية التي يمكن زيارتها، ومنها «مقام أبو زمعة البلوي، فهو أكثر من مقام، بل تحفة معمارية تسحر الألباب، والجامع الكبير الذي يقف أمامه السياح مشدوهين، ومتحف رقادة الذي يضم الكثير من الآثار التي تنبئ عن طبيعة الحياة في عصور ظهورها أو صناعتها، وبئر روطة، وسوق البلاغجية، ومتاحف السجاد، ومواسم الحصاد وجني المحاصيل، حيث ننقل السياح إلى عين المكان لمشاهدة تقاليد الحصاد وعمليات جني المحاصيل، وهناك 15 معلما سياحيا في القيروان لا تلقى الاهتمام المطلوب من قبل وزارة السياحة». ودعا ميطاحني إلى إنشاء مدن سياحية للصناعات التقليدية، لا سيما أن بعضها معرض للانقراض.
وإلى جانب ذلك تقع بالقرب من تلك المنطقة أهم المراكز الصحية كالمستشفى الجامعي، والبريد المركزي، وشركات تأجير السيارات، والأسواق العتيقة والمعالم السياحية كـ«بئر روطة» التي يستخرج منها الماء بالجرار أو القلال الصغيرة بواسطة جمل يدور حول البئر، وورشات صناعة الحلويات القيروانية «المقروض» والسجاد القيرواني «الزربية» وصناعة الجلود وصناعة وبيع الملابس التقليدية التونسية والمغاربية، والمطاعم الشعبية وصناعة النحاس والحديد وأسواق الخضار والمكسرات والسلع الإلكترونية الرخيصة وغيرها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:31

مدينة تعز (اليمن)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Daily1.636233
تعز.. مدينة النجوم وقبلة الزائرين من اليمن والسياح الأجانب
تجمع ملامح الجمال الطبيعي بمرتفعاتها ووديانها وتلك التي
أبدعتها يد الإنسان وحفرتها في مدرجات الجبال الخضراء
تعز: سعاد الحدابي: تسمى «مدينة النجوم» من قبل زائريها، ويسميها أبناؤها «المدينة الحالمة».. تقع جنوب العاصمة صنعاء، وتعد المدينة الثانية من حيث عدد السكان، وهي قبلة الزائرين من مختلف المدن اليمنية، ولها حضورها السياحي؛ حيث يقصدها السياح من الدول الشقيقة والصديقة؛ لاعتدال هوائها طوال أيام العام ولما تضم بين جبالها وسهولها ووديانها من الأماكن التاريخية والسياحية، إضافة إلى حميمية أهلها الذين لا يشعرون الزائر بأنه غريب عن المدينة. تستقبل تعز الداخلين إليها ليلا بقناديلها المعلقة في السماء، أما صباحا فتستقبلهم بشموخ جبل صبر، والقرى المتناثرة على قمم الجبال، لتبدو المدينة حالمة وهي مستلقية في حضن الجبل الذي يعد أكبر قمة في هذه المدينة، حيث يبلغ ارتفاعه 3006 أمتار.
وقد عرفت تعز باسم «عُدينة» حتى وصول الأيوبيين سنة 1173م، وعند استسلام القائد الرعيني قال:
تعز علينا يا عُدينة جنة نفارقها قسرا وأدمعنا تجري وقد ظن القائد أن اسم المدينة «تعز» من صدر البيت الأول فسماها به، ومن ذلك التاريخ عرفت المدينة باسم «تعز».
وتتميز تعز بتنوع تضاريسها مما جعلها مصيفا ومشتى للقادمين من المدن الأخرى، ولعل موقعها بين مدن الشمال والجنوب جعل منها محطة استراحة للقاصدين أحد الاتجاهين. ولعل ما يميزها؛ بساطة الحياة، ورخص المعيشة مقارنة بالعاصمة، إضافة إلى ملامح الود والبساطة التي يقابل به زائر هذه المدينة، ففي دخولك المدينة من طريق عدن يستقبلك بائعو الجوافة بأثمان زهيدة، أما من مدخل «المخا» فيستقبلك عدد من الباعة الصغار يحملون عقودا من الفل تتقدمهم الرائحة الطيبة؛ مما يدفع الزائر لشراء عقود تزين عنقه أو واجهة سيارته.
وتتنوع معالم المدينة بين سهلية وجبلية، فهي مدينة تجمع ملامح الجمال الطبيعي بمرتفعاتها الشاهقة ووديانها العميقة، وملامح الجمال الذي أبدعته يد الإنسان وحفرته في مدرجات الجبال الخضراء، بما يدل على قدرة الإنسان على صناعة حياته حتى في المنحنيات الشاهقة.
وبنظرة على المنازل المعلقة على سفوح الجبال، يتبين معدن ابن هذه الأرض الذي قهر قسوة الطبيعة بصبره، ليضيف جمالا جديدا إلى الطبيعة الساكنة.. طبيعة أخرى تشهد بصلابته وجلده وعزيمته التي جعلته يفضل العيش في قمم الجبال متحديا وعورة الصخر لتتفجر الأرض من حوله خضرة يانعة.
ابن تعز لم يتحد الصخر ويبني في قمم الجبال، بل تحدى السيول الجارفة، وعاش في السهل الممتد؛ ففي تعز أودية جارية، يقصدها أبناء المدينة للتنزه، وهي أودية غنية بجمالها الطبيعي ويزرع فيها عدد من الفواكه والمحاصيل التي تعد قوام حياة الريفيين كالذرة والقمح، والبن الذي يباع في أسواق المدينة ويصدر منه إلى دول الجوار، ومن هذه الأودية، وادي الضباب، ووادي ورزان، ووادي الملك، ووادي نخلة، ووادي رسيان، وكلها أودية تحيطها الخضرة والنماء والجمال.
وتمثل طبيعة تعز مصدر جذب سياحي؛ إذ تشهد المدينة حركة سياحية نشطة في الأعوام الأخيرة، ولعل السبب في ذلك يعود إلى وفرة المناطق السياحية والأثرية في المدينة، بدليل كثرة الفنادق، التي تتسابق على جذب السياح والزوار طوال أيام العام، وقد بنيت فنادق من الدرجة الأولى، ولعل أشهر هذه الفنادق، فندق «سوفيتيل» الواقع على قمة هضبة تطل على جانب من المدينة، وكذلك «متنزه الشيخ زائد (رحمه الله)» الذي يقع على قمة جبل «صبر»، ويطل على المدينة بأكملها ويعد من أجمل متنزهات المدينة. ولعل أكثر ما يجذب الزوار هواؤها العليل الذي لا تشعر فيه بالبرد القارس أو بالحر الشديد، فهواء المدينة معتدل طوال العام.
وتجتذب المآثر الإسلامية عددا من الباحثين والمريدين؛ إذ يوجد في المدينة عدد من الأماكن التاريخية التي تتمثل في عدد من المساجد والمدارس الإسلامية التي ظلت ولا تزال تقوم بنقل العلم الشرعي بطريق الإجازات عن الشيوخ الذين يحملون إجازات في مختلف العلوم الشرعية. ولعل أهم معلم إسلامي هو جامع الصحابي الجليل معاذ بن جبل الذي بناه في المكان الذي بركت فيه ناقته، عندما بعثه الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، في السنة السادسة للهجرة؛ ليعلم أهل اليمن مبادئ الدين الجديد.
ومن المآثر الإسلامية أيضا ما تحتضنه المدينة القديمة داخل أسوارها، الذي تعبر إليه من الباب الكبير الذي يوصلك إلى أحيائها التي تزينها المساجد بعمرانها ذي الطابع الأثري القديم، ولعل أهم ملامح المدينة القديمة، جامع المظفر التاريخي، الذي يقع في وسط المدينة، وقد بناه الملك المظفر الرسولي، ثاني ملوك بني رسول، وفيه مدرسة لتعليم القرآن والعلوم الشرعية، إضافة إلى جامع الأشرفية الذي بني على هضبة عالية تطل على قلعة «القاهرة» التاريخية، ويعد مفخرة في فن العمارة الإسلامي، كما يعد المسجد وما يتبعه من مرافق تعليمية أحد أكثر المراكز الإسلامية تأثيرا في اليمن. وقد بناه الأشرف الإسماعيلي بن العباس ويعد من آخر ملوك بني رسول.
وكما كانت تعز غنية بمآثرها الإسلامية، فهي غنية كذلك بمآثرها التاريخية التي يعد من أشهرها «قلعة القاهرة» التي تنتصب على قمة عالية يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 1474 مترا، والتي بناها الأمير عبد الله بن محمد الصليحي أخو الملك علي بن محمد مؤسس الدولة الصليحية، عام 436هـ – 1045م، وسماها باسمه، ثم بدأ في تشييد مخازن مياه الأمطار ومخازن المؤن، لكنه ارتحل مع أخيه إلى سفوح جبال الحجاز، وقد أدى تعاقب الملوك على تعز إلى تحسينات في القلعة كونها الحصن المدافع عن المدينة الصغيرة، إلا أن القلعة شهدت تحسينات منذ قرر الملك المظفر الرسولي نقل العاصمة من الجند إلى تعز، وقد تطور بناء القلعة في الفترة الرسولية، بل تم تشييد سور حول المدينة، من أمنع أسوار المدن. ويلتقي سور المدينة بسور القلعة، وظل التطور في بناء القلعة في الفترة الطاهرية وكذلك العثمانية، إلى أن سيطر المتوكل على الله إسماعيل على أرجاء اليمن كافة عقب رحيل العثمانيين، وكان دور القلعة يتمثل في الدفاع عن المدينة، وفي جعلها معتقلا سياسيا للرهائن، إضافة إلى احتوائها على أعرق مدرسة علمية لنزلاء القلعة والرهائن من أبناء وجهاء القبائل.
وكما كانت لتعز مآثرها الإسلامية والتاريخية التي تؤكد أهميتها، كانت لها كذلك ريادتها التجارية، التي اكتسبتها من تنوعها البيئي وموقعها الجغرافي، فهي المدينة الأقرب إلى مضيق باب المندب، الذي يقع على الطرف الجنوبي للبحر الأحمر. وكل هذا يضيف رصيدا سياحيا آخر لمدينة تعز، كما يزيد من مواردها الاقتصادية.
كما تتميز مدينة تعز بتعدد أسواقها؛ حيث توجد السوق القديمة في المدينة القديمة. وتبدأ السوق من مدخل الباب الكبير، لتضم سوق الشنيني وسوق البز وسوق الخبز، وتمتد السوق خارج الباب الكبير لتصل إلى السوق المركزية، وتمتد حتى السوق المركزية وشارع التحرير وشارع 26 سبتمبر، وتصل إلى شارع جمال، ليصل امتداد السوق حتى شارع المغتربين.
كما تتميز تعز بالسوق الشعبية في منطقة الجحملية.. هذه المنطقة التي كانت تعد الحي الراقي من مدينة تعز، التي يقع فيها قصر «صالة» التاريخي الذي كان متنزها للإمام أحمد، الوالي على تعز من قبل أبيه الإمام يحيى حميد الدين، كما تكثر في الجحملية البنايات ذات الطابع القديم المميز بأبوابه الكبيرة والقمريات التي تزين النوافذ، ولعل السر في ذلك النمط من المساكن يرجع إلى فترة بقاء الإمام أحمد وخاصته الذين ينحدرون من أسر صنعانية، والذين صنعوا حيا يشبه الأحياء التي جاءوا منها.
ولا تعجب وأنت ترى بائعات القات يفترشن الأرض ويبعن ما جلبن معهن ويزاحمن الرجال في سباق مع الوقت للعودة إلى قراهن بسلال فارغة وجيوب عامرة، وليست النساء أو الفتيات الصغيرات اللاتي يجلسن خلف سلال القش المليئة بالقات سوى زوجات أو بنات الأسر التي يعمل رجالها في زراعة القات في عدد من المناطق المحيطة بتعز كجبل صبر ووادي الضباب، ويعد هذا نوعا من التكافل الاجتماعي بين الرجل والمرأة في العمل، ولذلك لا تعجب وأنت ترى النساء يحملن سلالهن ويستأجرن السيارات ويزاحمن الرجال، وهن قادمات أو عائدات إلى مناطقهن التي ربما تقطعها السيارة في نصف ساعة أو يزيد على ذلك، فالثقة لها دورها في دعم الحياة الأسرية لمن يعمل في زراعة القات في هذه المناطق.
استطاعت تضاريس المدينة أن تجعل المدينة مركزا سياحيا يجذب السياح بجماله وبساطته، ففي زيارة للأمير بندر بن سلطان لهذه المدينة، وصعوده إلى متنزه الشيخ زايد الواقع على قمة جبل صبر، شق عليه أن يرى الناس تصعد الجبل بشق الأنفس، فتبنى رصف الطريق ورشه بالأسفلت.
ومن المتنزهات حديقة «التعاون» في المدخل الشرقي للمدينة، في منطقة الحوبان، التي تعد متنفسا لأبناء المدينة وتتميز بسعتها وكثرة أشجارها وألعابها الكهربائية واليدوية، ويجاورها حديقة الحيوان التي توجد بها أنواع شتى من الحيوانات وعدد كبير من الزواحف والطيور المتنوعة، وتقع بالقرب منهما حديقة «دريم لاند» ذات الألعاب الكهربائية. إضافة إلى شاطئ المخا وعدد من الأودية، وتوفر عددا من الحمامات التي تعمل بالوقود مثل «حمام المظفر» و«حمام النعيم»، وحمامات طبيعية مثل «حمام علي»، وغيره من الحمامات التي تحتوي على عناصر معدنية وكبريتية تفيد في علاج عدد من الأمراض الجلدية وأمراض الروماتيزم.
ويشتهر أبناء المدينة بحبهم للتجارة، حيث يرتحل عدد منهم إلى دول أفريقية للبحث عن فرص أفضل للعيش الكريم، كما يتجه الكثيرون منهم إلى العاصمة بحثا عن فرص للتجارة أو تلقي العلم في جامعاتها بعد أن ازدحمت بهم جدران الكليات والجامعة التي لا تتسع للأعداد المتزايدة في مطلع كل عام دراسي جديد. أما عدد منهم فيحترفون مهنا يدوية بسيطة، أو يعملون في مطاعم شعبية أو في بيع وتسويق ما يمكن أن يوفر لهم حياة كريمة. ويشتهر سكان المدينة بحسن الجوار وحب الضيف وإكرامه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:34

القيروان تراث حى(تونس)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.631912
جانب من أسوار القيروان

القيروان.. تراث حي يزخر بالمعالم التاريخية
فيها أقدم مساجد العالم
أدت القيروان دورا مهمّا في ترسيخ عقيدة التوحيد ببلاد المغرب والأندلس وما وراء الصحراء، وبالتالي نشر الحضارة العربية الإسلامية وإقامة صروح علمية وعمرانية، عندما كان المسلمون هم القوة العظمى في العالم. وليس من الصدفة أن تكون القيروان مسجلة على قائمة التراث العالمي، أي المدينة العتيقة وأرباضها على قائمة التراث العالمي، وهي شهادة تؤكد البعد الحضاري للمدينة ومدى إسهامها في نحت العمارة الإسلامية بالمغرب. والقيروان عبارة عن متحف إسلامي حي يزخر بالكثير من المعالم التاريخية والثقافية البارزة مثل جامع عقبة بن نافع الذي يعد أحد ثوابت الحضارة العربية الإسلامية، فهو يعطينا فكرة عن نضج الحضارة الإسلامية عبر التاريخ، وهو يختزل مدرسة القيروان المعمارية التي شعت على كامل الحوض الغربي للمتوسط.

وجامع عقبة بن نافع من الجوامع القليلة التي حافظت على عناصرها المعمارية الفريدة وبيت الصلاة في جامع عقبة بن نافع من أقدم بيوت الصلاة التي حافظت على طابعها الأصلي، إذ إن هناك بيوت صلاة أقدم من بيت صلاة جامع عقبة بن نافع لكنها تغيرت عبر التاريخ. وقال رئيس جمعية صيانة مدينة القيروان ومدير المخبر الوطني لترميم المخطوطات الدكتور مراد الرماح : «حافظ الجامع على تخطيطه وعلى مواده وعلى محرابه وعلى منبره، وهو أقدم منبر وصل إلينا في الإسلام منذ أواسط القرن الثالث الهجري، لأنه كانت هناك منابر ولكنها ضاعت». وتابع: «محراب جامع عقبة بن نافع من أقدم المحاريب على عين المكان. ويعود إلى أوائل القرن الثالث الهجري، والمربعات التي تحيط بمنبر جامع عقبة هي من أقدم المربعات في العالم الإسلامي، والمرجع الأساسي للتعرف على الموروث المعماري في المغرب الإسلامي هو جامع عقبة بن نافع».

ويمكن القول إن القيروان هي التي أسست للمدرسة الإسلامية المعمارية المغاربية، وهذه المدرسة تواصلت عبر التاريخ، سواء من خلال الجوامع والمساجد أو الأسوار الشامخة والمواجن الضخمة كفسقية القيروان. «حتى لما تقلص معمار القيروان بعد الزحف الهلالي فإن القيروان استطاعت أن تؤسس لعمارة ذات بعد روحي تمثلت في عمارة الزوايا، التي كان لها دور أساسي في الإبقاء على قدسية المدينة وتواصل النمط المعماري القيرواني، الذي بدأ منذ القرن الثاني للهجرة وتواصل إلى يومنا هذا». ومن أهم عناصر العمارة الإسلامية في القيروان، العقد المتجاوز والقبة ذات القاعدة المربعة والسقوف الخشبية، «كل هذا موجود في مدرسة القيروان المعمارية وتواصل، ثم تأثرنا في ما بعد بالطابع الأندلسي ثم العثماني».

ويؤكد الرماح على أن «المئذنة ذات القاعدة المربعة التي أصبحت سائدة في منطقة المغرب الإسلامي انطلقت من مئذنة القيروان. إذن هذه المدينة لها دين في عنق المسلمين وفضل الحفاظ على مفاخر الحضارة الإسلامية. زد على ذلك أن المدينة حافظت على نسيجها المعماري الإسلامي المتميز بدورها وأزقتها بواجهاتها ببطاحها، كلها تعبر عن النمط المعماري الإسلامي، وطريقة البناء الحالية هي التي كانت معتمدة في السابق، وهذا ما يبرر تصنيف القيروان ضمن التراث العالمي الإنساني». لقد حققت القيروان 5 مقاييس من أصل 6 لاعتبارها مدينة ذات تراث عالمي إنساني. وقل وندر أن تستجيب مدينة لخمسة شروط من أصل ستة، بينما مدن أخرى استجابت لمقياس واحد وسجلت ضمن التراث الإنساني العالمي.

الحفاظ على القيروان حفاظ على كنوز الحضارة الإسلامية في جانبها المعماري والروحي، فقد استطاعت الحفاظ على أسوارها، وعلى بركها وعلى مزاراتها. وحول ذلك يقول الرماح: «القيروان كانت محاطة بأسوار ممتدة الأطراف في العهد الصنهاجيين، القرن الخامس الهجري، القرن الحادي عشر الميلادي». لكن ذلك كما يشير «تقلص بعد الزحف الهلالي، ولم تعد القيروان عاصمة الإسلام ولم تعد تمثل العاصمة الاقتصادية ولم تعد تمثل الثقل الذي كانت تمثله في المنطقة، وتم تخطيطها بشكل مغاير». وأردف: «بعد الزحفة الهلالية أخليت القيروان ولم يعد لها ذلك الرصيد الضخم، فقد هجرها علماؤها وهجرها تجارها، ومن بين من هجرها ابن رشيق، وابن شرف». ويعد الزحف الهلالي القادم من مصر أكبر ضربة تعرضت لها القيروان في تاريخها الوسيط، فقد قلب الزحف القيروان رأسا على عقب وكادت القيروان أن تخرج من التاريخ. وبعد أن كانت تسهم وتصقل تاريخ المتوسط، إذ بها مدينة متواضعة وأعيد تعميرها بطريقة بطيئة وضعيفة وبغير النسق الذي كانت عليه، وليس أدل على ذلك من كونها بنيت على مساحة 750 هكتارا ثم تقلصت إلى 50 هكتارا فقط. ثم أضيفت لها الأرباض بداية من القرن الثالث عشر، فأصبحت المدينة بأرباضها نحو 100 هكتار. وهذه المساحة بأرباضها هي المسجلة على قائمة التراث العالمي.

وحول البناء الفوضوي الذي أضر ببعض مداخل القيروان، قال الرماح: «الحفاظ على المدن العتيقة عملية صعبة جدا، ومع ذلك نؤكد لكم بأن القيروان من النماذج القليلة التي حافظت على نسيجها العمراني التقليدي نظرا لثقلها التراثي، وقد تيسر ترميم بعض معالمها إلا أن الحفاظ على النسيج العمراني عملية ليست سهلة، إذ تقتضي مساهمة الدولة ووعي الدولة بهذه العملية ثم وعي المواطن بالمحافظة على أصالة المدينة، وهذان العنصران كانا مفقودين، إذ إن الدولة لم تصرف مجهودا للحفاظ على النسيج العمراني، والمواطن لم يستوف الوعي بوجوب الحفاظ على النسيج العمراني التقليدي في بناء منزله فلا يشوه واجهاته ولا يشوه داخله لنبقي على القيروان تراثا عالميا». وهذه العشوائية وعدم التخطيط وعدم الحفاظ على سمت المدينة الأصلي هو ما يخشى على القيروان منه.

وقد تكثفت هذه الإساءات بعد الثورة من قبل البعض ممن وجد فرصة لتهديم بعض المعالم أو جزء منها أو القيام ببعض التعديلات داخل المدينة العتيقة دون الحصول على ترخيص لذلك. و«نحن نحاول أن نرفع من وعي المواطن وأن نبين له أن القانون صارم في هذا المجال، وأنه لا بد من أن تتضافر الجهود حتى نوقف هذه الفوضى حتى لا تهدد أكثر أصالة المدينة العتيقة». وبخصوص قيام البعض بالبناء في المواقع الأثرية دون ترخيص إبان الثورة قال: «بالنسبة إلى صبرة المنصورية هناك الكثير من التجاوزات على موقعها الأثري، البعض استغل الظروف السياسية والأمنية السائدة لإقامة مقسمات ودور في موقع مشار إليه على أنه منطقة خضراء ذات صبغة أثرية يمنع فيها البناء منعا باتا». وقد قامت وزارة الثقافة بإصدار قرار تحفظي لحماية هذه المنطقة للحيلولة دون استفحال هذه الظاهرة، و«نحن الآن بصدد معالجة الموضوع مع المتجاوزين».

ويوجد بالقيروان أكثر من 100 معلم أثري لا تزال في أماكنها وبأسماء رجالاتها ولها دور في التعرف على طريقة تخطيط مدينة القيروان. «القيروان فيها أكثر من 50 زاوية تعبر طرق بنائها عن نضج المدرسة المعمارية القيروانية ومنها الزاوية العوانية والزاوية الويحشية وغيرها». ومن المدارس مدرسة أبي زمعة البلوي والمدرسة الحسينية التي تم تحويلها لمرافق إدارية، وغيرها من المدارس الدينية القديمة.
وبخصوص تحويل المعالم الدينية إلى مرافق إدارية وغيرها فأن تلك المعالم لم تعد تقوم بوظيفتها، «بعض الزوايا لا بد من توظيفها اجتماعيا لتسمح بخلق ديناميكية ثقافية، فبعض التيارات الصوفية لم يعد لها تأثير في المجتمع بنفس القدر السابق، لذلك تم إعادة توظيفها سياحيا».
وأوضح الرماح بأن «القيروان رصيد سياحي وثقافي وتراثي كبير، ومع ذلك هناك الكثير من العوائق التي تمنع تنمية السياحة الثقافية في القيروان نظرا لأن المدينة منطقة عبور فقط، فالسائح يأتي لمدة نصف يوم في القيروان فيؤخذ إلى معلم أو اثنين في حين يوجد في القيروان 15 معلما». ومن ذلك متحف الحضارة والفنون الإسلامية برقادة يزروه 0.5 في المائة من السياح فقط، ومتحف عمر عبادة للصناعات التقليدية، وسيدي عبيد الذي يعد من أجمل المعالم بمدينة القيروان لا يزوره أكثر من 10 في المائة من السياح، ويقتصر الأدلاّء السياحيون على عدد قليل من المعالم فيؤخذون لجامع عقبة بن نافع وفسقية الأغالبة ومقام أبي زمعة البلوي وتنتهي الرحلة في ساعتين، بينما اختراق المدينة العتيقة والتعرف على معالمها يحتاج إلى وقت أطول وأكثر من هذا». ومن المساجد الجديرة بالزيارة مسجد بن خيرون، وهو من أقدم المساجد في العالم الإسلامي، وبئر روطة، وسيدي عبيد الغرياني، وبن خود، والمدرسة العوانية، إلى غير ذلك من المعالم التي هي بحاجة إلى الزيارة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:44

مدينة الصويرة المغرب)






السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.634056
مدخل المدينة العتيقة


الصويرة تجذب السياح عبر «موسيقى كناومدينة تنام إلى ما بعد منتصف النهار.. هي البحر والنورس والسمك والتاريخ والموسيقى والصمت
يتوسط مقهى «غلاسيي» المدينة القديمة في الصويرة. سياح ومغاربة وفضوليون يأتون إلى هذا المقهى في منتصف النهار. حين ينهمر ضوء الشمس، وتدب حركة الناس في أزقتها. يأتون إلى هنا لتناول وجبة إفطار. يقع المقهى في زاوية تتقاطع فيها أربعة أزقة. ليس مكانا رحبا، لكنه يتسع لزبنائه. معظمهم من السياح. طاولات رصت في ساحة ضيقة أمام المقهى. في الداخل توجد طاولتان، حول كل طاولة ثلاثة كراسي صغيرة. كثيرون يفضلون الجلوس في هذا المقهى بحيث يمكن أن يتأملوا المارة. يتابعون بداية زحام في مدينة تتثاءب في الفجر وتستيقظ بعد منتصف النهار.
السياح أكثرية والمغاربة أقلية. سياح من جنسيات مختلفة. لكن أكثر ما يلفت الانتباه وجود سياح أميركيين. معظمهم من الشباب. يحمل السياح كتبا يطالعونها، أثناء تناولهم وجبة الإفطار، أو ينهمكون في العمل على أجهزة كومبيوتر محمولة. يعمل في المقهى نادل في عقده الخامس. يتحرك بهمة ونشاط، لكنه على غير عادة الندل، لا يتحدث. الندل والحلاقون يميلون عادة إلى «تجاذب أطراف حديث»، في بعض الأحيان يحتكرون الحديث وأطرافه. لكن نادل مقهى «غلاسيي» يعمل ويتحرك صامتا. طرحت عليه السؤال أكثر من مرة: لماذا يفضل السياح هذا المقهى دون سواه؟ يبتسم ولا يجيب. تعمل معه سيدة. تقف خلف صندوق الأداء. هي الأخرى صامتة. ترتدي جلبابا مغربيا أنيقا. كان ذلك هو المدخل للحديث معها. عندما سمعت الإطراء لجلبابها افترت شفتيها لحظة كأنها تريد أن تبتسم، لكنها لم تفعل.
جاءت شابة أميركية نضرة، لتتناول إفطارها في «غلاسيي». من ميزات الأميركيين، خاصة إذا كانوا سياحا، ميلهم للتواصل. قالت الفتاة إنها اسمها «أوليفي ادواردز» من كاليفورنيا. طالبة جامعية. تزور الصويرة مع مجموعة شباب أميركيين، لحضور سهرات «مهرجان كناوة للموسيقى»، والتجول في الصويرة لأنها تجد فيها « مذاق السكينة والهدوء في النهارات، وموسيقى شجية في الليل». كانت تتحدث، وتنقر على لوحة مفاتيح الكومبيوتر، تضع سماعة على أذنها، تستمع إلى جهاز إلكتروني صغير يبث أغاني، وتلتهم إفطارها في الوقت نفسه. هي من تلك الشريحة التي تقبل على الحياة بمرح وشغف وحب استطلاع. تبدو في عجلة من أمرها. تأكل. تتحدث. تستمع للموسيقى. تعمل على جهازها المحمول. قالت إن لديها موعدا مع مجموعتها لزيارة شاطئ «درب السلطان المهدومة» وهو الشاطئ الذي كان مرتعا ومكانا مفضلا ذات أيام وذات سنوات، لحشود من الشباب الهيبي. تقول «اوليفي» إن بعض رفاقها في هذه الرحلة السياحية، مهتمون كثيرا بالتراث الذي تركه «الهيبيون». زادت قائلة «بعضنا جاء خصيصا لهذا الغرض».
قالت إنهم يسكنون في ما يسمى «الرياض» بالمدينة القديمة. هي إقامات سياحية صغيرة، يشعر من يقيم فيها بأنه يعيش أجواء أسرية مع الآخرين سواء كانوا سياحا أو شبانا يعملون في هذه «الرياض». بعض تلك «الرياض» تضم معارض تشكيلية، إذ الصويرة أكثر مدينة ربما في العالم العربي وأفريقيا يأتيها تشكيليون من مختلف الأصقاع للرسم. هي كذلك لأنها تعرض مفاتنها التي تستهوي الرسامين على قارعة الطريق.
كثيرون يفضلون «الرياض» لأن أسعارها معقولة، بين 100 و200 درهم (ما بين 12 و25 دولارا) في الليلة. غرفة مريحة. صالونات استقبال تزينها لوحات تشكيلية، ونباتات الظل المتسلقة. النزلاء يمكنهم طهي وجباتهم بأنفسهم إذا رغبوا. بعض هذه الإقامات سكن بها في الستينات وحتى منتصف السبعينات، مجموعات من الهيبيين خلال سنوات ازدهار تلك الموجة. ورواج «فلسفتهم»، قبل أن تذبل أفكارهم كما تذبل الزهور وتنحني وتسقط.
على الرغم من أن موجة الهيبيين ظهرت في ستينات القرن الماضي، فإن كثيرين من الشباب باتوا يحنون إلى تلك الموجة التي شغلت العالم بل وأشعلت فيه أسئلة حارقة. ظهرت تلك الموجة في أميركا، ثم انتشرت في العالم. تمرد أولئك الشباب على قيم الطبقة الوسطى في الغرب، وكانوا يفضلون أن يعيشوا ضمن مجموعات، في حرية كاملة، عارضوا حرب فيتنام بلا هوادة، كانوا ضد «الوجبات السريعة»، يعشقون الموسيقى، يرتدون ملابس رثة، يطلقون شعورهم، ولا يكترثون للنظافة. كانت الحياة تعني لهم «دنيا بلا قيود اجتماعية، ومعاني جديدة للعيش».
كان شعارهم هو «أن يعيش الناس في سلام وهدوء، وعليهم أن يتعلموا ويعرفوا». لكن انتشار تعاطي المخدرات بينهم، جلب لهم الكثير من الانتقادات. عبر بعضهم الحاجز الغامض الذي يفصل بين العقل والجنون، بين التعقل والفوضى. أصل كلمة «هيبي» في الإنجليزية التي اشتق منها اسم الظاهرة «هي شخص يدرك أو يعرف». تلك فترة كانت مطبوعة بالصخب الفكري، لذلك وجدت فلسفتهم رواجا.
الآن تجذب الصويرة، التي كان يأتيها كثيرون من الهيبيين إلى أن تقرر إغلاق شاطئ «درب السلطان المهدومة»، مجموعات من الشبان الأوروبيين والأميركيين، يريدون أن يعرفوا كيف كان يعيش أولئك الرافضون قبل أزيد من أربعة عقود، ماذا كانوا يفعلون، ولماذا اختاروا الصويرة؟ هذه المدينة تقع على الأطلسي (جنوب الدار البيضاء) وتعرف باسم «مدينة الرياح وطيور النورس» تشتهر بالسمك المشوي، ويتسم سكانها بقدر وفير من التسامح. هكذا راحت الصويرة تنعش سياحتها، بفضل الموسيقى والحنين إلى أجواء الهيبيين.
«الموجة الجديدة» من الهيبيين، الذين صارت تعج بهم الصويرة بالتزامن مع «مهرجان كناوة» يرتدون في الغالب ملابس من منسوجات الصناعة التقليدية المغربية، ملابسهم بعيدة عن التأنق، الفتيات منهن شعرهن يتناثر ذات الشمال وذات اليمين بلا ترتيب، وجوههن غفل من آثار مساحيق التجميل والأصباغ. من الواضح جدا أنهن لا يكترثن لمظهرهن.
يرسم الشباب أشكالا طريفة على رؤوسهن، يرتدون ملابس قصير، يحملون في الغالب إما كتابا أو كومبيوتر أو جهازا إلكترونيا صغيرا لبث الموسيقى، وفي بعض الأحيان آلة موسيقية، غيتار أو ما شابه، يضعون حقائب على ظهورهم. هؤلاء الشباب يستيقظون متأخرا، يأتون إلى مقهى «غلاسيي»، أو مقاه أخرى في «ساحة مولاي الحسن». بعضهم لا يتردد في أن يتوسدوا حقائبهم تحت أشجار وارفة في الساحة يتفيأون ظلالها. في العصر، قبل المغيب، يتجهون نحو الميناء يأكلون السمك المشوي. في الليل يسهرون حتى الفجر مع «موسيقى كناوة» وينتقلون بعدها إلى أزقة المدينة القديمة قرب السور الذي يفصلها عن البحر، هناك يعزفون، ويسمع بعضهم هدير البحر وجلبة تحدثها طيور النورس البيضاء، يتأملون الأمواج المتكسرة.
إنهم يأملون أن يمزجوا بين ذكريات المكان حيث حياة «الهيبيين الأوائل»، والزمان حيث ثمة حاضر آخر. حاضر الشبكات الاجتماعية والإبحار في شبكة عنكبوتية ترتاد كل الآفاق. يجلسون القرفصاء فوق سور المدينة. تتكسر تحت أقدامهم أمواج بحر الصويرة. إنه نوع آخر من السياحة. سياحة يستهويها التاريخ. سياحة تحاول استرجاع التاريخ. سياحة حنين إلى تاريخ مضى. ربما يعود بصورة مختلفة. في العصر تزدحم أزقة الصويرة بناسها وسياحها. بعض من يسيرون في الزحام من السياح، يأملون تناول وجبة في واحد من تلك المطاعم الصغيرة بطاولاتها الخشبية الوطيئة، ووجباتها التي تعتمد السمك مادة أساسية.
بعضهم يريد أن يشتري مصنوعات خشبية صنعت من خشب العرعار، أو ثيابا صوفية وقطنية مزركشة. الحوانيت الصغيرة تحولت مع هذه الثياب إلى زفة ألوان. بعضهم يبحث عن شرائط «موسيقى كناوة». يطلق في الصويرة على فناني هذا النوع من الغناء «المعلمون». «موسيقى كناوة» هي في الأصل موسيقى أفريقية. هي موسيقى «العبيد» الذين نقلوا قسرا في زمن مضى إلى أصقاع شتى منها المغرب، ربما من هنا اهتمام بعض الأميركيين السود بهذه الموسيقى، وهو ما يفسر مجيء بعضهم إلى الصويرة.
إنهم يجدون رابطا بينها وبين موسيقى الجاز، التي كانت هي أيضا موسيقى «العبيد» في مزارع القطن في البراري الأميركية. «موسيقى كناوة» حلوة ومريرة، فرحة وحزينة، متفائلة ويائسة. من أبرز مطربي هذه الموسيقى «المعلم محمود غينيا». صوته يأتي دائما شجيا مؤثرا وكأنه يرسل رسالة مودة تضمد جراح أولئك «العبيد» الذين يرقدون تحت التراب. صوت ينبعث من كل زوايا المدينة القديمة. السياح يشترون تسجيلاته، على الرغم من أنهم لا يفهمون كلماته.
بعض السياح لا يبحثون عن أكل أو صناعة تقليدية أو تسجيلات موسيقية، بل يكتفون بالتفرج على الزحام. هؤلاء السياح، وعلى الرغم من أن البحر يمتد على امتداد الصويرة، يذهبون نادرا إلى الشاطئ. إنهم يزورون الصويرة من أجل الفرجة والتاريخ والموسيقى. منذ سنوات راهن اندري ازولاي ابن المدينة، على الموسيقى. ولعل من المفارقات أن والدة ازولاي كانت قابلة في أحياء المدينة القديمة، وهو يحاول الآن توليد أفكار لإنعاش مدينته.
على الرغم من أن المدينة الحديثة، خارج الأسوار، انتعشت بفضل السياحة، حيث شيدت فنادق ومطاعم، فإن معظم السياح يفضلون المدينة القديمة وأزقتها، وفنادقها الصغيرة، وإقاماتها السياحية، ومطاعمها، وتلك المقاهي التي تبقى حتى مطلع الفجر. مدينة يأتي إليها السياح من جميع الأصقاع، ويتحول فيها المغاربة الزوار أيضا إلى سياح.
مدينة تستيقظ في منتصف النهار، وتنام في الصباحات، وعندما تتهاطل عليها قطرات الندى الصباحية تبتل أزقتها، ويصبح لها رائحة خاصة. هي خليط من روائح القهوة والثوم، والخبز والهلاليات (كرواسن) الساخنة التي خرجت لتوها من الفرن. الصويرة هي البحر، والنورس، والسمك، والتاريخ، والموسيقى.. والصمت.
ة» وذكريات الهيبيين




مدخل المدينة العتيقة
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel2.634056
من أزقة الصويرة القديمة
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel3.634056
سور الصويرة القديمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:47

الشمال الغابة والجنوب الصحراوى(تونس)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.633027
في تونس.. الشمال الغابي والجنوب الصحراوي يجعلان المنتج السياحي متنوعا
السياحة الإيكولوجية تنافس سياحة الشمس والبحر في تونس
تسهم في تنمية المناطق الداخلية الفقيرة عبر ذاكرة الصحراء والواحات
أحصى خبراء تونسيون أكثر من 72 موقعا طبيعيا يمكن استغلاله في مجال السياحة الإيكولوجية، هذا المعطى قد يغير المعادلة القائمة في تونس على سياحة الشمس والبحر في اتجاه تثمين مواقع طبيعية خلابة تمتد على كامل خريطة تونس ولم تجد خلال العقود الماضية من يرفع من شأنها ويجلب لها نوعية مختلفة من السياح والزوار بعيدا عما أصبح يعرف بـ«سياحة الفقراء» الذين يأتون إلى بلدان العالم النامي بأبسط الإمكانات والبعض منهم يقضي إجازة مطولة براتب المعاش فحسب.
هذا التوجه تدعمه أرقام بعض الخبراء في مجال السياحة الإيكولوجية التي تؤكد أن دخول السائح الواحد من هذه النوعية الجديدة من السياحة يضاهي 3 مرات ما يتركه السائح في مجال السياحة الشاطئية. ومن المتوقع، خلال السنوات المقبلة، أن يقع تثمين مواقع كثيرة في تونس من الشمال الغابي إلى الجنوب الصحراوي بما يجعل المنتج السياحي متنوعا ومختلفا من فضاء طبيعي إلى آخر. ومن شان السياحة الإيكولوجية أن تسهم في تنمية المناطق الداخلية الفقيرة، حيث توجد ثروات طبيعية مهمة على غرار الغابات والواحات والصحاري والنباتات. وفي هذا المجال يقول الحبيب بن موسى، مدير عام البيئة وجودة الحياة بوزارة الفلاحة والبيئة التونسية: إن الحل الوحيد لتنمية تلك المناطق هو خلق مسالك للسياحة الإيكولوجية، والمشكل، حسب رأيه، لا يكمن في البنية التحتية (طرقات ونزل وغيرها من المرافق) بل في استراتيجية وزارة السياحة التي لا تزال تعتبر السياحة الإيكولوجية عنصرا ثانويا في القطاع السياحي.
ويعمل البنك الدولي على مساعدة تونس لتنمية السياحة الإيكولوجية، وذلك من خلال تمويله لمسلك «ذاكرة الصحراء والواحات»، وقد تم الانطلاق الفعلي في دراسة مردودية هذا المسلك، ومن المنتظر أن يشمل المسلك مناطق مميزة بولايات (محافظات) تطاوين وتوزر وقابس ومدنين وقفصة وسيدي بوزيد، وهي مناطق محدودة الإمكانات وبالإمكان النهوض بساكنيها من خلال هذه المشاريع التنموية التي لا تكلف الدولة شيئا باعتبارها تستثمر هبات الطبيعة في تلك المناطق. ويشمل هذا المسلك الواحات الجبلية وعددا من المنظومات البيئية الصحراوية والمحميات الطبيعية والشلالات (شلالات تمغزة في توزر على سبيل المثال)، كذلك الأودية والقصور الصحراوية والمغاور الجبلية والمتاحف والمقاطع الجيولوجية (اكتشاف بقايا ديناصورات في مناطق تطاوين بالجنوب الغربي التونسي). وبالإمكان استغلال هبات الطبيعة التونسية لبعث مسالك السياحة الإيكولوجية بعدد من المناطق، مثل مسلك الجزر التونسية ومسلك المدن الأندلسية التونسية ومسلك الزيتونة ومسلك الغابات ومراكز لمراقبة الطيور وللأنشطة الاستكشافية البرية والبحرية.
كانت وزارة البيئة التونسية قد سوقت في السابق لـ10 مسالك إيكولوجية، إلا أنها بقيت دون المأمول من حيث إقبال الزائرين باعتبار أن ما يعرفه الخبراء بـ«أخطبوط السياحة الجماعية» الموجهة لاستغلال الشمس والبحر لم يمكن هذه النوعية الجديدة من السياحة من مزيد من التطور. وفي هذا الإطار تشير معطيات وزارة السياحة إلى أن 90% من الوحدات السياحية موجودة بالمناطق السياحية.
ويقول التونسي طارق النفزي، الخبير في السياحة الإيكولوجية: إن السائح الذي يأتي خصيصا للاطلاع على المخزون الطبيعي والحضاري لتونس مستعد للإنفاق بسخاء إذا تحدثنا عن المردود المادي؛ فهو قد يأتي خصيصا من أجل الظفر بصورة نادرة لأحد العصافير النادرة. ولتأكيد أهمية هذه السياحة يضرب النفزي مثلا بأن سائحة أميركية أنفقت 6 آلاف دولار أميركي من أجل رؤية أحد العصافير النادرة. كما أن سائح اليوم مستعد لإنفاق الملايين من أجل العيش في كوخ بسيط بأحد أرياف منطقة سيدي بوزيد والتمتع بمشهد اقتطاع الحطب أو الصيد التقليدي أو جني الزيتون بطرق تقليدية، وربما التسلي بركوب الحمير والبغال وجني ثمرات التين بالبراري الطبيعية المفتوحة بعيدا عن المباني الفاخرة والنزل المكيفة.
ويرى النفزي أن المستقبل سيكون لفائدة السياحة الإيكولوجية التي يصنفها ضمن خانة السياحة النظيفة، ويعتبر أن السائح المقبل على الشمس والبحر يسوق له المنتج السياحي بـ300 يورو، بما فيها تذكرة الطائرة، في حين أن السائح الإيكولوجي يسوق له المنتج بألف يورو من دون احتساب تذكرة الطائرة، والمردود الهائل للسياحة الإيكولوجية سيكون لفائدة سكان الغابات والتونسيين الموجودين في مناطق نائية مفتقرة للكثير من عوامل التنمية والتطوير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:51

مدينة اللاذقية(سوريا)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.603413
مرفأ اللاذقية القديم تأسس قبل ستين عاماً
اكتشف اللاذقية في 24 ساعة.. بعيدا عن البحر والسباحة
مدينة سياحية جميلة في كل الفصول

قد يستغرب البعض وأنت تُعلمهم أنك مسافر بقصد السياحة إلى اللاذقية في فصل الخريف أو الشتاء، متسائلين ببعض الدهشة: هل تريد السباحة في شاطئها الأزرق أو غيره في الأيام والفصول الباردة؟ ولكن ستزول دهشتهم عندما يعلمون أن اللاذقية، تلك المدينة السورية الساحرة الرابضة على شاطئ المتوسط، التي يطلقون عليها دلالا وغنجا لقب «عروس المتوسط»، مدينة لكل الفصول، فليس بالبحر فقط تعيش اللاذقية وتستقبل زوارها وسياحها، فهي وفي كل شارع ودرب وزقاق منها تنبض بالحياة والتراث والجمال الآسر، هي المدينة التي لا يمكن لزائرها حتى ولو كان قصده السباحة في منتجعاتها والاستجمام على رمال شاطئها الذهبي في فصل الصيف إلا أن يعرج ولو لبضع ساعات على معالمها السياحية داخل المدينة القديمة والحديثة، فكيف الحال والزيارة بقصد التجول بين هذه المعالم ولمدة يوم كامل؟ حيث ستكتشف اللاذقية بعيدا عن البحر والشاطئ والرمال، بسيطة، لنجرب ولنخوض في خضم المدينة ولنتجول بين معالمها الخالدة وساحاتها العريقة، وفي حاراتها وأبنيتها القديمة ومقاهيها التي تجاوز عمر بعضها عشرات السنين، حيث يعبق في كل ركن وزاوية منها رائحة البحر مع روائح أزهار الليمون وحضور الصيادين المنهمكين بالحديث عن غلتهم اليومية من صيد السمك البحري.

* كل الطرق تؤدي إلى اللاذقية

* لأنها المدينة السياحية الأهم بامتياز في خارطة السياحة السورية، ولأنها تعتبر من أكبر وأعرق المدن السورية والمحافظة الساحلية الأولى والأكبر، حيث يفتخر أهلها بأن الهاتف وصل إليهم سنة 1921، أي قبل تسعين عاما، والكهرباء بعد عام واحد فقط في عام 1922، وأن مرفأها البحري من أقدم مرافئ المتوسط، وهو قائم منذ آلاف السنين، ولكن بشكله العصري الحالي تأسس بقانون من الحكومة السورية سنة 1950، أي قبل ستين عاما، ولأنها المدينة التي تقع في أقصى شمال غربي سورية، ولأنها المدينة البحرية التي تجاورها الحدود التركية فكل الطرق البرية والبحرية وحتى الجوية تؤدي إليها ومن كل الجهات، حيث يمكن للسائح أن يصل إليها وعبر طريقين دوليين بريين، الأول للقادم من العاصمة دمشق حيث يمكنه أخذ الطريق المتجه شمالا نحو مدينة حمص، ومن ثم إلى طرطوس، فاللاذقية، وهو طريق رائع وجميل، خصوصا بعد الانطلاق باتجاه الساحل، حيث سيرى السائح من زجاج نوافذ حافلته مناظر طبيعية خلابة على طول الطريق الممتد لنحو 180 كلم، وستستغرق المسافة معه من دمشق إلى اللاذقية، وحسب تعليمات تحديد السرعات للحافلات على الطرق السورية الدولية، نحو أربع ساعات ونصف، فالمسافة بين المدينتين 350 كلم. كما يمكن للسائح القادم من مدينة حلب سلوك الطريق الدولي الجديد (الأوتوستراد) الذي سيوضع بكامله في الخدمة أوائل عام 2011، والذي نفذته شركة «الخرافي» الكويتية بمواصفات عالمية. والطريق يمتد بين المدينتين لنحو 185 كلم ويستغرق نحو ثلاث ساعات من الزمن، ويعتبر من أجمل الطرق السورية حيث تحفه الوديان والتلال والجبال والمناظر الخضراء الرائعة.

كما يمكن للسائح القادم من مدن حمص أو حماة أو تدمر سلوك الطريق الأروع والأجمل والمسمى طريق بيت ياشوط، وهو طريق بحارتين من مدينة حماة وحتى بادية الطريق الجبلي، ليأخذ الطريق شكلا مرتفعا بين الجبال وليعيش معه السائح مناظر بديعة، خصوصا عندما يفتح نوافذ حافلته ستأتيه روائح الزعتر البري وغيره، وسيستغرق معه الوقت نحو ساعتين ونصف من حماة إلى اللاذقية. وهناك الطريق الجبلي الرائع أيضا من مدينة مصياف وحتى اللاذقية، مرورا بمدينة بانياس، وطوله نحو 140 كلم، وسيقطعه السائح في نحو ساعتين.

ويمكن للسائح الراغب أن يأتي عبر الجو الهبوط في مطار اللاذقية الدولي (مطار الباسل) قرب قرية حميميم، الذي يبعد عن اللاذقية المدينة جنوبا 15 كلم، وكما أن الطرق البرية تمتاز بروعتها فإن الطرق والخطوط الحديدية التي تصل اللاذقية كذلك، حيث يوجد سكك حديدية تربطها بدمشق وحمص وحلب، ولكن الراكب للقطار ما بين حلب واللاذقية سيعيش ثلاث ساعات من الحلم والخيال، فالقطار يعبر مناطق وأريافا من أجمل ما وهبته الطبيعة، حتى يخال المرء نفسه أنه يعبر الريف الأوروبي بكل روعته.

