المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأسرة

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الأسرة 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الأسرة Empty
مُساهمةموضوع: الأسرة   الأسرة I_icon_minitimeالإثنين 16 مارس 2015 - 17:43

الأسرة 128711022916

الأسرة 220px-A_family_of_saudis_at_khobar_half_moon_beach_%282931856166%29
أسرة على أحد شواطئ الخبر
في علم الاجتماع، الأسرة هي الخلية الأساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية، تتكون الأسرة من أفراد تربط بينهم صلة القرابة والرحم، وتساهم الأسرة في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية والروحية والعقائدية والاقتصادية وللاسرة حقوق مثل: حق الصحة،حق التعلم، حق السكن الامن كما للاسرة واجبات مثل: نقل التراث واللغة عبر الاجيال، الوظيفة. الاسرة تنقسم إلى قسمين 1_الاسرة نووية: وتتكون من زوج وزوجة والأولاد 2_ الاسرة الممتدة : تتكون من جد وجدة والأولاد والأحفاد.




الأسرة 220px-Ramallah-Family-1905
أسرة من رام الله عام 1905م



الأسرة 220px-A_Fellah_Family_in_the_Fayum._%281911%29_-_TIMEA
أسرة من فلاحين الفيوم سنة ۱۹۱۱م


تسمية

يستنكر الفقيه واللغوي تقي الدين الهلالي في كتاب تقويم اللسانين تعريب مصطلح أسرة وعائلة،
بينما يرى آخرون أن «أسرة الرجل» هم عشيرته ورهطه الأدنون، وهم لفظ معروف في كلام العرب، ويستدلون مثلا بمنظومة سعيد بن نبهان الحضرمي في مترادف الألفاظ:
كأهل شخص رحمه قرابتهعترته وآله وشيعته
عشيرة ومعشر وأسرةحاشية فصيلة ولحمة

تعريفات الأسرة



الأسرة 220px-Eid_alAdha_2103-1434_Jeddah_%2810326758016%29
أسرة في جدة تمارس هواية صيد السمك بمناسبة عيد الأضحى



تعددت أراء العلماء في تعريف الأسرة، فمنهم من عرفها كجماعة اجتماعية وكنظام اجتماعى:

  • تعريف مصطفى الخشاب: الأسرة هي الجماعة الإنسانية التنظيمية المكلفة بواجب استقرار وتطور المجتمع
  • تعريف كولي: الأسر هي الجماعات التي تؤثر على نمو الأفراد وأخلاقهم منذ المراحل الأولى من العمر وحتى يستقل الإنسان بشخصيته ويصبح مسؤولاً عن نفسه وعضواً فعالاً في المجتمع
  • تعريف بل وفوجل: الأسرة هي وحدة بنائية، تتكون من رجل وامرأة يرتبطان بطريقة منظمة اجتماعية مع أطفالهم ارتباطاً بيولوجياً أو بالتبني
  • تعريف ميردوك: الأسرة هي جماعة اجتماعية تتسم بمكان إقامة مشترك، وقد تتعرض إلى مشاكل اقتصادية ووظيفة تكاثرية تمد المجتمع بأفراد لهم بصمات واعدة على ترابها
  • تعريف هارولد كريستنس: الأسرة هي مجموعة من المكانات والأدوار المكتسبة من خلال الزواج
  • تعريف بوجاردس: الأسرة هي جماعة اجتماعية صغيرة، تتكون عادة من الأب والأم وواحد أو أكثر من الأطفال، يتبادلون الحب ويتقاسمون المسئولية، وتقوم بتربية الأطفال حتى يمكنهم من القيام بتوجيهم وضبطهم ليصبحوا أشخاص يتصرفون بطريقة اجتماعية.
  • تعريف ديفز: الأسرة هي جماعة من الأشخاص الذين تقوم العلاقات بين كل منهم والآخر، على أساس قرابة الدم، ويكون كل منهم بناء على ذلك كأنه جزء من الآخر.
  • تعريف رينيه كوينج: الأسرة هي جماعة من نوع خاص، يرتبط أفرادها بعلاقة الشعور الواحد المترابط والتعاون والمساعدة المتبادلة، ويسهم أفراد واعين أصحاء في بنائها وتطويرها وإخراجها للمجتمع.
  • تعريف أرنست بيرجس: الأسرة هي مجموعة من الأشخاص ارتبطوا بروابط الزواج أو الدم أو التبني، مكونين الحياة الاجتماعية كل مع الأخر، ولكل من أفرادها دور اجتماعية خاصة به، ولهم ثقافة مشتركة ومميزة.
  • تعريف أوجبرن ونيكوف: الأسرة هي رابطة اجتماعية صغيرة، تتكون من زوج وزوجة وأطفالهم أو بدون أطفال، أو زوج بمفرده مع أطفاله أو زوجة بمفردها مع أطفالها.



أشكال الأسرة



الأسرة النواة

هي الأسرة المكونة من الزوجين وأطفالهم وتتسم بسمات الجماعة الأولية، وهي النمط الشائع في معظم الدول الأجنبية وتقل في أغلب الدول العربية، وتتسم الوحدة الأسرية بقوة العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة بسبب صغر حجمها، كذلك بالاستقلالية في المسكن والدخل عن الأهل، وهي تعتبر وحدة اجتماعية مستمرة لفترة مؤقتة كجماعة اجتماعية، حيث تتكون من جيلين فقط وتنتهى بانفصال الأبناء ووفاة الوالدين، وتتسم بالطابع الفردي في الحياة الاجتماعية.

الأسرة الممتدة

هي الأسرة التي تقوم على عدة وحدات أسرية تجمعها الإقامة المشتركة والقرابة الدموية، وهي النمط الشائع قديماً في المجتمع ولكنها منتشرة في المجتمع الريفي، بسبب انهيار أهميتها في المجتمع نتيجة تحوله من الزراعة إلى الصناعة، وتتنوع إلى أسرة ممتدة بسيطة تضم الأجداد والزوجين والأبناء وزوجاتهم، وأسرة ممتدة مركبة تضم الأجداد والزوجين والأبناء والأبناء وزوجاتهم والأحفاد والأصهار والأعمام، وهي تعتبر وحدة اجتماعية مستمرة لما لا نهاية حيث تتكون من 3 أجيال وأكثر، وتتسم بمراقبة أنماط سلوك أفراد الأسرة والتزامهم بالقيم الثقافية للمجتمع، وتعد وحدة اقتصادية متعاونة يرأسها مؤسس الأسرة، ويكتسب أفرادها الشعور بالأمن بسبب زيادة العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة.

الأسرة المشتركة

هي الأسرة التي تقوم على عدة وحدات أسرية ترتبط من خلال خط الأب أو الأم أوالأخ والأخت، وتجمعهم الإقامة المشتركة والالتزامات الاجتماعية والاقتصادية

لأسرة الاستبدادية والأسرة الديمقراطية


ينتشر نمط الأسرة الديمقراطية في المجتمعات المتقدمة والصناعية، وهي أسرة تقوم على أساس المساواة والتفاهم بين الزوجين، فلا يتمتع أحد الزوجين بسلطة خاصة على الأخر. أما الأسرة الاستبدادية فتقوم على سيطرة الأب على الأسرة واعتبارة مركز السلطة المطلقة داخل الأسرة، ولا تمتلك الزوجة شخصيتها الاجتماعية أو القانونية.

العائلة



الأسرة 300px-US-hoosier-family
العائلة
العائلة هي الأسرة التي تقوم على عدة وحدات أسرية لا تجمعهم الإقامة المشتركة ولكن رابطة الدم والمصالح المشتركة والزيارت المستمرة في المناسبات وغيرها.

وظائف الأسرة



اتسمت الأسرة قديماً بالقيام بكل الوظائف المرتبطة بالحياة، واتسمت بتحقيق وظائفها بالشكل الذي يلائم العصر الذي تنتمى إليه، حيث اختلفت وتطورت وظائف الأسرة نتيجة تطور العصور التي أثرت في طبيعة تلك الوظائف وكيفية ووسائل قيام الأسرة بها، ولكن لم يختلف الهدف من تلك الوظائف بالرغم من تعرضها للتطور والذي يتمثل في تكوين الشخصية المتزنة انفعالياً والقادرة على التكيف مع متطلبات الحياة الاجتماعية.

  • الوظيفة البيولوجية: وتتمثل في توفير الرعاية الصحية والجسدية للأطفال في الأسرة وتوفير الغذاء الصحي والمسكن الصحي للأفراد في العائلة لينعم الأبناء والآباء بجسم سليم وعقل سليم.
  • الوظيفة الاقتصادية: عرف عن الأسرة قديماً بالاكتفاء الذاتي وإنتاج ما تحتاجه، وما تزال الأسرة حالياً تشارك في عمليات الإنتاج من خلال أفراد الأسرة، فتمد الأسرة مجالات العمل والمصانع بالأيدى العاملة وبالتعاون.
  • الوظيفة الاجتماعية
  • الوظيفة الثقافية
  • الوظيفة النفسية: هي أن توفر الأسرة للأبناء الراحة النفسية بتوفير الحب والحنان والأمن والسلام بحيث يعيش الأبناء في جو من الهدوء دون توتر أو قلق من أي خطر قد يحيط بهم
  • الوظيفة الدينية والأخلاقية: هي أن يقدم الآباء لأبنائهم الخبرات الكافية عن دينهم وعن تعاليمه وعن كل ما يؤدي بهم إلى ان يكونوا أبناء صالحين يتحلون بالأخلاق الدينية دون إغفال حقهم بعيشة كريمة في هذه الحياة.
  • الوظيفة السياسية
  • الوظيفة التعليمية
  • الوظيفة المادية



حقوق الأسرة



حقوق الأسرة في المجتمع تكون على النحو التالي:

  • تأمين يسر المعيشة من الجهة المادية
  • حفظ الأمن، وهذه الحق تكلفله وزارة الداخلية في الدولة
  • تعليم الأبناء، ولذلك فإن على الحكومة إنشاء المدارس والجامعات والمعاهد



دور الأسرة في المجتمع

الأسرة باعتبارها الخلية الأساسية في المجتمع، تعكس ما يتصف به من حركية و من تماسك أو تفكك؛ و من قوة أو ضعف ومن تقدم أو تخلف فالأسرة هي تلك التي تمد المجتمع بمختلف الفئات النشيطة فهي تؤثر فيه و تتأثر به فبصلاحها يصلح المجتمع و بفسادها يفسد.

العلاقة بين أفراد الأسرة



تعتمد الأسرة في حياتها على الترابط و التكافل و حسن المعاشرة و التربية الحسنة، و حسن الخلق و نبذ الآفات الإجتماعية؛ و هي تلك التي تبنى على التكافل القائم على أساس من التماسك و التناصر بين أفراد الأسرة الواحدة و هذا يدل على تفاهم أفراد الأسرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الأسرة 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الأسرة Empty
مُساهمةموضوع: تعريف الأسرة   الأسرة I_icon_minitimeالإثنين 16 مارس 2015 - 17:49

الأسرة 128711022915
تعريف الأسرة

الأسرة %D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9

تعتبر الأسرة كالخلية الحية، وهي كيان لمجتمع لما يحيط بها من التيارات المختلفة كالفساد والانحلال والانهيار، وكل هذا له اثر كبير في تهديد المجتمع كله، كما وتتكون هذه الأسرة من الأب والأم والأولاد، أو قد تكون مكونة من الزوج والزوجة فقط. فإن لكل فرد فى أسرته دوره الفعال في كيان هذه الأسرة حيث أنه يتأثر بها، أو تتأثر به



والأبوة اليقظة هي القلب المفتوح لحماية أبنائه وما تعنيه من بناء مستقبلهم فاحساس الأبناء بالحب قد يحميهم من أى انفعال عاطفى طائش يمكن أن يعرضهم للهلاك. فإن الأباء في حاجة دائمة للالتزام والانضباط ولا تتسيب الأمور

تأثير الأسرة فى الأبناء


واجب على الأبناء اتباع خطوات آبائهم وملامح سلوكهم فإن الآباء هم القدوة والمثل بالنسبة لهم يتبعون ويقلدون تصرفاتهم وصفاتهم الضمنية التي تحملها كلماتهم ومعاملاتهم كما ويؤثر ذلك تأثيراً مباشراً على حياة الأبناء ويحددوا أساليب سلوكهم، فإن البداية لتأثير الأسرة في أبنائهم تبدأ من بداية حمل الأم فهنا يتأثر الجنين بأمه وما يحيط بها من انفعالات كانت غضب أم فرح أم استقرار أم قلق، فإن أي موقف قد يمر به الابن في مرحلة الطفوله قد تؤثر فيه وقد تترك آثاراً في الملامح الشخصية قد تظهر في معاملاته وسلوكه وقد تسعاده إما على النجاح أو ق تؤدي به إلى الفشل، كما أن للجو العام الذى يعيش فيه وما يحمله من مشاعر تقبل أو رفض ومشاعر محبة أو الجحود فيها أو الفتور في هذه المشاعر فإن هذا كله يمكن أن يطبع علامات على شخصيته

المسؤولية الأسرية (الوالدين)


هناك الكثير من البيوت قد تعرف مسؤوليتها وتتحملها، وهناك بعض البيوت الأخرى قد لا تعي شيئا فإن هذا الاختلاف قد يؤدي إلى وجود اختلاف في شخصية الأبناء قد تؤثر على مستقبلهم ونجاحهم، فإن الوالدين= (حب واعي + رعاية مستمرة + إحساس بالمسؤولية).



