[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الطبُّ البديل هو أيُّ مُمارسة طبيَّة "لا تقع ضمنَ نطاق الطبِّ التقليدي" بغرض الشفاء، أو هو أيَّة مُمارسة "لم تظهر فعَّاليتها بشكلٍ مُستمر". ويجري تَصنِيفُ مُمارساتِ الطبِّ التكميلي والبديل في فئات كبيرة غالباً، مثل فئةِ المُنتَجات الطبيعيَّة وفئة طب العقل والجسم وفئة الأساليب العلاجية التي تعتمد على المناورات اليدوية والجسم.
ملاحظاتٌ هامَّة ونقاطٌ رئيسيَّة
● تشمل ممارساتُ الطبِّ البديل والتكميلي ما يلي: الاسترخاء ومُمارسة الرياضة والوخز بالإبر والعلاج بالتدليك والمُعالجة المثليَّة والعلاج بالأعشاب والذهاب إلى مُقوِّم العظام أو المعالِج اليَدوي واستخدام العلاج بالروائح والعلاج بالطَّاقة.
● أثبتت الأبحاثُ العلميَّة أنَّ إجراءَ بعض التَّغييرات على نمط حياة الشخص, وإيجاد طرق لتقليل الشعور بالإجهاد النفسي، يُحسِّنان من صحَّة المرء.
● أثبتت بعضُ العِلاجات البديلة أنَّها صالحةٌ لعلاج حالاتٍ مُعيَّنة, حيث أظهرت الأبحاثُ أنَّ العلاجَ بالروائح والوخز بالإبر والعلاج بالتدليك يُقلِّل من الألم الذي يشعر به مرضى السرطان.
● يميل الناسُ إلى استخدام العلاجات البديلة عندما يُعانون من مرضٍ غير قابل للشفاء، أو عندما لا يشعرون بأنَّهم على ما يُرام، ولكنَّهم لا يشعرون بمرضٍ محدَّد.
● يميل الناسُ إلى استخدام الطبُّ البديل والتكميلي لعلاج الأمراض الدوريَّة أو الناكسة، ويَعزون التحسُّنَ الذي يحدث لهم إلى استخدام الطبِّ البديل والتكميلي, ولكنَّهم لا يدركون أنَّ ذلك التحسُّن قد يكون مُجرَّد دورةٍ طبيعيَّة للمرض.
● في بعض الأحيان، تختفي أعراضُ الأمراض من تلقاء نفسها, ويقترن هذا التحسُّنُ بتأثير الدواء الوهمي؛ وهو الشعورُ بالتحسُّن لأنَّ الشخص يُؤمن بفعَّاليَّة إحدى المُمارسات الطبيَّة, ويُمكن أن يعزو الناسُ بشكلٍ خاطئ هذا التحسُّنَ إلى استخدام الطب البديل والتكميلي, ولكنَّ الوضعَ ببساطة هو أنَّ المرضَ أصبح في مرحلةٍ أفضل؛ وهذا ما يجعل الناسَ يعتقدون أنَّ الطبَّ التكميلي والبديل فعَّالٌ أكثر ممّا هو عليه في الواقع.
● وجدت إحدى الدراسات أنَّ أولئك الذين تلقَّوا العلاجَ بالوخزِ الإبري الوهميِّ؛ أيّ ليس في مواقع الوخز بالإبر الفعليَّة على الجسم، شعروا شعوراً أفضل من الناس الذين تلقَّوا الوخزَ الحقيقي بالإبر؛ وهذا ما يُؤكِّد مدى قوة تأثير الدواء الوهمي على الأشخاص، الذي ربَّما يصل إلى 20-30٪.
● هناك حاجةٌ لاجراء المزيد من الأبحاث حولَ فعاليَّة طرق علاجيَّة جديدة؛ فالأدويةُ السائدة في هذه الأيَّام، مثل البنسلين، هي أدويةٌ بديلة أثبتت فعَّاليتها في بحوثٍ سابقة.
● يرى البعضُ عدمَ جدوى الفصل بين الأدوية التقليديَّة والبديلة, ولكن يجب الفصلُ بينهما على أساس إثبات فعَّاليَّتها.
مصطلحاتٌ رئيسية
●
التحسُّن الطبيعي: وهو تحسٌّن أو شفاء غير مُتوقَّع من مرض يتَّخذ مساراً مُختلفاً عادةً. ويُعرف أيضاً باسم الشفاء الطبيعي أو التراجع التلقائي.
●
التأثير الوهمي: هو اتجاه أو ميل أيِّ دواء أو علاج، حتَّى إذا كان خاملاً أو غير فعَّال، إلى إظهار نتائج؛ لأنَّ المتلقِّي ببساطة يعتقد أنَّ ذلك الدواء سيكون مفيداً.
●
الطب البديل والتكميلي: هو أيَّةُ مُمارسة بغرض الحصول على الشفاء, ولا تقع ضمنَ نطاق الطبِّ التقليدي، أو لم تُظهِر فعَّاليتها بشكلٍ مُستمر.
●
الطب التكميلي: هو العلاجاتُ التي تجمع بين العديد من الممارسات الطبية التقليدية ومُمارسات الطبِّ البديل، مثل الوخز بالإبر أو المُعالجة المثليَّة.
●
الطب البَديل: استخدام أحد الأساليب أو المُمارسات الطبِّية المُختلفة بدلاً من الطبِّ التقليدي.
●
الطبُّ التكاملي: قد يُشير هذا المصطلحُ إلى الطبِّ البديل والتَّكميلي أحياناً، لكنَّه ذو معنى مختلف؛ فاختصاصيُّو الرعاية الصحِّية الذي يمارسون الطبَّ التَّكاملي يمزجون بين الطبِّ البديل والتَّكميلي والطب التقليدي، كأن يضيفوا أحدَ الأعشاب إلى المعالجة الطبِّية المعيارية.
الطبُّ البديل
هو أيَّة مُمارسةٍ بغرض حصول الشفاء, ولا تقع ضمنَ نطاق الطبِّ التقليدي، أو لم تَظْهر فعَّاليتها بشكلٍ مُستمر. وفي بعض الحالات، تقوم هذه المُمارساتُ على عادات ثقافية قديمة، وليس على أسس علمية، أي أنَّها مُمارسات لا تقوم على الأدلَّة العلميَّة.
يُؤكد بعض النُّقاد على أنَّ مصطلحي "الطب التكميلي " و "الطب البديل" هما من العبارات الخادعة التي تهدف إلى إعطاء هذه المُمارسات الطابعَ الطبي. ويذكر البعضُ أنَّه "لا يوجد أيُّ دواء بديل، بل هناك دواءٌ فعَّال أو دواءٌ غيرُ فعَّال". ولكن، أثبتت بعضُ الأدوية البديلة أنَّها صالحة للاستخدام. وأظهرت الأبحاثُ العلميَّة أنَّ العلاجَ بالروائح والوخز بالإبر والعلاج بالتدليك مُفيدٌ جداً في تخفيف آلام مرضى السرطان.
في كثيرٍ من الأحيان يجري الجمعُ بين
الطبِّ البديل والطبِّ التكميلي، أو
الطب التَّكاملي integrative medicine، والذي يُشير بشكلٍ عام إلى المُمارسَات نفسها عندما تُستخدَم مع التقنيات السَّائدة تحت مظلَّة مصطلح الطبِّ التكميلي والبديل.
يُعارض بعضُ الباحثين في مجال الطبِّ البديل هذا الجمع، ويُفضِّلون التَّأكيدَ على الاختلافات بين هذه الأنواع، ولكن مع ذلك يستخدمون مصطلحَ الطبِّ التكميلي والبديل الذي أصبح مصطلحا معروفاً. على الرَّغم من اختلاف الطب التكميلي عن البديل، إلاَّ أنَّ أنواع الطب التكميلي والبديل الرئيسية لها خصائص أو مبادئ مُشتركة كثيرة تركِّز عليها، وهي:
- التَّركيز على طرق العلاج الفرديَّة أو الخاصَّة بكلِّ شخص.
- علاج الشخص بالكامل أو ككيانٍ إجمالي.
- تعزيز الرعاية الذاتية أو الشفاء الطبيعي للمرض.
- إدراك الطبيعة الروحية لكلِّ فرد.
- التركيز على التغذية الجيِّدة (يُوجد ذلك في الرعاية الصحية التقليدية عادةً).
- الوقاية من الأمراض (يُوجد ذلك في الرعاية الصحية التقليدية عادةً).
وعلى عكس مَسَاق الطبِّ الرئيسي، غالباً ما تفتقر مُمارساتُ الطبِّ التكميلي والبديل إلى الدراسات التجريبية والسريرية, أو قد تقتصر على عددٍ قليل فقط منها. ومع ذلك، بدأت الاستقصاءتُ العلمية للطبِّ التكميلي والبديل بمُعالجة هذه الفجوة المعرفية . لذا، غالباً ما تكون الحدودُ بين الطبِّ التكميلي والبديل وبين الطب التقليدي أو الحدود بين طرق الطبِّ التكملي والبديل غيرَ واضحة المعالم، وتتغيَّر باستمرار.
الدَّواءُ الوهمي
الدواءُ الوهمي هو خدعةٌ أو مُحاكاة للتدخُّل الطبِّي. في بعض الأحيان, عندما يُعطى المريضُ العلاج الوهمي، قد تتحسَّن حالتُه الصحِّية بشكلٍ فعلي أو وهمي، وتسمَّى هذه الظاهرةُ بتأثير الدواء الوهمي. في البحوث الطبية، يجري إعطاءُ الأدوية الوهميَّة للتحكُّم بالحالة الصحيَّة، ويعتمد ذلك على استخدام الخدعة المُقيسة. غالباً ما تكون الأدويةُ الوهميَّة أقراصاً خاملة، وجراحات وهميَّة، وغيرها من الإجراءات المبنيَّة على معلومات زائفَة. ولكن، يُمكن أن تُؤثِّرَ الأدويةُ الوهميَّة بشكلٍ إيجابي في المريض الذي يعلم أنَّ هذا الدواء لا يحتوي على أيَّة مادَّة فعَّالة، مُقارنةً بمجموعةٍ أخرى من المرضى الذين لم يتلقَّوا الدواء الوهمي.
في أحد الإِجراءات الشَّائعة للأدوية الوهمية، يجري إعطاءُ المريض حبوب منع الحمل الخاملة، ويُخبره الأطباء أنَّ هذه الحبوب قد تُحسِّن من حالته الصحِّية، ولا يُقال له شيئاً عن حقيقة هذه الحبوب, فمثلُ هذا التدخُّل قد يجعل المريضَ يعتقد بأنَّ العلاجَ سوف يُغيِّر من حالته الصحيَّة، وهذا الاعتقادُ قد يُنتِج تصوُّراً شخصياً للتأثير العلاجي، ممَّا يجعل المريضَ يشعر بالتحسُّن. وتُعرف هذه الظاهرةُ باسم تأثير الدواء الوهمي.
يُمكن أن يدومَ أثرُ الدواء الوهمي لفترةٍ طويلة, فقد يدوم لأكثر من 8 أسابيع في اضطرابات الهلع، و 6 أشهر في الذبحة الصدرية، وعامين ونصف في التهاب المفاصلِ الرُّوماتويدي. إنَّ الآثارَ الوهمية بعدَ الإيحاءات اللفظية في الآلام المُعتدلة قد تكون قويةً، وتستمرُّ حتَّى بعد تكرارها عشر مرَّات، حتى لو لم يتناول المريض مُسكِّنات فِعلية. لكن، لا تُجدي الأدويةُ الوهمية مع كلِّ الأشخاص, فهي تُجدي مع حوالي 35٪ من الناس. ولكن، يُعدُّ مُعدَّلُ الاستجابة واسع، فهو يتراوح ما بين 0٪ إلى 100٪ تقريباً. تبلغ نسبةُ من يحدث لديهم الأثرُ الوهمي، وتخفُّ عندهم آلام ما بعدَ جراحة الأسنان، 39٪؛ أمَّا من يخفُّ عندهم ألم الذراع بنقص التروية الدموية فهم 27٪. وقد بلغت نسبةُ من يحدث لديهم تسكين وهمي عندَ شفاء الجلد في اليد اليسرى 56٪. لا يستجيب جميع الناس للأدوية الوهمية أو الأدوية التقليدية، حيث إنَّ نسبةَ المرضى الذين ذكروا أنَّهم شعروا بالراحة بعد تناول الأدوية الوهمية هي 39٪ - كما ذكرنا - وهي مُشابهةٌ لنسبة المرضى الذين تناولوا المورفين المخفي, فقد بلغت النسبةُ عندَ الذين تناولوا 4 ملغ 36٪, وعندَ الذين تناولوا 6 ملغ 50٪.
الشفاء الطبيعي
يسمَّى الهدأةَ أو الهوادةَ الطبيعية أو التراجع التلقائي أيضاً، ويعني ذلك حدوثَ تحسُّن أو شفاء غير مُتوقَّع لمرض يتَّخذ مساراً مختلفاً عادةً. ويُستخدم كلا المصطلحين لوصف التحسُّن غير المُتوقَّع أو الشفاء التام من السرطان. يُركِّز الشفاءُ الطبيعي على أمراض السرطان التي تُصيب الجهازَ المُنتِج أو المكوِّن للدم، مثل سرطان الدم "اللوكيميا", في حين يُركِّز التراجعُ التلقائي على الأورام المجسوسة. ولكن، غالباً ما يُستخدَم كلا المصطلحين للمعاني نفسها. إنَّ تعريفَ التراجع التلقائي أو الشفاء الطبيعي من السرطان هو اختفاء جزئي أو كامل لورمٍ خبيث في غياب كافة أنواع العلاج, أو في وجود علاج يُعدُّ غيرَ كافٍ ليُؤثِّر بشكلٍ كبير في الأورام.
يُفترَض منذ فترةٍ طويلة أنَّ التراجعَ الطبيعي لمرض السرطان، بغضِّ النظر عن العلاج، هو أحد الظواهر النادرة، وأنَّ بعضَ أنواع السرطان هي أكثر عُرضة لحدوث دوراتٍ غير مُتوقَّعة، مثل سرطان الجلد الميلانيني والوَرَم الأَرُوْمِي العَصَبِي واللمفومَة. وتُقدَّر نسبةُ تواتر ذلك بحوالي شخص من أصل كلِّ 100000 من مرضى السرطان، ولكن في الواقع قد تكون هذه النسبةُ مُبالغاً فيها زيادةً أو نقصاناً, لأنَّه لا يُمكن حصرُ جميع الحالات التي حصل فيها تراجعٌ تلقائي في السرطان، إمَّا لأنَّ الحالةَ لم يجرِ توثيقُها جيِّداً أو لأنَّ الطبيبَ المسؤول عن الحالة لم يكن على استعدادٍ تام لنشر الحالة، أو ببساطة لأنَّ المريضَ ترك العيادة. من ناحيةٍ أخرى، على مدى السنوات المائة الماضية، جرى علاجُ جميع مرضى السرطان تقريباً بطريقةٍ واحدة أو أخرى، لذلك لا يُمكن استبعادُ تأثير العلاج دائماً.
في العديدِ من الحالات التي حصل لها تراجعٌ تلقائي في المرض, لابدَّ من الاعتراف بأنَّ العوامل أو الآليات المسؤولة عن هذا التراجع غير معروفة حتى الآن.
ولكن في بعض الحالات، تسمح المعرفةُ المتاحَة باستنتاج أنَّ التأثيرات الهرمونية ربَّما كانت مُهمَّةً في حدوث التراجع التلقائي للمرض. وفي حالاتٍ أخرى، تُشير الكثيرُ من المؤتمرات إلى أنَّ آليَّات المناعة كانت المسؤولة عن ذلك.
هناك عددٌ كبير من الحالات، إن لم يكن الأغلبية، حصل لها تراجعٌ تلقائي بعدَ الإصابة بالحُمَّى. إذا كانت هذه مُصادفة, فقد يكون لذلك تأثيرٌ وقائي, أيّ أنَّ العدوى المصحوبة بحُمَّى يجب أن تقلِّلَ من خطر الإصابة بالسرطان لاحقاً. ويُمكن تأكيدُ هذا من خلال تجميع الدراسات الوبائيَّة.
مستقبلُ الطبِّ البديل والتكميلي
هناك مؤشِّراتٌ على أنَّ الطبَّ البديل والتكميلي في طريقه إلى القبول كجزءٍ من الممارسة الطبِّية التقليديَّة، حيث تُنشَر أبحاثُه الرائدة الآن في مُجلاَّتٍ محكَّمة مثل
مجلَّة الرابطة الطبِّية الأمريكيَّة. ولكن، لا تزال هناك عقباتٌ حقيقيَّة أمامَ الطبِّ التكاملي الحقيقي؛ ومن هذه العقبات القضايا الثقافية ونقص الدِّراسات العلميَّة والمشاكل الإداريَّة. وبما أنَّ كلاًّ من الأطبَّاء التَّقليديين وممارسي الطبَّ البديل والتكميلي يرغبون بإيجاد معالجاتٍ آمنة وفعَّالة وميسَّرة، لذلك فإنَّ التكاملَ بين أفضل مستوى من الطبَّ البديل والتكميلي والطبِّ التقليدي قد لا يكون بعيدَ المنال.