[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
انقطاعُ الطمث أو سنّ اليأس هو التوقُّف الدائم لدورة المرأة الشهرية.
يحدث انقطاعُ الطمث أو سنّ اليأس بصورة طبيعية، وقد يحدث نتيجة خضوع المرأة لعملٍ جراحي، أو علاجٍ كيميائي أو إشعاعي. يمكن للمرأة أن تلجأ إلى استخدام منتجات طبيعية، أو إلى اتِّباع ممارسات ذهنية وجسدية للتخفيف من أعراض انقطاع الطمث (مثل الهبَّات الساخنة والتعرُّق الليلي). نقدِّم في هذا المقال معلوماتٍ أساسية عن انقطاع الطمث، كما نلخِّص نتائج الأبحاث التي تناولت كفاءة الممارسات الصحِّية التكميلية المتَّبعة للتخفيف من أعراص انقطاع الطمث، وسلامة تلك الممارسات.
نقاط رئيسية
- قد تفيد بعضُ الممارسات الذهنية والجسدية (كالوخز بالإبر الصينية أو اليُوغا) في تخفيف شدَّة أعراض سنّ اليأس.
- يعكف الباحثون حالياً على دراسة المكمِّلات الغذائية المستخلصة من الأعشاب والمستخدَمة في حالات انقطاع الطمث، وذلك لمعرفة مكوِّناتها المختلفة، وعناصرها الفعَّالة، وفهم آليَّة عملها وتأثيرها في الجسم. قد تكون لبعض تلك المكمِّلات الغذائية آثارٌ جانبيّةٌ خطيرةٌ على الصحَّة.
- يُستخدَم مصطلح "المعالجة الهرمونية المعيضة باستخدام النباتات الطبِّية" كمصطلح تسويقي، وذلك لوصف الأدوية المُحضَّرة في بعض الصيدليات المتخصِّصة، والتي تحتوي على أيِّ نوع من الهرمونات، مثل الإسترون والإستراديول والبروجستيرون والتستوستيرون. ولكن لم يجرِ اعتماد هذه الأدوية من إدارة الأغذية والأدوية الأمريكيَّة.
- يجب على المرأة أن تُعلِم طبيبَها عن أيَّة معالجات تكميلية تخضع لها، وأن تقدِّم له تصوُّراً واضحاً عمَّا تطمح إليه من وراء ذلك؛ فمن شأن ذلك أن يضمن حصولَها على رعاية صحِّية آمنة ومتكاملة.
حول انقطاع الطمث
يشير مصطلح "الانتقال إلى مرحلة سنِّ اليأس" إلى الفترة التي تسبق انقطاعَ الطمث، حيث تتميَّز بحدوث تبدُّلات هرمونية قد تدوم بضعةَ سنين لاحقة. يُقال عن امرأة ما إنَّها قد بلغت سنَّ انقطاع الطمث الطبيعي، إذا انقطع حيضُها لمدة اثني عشر شهراً متواليةً. وبالنسبة للنساء الأمريكيات، على سبيل المثال، فإنَّ ذلك يحدث عادةً بعمر 51 أو 52. ومن جانبٍ آخر، قد يحصل انقطاعُ الطمث بصورة مباشرة ومن دون تدرُّج، كما هي الحالُ عند استئصال المبيضين جراحياً، أو عندَ تعرُّضهما لضرر كبير نتيجة لمعالجة كيميائية أو شعاعية.
الأعراض الشائعة خلال فترة التحول إلى سن اليأس
تُعزى بعضُ الأعراض التي تعاني منها النساء مع تقدمهنَّ في العمر إلى انقطاع الطمث وتراجع نشاط المبايض لديهنَّ. في حين قد تُعزى الأعراضُ الأخرى إلى التقدُّم في السنِّ عموماً. تشير الكثيرُ من الأدلَّة العلمية إلى أنَّ انقطاع الطمث يقف وراءَ حدوث الأعراض التالية:
- الهبَّات الساخنة والتعرُّق الليلي (تُدعى أيضاً بالأعراض الحركية الوعائية، وذلك لأنَّ تمدُّداً للأوعية الدموية يحصل فيها).
- جفاف المهبل، والذي يمكن أن يؤدِّي إلى الشعور بالألم في أثناء الجِماع.
- كما قد تواجه بعضُ النساء مشاكلَ في تذكُّر الأشياء، وقد يُعزى ذلك جزئياً إلى التغيُّرات في مستويات الإستروجين لديهنَّ خلال فترة التحوُّل إلى سنِّ اليأس.
من غير المؤكَّد ما إذا كانت الأعراضُ التالية ناجمة عن انقطاع الطمث أو عن عوامل أخرى تترافق مع التقدُّم في السن، أو أنَّها ناتجة عن مزيج من كلِّ تلك الأسباب مجتمعة:
- سلس البول.
- الشكاوى الجسدية، كالشكوى من التعب وتيبُّس أو آلام المفاصل.
- تقلُّبات المزاج، كالاكتئاب والقلق أو حدَّة الطباع. وتتشابه هذه الأعراضُ مع تلك المشاهدَة في متلازمة ما قبل الطمث.
إنَّ انقطاعَ الطمث هو حالةٌ طبيعية، تنجم عن تقدُّم النساء في العمر، ويجب التعامل معه كحالةٍ طبيعيةٍ، وليس كحالةٍ طبِّية أو مرضٍ.
المعالجة الهرمونية لانقطاع الطمث
استُخدمت المعالجة الهرمونية لعقودٍ طويلةٍ كعلاج لأعراض انقطاع الطمث. وجرى استخدامُ
الإستروجين بمفرده كمعالجةٍ هرمونيةٍ لانقطاع الطمث الناجم عن استئصال الرحم. كما جرى استخدامُ البروجستين (الصيغة المصنَّعة مختبرياً من البروجستيرون) مع الإستروجين كمعاجلة هرمونية لانقطاع الطمث، وذلك لدى النساء اللواتي حافظن على أرحامهنَّ. يقوم البروجستين بإيقاف نموِّ الخلايا في بطانة الرحم، في حين قد يؤدِّي استمرار هذه الخلايا في النموِّ إلى الإصابة بسرطان الرحم.
كشفت بعض نتائج الأبحاث عن مخاوف جدِّية فيما يخصُّ سلامةَ المعالجات الهرمونية لانقطاع الطمث؛ فعلى سبيل المثال، لوحظ ازدياد معدَّل الإصابة بالسكتات الدماغية والجلطات الدموية لدى النساء اللواتي تناولن العلاج الهرموني (سواء الإستروجين مع البروجستين، أو الإستروجين وحده)، وذلك بالمقارنة مع النساء اللواتي تناولن الحبوب الوهمية. وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ تناول دواء الإستروجين والبروجستين قد أدَّى إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية وسرطان الثدي. إنَّ تلك المخاوف هي واحدةٌ من الأسباب التي تدفع الكثيرَ من النساء إلى العودة إلى الممارسات الذهنية والبدنيَّة، واستخدام المركَّبات الطبيعية، وذلك في سبيل التخفيف من أعراض التحوُّل إلى سنِّ اليأس.
ماذا يقول العلمُ في الممارسات الصحية التكميلية المتبعة لعلاج أعراض انقطاع الطمث
لاحظ الخبراء وجودَ نقص في الأبحاث المُحكَمة التي تناولت الممارسات الصحِّية التكميلية المتَّبعة في تدبير أعراض التحوُّل إلى سنِّ اليأس؛ إذ إنَّ كثيراً من الدراسات التي أُجريت في هذا الصدد لم تكن دقيقةً بما فيه الكفاية، وقد شابتها بعضُ العيوب (مثل وجود خللٍ في طريقة إجراء البحث، أو أنَّ فترة تناول العلاج لم تكن كافيةً بما فيه الكفاية). ونتيجةً لذلك، لم تكن نتائجُ تلك الدراسات قويةً كفايةً لعلماء الإحصاء كي يستخلصوا منها أيَّةَ استنتاجات. أضف إلى ذلك أنَّ العديد من الدراسات عن النَّباتات الطبِّية لم تستخدم منتجاتٍ قياسيةً لتجري أبحاثَها عليها.
المعالجاتُ الذهنية والبدنيَّة لأعراض سنِّ اليأستشير أعدادٌ متزايدة من الأدلَّة إلى أنَّ الممارسات الذهنية والبدنيَّة، مثل اليوغا والوخز بالإبر، قد تفيد النساء خلال فترة تحوُّلهن إلى سنِّ اليأس، وذلك بالتخفيف من الأعراض التي يعانينها في أثناء ذلك. ولا تزال الأبحاثُ جارية للتحقُّق من صحَّة تلك النتائج الأوَّلية.
- وجد الباحثون أنَّ اليوغا والبرامج التي تعتمد على التأمُّل قد تكونُ مفيدةً في التقليل من الأعراض الشائعة للتحوُّل إلى سنِّ اليأس، بما في ذلك عدد وتواتر وشدَّة الهبَّات الساخنة، واضطرابات النوم والمزاج، والشدَّات النفسية، والآلام العضلية وآلام المفاصل.
- وجد الباحثون أنَّ الوخزَ بالإبر قد يكون مفيداً في التقليل من عدد هبَّات الحرارة وشدَّها، كما استنتجوا أيضاً أنَّ الأثر الإيجابي للوخز بالإبر قد يحدث بغضِّ النظر عن مكان الوخز. من جانب آخر، فقد يكون لجوءُ بعض مُعدِّي الأبحاث إلى استخدام إبرٍ قصيرةٍ ورديئةٍ السببَ الذي يقف وراءَ عدم توصُّلهم إلى قرائن تؤكِّد الدورَ الإيجابي للوخز بالإبر في تدبير أعراض انقطاع الطمث.
وفي الحقيقة، إنَّنا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث والدراسات للوصول إلى نتائجة حاسمة في هذا الصدد.
الأعراضُ ذات أهمِّية كبيرة
عندما نعيد النظر إلى الموضوع من زاوية أخرى، هي نوعية وجودة حياة المريضة، وما يترتَّب على ذلك، فلابدَّ من أن نولي الأعراضَ التي تعاني منها المريضة أهمِّيةً كبيرة. أظهرت إحدى الدراسات أنَّ الأسباب التي تقف وراء توجُّه الأمريكيين، على سبيل المثال، نحو ممارسات الطبِّ البديل كانت معاناتُهم من بعض الأعراض الشائعة جداً والمزعجة في الوقت نفسه. وهذا ما يعطي أهمِّية للأبحاث التي تتقصَّى دورَ المعالجات الذهنية والجسدية الواعدة في التخفيف من الأعراض، حيث إنَّها تشكِّل النواة للأبحاث المستقبلية.
المستحضرات الطبيعية وأعراض انقطاع الطمث
قد يترتَّب على استخدام المنتجات الطبيعية الخاصَّة بانقطاع الطمث حدوثُ بعض الآثار الجانبية، كما قد تتداخل تلك المُنتجاتُ مع بعض المعالجات النباتية، أو المكمِّلات الغذائية، أو الأدوية. ولهذا السبب، فإنَّنا نركِّز هنا على الدراسات التي بحثت في أمان وفعَّالية تلك المنتجات. ونذكر فيما يلي بعض أهم النتائج التي توصلت إليها تلك الدراسات.
النَّباتات الطبية- الكوهوش الأسود Black Cohosh (الخَمَانَة العنقوديَّة Actaea Racemosa، أو طارد البق العنقودي Cimicifuga Racemosa). تزايد اهتمامُ العلماء بهذه العشبة لما يُعتقَد أنَّه تأثيرٌ إيجابي محتمل لها في أعراض انقطاع الطمث، وذلك بما يفوق غيرها من النباتات الطبية. ولكنَّنا عندما نتمعَّن في الأبحاث التي درست فعَّاليةَ هذه العشبة في التخفيف من الهبَّات الساخنة والأعراض الأخرى، فإننا نجد أنَّ نتائجها كانت متباينة، ما بين المنفعة وانعدامها.
لذلك، اقترح بعض الخبراء توقُّفَ المرأة عن تناول عشبة الكوهوش الأسود واستشارة الطبيب إذا عانت من أيَّة اضطرابات أو أعراض كبدية، كالألم البطني أو التبوُّل الداكن أو اليرقان. وقد جرى تسجيلُ عدَّة حالات من التهاب الكبد، بالإضافة إلى الفشل الكبدي، لدى بعض النساء اللواتي كُنَّ يتناولن عشبة الكوهوش الأسود. ومن غير المعلوم ما إذا كانت عشبة الكوهوش الأسود هي المسؤولة عن تلك المشاكل أم لا. وبالرغم من أنَّ حدوث مثل تلك الحالات نادرٌ جداً، وبالرغم من عدم توفُّر دليلٍ قاطعٍ يُثبت دورَ الكوهوش الأسود فيها، فإنَّ العلماء يبدون تَخوُّفاً من احتمال وجود تأثير سلبي ما للكوهوش الأسود في الكبد.
هناك دراساتٌ تقول إنَّ كلاً من الكوهوش الأسود والبرسيم الأحمر لا يقدِّمان نتائجَ أفضل من الحبوب الوهمية، لكنَّ كلا الدوائين بديا آمنين ولم يثيرا شبهةً فيما يخصُّ ذلك. أمَّا المُعالجةُ الهرمونية فقد أدَّت إلى تَحسُّن الأعراض بنسبة وصلت إلى 94٪.
- عشبة الملاك الصينية Dong Quai. لم تُجرَ إلا دراسةٌ واحدةٌ على عشبة الملاك الصينية. ولم يلاحظ العلماءُ لها أيَّ أثرٍ إيجابيٍّ في تقليل أعداد الهبَّات الساخنة. ومن المعروف أنَّ عشبة الملاك الصينية تتداخل مع عقار الوارفارين المُميِّع للدم، وتزيد من فعَّاليته في الجسم. وهذا ما قد يؤدِّي إلى مشاكلَ نزفيةٍ عند النساء اللواتي يتناولن هذه العشبة.
- الجينسنغ. قد يُساعد الجينسنغ على التخفيف من بعض أعراض انقطاع الطمث، مثل تقلُّباتِ المزاج واضطرابات النوم، كما يساعد على الشعور العام بالعافية. وبالمقابل، لم يُعثر على أيِّ أثرٍ إيجابيٍّ للجينسغ في التخفيف من الهبَّات الساخنة.
- الكافا. لم يُعثَر على أيِّ دليل يُثبت بأنَّ نباتَ الكافا يخفِّف من الهبَّات الساخنة لدى النساء اللواتي يعانين من أعراض انقطاع الطمث، بالرغم من أنَّه قد يخفِّف من مستويات القلق لديهنَّ. ومن الضروري أن نُذكِّر بأنَّه لُوحظ وجودُ علاقةٍ بين الكافا والإصابة بأمراض الكبد. وكانت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكيَّة قد أصدرت تحذيراً للمرضى والباعة بخصوص بيع الكافا وتناولها، وذلك بسبب وجود دورٍ محتملٍ لها في حدوث ضرر كبدي.
- البرسيم الأحمر Red Clover. لم تظهر أيَّةُ أدلة مترابطة أو حاسمة تشير إلى دورٍ إيجابي لخلاصة أوراق البرسيم الأحمر في التخفيف من الهبَّات الساخنة. واتَّفقت النتائج التي توصَّلت لها إحدى الدراسات السريرية الكبيرة، والعديد من المراجعات للأبحاث السابقة، على عدم وجود آثارٍ إيجابيةٍ واضحة للبرسيم الأحمر في التخفيف من أعراض انقطاع الطمث. وبالمقابل، لم تَجِد إحدى المراجعات للأبحاث السابقة في هذا الصدد أيَّةَ آثار جانبيَّة للبرسيم الأحمر عند استخدامه على المدى القصير (حتَّى 16 أسبوعاً)، في حين أوضحت الدراسة نفسها أنَّ البيانات المتوفِّرة عن سلامة الاستخدام طويل المدى للبرسيم الأحمر لا تزال شحيحةً. ويخشى بعضُ العلماء من الآثار السلبية المُحتملة للبرسيم الأحمر على النسج الحسَّاسة للهرمونات (مثل تلك الموجودة في الصدر والرحم)، وذلك بسبب احتوائه على الإستروجين النباتي.
- الصويا. تُقدِّم الأدبياتُ العلمية نتائجَ متضاربةً لفوائد عُصارة الصويا في التخفيف من الهبات الساخنة؛ ففي حين وجدت بعضُ الدراسات أنَّ لها بعض الفوائد، لم تَجِد دراساتٌ أخرى فوائدَ تذكر. وعلى الرغم من أنَّ المعلومات المتوفِّرة بشأن الآثار الجانبية لا تزال ضئيلةً، إلاَّ أنَّ خلاصةَ الصويا تبدو عموماً آمنةً عندما يجري تناولها على المدى القصير. وبالمقابل، فإنَّ الاستخدام البعيد المدى لخلاصة الصويا قد جرى ربطه مع حدوث تثخُّنٍ في بطانة الرحم.
حولَ الإستروجينات النباتيَّةيجري إنتاجُ الإستروجينات النباتية بصورةٍ طبيعية في النباتات، وتقوم بدورٍ مشابه للإستروجين في بعض الأنسجة البشرية، كالنسج العظمية والنسج القلبية الوعائية. تحتوي بعضُ النباتات الطبية، مثل الصويا والبرسيم الأحمر، على الإستروجينات النباتية. قد يوصي الأطبَّاء، في حالات محدَّدة، باتِّخاذ أقصى درجات الحذر عند تناول أحد المتنجات المحتوية على الإستروجينات النباتية ، لاسيَّما:
- عندَ النساء اللواتي ترتفع لديهنَّ معدَّلات الإصابة بالأمراض والحالات التي تتأثَّر بالهرمونات، كسرطانات الثدي أو الرحم أو المبيضين.
- عندَ النساء اللواتي يتناولن أدويةً قد ترفع من مستويات الإستروجين، مثل حبوب منع الحمل، أو المعالجات الهرمونية لانقطاع الطمث، أو مُعدِّلات مُستقبلات الإستروجين الانتقائية، كالتاموكسيفين Tamoxifen، والتي تُستخدَم في علاج السرطانات.
ثُنائي هيدرو إيبي أندروستيرون DHEA. ثُنائي هيدرو إيبي أَندروستيرون هو مادَّةٌ يُنتجها الجسمُ بصورة طبيعية، وتتحوَّل فيه إلى هرموني الإستروجين والتستوستيرون. كما جرى تصنيعُ ثُنائي هيدرو إيبي أندروستيرون وبيعه كمكمِّلٍ غذائيٍ. توصَّلت قليلٌ من الدراسات إلى نتائجَ تفيد باحتمال وجود دورٍ إيجابيٍّ لثُنائي هيدرو إيبي أندروستيرون في علاج الهبَّات الساخنة والبرودة الجنسية لدى النساء اللواتي يدخلن سنَّ اليأس، وذلك على الرغم من أنَّ بعض الدراسات الصغيرة من النوع "العشوائي ذو الأشخاص الشواهد" لم تُظهر أيَّةَ فائدة. يعتقد بعضُ النَّاس أنَّ تناولَ ثُنائي هيدرو إيبي أندروستيرون قد يكون ذا فائدة في علاج الحالات المتعلِّقة بالشيخوخة أو الوقاية منها، وذلك لأنَّ مستوياته تنخفض تدريجياً مع التقدُّم في السن.
ولكن حتَّى الآن لا يوجد دليلٌ علميٌّ يُثبت صحَّةَ ذلك.
أُثيرت الكثيرُ من الشكوك حول سلامة استخدام ثُنائي هيدرو إيبي أندروستيرون. وفي الحقيقة، لم تجرِ دراسةُ آثاره البعيدة المدى، ومخاطره وفوائده، حتَّى الآن بشكل جيِّد، ولا نزال غيرَ متأكِّدين مما إذا كان يزيد حقاً من خطر الإصابة بسرطان البروستات أم لا. هناك احتمالٌ غير مستبعدٍ بأن تكونَ المكمِّلات الغذائية التي تحتوي على ثُنائي هيدرو إيبي أندروستيرون ذات آثارٍ سلبيةٍ على الجسم، حتَّى لو استُخدمت على المدى القصير.
لذلك، قبلَ استخدام ثُنائي هيدرو إيبي أندروستيرون ، لأيِّ سبب، يجب على المريض أن يستشيرَ طبيبه، ويستفسر عن فوائد ذلك والمضار المحتملة.
المعالجات الهرمونية المُعيضة باستخدام النباتات الطبيةإنَّ مُصطلح المعالجات الهرمونية المُعيضة باستخدام النباتات الطبية هو مصطلحٌ تسويقي غير مُعترفٍ به من قبل إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية. ويُستخدم هذا المصطلحُ لوصف الأدوية المُحضَّرة في صيدليات خاصَّة. قد تحتوي تلك المنتجات على تشكيلةٍ من الهرمونات، مثل الإسترون والإستراديول والإسترول والبروجستيرون والتستوستيرون.
تحذيرات وإرشادات
على الرغم من وجود القليل من الأدلَّة التي تشير إلى فعَّالية الممارسات الصحِّية التكميلية في تدبير أعراض انقطاع الطمث، إلاَّ أنَّه من غير المُستبعَد أن تقلِّلَ تلك الممارسات من معاناة المرأة خلال مرورها بفترة التحوُّل إلى سنِّ اليأس. ونورد فيما يلي بعضاً من الاعتبارات الواجب مراعاتها عندَ التفكير باللجوء إلى إحدى تلك الممارسات:
- ينبغي أن نتذكَّر دائماً، أنَّه بالرغم من أنَّ العديد من المُكملات الغذائية (وبعض الوصفات الدوائية) مُستخلصةٌ من مصادرَ طبيعيةٍ، فإنَّ كلمة "طبيعية" لا تعني "الأمان" دائماً؛ فعلى سبيل المثال، قد تُسبِّب عشبة الكافا ضرراً خطيراً للكبد. كما أنَّ استخدامَ الشركة المُصنِّعة للمُنتج، لمصطلحاتٍ مثل: "قياسي"، أو "تم التحقق منه"، أو "تمت المُصادقة عليه"، لا تضمن بالضرورة جودةَ المُنتج وحُسن تركيبه.
- ينبغي توخِّي الحذر عند تعاطي المكمِّلات الغذائية النباتية، حيث إنَّ البعض منها قد يحتوي على كثير من المركبات، دون أن نستطيع تمييز الفعَّال منها من غير الفعَّال.
- يعكف الباحثون حالياً على دراسة العديد من تلك المُنتجات، وذلك بهدف التعرُّف أكثر على العناصر الفاعلة فيها، وفهم مدى وكيفية تأثيرها في الجسم.
- كما يجب علينا ألاَّ نثقَ دائماً بكل ما هو مدوَّن على علبة المُنتج، فقد يختلف ما هو مدوَّنٌ عن ما تحتويه العلبة حقيقة؛ فلقد أظهرت التحاليل في بعض الحالات وجودَ اختلافٍ بين ماهو مدوَّن على علبة المُكمل الغذائي، وبين ما تحتوي عليه علبته حقيقة.
- يجب على المرأة أن تُعلِم طبيبها عن أيَّة معالجات تكميلية تخضع لها، وأن تقدِّم له تصوُّراً واضحاً عمَّا تطمح إليه من وراء ذلك؛ فمن شأن ذلك أن يضمن حصولَها على رعاية صحِّية آمنة ومتكاملة.
- يجب على جميع النسوة أن يدركن أنَّ إدخالهنَّ لبعض التعديلات على أنماط حياتهنَّ قد يساعدهنَّ كثيراً خلال تقدمهنَّ في العمر عامَّة، وعند عبورهنّ نحو سن اليأس خاصَّةً؛ فعلى سبيل المثال، لقد أظهرت الكثيرُ من الدراسات وجودَ دورٍ إيجابيٍّ للإقلاع عن التدخين، واتباع نظامٍ غذائيٍ صحيٍّ، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، في التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام