الفرق بين ( بَصَّ ) و ( شافَ ) ، و( نظر ) و ( رأى )
بصَّ : العينُ البَصَّاصة التي يتلألأ بريقها لمعانا؛ وهي تنظر الشيءَ
( وفعلها : بَصَّ يَبِصُّ بَصًّا )
شَافَ : شافَ الشيءَ نَظَرَهُ وجلاهُ ، والشَّوْفُ هو الجُلْوُ ( المصدر ) ،
وتشَوَفْتٌ إلى الشيءِ تطلّعْتُ،
ورأيت النساءَ يتشوَفْنَ من السطوح ينظرنَ ويتطاولن جلاءً للشيءِ
نَظَرَ : ( ينظرُ ـ نَظَرًا ) النَّظَرُ هو حِسُّ العينِ ، والقلب ؛ ونظر العين
إلى كذا وكذا ، والعرب تقول نَظَرْتُ إلى الشيء بالتحريك ، وهو تأمل
الشيءِ بالعين
( النظر إلى الله ثم إليكَ ؛ أي إنما أتوقعُ فضلُ الله ثم فضلُكَ
قال بذلك الجوهري:
فللمؤَمَلِ يرجوه إنما لوجه عليٍّ عبادة ؛ قال ابن الأثير قيل معناهُ أن
عليًا كرَّمَ الله وجهه كان إذا برزَ قال الناس : لا إله إلا النَّظَر ) من
حديث عمران بن حصين قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله ما أشرف هذا الفتى لا إله
إلا الله ، ما أعلمَ هذا الفتى لا إله إلا الله ، ما أكرم هذا الفتى أي ما أتقى ،
لا إله إلا الله ، ما أشجع هذا الفتى) ؛
فكانت رؤيته رضي الله عنه تحملهم على كلمة التوحيد .
وقوله سبحانه وتعالى : ( وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون )
قال أبو إسحق : قيل معناه وأنتم ترونهم يغرقون، أو وأنتم مشاهدون
تعلمون ذلك ،وإن شغلهم عن أن يرونهم في ذلك الوقت شاغل
وجاء في التهذيب : ناظِرُ العينِ هي النقطةُ السوداءُ الصافية التي في
وسط سواد العين وبها يرى الناظر ما يرى
مما يقابله أو يحاذيه كالمرآة إذا استقبلتها أبصرت فيها شخصك
رأى : تأتي بمعنين ؛
( معنى الرؤية ) و ( ومعنى العِلْم )
ففي المعنى الأول؛ الفعل يتعدّى إلى مفعول واحد نحو : رأيت محمدا
صلى الله عليه وسلم في المنام
وفي معنى العلم يتعدى الفعل إلى مفعولين نحو :
رأى أبوبكر رضي الله عنه محمدًا صلى الله عليه وسلم صادقا أي
عَلِمَهُ صادقًا
ومصدر رأى من الرؤية ( رأى رؤيةً ) ومصدر الفعل رأى بمعنى العلم
( رأى رأيا )
والرأيُ معروف وجمعه آراء ، وفي الفقه يكثر استعمال الفعل بمعى
العلم وقد ترك العرب
الهمز في الفعل لكثرة استعماله قال أبو الأسود :
أتاني فقال اتخذني خليلا = أريْتَ امرأ كنتُ ثم أبلُه
وكذلك قالوا في ( أرأيْتُ ، وأرأيتك ): ( أريْتُ و أريتُك ) بلا همزٍ
وهكذا نرى الفارق واضحا بين ( بصَّ وشافَ ونظرَ ورأى ) مع الدقة
وتقارب المعنى في دلالات
الألفاظ مما قد يدخلها في باب الترادف .
والله تعالى أعلم