فمن هنا قد تظهر هذه المسؤولية وهي مسؤولية الوالدين مثلاً لو أن الطفل كان متقدماً ثم تأخر فجأة فإنه لا بد أن يكون هناك أشياء قد مرت بحياته هذا الأبن قد أثرت في شخصيته وهي ما أوصلته لما هو فيه الآن فهنا يجب على الوالدين أن:
يكونوا على وعى كامل بالمسؤولية، على وفاق في الحياة الزوجية، أن يطلب من الابن الأشياء التي في مقدرته عملها.
هي أهم وأخطر مؤسسة تربوية في المجتمعات، ففي أحضانها يبدأ النشء بتعلم مبادئ الحياة، والأسرة هي عبارة عن مجموعة من الأفراد يجمع بينهم رابط مقدس وهو الزواج، ونتيجة هذا الرابط تمتد الحياة من خلال الأطفال الذين يواصلون مسيرة الحياة، وهم جميعاً يعيشون في بيت واحد.
والأسرة نوعان: النوع الأول هو الأسرة الممتدة أو الأسرة المركبة وهي التي تضم الأبناء والآباء والأجداد وتكون السلطة فيها بطبيعة الحال للأكبر سناً من الذكور، وهذا النوع من الأسر كان منتشراً في دولة الإمارات لفترة ليست بالبعيدة.



والنوع الآخر من الأسر هو الأسرة النووية، وهي منتشرة الآن في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي عبارة عن أسر صغيرة تضم الأبوين ومن يعولون من أبناء، وتعتبر هذه الأسرة مستقلة بذاتها اقتصادياً واجتماعياً، وتشرف على تربية أبنائها دون تدخل من أطراف أو أفراد آخرين من العائلة الكبيرة.

وللعلم فالأسرة الإماراتية تعتبر وسط بين الأسرة الممتدة والأسرة النووية، فهي لا تستطيع أن تنفصل نهائياً عن الأسرة الأم أو الأسرة الأصل خاصة في العلاقات الاجتماعية، وإنما تنفصل عنها اقتصادياً فقط.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الأسرة 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الأسرة Empty
مُساهمةموضوع: مكانة الأسرة فى الاسلام   الأسرة I_icon_minitimeالثلاثاء 17 مارس 2015 - 16:29

الأسرة 128711022915
كانت الأسرة قبل الإسلام تقوم على التعسف والظلم ، فكان الشأن كله للرجال فقط أو بمعنى أصح الذكور، وكانت المرأة أو البنت مظلومة ومهانة ومن أمثلة ذلك أنه لو مات الرجل وخلف زوجة كان يحق لولده من غيرها أن يتزوجها وأن يتحكم بها ، أو أن يمنعها من الزواج ، وكان الذكور الرجال فقط هم الذين يرثون وأما النساء أو الصغار فلا نصيب لهم ، وكانت النظرة إلى المرأة أماً كانت أو بنتاً أو أختاً نظرة عار وخزي لأنها كانت يمكن أن تسبى فتجلب لأهلها الخزي والعار فلذلك كان الرجل يئد ابنته وهي طفلة رضيعة كما قال تعالى : ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون ) النحل / 58 .

وكانت الأسرة بمفهومها الأكبر – القبيلة – تقوم على أساس النصرة لبعضها البعض ولو في الظلم  إلى غير ذلك فلما جاء الإسلام محا هذا كله وأرسى العدل وأعطى كل ذي حق حقه حتى الطفل الرضيع ، وحتى السقط من احترامه وتقديره والصلاة عليه .

والناظر إلى الأسرة في الغرب اليوم يجد أُسراً مفككة ومهلهلة فالوالدان لا يستطيعان أن يحكما على أولادهما لا فكريا ولا خلقيا ؛ فالابن يحق له أن يذهب أين شاء أو أن يفعل ما يشاء وكذلك البنت يحق لها أن تجلس مع من تشاء وأن تنام مع من تشاء باسم الحرية وإعطاء الحقوق وبالتالي ما النتيجة ؟ أسرٌ مفككة ، أطفالٌ ولدوا من غير زواج , وآباء وأمهات لا راعي لهم ولا حسيب وكما قال بعض العقلاء إذا أردت أن تعرف حقيقة هؤلاء القوم فاذهب إلى السجون وإلى المستشفيات وإلى دور المسنين والعجزة ، فالأبناء لا يعرفون آباءهم إلا في الأعياد والمناسبات .

والشاهد أن الأسرة محطمة عند غير المسلمين فلما جاء الإسلام حرص أشد الحرص على إرساء وتثبيت الأسرة والمحافظة عليها مما يؤذيها، والمحافظة على تماسكها مع إعطاء كل فرد من الأسرة دوراً مهماً في حياته :

فالإسلام أكرم المرأة أما وبنتا وأختا  ، أكرمها أماً : فعن عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن  صحابتي ؟ قال: أمك ، قال ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك " .

رواه البخاري ( 5626 ) ، ومسلم ( 2548 ) .

وأكرمها بنتا : فعن  أبي سعيد الخدري أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال : " من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن دخل الجنة" .

رواه ابن حبان في صحيحه ( 2 / 190 ) .

 وأكرمها زوجة : فعن عن عائشة قالت قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " . رواه الترمذي ( 3895 ) وحسَّنه .

وأعطى الإسلام المرأة حقها من الميراث وغيره ، وجعل لها حقا كالرجل في شؤون كثيرة قال عليه الصلاة والسلام :" النساء شقائق الرجال " رواه أبو داود في سننه (236) من حديث عائشة وصححه الألباني في صحيح أبي داود 216 .  

وأوصى الإسلام بالزوجة ، وأعطى المرأة حرية اختيار الزوج وجعل عليها جزء كبير من المسؤولية في تربية الأبناء .

وجعل الإسلام على  الأب والأم مسؤولية عظيمة في تربية أبنائهم : فعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه سمع رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول : " كلكم راع ومسؤول عن رعيته فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته " قال : فسمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري ( 853 ) ، ومسلم ( 1829 ) .

- حرص الإسلام على غرس مبدأ التقدير والاحترام للآباء والأمهات والقيام برعايتهم وطاعة أمرهم إلى الممات :

قال الله سبحانه وتعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما او كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما )  الإسراء / 23 .

وحمى الإسلام الأسرة في عرضها وعفتها وطهارتها ونسبها فشجع على الزواج ومنع من الاختلاط بين الرجال والنساء .

وجعل لكل فرد من أفراد الأسرة دورا مهما فالآباء والأمهات الرعاية والتربية الإسلامية  والأبناء السمع والطاعة وحفظ حقوق الآباء والأمهات على أساس المحبة والتعظيم ، وأكبر شاهد على هذا التماسك الأسري الذي شهد به حتى الأعداء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الأسرة 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الأسرة Empty
مُساهمةموضوع: نظام الأسرة فى الاسلام   الأسرة I_icon_minitimeالثلاثاء 17 مارس 2015 - 16:45

الأسرة 128711022915







الأسرة Images?q=tbn:ANd9GcRBWzYi9XQ-EbJeGc7baoLD2cbFk9PjSDYTnp1Oyi62yYdwYEpCqbKsZgU






تعتبر الأسرة نواة المجتمع وحجر الأساس وركيزته الأساسيّة ، لذا اهتمّ الإسلام ببناء الأسرة على أسس متينة ، تكفل قوتها واستمراريتها ،لأنّ لها دوراً مهمّاً في تربية الأجيال وإعدادهم ليكونوا نافعين لدينهم ووطنهم ومجتمعهم .

فالأسرة هى جانب من التنظيم للقاعدة التى تقوم عليها الجماعة المسلمة ، والمجتمع الإسلامي ، وهذه القاعدة التى أحاطاها الإسلام برعايته . ولقد اهتم الإسلام فى تنظيم الأسرة ، غذ أنَّ بناء الأسرة يجب أن تكون مبنية على نواة صالحة ، وقد اهتم القران الكريم فى استقرار وتنظيم الأسرة وتثبيت الركائز الاساسية لبنيانها .

يقوم نظام الأسرة في الإسلام على أسس تنظيمية تساعد على تأسيس أسرة مثاليّة ، ومن أهم هذه الأسس ( المودة و الرحمة _ الدين و الخلق الحسن _ النفقة على الأسرة _ رعاية الأولاد و تربيتهم )

إن الإسلام حث على تكوين الأسرة ، ودعا الى أن يعيش النّاس فى ظلالها، فهى الصورة للحياة المستقيمة التى تلبّي رغبات الإنسان .

ومن أهم وأبرز مقاصد الأسرة فى الإسلام ما يلي:

1. تنظيم الطاقة الجنسية : وهى طاقة خلقت وتوجد فى الإنسان لتحقيق التناسل والتوالد والتكاثر ، وأن الله عز وجل شرع الزواج والأسرة ليكون الزواج أداة وتكون الأسرة وعاءً شرعياً ومستقراً لأستقبال هذه الطاقة وتوظيفها فى المكان الصحيح .

2. الأنجاب : وهو ما حث عليه الله عز وجل فى القرأن الكريم قوله تعالى : ( المالُ والبنونَ زينةُ الحياة الدنيا ) ، وان من أعظم نعم الله على الإنسان فى هذه الحياة نعمة الأولاد .

3. المشاركة فى أعباء الحياة : أى أن مقصد الإنجاب لا يتحقّق دون استقرار وألفة بين الزوجين ، وتصبح الحياة مستحيلة بدون توافق بين الزوجين ، فتحمل أعباء الحياة بين الزوجين مقصد من مقاصد الأسرة فى الإسلام .

4. تربية الأجيال الجيدة : العمل على تربية الأبناء تربية صالحة ، فليس الهدف من الزواج إنجاب الأطفال ثم تركهم للضياع وعدم تحمل مسؤليتهم، بل المقصود من الزواج تزويد الحياة بعناصر الإعمار ، وتزويد المجتمع بأبناء لخدمة المجتمع والوطن ، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كانت الأسرة قوية ومترابطة على قيم الإسلام ، والذريّة الصالحة هي مطلب الأنبياء .

إنّ تربية الأولاد تربية صالحة فى دينهم ودنياهم أمانة عند الوالدين ، كلّفهما الله بحفظها ورعايتها ، لأن الأبوين مسئولين بين يدى الله عن تربية أبنائهم، قال رسول الله : ( كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته، قالرجل راعٍ فى بيته وهو مسئول عن رعيّته ، والمرأة راعية فى بيت زوجها ، وهى مسئولةٌ عن رعيّتها ) . كما كانت من أوّل أولويّات الرسول محمد (صلى الله وعليه وسلم ) حماية وتطهير الأسرة من العادات والتقاليد الجاهلية التى تؤثر على بناء الأسرة ، ولم يكن اهتمام العلماء المسلمين فى تنظيم الأسرة بأقل شأن .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الأسرة 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الأسرة Empty
مُساهمةموضوع: تربية الأبناء فى الاسلام   الأسرة I_icon_minitimeالأربعاء 18 مارس 2015 - 23:03

الأسرة 128711022915



ان تربيتنا لاولادنا على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ماهو الا اهم الامور التي يجب على الاهل اتباعها ، فقد كان رسول الله هو القدوة الحسنه لكل شيء كما قال الله تعالى "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا" (الأحزاب: 45-46)

فنجد اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية الاولاد في جميع مراحل عمرهم حتى قبل أن يأتوا الى الحياه فهم نهضة الامه ورجالات المستقبل فتربيه الابناء تربيه سليمه هي قوة الامه المعنويه والحضاريه .

فمن اوامره وهديه صلى الله عليه وسلم حسن اختيار الام فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك " (رواه البخاري ومسلم وغيرهما). فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق .

كما يؤكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على دور الأسرة في رعاية الابناء وتنمية قدراتهم، ويُلقي بالمسؤولية على الوالدين، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم Sadكلكم راع ومسئول عن رعيته, والرجل في أهله راع وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها، ثم قال: فكلّكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما .

ومن سنته صلى الله عليه وسلم أن يؤذن في أذن المولود اليمني، ويُقيم في أذنه اليسرى، ليكون أول ما يسمعه الكلمات النيرات..تعظيماً لله تعالى، وتوحيدا له،. فعن أبي رافع رضي الله عنه، قال " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن حين ولدته فاطمة " الترمذي ج4/ص97 وقال حديث حسن صحيح.

كما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة بقوله" إذا سميتم فعبدوا" (رواه الطبراني والبيهقي) فان حُسن اختيار الاسم (عبد الله، وعبد الرحمن الخ،) وان ذلك يترك أثرا تكوينياً شخصياً مستمرا ـ إيجابياً أو سلبياً. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال وُلد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه ابراهيم ، فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة، ودفعه إلي وكان أكبر ولد أبي موسى" صحيح البخاري ج5/ص2081.

الفتح علي الولدان بكلمة لا إله إلا الله: عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" افتحوا علي صبيانكم بلا إله إلا الله" رواه الحاكم وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أنزل الله عز وجل على نبيه " : صلى الله عليه وسلم يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا"، تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات ليلة أو قال يوم فخر فتى مغشيا عليه فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو يتحرك فقال: "يا فتى قل لا إله إلا الله فقالها فبشره بالجنة" (المستدرك ج2/ص382) .

كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما، ويقول: " إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة " (صحيح البخاري ج3/ص1233) .

وعن أبو هريرة رضي الله عنه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" نساء قريش خير نساء ركبن الإبل، أحناه على طفل وأرعاه على زوج في ذات يده" رواه مسلم ، فوجود الام وخاصه في السنوات الخمسه الاولى مهمه جدا للطفل .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتقبِّلون الصبيان؟ فقال صلى الله عليه وسلم :أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة " رواه البخاري ، فالتعبير عن مشاعر الحب للابناء امر مهم جدا حتى يشعروا بالطمأنينه والحب . 

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الأسرة 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الأسرة Empty
مُساهمةموضوع: أمى الغالية   الأسرة I_icon_minitimeالخميس 19 مارس 2015 - 12:35

الأسرة 128711022915
ليت قلمي يعبر ما في اكنان قلبي تجاهك تعبت وتعب قلبي سئمت الفراق اتضرع إلى العلي القدير ان يسكنك فسيح جنات وان أقابلك في جنات النعيم فرق بيني وبينك الموت نعم الموت

يانائم الليل كيف المنام يطيب أنا اللذي اخذ الزمان حبايبي
ومشيت في أقصى البلاد غريب ومسكين وطالب حاجتي
فيارب كن عونا لكل غريب الموت حقا لكن الفراق صعيب


أبنك المحب مع خلص شكري لكم 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الأسرة 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الأسرة Empty
مُساهمةموضوع: 150 طريقة لبر الأم(منقول)   الأسرة I_icon_minitimeالخميس 19 مارس 2015 - 12:44

الأسرة 128711022915قرن الله سبحانه وتعالى حقه بحق الوالدين في أكثر من موضع
وََقضَى رَبُّكَ َألَّا تَعْبُدُوا ِإلَّا ِإيَّاهُ  : من القرآن الكريم، فقال تعالى
وَِبالْوَالِدَيْ ِ ن ِإحْسَانًا ِإمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ َأحَدُهُمَا َأوْ كَِلاهُمَا َفَلا
تَُق ْ ل َلهُمَا ُأفٍّ وََلا تَنْهَرْهُمَا وَُق ْ ل َلهُمَا َقوًْلا َ ك ِ ريمًا * وَاخْفِضْ َلهُمَا
 جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُ ْ ل رَبِّ ارْحَمْهُمَا َ كمَا رَبَّيَاِني صَغِيرًا
.[24 ، [الإسراء: 23
وجعل البر بهما سببًا لدخول الجنة، ففي الحديث الصحيح الذي
رغم أنفه، رغم أنفه، رغم » : قال  رواه أبو هريرة أن الرسول
من أدرك والديه عند الكبر » : قيل: من يا رسول الله؟ قال « أنفه
.(1)« أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة
ولما كانت الآيات والأحاديث تدل على مكانة وفضل الوالدين
بشكل عام، فإن الأم قد خصت بأحاديث أخرى تبين عظيم حقها
بشكل خاص، وما ذاك إلا لكثير تحملها من متاعب الحمل
والولادة، والتربية والمتاعبة، فهي أحق الناس بالصحبة.
فقد سئل عليه الصلاة والسلام فقيل له: يا رسول الله، من أحق
،« أمك » : قال: ثم من؟، قال « أمك » : الناس بحسن صحابتي؟ قال
1) رواه مسلم. )
150 طريقة ليصل برك بأمك 6
.(1)« أبوك » : قال: ثم من؟ قال ،« أمك » : قال: ثم من؟ قال
في هذا الكتيب أعرض 150 طريقة عملية لكيفية معاملة الأم
في حالات متعددة، وظروف متفرقة، تبين السبيل العملي للبر بها،
وتوصل الأبناء لرضاها بإذن الله تعالى، خاصة أن الأبناء فقي بيئتها
في الغالب قد مرت بهم النصوص الشرعية فحفظوها عن ظهر قلب،
ولكن تنقصهم السبل والطرق العملية لتطبيقها في الحياة اليومية.
ولقد كتبتها بدون ترتيب موضوعي لتلك الطرق، وما ذلك إلا
ليعيش المرء بين مروج البر المختلفة فينتقي منها ما يناسب مقامه، لا
أن يتجول في حقل واحد فيمل من التركيز على حالة معينة بعينها،
أيضًا مما يجدر الإشارة إليه أن هذه الطرق صالحة للتطبيق للأبناء من
الذكران والإناث، إلا ما خصت به الفتيات من النقاط التي تناسبها
وحدها.
واللهَ أسأل أن يعيننا على بر الوالدين، وأن يجمعنا وإياهم في
الفردوس الأعلى، وأن يكتب الله لنا من لطفه حب اللطف ولعطف
عليهما والبر بهما، وأن يوفقنا لمرضاته.
البداية:
تأملت حال كثير ممن وفقوا لبر والديهم، فوجدت أن عملهم
الذي يقومون به يسير، وأن الجهد الذي يبذلون للوصول لرضاهم
سهل، وأيضًا يبعث بالنفس السرور، فهم لا يحملون الكثير من
المشقة أو العظيم من العناء، إنما يحملون ثلاثة أشياء وبشكل دائم
مستمر، إنهم يحملون قلوبًا – فطنة ووجوهًا – مبتسمة، وإخلاصًا
1) رواه البخاري. )
150 طريقة ليصل برك بأمك 7
يغذي هذا وذاك في كل وقت وحين، فكان النجاح حليفهم،
والتوفيق رفيقهم.
إخوتي وأحبتي...
في هذا الكتيب سجلت تأملاتي، وملاحظاتي لمن حولي ممن
أحسنوا البر بأمهاتهم، فأقدمها هنا لعلها تكون سببًا للاقتداء بهم،
وأن نوفق للسير على نهجهم، وسلوك سبيلهم، واتباع خطاهم،
فإليكم 150 طريقة من طرق البر، فإن وجدتم خلالها ما يستحق
التطبيق.. فالبَدَارَ... البَدارَ، وإن لم تجدوا ما يستحق ذلك، فلا
تحرموا أخاكم من الدعاء.
* * * *
150 طريقة ليصل برك بأمك 8
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - اختر هدية مناسبة لكل مناسبة. فقدمها ممتنًا لها سعيدًا
بأن قبلتها، أمثلة لهذه المناسبات: أيام العيد، زواج الأبناء، نجاح
الأبناء، العودة من السفر، دخول مواسم الشتاء، ودخول مواسم
الصيف، السلامة من الأمراض، وغيرها.
2 - وضع حساب بنكي للأم، يشترك فيه الأبناء بوضع مبلغ
شهري معين للأم، لكي يفي هذا المبلغ باحتياجاتها، وتوفر منه
مستلزماتها بدون أن تضطر لطلب ذلك منهم، ويمكن عمل هذه
الطريقة حتى ولو كانت الأم موظفة، فالأم تُحب أن ترى بر
أولادها بها رغم عدم حاجتها لتلك المبالغ.
3 - يحسن بالأبناء أن يتفهموا المراحل السنية المختلفة لمراحل
حياة الأم، وأن يعاملوها بمثل ما يناسبها بحسب كل مرحلة.
4 - كن حريصًا على انتقاء كلماتك التي سوف تطرحها على
مسامع أمك، حتى لا تسمع الأم أي شيء يؤذيها، فقد نُهي عن
التأفف، وهو أبسط الكلام، فكيف أذيتها بأعظم.
5 - عند عزمك على السفر فاحرص أن تكون هي آخر من
تودع، وهي آخر من تقع عيناك عليها، فودعها وجهًا لوجه، وتودد
إليها، وأدخل السرور عليها، وامكث عندها وقتًا طوي ً لا، ثم احرص
أن يكون الخروج النهائي عن عندها، فتحظى بدعواتها التي هي
بإذن الله مستجابة. فإن كنت في بلدة أخرى. فليكن الاتصال هو
البديل.
150 طريقة ليصل برك بأمك 9
6 - عند قدومك من السفر: يجب أن تكون هي أول من
تقابلها بعد سفرك، فتسلم عليها، فتجلس معها وتؤنسها، وتطمئنها
على وصولك ورجوعك ساًلما من سفرك، واحرص أن يتم إخبارها
بموعد حضورك حتى لا تفاجئها بدخولك عليها، فقد تؤثر
مفاجأتك السارة عليها وتضرها، ولا تحدثك نفسك أن تؤخر
مقابلتك لها، أو أن تعتقد أن الوقت غير مناسب للزيارة مهما كان
ذلك الوقت، فالأم لا يقر لها قرار، ولا يرتاح لها بال، حتى تنظر
بعينها إلى ابنها، وتقر عينها بوصوله إليها.
7 - في سفرك احرص أن تتصل بها يوميًا، ولو للحظات
بسيطة، فكم تبث تلك المكالمة في صدرها السعادة، وتجلي الهم،
وتزيل الخوف، وتبعد الحزن عن نفسها.
8 - احرص على مقابلتها يوميًا إذا كانت تسكن في نفس
بلدتك، ولا تبعدك مشاغل الدنيا عن مقابلتها، والأنس بها، فهذا
أقل القليل بحقها، ولتحرص أن تكون هذه المقابلة تليق بمقدار حبها،
وعظيم مكانتها، فلا يأت المرء على عجل ثم يمضي، أو يسلم وهو
ينظر إلى الساعة كل حين ويتململ، بل حقها أعظم من ذلك.
9 - إن لم تكن الأم في نفس البلد، فيجب أن تتواصل معها
بالاتصال اليومي، وعدم الانقطاع عنها لأي سبب من الأسباب.
10 - من أجمل ما تقدمه للأم أن نتقرب ونتودد إلى من تحب،
وأبناؤها هم أعز الناس عليها، فكن رفيًقا بهم، لطيًفا معهم،
تساعدهم في قضاء حوائجهم، وتعينهم في أمور حياتهم، فكم تُسر
الأم عندما تجد غرس تربيتها بدأت تثمر ثماره بثمار طيبة، نتاجه
تجمع أسرتها.
150 طريقة ليصل برك بأمك 10
11 - تقبيل رأسها، ويدها، وقدمها عند مقابلتها، فذلك
مدخ ٌ ل للسرور عظيم، وهو حق بسيط، وتقدير لها جميل، ولا زلت
أذكر الدكتور ميسرة طاهر يقول: لقد قبلت رأس أمي، ويدها،
وقدمها، فقبل أبنائي رأسي، وقدمي، ويدي.
12 - علم أبناءك علو مكانة أمك بالقول والعمل، وذلك
بتقديم نفسك كقدوة حسنة في التعامل معها، فدعهم يشاهدون
كيف تخدمها، وكيف تقدرها وتحترمها، فذلك حري بأن يطبقوا
ذلك معك ومعها.
13 - الحرص على تلبية طلباتها، وتحضير أغراضها في وقتها،
فإن ذلك أدعى للتقرب لها، والبُعد عن سخطها.
14 - لا تعدها بوعد ثم تخلف وعدك، إذا وعدت فأوفِ
بالوعد، أو لا تعدها من الأصل.
15 - انسب كل نجاح في حياتك لفضل الله سبحانه وتعالى ثم
لفضل تربيتها، فإن في ذلك إدخا ً لا لشعور الفخر والسعادة في
قلبها، وبثًّا للسرور في نفسها، ذلك بأن رأت نتائج تربيتها هي
نجاحات تتحقق في حياة أبنائها، وهو ثمرات من صنع تربيتها، فكل
نجاح للأبناء هو نجاح للوالدين.
16 - لا تجادلها وإن كنت محًقا، ولكن استخدم الطرق السهلة
لعرض رأيك وطرح أفكارك، إذا كان في الأمر مصلحة، أما إذا
كان فضول جدال فالتخلي عنه وتحقيق رغبتها، وسماع رأيها أولى،
وأهم، وأجدر.
17 - لا تقلل من رأيها أمام الناس، أو أمام إخواتك سواءً
كانت حاضرة أو غائبة، فذلك منكر من القول، وذكر لها بما تكره،
150 طريقة ليصل برك بأمك 11
وسوء تأدب معها سواءً إن كان بحضورها أو غيبتها.
18 - لا تزدرها، أو تنقصها، أو تقلل من قيمتها إن كانت
جاهلة ببعض أمور الحياة، بل زد علمها من تلك المعلومات بشكل
يجعلك وكأنك أنت بمكان الجاهل بها.
19 - ابتعد عن الضحك بقوة أمامها، أو رفع الصوت
عندها، أو نظرات الاشمئزاز عندما تكون بين يديها، أو نظرات
الغضب في مجلسها، أو العبوس بالوجه في حضرتها، أو إبداء السخط
على أمر تحبه في نفسها، فكل ذلك يؤثر عليها وعلى نفسيتها.
20 - اجعلها هي أول من يعلم بكل خبر سعيد بحياتك،
واجعلها المطلعة على أسرارك، فإن في ذلك إدخا ً لا للفرح عليها،
ويجعلك بمكان مقرب إلى قلبها، فهي ترى أنك ما زلت ابنها الذي
يحتاج أمه رغم كبر سنه.
21 - حافظ على رعايتها الصحية، وإذا كانت من كبار
السن فوفر الأجهزة التي تحتاجها، من أجهزة الضغط، وقياس
السكر، وأدوات خاصة للنهوض، والقيام وغيره مما تحتاج من
الأدوية.
22 - ضع لها برنامجًا شهريًا للفحص الشامل للاطمئنان على
صحتها.
23 - وفر لها حاجياتها التي تناسب سنها، ففي مراحل الشباب
تحتاج مستلزمات معينة، وفي مراحل الكهولة تحتاج إلى أشياء
أخرى، فكن عونًا لها كما كانت هي عونًا لك منذ نعومة أظفارك.
24 - عند مرضها، إن تألمت تألم معها، وإن نشطت فأظهر
السرور فرحًا بعافيتها، داوم على رقيتها، وضع يدك على مكان
150 طريقة ليصل برك بأمك 12
ألمها، واقرأ عليها الآيات، وأحاديث الرقية الصحيحة، فذلك بر
وعافية بإذن الله تعالى.
25 - طمئنها في حالة مرضها بأنها سوف تعود إلى أفضل
حال، ولا تسمع أي أخبار عن سوء المنقلب لمثل حالتها، وأبعدها
عن كل قصص قد تؤذيها. بل اذكر أن هذه سنة الله في الحياة، فإنما
هي محطة ابتلاء وتمحيص ذنوب ثم هي لحظات وتعود أنشط مما
سبق.
26 - اجلب لها الأطباء المختصين في مكان سكنها، أو اذهب
بها إليهم إذا كانت قادرة على ذلك، وتفاهم معهم على أن
يطمئنوها على حالها، وأن الأمر شيء بسيط وحالة عابرة.
27 - أعنها على صلة رحمها، واذهب بها إلى صديقاتها،
وقريباتها المقربات إلى نفسها، لكي تدخل السرور في قلبها، وترفع
من درجتها بصلة رحمها، وتزيد في طاعة ربها، ويحسن أن تشتري
بعض الهدايا التي تناسبهن لكي تقدمها لهم عند زيارتها لهم.
28 - ضع صندوًقا خاصًا بالأم، وضع دائمًا فيه أنواعًا من
البسكويت، والحلويات، والألعاب، والهدايا الصغيرة، وذلك حتى
تقدمها لأحفادها عند قدومهم لها، فإن في ذلك تحبيبًا للأطفال بها،
وحب الالتقاء معها.
29 - عند سفرها أو خروجها لمسافة بعيدة، تواصل معها،
واطمئن عليها في كل وقت وكل حين، منذ أن تخرج من بيتها
حتى تصل لمقصودها، ثم كرر اتصالك عليها في أيام مغيبها.
30 - لا تبث أحزانك الموجعة عليها، أو تشكي مواجعك
المؤلمة لها، فإن ذلك مما يدخل الحزن على قلبها، ولكن أخبرها أن
150 طريقة ليصل برك بأمك 13
الأمر يسير، وأنك مطمئن، وأن الله فارج همك، وأنك متفائل في
أمرك.
31 - لا تنشر مشاكلك الزوجية أمامها، فهي تحزن لهذا
الأمر، ولذلك لكونها ترى ابنها وفلذة قلبها يواجه حياته الزوجية
وصعوباتها، فعاطفتها الجياشة سوف تجعلها تقدم لك أي حل،
ومهما كان الحل في سبيل أن تراك سعيدًا في حياتك، لذا فمن
الرفق بها والرفق بحياتك، أن تكون الأم بعيدة عن مشاكلك.
32 - لا تكثر الثناء على زوجتك أمام أمك، أو تخبرها عن
تفاصيل حياتك وما تقدمه لزوجتك وما تقدمه زوجتك لك،
فمهما كان بالزوجة من لطف، فقلب الأم يغار، ويخاف أن يكون
الابن قد استبدلها بغيرها، وأن تكون هي التي تزرع وغيرها هو
الذي يحصد، حافظ على علاقة متوازنة مبنية على الاحترام والتقدير
المتبادل، وعدم إجحاف حق الآخرين.
33 - وكذلك لا تنشر كل علاقتك مع أمك لزوجتك،
ارفع مكانتها ولا ترض بالتقليل منها، ووثق العلاقة بينهما، ولكن
لا تكن دائمًا بمحل مقارنة بين زوجتك وأمك، فكلٌّ له مكانته،
وكلٌّ له طبيعته التي يجب أن نعامله بها، وكلٌّ له حقوقه وواجباته
التي يجب أن نؤديها له بدون نقص أو إخلال.
34 - تجنب الحكم بين أبيك وأمك في الخلافات الزوجية،
فأنت بغني عن ذلك، بل استخدم الحياد الظاهر، واعمل بالباطن
على النصح والصلح.
35 - لا تنتقدها في ملبسها، أو في مظهرها، أو اختيارها، أو
مزاجها، أو أسلوبها، أو طريقة تعاملها، وإن كنت ترى أن ذلك
150 طريقة ليصل برك بأمك 14
ظاهر للعيان، وتخاف أن ينتقدها الآخرون. فعليك أن تقدمها
بأسلوب لا يجرح فيؤلم، ولا يكشف العيب فيحزن.
36 - اجعل علاقتك مع إخوتك قوية، وإن كانت هناك
مشاكل بينك وبينهم، فلا تجعلها أمام عين الأم فذلك حزنها،
وبؤسها.
37 - مهما كانت ظروف والديك الزوجية، فلا تؤيد أباك
في الزواج على أمك، وإن كنت ترى لذلك أسبابًا معينة، فليكن
تأييدك لأبيك بينك وبينه وبدون علمها.
38 - علمها أمور دينها بالحكمة، والموعظة الحسنة، وذلك
إما بجلب الأشرطة، والكتب المناسبة، أو حضور مجالس العلم
والذكر والمحاضرات النافعة.
39 - لا تحرمها من حضور مجالس الذكر، وذلك بتوصيلها
للمحاضرات، والحلقات، وإحضار مواعيد الندوات لها، والمناسبات
الدينية، والبرامج المبثوثة في وسائل الإعلام.
40 - أفضل وقت للإحسان للوالدين هو أوقات عمل
الطاعات، فإذا كنت في حج أو عمرة مع أمك، فكن عبدًا لها،
تحافظ عليها، وترفق بها، وتلذذ بالعمل معها، أمسكها من يدها،
ونبهها لمخاطر الطريق الذي تسير عليه، واجعلها نصب عينيك،
ومحل عنايتك.
41 - قدم أعذارك لمن يخطئ من إخوانك، وأشد بتربيتها لهم،
وأن الخطأ الذي حصل منهم، إنما هو بفعل همزات الشياطين، وأن
الله سوف يرده إلى الصراط المستقيم.
150 طريقة ليصل برك بأمك 15
42 - لا تكبر من أخطاء الآخرين عليها، من أقارب، أو
أصدقاء، أو أبناء، بل قلل الأثر عليها، فإن ذلك سوف يخفف الألم
ويجبر المصاب ويحافظ على مكانة الأحباب.
43 - لا تفاجئها بالأخبار الحزينة، والمصائب المفاجأة بدون
أن تقدم تمهيدًا يخفف الأثر عليها، أو تقدم مثل هذه الأخبار عبر
الهاتف، بل احضر إليها وقابله وسلم عليها ومهد للأمر، ثم أخبرها،
وذكرها أجر الصابرين.
44 - المرأة مهما كان سنها، فهي تعشق الكلمات العاطفية،
وتطرب للكلمات الرومانسية، فلا تحرمها من أعذب نشيد من
أحلى صوت، فهي من ألحان أبنائها أنشودة لن تنساها.
45 - لا تكبر سنها، أو تظهر أنها أصبحت غير قادرة على
القيام بواجباتها، بل نشطها بالكلمات التي تدل على أنها في ريعان
شبابها، لاطفها بالجميل من الكلمات، وأحسن إليها في كل مراحل
الحياة.
46 - لا تحرمها من أي شيء تحبه المرأة، حتى وإن كانت
كبيرة، عطور، أدوات تجميل، ثياب جديدة، وملابس سهرات
جميلة، اجعلها تعيش عمرها من جديد.
47 - إذا كان لك زوجات أب وبينهن خلافات، فلا تثن
عليهن أمامها، أو تقع في الحكم لهن على حساب أمك، حتى لو
كانت زوجة الأب هي صاحبة الحق في ذلك، بل إن السلامة في
مثل هذا الأمر لا يعدلها أي شيء، ولكن كن مصا ً لحا بينهن بطريقة
لا تبين أنك توافق زوجة أبيك، أو أنك تميل لصالحها.
150 طريقة ليصل برك بأمك 16
48 - لا تكثر من الثناء على تربية الآخرين أمام أمك، أو أن
تتمنى أن تكون مثلهم، أو تتمنى أن تصل للمراتب التي وصلوا إليها،
فذلك يخدش نفسها، وفيه ظاهر من القول لعدم رضاك عن تربيتها،
وأن لك ملاحظات على عملها الذي دأبت عليه طول عمرها.
49 - عند حديثها، أرعها سمعك وبصرك وقلبك، وأقبل عليها
بجميع جوارحك، ابتسم في المواقف المضحكة، تفاعل مع المواقف
المحزنة، لا تكن جامد المشاعر.
50 - قابلها دائمًا بابتسامة، ومازحها بكلمة، وداعبها
بلطف، وكن خفيف الظل، وأما في الأوقات العصية فكن جادًا،
مهتمًا، يق ً ظا، فالموقف يحتاج منك إلى ذلك.
51 - حدثها عن أحداث العالم من حولها، وقص عليها أحسن
القصص، وأخبرها بما يسرها، فإنهن يشتقن لحديث الأبناء.
52 - كن دائم الثناء على تربيتها، والشكر لعطائها، فلا أقل
من ذكر يخالطه شكر.
53 - بلغها أن أكبر أمنياتك في الحياة أن تعيش هي بسعادة،
وأن ترضى عنك، وأن تكون أنت سبب سعادتها، فإن فعلت فقد
حققت لها أملها، بأن ترى أكبر أماني أبنائها أن يحققوا السعادة لها.
54 - إن كان والداها من الأحياء فلا تبخل ببرهما،
ومساعدتها هي أيضًا ببرهما. وإن كانا من الأموات فاعمل كل ما
يصل إليها في قبورهما من الدعاء، والصدقة عنهما، وغيرها من
يقول:  الأشياء التي تفرح الأموات وترضي والدتك، فالرسول
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو »
.« علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له
150 طريقة ليصل برك بأمك 17
55 - اجعل لها وقًفا يزيد من حسناتها، إما مشاركة بعمارة
مسجد، أو كفالة أيتام، أو رعاية حفظة كتاب الله، أو القيام على
الضعفاء والمساكين.
56 - عندما تذكر لك بعض أمنياتها، أو شيًئا مما تتعلق به
نفسها، فلا تنتظر أن تطلبه منك، بل بادر أنت وحقق أميناتها،
وبالقدر المستطاع وأفضل.
57 - قدمها على كافة أشغالك، وكل أعمالك، وجميع
أصدقائك، بل وأبنائك، وزوجتك.
58 - أكرمها ببيتك، واطلب منها كل حين زيارتك، وأقنعها
بالمبيت عندك، فإن ذلك سوف يجعلها تغير من حياتها، وتسعد
بلطف ابنها.
59 - خذها برحلة جماعية معك، ومع أبنائك، أو مع إخوتك
فإن ذلك سوف يجدد نشاطها، ويبهجها في حياتها.
60 - من حين لآخر اجعلها تستمتع معك ومع من تحب
بوجبة في مطعم فاخر، فهذه الأشياء ليس لها سنٌّ معين، أو عمر
محدد، وإن تمنعت فأقنعها بذلك.
61 - زيارة المحال التجارية، أو الأسواق الفخمة قد تكون لها
أمنية، فلماذا لا يكون تحقيق هذه الأمنية على يديك.
62 - قدم لها هدية رجالية مناسبة لتقدمها لأبيك، فذلك من
باب الإحسان للجميع.
63 - الثناء على الأب وحسن معاملته أمام أمك يجعلها تفخر
بذلك.
150 طريقة ليصل برك بأمك 18
64 - الثناء على معاملتها، وحسن إدراتها لبيتها، وجميل تبعلها
لزوجها، يحفزها ويرفع من معنوياتها، ويزيد من ثقتها بنفسها.
65 - البنات بالغالب قريبات للأم أكثر من الأولاد، فاحفظي
سرها، وأعطيها أسرارك، وتفهمي نفسيتها، وعامليها كأنك صديقة
لها.
66 - الذكور من الأبناء تحتاجهم الأم في حال المحن،
والمصاعب، وذلك ليكونوا سندًا منيعًا لها في كربتها، وأن يقفوا
معها في شدتها، فكن معها، وأسندها وأعطها من قوتك ورأيتك
السديد.
67 - تلطفك مع الأخوات، والتودد لهن، وحسن التعامل
معهن، وتقديم الهدايا كل فترة لهن. يويد من سعادة الأم، لأن الأم
تحب من يلطف بفتياتها.
68 - لا تخجل من أي تصرف تقوم به الأم قد يناسب سنها
ولا يناسب من حولها، بل كن فخورًا بها، وارض عن أفعالها رضي
من رضي، وسخط من سخط، وكل ذلك إذا كان لا يخالف
الشرع، ولا يناقض الأعراف.
69 - علم أبناءك أن يتلطفوا معها، وابعث معهم الهدايا لها
في المناسبات المتعددة.
70 - امسك يدها في حال كبرها، وقدم حذاءها، ودلها
طريقها فأنت أحق الناس برعايتها.
71 - اجعل هناك جائزة لأبنائك لمن يحسن معاملتها، ويسبق
بخدمتها والفوز برضاها.
150 طريقة ليصل برك بأمك 19
72 - الأم تهتم ببيتها، لذا ساعدها على أن يكنن بيتها بأحسن
حال، فقم بصيانته، ومتابعة أعمال التحسينات فيه في كل وقت
وحين.
73 - لغرفة النوم عند الأم مكانة خاصة، تفنن بإهدائها ما
يناسبها لغرفتها، أو دعها تحتار هي ما تحب أن تجمل به مكانها،
وكذلك من الأماكن التي تحرص عليها الأمهات غرفة الضيوف،
فاجعلها أفضل ما يكون.
74 - بر بأقربائها وساعدها في ذلك. وكن سبب وصال
بينهم.
75 - إذا كانت لها هوايات معينة، فابذل لها من وقتك، ووفر
لها ما تحتاجه للقيام بهواياتها.
76 - في أي مجال من مجالات هواياتك أنت، قدم لها عم ً لا
مميزًا عنها، فإذا كنت شاعرًا فاكتب لها قصيدة، وإن كنت كاتبًا
فاكتب باسمها قصة قصيرة، وهكذا..
77 - في بعض المجتمعات تحب الأم أن يطلق اسمها على أبناء
أبنائها، ويمنعها من طلب ذلك حبها لاستقرار أبنائها مع زوجاتهم
وترك الحرية لهم، فمهما تمنعت فإن للتسمية على اسمها مكانة
خاصة في قلبها، ودرجة رفيعة من رد الجميل في نفسها، فلا تحرمها
من ذلك.
78 - في حال ركوبك مركبتك فقدمها على الجميع، وفي
حال خروجك ودخولك لا تتقدم عليها، إلا إذا كانت تحتاج
مساعدتك قبلها.
150 طريقة ليصل برك بأمك 20
79 - لا تستخدم معها الكلمات الغليظة، أو الفظة، أو
الدارجة، بل استخدم أجمل الكلمات، وأحصن العبارات، وأروع
الألفاظ.
80 - يمكن عمل مسابقة للأطفال من الأبناء، والأحفاد
لأفضل هدية مقدمة للأم، ففي ذلك تعزيز لمكانة الأم في نفوسهم،
وتقديرهم لصاحبة الفضل بعد الله، وتسابق بالخيرات.
81 - تحير أوقات الدعاء المستجابة، فخصها بدعوات دائمة.
82 - اعرض آراء وإعجاب أصدقائك عن كل ما تقدمه
الأم لك في الولائم التي تستضيفهم بها، ومدى إعجابهم بحسن
مذاقها، وجميلا صنعها، فكم سيسرها ذلك.
83 - يجب أن يكون الوقت المخصص للجلوس معها كام ً لا
لها، ولا يكون وقت يُقطع بالاتصالات، أو بتصفح الصحف
والمجلات، أو الانشغال عنها بأي شيء آخر.
84 - للفتيات أن يجعلنها تتواصل مع صديقاتهن، ولا
يتحرجن منها بأي شكل، ولا ينهينها عن أي تصرف وبأي طريقة.
85 - الافتخار بها في كل مكان وفي كل مقام.
86 - أسمعها قصصًا عن بر الوالدين، فإن ذلك مما تأنس به
الأمهات ويسعدن به.
87 - اطلب منها الدعاء لك، بأن يرزقك الله برها، فإن ذلك
دليل حرص مننك عليها، وإشعار منك بحب اللطف بها.
88 - اطلب منها دائمًا الرضا عنك، والدعاء لك، فذلك
يحسسها بقيمة رضاها في نفسك، ومكانتها عندك.
150 طريقة ليصل برك بأمك 21
89 - تسابق مع الجميع من أجل برها، فكن أنت السباق
دائمًا، وكن أنت الذي يدلهم على طرق جديدة للبر، فلك أجرك
ومثل أجورهم لا ينقص ذلك منهم شيء؟.
90 - لا ترفع صوتك عندها، وتذلل لها، وترقق عند طلبها أو
خدمتها.
91 - إذا كنت في نفس المدينة التي تسكن فيها أمك، ولكن
تفصل بينك وبينها مسافة، فاقترب من مكان سكنها ما أمكن،
فذلك ادعى للبر بها، وأسهل لوصلها إليها.
92 - إذا كنت تعمل في مدينة أخرى، احتسب المجاهدة
بوصلها في كل فرصة سانحة، ولا تتأخر عليها، فإنما هي تتصبر من
أجلك، وتصمن في سبيل راحتك، فلا تتأخر عنها كثيرًا، فاجعلها
تنعم بلقياك.
93 - إذا كنت في مدينة أخرى فلا يكفي أن تزورها وحدك،
فأبناء الأبناء بمقام الأبناء، خذ معك أطفالك، وزوجتك في زيارتك
لها، حتى تنشأ علاقة تليق بمقام الأم. ولكي تسعد هي برؤية من
كانت تحلم بهم يومًا من الأيام.
94 - في الكثير من الأمور خالف نفسك وهواك، وقدم أمر
أمك، وطلبها، ورغبتها، وإن لم تُظهر هي ذلك، فإن من كمال البر
أن ترضيها برغباتها، وأمنياتها بدون أن تنطق هي بأي كلمة.
95 - حاسب نفسك كل حين ودقق معها الحساب، فهل
أنت قد أصبت العمل، أو قصرت ببرها؟ أو أنك بحاجة لعمل المزيد
من أجل رضاها؟ كل ذلك يجعلك بزيادة خير ومزيد بر.
96 - كن على يقين دائم، أن ما تعمله لوالديك سوف يعود
150 طريقة ليصل برك بأمك 22
إليك ببر أبنائك لك عاج ً لا أو آج ً لا، فاعمل على رضاها لكي
تسعد في حياتك، وبعد مماتك.
97 - في حال مرورها بعارض صحي، الزَمْهَا، وتابعها
بنظراتك، وابقَ معها في كل أوقاتك، واعمل على جلب من يقوم
بخدمتها، ولا تتوقف عن السؤال عنها، فهناك الضعف وهناك
الحاجة للأبناء، وهناك يبرز الموفقون للخير، فكن منهم، بل كن
أولهم.
98 - الثناء الدائم على ملبسها، وحسن اختيارها، وجميل
ذوقها أمام الجميع يدخل السرور في قلبها، فلا تقصر في هذا الأمر.
99 - قص عليها أحداث رحلاتك، وأطلعها على صورك مع
أصدقائك، وكيف استمتعتم في رحلاتكم، فيكفيكم من ذلكم
دعواتها.
100 - استقبل همومها بسعة صدر، وتقبل ملاحظاتها بطيب
نفس، ونفذ توجيهاتها بنفس صاغرة راضية.
101 - استشرها بأمرك، واعمل بنصيحتها، وخذ
باستشارتها.
102 - في مجلسها، اجلس بطريقة تليق بمكانتها، ومقامها.
103 - تأدب بآداب الأكل أمامها، وقدم لها كل ما تشتهي
نفسها من المأكل والمشرب والمعروض.
104 - ادرس نفسيتها، وعاملها بحسبها، وافهم طريقة
حياتها، وعاملها بما يناسبها، واعرف ميولها، وأعطها أكثر منها.
105 - على الفتاة أن لا تنشغل بحياتها الزوجية عن أمها،
وأن لا يؤثر ارتباطها بزوجها وأسرتها على برها بها، فإن الأم ومهما
150 طريقة ليصل برك بأمك 23
كثر الأبناء من حولها فإن للبنت مكانة أخرى في صدر الأم، فهن
محل الاستشارة بما تضيق به النفس.
106 - بعض الحاجيات قد لا يعرفها الذكور من الأبناء،
فيحسن بالفتيات أن يتنبهن لذلك وأن يقدمنها لأمهاتهن.
107 - عند زيارتك لأهلك لا تجعل أبناءك يعبثون بأثاث
البيت، ويتعبون الأم بترتيبه من بعد خروجهم منها، أو يتسببون في
إتلاف بعض محتوياته التي تعبت مع والدم بتزيين البيت بها، فإن
ذلك الأمر يحرجها، ويقلقها، ولكن تصمت من أجل راحتك.
108 - عندما يقدم أبناؤك على إتلاف بعض أثاث البيت أو
مقتنياته، فبادر من نفسك لسد هذا الخلل، وجلب ما هو أفضل
منه.
109 - تتغير نفسية المريض أثناء مرضه، فيحسن بنا أن
نزورهن في مرضهن، وأن نساعدهن في تعدي هذا الأمر، ولكن
لنحذر من أن نزعج الأم باجتماع الأطفال، والتسبب لها بالضيق
من هذا الأمر.
110 - مع كثرة الأحفاد يحسن أن يرتب برنامج الزيارات،
فليس من المعقول أن يهجم جميع الأبناء وأبنائهم في يوم واحد على
الأم، فإن الأم تضيق ذرعًا بالاستعداد لهم، ويمنعها حبهم من إظهار
أي مظهر من الضيق منهم.
111 - يحسن بمن كثر أولادهم أن يجتمعوا بمكان مناسب،
إما باستراحة، أو برحلة برية، أو بمتنفس، أو حديقة، وذلك؛ لأن
الأمهات عند الكبر لا يستطعن أن يتحملن ضجيج الأطفال.
112 - وقف للأم هو عمل مناسب يقدم من الأبناء كهدية
150 طريقة ليصل برك بأمك 24
لها وجزء من رد الدين للأم.
113 - لكل ابن من الأبناء مميزات ينفرد على الآخرين بها،
فمنهم صاحب المجهود، ومنهم صاحب الرأي السديد، ومنهم
المرح، وغيرها الكثير...، فحبذا أن يعرف كل ابن ما يحمله من
مميزات محببة لأمه. فيساعدها ويقدمها لها.
114 - زر غبًا تزدد حبًا، تنطبق على الجميع لأحوال، إلا
على الأبناء مع الأم، فالأمل لا تمل من رؤية أبنائها، فإن كنت تريد
أن تزداد في قلبها حبا فلا تنقطع أبدًا.
115 - ضع بين يديها أجهزة الاتصال الحديثة، وعلمها
بكيفية استخدامها، وكيفية الاستفادة منها، واجعل فاتورتها على
حسابك، فلك برها وبر من يتصل بها.
116 - إذا كانت الأم تمتلك جهاز جوال فيحسن أن تختار
لها أجمل العبارات، ومن ثم ترسلها لها، فإن ذلك مما يبقى بالقلب
ويزيد من القرب.
117 - إذا كانت الأم من الكبيرات في السن، يمكن عمل
مجموعة من الهدايات لصديقاتها، من بعض الأغراض الشعبية، ويتم
تغليفها بشكل رائع، وذلك لتهديها الأم إلى صديقاتها، ومعارفها.
118 - يحسن بالأبناء إن اتصلوا بالأمهات للسلام عليهن، أن
لا يتعجلوا بالمكالمة، بل يتمهلوا ويسمعوا منها بغيتها، فيجدر بنا أن
نسأل عن حالها، ونقص عليها أحسن القصص في حياتنا، ونطمئنها
على حالنا، وكل ذلك بلا ملل، أو تضجر، أو ضيق من طول
المكالمة، أو قصر الوقت لدى الأبناء، وأن لا ننهي المكالمة حتى
تنهيها هي بنفسها.
150 طريقة ليصل برك بأمك 25
119 - في مجلسها نتأدب بآداب الحديث، بدون رفع صوت،
أو تنا ٍ ج، أو تشاجر، أو ذكر أي شيء مما تكره.
120 - عند قدومك من سفرك، قدم لها هدية تجلبها من تلك
البلدة التي أتيت منها، فإن في ذلك ذكرى لها عن سفرتك، وزيادة
بفرحتها بعودتك.
121 - للأماكن التي عاشت بها الأم أيام صغرها، أو أول أيام
زواجها مكانة خاصة، فهل فكرنا أن نأخذها لتلك الأماكن، وأن
نجعلها تتذكر جميل أيامها، إنها خطوة رائعة تجعل الأم تعود لأيام
صباها أو أيام شبابها.
122 - تعليم الإخوة فضل البر، وبث روح المنافسة بينهم
يجلب السعادة للأبناء والأم، فلنحرص على أن نغذي إخوتنا بهذه
الفضائل.
123 - عندما ينفصل والداك عن بعضيهما، فلا تتعرض
لأحدهما بما يكره.
124 - عند وجود بعض المشكلات العائلية في الأسرة قدم
حلو ً لا عملية بطريقة دبلوماسية لتنقذ السفينة.
125 - إذا ارتبطت الأم بزوج غير أبيك، فأكرمه، وعامله
بالحسنى، وقدم لها الهدايا في المناسبات المختلفة، فهذا يطمئن قلبها.
126 - إذ كانت الأم مرتبطة بزوج غير أبيك، فأعل مكانته
وشاوره في بعض أمرك، وخذ بنصحه.
127 - اتصل عبر هاتفك بمن يعز على أمك، ودعها تتواصل
معهم.
150 طريقة ليصل برك بأمك 26
128 - عند كبرها ارحم ضعفها، وأمسك يدها، ودلها
طريقها، وناولها حاجياتها، ولا تقصر معها.
129 - إن أبدت الأم رأيًا غير رأيك فلا تتعصب لنفسك
ورأيك، تقبل منها كل رأي وإن كان خطأ إلا أن يكون بمعصية
الخالق، فهنا حاول أن تقدم رأيك بطريقة تبعدها عن أن تتعصب
لهواها أو تظل في ضلالها.
130 - إذا كانت الأم من المتابعات للمجلات، فقدم لها
اشترا ً كا في مجلة تناسبها كهدية.
131 - قدم لها الأموال في كل وقت وحين، ولا تجعلها هي
تطلب ذلك منك.
132 - إذا اشتريت لها حاجياتها، أو أتيت بمستلزماتها فلا
تأخذ قيمة تلك المستلزمات، بل اجعلها هدية مقدمة بسيطة لها.
133 - إذا كانت قادرة على التعامل مع الحسابات البنكية،
فافتح لها حسابًا بنكيا خا  صا، وعلمها كيف تتعامل مع ماكينة
الصرافة، فأنت تعطيها بعض خصوصيتها.
134 - إذا أخطأت في حقها، فوسط أعز الناس عندها لعلها
تقبل عذرك، وتتجاوز عن خطأك.
135 - عند كبر سنها لا تطلق عليها الألقاب التي تحسسها
بذلك، فلفظ الجدة، أو كبيرة السن قد يضايقها، أو يحز في نفسها،
فاحذر من ذلك.
136 - إذا رأيت تصرًفا لا يسرك من تصرفاتها في الحياة
الزوجية مع والدك، فلا تنصحها مباشرة، بل قدم ذلك بطريقة لا
تجرح كبرياءها.
150 طريقة ليصل برك بأمك 27
137 - فكر دائمًا بوسائل جديدة لرضاها، وتأمل أحوال
البارين من حولك، واستنسخ أفكارهم وطبقها في حياتك مع أمك.
138 - لا تقف عند حدٍّ أبدًا ببرك لأمك. بل اجعل كل
عمل من أجلها هو أقل من حقها، وابحث دائمًا عن سبل لبرك
أكمل وعمل أفضل.
139 - مهما يكن من أفعالها، أو أفكارها، أو آرائها، فلا
تستصغرها ظاهرًا، أو باطنًا، بل جارها في بعض ذلك، وجاملها في
البعض الآخر.
140 - لا تقطع حديثها، أو تسرح أثناء كلامها، أو تستمع
لغيرها وهي تتحدث إليك. أرعها سمعك، وأعطها قلمك.
141 - اطلع دائمًا على أحاديث فضل البر، وسير البررة
بأمهاتهم، فذلك حري بأن يزيد من همتك.
142 - إذا رأيت مبتلى بعقوق أمه، فقل: الحمد لله الذي
عافاني مما ابتلاه به، فذلك حري أن يحميك الله من شر الشماتة.
143 - في مجلسها لا تعطيها ظهرك، أو تبعدها عن صدرك،
أو ترضى بأن تكون بآخره، واحرص أن تكون أنت أقرب الناس
إليها في المجلس، وأسرع الناس بخدمتها.
144 - إذا أرادت المسير، قدم نعليها، وسر بموازاتها، وأمسك
بيدها، واجعل ذلك ديدنك معها.
145 - لا تكن آخر من يعلم أخبارها، أو آخر من يقدم
التهاني لها، أو يواسيها بمصابها، بادر بذلك فهذا يعكس مقدار
اهتمامك.
150 طريقة ليصل برك بأمك 28
146 - في حال أن نهرتك أو غضبت عليك، لا ترد عليها،
أو تبرز موقفك أمامها في نفس اللحظة، اصبر وتحيَّن الفرصة المناسبة
لشرح موقفك الذي تسبب في غضبها عليك، وإن كنت مخطًئا
فقدم اعتذارك، وقبِّل رأسها، واطلب العفو منها.
147 - بعض الأمهات تبتلى بأن تكون سريعة الغضب،
فاصبر، وتحمل، واعتد على طريقتها، ومن ثم اسأل الله لها العافية،
واسأل الله أن يجعل صبرك في موازين حسناتك.
148 - اكتب صفات الأم في ورقة، ثم اكتب كل طريقة
يحسن أن تتبعها للوصول إلي قلبها والبر بها.
149 - تأمل من حولك، وانظر لمن فقدوا أمهاتهم، وأنهم قد
حرموا من خير كثير، فلماذا التقصير وأنت لا يزال الباب أمامك
مفتوحًا، فأحسن العمل قبل أن لا يمهلك الأجل.
150 - عند مرضها. أجل سفراتك، وألغ ارتباطاتك، ركز
اهتمامك عليها، فهي تشعر بتحسن برؤية أبنائها.
* * * * أخي الحبيب هذه أكثر من 150 نقطة من رحلة الحياة مع تلك
الملاك، خذها وتفحصها، فإن ناسبتك فطبقها على معاملاتك معها.
في الختام: نسأل الله أن يرزقنا البر بهم، وأن يغفر لنا تقصيرنا،
وإسرافنا في أمرنا


عدل سابقا من قبل صالح المحلاوى في الخميس 19 مارس 2015 - 12:51 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الأسرة 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الأسرة Empty
مُساهمةموضوع: من آداب التعامل مع الوالدين   الأسرة I_icon_minitimeالخميس 19 مارس 2015 - 12:48

الأسرة 128711022915
هذا أبو هريرة يبصر رجلين، فقال لأحدهما: من هذا منك؟ فقال: إنه فلان أبي، فقال: لا تسمه باسمه، ولا تناد أباك باسمه، فلا تقل: يا فلان! بل تسميه بصفته فتقول: يا أبي أو يا أبتاه. فيعتبر أبو هريرة هذا عقوقاً، وهذا من تمام البر أنك لا تسميه باسمه.
قال: ولا تمش أمامه.

فانظر كيف وصلوا إلى البر، يقول: إذا مشيت فامش خلفه، تواضعاً واحترماً ومن خفض الجناح بالذل له.

قال: ولا تجلس قبله.

إذا دخلت في مجلس وهو قائم فقم معه، ولا تجلس في مجلس قبله، انظروا كيف وصلوا إلى البر.

وهذا رجل -يا عبد الله- لا يصعد إلى الطابق الأعلى إذا كانت أمه في الطابق الأسفل، يقول: كيف أصعد على طابق وأمي تحتي، فهو يعتبر هذا من العقوق.

وذاك رجل لا يأكل مع أمه في صحن واحد، فيُسأل: لم يا فلان لا تأكل مع أمك في صحن واحد؟ فيقول: أخاف أن تمتد يدي إلى لقمة وأمي تنظر إليها، أخاف أن آكل لقمة وأمي قد اشتهتها.

انظر كيف وصلوا إلى البر، وانظر كيف أصبح الناس هذه الأيام في العقوق.

ويأتي رجل فيبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة، فيقول له: (كيف تركت أبويك؟ فيقول: تركتهما يبكيان، فيقول له: ارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما ).

ويأتي رجل يريد الجهاد فيقول له الرسول صلى الله عليه وسلم: (ألك أم؟ فيقول: نعم. قال: أتريد الأجر والمثوبة من الله؟ قال: نعم. قال: الزم قدمها فثم الجنة ).

ولنرجع إلى البيوت -يا عباد الله- فلنلزم أقدامهن، فهناك الجنة، وهناك الروح والريحان، وهناك الجنان، وهنالك الأنهار، وتلك هي القصور، فباب الجنة -يا عبد الله- عند قدم أمك؛ فكيف ضيعت ذلك الباب؟ وكيف فرطت في الجنة وأبوابها؟

واسمع إلى هذا العاق، هذا الرجل العاق كيف وصل به العقوق إلى هذه الدرجة، فهو يضرب به المثل، واسمه منازل، وهذا الرجل كان فاجراً عاصياً عاقاً لأبيه، أتاه أبوه يوماً من الأيام، فأمره بالطاعة، وأمره بالإحسان، وأمره بالاستجابة لله جلَّ وعلا، فهل تعرف ماذا فعل؟ لطم أباه على وجهه، فذهب أبوه يبكي، وقال: والله! لأحجن إلى بيت الله الحرام وأدعو عليه هناك، فحج الأب إلى بيت الله الحرام، وتعلق بأستار الكعبة، ثم رفع يديه، فقال:

يا من إليه أتى الحجاج قد قطعوا      أرض المهامه من قرب ومن بعد 


إني أتيتك يا من لا يخيب من      يدعوه مبتهلاً بالواحد الصمد 


هذا منازل لا يرتد عن عققي      فخذ بحقي يا رحمان من ولدي 


وشل منه بحول منك جانبه      يا من تقدس لم يولد ولم يلد 


فما أنزل الأب يديه إلا وقد شل الله نصف جسده، وأصبح مشلولاً إلى أن مات: (ثلاث دعوات مستجابات -لا شك فيهن- منها: دعوة الوالد على ولده ).

إذا أردت الدعوة يا عبد الله، فاذهب إلى أمك، واذهب إلى أبيك، وسلهما دعوة صالحة، وسلهما دعوة خالصة.

واسمع إلى العاق، كيف يصفه الله جلا وعلا: وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ  [الأحقاف:17] يا بني صلِّ.. يا بني اذهب إلى المسجد.. يا بني اترك الفساد.. يا بني اترك المعاصي.. يا بني اترك هؤلاء الصحبة.. يا بني لا تنفعك هذه الأغاني.. فيرد عليهما: أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ  [الأحقاف:17] أتعرف ما عقوبته؟ أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ  [الأحقاف:18].

اسمع إلى هذا الرجل الذي ملَّ والده، وقد أحسن إليه وبره لكن طال عليه الأمر وشق عليه العمل، وكبر أبوه فتأفف من أبيه، وكم نسمع هذه الأيام -والعياذ بالله- من رجل يُسأل: من هذا؟ فيستحي أن يقول: هذا أبي، فيقول: هذا السائق، وكم سمعنا من فتاة يُقال لها: من هذه؟ فتستحي فتقول: هذه الخادمة. أو هذه المربية. أو هذه الغسالة. أف لهذه الكلمات، وتعس أولئك الذين يستحون أن يقول أحدهم: هذا أبي. وتستحي أن تقول: هذه أمي. ولا يدعوه إلى وليمة، ولا يدعوه إلى وجبة، يستحي أن يراه أصحابه، كم وكم من العاقين من أمثال هؤلاء.......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الأسرة 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الأسرة Empty
مُساهمةموضوع: خصلتان تحسن بهما لوالديك   الأسرة I_icon_minitimeالخميس 19 مارس 2015 - 12:54

الأسرة 128711022915
وكيف يحسن الإنسان إلى أبويه؟ يحسن الإنسان إلى أبويه بخصلتين كريمتين يقول العلماء: من حفظ الله له هاتين الخصلتين فبر بهما فقد أحسن إلى والديه،
الخصلة الأولى: في اللسان. والخصلة الثانية: في الجوارح والأركان. أما اللسان: فمن حق الوالدين على الإنسان أن يصونه، فلا يؤذيهما بالكلام الذي يكسر خاطرهما، يحافظ على لين الكلام، ويحافظ على كريم المنطق مع الوالدين، وقد جمع الله عز وجل في اللسان لمن أراد بر والديه صفتين: الصفة الأولى: القول الكريم. الصفة الثانية: العفة عن القول الذي لا يليق. فمن وفقه الله للقول الكريم وصان لسانه عن أن يؤذي والديه؛ فقد بلغ الإحسان إلى والديه بلسانه، فما عليه إلا أن يتقي الله فيما بقي من جوارحه وأركانه. أما القول الكريم: قال بعض العلماء: إن الله عز وجل أمر به ومنه أن يشعر أباه بالأبوة وأمه بالأمومة، فلا ينادي أباه باسمه بل يناديه فيقول: يا أبتاه! أو ينادي أمه فيقول: يا أماه! ولقد أخبر الله عز وجل عن هذا الأدب الكريم حينما قال عن نبيه إبراهيم وهو يخاطب أباه على الشرك والكفر: ( يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً ) [مريم:42] لم يناده باسمه وإنما قال: يا أبت، قال بعض العلماء: إن الابن إذا دعا أباه بالأبوة أشعره بعلو المرتبة عليه. ومن دلائل الإكرام والإجلال باللسان: ألا يتكلم الابن في مجلس فيه أبوه إلا في حالتين: الحالة الأولى: أن يتكلم عن علم. الحالة الثانية: أن يتكلم عن حاجة. ولذلك كانوا يعدون من سوء الأدب مع الوالدين كلام الابن بحضرة أبيه وأمه دون حاجة، وكان الإمام محمد بن سيرين إمام من أئمة التابعين إذا حضرت أمه خشع وأصابه السكون، فيسأل الغريب: ما باله؟ فيقولون: هكذا يكون إذا حضرت أمه، من سوء الأدب إذا حضر الوالد أن يهذي الابن فيما لا حاجة فيه. أما الخصلة الثانية في اللسان: أن يقول القول الكريم كما قال الله تعالى: ( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ) [الإسراء:23-24] القول الكريم وكف الأذى باللسان فلا يقل لهما أف. قال بعض السلف: لو كانت هناك كلمة أقل من أف لنهى الله عز وجل عنها، فيكف الإنسان لسانه في هاتين الحالتين، فيقول الكلام الطيب الذي يدخل السرور على والديه ويغض عن الكلام الذي يجرح الوالدين، فكم من كلمة تكلم بها الابن جرحت أباه إلى الممات في قلبه، وكم من كلمة تكلمت بها البنت جرحت أمها إلى الممات في قلبها. الكلمة إذا خرجت لا تعود وإذا رمى الإنسان بالكلمة المؤلمة لأبيه وأمه فإن أذاها وشدة بلاها لا يقتصر على ما فيها، بل يضاعف على ذلك وجود الحنان والشفقة في قلب الوالد والوالدة، لذلك وصى الله من أراد البر أن يقول القول الكريم. أما الخصلة الثانية التي ينبغي للإنسان أن يحفظها في جوارحه وأركانه: طول الصحبة للوالدين، فقد فرض الله على الإنسان أن يصحب والديه، ولذلك لا يجوز للمسلم أن يخرج عن والديه في سفر أو في غربة ما لم تكن واجبة إلا بعد استئذانهما، قال الله عز وجل في كتابه: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ) [لقمان:15]. وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أقبلت أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى، قال عليه الصلاة والسلام: (أحي والداك أو أحدهما؟ قال: نعم. بل كلاهما، فقال عليه الصلاة والسلام: أفتبتغي الأجر والمثوبة من الله؟ قال: نعم. قال: ارجع إليهما فالزمهما وأحسن صحبتهما) الله أكبر! قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبايعه على الهجرة ويبايعه على الجهاد، يريد أن يصحب النبي صلى الله عليه وسلم مهاجراً مجاهداً فيقول له: أحي والداك؟ ثم يقول له: أفتبتغي الأجر، ثم يقول له: الزمهما وفي رواية: (صاحبهما). ولذلك قال بعض العلماء: لا يجوز للإنسان أن يخرج عن والديه إلا بعد استئذانهما، ولا ينبغي للإنسان أن يعيش في بلد غير بلد والديه إلا عند الاضطرار والحاجة، إذا فارقت الوالدين فقد أسكنت قلوبهما ألم الفرقة، وأوجدت في قلبيهما ألم الغربة، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم حينما قدم عليه الرجل قال: يا رسول الله! أقبلت من اليمن أبايعك على الهجرة والجهاد قال: (أحية أمك؟ قال: نعم. قال: الزم رجلها فإن الجنة ثم) أي: الجنة التي تطلبها والتي تريدها وتنشدها عند رجل أمك، ولذلك كان من أول ما ينبغي على المسلم الذي يريد بر الوالدين أن يصحبهما، أحق من يصاحبك هم الوالدان، وأحق من تكون معهما وتطيل الجلوس معهما فتدخل السرور عليهما برؤيتك هما الوالدان. ولذلك يقول بعض العلماء: من تغرب عن الوالدين في طلب عيش أو في ضرورة فليدمع، وليسأل الله جل وعلا أن يغفر ذنباً حرمه القرب من الوالدين، البعد عن الوالدين فوات لخير كثير لو لم يكن إلا دخولك على الوالدين في زيارة أو قضاء حاجة حتى سلام الإنسان على والديه من البر الذي يرحمه الله تعالى به. ومما يوصى به من أراد بر الوالدين ورد جميل الوالدين، أن يحفظ الجوارح وأن يكون في خدمة والديه، ولذلك قالوا: ينبغي عليه أن يطعمهما إذا جاعا، وأن يكسوهما إذا عريا، وأن يحسن صحبتهما بالمعروف إذا احتاجا، فكم من ساعات قضى بها الإنسان للوالدين الحاجات غفر الله عز وجل بها الذنوب والخطيئات، وأوجب بها الستر وفرج بها الهموم والغموم والكربات! كم من ابن بار بر والديه أدخل السرور عليهما فقام من عندهما وقد قضى لهما حاجتهما، فرفعت له الكف من والديه فلم تخب أكفهما فيما دعت وسألت، فخير ما يقضيه الإنسان حوائج الوالدين. ومن كان في حاجة والديه كان في بر ورحمة ولطف من الله جل وعلا، قضاء حوائج الوالدين مقدمة على حوائج الأبناء، ومقدمة على حوائج البنات، ومقدمة على حوائج الزوجات، وعلى حوائج الإخوان والأخوات، إذا وفق الله الإنسان فصان لسانه وصان جوارحه عن أذية الوالدين ولزمهما فأحسن صحبتهما وأدخل السرور عليهما فإن الله تبارك وتعالى قد وفقه لخير كبير وفضل جليل غير حقير. وكيف يحسن الإنسان إلى أبويه؟ يحسن الإنسان إلى أبويه بخصلتين كريمتين يقول العلماء: من حفظ الله له هاتين الخصلتين فبر بهما فقد أحسن إلى والديه، الخصلة الأولى: في اللسان. والخصلة الثانية: في الجوارح والأركان. أما اللسان: فمن حق الوالدين على الإنسان أن يصونه، فلا يؤذيهما بالكلام الذي يكسر خاطرهما، يحافظ على لين الكلام، ويحافظ على كريم المنطق مع الوالدين، وقد جمع الله عز وجل في اللسان لمن أراد بر والديه صفتين: الصفة الأولى: القول الكريم. الصفة الثانية: العفة عن القول الذي لا يليق. فمن وفقه الله للقول الكريم وصان لسانه عن أن يؤذي والديه؛ فقد بلغ الإحسان إلى والديه بلسانه، فما عليه إلا أن يتقي الله فيما بقي من جوارحه وأركانه. أما القول الكريم: قال بعض العلماء: إن الله عز وجل أمر به ومنه أن يشعر أباه بالأبوة وأمه بالأمومة، فلا ينادي أباه باسمه بل يناديه فيقول: يا أبتاه! أو ينادي أمه فيقول: يا أماه! ولقد أخبر الله عز وجل عن هذا الأدب الكريم حينما قال عن نبيه إبراهيم وهو يخاطب أباه على الشرك والكفر: ( يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً ) [مريم:42] لم يناده باسمه وإنما قال: يا أبت، قال بعض العلماء: إن الابن إذا دعا أباه بالأبوة أشعره بعلو المرتبة عليه. ومن دلائل الإكرام والإجلال باللسان: ألا يتكلم الابن في مجلس فيه أبوه إلا في حالتين: الحالة الأولى: أن يتكلم عن علم. الحالة الثانية: أن يتكلم عن حاجة. ولذلك كانوا يعدون من سوء الأدب مع الوالدين كلام الابن بحضرة أبيه وأمه دون حاجة، وكان الإمام محمد بن سيرين إمام من أئمة التابعين إذا حضرت أمه خشع وأصابه السكون، فيسأل الغريب: ما باله؟ فيقولون: هكذا يكون إذا حضرت أمه، من سوء الأدب إذا حضر الوالد أن يهذي الابن فيما لا حاجة فيه. أما الخصلة الثانية في اللسان: أن يقول القول الكريم كما قال الله تعالى: ( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ) [الإسراء:23-24] القول الكريم وكف الأذى باللسان فلا يقل لهما أف. قال بعض السلف: لو كانت هناك كلمة أقل من أف لنهى الله عز وجل عنها، فيكف الإنسان لسانه في هاتين الحالتين، فيقول الكلام الطيب الذي يدخل السرور على والديه ويغض عن الكلام الذي يجرح الوالدين، فكم من كلمة تكلم بها الابن جرحت أباه إلى الممات في قلبه، وكم من كلمة تكلمت بها البنت جرحت أمها إلى الممات في قلبها. الكلمة إذا خرجت لا تعود وإذا رمى الإنسان بالكلمة المؤلمة لأبيه وأمه فإن أذاها وشدة بلاها لا يقتصر على ما فيها، بل يضاعف على ذلك وجود الحنان والشفقة في قلب الوالد والوالدة، لذلك وصى الله من أراد البر أن يقول القول الكريم. أما الخصلة الثانية التي ينبغي للإنسان أن يحفظها في جوارحه وأركانه: طول الصحبة للوالدين، فقد فرض الله على الإنسان أن يصحب والديه، ولذلك لا يجوز للمسلم أن يخرج عن والديه في سفر أو في غربة ما لم تكن واجبة إلا بعد استئذانهما، قال الله عز وجل في كتابه: ( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ) [لقمان:15]. وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أقبلت أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى، قال عليه الصلاة والسلام: (أحي والداك أو أحدهما؟ قال: نعم. بل كلاهما، فقال عليه الصلاة والسلام: أفتبتغي الأجر والمثوبة من الله؟ قال: نعم. قال: ارجع إليهما فالزمهما وأحسن صحبتهما) الله أكبر! قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبايعه على الهجرة ويبايعه على الجهاد، يريد أن يصحب النبي صلى الله عليه وسلم مهاجراً مجاهداً
فيقول له: أحي والداك؟ ثم يقول له: أفتبتغي الأجر، ثم يقول له: الزمهما وفي رواية: (صاحبهما). ولذلك قال بعض العلماء: لا يجوز للإنسان أن يخرج عن والديه إلا بعد استئذانهما، ولا ينبغي للإنسان أن يعيش في بلد غير بلد والديه إلا عند الاضطرار والحاجة، إذا فارقت الوالدين فقد أسكنت قلوبهما ألم الفرقة، وأوجدت في قلبيهما ألم الغربة، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم حينما قدم عليه الرجل قال: يا رسول الله! أقبلت من اليمن أبايعك على الهجرة والجهاد قال: (أحية أمك؟ قال: نعم. قال: الزم رجلها فإن الجنة ثم) أي: الجنة التي تطلبها والتي تريدها وتنشدها عند رجل أمك، ولذلك كان من أول ما ينبغي على المسلم الذي يريد بر الوالدين أن يصحبهما، أحق من يصاحبك هم الوالدان، وأحق من تكون معهما وتطيل الجلوس معهما فتدخل السرور عليهما برؤيتك هما الوالدان. ولذلك يقول بعض العلماء: من تغرب عن الوالدين في طلب عيش أو في ضرورة فليدمع، وليسأل الله جل وعلا أن يغفر ذنباً حرمه القرب من الوالدين، البعد عن الوالدين فوات لخير كثير لو لم يكن إلا دخولك على الوالدين في زيارة أو قضاء حاجة حتى سلام الإنسان على والديه من البر الذي يرحمه الله تعالى به. ومما يوصى به من أراد بر الوالدين ورد جميل الوالدين، أن يحفظ الجوارح وأن يكون في خدمة والديه، ولذلك قالوا: ينبغي عليه أن يطعمهما إذا جاعا، وأن يكسوهما إذا عريا، وأن يحسن صحبتهما بالمعروف إذا احتاجا، فكم من ساعات قضى بها الإنسان للوالدين الحاجات غفر الله عز وجل بها الذنوب والخطيئات، وأوجب بها الستر وفرج بها الهموم والغموم والكربات! كم من ابن بار بر والديه أدخل السرور عليهما فقام من عندهما وقد قضى لهما حاجتهما، فرفعت له الكف من والديه فلم تخب أكفهما فيما دعت وسألت، فخير ما يقضيه الإنسان حوائج الوالدين. ومن كان في حاجة والديه كان في بر ورحمة ولطف من الله جل وعلا، قضاء حوائج الوالدين مقدمة على حوائج الأبناء، ومقدمة على حوائج البنات، ومقدمة على حوائج الزوجات، وعلى حوائج الإخوان والأخوات، إذا وفق الله الإنسان فصان لسانه وصان جوارحه عن أذية الوالدين ولزمهما فأحسن صحبتهما وأدخل السرور عليهما فإن الله تبارك وتعالى قد وفقه لخير كبير وفضل جليل غير حقير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الأسرة 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الأسرة Empty
مُساهمةموضوع: الأم(مكانتها ودورها)   الأسرة I_icon_minitimeالخميس 19 مارس 2015 - 13:25

الأسرة 128711022915فعلى البسيطة من هذا الكون ثَمَّ مخلوقة ضعيفة، تغلب عليها العاطفة الحانية، والرقة الهاتنة، لها من الجهود والفضائل ما قد يتجاهله ذوو الترف، ممن لهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، ولهم قلوب لا يفقهون بها، هي جندية حيث لا جند، وهي حارسة حيث لا حرس، لها من قوة الجذب ومَلَكة الاستعطاف ما تأخذ به لبَّ الصبي والشرخِ كلَّه، وتملك نياط العاطفة دقّها وجلِّها، وتحل منه محل العضو من الجسد، بطنها له وعاء، وثديها له سِقاء، وحجرها له حِواء، إنه ليملك فيها حق الرحمة والحنان، لكمالها ونضجها، وهي أضعف خلق الله إنساناً، إنها مخلوقة تسمى الأم، وما أدراكم ما الأم؟!

أم الإنسان – عباد الله – هي أصله وعماده الذي يتكئ عليه، ويرد إليه  وَاللهُ جَعَلَ لَكُم من أنفسكم أَزوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم من أَزواجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً  [النحل:72]. وكون الشيء أصلاً وعماداً دليل بارز بجلائه على المكانة وعلو الشأن وقوة المرجعية، ألا ترون أن أم البشر حواء، وأم القوم رئيسُهم، وأم الكتاب الفاتحة، وأم القرى مكة، وفي ثنايا العلوم كتاب الأم للشافعي رحمه الله؟!


لماذا الحديث عن الأم؟

من خلال هذه المقدمة الوجيزة عن الأم، ربما يدور بخلد سائل ما سؤال مفاده: أيوجد ثمَّ مشكلة تستدعي الحديث عن مخلوقة ليست هي بدعاً من البشر؟ أم أن الحديث عنها نوع تسلية وقتل للأوقات؟ أم أن الأمر ليس هذا ولا ذاك؟.

والجواب الذي لا مراء فيه: أن الأمر ليس هذا ولا ذاك، بل إن الأمر أبعد من هذا وأجلّ، إننا حينما نتحدث عن الأم فإننا نتحدث عنها على أنها قرينةُ الأب، لها شأن في المجتمع المكوَّن من البيوتات، والبيوتات المكونة من الأسر، والأسر المكونة منها ومن بَعْلِها وأولادها، هي نصف البشرية، ويخرج من بين ترائبها نصف آخر، فكأنها بذلك أمةٌ بتمامها، بل هي تلد الأمة الكاملة، إضافة إلى ما أولاه الإسلام من رعاية لحق الأم، ووضع مكانتها موضع الاعتبار، فلها مقام في الحضانة، ولها مقام في الرضاع، وقولوا مثل ذلك في النفقة والبرِّ وكذا الإرث.

فالحديث عن الأم إذاً يحتل حيزاً كبيراً من تفكير الناس، فكان لزاماً على كل من يهيئ نفسه لخوض مثل هذا الطرح أن يكون فكره مشغولاً بها، يفرح لاستقامة أمرها، ويأسى لعوجه، ويتضرس جاهداً في الأطروحات المتسللة لواذاً؛ ليميز الخبيث من الطيب، فلا هو يسمع للمتشائمين القانطين، ولا هو في الوقت نفسه يلهث وراء المتهورين.

والمرتكز الجامع في هذه القضية، والذي سيكون ضحية التضارب والمآرب، هي أمي وأمك وأم خالد وزيد، وحينئذ يجني الأولاد على أمهاتهم، ويقطعون أصلاً وأُسًّا قرره رسول الله  لرجل حين جاء يسأله: { من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك } [خرجاه في الصحيحين]. وسلام الله على نبيه عيسى حين قال:  وَبَراً بِوَالِدَتِي وَلَم يَجعَلني جَباراً شَقِياً  [مريم:32].


ماذا يحدث لو غاب دور الأم؟!

إن الارتفاع بشأن الأم في أوساط الناس وفق الحدود والمعالم التي حددها الشارع الحكيم لهو من دواعي رفعة البيت المسلم، كما أن المحاولات الخبيثة في خلخلة وظيفتها التي فطرها الله عليها من حيث تشعر هي أو لا تشعر، سببٌ ولا شك في فساد الاجتماع، وضياع الأجناس، وانثلام العروة، فأزاحت الأم عن نفسها مسئولية النسل ورعايته، فأصبحت لنفسها لا لرعيتها، ومن ثم قد تُسائل هي نفسها عن السبب، وما السبب إلا ما بيَّناه آنفاً، ولعمرُ الله كم قد تحقر الأم نفسها، أو يغيب عن وعيها مكانتها وسلطانها، ولو رفعت ببصرها قليلاً في ديوان من دواوين سنة المصطفى  لوجدت قول النبي : { والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده } [رواه البخاري]، ومعلوم أن الرعاية لا توكل إلا لذي قدرة وسلطان على رعيته، ومن هنا عُلم أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

لقد أصبح دور الأم ضعيفاً في تربية الأبناء وتوجيههم الوجهة الصحيحة؛ بسبب جهلها، أو غلبة المفاهيم الدخيلة عليها، فانحرفت مع التيارات المناوئة لما فُطِرت عليه، فخرج كثير من الأمهات من بيوتهن، وقلَّ تدينُهن وقربُهن من الله، فحصل الإهمال وضاع العيال، ولربما سلّمت فلذات كبدها إلى أيدي خادمة غير مسلمة !! وإن كان ثم مسلمة فجهلها أضعاف جهل الأم، فكانت كالمستجير من الرَّمْضاء بالنار، والمعلوم المقرر أنه ليس لبشر أمان.


أماه … لا تنخدعي !

لقد انقاد كثير من الأمهات وراء صيحات أهل الكفر، فأُعجبت ببريق ما عندهم، وظهر النَّهم عندهن، حتى إنك لتحسه من إحداهن، فتراها كلما تقدمت في السن والإنجاب ازدادت في التشبب، ولا تزال تبتدئ من حيث انتهى أهل الكفر أنفسهم. إذاً الأم هناك تعيش تعيسة مُهَانة، لا أمل لها في ولد ولا بنت، ولربما لم تشعر بقيمة الأمومة والبنوة إلا بكلب تقتنيه، أو سِنَّور يحل في قلبها محل ابن آدم، وذلك كله ليس بمانع هذا الحيوان من أن يكون يوماً ما وريثها الوحيد دون أولادها، وأولادها في غفلة سادرين، ينتظرون خبر وفاتها بفارغ الصبر، لينعموا بما تخلفه من تركة أو عقار، وإن كانت الأم فقيرة الحال ففي دور العجزة والرعاية بالمسنين متسع لها ولمثيلاتها.

إن الذين يزدرون وظيفة ربة البيت التي هي الأم،هم جُهَّال بخطورة هذا المنصب وآثاره العميقة في حاضر الأمم ومستقبلها المشرق، بل إن أعباء هذا المنصب لا تقل مشقة ومكانة عن أحمال الرجال خارج بيوتهم، وإن القدرات الخاصة التي توجد لدى بعض الأمهات لا تبرِّر لهن إلغاء هذا المنصب، الذي لا يليق إلا لهن، ولا يلِقْن إلا له.  فطرة اللهِ التِي فَطَرَ الناسَ عَلَيهَا لاَ تَبدِيلَ لِخَلقِ اللهِ  [الروم:30].


أكمل الأمهات !!

ليس أكمل الأمهات تلك الأم التي امتلأت في عقلها بصنوف من العلوم والمعارف النظرية أو التجريبية،في حين أن القلب خواء مما ينفع بيتها أو يفيده، إن مثل هذه الأم تحل بما تعلمت مشاكل وتخلق مشاكل أخرى، لا ليس نضح الأم كمثل هذا، إنما الأم هي تلك المصونة العفيفة، التي أضاءت قلبها بنور الإيمان والطاعة، والاتباع للكتاب والسنة، والتي هي لبعلها وولدها كالإلهام والقوة في إدخال السرور، والنقص من الآلام، ولم تكن الأم قط أعظم من الأب إلا بشيء واحد هو خلقها ودينها، الذي تجعل به زوجها وولدها خيراً وأعظم منها، وقديماً قيل: وراء كل رجل عظيم امرأة. فالمرأة – أيها الناس – إما زوجة حانية، أو أم مربية، أو هي في طريقها إلى هذا المصير النبيل بعد أن تشبّ عن الطوق.


دورك يا أمَّاه !!

إن تصور الأم قاعدةً في البيت لا شغل لها جهلٌ مُركَّب بمعنى الأسرة الحية، كما أن تصورها محلاً لإجادة الطهي والخدمة فحسب ضربٌ من السلوك المعوج الذي عرفته الأم الكافرة إبَّان إفلاسها الأخلاقي والأسرى، والذي أثبت من خلاله أن الأم العاطلة خير من الأم الفاسدة الخرَّاجة الولاَّجة، وأن الأمهات المحتبسات في المخادع والبيوت أشرف من اللواتي يتكشَّفن لكل عين، ولا يرددْن يد لامس أو نظرة لاحظ.

ونحن - معاشر المسلمين - لا نريد في حياتنا من خلال الواقع المرير أن نوازن بين شرين، لنختار أحدهما أو أخفهما، كلا بل إننا نريد أن نحقق ما طالبنا الإسلام به، من إقامة أسرة مستقيمة يشترك الجنسان معاً في بنائها، وحمل تبعاتها على ما يرضي الله ورسوله، ليتحقق فينا قول الباري جل وعلا:  وَالذِينَ ءامَنُوا وَاتبَعَتهُم ذُريتُهُم بِإِيمانٍ أَلحَقنَا بِهِم ذُريتَهُم وَمَا أَلَتنَاهُم من عَمَلِهِم من شيء كُل امرئ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ  [الطور:21].

يقول وكيع بن الجراح: قالت أم سفيان المحدِّث لولدها سفيان: اذهب فاطلب العلم حتى أعولك بمغزلي، فإذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة فاتبعه وإلا فلتتبعني. هذه هي أم أمير المؤمنين في الحديث.

وقبل ذلك حذيفة بن اليمان تسأله أمه: يا بني، ما عهدُك بالنبي ؟ قال: من ثلاثة أيام، فنالت منه وأنَّبته قائلة: كيف تصبر يا حذيفة عن رؤية نبيك ثلاثة أيام؟.

وذكر ابن سعد في طبقاته الكبرى عن إسحاق بن عبد الله، عن جدته أم سليم رضي الله عنها أنها آمنت برسول الله  ؛ قالت: فجاء أبوأنس – وكان غائباً – فقال: أَصَبَوتِ؟ قالت: ما صبوت، ولكن آمنت بهذا الرجل. قالت: فجعلت تلقِّن أنساً وتشير إليه: قل لا إله إلا الله، قل أشهد أن محمداً رسول الله، ففعل، قال: فيقول لها أبوه: لا تفسدي عليَّ ابني، فتقول: لا أفسده، فلما كبر أتت به النبي  وقالت له: هذا أنس غلامك، فقبَّله النبي .

لقد قامت الأم بدورها الريادي في التربية والتوجيه، متمثلاً في شخصيات وسلف هذه الأمة لا تعد حصراً، إيمان بالله، وحسنُ تربية، ولا تفسدُ على زوجها إصلاحَ بيتها، تطلعه على كل ما من شأنه إصلاح البيت المسلم، بيتها دار الحضانة الأسمى، لا دور الحضانة المنتشرة في آفاق المسلمين، والتي ينبغي ألاَّ تُقبل إلا في الضرورات الملجئة.


في الخنساء عبرة وعظة

أيتها الأم المسلمة.. أيها الأب المسلم:

في سير الأسلاف عظةٌ، وفي مواقفهم خير وعبرة، والخنساء رضي الله عنها عُرفت بالبكاء والنواح، وإنشاء المراثي الشهيرة في أخيها المتوفَّى إبان جاهليتها، وما أن لامس الإيمان قلبها، وعرفت مقام الأمومة ودور الأم في التضحية والجهاد في إعلاء البيت المسلم ورفعة مقامه عند الله، وعظت أبناءها الأربعة عندما حضرت معركة القادسية تقول لهم: إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وإنكم لابْنُ أبٍ واحد وأم واحدة، ما خبث آباؤكم، ولا فُضحت أخوالكم. فلما أصبحوا باشروا القتال واحداً بعد واحد حتى قُتلوا، ولما بلغها خبرهم ما زادت على أن قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.

هذه هي الخنساء فأين جملة من رائدات نهضة الأمومة منها؟ هذه هي الخنساء فأين المتنصِّلاتُ عن واجب الأمومة منها؟ إن جملة منهن – ولاشك – أقصر باعاً وأنزل رتبةً من أن يفقهن مثل هذا المثل، ربما كرهت إحداهن أن تكون أُمًّا لأربعة، ولو تورطت بهم يوماً ما لما أحسنت حضانتهم وتربيتهم، فلم تدرك ما ترجو، ولم تنفع نفسها ولا أمتها بشيء طائل، وكفى بالأم إثماً أن تضيِّع من تعول. وفي مثل الخنساء تتجلى صورة الأمومة على وجهها الصحيح، وما ذاك إلا للتباين الذي عاشته في جاهليتها وإسلامها، ومن هنا يظهر عظم المرأة، ويظهر تفوقها على رجال كثير مع أنوثتها وقصورها عن الرجل، ولو كانت الأمهات كأم سليم، وعائشة، وأم سلمة، والخنساء، لَفضُلتْ النساء على كثير من الرجال في عصرنا الحاضر.  فالصالِحاتُ قانِتاتٌ حَـافِظَاتٌ للغَيبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ  [النساء:34].

فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أن للأم مكانة غفل عنها جُلّ الناس بسبب ضعف الوازع الديني المنجي من الوقوع في الإثم والمغبَّة، وعلينا جميعاً أن نعلم أن الأم خير حانية، لطيفة المعشر، تحتمل الجفوة وخشونة القول، تعفو وتصفح قبل أن يُطلب منها العفو أو الصفح، حملت جنينها في بطنها تسعة أشهر، يزيدها بنموه ضعفاً، ويحمِّلها فوق ما تطيق عناء، وهي ضعيفة الجسم، واهنة القوى، تقاسي مرارة القيء والوحام، يتقاذفها تمازج من السرور والفرح لا يحسّ به إلا الأمهات، يتبعها آثار نفسية وجسمية، تعمل كل شيء اعتادته قبل حملها بصعوبة بالغة وشدة،تحمله وهناً على وهن، تفرح بحركته، وتقلق بسكونه، ثم تأتي ساعة خروجه فتعاني ما تعاني من مخاضها، حتى تكاد تيأس من حياتها، وكأن لسان حالها يقول:  يا لَيتَني مِت قَبلَ هَـذَا وَكُنتُ نَسياً منسِياً  [مريم:23]. ثم لا يكاد الجنين يخرج في بعض الأحايين غلاً قسراً وإرغاماً، فيمزق اللحم، أو تبقر البطن، فإذا ما أبصرته إلى جانبها نسيت آلامها، وكأن شيئاً لم يكن إذا انقضى، ثم تعلِّق آمالها عليه، فترى فيه بهجة الحياة وسرورها، والذي تفقهه من قوله تعالى:  المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدنيَا  [الكهف:46]، ثم تنصرف إلى خدمته في ليلها ونهارها، تغذِّيه بصحتها، وتنميه بهزالها، تخاف عليه رقة النسيم وطنين الذباب، وتؤْثِره على نفسها بالغذاء والنوم والراحة، تقاسي في إرضاعه وفطامه وتربيته ما ينسيها آلام حملها ومخاضها.

تقول عائشة رضي الله عنها: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقَّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله  فقال: { إن الله قد أوجب لها الجنة – أو أعتقها من النار } [رواه مسلم]. الله أكبر.. ما أعظم الأم الصادقة المسلمة !!.


لا للعقوق

ألا فليتق الأولاد الله، وليقدِّروا للأم حقَّها وبرَّها، ولينتهين أقوام عن عقوق أمهاتهم قبل أن تحل بهم عقوبة الله وقارعته، ففي الصحيحين يقول النبي : { إن الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات }، وعند أحمد وابن ماجة أن النبي صلى الله عيله وسلم قال: { إن الله يوصيكم في أمهاتكم } قالها ثلاثاً، وعند الترمذي في جامعه عن النبي  قال: { إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حلَّ بها البلاء… وذكر منها: وأطاع الرجل زوجته وعقَّ أمه }.


ولا بطلقة واحدة

ألا لا يعجبنَّ أحدٌ ببره بأمه، أو يتعاظم ما يسديه لها، فبرُّها طريق إلى الجنة.

جاء عند البيهقي في شعب الإيمان، والبخاري في الأدب المفرد: "أن أبا بردة بن أبي موسى الأشعري حدّث: أنه شهد ابن عمر رجلاً يمانياً يطوف بالبيت، حمل أمه وراء ظهره يقول:

إني لها بعيرها المذلَّل *** إن أُذعرت ركابها لم أُذعر

الله ربي ذو الجلال الأكبر، حملتها أكثر مما حملتني، فهل ترى جازيتها يا ابن عمر؟ قال ابن عمر: لا، ولا بزفرة واحدة!".


ليس هكذا تُكرم الأم!!

ألا فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أنه ينبغي التنبيه إلى مكانة الأم. وواجب الأولاد والمجتمع تجاهها لا يعني خرق حدود الشريعة أو تجاوزها، إذ تلك حدود الله فلا تعتدوها، فالأم لا تُطاع في معصية الله، ولا يُقدَّم قولها على قول الله ورسوله، ولا ينبغي أن يُتشبَّه بأهل الكفر في طقوسهم ومراسيمهم مع الأم، والتي هي ليست من نهج الإسلام في شيء،حيث يعملون لها يوماً في السنة هو يوم البر بها، يقدمون لها فيه شيئاً من الزهور أو الطيب ونحو ذلك، يسمونه عيد الأم، وهذا من البدع المنكرة التي يكتنفها آفتان:

أولاهما: تقليد أهل الكفر: ورسول الله  نهانا عن التشبه بهم، وأمرنا بمخالفتهم، ومن أبى فقد قال عنه : { ومن تشبه بقوم فهو منهم }، حتى لقد قال اليهود عنه: ما يريد هذا الرجل أن يدع شيئاً من أمرنا إلا خالفنا فيه [رواه مسلم].

وثاني الأمرين: هو إحداث عيد واحتفال لا يُعرف في أعياد المسلمين: وما للمسلمين إلا عيدان: عيد فطر، وعيد أضحى، وما عدا ذلك من أعياد للأم واحتفالات، أو أعياد للميلاد أو للبلوغ أو للكهولة أو للشيخوخة، كل ذلك مما أُحدث في الدين، وحرّمه علماء الملة. فكل احتفال أو عيد لم يدل الشرع عليه فهو بدعة محدثة، ورضي الله عن ابن عباس حين قال: { ما أتى على الناس حتى أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع وتموت السنن }.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأسرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
»  الأسرة المباركة
» الأسرة ... والمجتمع..
»  الأسرة المثالية
»  الأسرة ... والمجتمع..
» أهمية الأسرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: منتدى الاسرة والمجتمع :: الاسرة والمجتمع-
انتقل الى: