قال تعالى بسورة محمد
"أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم "
سأل الله أفلم يسيروا فى الأرض والمراد هل لم يسافروا فى البلاد فينظروا كيف كان
عاقبة الذين من قبلهم والمراد فيعرفوا كيف كان عذاب الذين سبقوهم ؟ووضح الله
غرضه من السؤال بقوله دمر الله عليهم والمراد انتقم الرب منهم أى عذبهم الله
بطرق مختلفة
قال تعالى بسورة الأعراف
" ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون" وضح الله أنه دمر
ما كان يصنع فرعون وقومه والمراد أهلك كيد فرعون وهو خططه للقضاء
على بنى إسرائيل وفى هذا قال بسورة غافر"وما كيد فرعون إلا فى تباب "ودمر
ما كانوا يعرشون أى يبنون من مبانى يقصد بها عداوة الله كالصرح الذى أراد
أن يطلع عليه فرعون لقتل إله موسى(ص).
قال تعالى بسورة الشعراء
"فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا فى الغابرين ثم دمرنا الآخرين وأمطرنا
عليهم مطرا فساء مطر المنذرين " وضح الله أنه نجى أى أنقذ لوط (ص)
وأهله وهم شيعته أى أسرته إلا عجوزا فى الغابرين والمراد إلا امرأته كانت
من الهالكين ودمر الله الآخرين والمراد وأهلك الله الكافرين وفسر هذا بأنه
أمطر عليهم مطر أى أرسل عليهم حجارة من سجيل دمرتهم فساء مطر المنذرين
أى فقبح عقاب المبلغين بحكم الله الكافرين به
قال تعالى بسورة النمل
"ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم
إنا دمرناهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا " وضح الله أن التسعة
أفراد مكروا مكرا أى كادوا كيدا ومكر الله مكرا أى وكاد الله كيدا ضده وهم لا
يشعرون أى وهم لا يعلمون بكيد الله وطلب الله من نبيه (ص)أن ينظر كيف
كان عاقبة مكرهم والمراد أن يعلم كيف كان جزاء سوءهم وهو كفرهم إنا
دمرناهم وقومهم أجمعين أى أهلكناهم هم وشعبهم كلهم وهو السوأى أى
العقاب فتلك بيوتهم خاوية والمراد فتلك مساكنهم خالية منهم بما ظلموا والسبب
أنهم كفروا
قال تعالى بسورة الإسراء
"وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها
تدميرا " وضح الله أنه إذا أراد أن يهلك قرية والمراد إذا شاء أن يدمر أهل بلدة
فعل التالى أمر مترفيها والمراد حكم أكابرها وهم أغنيائها فيها ففعلوا التالى فسقوا
فيها أي ظلموا فيها والمراد أفسدوا الصلاح فيها ومن ثم يحق عليهم القول أى
يصدق عليهم الحكم الإلهي وهو إدخالهم النار "وتكون النتيجة هى أن يدمرهم
تدميرا أى يهلكهم إهلاكا