* الأماكن التي يجدر زيارتها

* وعندما تصل إلى اللاذقية لن يصيبك الملل ولن تستطيع النوم أكثر من ساعات قليلة جدا حتى تتمكن من زيارة معالمها في 24 ساعة بعد نهار طويل جميل دافئ، حتى ولو كنت في عز فصل الشتاء. وإذا ما رغبت في التجول تحت مطرها الغزير المتدفق مع مظلتك فستعيش لدقائق قليلة لحظات شاعرية لأن المطر سيتوقف بعدها وستعود الشمس لتسطع بقوة ومباشرة (هذا هو مطر اللاذقية المدرار للحظات مع برقه ورعده لتسطع الشمس من جديد وكأن شيئا لم يكن – يعلق صديقنا بديع اللاذقاني)، فمنذ دخولك اللاذقية من الجنوب سترافقك شجيرات الهيبسكوس بأزهارها الوردية الزهرية والحمراء تزين منتصف الطريق، وقبل أن تدخل المدينة من ساحاتها الجميلة الأولى التي تدعى دوار الزراعة ستشاهد على يسارك تلك المنشأة المعمارية الضخمة بحدائقها الواسعة وبمبانيها التي رغم حداثة إنشائها قبل ربع قرن فإن بنائيها حرصوا أن تأخذ أشكالا تراثية جميلة.

ولن تنتظر طويلا لتعرف أن هذه المنشأة ليست سوى جامعة اللاذقية (تشرين)، حيث تعتبر رمز المدينة العلمي والأكاديمي، وعندما تقطع دوار الزراعة لتصل إلى الساحة الثانية المسماة ساحة اليمن ستشاهد اللاذقية العصرية بجسورها وشوارعها العريضة من شارع الجمهورية الشهير وحتى شارع بوقا الواصل إلى الرمل الشمالي والأزهري ومن ثم إلى الشاطئ الأزرق، لا بد لك أن تتوقف قليلا لتشاهد حي القلعة التاريخي على يسار الساحة، حيث يتوضع على مرتفع من الأرض كانت تقوم عليه قلعة المدينة التي لم يبق منها سوى تلتها التي تدل على تاريخها الغابر.

وتواصل سيرك لتكتشف اللاذقية الأقدم، حيث ستوصلك قدماك إلى الساحة الأعرق والمسماة «الشيخ ضاهر»، والتي تحفها من كل جوانبها المواقع والمعالم التراثية القديمة، حتى إن البعض يشبهها بساحة المرجة الدمشقية الشهيرة. ومن المواقع التي تتوضع في الساحة هناك جامع العجان الذي يتجاوز عمره ثلاثمائة عام، والأزقة الضيقة التي توصلك إلى معالم المدينة القديمة، وهناك في أحد جوانبها مدرسة التجهيز الأقدم في اللاذقية والمسماة «جول جمال»، والتي افتتحت كمدرسة ثانوية قبل سبعين عاما، حيث تتميز ببنائها الأبيض التراثي الجميل.

في ساحة الشيخ ضاهر يمكنك ومن خلال المحلات الشهيرة التي تطل على الساحة تناول أطيب وألذ الكنافة الخشنة التي يتفنن محضرو الحلويات اللاذقانيين بتحضيرها بشكل سجل فقط لهم، لا تشابه غيرها من الكنافة النابلسية وغيرها، وفي عدد من محلاتها يمكنك أيضا أن تشتري نوعا من الحلويات المغلفة المسماة «الجزرية»، والتي يحضرها اللاذقانيون بشكل هرمي جميل. ولا تنسى أيضا أن تشتري القرع المجفف بمذاقه اللذيذ وبخصوصيته اللاذقانية.

هنا في الشيخ ضاهر يمكنك أن تجلس في المقاهي القديمة المتعددة الشعبية، بينما لو مشيت قليلا باتجاه شارع هنانو ستجلس في تلك المقاهي المسماة مقاهي الرصيف، حيث يسجل للاذقية أنها المدينة السورية الأولى التي عرفت هذا النوع من المقاهي والكافيتريات ومنذ نصف قرن وحتى قبل العاصمة دمشق.

من ساحة الشيخ ضاهر يمكنك الانتقال إلى شوارع ودروب المدينة الشهيرة المكتظة بالأوابد المعمارية، هنا سيمكنك التفرغ تماما للتجول ومشاهدة معالم اللاذقية وأبنيتها التاريخية التي يطغى عليها الطراز المعماري العثماني، والذي يسود في المباني التي بنيت قبل الحرب العالمية الأولى بينما يطغى الطراز المعماري الفرنسي على الكثير من المباني الأخرى. ومن الأماكن العريقة هناك الأسواق والحارات القديمة مثل الصليبة والعوينة والطابيات وشارع القوتلي الذي يمكنك أن تتناول في محلاته ألذ حلويات الكرابيج اللاذقانية المغطسة بنوع من الحلوى السائلة المسماة العصلج. ويمكنك شراء الحلاوة بطحينة بأنواع كثيرة تفنن بها حلاونجية اللاذقية كالمطاطة وغيرها.

ويمكنك زيارة ساحة أوغاريت المسماة ساحة السمك، والتي تتفرع منها أزقة قديمة كزقاق البالة وغيره، ولكنك ستحتاج إلى الوقت وأنت تستمتع بالمباني التاريخية التي تزورها، فعليك أن تتوقف لتتأمل بكثير من الاهتمام تلك المباني التي ستزورها، ولتكسب الوقت يمكنك استخدام السيارة في تنقلك من خلال استئجار سيارة عامة عبر مكاتب متخصصة في المدينة أو من خلال ركوب سيارات التاكسي ذات اللون الأصفر والمكتوب عليها «سيارة أجرة»، التي تدور في شوارع وأسواق المدينة على مدى اليوم. ومن هذه المباني التاريخية الهامة: القوس الكبير الذي يقع في منطقة الصليبة، وكان قد بناه سبتموس سفيروس عام 194م، وهناك بالقرب منه أعمدة باخوس ودير الفاروس الذي كان موجودا في الحي الذي حمل اسمه شمال المدينة، واشتهر عبر التاريخ حيث وصفه ابن بطوطة وزاره الشاعر الفيلسوف المعري. وهناك كنيسة مارتقلا في الحي الذي يحمل نفس الاسم بالقرب من ساحة الشيخ ضاهر.

ومن الأماكن التاريخية في اللاذقية أيضا هناك كنيسة اللاتين، وتعتبر من أجمل المباني التي ظهرت في بدايات القرن العشرين، وتتميز بأبراجها القرميدية وتتوضع مقابل مرفأ المدينة في شارع بغداد. وهناك كنيسة السيدة في سوق البازار وتعود للقرن الخامس الميلادي، وكنيسة مار جرجس التي تعود لعام 275م، وكنيسة مار موسى الحبشي التي أعيد بناؤها عام 1845م، ومن معالم اللاذقية هناك الجوامع والمساجد القديمة، ومنها جامع البطرني ويعود للقرون الوسطى ويتوضع وسط المدينة في إحدى زوايا حديقتها العامة. وهناك الجامع الظاهري الكبير، ومسجد القبة، وجامع الأقساطي، وجامع الخشخاش الذي يعود للعصر المملوكي، وجامع المغربي ويتوضع في تل القلعة التاريخي بمكان يطل على المدينة. وهناك جوامع تعود للفترة العثمانية ومنها الريس حمادة التونسي وأرسلان باشا والفتاحي والعوينة والبازار، وهناك الحمامات القديمة ومنها: الحمام الجديد والقيشاني وحمام العوافي، ومن خاناتها القديمة خان الحنطة وإسرب وخان نور الدين.

وفي اللاذقية منازل تقليدية جميلة يمكن زيارتها، ومنها بيت عبد الحميد عجان الذي يعود لأواخر القرن التاسع عشر وتحول حاليا لفندق الشرق التراثي، وهناك مبنى البلدية القديم والبوابات المطلة على سوق الصاغة، ومن الأسواق القديمة التي ما زالت تعج بالحيوية والمتسوقين هناك سوق البازار والموارنة والسوق المقبي والعنابة، ولا يمكن للسائح الزائر للاذقية إلا أن يزور متحف المدينة الوطني الذي يتوضع في مبنى تاريخي جميل مقابل البحر والمرفأ، حيث كان عبارة عن خان عثماني يدعى خان التتن ويتميز بحديقته الكبيرة وأقسامه المتوضعة في طابقين، والتي تضم أهم المكتشفات الأثرية في مواقع اللاذقية وتلالها الأثرية كأوغاريت وجبلة وابن هانئ والبسيط وغيرها.

* المقاهي والفنادق والمطاعم

* وأنت تتجول في اللاذقية لا بد لك أن تستريح لترتشف فنجان قهوة تركيا أو إيطاليا أو فرنسيا أو كأس شاي في مقاهيها، حيث يمكنك الجلوس في المقاهي العريقة المطلة على البحر قرب حديقة المنشية على الكورنيش، والتي يفتخر أصحابها بأنها استضافت أهم المطربين العرب عبر تاريخها مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهما، ومنها العصافيري واسبيرو وشناتا الكبير الذي يتوضع على كورنيش البحر بمساحة 1500 متر مربع، والذي عرف كمقهى شعبي للصيادين، كما استضاف منذ تأسيسه قبل في عشرينات القرن المنصرم أهم المطربين العرب، حيث أحيت به أم كلثوم برفقة محمد القصبجي ثلاث حفلات، واستضاف عمالقة المسرح العربي قدموا فيه مسرحياتهم، ومنهم فاطمة رشدي ونجيب الريحاني الذي قدّم مسرحية «كشكش»، كما استضاف يوسف وهبي وأوبرا «كليوباترا» بمشاركة نجميها صالح عبد الحي والفنانة علية فوزي. وهناك مقهى البستان الذي يعتبر أول مقهى رصيف وسط اللاذقية، وكان حتى بدايات تسعينات القرن الماضي يعتبر مقهى الأدباء والمثقفين قبل أن تنتشر مقاهي المثقفين الحديثة كمقهى قصيدة النثر وجدل بيزنطي وفسحة أمل ونزل السرور والحور العتيق وليالي بالاس وغيرها.

وهناك فندق ومطعم الكازينو العريق الذي يتميز بمبناه الجميل، والذي يعود إلى منتصف القرن العشرين المنصرم، ويطل مباشرة على البحر في شارع الكورنيش قرب حديقة المنشية. ومن أهم وأجمل الفنادق في مدينة اللاذقية، التي يتوضع بعضها مباشرة على الكورنيش مقابل البحر هناك: ليالي الريفيرا والقصر وهارون والجندول والدولي والرياض والسفراء والنور والنورس وعمر الخيام وزنوبيا ورمسيس وآسيا وسميراميس وكوكب الشرق، وغيرها. ومن المطاعم: الدار والشلال والنادي العائلي والنخيل وأبو يوسف والبترا والربان والبرج والريف والركن الإيطالي واللؤلؤة والقمة، وغيرها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:54

تيمومون واحة الصحراء(الجزائر)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.605453
استراحة للباحثين عن الدفء في عز موسم الشتاء
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel2.605453
تيميمون.. واحة ساحرة في صحراء الجزائر
تختزل التاريخ في قصورها العتيقة.. ويقصدها الباحثون عن استراحة دافئة في الشتاء
تعتبر تيميمون واحدة من أهم وأبرز المناطق السياحية في الصحراء الجزائرية، حيث تعرف حركة نشيطة على مدى الموسم السياحي الشتوي الممتد من شهر أكتوبر (تشرين الأول) حتى شهر مايو (أيار) من كل سنة. ويعد الأوروبيون من أكثر السياح انجذابا لهذه المنطقة الواقعة في الجنوب الغربي الجزائري، نظرا لطبيعتها الخلابة وخصوصياتها الجغرافية، إلى جانب مناخها المعتدل في هذه الفترة من السنة.
تشتهر بواحات النخيل الكثيفة والأشجار والنباتات الصحراوية، وكذا بقصورها مترامية الأطراف بين كثبان الرمال ومغاراتها وقصاباتها القديمة، مشكلة بذلك فسيفساء لوحة فنية تشكيلية مفتوحة على الطبيعة الصحراوية الشاسعة.
تقع تيميمون أو الواحة الحمراء كما تلقب في الجزائر، على بعد نحو 1400 كلم من الجزائر العاصمة، وتزيد مساحتها على 1000 كلم مربع ويقطنها أكثر من 4000 نسمة. هذه التركيبة السكانية تتوزع على أزيد من 30 قصرا كما يعرف محليا. والقصر بالمفهوم المحلي هو عبارة عن تجمعات سكانية مبنية بالطوب الأحمر المحلي، تحيط به حقول وبساتين وواحات نخيل لأن معظم سكان هذه المناطق يعتمدون على الزراعة التقليدية في أسلوب عيشهم، التي تسقى بآبار متصلة ببعض تعرف محليا بالفقاقير.
هذه الواحات من النخيل، التي تتوسط كثبان الرمال والصحاري القاحلة، جعلت من المنطقة مقصدا سياحيا مميزا يفتتن بها الزائر أو السائح الذي يجد بين مكونات هذه الطبيعة السكينة والهدوء.
كما تتميز تيميمون، إلى جانب القصور العتيقة بالقصبات الكثيرة. والقصبة هي تجمع سكاني قديم يشيد غالبا على قمة جبلية وتكون أسفله مغارة. وكانت تستعمل قديما للاختباء أثناء الغزو والحروب. وتضم القصبة أربعة أبراج للمراقبة، إذ يمكن التموقع فوق الجبل من رؤية العدو من مسافات بعيدة، مع الإشارة إلى أن هناك قصبات وقصور بتيميمون يعود تاريخها إلى القرن 12 للميلاد، وهناك ما يزيد على هذه الحقبة التاريخية مثلما هو الحال مع قصر إيغزر الذي يبعد عن مدينة تيميمون 40 كلم، وهو يحوي مغارة كبيرة جدا، وما زالت تعد لحد الساعة وجهة سياحية لزائري المنطقة، وهناك قصر أغلاد الواقع على بعد 60 كلم شمال المدينة والذي استفاد من مشروع ترميم من طرف برنامج الأمم المتحدة للتنمية ضمن برنامج ضخم أطلق عليه «طريق القصور».
هذه المناطق التي تشكل المعالم السياحية المهمة بالمنطقة إلى جانب قصور ماسين، بني مهلال، زقور، بدريان، تينركوك، وأخرى، هي وجهة للسياح خلال هذه الفترة بالذات التي تعج بالحركة السياحية، إلى جانب أولاد سعيد المصنفة ضمن المناطق الرطبة في العالم.
وفي هذا الإطار، كشف مسؤول قطاع السياحة بالإقليم محمد بورد، وهو خبير في مجال الحركة السياحية أيضا، أن التوافد منذ بداية الموسم السياحي وصل إلى 4500 سائح قدموا من دول أوروبية مثل فرنسا وإيطاليا وهولندا وسويسرا والنمسا وإسبانيا، إضافة إلى الصين. وهذه السنة سجل سياح من اليابان وكوريا الجنوبية، وهي لبنة تضاف للانفتاح الآسيوي على مناطق الجنوب الجزائري، يضاف إليهم 50 ألف سائح من مدن الشمال الجزائري. وكشف بورد أن الصحراء تمثل نسبة 20 في المائة من الطلب ضمن التوجهات السياحية الدولية الجديدة، حيث يبحث السياح عن الأماكن الخالية قليلة الاكتظاظ وحركة السكان والكثبان الرملية والواحات، وهي كلها مقومات تمتاز بها تيميمون لجذب هذا العدد من السياح، على الرغم من قلة مرافق الإيواء التي أصبحت لا تلبي رغبات جميع الوافدين إليها.
أما نوعية المنتوج السياحي بالمنطقة، فيتوزع على رحلات بسيارات رباعية الدفع تجوب الصحاري الشاسعة ورحلات بالجمال وسط كثبان الرمال، إضافة إلى رحلات المشي على الأقدام، وهو ما يفضلها بعض الأوروبيون الذين يفضلون نصب الخيام في الخلاء، ينامون في عمق الصحراء يستمتعون بحركة النجوم وسكون الليل والتمعن في ضوء القمر الساطع، مما يضفي على المكان منظرا أجمل تطبعه في النهار شمس دافئة، ويزداد المنظر جمالا عند مغيب الشمس، وهي تختفي بشكل تدريجي بين كثبان الرمال حتى إن الشمس تلتقي مع الأرض، في مشهد لا يمكن رؤيته إلا في الصحراء.
وهناك إقبال كبير على المخيمات التي تتوسط واحات النخيل وتوفر جوا تقليديا يجعل الإنسان يتعايش مع أصالة وعراقة المنطقة، وهذه المرافق التقليدية منتشرة بشكل واسع في المنطقة لأنها تستقطب أكبر عدد من السياح الأوروبيين. ويصل عدد المرافق السياحية بالمنطقة إلى 10 من بينهم فندق واحد 3 نجوم تابع للقطاع العام يطلق عليه فندق قورارة، نسبة لاسم إقليم تيميمون الذي ينتمي سكانه إلى العرق الأمازيغي ويعرف محليا بالمجتمع الزناتي نسبة إلى لغة السكان الزناتية، ومن بين هذه المرافق أيضا هناك مخيمات تقليدية وفضاءات للاستراحة، أهمها جنان الملك التي تشهد إقبالا معتبرا للزوار. وتتراوح تكاليف الإقامة بهذه الفضاءات السياحية ما بين 30 إلى 60 دولارا لليلة الواحدة.
خصوصية منطقة تيميمون جعلت الوافدين إليها لا يقتصرون على الأشخاص العاديين فحسب، وإنما يمتد للشخصيات السياسية التي تفضل قضاء أيام الراحة بهذه المدينة الجميلة، خصوصا الأيام الأخيرة من السنة مثلما يفعل الكثير من عشاق هذه البقعة الصحراوية. وكانت تيميمون محطة مهمة بالنسبة للأمين العام السابق للأمم المتحدة بيريز ديكويلار منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وفي السنتين الماضيتين من القرن الحالي توافد عليها ملك إسبانيا وزوجته والوزير الأول البرتغالي، وسفراء كثير من بلدان العالم المعتمدين لدى الجزائر، إضافة إلى أمراء الخليج الذين يستمتعون بهواية الصيد في صحرائها.
وغالبا ما يأتي السياح إلى تيميمون، عبر رحلات مباشرة من أوروبا، تنظمها وكالات سياحية داخلية أو خارجية، وهذا يكون غالبا لقضاء عطلة نهاية السنة أو غيرها من العطل الشتوية. وهناك رحلات جوية مباشرة من باريس وروما باتجاه مطار تيميمون. أما الرحلات الفردية، فتتم عن طريق مطارات هواري بومدين بالجزائر العاصمة أو من مطار السانية بوهران (غرب الجزائر) ثم بعد ذلك مطار الشيخ سيدي محمد بلكبير بأدرار مقر الولاية أو المحافظة التي تنتمي إليها تيميمون. وهناك رحلتان في الأسبوع إلى مطار تيميمون: واحدة من الجزائر العاصمة، وأخرى من وهران.
وهناك أيضا الرحلات البرية التي تتم بواسطة السيارة انطلاقا من أوروبا إلى موانئ المدن الشمالية الجزائرية، ومنها إلى تيميمون، وهذا النوع من الرحلات انتشر أيضا بشكل واسع، حيث لوحظ هذه السنة الكثير من السياح بسياراتهم أو بسيارات تابعة لوكالات سياحية أوروبية.
الإقبال المميز على المنطقة دفع الدولة الجزائرية إلى الاهتمام بهذه المنطقة من خلال تخصيص جملة من المشاريع التنموية لتفعيل النشاط السياحي أكثر بتيميمون والأقاليم المحاذية لها ذات الجاذبية والخصوصية. ولعل أبرز هذه المشاريع إنجاز قرية سياحية بتينركوك نحو 70 كلم متر شمال مدينة تيميمون وفق المواصفات البيئية العالمية، تضم تجمعات سكانية على الطريقة التقليدية، مع الأخذ بعين الاعتبار الهندسة المعمارية المحلية للحفاظ على خصوصية المنطقة الصحراوية. هذه التجمعات تزود بالكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية مع إعادة معالجة المياه بالمنطقة ومحطة لمعالجة النفايات.
هذا المشروع، حسب مسؤول قطاع السياحة بالولاية إدرار محمد بورد، فإنه يتم بالتنسيق بين وزارة التخطيط بالحكومة الجزائرية وصندوق البيئة العالمي وكذا برنامج الأمم المتحدة للتنمية وبتمويل مالي من السفارة البريطانية بالجزائر. كما يشارك مكتب دراسات آيرلندي في إنجاز المشروع. وتجسيدا لهذا البرنامج الإنمائي، زارت المنطقة في الأيام القليلة الماضية المديرة العامة لصندوق البيئة العالمي البرتغالية مونيكاباربوي، رفقة وزير السياحة والبيئة وتهيئة الإقليم الجزائري شريف رحماني، لمعاينة مكان إنجاز هذه القرية السياحية التي تبلغ مساحتها الإجمالية 300 هكتار سترفق بإنجاز منطقة محمية لغرس 100 صنف محلي من أشجار النخيل والنباتات تم إنجاز منها 5 هكتارات و5 أخرى ستنجز في الأيام المقبلة بهدف الحفاظ على الثروة النباتية الصحراوية والثروة الحيوانية. وإلى جانب هذا المشروع الدولي المهم، هناك مشاريع أخرى لترميم القصور القديمة والمعالم الأثرية لإعادة الاعتبار إليها وحمايتها من الاندثار جراء العوامل الطبيعية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 18:58

مدينة سمارة(المغرب)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.613778
أحد الصناع التقليدين في سمارة
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel2.613778
طائر الحباري يوجد بكثرة في منطقة سمارة
سمارة المغربية مقصد السياح المغامرين
طائر الحباري يجتذب هواة الصيد والقنص من منطقة الخليج
على الرغم من أن ما بات يعرف بـ«سياحة المغامرة» ظهر في الثمانينات؛ حيث تشير التقديرات إلى أن آلاف السياح الأوروبيين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة شاركوا في راليات جابت الصحراء الكبرى في أفريقيا، فإن هذا النوع من السياحة يعرف نموا وازدهارا على الرغم من المشكلات الأمنية في المنطقة التي أصبحت تعرف بـ«الساحل والصحراء».
سياح كثيرون تجذبهم الصحراء على الرغم من التحذيرات الأمنية ووعورة المسالك، وربما بسبب الإشكالات الأمنية فإن مدينة سمارة المغربية في عمق الصحراء، تطمح أن تنتعش عبر هذا النوع من السياحة مستفيدة من توفر الأمن وعدم وجود مخاطر وإمكانية توفير الاحتياجات التي يريدها السائح، ومن بين أهم هذه الاحتياجات القدرة على التقاط أي سائح تاه في الصحراء أو واجه مصاعب. وتراهن المدينة أن تحقق لها «سياحة المغامرة» مداخيل تنعش المنطقة، لأن هذا النوع من السياحة يعتمد على طول فترة إقامة السائح في المنطقة، بحيث تسمح له هذه الإقامة بالترفيه والاستجمام، وفي الوقت نفسه التعايش مع العادات والتقاليد الاجتماعية والثقافية والمناظر الطبيعية المتوفرة، والأهم البحث والاكتشاف في الصحارى. ويتطلب هذا النوع من السياحة الاعتماد بدرجة أساسية على سيارات متينة رباعية الدفع وأجهزة اتصالات مرتبطة بالأقمار الصناعية.
وفي منطقة سمارة ثمة مواقع مهمة تحاول المدينة الترويج عبرها لسياحة المغامرة والاستكشاف، مثل «امكالة» و«جماعة سيدي أحمد العروسي» و«وادي الزاز» و« تفاريتي»، ويقول سكان المنطقة إن المادة التاريخية التي تستهوي السياح المغامرين والباحثين في الوقت نفسه متوفرة بكثرة، حيث أبانت البحوث أن الناس وجدوا وعاشوا في المنطقة منذ قديم الزمان، وهو ما توجد أدلته في المواقع التاريخية مثل «عصلي الريش» (نقوش صخرية) و«الطبيلة» (أدوات حجرية قديمة) و«تفكوين» (أدوات حجرية قديمة).
يشار إلى أن مدينة سمارة نفسها لها تاريخ قديم حيث تأسست في القرن الـ14 من طرف أحد رجال الحركات الصوفية وهو سيدي محمد العروسي، الذي هاجر من منطقة «بني عروس» في جبال الريف في شمال المغرب، لذلك يطلق عليها في كثير من الأحيان العاصمة الروحية للصحراء.
وتوجد في سمارة كذلك نباتات نادرة وزواحف وطيور إلى جانب الحيوانات البرية، ومن أهم الحيوانات هناك الغزلان، أما الطيور فأبرزها طائر الحباري الذي شكل وجوده في هذه المنطقة نقطة جذب للسياح العرب خاصة الخليجيين لممارسة هواياتهم المفضلة وهي القنص، وما يجعل الإقبال الخليجي متزايدا هو أن الصيد والقنص مسموح به على مدار السنة باستثناء فترة قصيرة للراحة البيولوجية لإتاحة المجال لتوالد الحيوانات والطيور البرية.
سمارة لها إلى جانب الخصوصيات التاريخية والثقافية، خصوصية معمارية فريدة، إذ إن بيوتها واطئة مصبوغة بحمرة داكنة مع قباب بيضاء بحيث تبدو خصوصيتها المعمارية لافتة، وصممت بيوتها بطريقة تجعل منها باردة في الصيف ودافئة في الشتاء خاصة في الليالي.
ومن الواضح أن من صمموا تلك البيوت قبل قرون كان لديهم نزوع ثقافي واضح نحو التقشف المرتبط بالحياة الصوفية، كذلك يبدو جليا تأثرهم بالعمارة الإسلامية في تداخل مع ثقافة البدو الرحل من السكان الصحراويين.
وتأمل السلطات الحكومية في سمارة أن تنجح في الترويج للمدينة خاصة في إسبانيا وفرنسا، وذلك بغرض استقطاب السياح الذين تستهويهم المغامرات في الصحراء وبين كثبان الرمال. وهم يعتقدون أن قطاع السياحة سيكون من أهم القطاعات المستقبلية لتحريك عجلة التنمية في المنطقة، بالنظر إلى موقع المدينة الاستراتيجي حيث تشكل بوابة نحو أفريقيا عبر موريتانيا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:02

السينما والنشاط الاقتصادى(المغرب)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.619043
تشكل السينما النشاط الاقتصادي الاهم في ورزازات المغربية
ورزازات.. هوليوود أفريقيا وضالة كبار مخرجي العالم
مدينة مغربية اختارها «لوميير».. وشعبها امتهن «الكومبارس»
«ورزازات» أو «هوليوود أفريقيا» كما يسميها المخرجون العالميون، مدينة صغيرة تجذب بطبيعتها ومناظرها المميزة السياح من كل بقاع العالم، فهي تتميز بطقسها الجميل المشمس، وبعنصر الإنارة الطبيعية، التي يبحث عنها كل مخرج، حيث تتوفر على مساحات شاسعة من الصحراء والسهول والمغارات والأودية والبحيرات والنخيل والواحات والقصبات والقصور، وتقع على بعد نحو 200 كيلومتر من مدينة مراكش ويربو عدد سكانها على 50 ألف نسمة، بالإضافة إلى التنوع العرقي، إذ إن سكانها مزيج من الأمازيغ والعرب والأفارقة واليهود.
وشهدت «هوليوود أفريقيا» خلال السنوات الماضية الكثير من صناعة الأفلام، فقد أصبحت السينما تشكل حاليا النشاط الاقتصادي الأهم في المنطقة أكثر من السياحة والفلاحة والصناعة التقليدية، وأهمية التصوير السينمائي تؤثر على الكثير من الأنشطة المرتبطة بصفة مباشرة أو غير مباشرة بهذا القطاع الذي يخلق وظائف مباشرة وغير مباشرة.
وقد استقطبت ورزازات قبل نحو قرن من الزمان تصوير أول فيلم سينمائي في المغرب بعنوان «راعي الماعز المغربي» الذي أنتجه مؤسس الفن السينمائي الفرنسي لويس لوميير، وتوالت بعد ذلك الأفلام الدولية التي اختار منتجوها أرض المغرب مكانا للتصوير، فقد احتضنت ورزازات أفلاما فرنسية وأميركية وإسبانية وإيطالية وهولندية وسويدية وبلجيكية، وكذلك احتضنت أفلاما من كوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا وكوبا والبرازيل.
فمن أبرز الأعمال السينمائية الذي تم تنفيذها في ورزازات، فيلم «الدم» للمخرج لويتز مورا، و«إن شاء الله» للمخرج فرانز توسان 1922، وفيلم «عندما تعود السنونو إلى أعشاشها» للألماني جيمس بوير 1927، وفيلم « قلوب محترقة» للأميركي جوزيف فون ستيرنبيرغ 1930، وفيلم «علي بابا» للفرنسي جاك بيكر1954، وفيلم «لورانس العرب» إخراج البريطاني ديفيد لين، بطولة أنتوني كوين وعمر الشريف 1966، وفيلم «المومياء» إخراج ستيفن سوميرز 1990، وفيلم «مملكة الجنة» لريدلي سكوت 2005.
عرفت المدينة الصغيرة استقطاب نخبة من ألمع النجوم والمخرجين العالميين، مثل سيرج ريجياني، وفيرنانديل، إلى ألفريد هيتشكوك، وسيرجيو ليوني، وديفيد لين، وأنتوني كوين، وعمر الشريف، وأنا كارينا، وأنتونيو فيلار، وجان لوك غودار، وبيرناردو بيرتولوتشي، وجان بول بلموندو، ولينو فونتيرا، وجون هوستون، وشين كونري، وداستن هوفمان، وإيزابيل أدجاني، وروجي مور، ومايكل دوغلاس، وتيموثي دالتون، ومارتن سكورسيزي، وجاكي شان، وريدلي سكوت، وجان كلود فان دام.. فقد أصبح المغرب اليوم يحتل المرتبة الثانية في العالم بعد جمهورية التشيك فيما يتعلق بإنتاج الأفلام الأجنبية، حيث تجني المملكة من هذا الانفتاح نحو 60 مليون دولار في السنة.
كما تعرف المدينة 3 استوديوهات منها استوديو أطلس، الذي تم تأسيسه عام 1993 الذي سرعان ما تم توسيعه والذي أصبح يغطي اليوم 30 هكتارا، وهو مفتوح على فضاء شاسع يشمل مناظر جبلية ساحرة، كما تم تشييد استوديوهات «كان زمان» على مساحة 60 هكتارا، على بعد 10 كيلومترات من مدينة ورزازات، وأخيرا استوديو أستر تم بناؤه عام 1992 لاحتضان أنشطة الصناعة التقليدية.
ومن المفارقات العجيبة التي تعيشها هذه المدينة هي أنه مع كل هذا المجد السينمائي الذي تعرفه ورغم احتضانها لألمع النجوم والمخرجين العالمين، فإنها لا تتوفر لديها قاعة سينمائية واحدة.
وفي حديث مع أحد سكان المدينة، قال جليل مصطفى إنه لا شك أن مدينة ورزازات ورغم كونها قد حازت وبجدارة لقب «هوليوود أفريقيا» فإن أهلها لا يستفيدون من هذه الصناعة السينمائية الهائلة إلا القليل، فبعضهم يعمل «كومبارس» والذي يتراوح عددهم أكثر من 16 ألف مغربي، وبعض أصحاب المشاريع الأخرى المرتبطة بقطاع السياحة، مثل السينما، يمرون بفصول من «القحط» من حيث الرواج الاقتصادي المرتبط بالقطاعين الآنفين.
وتعتبر الأفلام بالنسبة لأغلب الناس في أنحاء العالم مصدرا للمتعة أو النشاط الاجتماعي والثقافي، لكنها في ورزازات مصدرا لكسب لقمة العيش الذي لا يكاد يغطي في معظم الحالات الاحتياجات الضرورية للكومبارس وأسرهم، كما أنه يفتقر للتغطية الصحية والتأمين، فرغم أن الشركات الأجنبية تعطي مبالغ باهظة لتصوير أعمالها في المدينة فإن الكومبارس لا ينال منها سوى القليل وذلك بعدما يقتطع السماسرة نصيبا منها، حيث ينال الكومبارس مبلغ 200 درهم.
ورغم كون ورزازات قد عرفت تطورا جعلها توصف في المغرب بكونها مدينة الهدوء كما يدل على ذلك اسمها (ورزازات كلمة أمازيغية تعني من دون ضجيج) فإنها لا تزال بحاجة إلى فك العزلة الجغرافية المضروبة حولها بسبب وعورة الطريق الذي يربطها بمدينة مراكش، وكذا أغادير، أقرب قطبين اقتصاديين إلى هذه المدينة، فالمواطن الورزازي البسيط يعيش طوال العام في حالة من البطالة والتهميش يتحين فرصة حلول شركات إنتاج سينمائية عالمية «ليرتزق معها».
ومع رحيل تلك الشركات، فإن جل العاملين «كومبارس» اضطروا للعودة إلى المهن البسيطة والهامشية، كبيع بعض الحلي والخناجر التقليدية للسياح أو الفلاحة وغيرها.. وخلال السنين الأخيرة أولى الملك محمد السادس أهمية كبيرة لورزازت حيث زارها بشكل مستمر وأطلق مشاريع ضخمة بها لعل آخرها وأكبرها مشروع إنتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، إضافة إلى بناء كلية متعددة التخصصات وغيرها من المشاريع التي ستجعل المواطن الورزازي يستفيد من كرامة العيش، وحتى المجال السينمائي هناك مساع لتطويره وجعله يخرج من صورته التقليدية وذلك بإنشاء مراكز في التكوين السينمائي.
وتعتبر السياحة في ورزازات الركيزة الأساسية للاقتصاد المحلي، فقد عرفت مؤخرا نقصا في توافد السياح في سنة 2010 بنسبة لا تتعدى 20%، على عكس المناطق السياحية الأخرى في المغرب التي سجلت ارتفاعا نوعيا على مستوى توافد السياح، حيث تعرف مشكلات راجعة للأزمة الاقتصادية العالمية ولعزلتها وعدم توفر الرحلات المباشرة والطرق الملائمة لها.
وفي هذا السياق، أفاد سعيد المراني رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بأنه لا شك في أن السياحة من أهم الركائز الاقتصادية للمدينة، نظرا لما تمتاز به من مؤهلات طبيعية بالدرجة الأولى، لكن ورزازات تعرف رواجا سياحيا ملحوظا عند حلول الشركات الإنتاجية العالمية للسينما، فلهذا نعمل على دراسة برامج طموحة للتسويق السياحي في ورزازات من طرف المكتب الوطني للسياحة من أجل دعم القطاع السياحي في المنطقة ودعم المنتوج السياحي وجعلها وجهة سياحية وإقامة بامتياز في 2020.
كما عرفت ليالي المبيت المسجلة في مختلف الفنادق والإقامات والقرى السياحية ودور الضيافة المصنفة في إقليم ورزازات تراجعا خلال سنة 2010 بمعدل 6%، إذ بلغ مجموع المبيتات 420 ألفا و577 ليلة، مقابل 446 ألفا و289 ليلة سنة 2009، ويعزى هذا الانخفاض في المبيتات إلى التراجع المسجل على مستوى عدد الليالي التي قضاها السياح غير المقيمين في المغرب من جنسيات مختلفة، والتي بلغ مجموعها 356 ألفا و833 ليلة، مقابل 391 ألفا و800 ليلة سنة 2009، أي بانخفاض نسبته 6%.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:10

مدينة تدمر(السياحة العلاجية السورية)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.592640
تجذب السياحة العلاجية اعداداً كبرى من السياح حول العالم لاسيما العالم العربي
دليلك إلى بعض أهم الينابيع الكبريتية
السياحة العلاجية في سورية بانتظار الاكتشاف
على الرغم من أن التاريخ يذكر أن نبع «أفقا» قرب مدينة تدمر الذي يعني بلغتها «البداية» أو «الفجر» هو أصل حياة وقيام مدينة تدمر وواحتها الخضراء وسط البادية ومملكة زنوبيا الشهيرة قبل ألفي سنة حيث ما زال هذا النبع الكبريتي وبما يتبوأه من موقع تاريخي وأثري سياحي مهم رابضا بجوار المدينة العريقة يجذب السياح إليه مع أوابد تدمر الخالدة على مدار العام، فإن سورية وبما تملكه من غنى وتنوع في المناطق الجغرافية من جبل وبادية وسهل وساحل وشبه جزيرة وغيرها، وجد فيها كثير من ينابيع المياه الكبريتية التي تحولت في السنوات الماضية إلى أماكن مخصصة لتلقي العلاج الطبيعي واستثمر بعضها سياحيا كمراكز استجمام وعلاج للسياح وزوار سورية الباحثين عن حمام كبريتي أو علاج بالبخار الخارج من الأرض بشكله العفوي ومن دون تدخل الإنسان، واسترخاء هادئ بجوارها يريحون أعصابهم المتعبة وعضلاتهم المجهدة ويعطلون مؤقتا تفكيرهم وانشغال عقلهم بقضايا العمل والأرباح والخسائر، ويداوون بها أمراض المفاصل والجلد ويعالجون آثار الشيخوخة والروماتيزم، بحيث تحولت هذه الأماكن إلى مقصد يومي لهؤلاء، وعلى الرغم من تطورها البطيء وضعف انتشار ثقافة سياحة المنتجعات العلاجية في سورية كما هي الحال في بعض البلدان المجاورة والبلدان الأوروبية والآسيوية، فإنها أخذت سمعة شعبية من خلال تجارب الزائرين لها الذين قاموا وبشكل عفوي بنشر الدعاية لها عندما عادوا لبلادهم ونصحوا أقاربهم وأصدقاءهم بزيارة هذه الينابيع والأماكن التي تقدم السياحة الطبيعية والعلاج الجسدي والعصبي والنفسي لمن يرغب في الاستفادة من حرارة مياهها وجماليات موقعها.
«أبو رباح» و«العباسية» و«أفقا»: كان لا بد من أن نقطع مسافات ومسافات، جبالا ووديانا.. تلالا وبوادي.. وسهولا، حتى نتمكن من الإحاطة بمعظم تلك الينابيع الكبريتية؛ هذه الثروة السياحية السورية المضيعة حيث لم تستثمر بعد بالشكل الذي يليق بمكانتها السياحية والعلاجية باستثناء بعضها.. يبتسم حسان الذي عرفني على نفسه بأنه أحد المهتمين بالواقع السياحي في سورية وكان يجاور مقعدي حيث أجلس في البولمان المتجه نحو مدينتي النبك وحمص وعلم مقصدي من السفر حيث وصف الينابيع الكبريتية بالكنوز المنسية والضائعة ومعلقا: «كأنها مثل (ضيعة ضايعة) ذلك المسلسل الكوميدي الشهير الذي جذب الآلاف إلى تلك القرية الجبلية الساحلية المنسية بعد عرض المسلسل ويبدو أنه على منتجي ومخرجي الدراما السورية أن يصوروا مسلسلات تلفزيونية عن هذه الينابيع حتى تصبح مشهورة مثل (ضيعة ضايعة)».
ولكن ليست كلها منسية، فها نحن في البادية السورية وفي مكان بعيد نسبيا عن أقرب مدينتين لها؛ وهما حمص التي يتبع لها إداريا ودمشق العاصمة التي يرتبط معها بطريق مباشر يبلغ طوله نحو 130كلم، ونقترب من نبع «أبو رباح» مقصدنا الأول في جولتنا وكان كثير من الزوار موجودين في هذا المنتجع العلاجي السياحي الطبيعي الذي يقع بالقرب من مدينة القريتين (يبعد عنها 20 كلم أي نحو ربع ساعة بالسيارة) ويمكن الوصول إليه مباشرة من دمشق حيث يأخذ السائح الطريق الدولي المتجه شمالا نحو حمص وعند منطقة النبك يتجه شرقا نحو دير مار موسى الحبشي ومن ثم نحو القريتين، وهو طريق جيد ويستغرق الوصول لحمامات «أبو رباح» نحو الساعتين والنصف بالسيارة حيث المسافة نحو 150 كلم ويمكن للسائح أيضا أن يأخذ طريقا أقصر قليلا ولكنه أقل جودة وهو الانطلاق من دمشق نحو بلدة القطيفة على الطريق الدولي، ومن ثم الانعطاف باتجاه القلمون، ومن ثم بلدات جيرود والناصرية، ومن ثم القريتان حيث تبلغ المسافة نحو 120 كلم فقط، وحمامات «أبو رباح» التي تتميز بوجود كل مستلزمات السائح القاصد لهذا المكان تعطي أبخرة مائية ساخنة تصل حرارتها إلى 60 درجة تندفع بشدة من باطن الأرض، التي يؤكد الباحثون الجيولوجيون أن استثمار هذه المياه سياحيا وصحيا كان موجودا منذ آلاف السنين، فقد بني على هذه الأبخرة منشآت سياحية وصحية منذ أيام الرومان ما زالت آثارها باقية حتى الآن، وواقع الحمامات الحالي قائم على بركان خامد يتضمن حماما يخرج البخار من فوهة داخل الحمام (هناك الماء الذي ينزل بالفالق العميق ليخرج منه بخارا) الذي كان عبارة عن خان يستقبل المسافرين في البادية أيام العثمانيين، كما يذكر أحد أبناء القريتين العارف بتاريخ منطقته، ولكن مع مرور الزمن تهدم الخان وانخفض في الأرض فبني الحمام على أنقاضه وأخذ شكل الحمامات العربية التقليدية على الرغم من مساحته القليلة نسبيا، وأضاف إليه بعض الزوار البورسلان ليظهر بشكل جيد، وعند الدخول للحمام هناك المشلح، ومن ثم يستقبلنا البخار الطبيعي مباشرة، ولا بد للسائح هنا عندما يتعرض للبخار وهو دافئ جدا وساخن أن يضع بعد ذلك الماء البارد على جسمه حتى يتحمل درجة حرارة البخار المرتفعة، وحمامات «أبو رباح» لم تستثمر حتى الآن بالشكل المطلوب، ولكن يوجد شخص من المنطقة يدعى «أبو هيكل» بنى أربع غرف متلاصقة بعضها ببعض مع مولد كهربائي بجانب الحمام لخدمة الزوار والسياح حيث يمكنهم النوم فيها مع تأمين بعض الخدمات لهم مثل تقديم الشاي والقهوة ويمكن للسائح استخدام الغرفة ليوم واحد مقابل أجر بسيط يتراوح بين 500 – 1000 ليرة سورية (نحو 10 – 20 دولارا أميركي) وهو متباين حسب الازدحام والخدمات التي يطلبها السائح من أبو هيكل الذي ينظم الدور أيضا للدخول للحمامات، كما يوجد لديه خزان ماء يعبئ منه للسائح والزائر ما يلزمه من المياه الباردة بعد التعرض لبخار الحمامات الطبيعية حيث يتعرض لها السائح لمدة نحو ربع ساعة وبحسب تحمله لها وهي تساعد على استرخاء العضل وتغني عن المراهم والكريمات والحبوب المسكنة، ويرى كثير من أبناء المنطقة أنه من الضروري استثمار حمامات «أبو رباح» سياحيا، خاصة أنه توجد بجانبها آبار مياه كبريتية تصل درجة حرارتها لنحو 70 درجة مئوية وتوجد بحوضين وبجانبها استراحة تتبع مشروع تنمية البادية المنفذ بالتعاون مع منظمات دولية مختصة، واستثمار الحمام يمكن أن يتم بالشكل التقليدي من خلال التخييم أو القباب.
في قلب البادية وبجوار الخالدة (تدمر) يوجد نبع «أفقا» الذي جفت مياهه الكبريتية عام 1993 وهناك محاولات من المعنيين والمسؤولين عن آثار تدمر وبالتعاون مع بعثة أثرية فرنسية درست كهف ونبع «أفقا» وأعدت دراسات ورسوما خاصة به، وكذلك مع النادي اللبناني للتنقيب عن الكهوف والمغارات، قدمت دراسة أولية تضمنت تحريات هندسية وطبوغرافية وجيولوجية للكهف والنبع، هذه المحاولات المتواصلة – يقول وليد أسعد – مدير آثار ومتاحف تدمر تصب نحو إعادة الحياة والتأهيل والاستثمار السياحي لنبع «أفقا» الكبريتي التاريخي الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ستة آلاف عام وتبلغ درجة حرارته 43 درجة مئوية ثابتة صيفا وشتاء، وقد عرض استثمار النبع في سوق الاستثمار السياحي لعام 2010 المنظم من قبل وزارة السياحة السورية.
ونترك نبع «أفقا» الذي يقدم للسائح والزائر أكثر من متعة؛ فهو إضافة لأهمية مياهه الكبريتية، فإنه يشاهد في كهفه مجموعة من الكتابات الأثرية، كما عثر في مدخله على عدة مذابح من الحجر المنحوت التي يمكن للسائح مشاهدتها في متحف المدينة معروضة هناك، ومنها أن المياه كانت موزعة بأمر من يرحبول إله الشمس بين المواطنين وأن مسؤولا من رجالات المدينة ينفذ هذا الأمر الإلهي ويسمى «القيم». نترك «أفقا» الرائع لنتجه شرقا في البادية السورية أيضا وعلى مسافة 45 كيلومترا عن تدمر وبزمن نحو الساعة بالسيارة كنا في موقع نبع العباسية الذي يتدفق بالمياه الكبريتية منذ أكثر من 20 عاما من عمق نحو 600 متر وبغزارة عالية تصل حتى 94 لترا في الثانية ويؤكد المختصون الأهمية السياحية والعلاجية لهذا النبع الذي ينتظر المستثمرين لإقامة مشروع منتجع متكامل بجواره يتضمن فندقا ومطعما ومسابح كبيرة الحجم يمكن أن تستثمر صيفا وشتاء حيث واقعه الحالي عبارة عن غرفة صممت على شكل بركة وصلت بخط ماء من النبع.
وقبل أن نترك محافظة حمص وباديتها كان لا بد من التوجه غربا نحو الطريق الذي يربط حمص بالساحل، فعلى مسافة نحو 45 كلم عن حمص غربا توجد قرية شهيرة تسمى الزويتينية وشهرتها جاءت بشكل رئيسي من نبع يجاورها يدعى «الفوار» يؤمه آلاف الناس والسياح سنويا وقد أقيم بجانبه منشآت سياحية تقدم خدماتها لزوار النبع من طعام ومنامة ويتميز النبع الذي يخرج من مغارة بعراقته وقدمه حتى إن المؤرخين ذكروا أن القدماء كانوا ينظرون إليه على أنه ماء مقدس.
منتجع طريق الحرير وحمامات الشيخ عيسى ورأس العين: ونتوجه شمالا آخذين الطريق الدولي ما بين حمص وحماة وحلب، وبعد أن نتجاوز مدينة حمص شمالا بنحو 35 كيلومترا نحو حماة تجذبنا لوحة إعلانية كبيرة تشير لمنتجع مياه كبريتي يدعى «طريق الحرير» ندخله من خلال طريق فرعي بطول نحو 500 متر لنرى تصميه المعماري الجميل ولنستمع من القائمين عليه وهم مختصون في الاستثمار السياحي حيث أقيم المنتجع على بئر مياه كبريتية حفر على عمق نحو 400 متر لتخديم السياح الباحثين عن خدمات السياحة العلاجية ويقول المشرف على المنتجع عمار الخالد: «المنتجع موجود منذ تسع سنوات وهو مصنف بنجمتين سياحيا ويوجد على مساحة نحو 18000 متر مربع ويضم مياها كبريتية حرارتها 45 درجة مئوية ويضم مقصورة للعلاج ومسبحا شتويا بقدم خدمات الساونا والبخار والجاكوزي ويتصاعد البخار بشكل طبيعي خاصة في فصل الشتاء، وهناك مقصورة للعائلات تتسع لعشرة أشخاص، ويضم المنتجع مطعمين، واحد صيفي وآخر شتوي، يقدمان أنواع المأكولات الشرقية والغربية كافة، كما يضم المنتجع حدائق ومتنزهات خضراء جميلة، بينما لا يوجد فندق حاليا، حيث ما زال قيد الإنشاء وسينجز خلال العام الحالي ولكن يمكن للسائح الزائر للمنتجع أن يستفيد من خدمات المنتجع ويتناول طعامه فيه وينام في أحد فنادق مدينة حماة التي لا تبعد أكثر من 10 كلم أي نحو عشر دقائق بالسيارة، والمنتجع مفتوح طيلة أيام الأسبوع من التاسعة صباحا وحتى الثانية بعد منتصف الليل.
لننعطف باتجاه محافظة ادلب في منطقة سهل الروج وحيث يوجد واحد من أهم حمامات المياه الكبريتية والمستثمرة سياحيا وعلاجيا وهو «حمامات الشيخ عيسى» قرب قرية حمامة التي تتبعها إداريا والموقع ملك لصالح وزارة السياحة السورية، حيث يؤمه المصطافون والسياح والباحثون عن العلاج الطبيعي ليأخذوا فيه حماما معدنيا ويمكنهم النوم في الفنادق المقامة بجانب الحمامات ومنها «الشلال» وهو بطابق واحد من 30 غرفة، وهناك فندق «الاتحاد»، كذلك يوجد عدد من المطاعم الشعبية التي تقدم وجبات شرقية كاللحم المشوي والوجبات السريعة مع المشروبات الساخنة والباردة وهناك مقصف «الوادي الأخضر» التابع لبلدية حمامة الذي يقدم المأكولات بجميع أنواعها والمشروبات مع الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تتمتع بها المنطقة حيث هناك وادي نهر العاصي شمال مدينة جسر الشغور بنحو 20 كيلومترا التي توجد على الطريق الدولي الرابط بين مدينتي اللاذقية على شاطئ المتوسط ومدينة حلب عاصمة الشمال السوري؛ إذ يمكن الوصول إليها من طريقين دوليين؛ إما دمشق – حلب، أو اللاذقية – حلب، وحمامات الشيخ عيسى التي يقال إنها تعالج الأمراض الجلدية تتكون على الشكل التالي:
حيث تتجمع مياه النبع في بركتين ذات سقفين حجريين؛ واحدة للرجال، وواحدة للنساء، كما تتميز بحرارة مياه نبعها الكبريتي الدافئ الصاعد، التي تصل إلى نحو 35 درجة مئوية، وفي منطقة الحمامات توجد ينابيع كبريتية أخرى يصل عددها لنحو 12 نبعا يمكن استثمارها لصالح الحمامات، وهناك مياه بئر الضبيات الساخنة الذي تندفع منه المياه ذاتيا بحرارة 61 درجة مئوية وبتصريف قدره 30 مترا مكعبا بالساعة.
وللجزيرة السورية حصتها من الينابيع الكبريتية، ولعل أبرزها نبع رأس العين في أقصى الجزيرة السورية شمالا والتابعة لمحافظة الحسكة على بعد نحو 700 كلم عن العاصمة دمشق ونحو 9 ساعات سفرا بالسيارة.. كان أمامنا سهل زراعي رائع بجوار نهر الخابور، وحيث توجد منطقة السفح بجوار رأس العين اكتشف قبل نحو 40 عاما نبع الكبريت فيها الذي تحول في ما بعد لمقصد مهم للباحثين عن علاج لأمراضهم حيث ثبت معالجته للأمراض الجلدية من خلال الاستحمام في نهاية المجرى المنحدر من النبع والمتميز بهدوء مياهه وقلة عمقها وحيث تتشكل بحيرة قليلة العمق.
نعود جنوبا، بل إلى أقصى جنوب سورية، وعلى مسافة نحو 50 كلم من العاصمة دمشق باتجاه مدينة درعا في منطقة جباب بحوران، يوجد منتجع مياه كبريتي جميل ومستثمر أيضا بالشكل السياحي الجيد على غرار منتجع طريق الحرير قرب مدينة حماة يدعى «منتجع نبع الحياة» وتتميز مياهه الكبريتية بأنها تعالج كثيرا من الأمراض وقد بني المنتجع من الحجر البازلتي التراثي الذي أعطى المنتجع خصوصية وتفردا حيث توجد شاليهات لخدمة السياح والزوار كما يقدم لهم كل الخدمات الترفيهية والصحية.
يؤكد الباحث الجيولوجي الدكتور محمد رقية أن في سورية كثيرا أيضا من الينابيع الحارة والدافئة التي تنتظر همة المستثمرين السياحيين ومنها مياه درعا المعدنية جنوب العاصمة دمشق بنحو 100 كلم وساعة ونصف بالسيارة، التي تصل حرارتها إلى 45 درجة مئوية، وهناك في محافظة حلب شمال البلاد يوجد بئر اليادودة ومياه منطقة السفيرة جنوب شرقي حلب بنحو 35 كلم حيث يوجد فيها 35 بئر مياه معدنية حارة يقدر تصريفها بـ980 مترا مكعبا في الساعة وتصل أعماقها إلى 500 متر، وهناك الآبار الحارة شمال مدينة حماة وسط البلاد في بلدات صوران وقمحانة ومعردس على بعد نحو 10 كلم عن حماة وتتميز بدرجة حرارة مياهها التي تصل لنحو 40 درجة مئوية، التي يمكن أن تزيد حرارتها إلى 60 درجة أيضا عند عزل المستوى الحامل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:13

تلمسان لؤلؤة المغرب العربى(الجزائر

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.592639
تحتل تلمسان موقعا استراتيجيا جعلها عبر التاريخ مركزا رئيسيا وعاصمة للدول والممالك المتعاقبة
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel2.592639
تتوفر تلمسان على شواهد تاريخية هامة جعلتها متحفا مفتوحا
تلمسان.. لؤلؤة المغرب العربي التي أنجبت رئيسين للجزائر
عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011
تلمسان في العام المقبل 2011 عاصمة للثقافة الإسلامية.. تسمى «جوهرة شمال أفريقيا» و«لؤلؤة المغرب العربي» و«غرناطة أفريقيا».. إنها تلمسان، مدينة تجمع بين عبق التاريخ العريق وعاصمة المنطقة، التي أنجبت رئيسين للجزائر، هما أول رئيس للجمهورية الجزائرية، الرئيس الأسبق أحمد بن بلة (من مواليد مغنية التابعة لولاية تلمسان)، والرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة (عائلته من ندرومة التابعة إداريا لولاية تلمسان)، وأنجبت زعيما آخر مشهورا في الحركة الوطنية الجزائرية يدعى مصالي الحاج، وفنانين مشهورين، خصوصا في الغناء الأندلسي، وكتابا وأدباء لعل أبرزهم المؤرخ المشهور شهاب الدين المقري في القرن السادس عشر، وفي العصر الحديث الكاتب الكبير الراحل محمد ذيب، الذي رُشح أكثر من مرة لجائزة نوبل للآداب.
وتلمسان من مراكز الإشعاع الحضاري التاريخية المعروفة في المنطقة العربية، ومصدر فخر كبير لأبنائها الذين توزعوا عبر التاريخ في مناطق مختلفة من المنطقة العربية وخصوصا في شمال أفريقيا، حيث ينتشر لقب التلمساني، فإلى جانب الجزائر، فلقب التلمساني في دول أخرى كالمغرب وتونس ومصر، ولعلنا نذكر مثلا في مصر طارق التلمساني الذي يعتبر من أهم مديري التصوير السينمائي في مصر والعالم العربي.
تقع تلمسان في شمال غربي الجزائر، وتعتبر ثاني أهم مدينة في الجهة الغربية للجزائر بعد مدينة وهران، وتبعد بأقل من 100 ميل عن الحدود الجزائرية المغربية.
وتحتل تلمسان موقعا استراتيجيا جعلها عبر التاريخ مركزا رئيسيا وعاصمة للدول والممالك المتعاقبة، حيث تقع تلمسان على هضبة تحيط بها أشجار الزيتون والكروم. ورغم قربها من البحر الأبيض المتوسط، مما جعلها أيضا مركزا اقتصاديا وتجاريا هاما، فإن ارتفاع تلمسان بأكثر من 800 متر عن سطح البحر جنبها التعرض للرطوبة وجعل مناخها جافا، وهواءها عليلا. وبحكم مناخها فإن تلمسان حارة في الصيف وباردة في الشتاء وقد تشهد حتى تساقط الثلوج.
ويرجع أصل اسم تلمسان إلى اللغة الأمازيغية (البربرية)، وإن هناك اختلافا في معناه، فهناك من يرى أن معناه «المنبع الجاف»، بينما قال البعض الآخر إن معناها «مدينة الينابيع»، وربما هذا هو الأرجح.
وهناك رواية أخرى شعبية تقول إن اسم تلمسان مكون من شقين عربيين «تلم» و«إنسان»، قبل أن تحور وتصبح تلمسان، ولكن كل الدلائل التاريخية لا تدعم هذه الفكرة.
وإن كان الأمازيغ (السكان الأصليون) أول من أرسى تجمعا سكانيا بتلمسان ففد تأسست كمدينة في القرن الرابع الميلادي على يد الرومان قبل أن يغزوها الوندال القادمون من أوروبا.
وقد أصبحت تلمسان واحدة من أهم الحواضر الإسلامية، خصوصا في المغرب الإسلامي بعد الفتح الإسلامي في القرن الثامن الميلادي، وظلت المدينة مركزا مهمّا أو عاصمة للكثير من الدويلات الإسلامية، ولعل أشهرها حكم المرابطين وحكم بني زناتة، الذي بدأ عام 1282م وامتد لثلاثة قرون، وهناك أيضا حكم الدولة الإدريسية، والموحدين، والمرينيين.
وإذا كانت تلمسان تشتهر اليوم بأنها إحدى مدن الفن الأندلسي في الجزائر، وإحدى مدارس الغناء الأندلسي في البلد، خصوصا ما يسمى مدرسة الغرناطي (نسبة إلى مدينة غرناطة) وكذلك الحوزي، فذلك يرجع أساسا إلى استقرار مئات الآلاف من سكان الأندلس، خصوصا من مدينتي غرناطة وقرطبة، الذين فروا إلى تلمسان بعد سقوط الأندلس سنة 1492 في أيدي الإسبان.
وبعد سنوات من ذلك لم تسلم تلمسان هي الأخرى من زحف الإسبان، الذين بعد السيطرة على كامل الأندلس توجهوا إلى جنوب البحر المتوسط، حيث احتل الإسبان المدينة لسنوات طويلة إلى أن استنجد سكان المدينة على غرار كل الجزائر بالعثمانيين، الذين استطاعوا إخراج المحتلين الإسبان منها في عام 1553م لتصبح المدينة تابعة للحكم العثماني، حتى وإن كانت تحظى بنوع من الاستقلال الذاتي عن الباب العالي في الأستانة.
واشتهرت تلمسان بكونها واحدة من محطات طريق الذهب الأفريقي إلى أوروبا، وكانت مركزا هاما يربط بين التجار الأوروبيين والأفارقة ومحطة هامة للتجار الأوروبيين خاصة.
وفي عام 1844 سقطت المدينة في قبضة الاستعمار الفرنسي إلى غاية استقلال الجزائر عام 1962. واصلت تلمسان دورها كأحد مراكز الإشعاع الثقافي والحضاري في الجزائر المستقلة، حيث تعتبر جامعة تلمسان مثلا من أهم الجامعات في الجزائر وقد تم اختيارها أفضل جامعة في البلاد مؤخرا.
والمدينة هي العاصمة الإدارية لولاية تلمسان، التي يبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة، وتضم 22 دائرة و53 بلدية. وقد ترشحت الجزائر بتلمسان لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية للعام المقبل 2011. وهي تشهد حركية ملحوظة تحضيرا لهذه المناسبة الكبيرة، وستشهد المدينة الكثير من الفعاليات الثقافية طوال العام بهذه المناسبة، وقد تكون فرصة جيدة للذي يزور المدينة بهذه المناسبة.
* ماذا تزور؟
- تتوفر تلمسان على شواهد تاريخية هامة جعلتها متحفا مفتوحا، ومن بينها المدينة القديمة المحاطة بالأسوار، وتزخر المدينة بالكثير من المعالم الإسلامية ومن بينها عدد من المساجد الجميلة العتيقة كالجامع الكبير وجامع سيدي بلحسن، كما تتوفر على أضرحة ومزارات، لعل أشهرها ضريح الولي الصالح سيدي بومدين. ومن بين أبرز المعالم أيضا الآثار المتبقية من مدرسة التشفينية التي بنيت في القرن الـ13 الميلادي، والتي تعتبر أول جامعة في المغرب العربي. وتشتهر تلمسان بصناعاتها التقليدية وبصناعة المفروشات والسجاد والجلود والمنسوجات الصوفية والحريرية والقطنية، التي أبرزها ابن المدينة الكاتب الجزائري الراحل محمد ذيب، خصوصا في رواية «النول» الشهيرة.
وتتميز تلمسان بصناعة ملابسها التقليدية الجميلة، وخصوصا لباس العرائس. وقد مدح الشاعر الجزائري الكبير ومؤلف النشيد الوطني الجزائري مفدي زكريا تلمسان قائلا:
تلمسان مهما أطلنا الطوافا إليك تلمسان ننهي المطافا و ربما ليس هناك موقع أفضل من هضبة «لالة ستي» من رؤية تلمسان والتمتع بجمالها، حيث توفر الهضبة نظرة بانورامية بديعة للمدينة المترامية الأطراف، التي تمتد على مساحة تقارب 10 كيلومترات مربع، ويمكن الوصول إلى هضبة «لالة ستي» عبر مصعد هوائي (تليفيريك) من وسط المدينة، وتتوفر الهضبة على مرافق سياحية وترفيهية.
وإلى جانب جمال الطبيعة الخلاب في تلمسان وسهولها الخضراء، خصوصا أثناء الربيع، فإنها تحتوي على منابع طبيعية للعلاج بالمياه الطبيعية الساخنة، ومن أشهرها محطة حمام شيغر للعلاج بالمياه المعدنية الساخنة، وحمام بوغرارة، كما تضم المدينة «شلالات لوريط» البديعة بمياهها العذبة، وبضواحي تلمسان أيضا مغارات باهرة الجمال وأماكن جميلة مثل المنصورة، ودائرة ندرومة التابعة لها، والتي تحتوي على الكثير من المعالم التاريخية الإسلامية، كما أنها كانت أيضا مركزا لاستقرار الكثير من العائلات الأندلسية التي فرت من الأندلس بعد استيلاء الإسبان عليها، ولهذا فهي أيضا أحد مراكز الفن الأندلسي سواء في الصناعات اليدوية أو الغناء الأندلسي وخصوصا الحوزي، ومن أبرز مطربي المدينة الشيخ محمد غفور.
وإذا ما اشتهرت تلمسان بكونها إحدى عواصم الغناء الأندلسي التراثي القديم فإنها أيضا لعبت دورا كبيرا في الغناء العصري الجزائري، وخصوصا لون الراي عبر ابني المدينة الشقيقين رشيد وفتحي بابا أحمد، اللذين يعتبران من رواد الأغنية العصرية في الجزائر بعد الاستقلال، سواء كملحنين ومغنين أو كمنتجين، حيث يعتبران رواد التسجيل العصري للأغاني، ومن أوائل من أدخلوا الآلات الغنائية الإلكترونية الحديثة لأغاني الراي، التي سجلت في استوديوهاتهما بتلمسان. وبإمكان زائر تلمسان اتخاذها أيضا محطة لزيارة المدن المجاورة لها في غرب الجزائر كوهران وسيدي بلعباس وعين تموشنت. وغير بعيد تلمسان، وعلى سواحل البحر الأبيض المتوسط تنتشر الكثير من المدن الساحلية الجميلة والشواطئ البديعة مثل الغزوات ومرسى بن ومهيدي.
* أين تقيم؟
- تتوفر تلمسان على شبكة مواصلات جيدة تربط المدينة سواء بالداخل أو الخارج، حيث تتوفر المدينة على مطار زناتة المربوط برحلات بمطار باريس أورلي عبر شركتين للطائرات، شركة الخطوط الجوية الجزائرية الحكومية، وشركة «إيغل أزور» الخاصة. كما أن تلمسان مربوطة بشكل جيد بالمدن المجاورة في غرب الجزائر، وبباقي أنحاء الجزائر، وسيتعزز ذلك خصوصا مع قرب انتهاء أشغال الخط السريع شرق – غرب، الرابط بين شرق الجزائر وغربها.
وتتوفر تلمسان على عدد من الفنادق الخاصة الصغيرة، ولكن لعل من أشهرها فندق في المدينة هو فندق الزياننين الحكومي المشهور بهندسته الجميلة، والذي يقدم على أنه فندق من أربع نجوم. ومن المنتظر أن يتعزز قطاع الفنادق في تلمسان بفندق تابع لسلسلة الفنادق العالمية «ماريوت»، ومن المنتظر افتتاحه في بداية العام المقبل 2011 بالتزامن مع بدء فعاليات تظاهرة «تلمسان عاصمة الثقافية الإسلامية»، وليكون جاهزا لاستقبال ضيوف المدينة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:17

البيت الدمشقى التقليدى(سورية)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.593624
مفردات البيت الدمشقي التقليدي
فندق «بيت روز» مبنى قديم في موقع مميز..
يعبق برائحة الورد الجوري.. وأصبح للوردة الشامية عنوان
اشتهرت مدينة دمشق ومنذ أن تكونت عبر التاريخ بالكثير من المفردات التي تحولت عبر القرون والسنين إلى بصمات مميزة طبعتها بسماتها. ولعل أبرزها أماكنها التاريخية ونهرها المتعب بردي وغوطتها الغناء المجهدة وشجيرات ياسمينها الفواح المتسلق على جدران البيوت العتيقة ونارنجها الزاهي وكبادها الغافي بين أحضان باحات القصور والمنازل التقليدية، هذه الشجيرات الخضراء التي لا يمكن لبيت تقليدي دمشقي أن يخلو منها، يحتفي باخضرارها وعطرها الدمشقيون في كل الأوقات والأيام، ولكن وحدها (الوردة الشامية)، وهي صنف من الورد الجوري الشهير، أبت إلا أن تكنى باسم حاضنتها الأبدية دمشق الشام، حيث وجدت هذه الوردة من أجلها فاحتفل بها من خلال مهرجان سنوي يقام أواخر ربيع كل عام..
ولكن إذا كان الاحتفاء بالوردة الشامية بمهرجان يستمر عدة أيام وينتهي فإن أرادت المهندسة المعمارية ماري جرجور أن تحتفي بهذه الوردة العريقة ذات الألوان الزهرية الزاهية في كل الأيام ولكن كيف؟ سألت نفسها ليحضر الجواب من خلال تأسيس فندق يأخذ اسم الوردة وتمتلئ ردهاته وباحاته وسطحه المرتفع بأصصها وأزهارها الجميلة، وبالفعل تحقق الحلم والاحتفاء الدائم ليولد فندق «بيت روز» أي بيت الوردة الشامية في قلب دمشق القديمة ولينطلق قبل أشهر قليلة فاتحا أبوابه لاستقبال زوار دمشق والباحثين عن جلسة شاعرية بجانب أجمل ما قدمته الطبيعة لدمشق (الوردة الشامية).
بيت روز والوصول إليه وأقسامه : في منطقة تكتظ بمعالم وأوابد وأزقة ضيقة تحول بيت دمشقي تقليدي إلى فندق «بيت روز» بعد أشهر طويلة من أعمال الترميم والإصلاح وجهد كبير حتى يأتي متناسبا مع أهمية اسمه والرمز المحتفى به، أي الوردة الشامية، ففي شارع بدمشق القديمة يسمى (سفل التلة) هنا ولد وافتتح فندق «بيت روز» في شهر أبريل (نيسان) الماضي لينضم إلى عشرات الفنادق والنزل التراثية والمطاعم في البيوت الدمشقية العتيقة، وفي منطقة لا أدري لماذا أطلق عليها الناس هكذا وأخذت فيما بعد تسمية دارجة رسمية فمنها تنطلق تلة مرتفعة قليلا وسط دمشق القديمة وحيث يرتفع وكان من الأجدى تسميتها أول التلة أو بدايتها هنا في هذا المكان المرتفع يقع فندق «بيت روز» الذي يمكن الوصول إليه من اتجاهين فالسائح القادم من سوق مدحت باشا باتجاه الشارع المستقيم الشهير وقبل أن يصل لباب شرقي ومفرق حي القشلة ينعطف يمينا في أزقة ضيقة مرتفعة، حيث تواجهه مدرسة خاصة قديمة وكنيسة يوحنا الدمشقي لينعطف يمينا أيضا وليسير نحو 300 متر بين بيوت تقليدية ومطاعم وكافيتريات وحيث يوجد غاليري قزح سينتهي به المطاف وقبل أن يصل لنهاية الشارع النازل من التلة إلى طريق القشلة سيرى على يساره بناء جميلا مرمما حديثا وسيقرأ من لوحته اسم الفندق أي «بيت روز».
الطريق الثاني الذي يمكن أن يسلكه السائح للوصول إلى الفندق هو للقادم من منطقة القصاع وباب توما، حيث يأخذ طريق القشلة وقبل نهاية الطريق وتقاطعه مع الشارع المستقيم ينعطف يمينا نحو زقاق مرتفع وعلى يمين بداية الزقاق سيكون أمام الفندق، كما يمكن للسائح وعبر الاتصال بإدارة الفندق أن يأتوا به من أي مكان جاء منه إلى دمشق إن كان مطارها الدولي أو مرآب الحافلات في منطقة حرستا أو كان يتجول في معالمها وبين أوابدها.
يشرح سومر هزيم، مدير الفندق وصاحبه، المراحل التي مر بها البيت حتى أصبح جاهزا ليكون فندقا: «اشترينا البيت قبل أربع سنوات وكان في حالة معمارية أقل من الوسط، حيث يبلغ عمر البيت نحو 120 سنة وخضع في تاريخه لعملية ترميم واحدة في عام 1940 فانطلقنا بترميمه وإصلاحه وأشرفت على ذلك والدتي ماري جرجور وهي مهندسة معمارية بحيث تمت المحافظة على كل عناصره المعمارية القديمة مع تجميلها وأبقينا على الأرضية كما هي حتى يشعر المقيم والزائر بمرور الزمن على بلاطها ولكن غيرنا الأسقف وأضفنا بعض الديكورات الجديدة وأبقينا الفرش القديم واستخدمناه بعد إجراء بعض الإصلاحات عليه وجاء أجمل من الفرش الحديث، والفندق على مساحة 130 مترا مربعا يضم سبع غرف في طابقين ففي الطابق الأول هناك ثلاث غرف مع سويت وفي الثاني ثلاث غرف ويضم البيت قبوا كان يسمى «بيت المونة» وقد استخدم كحمامات ملحقة بالغرف ولكن بالطراز العربي، حيث يتميز بتناوب الحجارة فيه ما بين الأحمر والأبيض والأصفر وهناك حمامات دخل فيها عنصر القيشاني كزخرفة معمارية تزين الأرضيات بألوانها الزرقاء والخضراء وبشكل معماري رائع والبيت مبني من الحجر البازلتي الأسود مع وجود زخارف متنوعة تسمى الطوان وخطوط عربية هندسية ونباتية ورسومات زخرفية رممناها واستفدنا منها بتنفيذ ما يشابهها في أمكان أخرى من البيت غير موجودة فيه وكأي بيت دمشقي تقليدي هناك الإيوان الذي خصص لجلوس النزلاء مع تقديم الضيافة الدمشقية لهم وبشكل مفتوح من النوكا وحلويات قمر الدين المجففة على شكل شرائح صغيرة، وفي باحة المنزل هناك البحرة التزيينية ومبنية من الحجر المزاوي العريق وما يميز الفندق أن النزيل فيه يشعر بالحميمية والعلاقة الخاصة مع إدارة الفندق وموظفيه بحيث يمكن للسائح أن يجالسهم ويتحدث معهم وكأنه بين أسرته، وما يميز الفندق أيضا الجلسة الشاعرية على سطحه المرتفع (التراس) حيث توجد طاولات وكراسي لاستقبال النزلاء والسياح من دون أي مقابل والجميل هنا أن الجالس على السطح حيث يشرب كأس شاي أو يقرأ في كتاب وهو في قلب المدينة القديمة يمكنه مشاهدة كل معالمها وحتى قسم كبير من مناطق دمشق الحديثة فارتفاع البيت ووجوده على تلة حيث صنف كأعلى منزل في منطقته سمح للجالسين بالاستمتاع بهذه المناظر الخلابة، خاصة في الليل حيث يشاهد أنوار دمشق متلألئة كما يشاهد جبل قاسيون وتراساته المرتفعة بأنوار جاداته المرتفعة فالمكان هنا يقدم للسائح منظرا لن ينساه وسيظل في ذاكرته لسنوات طويلة عندما يعود لبلده فالكثير من زوار الفندق كتبوا انطباعاتهم ومنها مثلا: إنك من دمشق القديمة ترى دمشق الحديثة بمنظر بانورامي جميل.
أمر غير عادي واستثنائي يقولها بكثير من الدهشة والتعجب هؤلاء. ومنهم من كتب معلقا: إنه لشيء رائع عندما أنهيت تجوالي في الأسواق القديمة ومع حرارة الصيف المرتفعة دخلت إلى الفندق فشعرت بباردة تسري بجسمي وتناولت كأس عصير بجانب نافورة الماء فأعطاني ذلك أحاسيس حميمية لن أنساها مطلقا! والفندق، كما يقول سومر، استقطب وعبر مسيرته القصيرة الكثير من الشخصيات الفنية العربية والأجنبية الذين ارتاحوا للإقامة فيه ومنهم عازف العود العراقي المعروف نصير شمة الذي كلما زار دمشق لا يرضى إلا النوم في فندقنا، حيث أعجبه المكان كثيرا وفيه يلتقي أصدقاءه ويعزف على عوده في جلسات شاعرية.
الخدمات التي يقدمها الفندق لنزلائه ومعلومات عنه تهم السائح: يقدم الفندق الكثير من الخدمات للسياح فهو يأتي بهم من المطار كما يؤمن لهم حجوزات لزيارة أماكن خارج دمشق مع تأمين وسيلة النقل لهم وحسب طلبهم، كما تقدم لهم كل المعلومات مكتوبة وعلى سيديهات عن الأماكن السياحية السورية والمطاعم التي يمكنه تناول الطعام فيها وتصنيفاتها وخصائصها وأسعارها والخدمات التي تقدمها لروادها، نحن نجيب عن أسئلة السائح قبل أن يسألها، التي يمكن أن تدور بذهنه وحتى تلك التي لم تخطر على باله. يقول سومر بكل ثقة بالنفس: «ويمكن للنزيل أن يشرب المشروبات الساخنة والباردة في باحة المنزل وبجانب البحرة وعلى تراسه، ويمكنه استخدام خدمات الإنترنت والهاتف في الفندق، والأهم من ذلك أن الوردة الشامية هدية في كل غرفة من غرفه.. أليس الفندق بيت روز؟!».
أسعار الإقامة في الفندق: وهو مصنف بفئة الثلاث نجوم، والتسعيرة المعتمدة في وزارة السياحة السورية هي 100 دولار أميركي للإقامة بالغرفة المفردة لليلة واحدة وفي السويت السعر 150 دولارا أميركيا، ويقدم الفندق أسعارا مخفضة في أشهر الصيف، حيث تنخفض عدد الوفود السياحية الأجنبية القادمة لدمشق والتي تستخدم فنادق دمشق القديمة بكثرة، حيث تنشط في فصلي الخريف والربيع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:20

المغرب

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.596527
زقاق قديم في مدينة طنجة
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel2.596527
مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel3.596527
اسواق شعبية بنكهة مغربية
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel4.596527
منظر بانورامي لمدينة دار البيضاء
رحلة إلى المغرب بلاد الشعب المضياف
كل مدينة فيها لها عالمها الخاص
يروي بعض الأشخاص الذين التقيتهم في الرباط، أن جدران أحد القصور الموجودة في العاصمة مسحورة، وأن السبب في ذلك يعود إلى أن زوجة صاحب القصر، أتت بأفضل السحرة ليكتبوا لها على جدران القصر، أحجبة وأحجية وكلمات وجملا كثيرة تتعلق بالسحر، لكي لا تدخل القصر سيدة غيرها، ولكي لا تملك القصر سيدة غيرها، ولكي لا تسيطر على الرجل سيدة غيرها. مع ذلك، فإنه وبحسب الرواة أنفسهم، فقد تزوج زوجها بغيرها عدة مرات، والسيدات اللاتي دخلن القصر، لا حصر لأعدادهن ولا لأسمائهن. مع ذلك، فالمغرب معروف أنه بلد السحر، وثمة حكايات كثيرة وروايات شعبية وكلام كبير وكثير، حول علاقة المغاربة بالسحر وعلاقة السحر بهم. وفي المغرب ثمة إجماع، على أن أهل الخميسات هم أكثر المغاربة المهتمين والممارسين للسحر، مع ذلك فإن أهل هذه المدينة القريبة من العاصمة ينكرون ذلك بشدة. وثمة في المشرق من يقول إنه بالقرب من طنجة ثمة مغارة يدخلها المتبحرون في علوم السحر مرة واحدة في العام، ويبقون فيها لمدة عام، ينقلون خلالها العلم المكتوب على جدرانها ليستزيدوا منه في علوم السحر.

هذه القصة أيضا، تدخل في باب الخرافات، وبالقرب من طنجة، أي في المنطقة التي يلتقي فيها المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، ثمة مغارة تسمى هرقل، لكنها لا تغلق وليس لها أي باب، وميزتها أنها مفتوحة من جهة المحيط الأطلسي وأيضا من جهة البحر المتوسط، مما يعطيها ميزة نادرة، قلما توجد في مغارة حول العالم. وعلى الرغم من ذلك، فإن ما هو معروف عن المغاربة، أنهم مضيافون ويحبون الغريب، خاصة إذا كان آتيا من المشرق العربي. وللحق فإن الشعب المغربي من أكثر الشعوب ترحيبا بالضيوف، وقلما نجد شعبا يرحب بضيوف بلده كما يرحب المغاربة بضيوف بلدهم.

ثمة ميزة أخرى في المغرب يكتشفها من يزور هذا البلد المترامي الأطراف والمتعدد المناخ والثقافات. وهي أن لكل مدينة عالما مختلفا عن المدينة الأخرى، وعالما مغايرا خاصا بنفسه، فالانتقال من مدينة إلى أخرى في المغرب بمثابة الانتقال من عالم إلى آخر. إن على مستوى التقاليد أو طبيعة مجتمع كل مدينة وقرية وناحية، أو حتى على مستوى المناخ وطبيعة الأرض، أو حتى لناحية الألبسة التقليدية التي تختلف نقشتها وطريقة ارتدائها بين مكان وآخر.

يتناول هذا التحقيق رحلة بالسيارة امتدت على عدة مدن مغربية، بدءا من طنجة التي تعتبر بوابة أفريقيا على أوروبا، وأقرب نقطة التقاء بين القارتين، وصولا إلى مراكش، المدينة الكبيرة والجميلة التي أصبحت اليوم وجهة سياحية من كافة أنحاء العالم.
* باب المغرب الشمالي
* لم تكن الرحلة بالسيارة من فرنسا إلى المغرب صعبة فقط. لقد كانت شاقة ومتعبة، خاصة أن درجات الحرارة في إسبانيا، كانت تتجاوز الخمس والثلاثين درجة في الليل، الأمر الذي حول السيارة، حتى مع وجود التكييف، إلى فرن حقيقي. لكن للسفر في السيارة حسنات كثيرة، كما أنها ممتعة لناحية كونها تمر بدول ومدن وقرى، يمكن أن تشكل مادة معرفية وثقافية مهمة بالنسبة لسائح، لكن هذه الرحلة تشكل للعائلات المغربية التي تسكن في أوروبا وتزور المغرب سنويا، في إجازة الصيف، رحلة عذاب لا بد منها للوصول إلى الوطن الذي يربطهم به، رغم إقامتهم المديدة في بلدان أوروبا المتعددة، أكثر من مجرد حنين إلى الأرض. بل ثقافة متجذرة فيهم. وما زالت عادات وتقاليد وموروثات ذلك الوطن موجودة لم تفارقهم رغم المسافات التي تفصل بينهم وبينه.
نعرف طنجة أكثر من مجرد كونها مدينة تبدو لنا من على سطح السفينة. بعد مغادرة الخزيرات، آخر نقطة على الشاطئ الأوروبي، كما لو أنها ملاك يسبح على الشفة الأخرى من الشاطئ. نصل إلى مينائها كما لو أننا نعيد رحلة الفاتحين، لكن بالعكس. قبل قرون كانت طنجة المدينة. آخر نقطة على البر الأفريقي عبر منها الفاتحون إلى الأندلس. هناك وقف القائد الأمازيغي المسلم طارق بن زياد، وبكلام قليل دب في روح جنوده الحماس لعبور المسافة البحرية الفاصلة، والصمود في وجه العدو. وعلى البر الآخر، البر الإسباني، قال لهم جملته الشهيرة «يا أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر».
هذه المدينة لم تكن، طوال تاريخها المديد، مدينة عادية. بل هي كانت دوما الملجأ، سواء لفقراء الجبال والريف الذين كانوا يأتون إليها للعمل في مينائها، أو للحالمين بعبور المسافة المائية بينها وبين أوروبا، من أجل العيش في جنة الاغتراب. لكن غالبية هؤلاء إما يموتون في البحر، أو يصلون إلى الجنة الموعودة، ليعانوا شقاء الغربة ومرارها ما بقي لهم من عمر وحياة. وكم من واحد عاد وأخبر قصته للآخرين لكن دون جدوى. لقد كان كتاب الصحافي المغربي رشيد نيني «يوميات مهاجر سري» الأكثر دلالة على معاناة من يغادرون بلادهم وعائلاتهم إلى الجنة الأوروبية، التي تتحول إلى كابوس لغالبيتهم. ميناء طنجة ليس كبيرا جدا، ليس ضخما، كما يصور لمن لم يزر المدينة من قبل. صيت المدينة أكبر من مينائها بكثير، لكنه مع ذلك يشهد حركة دخول غير عادية للمغاربة الذين يزورون بلدهم في هذا الصيف الحار.
الطريق من طنجة إلى كازابلانكا لم يكن طويلا جدا، فالطريق السريع، الذي أصبح يمتد كشرايين الحياة بين المدن الغربية يعتبر من أكثر الأمور المهمة التي أنجزت في العشرة أعوام الأخيرة. وبات بالإمكان، بفضل هذا الطريق، اتخاذ الوجهة المناسبة والسير قدما دون أي معوقات تذكر، لكنها لم تكن طويلة لكثرة المناظر الجميلة التي تتمتع بها أرض المغرب. إن كانت القرى التي تزين بيوتها الجبال والسهول، أو المدن التي نمر بجانبها، أو ندور حولها دون أن ندخلها كفاتحين.
* عاصمة المال المغربي
* قد يكون عام 1920 يوم قرر المقيم الفرنسي العام في المغرب الجنرال لويس ليوتي، بناء ميناء الدار البيضاء أو كازابلانكا هو اليوم الذي خرجت فيه هذه المدينة إلى الضوء، كما امتدت إلى خارج الأسوار.

هناك مقابل ما يعرف اليوم بمطعم «سكالا» الواقع على حافة السور الذي بناه البرتغاليون قبل قرون من بناء الميناء. وبدأت المدينة التي هي اليوم قلب المغرب الاقتصادي تنمو وتكبر. الرحلة إلى المغرب تبدأ عادة في الدار البيضاء، أو المدينة البيضاء التي لم تعد تشبه اسمها، فالأبنية التي خطط لها هنري بروست المهندس المتخصص في المدن في عام 1920 وأكملها من بعده المهندس الفرنسي أيضا ميشال إيكوشار في عام 1950 وسميت بحي الآرت ديكو أو الحي الأوروبي، الذي كان تحت الحماية الفرنسية، وكان معظم سكانه من الأوروبيين. هذا الحي كان يضم مركز المدينة والمباني الإدارية إلى جانب حديقة الجامعة العربية اليوم وساحة محمد الخامس، التي تمتلئ بطيور اليمام طيلة الوقت، إلى جانب الحديقة الطويلة التي تقسم الحي إلى قسمين وهي مزروعة بأشجار النخيل. هذا الحي اليوم لا يشبه ما بني عليه، الأبنية التي كانت بيضاء غالبيتها متسخة جدا، وبعضها من كثرة الغبار وقلة الاهتمام أصبح لونه أسود. لكنها مع ذلك تعطي لمحة مهمة عن ماضي المدينة الجميل وحاضرها الأنيق، لكن في بعض الأحياء باستثناء الحي الذي يرمز لاسم المدينة.
ترمز الدار البيضاء إلى حلم المغاربة بالتطور وتحقيق الثروة. المدينة التي يزيد عدد سكانها على ستة ملايين نسمة بحسب الأرقام الرسمية. وزيادة مليونين على هذه الأرقام، حسب التقديرات غير الرسمية. لم تعد مجرد مدينة فيها عدد هائل من المصانع، ويرتكز فيها محور العمل التجاري، ليس في المغرب فقط، بل في أفريقيا. وإنما هي المدينة التي فتحت أفق الحلم أمام البؤساء والحالمين بتحقيق الثروة، وأيضا مدينة عاشها بكل تفاصيلها وكتب عنها بكل تفاصيلها أحد أهم الكتاب المغاربة محمد زفزاف، وكذلك كتب عنها رفيقه إدريس الخوري. وهي المدينة التي تعتبر ثاني أهم مركز للقرصنة المعلوماتية في العالم، المتمثل في سوق درب غلف، التي لا يخضع للرقابة على الإطلاق.
والحق أن كازابلانكا تعيش أجواء نزعة نحو التغريب، حي المعاريف الذي يتوسطه برجا المدينة العملاقان اللذان صممهما المهندس الإسباني ريكاردو بوفيل، يعتبر اليوم أحد أهم الأحياء العصرية في المغرب والبلاد المجاورة له. مقاه كثيرة ومحلات لأهم الماركات العالمية ومطاعم بكل اللغات وملاه ليلية ومراكز تسوق. الزيارة التي استمرت لعدة ساعات إلى هذا الحي وإلى شارع أنفا القريب، أبرزت صورة المغرب الحديث بشكل جلي. كما أظهرت المتناقضات التي تعيشها المدينة. ثمة الكثير من الغنى الفاحش وكذلك هناك منظر الفقر المدقع. هذا الأمر لا يقتصر على الدار البيضاء. هذه ميزة كل المدن الكبرى في العالم، مدن الأحلام، لكن الدولة المغربية على ما علمت تسعى ومنذ سنوات لإزالة مشاهد الفقر من المدينة. لم تعد أحياء الصفيح موجودة بشكل كثيف كما كانت عليه في السابق. ورغم أنها موجودة قليلا، فإنها محاصرة بالأحياء الراقية، كما في حي كاليفورنيا الراقي.
تتمتع كازابلانكا بعدد لا يحصى من المطاعم والفنادق الفاخرة. وهي تشتهر، إضافة إلى المطبخ المغربي الشهير والغني، بعدد لا يحصى من المطاعم التي تقدم الأطعمة البحرية، وعلى مدخل الميناء الخاص بالصيادين، يوجد أشهر مطعم للمأكولات البحرية في المدينة، كما توجد مطاعم كثيرة في داخل المدينة وخارجها.
* مراكش أو المدينة الحمراء
* لم تكن هذه الزيارة الوحيدة لي إلى مراكش. أتيتها قبل ذلك بالقطار وكذلك بالطائرة، وتجولت في محيطها وكذلك تعرفت على جبال الأطلس القريبة منها، خاصة منطقة أوريكا الجبلية التي تختزن في طيات جبالها الشاهقة أجمل القرى المشيدة بالطين منذ مئات السنين، لكن الرحلة بالسيارة إلى مراكش حافلة أكثر بالمناظر الطبيعية، والقرى النائية وتلك القرى التي تصطف على الطريق كما لو أنها مخازن بشرية، لكن توجد مدن أيضا برشيد التي استقبلتنا ما إن خرجنا قليلا من كازا، المدينة الجميلة وكذلك سطات، والكثير من القرى الرائعة وناسها الطيبين. المغاربة شعب بالغ اللطف مع الغرباء. هذه الميزة موجودة كثيرا في القرى التي يتمتع ناسها بألفة جميلة.
منذ الزيارة الأخيرة إلى المدينة طرأ عليها الكثير من التحسينات. مراكش اليوم مدينة عالمية، سكانها من كافة الجنسيات على وجه الأرض. مدينة أصبحت تتكلم لغات كثيرة دون أن تتنازل عن طابعها المميز عن لونها وعما تمثله للمغرب بشكل عام. المدينة بنيت منذ ألف عام تقريبا، بنيت بسبب الحب، لونها الأحمر ليس بعيدا عن قصد بنائها، حين قرر يوسف بن تاشفين التعبير عن حبه لزوجته زينب النفزاوية فبنى لها مدينة. حتى كلمة «أمور» التي يستعملها الأمازيغ في وصف البلاد ليست بعيدة عن الحب. اليوم تعتبر ساحة جامع الفنا في قلب المدينة ملتقى للسياح والعشاق والمحبين وسكان الصحراء، وكذلك سكان القرى الذين يأتون إلى للمدينة للتبضع. مراكش الممتلئة بالحدائق القديمة، تعتبر المدينة الأولى بالعالم، التي حافظت على حدائقها من الهلاك. حديقة المنارة التي تعد واحدة من أقدم الحدائق في العالم بنيت في القرن الثاني عشر. اليوم وباستثناء حديقة سيغاريا في وسط سريلانكا، فإنه لا يوجد حديقة أقدم من المنارة.
حيث أسست في القرن الثاني عشر بعد مائتي عام من تأسيس المدينة. وهي تتميز بأنها تحتوي على عدد هائل من الأشجار المثمرة وكذلك على بركة كبيرة يتوسطها المكان الذي كان مخصصا لأحد ملوك الموحدين. الحديقة الأخرى هي حديقة أكدال التي أسست في نفس الفترة وهي كانت خاصة بزوجة الإمام عبد المنعم أحد أئمة الموحدين.

أما الحديقة الحديثة بين هذه الحدائق الضخمة في تاريخها ومساحتها فهي حديقة ماغوريل التي يملكها مصمم الأزياء الفرنسي الراحل إيف سان لوران، وهي المكان الوحيد في المدينة الذي لم تصبغ أبنيته باللون الأحمر، بل بالأزرق وقد أسسها في بداية القرن العشرين الفنان الفرنسي جاك ماغوريل. اليوم هذه الحديقة تعتبر من أكثر الأماكن المقصودة من قبل السياح وأهل المدينة، لما تحتويه من مناظر خلابة وجميلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:23

حزين (الجنوب اللبنانى)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.599470
هدايا جزين الفاخرة
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel2.599470
تعتبر هذه الصناعة مورد رزق نصف أهالي المدينة
جزين.. عروس الجنوب اللبناني
الهدايا الجزينية صناعة حرفية لبنانية يتبادلها رؤساء الجمهوريات
إذا مررت ببلدة جزين الملقبة بـ«عروس الجنوب» لا بد أن تستوقفك واجهات المحلات التجارية المختصة في بيع الهدايا الجزينية المؤلفة من ملاعق وسكاكين وشوك فضية ذات المقبض العاجي والمرصع بالذهب الخالص أحيانا والتي ترافق الموائد الفاخرة.
فهذه الصناعة التي تعود إلى القرن الـ17 استقدمها أهالي جزين عام 1770 من بلدة الباروك الشوفية فأجادوا صنعها واشتهروا بها وأصبحوا من كبار صناعها.
واعتبرت هذه الصناعة مورد رزق لنصف أهالي البلدة الذين لا يزيد عددهم على 40 ألف شخص موزعين على مساحة لا تتجاوز 2120 هكتارا. ويتنافس محترفو هذه الحرفة اليومية في ابتكار الأشكال والرسوم والزخرفة التي تزين القبضات المصنوعة بعض الأحيان من قرون الحيوانات أو عظامها وتأخذ شكل طاووس أو عصفور أو سمكة أو إوزة، وغيرها وتصبغ بألوان مختلفة كالأزرق أو النبيذي أو الذهبي وغيرها لتتلاءم مع مختلف الأطباق المقدمة على الموائد. ويؤكد سهيل حداد، أحد رواد هذه الصناعة، أن الهدايا الجزينية ما زالت تعتبر في مقدمة الأواني أو الهدايا الفاخرة التي تقدم للشخصيات المعروفة. ويختلف زبائن هذه الهدايا تبعا لسعرها وقيمتها فعادة ما يختار الأثرياء والطبقة الراقية المجموعة المؤلفة من أكثر من 100 قطعة مصنوعة من العاج الخالص أو المطعمة بالذهب. وتفوق تكلفتها 10 آلاف دولار، بينما أصحاب الدخل المتوسط أو المحدود يختارون بعض القطع أو طاقما صغيرا للسلطة أو «الجاتوه» وما شابه تتراوح تكلفتها بين 200 و1500 دولار. واضطر أصحاب هذه الحرفة مؤخرا إلى اللجوء إلى مواد صناعية أخرى مشابهة مستوردة من ألمانيا أقل تكلفة من المواد المستعملة عادة في صناعتها، وذلك بسبب ندرة وجود المواد الأولية المستعملة في هذه الحرفة، خصوصا أن قرون الماشية هي في حالة اندثار وتتطلب وقتا أكثر لتقويمها. لتلبية رغبات الأشخاص الذين لا تسمح لهم ميزانيتهم المادية بشراء الفاخر منها فيهبط سعرها إلى النصف وأحيانا أقل، ولكنها تكون أقل جودة وقيمة من تلك الأصلية ويمكن صناعتها في وقت أقل أيضا.
أما طريقة صنع القطعة التي تدخل في خانة «القردحة» فتمر بمراحل عدة تبدأ بقص القرن وتقويمه على النار ثم إعطائه الشكل المطلوب ومن ثم يتم حفره أو نقشه حسب الرغبة وبعد أن يضرب بالشاكوش يبرد بورق الزجاج ليصبح ناعم الملمس. وتتنوع هذه الصناعة ما بين أدوات المائدة والزينة وأدوات الماكياج النسائية لتشمل أيضا أدوات المكاتب من قطاعة ورق وعلاقة مفاتيح وحاملة سيجارة وغيرها. أما أحدث أنواع السيوف وأجملها فقد تمت صناعتها تحت اسم «ذو الفقار» وقد أهديت إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري فأضافها إلى مجموعة الهدايا الفاخرة التي يملكها.
واعتاد رؤساء الجمهورية اللبنانية تقديم هذه الهدايا في المناسبات الرسمية وعندما سأل الرئيس اللبناني الراحل فؤاد شهاب نظيره الرئيس الفرنسي آنذاك شارل ديغول عن الهدية الرمزية التي يرغب في الحصول عليها من الفن الحرفي اللبناني أجابه: «أي طاقم من الصناعة الجزينية». وقد سبق للرئيس اللبناني الراحل أيضا شارل حلو أن أهدى إحداها إلى كل من الملك فيصل بن عبد العزيز وعبد الرحمن عارف (حاكم العراق الراحل) وكذلك لشاه إيران. وكانت عبارة عن مجموعات من السكاكين والشوك وتوابعها مطعمة بالعاج والذهب الخالص، حتى إن مجموعات مشابهة لها مؤلفة من سيوف وخناجر قدمت أيضا من قبل وزراء وشخصيات سياسية لبنانية لزعماء عرب وأجانب لما تحمله من فن ودقة ومهارة يدوية.
أشهر محترفي هذه الصناعة في جزين هم من آل حداد وحبيب وجبور وجرجس عبد النور وفريد عون وغيرهم وتوالى شباب جزين على إتقان هذه الصناعة التي اعتبروها جزءا لا يتجزأ من تراثهم العريق فحافظوا عليها من جيل إلى آخر ونقلوها إلى أولادهم وأحفادهم.
ويؤكد النائب الجزيني السابق إدمون رزق أن هذه الصناعة تقتصر على جزين ولا يمكن تقليدها؛ لأنها تتطلب دقة في التنفيذ. وأشار إلى أن بعض رواد هذه الصناعة يملكون شهادات وبراءات رسمية بأعمالهم وبالخصوصية التي يستعملونها في الزخرفة كمن استبدل مثلا نقش رأس العصفور العادي برأس طير البجع. وأوضح أن مراحل تكوين السكين أو المقبض بشكل عام يتطلب وقتا وفنا، خصوصا أن قرون الماشية المستخدمة في هذه الصناعة باتت نادرة وتقويمها بات صعبا.
وأكد النائب السابق رزق أنه شخصيا لا يتنازل عن تقديم هذه الهدية في المناسبات الرسمية وغيرها؛ لأنه يعتبرها رمزا تراثيا تجب المحافظة عليه. وقد أهدى عام 1970 طاقما مؤلفا من 120 قطعة مصنوعة من العاج للرئيس المصري جمال عبد الناصر وأخرى للحبيب بورقيبة والملك الحسن الثاني والأمير عبد الله وحافظ الأسد.
بشارة رحيم، أحد محترفي هذه المهنة منذ أكثر من 50 عاما، اعتبر أن زبائن هذه الحرفة معروفون ويبحثون عن الجديد فيها ولا يستغنون عن تقديمها كهدية قيمة وأن البعض يوصي عليها قبل أشهر لتسلمها في موعدها المحدد لما تتطلب من جهد وعمل. ورأى أن البال الطويل هو من أهم مقومات هذه الصناعة وركيزة أساسية للإبداع فيها، كما أن النساء في استطاعتهن العمل في مضمارها؛ لأنها لا تحتاج إلى قوة بدنية بل إلى فن وابتكار.
أما سمير حداد، المعروف بـ«أبو طوني» (75 عاما)، فيؤكد من جهته أن الهدية الجزينية تضاهي أهمية أجمل الهدايا الموقعة من كريستوفل في باريس وكريستينر ومتاجر هارولد في بريطانيا وغيرها من المحلات والغاليريهات العالمية. وأشار إلى أن أحدا لا يمكنه أن يقلدها لما فيها من عمل وتفان. أما حلم سمير حداد فهو تزيين عمارات بيروت بالطريقة نفسها ليصبح لبنان جنة مزخرفة بحد ذاتها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:30

مدينة مراكش(المغرب)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.615906
شارع جليز بمراكش
السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel2.615906
باب محطة القطار بمراكش، الذي استلهم شكل الأبواب التاريخية بالمدينة، والذي يتوسط شارعي «جليز» و«فرنسا»
شارعان يلخصان مراكش السياحة والمقاهي والمطاعم وجميع الثرثرات
إيقاع حياة مشرعة على الفرح وراحة البال ولا تلغي التعلق بالذاكرة والتراث
تعرف المدن، ببناياتها الأثرية ومتاحفها، كما تشتهر بساحاتها وشوارعها. من أشهر الشوارع والساحات العالمية والعربية، نذكر «الحمرا» في بيروت و«محمد علي» في القاهرة و«الشانزليزيه» في باريس، و«الرامبلة» في برشلونة. وإذا كانت ساحة «جامع الفنا» هي أشهر ساحات مراكش، فإن «جليز» و«فرنسا» هما أشهر شوارعها. وليس «جليز» إلا اسم شهرة للشارع الذي أخذ هذه الأيام اسم «محمد الخامس» عنوانا رسميا، عوض تسمية «جليز»، التي يتشبث بها أهل المدينة وزوارها.
يمتد شارع «جليز» على مسافة كيلومترين، تقريبا، ما بين باب «النقب»، أحد أبواب مراكش التاريخية، على الجهة المؤدية إلى ساحة جامع الفنا، والبناية القديمة لمقهى «السفراء»، المحاذية لشارع عبد الكريم الخطابي، المفتوح بدوره على «بين القشالي» و«جبل جليز»، أي أنه يوجد خارج سور المدينة القديمة، ضمن حي «جليز»، الذي شيد خلال فترة الحماية، الشيء الذي يعني أن تاريخ الشارع القصير في سنواته لم يمنع أن يصير الشارع أحد أشهر شوارع مراكش والمغرب.
وتعود تسمية «جليز»، بحسب البعض، إلى التسمية التي كانت تعرف بها منطقة جبل «جليز»، والتي يقال عنها إنه تم تحويرها من عبارة «أدرار نإيجليز»، التي هي تسمية أمازيغية، إذ تعني مفردة «أدرار» الجبل، أما «النون» فتعرف ما بعدها، فيما «إيجليز» تعريف لحشرة صغيرة الحجم وسوداء.
ويمثل شارع وحي «جليز» مقياسا لمعرفة التحولات التي ارتبطت المدينة الحمراء، ما بين بداية القرن العشرين ونهايته، وصولا إلى الحاضر، الذي صار متسارعا في تحولاته: عمارات تملأ الفراغات ومحلات تجارية ومطاعم ترافق زوارا اختاروا السياحة أو الاستقرار بالمدينة الحمراء. ومن مميزات شارع «جليز» أنه فسيح وعريض.
في المساء، رجال ونساء من مختلف الأعمار والثرثرات، يأتون على صهوة الضيم ممتطين شعرا راقصا أو أغنية بكلمات نزارية ولحن عراقي، وفي البال بقايا أغنية مصورة لنانسي عجرم، وكارول سماحة أو هيفاء وهبي. رجال وكفى. كل يبحث عن من تفتر عطرها لتغمسه فيه. كل يقاوم هروبا ضاغطا نحو أجساد تتمايل في غنج، وهي تغزو كل مساء شارع جليز. جميلات يحملهن الغروب عبر الشارع، كما لو أنهن خرجن لتوهن من إحدى «حكايات» ستار أكاديمي. جميلات وجميلات. فاتنات ينتعلن أحذية رياضية وسراويل جينز على الموضة، وينتهين من التأثيث لشكل الجسد بشعر على النصف أو يلهث في الخلف، على إيقاع حياة مشرعة على الفرح وراحة البال: حداثة متسارعة لا تلغي التعلق بالذاكرة والتراث، من خلال مراكشيات، ما زلن يصنعن بالجلابيب البلدية الغوايات القصوى.
يشتهر شارع «جليز» بأروقته التي تعرض لوحاتها ومنحوتاتها على مدار العام، كما ينفتح على أزقة وشوارع يمكن أن تشكل فرصة حديث متشعب عن المدينة، خاصة شارع محمد السادس، الذي كان يسمى، حتى وقت قريب شارع «فرنسا». ليل شارع «محمد السادس» جميل وهادئ. هو شارع من 5 نجوم: مقاه وفنادق باذخة، فيما «المسرح الملكي»، على الجانب، يستمتع بأضوائه الجميلة، التي ترخي عليه هالة خاصة، تحتاج، فقط، إلى مزيد من اللذة الثقافية. غير بعيد من «المسرح الملكي»، تنتصب بناية «قصر المؤتمرات»، الذي اعتاد استقبال تظاهرات علمية وفنية كبرى، من قبيل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حيث يجتمع السينمائيون المغاربة إلى بعضهم، وإلى آلامهم وآمالهم. من السينمائيين المغاربة من يحمل فنا. منهم من يدعيه.
تغيرت التسمية، فتحول شارع «فرنسا» إلى جزء من شارع «محمد السادس»، الممتد إلى عمق «دوار الهنا» وبقايا مصنع السكر، الذي قايض السعديون (أسرة حكمت المغرب في الفترة ما بين 1554 و1659) بسكره رخاما إيطاليا. ذهب السكر مشروبا، وأثث الرخام لذاكرة التاريخ، عبر أثارات المدينة. شارع «محمد السادس» هو تلخيص لما تبحث عنه مدينة مراكش، على مستوى استقطاب المشاريع السياحية والتخطيط لبناء عمراني باذخ.
بنايات أشبه بالقصور، ولغة المال والرفاهية ترتب للمكان. لن يكون للفقر مكان، هنا. ومن يدري، فربما تصلح «تامنصورت» ما أفسده الفقر. شارعا «محمد السادس» و«جليز» بوجه آخر هما مقاه ومطاعم برواد من مختلف الجنسيات والثرثرات. هي مقاه ومطاعم يرتاح إلى كراسيها رواد يستهلكون، في غالبيتهم، الكلام والدخان والكلمات المسهمة، ويتعجبون لأشياء كيف حدثت ولأخرى كيف لم تحدث، أو ليلعنوا الوقت الصعب والزوجات والأزمنة التي تزوجوا فيها، على رأي الكاتب حسان بورقية: قهوة نص – نص، قاسحة أو خفيفة. هنا، لا تهم جودة المشروب. المهم، أن تكون زاوية الرؤية مواتية لرصد حركة ووجوه الغادين والرائحين.
تتوسط «مراكش بلازا»، النسخة المعاصرة لـ«ساحة جامع الفنا»، وشارع «جليز»، حيث محلات «لاسينزا»، و«لاكوست»، و«مانغو»، و«أديداس»، و«إيطام»، و«مروة»، و«سبور بلوس»، وغيرها: محلات تعرض أغلى الماركات العالمية من أحذية وسراويل وقمصان وساعات وديكورات، وملابس أخرى قد لا تعرف كيف يمكن للبعض أن يقنع «جسمه» بارتدائها، أما المقاهي فلا يجلس فيها إلا من امتلك دفء الجيب وملكت كيانه حلاوة الحياة.
إلى الجانب الأيمن من الساحة، ونوافيرها الثلاث، المستطيلة، ينتصب مطعم «ماكدونالدز»، الغاص، على امتداد ساعات النهار والليل، بشباب مغربي منفتح على العصر، وعلى بعضه البعض. على بعد خطوات من رائحة الـ«تشيز بيرغر»، تنتصب بناية «زارا»، بطبقاتها وسلالمها الكهربائية وهوائها المستورد. في الجهة الأخرى، القريبة من ساحة 16 نونبر، التي تحتفي بماء نافورتها، ينتصب محل «دجاج كنتاكي».
الجلوس إلى مقاهي ومطاعم شارعي «جليز» و«فرنسا»، يصبح بلا طعم، حين تستبد بك الرغبة في ساحة جامع الفنا. الطريق إلى الساحة ينقل لحركة متواصلة، فيما مساء الشارعين وفيّ لطقوسه وعاداته. سيارات ودراجات نارية وهوائية، وراجلون لا يقلون هوائية تتقاذفهم الأرصفة والطرقات، فيما صومعة «الكتبية» في امتداد النظر، كما لو أنها حارسة للمكان وناسه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:36

متحف تدمر الوطنى

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.620071
متحف تدمر الوطني.. ومعروضات تصيبك بالدهشة
ساعتان فيه لا تكفيان
قد تشعر في داخلك بشيء يمكن تفسيره بأكثر من معنى وأنت تتجول في أوابد مدينة تدمر التاريخية الشهيرة عاصمة البادية السورية، وهذا أمر طبيعي كونك تعيش بين معالم مملكة استثنائية أسستها ملكة استثنائية عاشت فترة زمنية غير عادية رغم قصرها حيث الزمن الروماني الكاسح في ذلك العصر.. ولكن الشعور الوحيد الذي سينتابك ليس له سوى تفسير واحد وهو الدهشة وأنت تتجول في أروقة وحدائق متحف تدمر الوطني الذي يحتفل القائمون عليه في هذا العام 2011 بذكرى عيده الخمسين حيث تأسس في يوم 6 أغسطس (آب) من عام 1961 في مدينة تدمر العصرية وفي وسط الساحة التي أخذت اسم ملكتها الرائعة زنوبيا في مبنى من طابقين يواجه مبنى بلدية المدينة.

ومما لا شك فيه فإن شعور الدهشة الذي ينتاب كل من يزور هذا المتحف الرائع ينبع من تلك المقتنيات التي يعرضها في قاعاته القليلة التي تضيق عن استيعاب آلاف المكتشفات التي يعثر عليها كل عام في مدينة تدمر الخالدة وباديتها الشاسعة، ورغم ذلك فكفيلة تلك المقتنيات المعروضة بأن تقدم لك بانوراما لتاريخ وعراقة هذه المدينة والمملكة الحلم وملكتها الأسطورة زنوبيا.

الوصول إلى المتحف: زيارة المتحف ممكنة في أي يوم من الصباح وحتى ساعات المساء حيث لا يوجد يوم عطلة أسبوعية والوصول لمتحف تدمر الوطني سهل جدا خاصة لمن يكون قد أنهى جولته في المدينة القديمة ومعالمها المتنوعة وقلعتها الجميلة المطلة على واحة وأوابد تدمر والمسماة قلعة فخر الدين المعني، فبعد ساعات من التجول بين هذه الأوابد لا بد عزيزي السائح والزائر أن يكون ختام زيارتك مسكا (كما يقول المثل الشعبي) والمسك هنا زيارة متحف تدمر الذي يمكن الوصول إليه سيرا على الأقدام وستستغرق زيارة المتحف نحو ساعتين على الأقل لتتمكن من الاستماع بمشاهدة جميع معروضاته وبمنظر حديقته الجميلة التي تحولت هي الأخرى لمتحف هواء طلق.

اطلب بطاقة الدخول من استعلامات المتحف على بابه الخارجي وهي بقيمة 3 دولارات، في المدخل الخارجي للمتحف سترى «أسد تدمر» المكتشف في معبد اللات عام 1977 وهو يرمز للربة العربية اللات كربة للحرب وكان الأسد رمز القوة الذي ينفذ قوتها وعلى يده اليسرى كتابة تدمرية تقول: «أن الربة اللات تبارك كل من لا يسفك الدم في المعبد» وهذا يعني حق اللجوء إلى المعبد فمن دخله فهو في سلام وتعود منحوتة أسد تدمر إلى القرن الأول قبل الميلاد ويجسد – كما يقول الباحث الأثري خالد أسعد مدير آثار تدمر السابق – التقاليد العربية في فنون نحته وما يرمز إليه، بعد ذلك لا بد أن تشاهد وأنت تدخل البهو الداخلي للمتحف كهفا مصنوعا قبل 47 عاما يمثل الحياة في الكهوف في عصور ما قبل التاريخ حيث يقدم تجسيدا للكهف الأصلي الموجود على مسافة نحو 22 كلم غربي تدمر الذي نقبت فيه مع عدد من الكهوف بعثة أميركية في عام 1955 وتابعتها بعثة يابانية في بداية سبعينات القرن الماضي وكشفت عن بقايا عضوية وأدوات صوانية لإنسان العصر الحجري القديم والأوسط وسترى في الكهف (المقلد) نماذج الإنسان المعروف بالإنسان العاقل الذي لجأ إلى الكهف ثم بدأ تدريجيا يقترب من مصادر المياه حيث جذبه نبع أفقا التاريخي الشهير قرب تدمر وأسس بجانبه مساكنه البدائية.

التجول في قاعات المتحف: بعد زيارة الكهف انطلق لزيارة قاعات المتحف حيث سترى معروضات مدهشة حقا في طابقي المبنى التي تقدم لك بانوراما رائعة لمنجزات الفن التدمري من منحوتات وفسيفساء ومصنوعات ذهبية وبرونزية وفخارية وزجاجية وجصية كما سترى في جناح المتحف الغربي نماذج من الفن الإسلامي ونماذج من صخور البادية وخاماتها ومستحاثاتها وخرائط طبوغرافية لواحة تدمر وغير ذلك.

نبدأ جولتنا في قاعات المتحف الأرضية، ففي القاعة الأولى نرى مجموعة من الكتابات الدينية والتذكارية وهناك لوحة تحوي موجزا عن اللغة والكتابة التدمرية وإلى جوارها قاعدة تأسيس معبد بل المؤرخة في عام 32م وفي وسط القاعة مجموعة من المذابح النذرية المكتشفة بين أعوام 1947 و1978 في مدخل نبع أفقا، ولو نظرنا إلى جدار القاعة الجنوبي سنشاهد حاملة تمثال عليها كتابة يونانية، التمثال تقدمة من نقابة الدباغين وصانعي القرب في تدمر إلى (صاحب السمو حيران بن الملك أذينة عام 258م).

نذهب إلى القاعة الثانية حيث نشاهد في وسطها مجسما لمعبد بل كما كان قبل تهدمه وهو من تصميم الفنان وفا الدجاني كما نرى في جدار القاعة الشرقي قوسا لربة الظفر المجنحة تحمل إكليلا من الغار وسعف نخيل وهناك لوحة لكاهن يولد من صدفة وهناك لوحة ذات إطار مزخرف تضم تمثال «إله الفصول والمواسم» ومحرابا صغيرا وفي أسفلها عدة نسور توحي بأنها تحملها وفي الأعلى نسر يفرد جناحيه، فيما جدار القاعة الغربي يضم أفاريز من الزخارف النباتية والهندسية تعود إلى معبد بل القديم في القرن الأول قبل الميلاد.

نتوجه بعد ذلك للقاعة الثالثة من المتحف لنشاهد معروضاتها التي هي عبارة عن مجموعة من النحت المدني الذي كانت تماثيله تزين شوارع المدينة ومعابدها وأعمدتها التذكارية تخليدا لشيوخ تدمر وفرسانها ورؤساء قوافلها وهجانتها ووجهاء المدينة وتجارها وهي تماثيل بالحجم الطبيعي حيث يرتدي أشخاصها الملابس المحلية التدمرية وهي عبارة عن ثوب طويل فوقه عباءة تلتف حول الكتف والشخص ينتعل صندلا أو هناك من يرتدي قميصا وسروالا مطرزين بخيوط ذهبية أو فضية أو من القصب وهو اللباس المستورد من بلاد فارس للطبقات الميسورة في المدينة، وفي جدار القاعة الغربي هناك لوحة نحتت عليها سفينة وربانها كانت تنقل التجارة ما بين ميناء تدمر في ميسان على الخليج العربي ومينائها على نهر الفرات والمسمى دورا أوروبوس أو الصالحية، تعرفنا اللوحة النادرة على أسماء بعض التدمريين الذين كانوا يمتلكون سفنا في الخليج العربي والمحيط الهندي وعلى الجدار الجنوبي من القاعة نشاهد لوحة تضم ضابطا وبعض الجنود الذين يحفظون الأمن على الطرق التجارية مع إبلهم وخيلهم وأسلحتهم وهم ما يسمون الهجانة أو حرس الحدود.

وفي الرواق الغربي من القاعة هناك لوحات منحوتة لبعض الأرباب التدمريين مجتمعين ومنفردين حيث بذل الفنان التدمري – كما يقول الباحثان الأثريان خالد أسعد وعدنان البني – جهدا في إضفاء صفتي الجمال والقوة على أربابه فصورها تقود العربات الحربية وتلبس الدرع وتشرع الرماح وتركب الجمال والخيول وتشهر السيوف وترمي السهام وتقف في صفوف أو تسير في المواكب، وفي وسط الرواق مجموعة من الخزائن التي تضم أواني فخارية وزجاجية وبطاقات الولائم الدينية يحملها المدعوون إلى المعابد في المواسم وعلى البطاقة صورة صاحب الدعوة وهناك مجموعة من السرج والمباخر الفخارية، كما تضم الخزائن مجموعة من المصنوعات البرونزية المختلفة والنقود الفضية والبرونزية والنحاسية والدنانير الذهبية التي تعود للقرنين السادس والسابع الميلاديين ومنها دينار للخليفة محمد المهدي من القرن التاسع الميلادي، ونشاهد في جدار القاعة الشمالي لوحة فسيفساء لأسكولاب رب الطب ورمزه الثعبان. ننتقل بعد ذلك للقاعات الثلاث المتبقية من المتحف نشاهد فيها مجموعة من السرر الجنائزية وتماثيل ومشاهد جنائزية عثر عليها في المدافن التدمرية لأسر معروفة ومنها أسرتا بولبرك وساسان التدمرية تعود للقرن الثالث الميلادي.

كما يمكننا مشاهدة القاعة الجصية في المتحف وهي من أحدث القاعات المؤسسة فيه قبل أشهر وتضم مجموعة من المقتنيات والتماثيل الجصية التي عُثر عليها عام 1975م وذلك عند بناء فندق الميريديان بتدمر (فندق الديديمان حاليا) وذلك في قاعة مخصصة لها في متحف تدمر الوطني وذلك بهدف إظهار ما لهذه القطع الجصية من أهمية كبيرة في تطور الأساليب الفنية الزخرفية في مدينة تدمر الأثرية خلال عصر الازدهار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 19:39

نهر العاصى (سورية)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.616962
دليلك إلى متنزهات نهر العاصي في سورية
رحلة النهر الذي عصى وتمرد على الطبيعة
يسمونه النهر الساحر، فهو بمياهه ومسطحاته الخضراء القائمة على ضفافه يسحر كل شخص يراه ويجلس بجانبه، ويسمونه النهر العاشق والنبيل، لأنه يقدم الخير والجمال لكل شيء يجاوره، ويسمونه النهر الحاضن، فهو ومنذ وجوده قبل آلاف السنين احتضن حضارات ومدنا قامت على ضفافه فوهبها الحياة والديمومة، وكثيرون أطلقوا عليه النهر الأسطورة حيث نسج اليونانيون والآشوريون حوله الأساطير والحق معهم فأطلقوا عليه اسم مرسيا (القتيل المظلوم) وآرانتو، وفي القرون الوسطى صار اسمه «آرونت» حيث هو اسم أول مهندس نصب جسرا فوقه (حتى الشاعر البحتري ذكره هكذا في قصيدة له يقول بها: وكم قطعت نهر الأوروند إليهم كتائب تزجى فيلقا بعد فيلق).. وهناك من أطلق عليه اسم التنين أو طيفون (التنين الأسطوري) الذي ضربته الصاعقة وحاول الهرب من النار المنتقمة فحفر مجرى متعرجا وهبط تحت الأرض وكان أن تسبب في انبثاق نبع ماء أصبح نهرا أطلق عليه اسم طيفون.. تسميات وأساطير ومنها أورانتس الجبار الهندي الذي تصدى لديونيس الغازي للهند.
ولكن يبقى الاسم الذي لم يتغير منذ قرن (العاصي) إنه النهر الذي سحر الكثيرين ولكنه عصى وخالف كل مسارات الأنهر التي تتواجد جنوبا فجاء هو (مقلوبا) حيث يأخذ ذات الشمال، والعاصي الذي يأخذ اسمه العربي هكذا بينما ما زال الغربيون والفرنسيون بشكل خاص يطلقون عليه اسم (ORNTE) الذي ينبع من الأراضي اللبنانية (وحتى ولادته تبعث فيه الدهشة ـ يؤكد الباحثون ـ) حيث منابعه من منطقة بعلبك اللبنانية والهرمل ليدخل الأراضي السورية مخترقا فيها مدنا وقرى وأريافا وسهولا تحولت بفضله إلى غابات خضراء ومناطق سياحية بامتياز، وفي رحلته الأبدية من منبعه وحتى مصبه بطول 600 كلم حيث يصب النهر في آخر مشواره بسهل السويدية قرب بحيرة أنطاكية في تركيا ليصب في البحر الأبيض المتوسط.
متنزهات سياحية وبحيرات ونهر العاصي الذي يهب المدن السورية حصة كبيرة منه منذ دخوله الأراضي السورية من الأراضي اللبنانية وحتى خروجه منها عند منطقة جسر الشغور شمالا متجها نحو مصبه في البحر المتوسط، قامت ومنذ عشرات السنين على ضفافه الكثير من المتنزهات السياحية التي جذبت السياح من مختلف بلاد العالم ليستمتعوا بمنظره الرائع ومياهه الصافية في الكثير من الأماكن التي يعبرها حيث برع السوريون في استثمار ضفافه لجعلها أماكن غناء رائعة الجمال تقدم للسائح والزائر متعة الغوص في التاريخ من خلال عراقة النهر والأوابد القديمة القائمة بجانبه والتي يمكن للسائح التجول فيها والعيش لساعات في أحضان حضارات عمرها آلاف السنين، ومتعة أخرى وهي الجلوس بجانب ضفافه وترك النظر يأخذ مداه نحو الخضرة والجمال الطبيعي.
إنها رحلة طويلة، ساعات وساعات بل أيام جلنا بها تلك الأماكن الخلابة يرافقنا النهر الرائع عابرين بجانبه فلم ندر هل هو يرافقنا ونحن نعبر السهول الخضراء والمدن والقرى كأب حنون أم نحن والكثير من السياح والزوار الذين كنا نلتقيهم في رحلتنا مع النهر نرافقه بمشواره الأزلي، لا يهم ـ يقول مرافقي المصور والخبير بالمشهد الطبيعي ـ فالأهم هنا أننا نسير مع سحر النهر ولكن لا نتمرد عليه كما هو تمرد على الطبيعة فجاء عاصيا مقلوبا. بداية جولتنا في متنزهاته كانت من محافظة حمص التي تستقبل النهر قادما من لبنان من منطقة تل النبي مندو القائم على أنقاض مدينة قادش التاريخية، ورغم أنه لا يدخل المدينة من وسطها كما يفعل مع جارتها (حماة) إلا أنها تستقبله بأحسن ما يكون ولذلك أطلق الشعراء على حمص لقب جارة العاصي، فأسس الحماصنة ومنذ عشرات السنين المتنزهات الجميلة على ضفاف نهر العاصي، وخاصة متنزه الميماس الشهير والمتنزهات على بحيرة قطينة التي تستمد مياهها من نهر العاصي حيث تقع على مسافة نحو 12 كلم عن حمص إلى الجنوب الغربي منها، على ضفاف قطينة التي أنهكتها ولوثت مياهها المعامل التي قامت بجوارها ما زالت تستقطب السياح من مختلف البلدان حيث يبلغ طول شاطئها 30 كلم ومساحتها الكلية 61 كلم مربعا، هنا يمكن للسائح بعد أن يصل إليها من حمص بطريق معبدة بشكل جيد أن يجلس على ضفاف البحيرة مستمتعا بمنظر مياهها وحتى يمكنه صيد السمك بالصنارة لمن يحب هذه الهواية والاستمتاع أيضا بمداها الواسع وبمنظر الشمس وقت الغروب وهو بجانب البحيرة التي تشكل بحد ذاتها منطقة سياحية فريدة كما يقول المعنيون والمهتمون، فهي البحيرة الوحيدة في سورية التي تقع على اتجاه الرياح بحيث يمكن أن تساعد في استثمارها من الناحية السياحية لرياضة الشاطئ والألعاب المائية، ولأنها ما زالت تنتظر المستثمرين السياحيين لإقامة المزيد من المنتجعات السياحية على شاطئها فقد تم تكليف شركة خليجية متخصصة لإعداد دراسة متكاملة للاستثمار البحيرة سياحيا، ويمكن للسائح حاليا الجلوس ولساعات في الكثير من المنشآت القائمة بجانبها وتناول الطعام فيها. ويمكنه الانتقال بعده نحو المكان الأجمل في حمص وبجانب العاصي إنه «الميماس» المتنزه الكبير الذي يقع غرب حمص بنحو 4 كلم وقد تغنى به شعراء حمص القدماء والمعاصرون فعاش به ديك الجن الشاعر الشهير الذي قتل حبيبته ورد ليهيم بعدها على وجهه يكتب لها قصائد المرثيات لعشقه الدامي، كما أطلق الكثيرون على الميماس لقب لؤلؤة حمص وهو يستقطب بمتنزهاته السياح والزوار حيث يقدم لهم جلسات سيران شعبية مع وجود مدن الملاهي للتسلية وللعب الأطفال كما تقدم المتنزهات الشهيرة القائمة فيه الطعام والشراب والسهرات الفنية مع الاستمتاع بروعة المكان وبساطه الأخضر ومياه العاصي التي قامت هذه المقاصف السياحية بجانبها ومن أشهرها: ديك الجن وعبارة الميماس ومريسية والأهرام وأمير الندى وغيرها وجميعها مصنفة سياحيا بنجمتين، وفي الميماس يقام ربيع كل عام مهرجان سياحي تراثي جميل مع مهرجان للتسوق. ونهر العاصي في حمص الذي تعاني مياهه من التلوث نعلم ـ وكما علمنا من الجهات المعنية المحلية ـ أن هناك مشروعا قادما وبتكلفة نصف مليار ليرة سورية لتهذيب وتجميل النهر ضمن أراضي محافظة حمص سينطلق في عام 2011 ويتواصل على مدى 4 سنوات ليعود الألق له والجمال لمياهه في بعض المواقع المتلوثة منه.
المتنزهات في الغاب والروج وجسر الشغور نترك عاصي حمص ونتجه شمالا نحو مدينة حماة مرافقين النهر الذي يقطع الأراضي الخضراء والبساتين الغناء ويعبر بلدة الرستن التي تقع بمنتصف الطريق بين المدينتين حيث المسافة بينهما نحو ثلاثة أرباع الساعة، هنا في الرستن وحيث اشتهرت بسدها العملاق على العاصي أقيمت الكثير من المتنزهات والمنتجعات السياحية بجوار النهر والسد المرتفع بمنظر بديع حيث تقدم للزائر والسائح كل الخدمات مع السهرات الجميلة وهناك العديد من المطاعم والاستراحات التي تجاور النهر على طريق حمص – حماة والتي تقدم خدمات متنوعة للسائح ومنها: القصر والنورس وغيرهما، وفي مدينة حماة مدينة العاصي والنواعير حيث يخترق النهر المدينة في وسطها قامت الكثير من المنتجعات والمتنزهات السياحية الرائعة على ضفاف النهر وبجانب نواعيره الخالدة ومن هذه المتنزهات: الأربع نواعير على كورنيش العاصي شرق شمالي حماة بجانب نواعير البشريات والعثمانيات وهناك متنزه جسر المراكب وسط حماة في الساحة التي تأخذ من النهر اسمها أي العاصي وهو متنزه جميل يضم المقاهي والمطاعم ومتعة الجلوس على ضفاف النهر أمام نواعير المحمدية والمأمونية وبجانب أجمل حدائق حماة العامة وبجوار نواعير الجعبرية وغيرها يمكن للسائح الاستمتاع بمنظرها مع منظر النهر من خلال الجلوس في مطاعم وكافتيريا فندق أفاميا الشام الحائزة على 5 نجوم.
ونترك حماة لنتجه مع النهر وهو في رحلته غربا نحو الطريق المؤدي إلى البحر الأبيض المتوسط وإلى مدينة اللاذقية فعلى مسافة نحو 20 كلم تظهر لنا مدينة رائعة لتعلن بداية سهل الغاب الجميل، هنا في مدينة محردة أقيمت على العاصي الكثير من المتنزهات الجميلة وتواجدت المطاعم التي تقدم خدماتها للسياح ومنها: النجمة ومقصف نادي محردة وغيرها، ونتجه غربا نحو القلعة الشهيرة (شيزر) التي تجاور القرية التي تأخذ نفس الاسم وتطل على النهر بمنظر بانورامي جميل كما تطل على الناعورة الوحيدة القائمة في القرية على النهر، حيث يمكن للسائح الصعود للقلعة في كل أيام الأسبوع باستثناء يوم الثلاثاء حيث العطلة الأسبوعية وليستمتع بمنظر العاصي وبالسهول الخضراء بجانبه، بعد شيزر نتجه غربا وننعطف يمينا لنأخذ الطريق المتجه نحو منطقة الغاب ملتزمين بخط النهر، هنا تبرز لنا أوابد مدينة أفاميا الشهيرة التي ترافق العاصي في رحلته الأبدية وهنا تتواجد قلعة المضيق (أكروبول أفاميا) والتي تطل على النهر أيضا بمنظر جميل رائع حيث يعبرها العاصي، في سهل الغاب يعبر النهر ليهب الأرض اخضرارا وحياة فعلى مدى البصر ونحن في السيارة نقطع الطريق متجهين إلى مركز الغاب مدينة السقيلبية التي تبعد عن حماة 50 كلم بطريق جيد نشاهد بساتين القمح الواسعة ومزارع الشوندر السكري وغيرها تجاور النهر كما نشاهد السدود التي أقيمت على النهر من سد محردة وحتى اللطامنة وغيرهما، في السقيلبية وقراها تتوضع الكثير من المنتجعات السياحية بجانب النهر وبجانب الأماكن الطبيعية التي وجدت مع النهر ومنها طاحونة الحلاوة وبحيرات وجداول مياه وسواق ومن المتنزهات التي تقدم الخدمات للسياح هناك: جوين والشريعة والقصر وغيرها.
نترك سهل الغاب وجماله الأخاذ لننطلق مع النهر وهو متجه نحو محافظة إدلب شمال غرب، وخاصة نحو سهل الروج ومنطقة جسر الشغور حيث يتواجد أقدم جسر بني على العاصي وما زال قائما يستقطب السياح بمتنزهاته الشعبية القائمة بجواره وفي بلدة دركوش التي تبعد غربا بنحو 25 كلم عن جسر الشغور ما زال ميناؤها قائما حيث كان سكانها القدماء يبنون السفن على نهر العاصي ويمكن للسائح أن يرى في دركوش أجمل المواقع التاريخية القائمة على النهر الذي يشطرها إلى نصفين منذ آلاف السنين ومنها الأعجوبة منحوتة الملاح أوتنيحس التي ظهرت فوق مدفن قديم بجوار النهر بارتفاع 20 مترا حيث يظهر على شكل رجل وقور مرتديا قبعة خاصة بزي سادة العمل وذقن طويلة ينظر إلى البلدة نظرة حب حيث منحته دركوش لقب سيد الملاحين وكتب على مدفنه الملاح المحفوظ، في دركوش يمكن للسائح أن يشاهد ما تبقى من الجسر الروماني القديم على النهر والذي تهدم إثر فيضان النهر قبل 50 عاما وينتظر حاليا سواعد المرممين. وفي جسر الشغور وسهل الروج ودركوش وغيرهما من القرى والبلدات التي يعبرها العاصي ويجاورها وجدت الكثير من المنشآت السياحية لخدمة السياح والزوار وتقديم الطعام والشراب وألعاب التسلية للأطفال ومنها: الشلال ـ نهر العاصي ـ عشتار ـ آخ تمار وغيرها.
ونترك العاصي هنا، ليستمر في رحلته الأزلية متجها نحو مصبه النهائي في السويدية على البحر الأبيض المتوسط، حاملين في ذاكرتنا الكثير من الجمال والسحر عن هذا النهر الساحر كما حاملين معنا الأماني بأن يشهد النهر خاصة في محافظتي حمص وحماة حملة كبيرة لإزالة التشوهات البيئية والبصرية عنه كما سمعنا وعلمنا من المعنيين هناك، وليستمر النهر في تدفقه نظيفا رائعا على مدار العام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 20:22

مراكش وسياحة الأغنياء(المغرب)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.625502السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel2.625502
مراكش تبحث عن سياحة الأثرياء عن طريق ملاعب «الغولف»
حتى ساحة «جامع الفنا» صار لها «ملعب» خاص بها
وجدت لعبة «الغولف» لنفسها، في مراكش، مساحات للانتشار، بعد أن تزايد عدد الملاعب والمجمعات السياحية المتخصصة، التي شيدت في السنوات الأخيرة. وأصبحت رياضة «الغولف» منفذا مهما لجذب السياح الميسورين، باعتبارها رياضة كبار رجال المال والأعمال والسياسة.
ويعمل المغاربة، منذ سنوات، على تطوير هذا النوع من السياحة، عبر التركيز على منظمي الرحلات السياحية، والمهنيين والمشرفين على رياضة «الغولف» والترويج للمغرب، عبر وسائل الإعلام المتخصصة.
ويوفر المغرب لزواره فرصة الاستمتاع بعرض سياحي متنوع، يشمل سياحة المدن العتيقة والسياحة الجبلية والسياحة الصحراوية والسياحة الرياضية والسياحة الدينية والسياحة الشاطئية. وفي هذا السياق، بُذلت جهود لجعل النشاط الرياضي كذلك في خدمة السياحة، باستغلال التنوع الطبيعي، الذي يوفر الأمكنة الملائمة لممارسة مختلف الرياضات، على مدار فصول السنة، سواء في المرتفعات، التي توفر فضاء ملائما للطيران الشراعي والرياضات الشتوية، كالتزلج على الجليد، أو الشواطئ لممارسة مختلف الرياضات الشاطئية، فضلا عن رياضتي القنص والصيد.
في مراكش، التي تحاول تضميد جراحات التفجير الإرهابي وتشجيع السياح على زيارتها، صارت تعلق على جنبات الطرق لوحات إعلانية، نقرأ فيها «الشاطئ في مراكش»، تدعو المارة والزوار إلى زيارة «الشواطئ» التي تمت «صناعتها» لمواكبة التحولات التي تعيش المدينة على إيقاعها، مثل «الشاطئ الأحمر» و«الوزيرية»، مع أنها لا تطل على بحر أو محيط، لكنها لم تكن لتغفل عن خلق مساحات خضراء للعبة «الغولف»، تلبية لرغبات السياح وتنويعا للمنتوج السياحي.
وتوجد بمراكش، حاليا، ستة ملاعب، هي «النادي الملكي» و«أملكيس» و«المعدن» و«سمناح»، و«البالموري» و«أسوفيد». ويتوقع أن يتزايد عددها ليصير في حدود 12 ملعبا، خلال السنوات الأربع المقبلة.
وقال منتصر بولال، المختص في الترويج والتسويق السياحي بمراكش، لـ«الشرق الأوسط»، إن خيار خلق ملاعب «الغولف» بمراكش هو ضرورة فرضتها قيمة المدينة الحمراء كوجهة سياحية، يقصدها سياح من مختلف الطبقات الاجتماعية، وبالتالي، فهذه النوعية من الملاعب قد شيدت لكي ترافق السياحة الراقية، التي يقبل عليها الأغنياء.
وشدد بولال على أن علاقة لعبة «الغولف» بمراكش ليست حديثة، بل ترجع إلى النصف الأول من القرن الماضي، وأن أول مسلك للغولف، هو غولف «النادي الملكي»، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1923، قبل أن تتبعه باقي الملاعب الأخرى، التي تتوزع على ضاحية مراكش في انتظار فتح ملاعب أخرى.
ويجدد غولف «النادي الملكي» نفسه باستمرار، وكان هذا الملعب مفضلا لدى الملك الراحل الحسن الثاني، فضلا عن عدد من مشاهير العالم، بينهم ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، الذي كان أحد عشاق المدينة المغربية.
وتحدث بولال عن نوعية السائح الذي يختار التوجه إلى ملاعب «الغولف»، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بسياح مرتاحين ماديا، وهو ما يعني أن كل ممارس يمكن أن يدر على المدينة ما يدره أربعة أو حتى عشرة سائحين عاديين، من جهة أن هذا الممارس لا يمكنه، نظرا للطبقة الاجتماعية التي من المفروض أن يكون محسوبا عليها، أن ينزل في أي فندق أو أن يتناول أي أكل، كما أنه لا يسافر بمفرده، وحيث إنه من طبقة راقية، فإنه يطلب ما يرافق السياحة الراقية من إقامة وأكل وشرب ووسائل راحة، له أو لعائلته.
ويفسر بولال سر إقبال عدد من عشاق لعبة «الغولف» على مراكش بالفضاء الذي تقترحه المدينة الحمراء على زوارها، بشكل عام، خاصة على مستوى الطقس، علاوة على الهندسة المتميزة التي تم بها إنشاء الملاعب، حيث تمتزج الخضرة بزرقة السماء واللون الأحمر الذي يميز مراكش، فضلا عن الخلفية التي تقترحها جبال الأطلس، بقممها وثلوجها البيضاء.
من جهته، قال باتريك ويدمر، مدير غولف «المعدن»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «سياح الغولف هم، في العادة، زوار مرتاحون ماديا»، مشيرا إلى أن «مراكش صارت تتحول، شيئا فشيئا، إلى وجهة سياحية لعشاق لعبة الغولف»، مشددا على أن «بإمكان مؤهلات وجهة مراكش أن تجعلها منافسا قويا لباقي الوجهات العالمية الأخرى، في هذا المجال، خاصة المتوسطية منها، مثل إسبانيا وتركيا والبرتغال».
وأبرز ويدمر أن «مراكش تتميز عن باقي المنافسين بطقسها وقربها من أوروبا، كما أنها تقترح على زوارها طبقا متميزا على الصعيد السياحي، حيث يجد زائرها الأوروبي، مثلا، شيئا من عوالم ألف ليلة وليلة، مثل الأسواق والساحات والمآثر التاريخية، فضلا عما يقترحه المطبخ المغربي من أطباق والصناعة التقليدية من مصنوعات». وأكد ويدمر أن المغاربة يشكلون 20 في المائة من رواد ملاعب «الغولف»، الذين يوجد بينهم، على الخصوص، فرنسيون وألمان وبريطانيون وإيطاليون.
والمثير في أمر علاقة لعبة «الغولف»، بمراكش، أنه حتى ساحة «جامع الفنا» صار لها «ملعبها» الخاص، ولو أنه ملعب يختلف عن باقي ملاعب الدنيا: عشب اصطناعي صغير من 50 سنتيمتر على مستوى العرض، وثلاثة أمتار على مستوى الطول، حفرة في أقصى «الملعب»، خمس كرات وعصا.
ويقول حسن برزيز، صاحب لعبة «الغولف» الاصطناعي في الساحة، لـ«الشرق الأوسط»، إنه يعمل بالنهار في عمل قار، ويقصد الساحة ليلا للاستمتاع باللعبة وجني بعض المال من زوار الساحة، ممن تستبد بهم رغبة التلاعب ببعض الكرات نحو الحفرة الوحيدة التي اختصر بها لعبة جرت العادة أن تكون من 18 حفرة.
وبدأت حكاية «غولف جامع الفنا»، قبل سنوات، حين تعرض الشاب حسن لوعكة صحية طارئة، جعلته غير قادر على القيام بأشغال تتطلب مجهودا بدنيا، ولذلك فكر في ابتكار لعبة يكسب بها بعض المال. في البداية، يقول حسن «أعجب السياح بالفكرة، وأقبلوا على اللعبة. أما المقابل، فيعود لأريحية السائح، كما أن غايتي ليست هي الربح. أنا أقترح على المغاربة قذف 5 كرات نحو الحفرة الوحيدة، بدرهمين. وكل كرة تدخل الحفرة تعطي «اللاعب» الحق في كرة إضافية.
المهم بالنسبة لي هو أن أنسى المشكلات الشخصية من خلال هذه اللعبة، كما أن زوار الساحة يجدون في الفكرة شيئا مختلفا، فمنهم من يتعامل مع الأمر بطرافة، ومنهم من يجد فيها تأكيدا على حاجة الساحة لتطوير ذاتها باستمرار». وبهذا يكون الشاب حسن قد «طور» لعبة، لها قوانينها وملاعبها وبطولاتها وأبطالها، واختصرها في مساحة تقل عن المترين، تُلعب ليلا، على بساط اصطناعي أخضر، على أضواء فانوس خافت، الشيء الذي يعني أنه «أنزل» لعبة عرفت بأنها خاصة بالأغنياء، فجعلها شعبية، بحيث يصير بإمكان الجميع، فقراء وأغنياء، أن يمسكوا بالعصا لضرب الكرة نحو الحفرة الوحيدة، والقريبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: السياحة فى الوطن العربى   السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 2 أبريل 2015 - 20:25

مدينة افران(المغرب)

السياحة فى الوطن العربى - صفحة 3 Travel1.621120
الأسد الذي يتوسط مدينة إفران
إفران.. «سويسرا» المغرب الصغيرة
بحيرات وغابات وثلوج وخضرة وحيوانات نادرة
شيدت مدينة إفران المغربية (وسط البلاد) على الطراز الأوروبي، وظلت تحافظ على هذا الطابع المتميز، لذلك يطلق عليها «سويسرا الصغيرة» بسبب طابعها الأوروبي وجبالها الشاهقة، و«إفران» كلمة أمازيغية تعني الكهوف، والتسمية مستوحاة من المغارات المنتشرة حول المدينة، وقديما كان يطلق عليها «تورتي» باللهجة المحلية أي البستان أو الحديقة، وهي أفضل مكان في المغرب لمزاولة رياضة التزلج، وفي المدينة وحول بحيراتها عدد لا يحصى من الطيور والحيوانات النادرة.
وهي مدينة ذات طابع خاص، لا يشبه معمارها المدن المغربية الأخرى، إذ بنيت منازلها طبقا للأساليب الأوروبية التقليدية التي تشبه ما هو موجود في ضواحي بعض المدن الفرنسية والسويسرية، تتميز منازلها بسطح مائل من القرميد الأحمر، ويمنع فيها تشييد البنايات المرتفعة (العمارات)، وحافظت «إفرن» كما ينطق اسمها سكانها الأصليون من أمازيغ الأطلس (بربر) على الطابع المعماري الخاص الذي تركه المستعمر الفرنسي واستمرت المدينة في المحافظة على هذا الطراز. شوارعها شاسعة وساحاتها فسيحة، وهي خضراء صيفا وشتاء، يقبل عليها السياح في كل الفصول، في الصيف هي المنطقة الأكثر برودة في المغرب، وفي الشتاء عندما تكسوها الثلوج تصبح أجمل مناطق التزلج.
عندما تدخل إفران تحس برعشة برد ليست عادية، وهي رعشة لها علاقة بالتميز الطبيعي والجوي للمنطقة. وتعتبر المنطقة من الوجهات السياحية القليلة في المغرب التي تعرف إقبالا طول العام، إذ يتوافد عليها سياح أجانب في الشتاء والخريف لمزاولة رياضة التزلج على الجليد، وتوجد لهذا الغرض محطات شتوية خاصة لممارسة التزلج على الجليد مثل محطة «ميشليفن» في أطراف المدينة. وتوفر هذه المحطة كل مستلزمات مزاولة الرياضات المرتبطة بالثلج إلى جانب إمكانية تقديم دروس للمبتدئين في هذا النوع من الرياضات.
وطقس إفران عبارة عن برد قارس في الشتاء وثلوج تغطي قمم وسفوح جبالها في الخريف والشتاء مع طقس معتدل في الصيف والربيع، وتتدفق شلالاتها المائية خلال هذا الفصل مع انتشار الساحات المخضرة.
خلال الصيف، يقصدها الناس بسبب مناخها المعتدل، خاصة سكان المناطق الحارة المجاورة مثل سكان مدينتي فاس ومكناس الذين يفضلون تمضية جزء من عطلة الصيف في إفران. وهي أيضا منطقة يقصدها عشاق رياضة القنص البري خلال فصل الخريف وتعرف مشاركة كثيفة من المغاربة أو الأجانب.
وإفران من المدن المغربية الأكثر انفتاحا نظرا لوجودها على واجهة الطرق المؤدية إلى فاس ومكناس من جهة وإلى مدينة إرفود ومراكش (جنوب المغرب) من جهة أخرى، وتعد مدينة «أزرو» التي لا تبعد كثيرا عن إفران أهم الأسواق التجارية بالمنطقة، حيث كانت القبائل الأمازيغية المجاورة تعرض أهم منتوجاتها التقليدية.
وفي ضواحي إفران أماكن خلابة، مثل «ضاية عوا» و«ضاية إيفراح»، من بين الأشجار التي تنمو طبيعيا بالمنطقة هناك الأرز الأطلسي والبلوط فضلا عن بعض الأشجار التي تم استيرادها من أوروبا مثل «الأرجوان» و«الزيزفون» وأشجار «السيكامور» و«الكستناء». ومما ساعد على جعل إفران منطقة سياحية، جبال الأطلس المتوسط وسلسلة هضاب من الحجر الجيري التي تحيط بها، وتعتبر المنطقة خزانا للمياه الطبيعية حيث توجد غابات الأرز وأشجار البلوط بوفرة.
ويشكل الأطلس المتوسط منبعا لأكبر الوديان والأنهار المهمة بالمغرب مثل أنهر «ملوية» و«سبو» و«أبو رقراق» و«أم الربيع»، وتعتبر المنطقة من أقل المناطق المأهولة بالسكان بالمغرب مقارنة مع غيرها من المناطق الجبلية مثل الأطلس الأعلى والريف.
ومعظم المغاربة يعرفون مدينة إفران بأسدها الرابض في وسط المدينة، وهو أسد نحت من الحجر ويوجد في معظم ألبومات زوارها، يتصدر دائما بطاقاتها البريدية والمطبوعات السياحية التي تتحدث عن المدينة، وأصبح رمزا وعلامة لها، ولا تكتمل طقوس زيارة المدينة إلا بأخذ صورة تذكارية بجانبه، ولا تعرف على وجه الدقة حكاية هذا التمثال، لكن يشاع أن أسيرا ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية هو الذي تكفل بنحته مقابل إطلاق سراحه.
في الشتاء تكتظ المدينة بهواة الرياضات الثلجية التي توفرها منطقة ميشليفن، وتعج في الصيف بهواة التخييم والباحثين عن الأجواء الطبيعية في الغابات المتناثرة مثل فضاء «راس الماء» و«تيغبولة»، و«تيوميلين»، كما يمكن للزوار الاستمتاع بجاذبية بحيرة وشلالات «عين فيتيل» والتقاط صورة على صهوات خيولها، وتأمل الطبيعة خلال زيارة «راس الماء» و«وادي إفران»، وهي مواقع تغري هواة صيد الأسماك بالصنارة.
وفي إفران واحدة من أهم الجامعات المغربية، وهي «جامعة الأخوين» التي تتمتع بسمعة أكاديمية كبيرة وتتبع مناهج الجامعات الأميركية، ووجود طلاب هذه الجامعة في المدينة، جعلها من أكثر المدن المغربية التي تنتشر فيها الإنجليزية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السياحة فى الوطن العربى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» اعلى نسبة عنوسة فى الوطن العربى :
» الدولة الأعلى فى نسبة العنوسة فى الوطن العربى ..
» مات روح وقلب الوطن العربى وحبيب الشعب(عبد الله بن عبد العزيز)
»  شعر عن حب الوطن مصر
»  حديث عن حب الوطن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: منتديات الجغرافيا وعالم الحيوان :: قسم السياحة والسفر-
انتقل الى: