كل انسان بداخله الخير ... والشر ... والنشأة التى يعيشها فى الصغر هى
التى تحدد سلوكة فى الكبر ... وتقوده الى اختيار الطريق الذى يسلكه فى
حياته وتحديد اختياراته لأى من الطريقين .
فاذا كانت الأم صالحة ... والأب مؤمن فانهما يزرعان بداخله الثقه بالنفس
والايمان ... ويكونا له قدوة طيبة فيحذو طريقهما ويتبع منهجهما فى الحياة
والسلوك الرشيد ... يساعداه فى اختيار الأصدقاء والأصحاب ليحافظا نبتة
الخير بداخله ... ويعملان على تنميتهما فى طفولته لتستمر فى أعماقة خلال
رحلته فى الحياة... يسترشد بهما فى تصرفاته ويغلف بها سلوكياته .
وهذه الننشئة تكون حصنا له ... تحميه من تقلبات الزمن ... والاغراءات التى
يتعرض لها فى صباه ... وأيام شبابه يتحكم ضميرة فى سلوكياته ... ويكون
الايمان هو منهج حياته ... والخير مجال اختياراته.
اما اذا انعدم الضمير ... وضاع الايمان ... فان الانسان يفقد الوازع الدينى
الذى يردع تصرفاته ... ويقوم فينحرف سلوكة ويلجأ الى العنف مع الاخرين
غير مبال بمشاعرهم أو ظروفهم ... يطيح بجبروته بين الجميع ... يفرض
سيطرته عليهم بأعمال البلطجة والاجرام ... حتى أقرب الناس اليه ينالهم
شىء من شروره ثمن اهمال رعايتهم له فى الصغر أو تدليلهم فى طفولته ...
وعدم تقويم سلوكه وتصرفاته ... وسوء تربيتهم له ... وفى النهاية يحصدون
ثمار الجرم الذى ارتكبوه.
أيضا يعانى المجتمع كله نتاج هذا السلوك والعنف الذى ينتشر بين أوصاله ...
والفوضى التى تضرب أركانه ... ويسعى بشتى الطرق لعلاجها .
انها مسئولية الأسرة فى البداية ... ثم المدرسة وكل منهما له دور فى بناء
شخصية الطفل ... وضرورة زرع الايمان والثقة فى نفسه منذ الصغر وحسن
رعايته ومتابعة سلوكه وتصرفاته لتقويمهما أولا بأول .