المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سلاطين الدولة العثمانية

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالأربعاء 22 أبريل 2015 - 23:08

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله الرحمن الرحيم





شعار الدولة العُثمانيَّة

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 120px-Osmanli-nisani.svg

سلاطين الدولة العُثمانيَّة هُم مجموعةٌ من السلاطين التُرك المُسلمين السُنَّة من آل عُثمان حكموا إمبراطوريَّة مُترامية الأطراف امتدَّت أراضيها على ثلاث قارَّات، وقد جمعوا بين الخِلافة الإسلاميَّة والسلطنة بدايةً من عام 1517م، ودام مُلكُهم من عام 1299م إلى عام 1922م. امتدَّت دولتهم عندما بلغت أوج عظمتها وقوَّتها من المجر شمالًا إلى الحبشة جنوبًا (ما يُعرف بالصومال حاليًّا)، ومن المغرب الأوسط (الجزائر حاليًّا) غربًا إلى أذربيجان شرقًا (بعض أنحاء مُحافظة أذربيجان الشرقيَّة في إيران حاليًّا).
كانت شؤون الدولة تُدار في البداية من مدينة بورصة (بروسة) بالأناضول، وفي عام 1366م نُقل مركز العاصمة منها إلى أدرنة في الروملّي ثُمَّ إلى القسطنطينيَّة (إسطنبول حاليًّا) عام 1453م، وذلك بعد أن تمكّن السُلطان مُحمَّد الثاني من فتحها وإسقاط إمبراطوريَّة الروم.[1]
إنَّ دراسة السنوات الأولى من عُمر الدولة العُثمانيَّة والرجوع إلى أصلها الأوَّل هو من الأمور الجدليَّة التي يخوض فيها الباحثون والمؤرخون، وذلك بسبب اختلاط الأحداث الواقعيَّة بالأساطير والروايات المنقولة عبر الأجيال؛ لكن عمومًا، يتَّفق أغلب الباحثون أنَّ الدولة العُثمانيَّة ظهرت ككيان سياسي فعليّ قُرابة عام 1299م، وأنَّها كانت في بداية عهدها إمارة تابعة للسلطنة السلجوقيَّة الروميَّة ثُمَّ استقلَّت عنها بعد انهيار تلك الأخيرة وتفتتها، وأنَّ أوَّل زُعمائها كان عُثمان بن أرطغرل من قبيلة قايي التُركيَّة الغُزيَّة.[2] وبهذا فهو يُعتبر مؤسس هذه السُلالة الملكيَّة، وهي تُنسب إليه.
دامت سُلالة عُثمان ستَّة قرونٍ ميلاديَّة وكسور، وبلغ عدد سلاطينها 36 سُلطانًا. زالت الدولة العُثمانيَّة ككيانٍ سياسي وإمبراطوريَّة عالميَّة بعد أن انهزمت في الحرب العالميَّة الأولى إلى جانب حُلفائها من دول المحور. وبعد هزيمتها قُسِّمت أراضيها بين دول الحُلفاء المُنتصرة، وقد أدّى ذلك، إلى جانب حرب الاستقلال التُركيَّة، إلى ولادة الجمهوريَّة التُركيَّة ودول الشرق الأوسط المُعاصرةشعبسمار الدولة العُثمانيَّة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 0:08


حواشٍ

أ1 2 : كان اللقب التشريفي الكامل لحاكم الدولة العُثمانيَّة أحد أكثر الألقاب التشريفيَّة تعقيدًا في التاريخ، نظرًا لأنَّهُ كان يتكوَّن من عدَّة ألقاب أُخرى وتطوَّر مع مرور الزمن. كان لقب سُلطان هو اللقب الأكثر استخدامًا والأكثر شيوعًا بين الحُكَّام العُثمانيين مُنذ استقلال الإمارة العُثمانيَّة عن سلطنة سلاجقة الروم، وقد خُلع على عددٍ منهم بشكلٍ "رسميّ" من قِبل الخليفة العبَّاسي المُقيم بالقاهرة تقديرًا لِخدماتهم الجليلة للأُمَّة الإسلاميَّة، ومن السلاطين الذين حازوا على هذا اللقب من الخليفة العبَّاسي: مُراد الأوَّل ومُحمَّد الفاتح. لكن، نظرًا لأنَّ اللقب كان واسع الانتشار في العالم الإسلامي، أضاف العُثمانيّون ألقابًا أخرى إلى جانب لقب "السُلطان" ليُميّزوا أنفسهم عن باقي الدول والسُلالات الإسلاميَّة، لا سيَّما بعد أن أصبحت إمارتهم أقوى الإمارات المُرشَّحة لتخلف الدولة العبَّاسيَّة المُفتتة، وبعد أن نالوا لقب الخِلافة في نهاية المطاف. خلع مُراد الأوَّل، ثالثُ حُكَّام آل عُثمان، خَلَع على نفسه لقب «سُلطان أعظم»، و«خداوندگار»، (والأخير يُشير إلى أنَّهُ الحاكم بإرادة الله أو بأمر الله، فهو "مُراد الله")، وهذه الألقاب التشريفيَّة كانت مُستخدمة قبلًا من قِبل سلاطين السلاجقة التُرك والمغول الإلخانيّون على التوالي. اقتبس بايزيد الأوَّل بن مُراد لقب سُلطان الروم، والمقصود بالروم هو "بلادُ الروم" أي الأناضول، الذي كان بلادُ الروم البيزنطيين طيلة قرون، فعُرف كذلك عند المؤرخين المُسلمين وبقي محفوظًا في الذاكرة والتُراث الشعبي. أدّى المزج بين الإرثين الثقافيين الإسلامي والتُركي القديم للعُثمانيين إلى ظهور اللقب المُميَّز لجميع سلاطين آل عُثمان والذي لازمهم حتّى سقوط الدولة، وهو: السُلطان [فُلان] خان.[66] ومن الجدير بالذِكر، هو أنَّهُ على الرُغم من شيوع لقب "السُلطان" بين الناس في العالم الغربي وحتّى العربي وإشارتهم إلى حُكَّام الدولة به، إلَّا أنَّ التُرك العُثمانيين كانوا يُطلقون على الحاكم لقب «پاديشاه» أي العاهل أو الملك.[67] أصبح اللقب الكامل للسلاطين العُثمانيين هو ما ذُكر سلفًا، وكان قد أصبح ما هو عليه بعد استقرار حدود الدولة،[68] وقد ورد تعريبٌ لقسمٌ من هذا اللقب في كتاب "تاريخ الدولة العليَّة العُثمانيَّة"، أحد أهم المراجع التاريخيَّة عن الدولة العُثمانيَّة المكتوبة باللُغة العربيَّة، لمؤلَّفه الأستاذ مُحمَّد فريد بك المُحامي، وورد تعريب اللقب الوارد في رسالة السُلطان سُليمان لفرنسوا الأوَّل ملك فرنسا على الشكل التالي:[69]

اقتباس :
"أنا سُلطان السلاطين، وبُرهانُ الخواقين، مُتوِّجُ الملوك، ظُّلُ الله في الأرضين، سُلطان البحر الأبيض والبحر الأسود، والأناضول، والروملّي، وقرمان الروم، وولاية ذي القدريَّة، وديار بكر، وكُردستان، وأذربيجان، والعجم، والشام، وحلب، ومصر، ومكَّة، والمدينة، والقُدس، وجميع ديار العرب، واليمن، وممالك كثيرة أيضًا، التي فتحها آبائي الكِرام وأجدادي العِظام، بقوَّتهم القاهرة، أنار الله براهينهم. وبِلاد أخرى كثيرة افتتحتها يد جلالتي بسيف الظفر، أنا السُلطان سُليمان خان بن السُلطان سليم خان، بن السُلطان بايزيد خان."
[b][b]ب^: كانت الخِلافة الإسلاميَّة هي أهمُّ المناصب التي تبوَّأها حُكَّام آل عُثمان. فالخِلافة ترمزُ إلى سُلتطهم الدينيَّة والروحيَّة، بينما رمزت السلطنة إلى سُلتطهم الدُنيويَّة. كان السُلطان سليم الأوَّل أوَّل سلاطين آل عُثمان الذين حملوا لقب "خليفة" و"أمير المؤمنين"، ووفقًا للرأي القديم السائد، فإنَّهُ بُعيد الفتح العُثماني لمصر سنة 1517م، تنازل آخرُ خُلفاء بني العبَّاس المُقيم في القاهرة، وهو مُحمَّد الثالث المُتوكّل على الله، تنازل عن لقب الخِلافة لصالح السُلطان سالِف الذِكر. لكن، يرى بعض الباحثين المُعاصرين أنَّ هذا الكلام ليس إلَّا خبرًا تمَّت فبركته ونقله عبر الأجيال، مُنذ القرن الثامن عشر، عندما أصبحت فكرة الخِلافة مُفيدة لدعم القوَّة العسكريَّة المُتراجعة للدولة. وأنَّهُ في واقع الأمر، كان السلاطين العُثمانيين يُلقبون أنفسهم بخُلفاء المُسلمين مُنذ فترةٍ طويلة سابقة على فتح مصر، ولعلَّ ذلك كان مُنذ أيَّام مُراد الأوَّل. وهُناك رأي يقول بأنَّ الخِلافة "اختفت" طيلة قرنين ونصف من الزمن، وظهرت مُجددًا عند إبرام مُعاهدة كُچك قينارجه، بين الدولة العُثمانيَّة والقيصرة كاثرين الثانية سنة 1774م. وقد كانت تلك المُعاهدة ذات رمزيَّة عالية، بما أنَّها تضمَّت الاعتراف الدولي الأوَّل بالدولة العُثمانيَّة كدولة خِلافة إسلاميَّة لجميع المُسلمين. وعلى الرغم من أنَّ المُعاهدة انتزعت خانيَّة القرم من الدولة العُثمانيَّة، غير أنَّها اعترفت بسُلطان الخليفة العُثماني الشرعي على جميع المُسلمين في روسيا.[70] بدايةً من القرن الثامن عشر، أخذ السلاطين العُثمانيين يُعززون منصبهم كخُلفاء لإثارة المُسلمين وحثِّهم على التوحّد تحت رايةٍ واحدة لمُواجهة الإمبرياليَّة الأوروبيَّة المُتصاعدة، والأطماع المُتزايدة بالبلاد الإسلاميَّة. مع اشتعال الحرب العالميَّة الأولى، دعا السُلطان العُثماني الرعيَّة المُسلمة إلى الجهاد في سبيل الله ضدَّ أعداء الدولة، وحاول عبثًا حث أهالي المُستعمرات الفرنسيَّة، والبريطانيَّة، والروسيَّة على الانتفاض والثورة بوجه المُستعمرين. كان عبدُ الحميد الثاني أكثر السلاطين العُثمانيين الذين لجأوا إلى منصب الخليفة تأثيرًا، فقد اعترف به خليفةً الكثير من الدول الإسلاميَّة في حينها، بما فيها دولًا بعيدة مثل سومطرة.[71] كما أشار إلى لقبه كخليفةً للمُسلمين في دستور سنة 1876م (المادَّة الرَّابعة).[72]ت1 2 : استُخدمت الطغراء من قِبل 35 سُلطانًا من أصل 36، بدايةً من السُلطان أورخان خلال القرن الرابع عشر، الذي عُثر على طغرائه منقوشة على مخطوطتين مُنفصلتين. ولم يتمُّ العثثور على أي طغراء تخصُ السُلطان عُثمان الأوَّل، مؤسسُ هذه السُلالة الملكيَّة، على أنَّ قطعة عملة معدنيَّة عُثر عليها وقد نُقش على إحدى وجهيها عِبارة «عُثمان بن أرطغرل بن گندز ألب».[73] كذلك فإنَّ عبدُ المجيد الثاني، آخرُ الخُلفاء المُسلمين، لم يكن له طغراء مُميَّزة خاصَّة به، نظرًا لأنَّهُ لم يتولّى منصب رئاسي (الذي تولَّاه حينها مُصطفى كمال أتاتورك، رئيس الجمهوريَّة التُركيَّة حديثة الولادة) بل منصبًا دينيًّا وملكيًّا صوريًّا.ث^: عهدُ النزاع على العرش، المعروف أيضًا باسم الفترة الدوريَّة، كان ردحًا من الزمن سادت خلاله الفوضى في جسم الدولة العُثمانيَّة واستمرَّ من عام 1402م إلى عام 1413م. بدأت تلك الفترة بعد إنهزام العُثمانيين ووقوع السُلطان بايزيد الأوَّل في الأسر بعد معركة أنقرة بين العُثمانيين والقبائل التُركيَّة المغوليَّة بقيادة تيمورلنك، وذلك يوم 20 يوليو 1402م. حارب أبناء بايزيد بعضهم بعضًا طيلة عقدٍ من الزمن تقريبًا بعد أن رغب كُلًّا منهم بالحُكم، إلى أن تمكَّن ابنه مُحمَّد من الانتصار على إخوته والخروج ظافرًا سنة 1413م.[74]جـ[/b]^: دام انحلال الدولة العُثمانيَّة فترةً قصيرةً من الزمن وابتدأ بحلّ السلطنة وانتهى بإلغاء الخِلافة بعد 16 شهرًا. تمَّ حل السلطنة رسميًّا يوم 1 نوڤمبر 1922م. رحل السُلطان مُحمَّد السادس إلى جزيرة مالطة يوم 17 نوڤمبر على متن السفينة الحربيَّة البريطانيَّة مالايا.[57] شكَّل هذا الحدث نهاية "السُلالة" العُثمانيَّة، وليس نهاية "الدولة" العُثمانيَّة ككيان سياسي، ولا الخِلافة الإسلاميَّة. يوم 18 نوڤمبر، انتخب البرلمانُ التُركيّ نسيب مُحمَّد السادس المدعو عبدُ المجيد الثاني، وليَّ العهد المُفترض، خليفةً للمُسلمين.[75] جاءت نهاية الدولة العُثمانيَّة رسميًّا مع التوقيع على مُعاهدة لوزان (24 يوليو 1923م)، التي اعترفت "بحكومة أنقرة الجديدة"، وليس بالحُكومة العُثمانيَّة القديمة المُتمركزة باسطنبول، لتكون المُمثِّلة الشرعيَّة للشعب وخليفة الدولة القديمة. أعلن البرلمانُ التُركيّ ولادة الجُمهوريَّة التُركيَّة يوم 29 أكتوبر 1923م، ومُصطفى كمال أوَّل رئيسٍ لها.[76] وعلى الرُغم من أنَّ عبدُ المجيد الثاني كان مُجرَّد حاكمًا صوريًّا لا يتمتَّع بأيِّ سُلطةٍ سياسيَّة، إلَّا أنَّهُ بقي في منصبه كخليفة إلى أن قام البرلمان التُركي بإلغاء هذا المنصب يوم 3 مارس 1924م.[72] كان مُحمَّد السادس قد حاول بعد ذلك عبثًا أن يُقيم الخِلافة الإسلاميَّة مُجددًا في الحجاز، لكنَّهُ فشل.[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 0:15



السلالة العثمانية

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 220px-Ottoman_flag.svg

علم الدولة العثمانية.


سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 220px-Timbre_Ottoman_1901_20paras
طابع بريدي يرجع لسنة 1901 عليها طغراء السلطان.

تحتوي هذه المقالة على قائمة قادة السلالة العثمانية، السلاطين ثم خلفاء الدولة العثمانية.

عند إعلان سقوط الدولة العثمانية سنة 1924، تم إسقاط الجنسية عن ال144 شخص المكونين للسلالة الحاكمة و طردهم من البلاد.

الأناث المنضوين تحت راية الدولة العثمانية سمح لهم بالرجوع لتركيا و حمل جنسيتها سنة 1952، بينما الرجال سمح لهم بالرجوع سنة 1974.

السلاطين العثمانيين


  • عثمان بن أرطغرل : (1281-1326)

  • أورخان غازي : (1326-1359)

  • مراد الأول : (1359-1389)

  • بايزيد الأول : (1389-1402)

  • عهد الفترة : (1402-1413)

  • محمد الأول العثماني : (1413-1421)

  • مراد الثاني : (1421-1444) الفترة الأولى

  • محمد الفاتح : (1444-1446) الفترة الأولى

  • مراد الثاني : (1446-1451) الفترة الثانية

  • محمد الفاتح : (1451-1481) الفترة الثانية

  • بايزيد الثاني : (1481-1512)

الخلفاء و السلاطين العثمانيين

من بين الموجودين أسفله يوجد من هو سلطان و من هو خليفة و من جمع بين الإثنين. و يذكر أن السلطنة
 قد انتهت سنة 1922 بينما انتهت الخلافة العثمانية سنة 1924.



سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 220px-Abdul_Hamid_II_BNF_Gallica

عبد الحميد الثاني أخر السلاطين العثمانيين الشرعيين.


  • سليم الأول : (1512-1520)

  • سليمان القانوني : (1520-1566)

  • سليم الثاني : (1566-1574)

  • مراد الثالث : (1574-1595)

  • محمد الثالث العثماني : (1595-1603)

  • أحمد الأول : (1603-1617)

  • مصطفى الأول : (1617-1618) الفترة الأولى

  • عثمان الثاني : (1618-1622)

  • مصطفى الأول : (1622-1623) الفترة الثانية

  • مراد الرابع : (1623-1640)

  • إبراهيم الأول : (1640-1648)

  • محمد الرابع (1648-1687)

  • سليمان الثاني : (1687-1691)

  • أحمد الثاني : (1691-1695)

  • مصطفى الثاني : (1695-1703)

  • أحمد الثالث : (1703-1730)

  • محمود الأول : (1730-1754)

  • عثمان الثالث : (1754-1757)

  • مصطفى الثالث : (1757-1774)

  • عبد الحميد الأول : (1774-1789)

  • سليم الثالث : (1789-1807)

  • مصطفى الرابع : (1807-1808)

  • محمود الثاني : (1808-1839)

  • عبد المجيد الأول : (1839-1861)

  • عبد العزيز الأول : (1861-1876)

  • مراد الخامس : (1876)

  • عبد الحميد الثاني : (1876-1909)

  • محمد الخامس العثماني : (1909-1918)

  • محمد السادس العثماني : (1918-1922)

أخر الخلفاء العثمانيين

عبد المجيد الثاني : (1922-1924)

رؤساء السلالة العثمانية

منذ إلغاء الخلافة و الدولة العثمانية، أصبح يوجد رئيس للسلالة من بين أفرادها و من بين أبناء
 و أحفاد سلاطينها السابقين و هم:


  • عبد المجيد الثاني : (1924-1944)

  • أحمد نهاد : (1944-1954)

  • عثمان فؤاد : (1954-1973)

  • محمد عبد العزيز : (1973-1977)

  • علي فاسيب : (1977-1983)

  • محمد أورخان : (1983-1994)

  • أرطغرل عثمان : (1994-2009)

  • بايزيد عثمان : (منذ 2009)

  • دوندار علي عثمان : (ولي العهد) منذ (2009).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 0:22


طغراء
سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 150px-Tughra_orhan_I
أول طغراء: طغراء السلطان العثماني أورخان غازي

الطُغْرَاء هو رسم يحمل اسم سلطان عثماني يستعمل توقيعا وختما في البراءات والفرمنات السلطانية.[1] لعل أول من استعملها مراد الثالث.[2]

وتكتب طغرة وطغرى وطغرا ويلفظها العامة طرة. وقد جوّد في الطغراء راقم وإسماعيل حقي.[2] وخط الطغراء هو مزيج بين خطي الديواني والإجازة

الطغراء في العصر الحديث

هناك العديد من الاقتباسات الحديثة للطغراء، أبرزها توقيعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين[3] وإمبراطور اليابان أكيهيتو بطغراءات حديثة.

صور






  • سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 127px-Tughra_orhan_I
    أول طغراء: طغراء السلطان العثماني أورخان غازي.

  • سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 148px-Tugra_Mahmuds_II_ar
    طغراء السلطان العثماني محمود الثاني.

  • سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 150px-Abdul_Hameed_II_Sign.svg
    طغراء السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.

  • سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 150px-Tughra_Mahmud_II_bw
    طغراء السلطان العثماني محمود الثاني.

  • سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 150px-Tughra_of_Selim_III
    طغراء السلطان العثماني سليم الثالث.

  • سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 149px-Tughra_Suleiman
    طغراء السلطان العثماني سليمان القانوني.

  • سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 128px-Osmanische_M%C3%BCnze_1327
    طغراء على عملة عثمانية,

  • سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 112px-5qershReverse1984
    طغراء على العملة المصرية فئة الخمسة قروش الصادرة عام 1984م.

  • سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 150px-Stamp_Kingdom_of_Saudi_Arabia_1934_1_4th_g
    طغراء على طابع بريد من السعودية صدر سنة 1934م.

  • سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 150px-Stamp_Kingdom_of_Saudi_Arabia_1938_3g
    طغراء الملك عبد العزيز آل سعود على طابع بريد صدر سنة 1938م.

  • سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 78px-COLLECTIE_TROPENMUSEUM_Vel_papier_met_enige_regels_tekst_in_het_Maleis_TMnr_660-3
    طغراء في خطاب رسمي من جنوب شرق آسيا

  • سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 120px-Coats_of_arms_of_Kingdom_of_Saudi_Arabia_1932-1950
    طغراء شعار السعودية قبل 1950م.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 0:28

قائمة الصدر الأعظم للدولة العثمانية
الصدر الأعظمبداية الولايةنهاية الولاية
1. علاء الدين باشا13201331
2. نظام الدين أحمد باشا13311348
3. حاجي باشا13481349
4. سنان الدين يوسف باشا13491364
5. شاندرلي خليل باشا الكبير136422 يناير 1387
6. شاندرلي علي باشا13871406
7. إمام زيد هلال باشا14061413
8. بايزيد باشا14131421
9. شاندرلي إبراهيم باشا الكبير14211429
10. محمد نظام الدين باشا14291439
11. شاندرلي هلال باشا الثاني14391 يونيو 1453
12. زاغانوس باشا14531456
13. محمد باشا (مرة أولى)14561468
14. روم محمد باشا14681469
15. اسحق باشا (مرة أولى)14691472
16. محمد باشا (مرة ثانية)14721474
17. صديق أحمد باشا14741477
18. كارمنلي محمد باشا14771481
19. إسحق باشا (مرة ثانية)14811482
20. داود باشا14821497
21. أحمد باشا البوسني (مرة أولى)14971498
22. شاندرلي إبراهيم باشا (مرة ثانية)14981499
23. مسيح باشا14991501
24. هديم علي باشا (مرة أولى)15011503
25. أحمد باشا البوسني (مرة ثانية)15031506
26. هديم علي باشا (مرة ثانية)15061511
27. أحمد باشا البوسني (مرة ثالثة)15111511
28. كوكا مصطفى باشا15111512
29. أحمد باشا البوسني (مرة رابعة)151228 نوفمبر 1514
30. دقاقينزاد أحمد باشا18 ديسمبر15148 سبتمبر 1515
31. أحمد باشا البوسني (مرة خامسة)8 سبتمبر 151526 أبريل 1516
32. هديم سنان باشا26 أبريل 151622 يناير 1517
33. يونس باشا22 يناير 151713 سبتمبر 1517
34. بيري محمد باشا25 يناير 151827 يونيو1523
35. إبراهيم باشا الفرنجي27 يونيو152314 مارس 1536
36. أياس محمد باشا14 مارس 153613 يوليو 1539
37. شلبي لطفي باشا13 يوليو 1539أبريل 1541
38. هديم سليمان باشاأبريل 154128 نوفمبر 1544
39. الداماد رستم باشا28 نوفمبر 15446 أكتوبر 1553
40. كارا أحمد باشا6 أكتوبر 155329 سبتمبر 1555
41. الداماد رستم باشا (مرة ثانية)29 سبتمبر 155510 يوليو 1561
42. سميز علي باشا10 يوليو 156128 يونيو1565
43. محمد باشا السلوفاكي28 يونيو156512 أكتوبر 1579
44. شمسي باشا12 أكتوبر 157928 أبريل 1580
45. لالا كارا مصطفى باشا28 أبريل 15807 أغسطس 1580
46. كوكا سنان باشا (مرة أولى)7 أغسطس 15806 ديسمبر 1582
47. سيواس باشا (مرة أولى)24 ديسمبر 158225 يوليو 1584
48. أوزدمير أوغلو عثمان باشا28 يوليو 158429 أكتوبر 1585
49. هديم مسيح باشا1 نوفمبر 158514 أبريل 1586
50. سيواس باشا (مرة ثانية)14 أبريل 15862 أبريل 1589
49. كوكا سنان باشا (مرة ثانية)14 أبريل 15891 أغسطس 1591
50. السردار فريد باشا (مرة أولى)1 أغسطس 15914 أبريل 1592
51. سيواس باشا (مرة ثالثة)4 أبريل 159228 يناير 1593
52. كوكا سنان باشا (مرة ثالثة)28 يناير 159316 فبراير 1595
53. السردار فريد باشا (مرة ثانية)16 فبراير 15957 يوليو 1595
54. كوكا سنان باشا (مرة رابعة)7 يوليو 159519 نوفمبر 1595
55. لالا محمد باشا19 نوفمبر 159528 نوفمبر 1595
56. كوكا سنان باشا (مرة خامسة)1 ديسمبر 15953 أبريل 1596
57. الداماد إبراهيم باشا (مرة أولى)4 أبريل 159627 أكتوبر 1596
58. يوسف سنان باشا27 أكتوبر 15965 ديسمبر 1596
59. الداماد إبراهيم باشا (مرة ثانية)5 ديسمبر 15963 نوفمبر 1597
60. هديم حسن باشا3 نوفمبر 15979 أبريل 1598
61. قره محمد باشا9 أبريل 15986 يناير 1599
62. الداماد إبراهيم باشا (مرة ثالثة)6 يناير 159910 يوليو 1601
63. يميشجي حسن باشا22 يوليو 16014 أكتوبر 1603
63. ياووز علي باشا16 أكتوبر 160326 يوليو 1604
64. لالا محمد باشا5 أغسطس 160421 يونيو1606
66. درويش محمد باشا21 يونيو16069 ديسمبر 1606
67. مراد باشا11 ديسمبر 16065 أغسطس 1611
68. الداماد نصوح باشا5 أغسطس 161117 أكتوبر 1614
69. أوزوك قره محمد باشا (مرة أولى)17 أكتوبر 161417 نوفمبر 1616
70. الداماد خليل باشا (مرة أولى)17 نوفمبر 161618 يناير 1619
71. أوزوك قره محمد باشا (مرة ثانية)18 يناير 161923 ديسمبر 1619
72. علي باشا23 ديسمبر 16199 مارس 1621
73. أورللي حسين باشا9 مارس 162117 سبتمبر 1621
74. ديلوار باشا17 سبتمبر 162120 مايو 1622
75. قره داود باشا20 مايو 162213 Jيونيو1622
76. ميري حسين باشا (مرة أولى)13 يونيو16228 أغسطس 1622
77. مصطفى باشا8 أغسطس 162221 سبتمبر 1622
78. هديم محمد باشا21 سبتمبر 16225 فبراير 1623
79. ميري حسين باشا (مرة ثانية)5 فبراير 162330 أغسطس 1623
80. قره علي باشا30 أغسطس 16233 أبريل 1624
81. محمد باشا الشركسي3 أبريل 162428 يناير 1625
82. حافظ أحمد باشا (مرة أولى)8 فبراير 16251 ديسمبر 1626
83. الدماد خليل باشا (مرة ثانية)1 ديسمبر 16266 أبريل 1628
84. غازي أكرم باشا6 أبريل 162825 أكتوبر 1631
85. حافظ أحمد باشا (مرة ثانية)25 أكتوبر 163110 فبراير 1632
86. راغب باشا10 فبراير 163218 مايو 1632
87. محمد باشا التابنياسي18 مايو 16322 فبراير 1637
67. بيرم باشا2 فبراير 163726 أغسطس 1638
68. طيار محمد باشا27 أغسطس 163824 ديسمبر 1638
90. قره محمد باشا23 ديسمبر 163831 يناير 1644
91. سلطان زاده محمد باشا31 يناير 164417 ديسمبر 1645
92. صالح باشا17 ديسمبر 164516 سبتمبر 1647
93. قره موسى باشا16 سبتمبر 164721 سبتمبر 1647
94. أحمد باشا هيزارابير21 سبتمبر 16477 أغسطس 1648
95. صوفو محمد باشا7 أغسطس 164821 مايو 1649
96. قره مراد باشا21 مايو 16495 أغسطس 1651
97. ملك أحمد باشا5 أغسطس 165121 أغسطس 1651
98. سياوش أباظة باشا (مرة أولى)21 أغسطس 165127 سبتمبر 1651
99. محمد باشا27 سبتمبر 165120 يونيو1652
100. أحمد باشا الطرهوني20 يونيو165221 مارس 1653
101. كوكا درويش محمد باشا21 مارس 165328 أكتوبر 1654
102. إيبشيري مصطفى باشا28 أكتوبر 165411 مايو 1655
103. قره مراد باشا11 مايو 165519 أغسطس 1655
104. سليمان باشا الأرميني19 أغسطس 165528 فبراير 1656
105. غازي حسين باشا28 فبراير 16565 مارس 1656
106. زرنان مصطفى باشا (لأربع ساعات فقط)5 مارس 16565 مارس 1656
107. سياوش أباظة باشا (مرة ثانية)5 مارس 165625 أبريل 1656
108. محمد باشا26 أبريل 165615 سبتمبر 1656
109. محمد باشا الكوبريللي15 سبتمبر 165631 أكتوبر 1661
110. فاضل احمد باشا كوبرلي31 أكتوبر 166119 أكتوبر 1676
111. قرة مصطفى باشا19 أكتوبر 167625 ديسمبر 1683
112. إبراهيم باشا قرللي15 ديسمبر 168318 نوفمبر 1685
113. ساري سليمان باشا18 نوفمبر 168518 سبتمبر 1687
114. سيواس باشا18 سبتمبر 168723 فبراير 1688
115. إسماعيل باشا23 فبراير 16882 مايو 1688
116. بكري مصطفى باشا30 مايو 16887 نوفمبر 1689
117. فيصل مصطفى باشا كوبرلي10 نوفمبر 168919 أغسطس 1691
118. علي باشا العربي24 أغسطس 169121 مارس 1692
119. حقي علي باشا23 مارس 169217 مارس 1693
120. مصطفى باشا بوزكولو17 مارس 1693مارس 1694
121. سمير علي باشا13 مارس 169422 أبريل 1695
122. ألماس محمد باشا3 مايو 169511 سبتمبر 1697
123. حسين باشا كوبرلي17 سبتمبر 16974 سبتمبر 1702
124. مصطفى باشا الدلتباني4 سبتمبر 170224 يناير 1703
125. رامي محمد باشا25 يناير 170322 أغسطس 1703
126. أحمد باشا22 أغسطس 170316 نوفمبر 1703
127. الدماد حسن باشا18 نوفمبر 170328 سبتمبر 1704
128. حقي أحمد باشا كليكوزأكتوبر 170425 ديسمبر 1704
129. محمد باشا البلطيقي (مرة أولى)25 ديسمبر 17043 مايو 1706
130. الدماد علي باشا3 مايو 170615 Jيونيو1710
131. نعمان باشا كوبرلييونيو 171017 أغسطس 1710
132. محمد باشا البلطيقي18 أغسطس 171020 نوفمبر 1711
133. آغا يوسف باشا20 نوفمبر 171111 نوفمبر 1712
134. صلاح سليمان باشا12 نوفمبر 17126 أبريل 1713
135. إبراهيم باشا الحقي6 أبريل 17137 أبريل 1713
136. الدماد علي باشا27 أبريل 17135 أغسطس 1716
137. حقي خليل باشا21 أغسطس 1716أكتوبر 1717
138. محمد باشا النيشانيأكتوبر 17179 مايو 1718
139. الدماد إبراهيم باشا9 مايو 171816 أكتوبر 1730
140. الداماد محمد علي باشا16 أكتوبر 173023 يناير 1731
141. إبراهيم باشا الكاباكولو23 يناير 173111 سبتمبر 1731
142. طوبال عثمان باشا21 سبتمبر 173112 مارس 1732
143. علي باشا حكيم أوغلو (مرة أولى)12 مارس 173214 يوليو 1735
144. إسماعيل باشا الجورجي14 يوليو 173525 ديسمبر 1735
145. سيّد محمد باشا10 يناير 17365 أغسطس 1737
146. عبدالله باشا الحلبي22 أغسطس 173719 ديسمبر 1737
147. يكن محمد باشا3 ديسمبر 173723 مارس 1739
148. إيواز محمد باشا17 مارس 1739يونيو 1740
149. حقي أحمد باشا النيشاني22 يوليو 17407 أبريل 1742
150. علي باشا حكيم أوغلو (مرة ثانية)21 أبريل 17424 أكتوبر 1743
151. سيد حسن باشا4 أكتوبر 174210 أغسطس 1746
152. حقي محمد باشا التركي11 أغسطس 174624 أغسطس 1747
153. سيد عبدالله باشا24 أغسطس 17472 يناير 1750
154. الدفتردار محمد باشا9 يناير 17501 يوليو 1752
155. كوس بهير محمد باشا (مرة أولى)1 يوليو 175216 فبراير 1755
156. علي باشا حكيم أوغلو (مرة ثالثة)16 فبراير 175519 مايو 1755
157. نايلي محمد باشا19 مايو 175524 أغسطس 1755
158. علي باشا النياشيني24 أغسطس 175523 أكتوبر 1755
159. محمد سعيد باشا25 أكتوبر 17551 أبريل 1756
160. كوس بهير محمد باشا (مرة ثانية)30 أبريل 17563 ديسمبر 1756
161. كوكا راغب باشا12 يناير 17578 أبريل 1763
162. توفيق حمزة باشا11 أبريل 176329 سبتمبر 1763
163. كوس بهير محمد باشا (مرة ثالثة)29 سبتمبر 176330 مارس 1765
164. محمد باشا محسنزادي (مرة أولى)30 مارس 17657 أغسطس 1768
165. سلاحدار حمزة باشا7 أغسطس 176820 أكتوبر 1768
166. محمد أمين باشاأكتوبر 176812 أغسطس 1769
167. علي باشا المولدافي12 أغسطس 176912 ديسمبر 1769
168. خليل باشا13 ديسمبر 176925 ديسمبر 1770
169. السلاحدار محمد باشا25 ديسمبر 177011 ديسمبر 1771
170. محمد باشا محسنزادي (مرة ثانية)ديسمبر 17716 أغسطس 1773
171. عزت محمد باشا (مرة أولى)11 أغسطس 17737 يوليو 1775
172. درويش محمد باشا المورللي7 يوليو 17755 يناير 1777
173. محمد باشا الديندي5 يناير 17771 سبتمبر 1778
174. كلفت محمد باشا1 سبتمبر 177822 أغسطس 1779
175. السلاحدار سعيد محمد باشا أو سعيد محمد باشاأغسطس 177920 فبراير 1781
176. عزت محمد باشا (مرة ثانية)20 فبراير 178125 أغسطس 1782
177. يكن حقي محمد باشا25 أغسطس 178231 ديسمبر 1782
178. خليل حميد باشا31 ديسمبر 178230 أبريل 1785
179. شاهين علي باشا30 أبريل 178525 يناير 1786
180. كوكا يوسف باشا (مرة أولى)25 يناير 178628 مايو 1789
181. محي حسن باشا28 مايو 17892 يناير 1790
182. غازي حسن باشا2 يناير 179030 مارس 1790
183. شريف حسن باشا16 أبريل 179012 فبراير 1791
184. كوكا يوسف باشا (مرة ثانية)12 فبراير 17911792
185. الدماد ملك محمد باشا179221 أكتوبر 1794
186. عزت محمد باشا (مرة ثالثة)21 أكتوبر 179423 أكتوبر 1798
187. يوسف زيدون باشا (مرة أولى)23 أكتوبر 1798يونيو 1805
188. حافظ إسماعيل باشا24 سبتمبر 180513 أكتوبر 1806
189. إبراهيم حليم باشا13 أكتوبر 1806يونيو 1807
190. مصطفى باشا الشلبييونيو 180729 يوليو 1808
191. العلمدار مصطفى باشا29 يوليو 180815 نوفمبر 1808
192. مسيح باشا16 نوفمبر 1808ديسمبر 1808
علي باشاديسمبر 1808مارس 1809
193. يوسف زيدون باشا (مرة ثانية)مارس 1809فبراير 1811
194. لاز أحمد باشافبراير 1811يوليو 1812
195. خورشيد أحمد باشايوليو 181230 مارس 1815
196. محمد أمين رؤوف باشا (مرة أولى)30 مارس 18156 يناير 1818
197. درويش محمد باشا6 يناير 18185 يناير 1820
198. سيد علي باشا5 يناير 182021 أبريل 1821
199. علي باشا البندرلي21 أبريل 182130 أبريل 1821
200. حقي صالح باشا30 أبريل 182111 نوفمبر 1822
201. عبد الله باشا الدالي11 نوفمبر 18224 مارس 1823
202. السلاحدار علي باشا4 مارس 1823ديسمبر 1823
203. محمد سعيد غالب باشاديسمبر 182315 سبتمبر 1824
204. محمد سليم باشا المولدافي15 سبتمبر 182426 أكتوبر 1828
205. عزت محمد باشا طوبال (مرة أولى)26 أكتوبر 1828يناير 1829
206. رشيد محمد باشايناير 182917 فبراير 1833
207. محمد أمين رؤوف باشا (مرة ثانية)17 فبراير 18338 يوليو 1839
208. خسروف باشا8 يوليو 183929 مايو 1841
209. محمد أمين رؤوف باشا (مرة ثالثة)29 مايو 18417 أكتوبر 1841
210. عزت محمد باشا طوبال (مرة ثانية)7 أكتوبر 18413 سبتمبر 1842
211. محمد أمين رؤوف باشا (مرة رابعة)3 سبتمبر 184231 يوليو 1846
212. كوكا مصطفى رشيد باشا (مرة أولى)31 يوليو 184628 أبريل 1848
213. إبراهيم سليم باشا28 أبريل 184813 أغسطس 1848
214. كوكا مصطفى رشيد باشا (مرة ثانية)13 أغسطس 184827 يناير 1852
215. محمد أمين رؤوف باشا (مرة خامسة)27 يناير 18527 مارس 1852
216. كوكا مصطفى رشيد باشا (مرة ثالثة)7 مارس 18527 أغسطس 1852
217. محمد أمين عالي باشا (مرة أولى)7 أغسطس 18524 أكتوبر 1852
218. الدماد محمد علي باشا4 أكتوبر 185214 مايو 1853
219-220. مصطفى نايلي باشا (مرة أولى)14 مايو 185330 مايو 1854
221. كميل باشا القبرصلي(مرة أولى)30 مايو 185424 نوفمبر 1854
222. كوكا مصطفى رشيد باشا (مرة رابعة)24 نوفمبر 18544 مايو 1855
223. محمد أمين عالي باشا (مرة ثانية)4 مايو 18551 ديسمبر 1856
224. كوكا مصطفى رشيد باشا (مرة خامسة)1 ديسمبر 18562 أغسطس 1857
225. مصطفى نايلي باشا (مرة ثانية)2 أغسطس 185723 أكتوبر 1857
226. كوكا مصطفى رشيد باشا (مرة سادسة)23 أكتوبر 18577 يناير 1858
227. محمد أمين عالي باشا (مرة ثالثة)11 يناير 18588 أكتوبر 1859
228. كميل باشا (مرة ثانية)8 أكتوبر 185924 ديسمبر 1859
229. محمد رشدي باشا (مرة أولى)24 ديسمبر 185927 مايو 1860
230. كميل باشا (مرة ثالثة)27 مايو 18606 أغسطس 1861
231. محمد أمين عالي باشا (مرة رابعة)6 أغسطس 186122 نوفمبر 1861
232. فؤاد باشا (مرة أولى)22 نوفمبر 18616 يناير 1863
233. يوسف كميل باشا6 يناير 1863يونيو 1863
234. فؤاد باشايونيو 1863يونيو 1866
235. محمد رشدي باشا (مرة ثانية)يونيو 186611 فبراير 1867
236. محمد أمين عالي باشا (مرة خامسة)11 فبراير 18677 سبتمبر 1871
237. محمود نديم باشا (مرة أولى)سبتمبر 187131 يوليو 1872
238. مدحت باشا (مرة أولى)31 يوليو 187219 أكتوبر 1872
239. محمد رشدي باشا (مرة ثالثة)أكتوبر 1872فبراير 1873
240. أحمد عزت باشا (مرة أولى)15 فبراير 1873مايو 1873
241. محمد رشدي باشامايو 187314 فبراير 1874
242. حسين آفاني باشا14 فبراير 187425 أبريل 1875
243. أحمد عزت باشا (مرة ثانية)أبريل 1875أغسطس 1875
244. محمود نديم باشا (مرة ثانية)21 أغسطس 187511 مايو 1876
245. محمد رشدي باشا (مرة رابعة)12 مايو 187619 ديسمبر 1876
246. مدحت باشا (مرة ثانية)19 ديسمبر 18765 فبراير 1877
247. إبراهيم أدهم باشا5 فبراير 187711 يناير 1878
248. أحمد حمدي باشا11 يناير 18784 فبراير 1878
249. أحمد توفيق باشا4 فبراير 187818 أبريل 1878
250. محمد صديق باشا18 أبريل 1878مايو 1878
251. محمد رشدي باشا (للمرة الخامسة)مايو 1878يونيو 1878
252. صفوت باشامايو 1878أكتوبر 1878
253. حيدرين باشاأكتوبر 187828 يوليو 1879
254. أحمد عريفي باشا28 يوليو 1879سبتمبر 1879
255. محمد سعيد باشا (مرة أولى)18 أكتوبر 1879يونيو 1880
256. قدري باشايونيو 188012 سبتمبر 1880
257. محمد سعيد باشا12 سبتمبر 18802 مايو 1882
258. عبد الرحمن نور الدين باشا2 مايو 188212 يوليو 1882
259. محمد سعيد باشا (مرة ثالثة)12 يوليو 188230 نوفمبر 1882
260. أحمد وفيق باشا (مرة ثانية)1 ديسمبر 18823 ديسمبر 1882
261. محمد سعيد باشا (مرة رابعة)3 ديسمبر 188224 سبتمبر 1885
262. كميل باشا (مرة أولى)سبتمبر 1885سبتمبر 1891
263. أحمد شقير باشاسبتمبر 1895يونيو 1895
264. محمد سعيد باشا (للمرة الخامسة)يونيو 18953 أكتوبر 1895
265. كميل باشا (مرة ثانية)أكتوبر 1895نوفمبر 1895
266. خليل رفعت باشانوفمبر 18959 نوفمبر 1901
267. محمد سعيد باشا (مرة سادسة)13 نوفمبر 190115 يناير 1903
268. محمد فريد باشا15 يناير 190322 يوليو 1908
269. محمد سعيد باشا (للمرة السابعة)22 يوليو 19086 أغسطس 1908
270. كميل باشا (للمرة الثالثة)5 أغسطس 190814 فبراير 1909
271. حسين حلمي باشا (للمرة الأولى)14 فبراير 190914 أبريل 1909
272. أحمد توفيق باشا (للمرة الأولى)14 أبريل 19095 مايو 1909
273. حسين حلمي باشا (للمرة الثانية)5 مايو 190912 يناير 1910
274. إبراهيم حقي باشا12 يناير 191030 سبتمبر 1911
275-276. محمد سعيد باشا (للمرة الثامنة)30 سبتمبر 191122 يوليو 1912
277. أحمد مهتر باشا22 يوليو 191229 أكتوبر 1912
278. كميل باشا (للمرة الرابعة)29 أكتوبر 191223 يناير 1913
279. محمود باشا23 يناير 1913يونيو 1913
280. سعيد حليم باشايونيو 19134 فبراير 1917
281. طلعت باشا4 فبراير 191714 أكتوبر 1918
282-283. أحمد عزت باشا14 أكتوبر 191811 نوفمبر 1918
284. أحمد توفيق باشا (للمرة الثانية)11 نوفمبر 19184 مارس 1919
285-287. الدماد فريد باشا4 مارس 19192 أكتوبر 1919
288. علي باشا2 أكتوبر 19198 مارس 1920
289. صالح هولسي باشا8 مارس 19205 أبريل 1920
290-291. الدماد فريد باشا (للمرة الثانية)5 أبريل 192021 أكتوبر 1920
292. أحمد توفيق باشا (للمرة الثالثة)21 أكتوبر 19204 نوفمبر 1922
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 0:41


الصدر الأعظم فى الدولة العثمانية

صدر أعظم




سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 220px-Jean-Baptiste_van_Mour_004


الصدر الأعظم يسمح بالاجتماع في قصر الباب العالي.

الصدر الأعظم بالعثمانية صدر أعظم أو وزیر أعظم وهو أعلى منصب تحت السلطان مع السلطة المطلقة له وهو الذي يحمل ختم السلطنة، وسلطة تعيينه وعزله حق للسلطان فقط.

في الدولة العثمانية كانت تنعقد جلسات الوزراء بأمره للإطلاع على شؤون الدولة ويجتمعون في قصر الباب العالي وهو قصر توبكابي. ويوجد أيضا في الباب العالي جميع مكاتب الوزراء مع الصدر الأعظم.

ولقب الوزير الأول أو وزير أعظم هو لقب رسمي بالأردية للإشارة إلى رئيس وزراء باكستان.

كان لقب الوزير هو المستخدم خلال المراحل الأولى للدولة العثمانية. وأول من لقب بالصدر الأعظم كان الوزير خليل خير الدين باشا وزير السلطان مراد الأول. والغرض من اللقب الجديد هو تمييز حامل الختم السلطاني من الوزراء الآخرين. ثم بدأ اللقب الجديد «صدر أعظم» يحل محل اللقب القديم «وزير أعظم» تدريجيا وإن كانا لهما نفس المعنى والرتبة.

وخلال التاريخ العثماني، ظهرت ألقاب جديدة للصدر الأعظم مثل الصدر العالي والوكيل المطلق وصاحب الدولة والسردار الأكرم والسردار الأعظم والذات العالي؛ وكلها تعكس ما للصدر الأعظم من مكانة أراد لها سلاطين آل عثمان أن تكون مهيبة للغاية.



سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 220px-Sadrazamlik-nisanlari.svg



نيشان صدر اعظم عثماني

ويحسب للسلطان محمد الثاني أنه من هيأ لمنصب الصدر الأعظم المكانة السامية التي ستجعل حامله أهم رجل في الدولة العثمانية بعد السلطان، وتكشف ذلك الفقرة الأولى من قانون الدولة "قانون نامه" الذي وضعه محمد الثاني، ونصها:

"ليعلم أولاً أن الصدر الأعظم هو رئيس الوزراء والأمراء. إنه أعظمهم جميعاً، وصاحب الصلاحيات المطلقة في إدارة شؤون الدولة. أما القيم على أملاكي فهو الدفتردار. غير أن الصدر الأعظم هو رئيسه. وللصدر الأعظم في حركاته وسكناته وفي قيامه وقعوده حق التقدم على جميع موظفي الدولة".[1]

كما ورد في القانون نفسه "إنه لا يحق لأحد ولا حتى لبقية الوزراء، أن يتدخل في تعامل الصدر الأعظم مع السلطان ولا في القرارات السرية التي يتخذها".[2]

ومثله مثل السلطان، يتقبل الصدر الأعظم -بحسب نظام التشريفات العثماني- في أيام محددة من الأسبوع ولاء موظفي البلاط والدولة، فيما لا يظهر وسط الجمهور إلا وسط حاشية فخمة.[1]

خلال حقبة أسرة كوبرولو (1656-1703) حكم الدولة العثمانية سلسلة من وزراء الصدر الأعظم الأقوياء. ومن سمات تلك الحقبة: ضعف السلاطين النسبي وزيادة اللامركزية في السلطة وذلك بتقليل السلطة المطلقة للحكومة وإعطاء صلاحيات أكثر للسلطات الأقل.

وبعد فترة التنظيمات للدولة العثمانية في القرن التاسع عشر، أصبح منصب الصدر الأعظم يقوم بدور أكبر مما هو في منصب رئيس الوزراء في الملكيات الغربية المعاصرة.

في بلاد المغرب الأقصى ظهر لقب الصدر الأعظم في حكومة مخزن الإيالة الشريفة في أواخر القرن التاسع عشر، واتسم بصفة رسمية بقدوم الحماية الفرنسية عند تنصيبها محمد المقري، آخر من حمل هذا اللقب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 0:46

قائمة ولاة مصر في عهد العثمانيين



22 1517 خاير باشا
1523 1522 مصطفى باشا

1523 1523 كوزلجه قاسم

1523 1523 أحمد باشا

1524 1523 إبراهيم باشا

1534 1524 سليمان باشا الخادم " الخصى"

1536 1534 خسرو باشا

1538 1536 سليمان باشا

1549 1538 داود باشا "الخصي"

1549 1549 مصطفى باشا صفصاف

1554 1549 على باشا سميز

1556 1554 محمد باشا "دقادن"

1559 1556 اسكندر باشا

1560 1559 على باشا الخادم

1563 1560 مصطفى شاهين باشا

1566 1563 ع[[لى باشا الصوفى الخادم ]] 1567 1566 محمد باشا

1568 1567 سنان باشا

1571 1568 جركس باشا اسكندر

1573 1571 سنان باشا

1574 1573 حسين باشا

1580 1575 مسيح باشا الخادم

1583 1580 حسن باشا الخادم

1585 1583 إبراهيم باشا

1587 1585 سنان باشا

1591 1587 ويس باشا

1595 1591 حافظ باشا

1596 1595 محمد باشا

1598 1596 محمد باشا الشريف

1601 1598 خذر باشا

1603 1601 علي باشا

1604 1603 إبراهيم باشا

1605 1604 محمد باشا

1607 1605 حسن باشا

1611 1607 محمد باشا معمر

1615 1611 محمد باشا صدفي

1618 1615 أحمد باشا

1619 1618 مصطفى باشا

1619 1619 جعفر باشا

1620 1619 مصطفى باشا حميدي

1622 1620 حسين باشا

1622 1622 محمد باشا

1623 1622 إبراهيم باشا

1623 1623 مصطفى باشا قره ؟

1623 1623 علي باشا

1625 1624 مصطفى باشا

1628 1626 بيرم باشا

1630 1628 محمد باشا

1630 1630 موسى باشا

1632 1631 خليل باشا

1635 1632 بكرجي باشا

1637 1635 حسين باشا

1640 1637 محمد باشا جوان

1642 1640 مصطفى باشا

1644 1642 منصور باشا

1646 1644 أيوب باشا

1647 1646 حيدر باشا

1647 1647 مصطفى باشا صناري

1649 1647 محمد باشا

1650 1649 أحمد باشا

1652 1650 عبد الرحمن باشا

1656 1652 خسكي باشا

1657 1656 مصطفى باشا

1660 1657 محمد باشا زاده

1661 1660 مصطفى باشا

1664 1661 إبراهيم باشا

1667 1664 عمر باشا

1668 1667 إبراهيم باشا صوفي

1669 1668 قراقاش باشا

1673 1669 قتخوذه باشا

1675 1673 حسين باشا

1676 1675 أحمد باشا

1680 1676 عبد الرحمن باشا

1683 1680 عثمان باشا

1687 1683 حمزة باشا

1687 1687 قتخوذه حسن باشا

1689 1687 حسن باشا

1691 1689 أحمد باشا

1695 1691 على باشا

1697 1695 إسماعيل باشا

1699 1697 حسين باشا

(غير  مفحوصة)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 0:59




أسباب سقوط الدولة العثمانية
لقد دعا القرآن الكريم إلى دراسة شؤون الأمم الغابرة وبين كيف أنها سقطت وتلاشت حينما ظلمت { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون }
{ و إذا أردناأن نهلك قريةأمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا } فالشرط في تصاعد الخط البياني هو عدم الانحراف عن منهج الله وقد أشار ابن خلدون على الرغم من آرائه الأخرى حول موضوع الدولة إلى ضرورة حمل الكافة - أي كافة الناس - على شريعة الله إذا ما أردنا تجنب مساوئ الملك الطبيعي والسياسي . وكان الانحراف عن منهج الله يزداد والخط البياني ينزل هابطاً ولكن كانت هناك طفرات في التاريخ الإسلامي يرتفع بها ذلك الخط قليلاً فهناك المجددون .
وهى كما ذكر ابن خلدون عندما جعل للدولة أعمارًا طبيعة كالأشخاص، فهو لم ينس أن يربط عمر الدولة هذه بطبيعة الملك ،إذ يقول : إذا استحكمت طبيعة الملك من الانفراد بالمجد وحصول الترف والدعة أقبلت الدولة على الهرم
وفي عهود العثمانيين الأوائل ارتفع الخط ولكنه عاد للهبوط بعد انقضاء عهد السلاطين العشرة الذين أرسوا كيان الدولة وعزروا قوتها ومدوا فتوحاتها وكان دائماً الالتزام بمنهج الله هو الأساس ـ وسيمر معنا مواقف خالدة لبعض هؤلاء السلاطين تبين بوضوح هذه النقطة
و بدأ الانحراف عن منهج الله صغيراً ثم ازداد الانفراج واتسع تدريجيا ثم تحول إلى ملك عضوض بالقوة أو بالإكراه حتى أصبحت الهرقلية أمراً متعارفاً عليه
الدولة العثمانية : 699 ـ 1343 هـ ( لمحة موجزة)
العثمانيون من شعب الغز التركي ، وأصلهم من بلاد التركستان ، نزحوا أمام اكتساح جنكيز خان لدولة خوارزم الإسلامية ، بزعامة سليمان الذي غرق أثناء عبوره نهر الفرات سنة 628 هـ فتزعم القبيلة ابنه أرطغرل الذي ساعد علاء الدين السلجوقي في حرب البيزنطيين فأقطعه وقبيلته بقعة من الأرض في محاذاة بلاد الروم غربي دولة سلاجقة الروم. وهذه الحادثة حادثة جليلة تدل على ما في أخلاقهم من الشهامة والبطولة.
ويعتبر عثمان بن أرطغرل هو المؤسس الأول للدولة العثمانية،وبه سميت ،عندما استقل بإمارته سنة 699 هـ وأخذت هذه الإمارة على عاتقها حماية العالم الإسلامي،وتولت قيادة الجهاد،وأصبحت المتنفس الوحيد للجهاد ،فجاءها كل راغب فيه…
وفي عام 923 هـ انتقلت الخلافة الشرعية لسليم الأول بعد تنازل المتوكل على الله أخر خليفة عباسي في القاهرة…
وبهذه العاطفة الإسلامية المتأججة في نفوسهم ممتزجة بالروح العسكرية المتأصلة في كيانهم ، حملوا راية الإسلام ، وأقاموا أكبر دولة إسلامية عرفها التاريخ في قرونه المتأخرة… وبقيت الحارس الأمين للعالم الإسلامي أربعة قرون،وأطلقت على دولتهم اسم (بلاد الإسلام) وعلى حاكمها اسم (سلطان) وكان أعز ألقابه إليه (الغازي) أي:المجاهد..واللفظان العثماني والتركي فهما من المصطلحات الحديثة…وحكمت بالعدل بالعمل بالشرع الإسلامي في القرون الثلاثة الأولى لتكوين هذه الدولة…
نعم : إن العثمانيين الذين تبوأوا منصباً في عهد سلاطينهم الفاتحين ووسعوا رقعة بلاد الإسلام شرقاً وغرباً واندحرت الأطماع الصليبية أمامهم وحقق الله على أيديهم هزيمة قادة الكفر والتآمر على بلاد المسلمين وارتجفت أوروبا خوفاً وفزعاً من بعض قادتهم أولئك كانت الروح الإسلامية عندهم عالية . . وكانت روح الانضباط التي يتحلى بها الجندي عاملاً من عوامل انتصاراتهم وهي التي شجعت محمد الثاني على القيام بفتوحاته .
وكانت غيرتهم على الإسلام شديدة وكثر حماسهم له لقد بدأوا حياتهم الإسلامية بروح طيبة وساعدتهم الحيوية التي لا تنضب إذ أنهم شعب شاب جديد لم تفتنه مباهج الحياة المادية والثراء ولم ينغمس في مفاسد الحضارات المضمحلة التي كانت سائدة في البلاد التي فتحوها ولكنهم استفادوا منها فأخذوا ما أفادهم وكانت عندهم القدرة على التحكم والفتح والانتصار وقد أتقنوا نظام الحكم وخاصة في عصر الفاتح ، إذ كان هناك نظام وضع لاختيار المرشحين لتولى أمور الدولة بالانتقاء والاختيار والتدريب والثقافة كما كانوا يشدد ون في اختيار من تؤهله صفاته العقلية والحسية ومواهبه الأخرى المناسبة لشغل الوظائف وكان السلطان رأس الحكم ومركزه وقوته الدافعة وأداة توحيده وتسييره وهو الذي يصدر الأوامر المهمة والتي لها صبغة دينية وكان يحرص على كسب رضاء الله وعلى احترام الشرع الإسلامي المطهر فكان العثمانيون يحبون سلاطينهم مخلصين لهم متعلقين بهم فلم يفكروا لمدة سبعة قرون في تحويل السلطة من آل عثمان إلى غيرهم .ولكن الأمور لم تستمر على المنهج نفسه والأسلوب الذي اتبعوه منذ بزوغ نجمهم في صفحات التاريخ المضيء فقد بدأ الوهن والضعف يزحف إلى كيانهم .
وبعد ذكر أسباب السقوط والانحطاط …لا بد أن نذكر شيئاً عن إيجابيات الدولة العثمانية
لا شك أن الدولة العثمانية لم تسلم من أخطاء بل أخطاء فادحة،كانت سببًا في زوال الدولة: وإن من يدرس ، بإنعام نظر ، كل سبب من هذه الأسباب التي سوف تذكر.. لا يعجب من انهيار هذه الدولة العظيمة تحت سياط هذه الضربات بل يعجب كيف استطاعت أن تعيش ستمائة سنة وهي تتحمل هذه الضربات القاسية ….
وترجع هذه الأسباب في نظري إلى :
1/ مخالفة منهج الله .فالدولة العثمانية منذ أن قامت كانت العاطفة الإسلامية جياشة قوية ، فلما تبعها التربية الإسلامية والتدريب السليم للنظام العسكري الجديد كانت القوة وكان الفتح وكان التوسع ، فلما ضعفت التربية الإسلامية زادات أعمال السلب والنهب والفسق والفجور واستمر الانحراف وظهرت حركات العصيان وفقدت الدولة هيبتها بسبب انصراف السلاطين إلى ملاذاتهم
2/ تشجيع الصوفية:
3/ عدم اتخاذ الإسلام مصدرًا أساسيًا للتشريعات
والقوانين والأنظمة التي تسير عليها الدولة،فكثرت إصدار التشريعات والقوانين الوضعية فيما سمي بالتجديدات وذلك بسبب الضغوط الأوروبية…
4/الحروب الصليبية التي شنت على الدولة والتي لم تنقطع منذ ظهورها إلى يوم انهيارها والكلام هنا يطول ويكفي التلميح إلى الحملة الفرنسية على مصر والحملة الفرنسية على الجزائر والتوسع الروسي في بلاد قفقاسيا وتهجير سكانها من داغستان وشاشان وشراكس عام 1282 هـ . والحملة الإنكليزية على مصر وعدن واستيلاء الطليان على طرابلس الغرب .
أما المناوشات والغزوات العسكرية والحركات الانفصالية التي أشعلتها الصليبية العالمية في ممتلكات العثمانيين في أوروبا فهي من الأهمية بمكان إذ لم يخل عهد سلطان منها
5/ توسع رقعة الدولة :
شغلت الدولة في أوج قوتها وتوسعها مساحة من الأرض تزيد عن أربعة عشر مليونا من الكيلومترات والأمر يختلف عما هو علية في وقتنا الحاضر إذ أن سياسة دفة الحكم في عهد كانت مواصلاته وسائلها الدواب والعربات وبريدها يستغرق الشهور الطويلة والسنين ، وقد تحصنت بالحواجز الطبيعية من أنهار وبحار وجبال وغيرها . والظن أن إعلان الحركات المتمردة والعصابات المتكررة فيها ربما يكون في غاية السهولة كما أن إخمادها أيضاً في غاية الصعوبة . ولم تحتفظ الدولة بتماسكها على الرغم مما أصابها من زلازل ونكبات طيلة ستة قرون إلا بفضل عامل الدين ورابطة العقيدة على الرغم من ظهور من استهان بها ورفع رأسة هنا وهنالك ولكن لم يتجرأ على إعلان بترها أو إلغائها إذ أن رابطة العقيدة أهم عامل حاسم في كيان الأمم وقد استطاعت تلك الرابطة أن تجمع بين الترك والعرب والكرد والشركس والشاشان والداغستان وغيرهم لقرون طويلة حتى قام أعداء هذا الدين وفرقوا شتات الأمة الواحدة بإثارة العصبية الإقليمية التي وصفها الرسول e بأنها منتنة .
يقول العلامة ( عبد الرحمن بن خلدون ) والمتوفى في عام 808 هـ . في مقدمته العظيمة التي أسماها ( كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر ) : أن الدول القديمة المستقرة يفنيها شيئان : أولهما أن تنشأ مطالبة من الأطراف ، وهذه الولايات التي تطالب بالاستقلال لا تبدأ بمطالبها إلا إذا تقلص ظل الدولة عنهم وانحسر تيارها ، واما السبب الثاني لانقضاء الدولة المستقرة فيأتي من دعاة وخوارج في داخل هذه الدولة المستقرة ، فيبدوان بالمطالبة ( أولا ) بمطالب صغيرة وليست ذات بال ، ويكون لهؤلاء الدعاة السلاح النفسي الوهمي والمطاولة في طلب الحقوق التي تبدأ صغيرة ثم تنتهي إلى مقصد هيبة الدولة ونظامها ، ولعل أكثر ما يساعد هؤلاء الخارجين على نظام الدولة هو ما يحصل من فتور في همم اتباع هذه الدولة المستقرة ، وفي لحظة من اللحظات وعندما تتضح هرم الدولة المستقرة وتضمحل عقائد التسليم لها من قبل قومها مع انبعاث همم المطالبين بأشياء وأشياء في داخلها ، عندئذ تكتب سنة الله في العباد سطرها الأخير في كتاب العلم الإلهي ، وهذا السطر يفيد بزوال الدولة المستقرة وفناء عمرها ، لأن خللا وافر أقد غزا جميع جهاتها ، ويتضح ذلك للمطالبين من الأطراف ، أو في داخل هذا الخلل الذي اسمه الدولة ، عندها ينكشف ما خفي من هرمها واقتراب تلاشيها ، وفي تلك الاوقات من حياة الأمة المعنية ، يبدأ المرحلة الأخيرة من المناحرة والتي نتيجتها تكون مؤكدة : نشوء دول جديدة مستحدثة وأنظمة على أنقاض الدولة الفانية التي ( كانت ) مستقرة . وكلام العلامة ( أبن خلدون ) هذا ينطبق اكثر ما ينطبق على الدولة العثمانية ، ففي اتساعها وضم أقاليم عديدة تحت لوائها وحكمها ، كان المقتل وكان الخلل من حيث كان يعتقد أن في هذا منتهى القوة والمنعة ،خاصة أن نحن علمنا أن هذه الأقاليم والأمصار تضم قوميات عديدة
6/التخلف العلمي :
وهو الذي لا يزال قائماً حتى اليوم وعلى الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على الحركة العلمانية الكمالية التي عزته إلى التمسك بالدين . عن العثمانيين قد جاءوا إلى بلاد الأناضول بدواً ولم يتحضروا بل شغلتهم الحروب ولم ينصرفوا إلى العلم بسبب الانشغال بالفتوحات والحروب المستمرة في كل الجبهات ، ولم يسمح لهم الأوروبيون بالاتفات إلى العلم ولا إلى التخطيط لذا استمروا في طبيعة البداوة فأبدوا انتصارات وقدموا خدمات ، والفرق بينهم وبين الاستعمار أن الاستعمار يحرص على تقدم بلاده على حين يبذل جهده في بقاء سكان المناطق التي يحتلها على حالة من الجهل والتخلف أما هم فكانوا وغيرهم من هذه الناحية على حد سواء . وحينما انهزمت الدولة عام 1188 هـ . الموافق 1774 م انتبهت قليلاً وبدأ سليم الثالث بالإصلاح وإنشاء المدارس الجديدة وكان هو نفسه يعلّم في مدرسة الهندسة وألف جيشاً حديثاً حتى ثار عليه الجيش القديم وأغتاله . وقد مكن ذلك التخلف الغرب من التفوق المادي فاخترع الأسلحة الحديثة ووسائل الصناعة وبدأ عصر الآلة والبخار والكهرباء وانطبق قول الله عز وجل : ] كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاًّ ولا ذمة [ . فظهروا على المسلمين بعد أن كانت لهم الغلبة ولم يتورعوا في استخدام ما توصلوا إليه من أسلحه الدمار والخراب ضدهم وحاولوا التشكيك في عقيدتهم وتاريخهم ، ولو أن صلابة الروح بقيت كما كانت سابقاً لما تمكن أعداء هذا الدين من أهله كما يتمكنون منهم اليوم فقد كانت حروبهم الصليبية تباعاً ولم تتوقف أبدا ولكنهم تصطدم بصخرته المنيعة الصلبة فتتحطم حملاتهم وتتبعثر جيوشهم وتذهب مكائدهم أدراج الرياح . وقد عبأ الإسلام هذه الأمة مادياً ومعنوياً فقال تعالى : ] وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل .. [ . وقد حذّرنا القرآن منهم فقال جلّ وعلا : ] ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا [ . ولكن الصليبيين تمكنوا من بث أفكارهم بدل العلوم والصناعة …
7 / كان العثمانيون يكتفون من البلاد المفتوحة بالخراج ، ويتركون السكان على وضعهم القائم من العقيدة واللغة والعبادات ، إذ يهملون الدعوة والعمل على نشر الإسلام وإظهار مزايا الإسلام من المساواة والعدل والأمن وانسجامه مع الفطرة البشرية
 8/ ضعف الدولة العثمانية في أواخر عهدها جعل الدول الأوروبية تتآمر عليها فأثاروا ضدها الحركات الانفصالية السياسية والدينية ، كما استغل دعاة القومية والصهيونية هذا الضعف مما جعلهم يقومون بحركات لتقويض هذه الدولة .
9/ الحركات الانفصالية والتمردات المحلية :
نتيجة للتفوق الصليبي قام أوروبا بحبك المؤامرات ضد المسلمين ودفعوا الدمى المصطنعة من طلاب الزعامة وغذوا أوكار الحاقدين والجهلة وشجعوا على العصيان .
أصبح سفراء الدول الغربية يتدخلون في الشؤون الداخلية والسياسية الخارجية للدولة…حتى وصل الأمر بهم أن هددوا الدولة العثمانية بقطع العلاقات لدولهم إذا قامت الدولة بأي إجراء انتقامي ..خاصة لدول البلقان..
أما في جهات الشرق فكان خصوم العثمانيين التقليديين يشعلون الثورات بين الحين والآخر ، ولعل أهم الحركات الانفصالية التي أضعفت الدولة كانت حركة محمد علي باشا في مصر .
وأخيراً تأتي دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ـ أو كما يطلق عليها أغلب كتاب التاريخ الحديث الحركة الوهابية ـ التي قامت في الجزيرة العربية ! ويضعها بعض الكتاب ضمن أسباب ضعف الدول العثمانية…وهي كذلك ولكن ليس من الوجه التي يقصدونها..وإنما بسبب قضائهم على الدولة السعودية الأولى التي قامت على التوحيد..وكانوا سببًا في القضاء عليها..فقد يكون عقابًا من الله تعالى وانتقامًا لها بسقوط هذه الدولة العثمانية
10/ الامتيازات التي كانت تمنح للأجانب اعتباطاً بسخاء وكرم لا مبرر لهما بل كانت تمثل التفريط بحق الوطن في اقبح صورة ، فقد منحت الدولة العثمانية ، وهي في أوج عظمتها وسلطانها ، امتيازات لدول أجنبية جعلتها شبة شريكة معها في حكم البلاد . ولا أرى سبباً لهذا الاستهتار ألا الجهل وعدم تقدير الأمور قدرها الحقيقي وتقدير قوة ودهاء الدول التي منحت هذه الامتيازات والعاقل لا يستهين بعدوه مهما كان صغيراً وضعيفاً .
وهي من التساهلات التي يمكن أن تعد أخطاء نظراً لنتائجها التي ظهرت بعد حين وقد منحت تلك الحقوق للأجانب أولاً ثم لبعض السكان المحليين فيما بعد وقد أراد السلطان سليمان القانوني أن يعيد الطريق التجاري إلى البحر المتوسط بعد أن تحولت إلى رأس الرجاء الصالح وذلك بإعطاء امتيازات وعقد معاهدات مع الإيطاليين ثم الفرنسيين والإنكليز ليشجعهم على الإبحار عن هذه الطريق ولكن أولئك النصارى جميعاً كانوا يبدون للسلطان رغبتهم في التحول ويعملون على الكيد له في الخفاء . هذه الاتفاقيات ظنها السلطان سليمان لا قيمة لها ما دامت القوة بيده حيث يلغيها متى شاء ويمنحها متى أراد والواقع أن الضعف الذي أصاب الدولة قد جعل من هذه الاتفاقيات قوة لهؤلاء الأجانب أولاً ولرعاياهم النصارى من سكان ومواطني الدولة العثمانية ثانياً . وكانت الامتيازات في البدء بسيطة ولكن نجم عنها تعقيدات كثيرة فيما بعد .
( منظمة التجارة العالمية الآن بقوانييها التي سوف تحكم العالم تجعل من حق الشركات أن تقيم مصانعها في أية بقعة من العالم،وأن تأتي بالعمالة الرخيصة من أيه بقعة من العالم،وأن تخرج عوائدها إلى البلد الذي تريد ومن البلد الذي تريد…
وقد حولت الامتيازات إلى اتفاقات ثنائية فأصبح بإمكان السفن الفرنسية دخول الموانئ العثمانية تحت حماية العلم الفرنسي ومنح الزوار حرية زيارة الأماكن المقدسة والإشراف عليها وحرية ممارسة الطقوس الدينية هناك . ثم أصبح مع مرور الزمن وكأنها حقوق مكتسبة ثم توسعت وشملت بعض السكان المحليين كالإعفاء من الضرائب والاستثناء من سلطة المحاكم الشرعية العثمانية والتقاضي في محاكم خاصة سموها المحاكم المختلطة وقد لعبت دورا كبيرا فيما بعد . وأصبح لروسيا مثلاً بموجب معاهدة كينارجي حق بناء كنيسة باستانبول وحق حماية النصارى التابعين لمذهبها الأرثوذكسي من رعايا الدولة ، وفي عهد السلطان عبد المجيد تقرر منح أهالي لبنان حكومة مستقلة تحت سيادة الدولة العثمانية يكون حاكمها نصراني ويكون للباب العالي حماية مؤلفة من 300 جندي فقط ترابط على الطريق الموصل بين دمشق وبيروت ، وبذلك تشجعت أقليات أخرى ، وطالب النصارى في البوسنة بتحريض أجنبي الحصول على امتيازات فقاومتهم الدولة ولكنهم لم يركنوا للهدوء وازدادوا من عصيانهم بدعم أوروبا لهم . لقد ساعدت الامتيازات على إشعال بؤر الفتن وأربكت الدولة وشغلتها عهوداً طويلة واتخذت ذريعة لتدخل الدول بحجة حماية الرعايا وبالتالي الاحتلال والعدوان .
11/ الغرور الذي أصاب سلاطين بني عثمان الذين فتحت لهم الأرض أبوابها على مصراعيها يلجونها كما يشاءون . وإن من يقرأ كتاب الملك سليمان القانوني إلى ملك فرنساء لايجد فيه ما يشبه كتاب ملك إلى ملك أو إمبراطور عظيم إلى ملك صغير او حتى إلى أمير ، بل يجده وكأنة كتاب سيد الى مسود ومن يطالع صيغ المعاهدات ، في أوج عظمة الدولة ، وما كان يضفى فيها على سلاطين بني عثمان من ألقاب يكادون يشاركون بها الله تعالى في صفاته بينما تكون ألقاب الأباطرة والملوك عادية ، أقول إن من يطالع صيغ هذه المعاهدات يدرك إلى أي حد بلغ بهؤلاء السلاطين الجهل والغرور
12
/الجيش الإنكشاري :
هو الجيش الذي أنشأه السلطان أو رخان باختيار أفراد ه من أبناء البلاد الأوروبية المفتوحة وتلقينهم مبادئ الدين الإسلامي ووضعهم في ثكنات عسكرية خاصة وتدريبهم على فنون الحرب والقتال . ولقد أبلى ذلك الجيش بلاء حسنا في كافة المعارك التي خاضها العثمانيون إبان قوتهم فكانوا يندفعون كالأسود في ساحات القتال وكان لهم الفضل في ترجيح كفة النصر في المعركة الحاسمة يوم فتح القسطنطينية وغيرها من المعارك الشهيرة . ثم مع مرور الزمن بدأ الوهن يتسرب إلى صفوفهم عندما عاشوا بين المدنيين وكثرت تعدياتهم بصفتهم العسكر المختص بهم السلطان.
فما اختلط الجند بأهل المدن إلا وقد فسدت طبيعتهم وتغيرت أخلاقهم وتبدلت مهمتهم وأصبح البلاء في وجه الحكم منهم والعداء للسكان من أعمالهم وصاروا يتدخلون في شؤون الدولة وتعلقت أفئدتهم بشهوة السلطة وانغمسوا في الملذات والمحرمات وشق عليهم أن ينفروا في أوقات البرد الشديد ونظروا إلى العطايا السلطانية ومالوا إلى النهب والسلب حين غزو البلاد . فأثاروا الاضطرابات يريدون الحروب ولو كان جحيمها يصب فوق رؤوسهم ليواصلوا نهب البلاد المفتوحة، وأصبحوا ينقضون العهود ويخرقون الهدنة للذين تمت معهم عن طريق السلطان..
وبذلك نسوا الغاية التي وجدوا من أجلها . لقد كانت فاتحة أعمال السلطان مراد الثالث عام 982هـ . هي إصدار أمر بمنع شرب الخمور فهاجوا وماجوا حتى اضطروه لإباحته ضمن شروط لخوفه من نقمتهم .
وهكذا فإن الجيوش لا تهزم إلا حينما تترك عقيدتها ولا تلتزم بمبادئها .
إن وثوب الانكشارية إلى مركز القيادة في الدولة العثمانية جعلها في حالة خطيرة من الفوضى فصاروا هم الأمرون والناهون والسلطان ألعوبة بأيديهم فظهر الفساد وضاعت البلاد . ثاروا في استانبول والقاهرة وبودا ،يطالبون بإشعال الحروب حينما اقتضت المصلحة ألا تكون هناك حروباً . وقد أشار سنان باشا عام 997 هـ . إلى إشعالها بمحاربة المجرمين تحت إلحاح شديد من قبلهم وكانت النتيجة انهزام والي بودا العثماني ومقتل حسن باشا والي الهرسك وسقوط عدة قلاع عثمانية بأيدي النمسا . وفي عام 1027 هـ . حاول السلطان عثمان إبادتهم بإعداد العدة لحشد جيوش جديدة في ولايات آسيا الصغرى وتدريبها وتنظيمها ولما حاول ذلك خلعوه وقتلوه وأعادوا مصطفى الأول الذي خلعوه عام 1032 هـ .
أيضاً وهذه هي نهاية كثير من المصلحين حينما يتاح للجيوش الفاسدة أن تكتب أقدار الأمم .
واستمر الانكشارية في عهد السلطان مراد الرابع سنوات عشر سائرين في طريق الضلال سادرين في غيهم وطغيانهم فهم الذين نصبوه فالأمر والنهى يجب أن يكون لهم ما دام رأس الدولة بأيديهم . وهم الذين قاموا بقتل السلطان إبراهيم الأول خنقاً حينما حاول التخلص منهم ، وهم الذين اربكوا الدولة إذ وضعوها في حالة من الفوضى بقتلهم السلاطين وتولية أولادهم الصغار السن من بعدهم كالسلطان محمد الرابع ، فقام الإفرنج باحتلال أجزاء من البلاد فاضطر الصدر الأعظم والعلماء إلى عزله . ثم ثار الانكشارية في عهد السلطان سليمان الثاني ودخلت جيوش الأعداء بعضاً من أراضي الدولة واحتلتها . وخلع الانكشارية السلاطين مصطفى الثاني ، أحمد الثالث ، مصطفى الرابع ، إلى أن قيض الله للسلطان محمود الثاني عام 1241 هـ . التخلص منهم فقد هيأ لذلك وسلط عليهم المدفعية فدمرتهم وانتهى أمرهم .
13/ كما ان السلاطين العثمانيين تعوّد أغلبهم بعد عهود المجد والقوة أن لا يقودوا الجيوش بأنفسهم وتركوا الأمر لقواد قد يكون بعضهم غير كفء فانهزموا في مواقع كثيرة وتضاءل الحماس والحمية الدينية لغياب السلطان عن مركز قيادة الجيش كما كان يحدث سابقاً .
14/ احتجاب السلاطين وعدم ممارستهم السلطة بأنفسهم والاتكال على وزراء جهال . فقد كان سلاطين آل عثمان حتى السلطان سليم الأول يتولون قيادة الجيش بأنفسهم ، فيبعثون الحماسة والحمية في صدور الجنود ، ثم صار السلاطين يعهدون بالقيادة إلى ضباط فصار الجنود يتقاعسون ويتهاونون تبعاً للمثل القائل ’’ الناس على دين ملوكهم ‘‘
15/ وتسليم أمور الدولة إلى غير الأكفاء من الناس إذ كان طباخ القصر وبستانية وحاطبة والخصي والخادم يصلون إلى رتبة رئاسة الوزارة أو القيادة العامة للجيش . فماذا ينتظر من جاهل أن يفعل ؟
16/ زواج السلاطين بالأجنبيات وتسلط هؤلاء الأجنبيات على عواطف أزواجهن وتصريفهم في سياسة بلادهن الأصلية وتحكمهن بمقدرات الدولة . فكم من الملوك قتلوا أولادهم أو إخوانهم بدسائس زوجاتهم وارتكبوا أعمالاً تضر بمصلحتهم إرضاءً لزوجاتهم .هذا علاوة على زواج بعض السلاطين من الأوروبيات فيه إساءة للأمة.
17/ تعدد الزوجات والمحظيات اللواتي كان الأجانب والحكام يقدمونهن هدية للسلطان كأنهن السلع أو التحف واللواتي كان السلاطين إذا رأوا كثرتهن في قصورهم يهدونهن أحيانا إلى قادتهم أو خواصهم على سبيل التكريم . وكان من البديهي أن يحصل بين أولاد الأمهات وأمهات الأولاد ، سواءً أكانت الأمهات زوجات أو محظيات ، تحاسد وتباغض يؤديان إلى قتل السلاطين أولادهم وإخوانهم والى أمور غير معقولة ومقبولة عقلاً وشرعاً .(وسوف نوضح ذلك أكثر في النقطة التالية)
18/ تفكك روابط الأسرة السلطانية بسبب كثرة النساء حتى أصبحت عادة قتل السلطان إخوانه أو أولاده ، يوم يتولى العرش ، أمراً معروفاً ومألوفاً . وكأنه يضحي بخراف احتفاء بهذا اليوم من غير أن يشعر بوخز ضمير أو لسعة ألم .
قانون (قتل الأخوة)
أما العادة السيئة الأليمة وهي عادة قتل السلاطين لابنائهم وإخوانهم وهي المنافية للإنسانية وإن وجدت لها مبررات واهنة فقد أودت بأرواح الأطفال والأبرياء بلا ذنب ، سوى خوف المنازعة في الملك فيما بعد وحرمت الأمة من رجال قد يكون منهم أفذاذا وعباقرة ، فحل محلهم رجال احتلوا مناصب رفيعة في الدولة وفي قيادة الجيوش من بلاد أوروبا العثمانية تظاهر بعضهم الإسلام و أبطن الكفر وعاد بالدمار والهزيمة إلى البلاد
تمثل هذا الإجراء العرفي الذي اختطفه بايزيد الأول،وتحول على يد محمد الفاتح إلى قانون ثابت،ومفاد هذا القانون الإجازة للسلطان المتولي للعرش أن يقدم على تصفية الأمراء المنافسين وذلك بالاتفاق مع هيئة العلماء… وهذه سياسة قوامها تغليب المصلحة السياسية العليا للدولة المتمثلة بحفظ وحدة كيانها السياسي في مواجهة ما يترتب على اعتماد مبدأ وراثة الملك من إختلالات تكوينية توفر المناخ المناسب لا تجاه تفكيك كيان الدولة عند انتقال السلطة من الأب إلى الأبناء.
وبعد قرن من الزمان جرى استبداله بقانون آخر قضى بالتخلي عن سياسة التصفية الجسدية والاكتفاء بسياسة سجن جميع الأمراء ـ عداء أبناء السلطان الحاكم ـ في مقاصير خاصة ومنعهم من كل اتصال بالعالم الخارجي.
ثن تعرض هذا القانون لتعديل..حيث أوجب قانون جديد:إلزامية انتقال العرش حين خلوه إلى أكبر الأحياء من الذكور من الأسرة العثمانية. لقد ترتب على تنفيذ هذا القانون وخلال قرن ونيف إلى اعتلاء الأخوة والأعمام وأولاد العم منصب السلطان وهم غالبتهم من سجناء الأقفاص،وبالتالي فقد تبوأ مركز السلطان أفراد يفتقدون أبسسط شروط هذا المركز…
ولذا فقد كان أفراد الأسرة السلطانية يعيشون في خوف مستمر ويتربص بعضهم بالبعض الآخر الدوائر ولا يبالون بأن يشقوا عصا الطاعة في وجه السلطان سواءً أكان أخاً أم أباً أم ابناً وذلك ليس حباً بالسيطرة فقط بل لإنقاذ أعناقهم أحياناً من الغدر .
السلطان سليمان أثرت فيه زوجته (روكسلانا)
= تدخل نساء القصر بالسياسة وشفاعتهن لدى أزواجهن السلاطين برفع الخدم إلى منصب الوزراء أو إيصال المتزلفين إلى مراتب الحل والعقد ، كرئاسة الوزارة وقيادة الجيش . وفي كثير من الأحيان لا يكون لهؤلاء الرجال من ميزة يمتازون ألا تجسسهم لحسابهن .
يمكن أن نعد ما مر معنا أهم العوامل التي آلت بالدولة العثمانية إلى الزوجات الأجنبية التي تزوج بها بعض السلاطين كالسلطان سليمان وغيره إذ قامت تلك بحبك المؤامرات في الخفاء بغية تنفيذ أغراضها . والانغماس في الترف والشهوات . وفي عهد السلطان أحمد الثالث عام 1115 هـ. عندما حاصرت الجيوش العثمانية قيصر روسيا بطرس الأكبر وخليلته كاترينا من قبل بلطه جي محمد باشا حدث ان قامت كاترينا بإغراء القائد العثماني بالجواهر واستمالته إليها فرفع الحصار عنهما فأضاع فرصة ثمينة للقضاء على رأس الدولة التي كادت للعثمانيين ولعبت دورا كبيراً جداً في إضعاف وزوال دولتهم .
19/ بقاء أولياء العهد مسجونين في دور الحريم فلا يرون من الدنيا شيئاً ولا يعلمون شيئاً ، وكثيراً ما كانوا لا يتعلمون شيئاً أيضا لأنهم لم يكونوا يدرون إلى ما سيصيرون فإما أنهم سيذهبون ضحية مؤامرة قبل أن يصلوا إلى العرش وإما أنهم يصلون لى العرش لكي يجدوا فئة من الناس تسيطر عليهم وتتحكم بهم أو يسحبون عن العرش ويقتلون أو تسيرهم نساء القصر أو يسيرهم جهلهم .
= الاختلاط بالجواري والغلمان لم تكن تربية عسكرية .
= سياسة القفص لا شك أنها مدمرة …
20/ خيانة الوزراء ، إذ أن كثيرًا من الأجانب المسيحيين كانوا يتظاهرون بالإسلام ويدخلون في خدمة السلطان ويرتقون بالدسائس والتجسس حتى يصلون إلى أعلى المراتب ، وقد أبدى السلطان عبد الحميد استغرابه من وفرة الأجانب الذين تقدموا إلى القصر يطلبون عملاً فيه حتى ولو بصفة خصيان وقال : لقد وصلني في أسبوع واحد ثلاث رسائل بلغة رقيقة يطلب أصحابها عملاً في القصر حتى ولو حراساً للحريم ، وكانت الأولى من موسيقى فرنسي والثانية من كيميائي ألماني والثالثة من تاجر سكسوني . وعلق السلطان على ذلك بقولة : من العجب أن يتخلى هؤلاء عن دينهم وعن رجولتهم في سبيل خدمة الحريم . فهؤلاء وأمثالهم كانوا يصلون إلى رئاسة الوزراة ، ولذا فقد قال خالد بك مبعوث أنقرة في المجلس العثماني بهذا الصدد : لو رجعنا إلى البحث عن أصول الذين تولوا الحكم في الدولة العثمانية وارتكبوا السيئات والمظالم بأسم الشعب التركي لوجدنا تسعين في المائة منهم ليسوا اتراكاً .
21/ وكذلك وصل هذا الحال إلى المؤسسات الدينية: فبعد انخراط شيخ الإسلام داخل منطق السلطة غدا باستطاعته أن يستثمر ما تتيحه السلطة من إمكانيات ووسائل فعالة بغية حيازة الثروات،وتوريث المناصب…لقد أدّت هذه الوضعية إلى ضمور شرعية هذا المركز سواء في نظر مراكز القوى الأخرى أو في نظر قوى المجتمع المختلفة.ففي مطلع القرن الثامن عشر 1703 م حصلت انتفاضة شعبية في استانبول ضد شيخ الإسلام لاحتكاره الوظائئف العليا لعائلته وقد أدّت الانتفاضة إلى عزل شيخ الإسلام ومن ثم إعدامه…
فتسرب الفساد إلى طبقة العلماء،حيث كانوا يأتون في الرتبة الثانية في الدولة بعد السلطان. …وكان القضاء لا يسير إلا بالرشوة.
ما حصل من تفكك وتفسخ للهئيات الإسلامية أصبح موضوعًا ينبغي إصلاحه والتصدي لسلبياته المختلفة،فقد جاء في الرسالة الإصلاحية لقوجي بيك الموجهة إلى السلطان مراد الرابع عام 1630 م جملة من التنبيهات الكاشفة لوضعية هذه المؤسسة وما يخترقها من نقاط اختلال متعددة الأوجه. فقد جاء في هذه الرسالة:
… حسب القوانين القديمة في زمن السلاطين الأسلاف،كان الشخص الذي يحتل منصب المفتي أولاً ومنصب قاضي عسكر الرومللي أو الأناضول يتم اختياره من بين الأشخاص الأكثر علمًا والأشد إيمانًا بالله. وطالما كان المفتي يقوم بواجباته لم يكن ليخلع من منصبه أبدًا ؛ لأن هذه الدرجة هي الأعلى في العلوم،والاحترام الواجب تجاهها مختلف عن سواه.وقديمًا كان المفتون ،عداء عن كونهم مصدر العلم،لا يخفون الحقيقة أبدًا عن السلاطين…ولكن العلم انطفأ حاليًا.والقوانين قلبت… ومؤخرًا فإن منصب المفتي قد أعطي لأناس ليست لهم الكفاءة بالتضاد مع القوانين والأعراف التي كانت متبعة سسابقًا،وكذلك الأمر بالنسبة لقضاة العسكر.وبيع المناصب انتقلت عدواة إلى الملازمين الذين ليسوا إلا كتاب بسطاء وإلى غيرهم من الأشخاص الذين يصيرون بواسطة المال مدرسين وقضاة …
22/ تبذير الملوك حتى بلغت نفقات القصور الملكية في بعض الأحيان ثلث واردات الدولة
( ويرى بعض الكتاب أن قصور العثمانين رغم فخامتها إلا أنها كانت أقل من قصور أمراء أوروبا…)
23/ مشكلة الديون :التي أقرضتها الدول الأوروبية للدولة العثمانية بسبب كثرة الانفاقات على الإصلاحيات.وفائدتها التي أصبحت أضخم من قيمة القروض.
وفخ الديون منهج أنتهجه الأوروبيون لنصبه ضد الدول الإسلامية منذ القرن التاسع عشرم .
وفخ الاقتراض من الدول الأوروبية (اقتراض ربوي طبعًا) وما يسببه الربا من دمار لهذه الدول الإسلامية.
هذه الأسباب هي التي قضت على الدولة العثمانية أنزلتها من شامخ عزها إلى حضيض المذلة والهوان . وإن من يدرس ، بإنعام نظر ، كل سبب من هذه الأسباب المذكورة آنفاً ويرى مدى تأثيره الواسع في المحيط الدولي لا يعجب من انهيار هذه الدولة العظيمة تحت سياط هذه الضربات بل يعجب كيف استطاعت أن تعيش ستمائة سنة وهي تتحمل هذه الضربات القاسية …. ، ولكنها عاشت بفضل اختلاف أعدائها على تقسيمها فيما بينهم وبفضل إيمان أهلها وتمسكهم …………
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 1:06

سقوط الخلافة وبداية العلمانيين
يعد عام 1908 م / 1326 هـ عامًا حزينًا في ضمير كل مسلم غيور ؛لأنه عام تهدمت فيه حقيقة الخلافة الإسلامية المتمثلة بالخلافة العثمانية،نحن لا ننكر أن ثمة جهلاً وبدعًا وأخطاء وغباء في أواخر عهد هذه الخلافة ـ كما مرّ معنا في النقاط السابقة ـ التي أصبحوا يسمونها بالرجل المريض،ولكن هذا شيء وتغيير النظام الإسلامي وجلب النظام الغربي الوضعي شيء آخر،وقد كانت الصهيونية وراء هذا الهدم وذلك لأن السلطان (عبدالحميد)رفض أن يحقق أطماعها في فلسطين وقد وصل يهود الدونمة إلى مناصب عالية في دولة الخلافة،وكان هؤلاء يظهرون الإسلام ويبطنون اليهودية ومنهم (مدحت باشا)الصدر الأعظم وهو ابن حاخام مجري !! كما كان منهم جمهرة الصحفيين الذين كانوا يغطون تطور الأحداث بقلم مزيف الوقائع،ويظهر للناس أن عبدالحميد مستبد ظالم زيرنساء،وقد تابعهم للأسف كثير من المؤرخين المسلمين.
مقدمات إلغاء الخلافة: فصل الدين عن الدولة:
= / الجمعيات والأحزاب السّرية : (وتعد من أسباب سقوط الدولة العثمانية)
ونذكر منها على سبيل المثال جماعة يهود الدونمة الذين التجئوا للبلاد العثمانية بعد الاضطهاد في الأندلس ونظموا أنفسهم محتفظين بعقائدهم متكيفين مع الوضع الجديد بإعلانهم الإسلام ظاهرياً ، فكانوا عوناً للصليبية على المسلمين وأداة تدمير في الأخلاق والدين وكانوا وراء حركات التمرد والثورات المسلحة ضد الدولة حتى انتهى بهم المطاف إلى قلب نظام الحكم في عهد السلطان عبد الحميد الثاني وفرض أحكام الكفر والابتعاد بالدولة شيئاً عن جادة الإسلام الصحيح .
قامت بعض الجمعيات بحركات ضد السلطان عبدالحميد،تحت أسماء مختلفة أهمها حركة تركيا الفتاة،وحركت حزب الاتحاد والترقي… فقد تكونت جمعية سرية في كلية الطب العسكري في استابول،وعرفت باسم جمعية الاتحاد والترقي…واكتسبت هذه الجمعية السرية كثيرًا من الأنصار،وانضم إليها أعضاء جمعية تركيا الفتاة،واتخذوا من جنيف مركزًا لقيادة الجمعية،وأنشأوا في باريس جريدة تمثل أراء الجمعية أسموها الميزان.
وهذا الحزب : حزب الاتحاد والترقي الذي شمل بعض اليهود في عضويته فقد ورط البلاد في حروب ونزاعات وأرغم قادته المسيطرون عليه الدولة على الانخراط في الحرب العالمية الأولى بعد أن قضوا على حكم عبد الحميد الذي أراد تقويم الانحراف ، وتبنوا الأفكار التي فرقت بين أبناء الدولة المسلمين وكانت الماسونية بالطبع من وراء تلك الجمعيات السّرية تحيك الدسائس والمؤامرات وتقيل عثراتها وتدعم قادتها .
.كما لا يخفى أخيراً الأزمة الاقتصادية الأوروبية ودورها في القرنين العاشر والحادي عشر والتي نجمت عن تزايد السكان الكبير الحاصل آنذاك .
ومع بداية القرن العشرين انتشرت جمعيات سرية كثيرة،وخاصة في سالونيك،باسم الوطن والحرية، تتعاون مع جمعية الاتحاد والترقي، لمعارضة الحكومة العثمانية، وتمكنت هذه الجمعيات أخيرًا من الثورة سنة 1326 هـ وإسقاط السلطان عبدالحميد 1327 هـ
( وكانت البداية لهذا الاقتراح من مصطفى كمال، فقد بدأ بتهديد ووعيد…
وبهدم الخلافة انفصلت الدولة وتنظيماتها وأشكالها ومسارها عن الدين لأول مرة في تاريخ الإسلام… فوقف أتاتورك يقول وهو يفتتح جلسة البرلمان التركي عام 1923 م:نحن الآن في القرن العشرين لا نستطيع أن نسير وراء كتاب تشريع يبحث عن التين والزيتون)
ـ وما أشبه الليلة بالبارحة، وما أكثر ذيول أتاتورك في بني جلدتنا.وسرت في العالم الإسلامي الكبير فكرة مشوشة باهتة عن صلة الإسلام بالحياة وأصبحنا نلتقي ونسمع يوميًا بكثير من المثقفين المسلمين يُقرِّون هذا الفعل أو يشككون في بعض معطيات الإسلام،أو يعتقدون أن بعضها لا يناسب مدينة القرن العشرين ـ
كما كان للماسونية دور كبير في الترتيب لهدم الخلافة،تقول دائرة المعارف الماسونية(إن الانقلاب التركي الذي قام به الأخ العظيم مصطفى كمال أتاتورك أفاد الأمة فقد أبطل السلطنة وألغى الخلافة وأبطل المحاكم الشرعية وألغى دين الدولة الإسلام.أليس هذا الإصلاح هو ما تبتغيه الماسونية في كل أمة ناهضة فمن يماثل أتاتورك من رجالات الماسون سابقا ولا حقا؟
بداية العلمانيين ونهاية الخلافة
فقد قام الاتحاديون بتوجيه الدولة وجهة قومية لادينية ، ولما احتل الإنجليز استانبول ( الآستانة ) وأصبح المندوب السامي البريطاني والجنرال هارنجتون ( القائد العام لقوات الحلفاء في استانبول ) هما أصحاب السيادة الفعلية ظهر مصطفى كمال باشا بمظهر المنقذ لشرف الدولة . ولد عام 1299هـ كان والدة كما يقول ( مصطفى كمال ) : رجلا ضائع الفكر يقاوم علماء الدين ويؤيد الأفكار التي تتسرب من الغرب وتشبث بها . فنشأ انبه على ذلك وتأثر بأفكار نامق كمال ذو الآراء الملتزمة ، وطالع العديد من الكتب عن الثورة الفرنسية وازداد إعجابه بنابليون قام بتأليف جمعية سرية . الوطن في دمشق . ففشلت .فانضم إلى جماعة الاتحاد والترقي في سالونيك . اكتسب الكثير من طبائع الغرب وبهرت أنظاره وافتتن بحضارة ومعاييرها الفنية والاجتماعية . واهتم بحرية الجنس والعلاقات بين الرجل والمرأة . وفي عام 1377هـ /عين قائداً لأحد الجيوش في فلسطين حيث قام بإنهاء القتال مع الإنجليز فوراً وبصورة تامة وسمح للعدو بالتقدم شمالاً دون مقاومة وسحب قواته شمالاً بعد حلب حسب مخطط متفق عليه .
لقد قام مصطفى كمال باستثارة روح الجهاد في الأتراك ، ورفع القرآن ، ورد اليونانيين على أعقابهم ، في موقعة سقاريا عام 1921م ، وتراجعت أمامه قوات الحلفاء بدون أن يستعمل أسلحته ، وأخلت أمامه المواقع ولعلها كانت بداية الطعم لإظهار شخصية مصطفى كمال ، وجعلها تطفو على السطح تدريجياً فقد ابتهج العالم الإسلامي وأطلق عليه لقب الغازي الذي كان ينفرد به سلاطين آل عثمان الأول ، ومدحه الشعراء وأشاد به الخطباء . فأحمد شوقي قرنه بخالد بن الوليد في أول بيت من قصيدة مشهورة :
الله أكبر كم في الفتح من عجب يا خالد الترك جدد خالد العرب
فكان الناس إذا قارنوا كفاح مصطفى كمال المظفر ، باستسلام الخليفة القابع في الآستانة ، مستكينا لما يجري عليه من ذل ، كبر في نظرهم الأول ، بمقدار ما يهون الثاني . وزاد سخطهم على الخليفة ما تناقلته الصحف بإهدار ه دم مصطفى كمال واعتباره عاصياً متمرداً . ولم يكن مصطفى كمال في نظرهم إلا بطلا مكافحا يغامر بنفسه لا ستعادة مجد الخلافة ، الذي خيل إليهم أن الخليفة يمرغه في التراب تحت أقدام الجيوش المحتلة. ولكنه لم يلبث غير قليل حتى ظهر على حقيقته ، صنيعه لأعداء الإسلام من اليهود والنصارى وخاصة إنجلترا ، التي رأت أن إلغاء الخلافة ليس بالأمر الهين ، وإن ذلك لايمكن أن يتم دون اصطناع بطل .
وفي عام 1341هـ / 1923م أعلنت الجمعية الوطنية التركية قيام الجمهورية في تركيا ، وانتخبت مصطفى كمال أول رئيس لها وفصل بذلك بين السلطة والخلافة ، وتظاهر بالاحتفاظ مؤقتا بالخلافة . فاختير عبد المجيد بن السلطان عبد العزيز خليفة ، بدلا من محمد السادس الذي غادر البلاد على بارجة بريطانية إلى مالطة ، ولم يمارس السلطان عبد المجيد أي سلطات للحكم . وفي عام 1342هـ / 1924م قدم مصطفى كمال أعظم هدية للغرب ، وهي إلغاء الخلافة ، التي كانت في اعتبار المسلمين جميعا عقدة الصلة والرابطة الوثيقة ، بحسبانها قوة خاصة لهم في مواجهة الغزو الغربي ، والصهيوني ثم الشيوعي . وأخراج السلطان عبد المجيد من البلاد ، وأعلن دستور ا جديدا لتركيا ، وبدأ حكم كمال أتاتورك كرئيس للجمهورية التركية رسميا . فأثار بذلك موجة من الاستياء الشديد عمت العالم الإسلامي . فشوقي الذي مدحه سابقا بكى الخلافة ، وهاجم مصطفى كمال في عنف ، لا يعدله إلا تحمسه له بالأمس ، فيقول :
بكت الصلاة وتلك فتنة عابث بالشرع عربيد القضاء وقاح
أفتى خز عبلة وقال ضلالة وأتى بكفر في البلاد بواح
وبسقوط الخلافة بدأت تركيا تنقل بقوة على يد أتاتورك إلى الأنسلاخ من العالم الاسلامي بإعلان علمانية الدولة ،وتغير كل الرموز الاسلامية ،مثل إلغاء الشريعة الاسلامية وإحلال القنون السويسري محلها ،وإعلان سفور المرأة بدلاًعن الحجاب ،وإلغاءالأوقاف الاسلامية،وكتابة اللغة التركية بالحروف اللاتنية بدلاًمن الحروف العربية ،وبالتالي فقد تم مسخ الروح الإسلامية في تركيا ،ويسعى أتاتورك إلي الحاق بذيل الحضارة الغربية.
ولقد أثر سقوط الخلاقة الإسلامية في مارس1924م،ومنقبلة فصل الخلافة عن السلطة العام 1922م جدلاًواسعاً في الأوساط الفكرية،مابين مؤدي لسقوط الخلافة ،ومعارض لها،فالتوجه العلماني يرى ان سبيل التقدم يتحقق في سقوط الخلافة ،في حين ان التيارالأصلاحي يرى النهضة الامة الأسلامية لايمكن أن يتحقق في سقوط الخلافة
وبعد أن ذُكرت أسباب السقوط والسلبيات ،فلا بد من ذكر الايجابيات
إيجابيات الدولة العثمانية وصور مشرقة
1. توسيع رقعة الأرض الإسلامية ، إذ فتح العثمانيون القسطنطينية وتقدموا في أوروبا مما عجز المسلمون من قبلهم منذ أيام معاوية t وساروا فيها شوطاً بعيداً حتى وقفوا على أبواب فيينا وحاصروها أكثر من مرة دون جدوى .
2. الوقوف في وجه الصليبيين على مختلف الجبهات فقد تقدموا في شرقي أوروبا ليخففوا الضغط عن المسلمين في الأندلس كما انطلقوا إلى شمال البحر الأسود ودعموا التتار ضد الصليبيين من الروس هذا فضلاً عن التصدي للإسبان في البحر المتوسط والبرتقاليين في شرق إفريقيا والخليج ، ولم يوفقوا في حملاتهم وذلك يرجع لعدم تكاتف المسلمين والتفافهم حولهم .
3. عمل العثمانيون على نشر الإسلام ، وشجعوا على الدخول به ، وقدموا الكثير في سبيل ذلك وعملوا على نشر في أوروبا وعملوا على التأثير في المجتمعات التي يعيشون بينها .
4. إن دخول العثمانيين إلى بعض الأقطار الإسلامية قد حماها من بلاء الاستعمار الذي ابتلت به غيرها في حين أن المناطق التي لم يدخلوها قد وقعت فريسة للاستعمار باستثناء دولة المغرب .
5. كانت الدولة العثمانية تمثل الأقطار الإسلامية ، فهي مركز الخلافة ، لذا كان المسلمون في كل مكان ينظرون إلى الخلافة وإلى الخليفة نظرة احترام وتقدير ، ويعدون أنفسهم من أتباعه ورعاياه ، وبالتالي كانت نظرتهم إلى مركز الخلافة ومقرها المحبة والعطف وكلما وجد المسلمون أنفسهم في ضائقة طلبوا الدعم من مركز الخلافة كما كان الخلفاء .
6. وكانت الخلافة العثمانية تضم أكثر من أجزاء البلاد الإسلامية فهي تشمل البلاد العربية كلها باستثناء المغرب إضافة إلى شرقي إفريقيا وتشاد وتركيا وبلاد القفقاس وبلاد التتار وقبرص وأوروبا بحيث وصلت مساحتها حوالي 20 مليون كيلومتر مربع .
7. كانت أوروبا تقابل العثمانيين على أنهم مسلمون لا بصفتهم أتراكاً ، وتقف في وجههم بحقد صليبي وترى فيهم أنهم قد أحيوا الروح الإسلامية القتالية من جديد ، أو أنهم أثاروا الجهاد بعد أن خمد في النفوس مدة من الزمن ، وترى فيهم مداً إسلامياً جديداً بعد أن ضعف المسلمون ضعفاً جدياً وتنتظر أوروبا قليلاً لتدمرهم ، والأتراك العثمانيون حالوا بينهم وبين المد الصليبي في الشرق والغرب الإسلامي ، الأمر الذي جعل أوروبا تحقد على العثمانيين وتكرههم .
8. كانت للعثمانيين بعض الأعمال الجيدة تدل على صدق عاطفتهم وإخلاصهم
مثل عدم قبول النصارى مع الجيش وإعفاء طلبه العلم الشرعي من الجندية الإلزامية ، وكذلك إصدار المجلة الشرعية التي تضم فتاوى العلماء في القضايا كافة وكذلك احترام العلماء وانقياد الخلفاء للشرع الشريف والجهاد به وإكرام أهل القرآن وخدمة الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى .
9. وكان للعثمانيين دورهم في أوروبا إذ قضوا على نظام الإقطاع ، وأنهوا مرحلة العبودية التي كانت تعيشها في أوروبا حيث يولد الفلاح عبداً وينشأ كذلك ويقضي حياته في عبودية لسيده مالك الأرض وأهتم السلاطين بتقديم الصدقات والعطايا للموطنين .
10. أن العثمانيين هم الذين أزالوا من خريطة العالم أعتى أمبراطورية صليبية . هى الأمبراطورية البيزنطية،وفتحوا عاصمتها سنة 857 هـ.
11. موقف رائعة مشرقة:
أ / أول صلاة في جامع (بايزيد)
عندما أكتمل بناء جامع بايزيد وتم فرشه،جاء يوم افتتاحه بالصلاة فيه، ولكن من سبقوم بإمامة المصلين في هذه الصلاة؟أيؤم الناس الإمام المعين لهذا الجامع؟أم شيخ الإسلام؟أم أحد العلماء المعروفين؟لم يكن أحد يعلم ذلك،وكان الجميع في انتظار من يتقدم إلى الإمامة. فوقف إمام الجامع وتوجه إلى المصلين قائلاً لهم:ليتقدم للإمامة من لم يضطر طوال حياته لقضاء صلاة فرض.(أي: من صلّى صلوات الفرض في أوقاتها طوال حياته.وبعد انتظار بسيط شاهد المصلون السلطان (بايزيد الثاني) وهو يتقدم للإمامة بكل هدوء،ثم يكبر لصلاة الجماعة… أجل: كان السلطان هو الشخص الوحيد من بين الحاضرين الذي لم تفته صلاة من صلوات الفرض…
ب/ أمر السلطان محمد الفاتح ببناء أحد الجوامع وكلف أحد المعمارين الرومين ، وكان بارعًا،وكان من بين أوامر السلطان :أن تكون أعمدة هذا الجامع من المرمر وأن تكون مرتفعة…وحدد هذا الارتفاع..ولكن هذا المعماري لسبب من الأسباب أمر بقص هذه الأعمدة وتققصير طولها دون أن يخبر السلطان،وعندما سمع السلطان بذلك استشاط غضبًا،فأمر بقطع يد هذا المعماري…
لم يسكت هذا المعماري عن الظلم الذي لحقه برغم ندم السلطان ! فراجع قاضي اسطنبول ـ الذي كان صيت عدالته انتشر وذاع…وشكى إليه ما لحقه من ظلم…لم يتردد القاضي في قبول هذه الشكوى،فاسستدعى السلطان..وأوقفه أمام خصمه في المحكمة،الذي شرح مظلمته للقاضي،وأيد السلطان ما قاله. فقال القاضي حكمه وهو: حسب الأوامر الشرعية،يجب قطع يدك أيها السلطان قصاصًا لك!!
ذُهل (الرومي) مما سمع ولم يكن يدر بخلده ولا بخياله..فكان أقصى ما يتوقع التعويض المالي..وبعبارات متعثرة قال الرومي للقاضي:أن ما يرجوه منه هو الحكم له بتعويض مالي فقط؛لأن قطع يد السلطان لن يفيده شيئًا،فحكم له القاضي بعشر قطع نقدية لكل يوم طوال حياته،تعويضًا له عن الضرر البالغ الذي لحق به. وقرر السلطان أن يعطيه عشرين قطعة نقدية ..تعبيرًا عن ندمه كذلك.
ج/ السلطان عبدالحميد من المطامع الصهيونية في فلسطين ، حيث رفض رفضًا قاطعًا السماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 1:35



اضطرابات الدولة العثمانية فى عهد الشريف




سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 893105874799



الفتوحات العثمانية

 منذ وجد الخلفاء والسلاطين وجد شعراؤهم، يأنس بهم البلاط لادخالهم السرور على الحاكم، ولإثارتهم الابداع في ساحة البلاط، من تعليقات عابرة، وتنافس حاد بينهم، وما يقابلهم موظفو القصر من مجاملة وود خشية هجائهم وتصوير شخصياتهم بما يتندر به الآخرون.

أشوف واسمع والنظر مستخلِّ .. واحوال تجري في طَرَفْ علم الاتراك

أما دورهم في مجلس الحاكم فلا يقف عند حد المديح والاشادة بانجازاته وتأطير مناسبات الدولة بالقصائد العصماء، ولكنه يتجاوز ذلك إلى إثراء مجلس الحاكم بالآداب الجادة والطريفة. كان ذلك في زمن مختلف عن زماننا، يوم كانت العلاقات الدولية والاقليمية والمحلية تنحصر في نطاق محدود يسمح للحاكم بتجسيد هذه العلاقة، إذ كانت وسائل الاتصال لا تساعد على تكثيف التواصل بالآخرين، وكانت الصلات الأسرية بين الحاكم وشعبه أبسط من زمن ضاق مداه، وتعددت مشاغل الحاكم الداخلية والخارجية، وشغل الشاعر وغيره بالعمل لتحسين أوضاعه لا الاعتماد على عطايا الحكام. كان مجلس الحاكم منتدى للعلماء والشعراء والرحالة الذين يجلبون الأخبار الغريبة والنوادر الطريفة، فيفتخر الحاكم بسلطانه وازدهار العلم والأدب في ربوعه، فهم كما يرى ابن خلدون دلالة على استقرار الدولة واهتمام الحاكم بالآداب والفنون وتنمية المجتمع.

ويلتقي الحاكم والشعراء في الاهتمام بالعلم والثقافة، فيشاركهم تذوق إبداعهم ويغدق عليهم العطاء تقديراً لهم ورعاية لظروفهم، فأكثرهم لا مصدر رزق له سوى عطايا الحاكم وأريحياته، وهو يخشى انصرافهم إلى غيره محافظة على دورهم الاعلامي وإثراء بلاطه بالابداع.

وتختلف مراتب الشعراء لدى السلطان فمنهم الرسمي الذي يشهد المناسبات ويشارك بشعره ومنهم المقرب الذي يتبسط معه الحاكم فيدخل إليه السرور حينا بالطرائف وحينا بالنباهة وحدة الذكاء، وهو يعرف خلصاءه من الشعراء، وهم يراعون حدود التودد و«الميانة» فلا يتجاوزون حدودهم محافظة على القرب من السلطان وتجنباً لغضبه، ومنهم بديوي الوقداني الذي عاش في زمن حكم الشريف محمد بن عون، ونال ثقته. وبديوي جدير بذلك فهو الشاعر المبدع والحكيم واسع الاطلاع حاد الذكاء، وكان شجاعاً وصريحاً عندما يسأله الحاكم عن أمر فإنه لا يخفي رأيه الصريح بل يعلن ذلك بلسان الشاعر الحكيم والأديب الأريب.

دخل بديوي الوقداني على أميره الذي كان منشرح الصدر في فترة كانت الدولة العثمانية في حالة من الاضطراب والضعف بعد أن كانت تبسط نفوذها على بلاد كثيرة وتتحكم في تعيين الولاة والأمراء، وكان الناس في الحاضرة والبادية يدركون ذلك الاضطراب، وقد شغلتهم كلمة «الدستور» التي ظهرت في تلك الأيام ولا يدركون معناها فقال الشريف لبديوي:

سلام وَشْ عندك من اخبار قُلْ لي

إن كان عندك علم والاّ عطيناك

فأجابه بديوي في الحال:

أشوف واسمع والنظر مستخلِّ

واحوال تجري في طَرَفْ علم الاتراك

ولا عاد لا نعرف حرامٍ وحلِّ

والورد مخلوطة ثماره بتنباك

الشام والمغرب وفارس ودلِّ

حلَّت بها بقعا وظني تعداك

وانا لياما شفتها قلت زِلِّ

لا عاشق زَيْنك ولا القلب يهواك

وفي هَقْوَتي ما تخلفين المصلي

لو كان زينك تَسْلتينه بيمناك

يا شانة الاصحاب شانك موليِّ

تعبان طلابك ومن كان ربَّاك

والله ما بعنا الشجاعة بذلِّ

لكن هَيْبة صاحب الأمر تبراك

ويا سامت البنيان لا يستخلِّ

وحافظ وحوش الصيد من وَقْع الاشراك

ما يصفي الما لَيْن يقدر يزلِّ

إلاَّ يقع يَخْرُجْ مجاهد وسفاك

والخاتمه مكتوبة في سجلِّ

مالك بعلم لا يخصك ويعناك

إجابة مستفيضة وتحليل دقيق للأخبار، هل ارتجلها؟ أم ارتجل جزءاً منها وأكملها فيما بعد؟ من يتذكر قصة أبي تمام عندما امتدح الخليفة بقوله:

اقدام عمرو في سماحة حاتم

في حلم أحنف في إباء إياس

وتقدم حاسد للشاعر قائلا: أتشبه الخليفة بأجلاف العرب؟ أو ما معناه، فلا يتوقف أبو تمام عن الانشاد قائلا:

لا تنكروا ضربي له مَنْ دونه

مثلا شروداً في الندى والباس

فالله قد ضرب الأقل لنوره

مثلا من المشكاة والنبراس

وقد بحثوا في القصيدة عن هذين البيتين فلم يجدوهما، فأدركوا أن الشاعر كان لماحاً فاستدرك بهما الملاحظة مرتجلا، وما كان مخطئا في التشبيه وإنما كان صائباً في الرد، من يتذكر ذلك لا يستبعد ارتجال الوقداني.

والوقداني من أولئك الشعراء المبدعين المثقفين الذين صقلتهم التجربة ومعايشة الأمراء، وله مواقف أخرى مشابهة، فيها النقد والتوجية النابع من إخلاص لدولته فلا يلام في نقده ولا يحجب رؤاه وآراءه.

وفي هذه الأبيات تحليل للحالة التي تمر بها الدولة، والخلل الذي تعاني منه، جاء ذلك في الثلاثة الأبيات الأولى المختتمة بالدعاء للأمير بالسلامة من أخطار الخلل.

ويعبر عن صدى الأحداث لديه بأنها لا تعنيه كما جاء في البيت الرابع، وهو لا يعنيه غير التمسك بدينه الذي لن يتأثر لتلك الأحداث (البيت الخامس). أما تشخيصه للحالة فهو النذير بزوال الدولة التي لم تخلص لخلصائها، وأن سكوت الناس على جورها إنما هو احترام لولي الأمر وهو الشريف الذي يخضع لسلطانها (البيت السادس).

ثم يتوجه إلى ربه (سامت البنيان) ألا ينهار وحافظ الأرواح بأن يجري الأمور كما أجرى الماء الذي في جريانه صلاحه وعذوبته، ويبدي خشيته من الحرب التي يقودها الثوار والسفاك (البيت السابع والثامن).

وأخيراً يطمئن الأمير بأن الأقدار مسجلة لدى رب العباد المتكفل بحفظ الكون وسلامة البشر. وأن الشاعر يتبرأ أخيراً من جريرة الدخول في السياسة في قوله (مالك بعلم لا يخُصَّك ويعناك)، وهو يعني نفسه، بأن هذه الأمور من شؤون الدولة.

ومن أشهر قصائده الناقدة قوله:

انفكت السبحة وضاع الخرز ضاع

وبغيت المه يا سليمان وازريت

وقوله في قصيدة أخرى:

آخر زمان وكل من عاش خبَّرْ

وبَغَيْت اقول الميت أرجى من الحي

وقوله في أبيات أخرى:

قالوا تقنصل ما تخاف الملامة

ما تستحي وانته قطير ابن عباس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 1:43

عهد سليم الأول






السلطان بايزيد الثاني (886- 918هـ)







سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 7058_image002


اشتهر بالميل إلى السلم، ولم يكد يجلس على العرش حتى خرج عليه أخوه جم, ولقي السلطان في محاربته الكثير من العنت إلى أن اضطر إلى الفرار منه إلى مصر.
وكما ذكرنا كان يميل إلى السلم لا يدخل الحروب إلا مدافعًا, وعظم في عهده أمر الأسطول العثماني حتى أصبح خطرًا يهدد الملك الأوربي، فما لبث أن اشتبك مع أسطول البنادقة في موقعه هائلة هي فاتحة الانتصارات البحرية العثمانية، وفي عهده سقطت غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس؛ مما يدل على مدى تفرق المسلمين، وظهرت في عهده أيضًا دولة روسيا التي تمكن أميرها إيفان الثالث من تخليص موسكو من أيدي التتر المسلمين ومحاربتهم وابتلاع بلادهم وإقامة الأفعال الوحشية فيهم، وبعث إلى السلطان بأول سفير روسي عام 897هـ. وفي عصر السلطان بايزيد الثاني اعترفت البغدان بالسيادة العثمانية، وقامت بدفع الجزية سنويًّا.
سيطرة سليم الأول على الحكم:
كان جنود الإنكشارية لا يعجبهم انكماش بايزيد وضعفه, فالتفوا حول أصغر أبنائه سليم الذي وجدوا فيه العقلية العسكرية القوية، وكان يحكم في ذلك الوقت إمارة طرابزون, وابنه سليمان في كافا عاصمة القرم، فسار سليم إلى ابنه في كافا وجمع جيشًا سار به إلى الولايات العثمانية في أوربا، وحاول السلطان بايزيد تهديد ابنه بالقتل، لكنه تراجع وترك له حكم بعض الولايات الأوربية عام 916هـ، فطمع سليم وسار إلى أدرنه وأعلن نفسه سلطانًا، فحاربه أبوه وانتصر عليه، ففر إلى القرم ثم عفا السلطان عنه وأعاده إلى ولايات أوربا، فلم يهدأ سليم إلا بعد أن جمع الإنكشارية وسار بها إلى إستانبول، وأرغم والده على التنازل عن الحكم ثم سرعان ما مات السلطان سليم الأول.
الدولة العثمانية من مجرد دولة إلى مقر للخلافة الإسلامية
الخليفة سليم الأول (918- 926هـ)
الاتجاه إلى توحيد العالم الإسلامي:
سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 7058_image004بهذه العقلية العسكرية والتسلط غير المحدود الذي يتمتع به السلطان سليم الأول، رأى أن يجعل كل همه في توحيد الأمصار الإسلامية الأخرى، حتى تكون يدًا واحدة ضد التحالف الصليبي الذي لا ينتهي في أوربا ضد المسلمين، وخاصة بعد سقوط الأندلس، والتي لم يحاول إنقاذها أي مصر إسلامي قائم في ذلك الوقت.
ومما زاد رغبته في توحيد المسلمين ما تردد وقتها من أن البرتغاليين احتلوا بعض المواقع في جنوب العالم الإسلامي، ليواصلوا طريقهم إلى المدينة المنورة وينبشوا قبر رسول الله سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 R_20 ويساوموا المسلمين على القدس الشريف، وفي نفس الوقت يتحرش الصفويون الشيعيون بالعثمانيين من الشرق، ويجبرون السكان السنيين الذين تحت أيديهم على اعتناق المذهب الشيعي، ويزحفون على العالم الإسلامي، بل ويعقدون حلفًا مع البرتغاليين أعداء الإسلام على المسلمين السنة بصفة عامة، وعلى العثمانيين بصفة خاصة.
الهجوم على الدولة الصفوية وموقعة جالديران:
ولم يضيع السلطان سليم الأول الوقت، وأعد العدة لمنازلة الصفويين, وخشي في طريقه أن يعترضه السكان الشيعة الذين هم داخل الدولة العثمانية على الحدود المتاخمة للصفويين، فأمر بقتلهم جميعًا، ثم سار مباشرة في اتجاه عاصمة الصفويين (تبريز) وأراد الجيش الصفوي أن يخدع العثمانيين بالفرار من أمامه حتى يصاب الجيش بالإرهاق فينقضوا عليه، وحدث الصدام بين الجيشين في جالديران شرقي الأناضول عام 920هـ، وانتصر العثمانيون، وبعدها بعشرة أيام دخل السلطان سليم الأول مدينة تبريز واستولى على خزانتها، ثم اقترب فصل الشتاء ففترت عزائم الإنكشارية، فانتظر السلطان حتى انتهى فصل الشتاء ثم سار مرة أخرى في اتجاه الدولة الصفوية، واستولى على بعض القلاع في أذربيجان، ثم عاد إلى إستانبول وجمع ضباط الإنكشارية الذين فترت عزيمتهم وامتنعوا عن مواصلة الزحف عندما حل فصل الشتاء، فقتلهم جميعًا حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
الهجوم على المماليك:
ما إن انتهى السلطان سليم الأول من الصفويين حتى أعد العدة للهجوم على المماليك الذين ضعف أمرهم في ذلك الوقت، ولم يحاولوا الوقوف في وجه البرتغاليين, بالإضافة للخلاف الثائر بين المماليك والعثمانيين على إمارة ذي القادر التي تقع على الحدود الفاصلة بينهما.
موقعة مرج دابق 922هـ:
استطاع السلطان سليم الأول جذب ولاة الشام في صفه لقتال المماليك، ووعدهم بالإبقاء عليهم في إماراتهم إذا ما تم له النصر، ثم سار بجيشه لملاقاة المماليك الذين بدورهم أعدوا أنفسهم لملاقاة العثمانيين، والتقى الجمعان في موقعة مرج دابق عام 922هـ، واحتدم القتال العنيف بينهما، فتسلل ولاة الشام بجيوشهم وانضموا للعثمانيين، فضعف أمر المماليك وهزموا وقتل في المعركة السلطان قنصوه الغوري، وبهذه المعركة أصبحت الشام في قبضة سليم الأول، أي ما يعادل نصف دولة المماليك، وغدت الأناضول بأكملها تحت سلطان العثمانيين.
موقعة الريدانية 923هـ:
تولى السلطان طومان باي مكان قنصوه الغوري، فعرض عليه السلطان سليم الأول أن يعترف بسيادة العثمانيين ودفع خراج سنوي لهم، فأبى طومان باي، فبرز إليه السلطان سليم فانهزم طومان باي على حدود الشام الجنوبية، فتتبعه السلطان سليم حتى مدينة القاهرة, حيث التقى الجيش في موقعة الريدانية وانتصر العثمانيون برغم الدفاع المستميت للمماليك، ووقع طومان باي في يد العثمانيين نتيجة لخيانة أحد أتباعه، فأعدموه على باب زويلة.
تسلم العثمانيين مقاليد الخلافة:
بانتهاء دولة المماليك تنازل الخليفة العباسي الأخير محمد المتوكل -والذي كان كمن سبقه من الخلفاء في دولة المماليك ليس له أي سيطرة وإنما كان صورة فقط- للسلطان سليم الأول عن الخلافة، ودخلت الحجاز في تبعية الدولة العثمانية، وأصبح السلطان سليم الأول أول خليفة عثماني، فنقل مقر الخلافة من القاهرة إلى إستانبول، وتوفي السلطان سليم الأول عام 926هـ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 1:51

الدولة العثمانية فى الميزان


جملة بسيطة


سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 From-6-20-othmany%20%282%29



"الدوله العثمانيه" جمله بسيطه مكونه من كلمتين و لكنها تحمل ورائها 625 عاما لتاريخ أغلبه عزه و نصر و تمكين لدين الله الإسلام و النصره للمسلمين فى كل مكان. مجرد كلمتين و لكنهما تحملان ورائهما جهود 40 سلطانا عمل معظمهم للإسلام و بالإسلام ، بل و ضحى الكثير منهم بحياته إعلاءا لكلمة الله. دولة جهاد و علم و دين . دوله فتحت القسطنطينيه و طرقت بوابات فينا مرتين و أذلت الغرب الصليبى و أرعبته مرات و مرات. دوله نشرت الإسلام فى عقر أوروبا: فى صربيا و ألبانيا و اليونان و كادت أن تصل لإيطاليا نفسها عقر دار الكاثوليكيه.دوله وفقت فى وجه المد الشيعى الصفوى و دمرته

بالطبع هناك الكثير و الكثير من المثالب ( منها ما هو شرعى و بدعى) و لكن يا أخوان ما الذى يتوقع من دوله عاشت 625 عاما و واجهت تحديات و صراعات قاسمه ، بالطبع يجب أن يكون هناك الكثير من المثالب خلال كل هذا الزمن و لكن أعتقد و الله أعلم أنها كالنقطه السوداء على صفحه ناصعة البياض .

و المشكله أننا الآن نعيش فى عصر تضيع فيه الثوابت و يقلب فيه الحق باطلا و الباطل حقا و إنا لله و إنا إليه راجعون. فنجد أن سموم المستشرقين و أعداء الإسلام قد سرت فى دماء و أراء الكثير من بنى جلدتنا من أمثال العلمانيين و دعاة القوميات البغيضه (من عربيه إلى تركيه إلى هنديه إلى كرديه إلى فارسيه ...) ،فنجد الكثير من ضعاف العقول و الدين يهاجمون دولة الخلافه العثمانيه الإسلاميه و ينعتونها بالتخلف و الهمجيه و التعصب و الظلم و و و .
الغرب الحديث إن كره الدوله العثمانيه فهذا مفهوم . فهو لم يكره شيئا كما كره الدوله العثمانيه التى حمت و نشرت الإسلام و أذلت الغرب و هددته المرات و المرات وقفت لقرون فى وجه مطامعه الإستعماريه الإستغلاليه البغيضه (يكفى أن نعلم أن كلا من اليهود و النصارى كانا وراء التخطيط ثم إسقاط الدوله العثمانيه ليتاح لهم الإنفراد بالمسلمين و الأراضى المسلمه و ها هى فلسطين أوضح نتيجه لما سببه سقوط الدوله العثمانيه من ضعف و خوار و الله أكبر). أما نحن بنى الإسلام فلما يكره بعضنا و يطعن فى الدوله العثمانيه . و الله إن هذا الأمر من العجائب التى لا يحار المرء فى فهمها.

من أجل ذلك تبادر إلى أذهاننا (مجد الغد و أبو يوسف و القعقاع) أن ننشئ سلسلة هنا تتناول تاريخ الدوله العثمانيه من قيامها إلى سقوطها ، تناقش بكل صدق و حياديه تلك الدوله الهامه فى تاريخ الإسلام و توضح لنا و لإخواننا فى المنتدى ذلك التاريخ المجيد . والله هو القصد من ذلك .
و قد أعتمدنا أصلا و بشكل أساسى على الكتاب الرائع (الدوله العثمانيه) للعالم الربانى الدكتور على الصلابى وهو كتاب مسهب و قوى ننقل منه بتصرف -نظرا لكبر حجمه- كما نعتمد على بعض المصادر الأخرى الموجوده على الإنترنت. و بإذن الله سننشر تباعا تاريخ الدوله العثمانيه و ندعو إخواننا للمشاركه و الدعاء لنا بالتوفيق. و الله المستعان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 1:54



قائمة سلاطين العثمانيين:

الحاكم
عثمان بن أرطغل
الحياة الحكم
1258-1326 1299-1326

أورخان غازي
الحياة الحكم
1291-1363 1326-1359

مراد الأول
الحياة الحكم
1326-1389 1359-1389

بايزيد الأول الصاعقة
الحياة الحكم
1357-1403 1389-1402

محمد الأول السيد
الحياة الحكم
1387-1421 1402-1421

مراد الثاني
الحياة الحكم
1402-1451 1421-1444

محمد الثاني الفاتح
الحياة الحكم
1432-1481 1444-1446

مراد الثاني ( للمرة الثانية )
الحياة الحكم

1402-1451 1446-1451

محمد الثاني ( للمرة الثانية )
الحياة الحكم
1432-1481 1451-1481

بايزيد الثاني
الحياة الحكم
1452-1512 1481-1512

سليم الأول المتجهم
الحياة الحكم
1466-1520 1512-1520

سليمان الأول القانوني
الحياة الحكم
1495-1566 1520-1566

سليم الثاني
الحياة الحكم
1524-1574 1566-1574

مراد الثالث
الحياة الحكم
1546-1595 1574-1595

محمد الثالث
الحياة الحكم
1566-1603 1595-1603

أحمد الأول
الحياة الحكم
1590-1617 1603-1617

مصطفى الأول
الحياة الحكم
1591-1639 1617-1618

عثمان الثاني
الحياة الحكم
1604-1622 1618-1622

مصطفى الأول ( للمرة الثانية )
الحياة الحكم
1591-1639 1622-1623

مراد الرابع
الحياة الحكم
1609-1640 1623-1640

إبراهيم الأول المجنون
الحياة الحكم
1615-1648 1640-1648

محمد الرابع
الحياة الحكم
1642-1693 1648-1687

سليمان الثاني
الحياة الحكم
1642-1691 1687-1691

أحمد الثاني
الحياة الحكم
1643-1695 1691-1695

مصطفى الثاني
الحياة الحكم
1664-1703 1695-1703

أحمد الثالث
الحياة الحكم
1673-1736 1703-1730

محمود الأول
الحياة الحكم
1696-1754 1730-1754

عثمان الثالث
الحياة الحكم
1696-1757 1754-1757

مصطفى الثالث
الحياة الحكم
1717-1774 1757-1774

عبد الحميد الأول
الحياة الحكم
1725-1789 1774-1789

سليم الثالث
الحياة الحكم
1761-1808 1789-1807

مصطفى الرابع
الحياة الحكم
1779-1808 1807-1808

محمود الثاني
الحياة الحكم
1785-1839 1808-1839

عبد المجيد الأول
الحياة الحكم
1823-1861 1839-1861

عبد العزيز الأول
الحياة الحكم
1830-1876 1861-1876

مراد الخامس
الحياة الحكم
1840-1904 1876-1876

عبد الحميد الثاني
الحياة الحكم
1842-1918 1876-1909

محمد الخامس
الحياة الحكم
1844-1918 1909-1918

محمد السادس
الحياة الحكم
1861-1926 1918-1922

عبد المجيد الثاني
الحياة 1868-1944
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 1:58

الامبراطورية العثمانية (فى أوج اتساعها )


سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 From-6-20-othmany%20%284%29


لم يتورع المؤرخون الأوروبيون واليهود والنصارى والعلمانيون الحاقدون بالهجوم على تاريخ الدولة العثمانية، فأستخدموا أساليب، الطعن والتشويه والتشكييك فيما قام به العثمانيون من خدمة للعقيدة والاسلام، وسار على هذا النهج الباطل أغلب المؤرخين العرب بشتى انتماءاتهم واتجاهاتهم، القومية ، والعلمانية، وكذلك المؤرخون الأتراك الذين تأثروا بالتوجه العلماني الذي تزعمه مصطفى كمال، فكان من الطبيعي أن يقوموا بإدانة فترة الخلافة العثمانية، فوجدوا فيما كتبه النصارى واليهود ثروة ضخمة لدعم تحولهم القومي العلماني في تركيا بعد الحرب العالمية الأولى.
كان الموقف من التاريخ العثماني بالنسبة للمؤرخ الأوربي بسبب تأثره بالفتوحات العظيمة التي حققها العثمانيون، وخصوصاً بعد أن سقطت عاصمة الدولة البيزنطية (القسطنطينية) وحولها العثمانيون دار إسلام واطلقوا عليها اسلام بول (أي دار الاسلام) ، فتأثرت نفوس الأوربيين بنزعة الحقد والحقد والمرارة المورثة ضد الاسلام فأنعكست تلك الأحقاد في كلامهم وافعالهم ، وكتابتهم وحاول العثمانيون مواصلة السير لضم روما الى الدولة الاسلامية ومواصلة الجهاد حتى يخترقوا وسط اوروبا ويصلوا الى الاندلس لإنقاذ المسلمين فيها، وعاشت أوروبا في خوف وفزع وهلع ولم تهدأ قلوبهم إلا بوفاة السلطان محمد الفاتح.


سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 From-6-20-othmany%20%281%29



وكان زعماء الدين المسيحي من قساوسة ورهبان وملوك يغذون الشارع الأوروبي بالأحقاد والضغائن ضد الاسلام والمسلمين ، وعمل رجال الدين المسيحي على حشد الأموال والمتطوعين لمهاجمة المسلمين (الكفرة على حد زعمهم) البرابرة، وكلما انتصر العثمانيون على هذه الحشود ازدادت موجة الكره والحقد على الاسلام وأهله، فأتهم زعماء المسيحيين العثمانيين بالقرصنة، والوحشية والهمجية، وعلقت تلك التهم في ذاكرة الأوروبيين.


سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 From-6-20-othmany%20%283%29


لقد كانت الهجمات الأعلامية المركزة من زعماء المسيحية بسبب الحفاظ على مكاسبهم السياسية والمادية، وكرههم للإسلام وأهله، وبالفعل استطاعت بعض الاسر الحاكمة في أوروبا أن يتربعوا على صدور المجتمعات الأوروبية في الحكم فترة زمنية طويلة، وحققوا مكاسب ضخمة فأثروا ثراء كبير ونصبوا حول أنفسهم هالة كبيرة اعتمدت في مجملها على الضلال والتضليل .
ومع أن المجتمعات الأوروبية ثارت على هذه الفئات، بعد أن اكتشفت ضلالها وتضليلها، مع بداية عصر النهضة ، وبداية مرحلة جديدة في التاريخ الأوروبي، إلا أنه لم يستطع وجدان المجتمع الاوروبي أن يتخلص من تلك الرواسب الموروثة من هذه الفئات تجاه العالم الاسلامي بشكل عام وتجاه الدولة العثمانية بشكل خاص. ولذلك اندفعت قواتهم العسكرية المدعومة بحضارته المادية للإنتقام من الاسلام والمسلمين، ونزع خيراتهم بدوافع دينية واقتصادية وسياسية وثقافية ، وساندهم كتابهم ومؤرخوهم، للطعن والتشويه والتشكيك في الاسلام وعقيدته وتاريخه، فكان نصيب الدولة العثمانية من هذه الهجمة الشرسة كبير.
وشارك اليهود الأوروبيون بأقلامهم المسمومة، وأفكارهم المحمومة في هذه الهجمات المتواصلة ضد الدولة العثمانية خصوصاً والاسلام عموماً، وازداد عداء اليهود للدولة العثمانية بعد أن فشلت كافة مخططاتهم في اغتصاب أي شبر من أراضي هذه الدولة لإقامة كيان سياسي لهم طوال أربعة قرون هي عمر الدولة العثمانية السنية، استطاع اليهود بمعاونة الصليبية والدول الاستعمارية الغربية ومن خلال محافلهم الماسونية أن يحققوا أهدافهم على حساب الأنظمة القومية التي قامت في العالم الغربي والاسلامي والتي وصفت نفسها بالتقدمية والتحضر واتهمت الخلافة العثمانية على طول تاريخها بالتخلف والرجعية والجمود والانحطاط وغير ذلك واعتبرت المحافل الماسونية ، والمنظمات الخفية التابعة لليهود والقوى العالمية المعادية للاسلام والمسلمين أن مسألة تشويه الفترة التاريخية للدولة العلية العثمانية من أهم أهدافها.
أما المؤرخون العرب في العالم الاسلامي فقد ساروا في ركب الاتجاه المهاجم لفترة الخلافة العثمانية مدفوعين الى ذلك بعدة أسباب يأتي في مقدمتها إقدام الاتراك بزعامة "مصطفى آتاتورك" على إلغاء الخلافة الاسلامية في عام 1924م، وأعقب ذلك إقدام الحكومة العلمانية التركية بالتحول الكامل الى المنهج العلماني في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على حساب الشريعة الاسلامية التي ظلت سائدة في تركيا منذ قيام الدولة العثمانية ، وتحالفت هذه الحكومة مع السياسة الأوروبية المعادية للدول الاسلامية والعربية، واشتركت سلسلة الاحلاف العسكرية الأوروبية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، والتي رفضتها الشعوب العربية الاسلامية وبعض حكوماتها ، وقد كانت تركيا من أوائل الدول التي اعترفت بقيام الكيان السياسي الاسرائيلي في فلسطين عام 1948م مما جعل الشعوب العربية الاسلامية تندفع خلف حكوماتها القومية، بعد غياب الدولة العثمانية التي كانت تجاهد كل من تسول له نفسه بالاعتداء على شبر من أراضي المسلمين.
ويأتي سبب التبعية البحثية لمدرسة التاريخ العربي لتاريخ المنهجية الغربية كعامل هام في الاتجاه نحو مهاجمة الخلافة العثمانية ، خصوصاً بعد التقاء وجهات النظر بين المؤرخين الأوروبيين المؤرخين العرب حول تشويه الخلافة الاسلامية العثمانية.
ولقد تأثر كثير من مؤرخين العرب بالحضارة الأوروبية المادية، ولذلك اسندوا كل ماهو مضيء في تاريخ بلادهم الى بداية الاحتكاك بهذه الحضارة البعيدة كل البعد عن المنهج الرباني، واعتبروا بداية تاريخهم الحديث من وصول الحملة الفرنسية على مصر والشام وما أنجزته من تحطيم جدار العزلة بين الشرق والغرب، وما ترتب عليه بعد ذلك من قيام الدولة القومية في عهد محمد علي في مصر، وصحب ذلك اتجاهم لإدانة الدولة العثمانية التي قامت بالدفاع عن عقيدة الشعوب الاسلامية ودينها واسلامها من الهجمات الوحشية التي قام بها الأوروبيون النصارى.
لقد احتضنت القوى الأوروبية الاتجاه المناهض للخلافة الاسلامية وقامت بدعم المؤرخين والمفكرين في مصر والشام الى تأصيل الاطار القومي وتعميقه من أمثال البستاني واليازجي وجورج زيدان وأديب اسحاق وسليم نقاش وفرح انطوان وشبلي شميل وسلامة موسى وهنري كورييل وهليل شفارتز وغيرهم، ويلاحظ ان معظمهم من النصارى واليهود، كما أنهم في أغلبهم إن لم يكونوا جميعاً من المنتمين الى الحركة الماسونية التي تغلغلت في الشرق الاسلامي منذ عصر محمد علي والتي كانت بذورها الاولى مع قدوم نابليون في حملته الفرنسية.
لقد رأى اعداء الأمة الاسلامية أن دعم التوجه القومي والوقوف مع دعاته كفيل بتضعيف الأمة الاسلامية والقضاء على الدولة العثمانية.
واستطاعت المحافل الماسونية أن تهيمن على عقول زعماء التوجه القومي في داخل الشعوب الاسلامية، وخضع أولئك الزعماء لتوجيه المحافل الماسونية أكثر من خضوعهم لمطالب شعوبهم وبخاصة موقفها من الدين الاسلامي الذي يشكل الإطار الحقيقي لحضارة المسلم وثقافته وعلومه ولم يتغير هذا المنهج المنحرف لدى المؤرخين العرب بشكل عام بعد قيام الانقلاب العسكري في مصر سنة 1952م، حيث اتجهت الحكومة العسكرية في مصر منذ البداية، والتفت حولها أغلب الحكومات العسكرية الى دعم التوجه القومي، كما أن معظم هذه الحكومات ارتكزت على أسس اكثر علمانية في كافة الجوانب بما في ذلك الجانب الثقافي والفكري، فنظروا الى الخلافة العثمانية والحكم العثماني للشعوب الاسلامية والعربية بأنه كان غزواً واحتلالاً، واسندوا إليه كافة عوامل التخلف والضعف والجمود والانحطاط التي ألمت بالعالم العربي الأسلامي، واعتبروا حركات الانشقاق والتمرد التي قامت ابان الفترة العثمانية، والتي كان دافعها الاطماع الشخصية، أو مدفوعة من القوى الخارجية المعادية للخلافة الاسلامية ، اعتبروها حركات استقلالية ذات طابع قومي كحركة علي بك الكبير في مصر، والقرمانليين في ليبيا، وظاهر العمر في فلسطين، والحسينيين في تونس، والمعنيين والشهابيين في لبنان، وغير ذلك من أجل تأصيل الاتجاه القومي الذي طرحوه. بل زعموا أن محمد علي كان زعيماً قومياً حاول توحيد العالم العربي ، وأنه فشل بسبب أنه لم يكن عربي الجنس، وتناسوا أن محمد علي كان ذا أطماع شخصية، جعلته يرتبط بالسياسة الاستعمارية التي دعمت وجوده، وحققت به أهدافها الشريرة من ضرب الدولة السعودية السلفية ، واضعاف الخلافة العثمانية ، ومساندته المحافل الماسونية في ضرب القوى الاسلامية في المنطقة وتهيئتها بعد ذلك للاحتلال الغربي المسيحي الحاقد لقد تحالفت المحافل اليهودية الماسونية مع القوى الإستعمارية الغربية والقوى المحلية العميلة التي أمكن تطويعها من خلال أطماعها، والتقوا جميعاً في تدمير القوة الإسلامية ومصادرة حريات شعوبها وسلب خيراتها وإقامت حكم ديكتاتوري مدعوم بالسلاح الغربي الحديث وهو ما مثله محمد علي وقد شارك بعض المؤرخين السلفيين في المشرق العربي في الهجوم على الفترة العثمانية مدفوعين إلى ذلك بالرصيد العدائي الذي خلّفه دور الخلافة العثمانية ضد الدعوة السلفية في عديد من مراحلها بسبب مؤامرات الدول الغربية الإستعمارية التي دفعت السلاطين العثمانيين بالصدام بالقوة الإسلامية في نجد قلب الدعوة السلفية وكذلك لمساندة الخلافة للإتجاه الصوفي وبما يصاحبه من مظاهر تخل بالجوانب الأساسية للشريعة الإسلامية، فضلا عن أن دولة الخلافة في سنواتها الأخيرة قد سيطر عليها دعاة القومية التركية الذين ابتعدوا بها عن الالتزام بالمنهج الإسلامي الذي تميزت به الدولة العثمانية لفترات طويلة في تاريخها وشجع كافة المسلمين بالإرتباط بها وتأييدها والوقوف معها.
وأما المؤرخون الماركسيون فقد شنوا حرباً لاهوادة فيها على الدولة العثمانية واعتبروا فترة حكمها تكريساً لسيادة النظام الإقطاعي الذي هيمن على تاريخ العصور الوسطى السابقة، وأن العثمانيين لم يُحدثوا أي تطور في وسائل أو قوى الإنتاج، وأن التاريخ الحديث يبدأ بظهور الطبقة البورجوازية ثم الرأسمالية التي أسهمت في إحداث تغيير في الجوانب الإقتصادية والإجتماعية في بداية القرن التاسع عشر، والتقوا في ذلك مع المؤرخين الأوربيين من أصحاب الإتجاه الليبرالي وكذلك مع أصحاب المنظور القومي وقام بعض المؤرخين والمفكرين من النصارى واليهود بترويج للإتجاهين الغربي والماركسي بواسطة التأليف والترجمة لمؤلفاتهم، والذي ساندته المحافل الماسونية، حيث أنهم حاولوا أن يبتعدوا عن أي من الأطر الإسلامية الوحدوية مفضلين عليها الدعوة القومية بمفهومها المحلي أو العربي، كمشروع الهلال الخصيب في الشام أو مشروع وحدة وادي النيل بين مصر والسودان فضلاً عن نشاطهم في ترويج الإتجاهات القومية المحدودة كالدعوة إلى الفرعونية في مصر، والآشورية في العراق، والفينيقية في الشام..الخ.
وأما المؤرخون الأتراك الذين برزوا في فترة الدعوة القومية التركية فقد تحاملوا كثيراً على فترة الخلافة العثمانية سواء لمجاراة الاتجاه السياسي والفكري الذي ساد بلادهم والذي حمّل الفترة السابقة كافة جوانب الضعف والانهيار أو لتأثر الاتراك بالموقف المشين الذي بدت عليه سلطة الخلافة والتي اصبحت شكلية بعد الإطاحة بالسلطان عبدالحميد سنة 1909م حيث انهزمت في معارك متعددة عندما دخلت الحرب العالمية الأولى وترتب على تلك الخسائر ضياع كثير من أراضيها وتسليمها بتوقيع معاهدة سيفر سنة 1918م ، والذي في حقيقته هزيمة لرجال الاتحاد والترقي ، ونتيجة لسياستها، في حين استطاعت الحركة القومية بزعامة مصطفى كمال أن تنقذ تركيا من هذه الإهانة وتستعيد الكثير من الاراضي التركية وتجبر اليونان والقوى التي تساندها ، الى جانب تأثر المفكرين الأتراك بموقف بعض العرب الذين ساندو الحلفاء الغربيين إبان الحرب الأولى ضد دولة الخلافة وإعلان الثورة عليها سنة 1916م وبرغم تفاوت الأسباب وتباينها ألا أن كثير من المؤرخين ألتقوا على تشويه وتزوير تاريخ الخلافة الاسلامية العثمانية، لقد اعتمد المؤرخون الذين عملوا على تشويه الدولة العثمانية على تزوير الحقائق، والكذب والبهتان والتشكيك والدس ولقد غلبت على تلك الكتب والدراسات طابع الحقد الاعمى، والدوافع المنحرفة، بعيدة كل البعد عن الموضوعية، وأدى ذلك الى ظهور رد فعل اسلامي للرد على الإتهامات والشبهات التي وجهت للدولة العثمانية ولعل من أهمها وأبرزها تلك الكتابة المستفيضة التي قام بها الدكتور عبدالعزيز الشناوي في ثلاثة مجلدات ضخمة تحت عنوان "الدولة العثمانية دول اسلامية مفترى عليها" وبرغم الجهد الذي بذله ودافعه الاسلامي ، والموضوعية التي اتسم بها هذا العمل في أغلبه، إلا أنه لم يعالج كافة جوانب التاريخ العثماني وعليه بعض الملاحظات مثل حديثه عن حقيقة الإنكشارية والتي لاتثبت أمام البحث العلمي النزيه، ومن الجهود المشكورة في هذا الميدان ما قام به الباحث الكبير والاستاذ الشهير المتخصص في تاريخ الدولة العثمانية الدكتور محمد حرب الذي كتب للأمة الاسلامية بعض الكتب القيمة مثل؛ العثمانيون في التاريخ والحضارة، السلطان محمد الفاتح فاتح القسطنطينية وقاهر الروم، والسلطان عبدالحميد آخر السلاطين العثمانيين الكبار، ومن الأعمال القيمة في تاريخ الدولة العثمانية ماقدمه الدكتور موفق بني المرجة كرسالة علمية لنيل درجة الماجستير تحت عنوان "صحوة الرجل المريض أو السلطان عبدالحميد" أو الخلافة الاسلامية واستطاع هذا الكتاب أن يبين كثير من الحقائق المدعومة بالوثائق والحجج الدامغة وغير ذلك من الكتاب المعاصرين إلا أن هناك جوانب في تاريخ الخلافة العثمانية وفي تأريخنا الاسلامي في العصر الحديث تحتاج الى إعادة النظر من منظور اسلامي يساهم في إبراز الحقائق، والتئام تلك الشروخ التي نتجت عن صياغة تاريخنا من منظور قومي علماني خدم أعداءنا في المقام الاول واستخدموه كوسيلة من وسائلهم في تمزيق الشعوب الاسلامية.
وعلينا عندما نكتب التاريخ الحديث أن نبين ونظهر دور المحافل الماسونية والمخططات الغربية في توجيه هذه الصياغة التاريخية الخبيثة والتي يقوم بها مجموعة من عملاء اليهود والنصارى من أدعياء المنهج الليبرالي والعلماني حيث يقومون بإبراز العناصر الماسونية على الساحة التاريخية ووضعم في دور الحركة الماسونية في الوقوف مع حركات التحرر.
إن التاريخ الاسلامي القديم والحديث علم مستهدف من قبل كل القوى المعادية للاسلام بإعتباره الوعاء العقدي والفكري والتربوي في بناء وصياغة هوية الشعوب الاسلامية( ).
وهذه محاولة متواضعة للبحث في التاريخ العثماني في عمومه وتهتم بدور الخلافة العثمانية في الشمال الافريقي ، وتمتد هذه الدراسة الى الجذور القديمة التي قامت عليها الدولة العثمانية الى أن سقطت الخلافة على يد العميل الأنجليز، والملحد الكبير مصطفى كمال وفي ثنايا هذه الدراسة يتعرض الباحث لأسباب القوة العثمانية وأسباب ضعفهم ، وصفات رجالهم وسلاطينهم الأقوياء، واهتمامهم بالعلماء وتطبيق شرع الله وجهادهم العظيم لنشر الاسلام والدفاع عن دياره ضد الحملات الصليبية التي لا تنتهي ، ويلتزم الكاتب بمنهج أهل السنة عند عرض الاحداث محاولاً أن يتقيد بالعدل والإنصاف عند الحكم على الأحداث لعله يساهم في تصحيح الكثير من الأحكام والمفاهيم الخاطئة التي ألمت بالدولة الاسلامية العثمانية والله من وراء القصد وهو الهادي الى الصراط المستقيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 2:11

أصل الأتراك ومواطنهم



سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 From-6-20-othmany%20%283%29




في منطقة ماوراء النهر والتي نسميها اليوم (تركستان) والتي تمتد من هضبة منغوليا وشمال الصين شرقاً الى بحر الخزر (بحر قزوين) غرباً، ومن السهول السيبرية شمالاً الى شبه القارة الهندية وفارس جنوباً، استوطنت عشائر الغز وقبائلها الكبرى تلك المناطق وعرفوا بالترك أو الأتراك.
ثم تحركت هذه القبائل في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي، في الانتقال من موطنها الأصلي نحو آسيا الصغرى في هجرات ضخمة. وذكر المؤرخون مجموعة من الأسباب التي ساهمت في هجرتهم؛ فالبعض يرى أن ذلك بسبب عوامل اقتصادية ، فالجدب الشديد وكثرة النسل، جعلت هذه القبائل تضيق ذرعاً بمواطنها الأصلية، فهاجرت بحثاً عن الكلاء والمراعي والعيش الرغيد والبعض الآخر يعزوا تلك الهجرات لأسباب سياسية حيث تعرضت تلك القبائل لضغوط كبيرة من قبائل اخرى أكثر منها عدداً وعدة وقوة وهي المغولية، فأجبرتها على الرحيل، لتبحث عن موطن آخر وتترك أراضيها بحثاً عن نعمة الأمن والاستقرار وذهب الى هذا الرأي الدكتور عبداللطيف عبدالله بن دهيش( ).

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 220px-Benjamin-Constant-The_Entry_of_Mahomet_II_into_Constantinople-1876

واضطرت تلك القبائل المهاجرة أن تتجه غرباً، ونزلت بالقرب من شواطئ نهر جيحون ، ثم استقرت بعض الوقت في طبرستان، وجرجان( )، فأصبحوا بالقرب من الأراضي الاسلامية والتي فتحها المسلمون بعد معركة نهاوند وسقوط الدولة الساسانية في بلاد فارس سنة 21هـ/641م( ).
اتصالهم بالعالم الاسلامي:

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Images?q=tbn:ANd9GcSYS2T4-grj0ZArABrfQdnVt6FmLqQ7cPyfkGJ8l2PJt6E2BF5qi_6o5emXsA


في عام 22هـ/642م تحركت الجيوش الاسلامية الى بلاد الباب لفتحها وكانت تلك الأراضي يسكنها الاتراك، وهناك ألتقى قائد الجيش الاسلامي عبدالرحمن بن ربيعة بملك الترك شهربراز، فطلب من عبدالرحمن الصلح وأظهر استعداده للمشاركة في الجيش الاسلامي لمحاربة الأرمن ، فأرسله عبدالرحمن الى القائد العام سراقة بن عمرو، وقد قام شهر براز بمقابلة سراقة فقبل منه ذلك، وكتب للخليفة عمر بن الخطاب  يعلمه بالأمر، فوافق على مافعل، وعلى إثر ذلك عقد الصلح، ولم يقع بين الترك والمسلمين أي قتال، بل سار الجميع الى بلاد الأرمن لفتحها ونشر الاسلام فيها( ).


سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Osmanli1

وتقدمت الجيوش الاسلامية لفتح البلدان في شمال شرق بلاد فارس حتى تنتشر دعوة الله فيها، بعد سقوط دولة الفرس أمام الجيوش الاسلامية والتي كانت تقف حاجزاً منيعاً أمام الجيوش الاسلامية في تلك البلدان، وبزوال تلك العوائق، ونتيجة للفتوحات الاسلامية ، أصبح الباب مفتوحاً أمام تحركات شعوب تلك البلدان والاقاليم ومنهم الاتراك فتم الاتصال بالشعوب الاسلامية، واعتنق الاتراك الاسلام، وانضموا الى صفوف المجاهدين لنشر الاسلام وإعلاء كلمة الله( ).




وفي عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان  تم فتح بلاد طبرستان، ثم عبر المسلمون نهر جيحون سنة 31هـ، ونزلوا بلاد ماوراء النهر، فدخل كثير من الترك في دين الاسلام، وأصبحوا من المدافعين عنه والمشتركين في الجهاد لنشر دعوة الله بين العالمين( ).


سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Ik111g01

وواصلت الجيوش الاسلامية تقدمها في تلك الاقاليم فتم فتح بلاد بخارى في عهد معاوية بن أبي سفيان  وتوغلت تلك الجيوش المضفرة حتى وصلت سمرقند، وما أن ظهر عهد الدولة الاسلامية حتى صارت بلاد مارواء النهر جميعها تحت عدالة الحكم الاسلامي وعاشت تلك الشعوب حضارة إسلامية عريقة( ).
وازداد عدد الأتراك في بلاط الخلفاء والأمراء العباسيين وشرعوا في تولي المناصب القيادية والادارية في الدولة؛ فكان منهم الجند والقادة والكتاب. وقد ألتزموا بالهدوء والطاعة حتى نالوا أعلى المراتب.
ولما تولى المعتصم العباسي الخلافة فتح الأبواب أمام النفوذ التركي وأسند إليهم مناصب الدولة القيادية وأصبحوا بذلك يشاركون في تصريف شؤون الدولة، وكانت سياسة المعتصم تهدف الى تقليص النفوذ الفارسي ، الذي كان له اليد المطلقة في إدارة الدولة العباسية منذ عهد الخليفة المأمون( ).
وقد تسبب اهتمام المعتصم بالعنصر التركي الى حالة سخط شديدة بين الناس والجند، فخشي المعتصم من نقمة الناس عليه، فأسس مدينة جديدة هي (سامراء) ، تبعد عن بغداد حوالي 125كم وسكنها هو وجنده وأنصاره.
وهكذا بدأ الأتراك منذ ذلك التاريخ في الظهور في أدوار هامة على مسرح التاريخ الاسلامي حتى أسسوا لهم دولة إسلامية كبيرة كانت على صلة قوية بخلفاء الدولة العباسية عرفت بالدولة السلجوقية( ).


عدل سابقا من قبل صالح المحلاوى في الخميس 23 أبريل 2015 - 2:30 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 2:25

قيام الدولة  السلجوقية 




كان لظهور السلاجقة على مسرح الأحداث في المشرق العربي الاسلامي، أثر كبير في تغير الاوضاع السياسية في تلك المنطقة التي كانت تتنازعها الخلافة العباسية السنيّة من جهة، والخلافة الفاطمية الشيعية من جهة ثانية.
وقد أسس السلاجقة دولة تركية كبرى ظهرت في القرن الخامس للهجرة (الحادي عشر الميلادي) ، لتشمل خراسان وماوراء النهر وإيران والعراق وبلاد الشام وآسيا الصغرى. وكانت الري في إيران ثم بغداد في العراق مقر السلطنة السلجوقية، بينما قامت دويلات سلجوقية في خراسان ومارواء النهر (كرمان) وبلاد الشام (سلاجقة الشام) وآسيا الصغرى سلاجقة الروم، وكانت تتبع السلطان السلجوقي في إيران والعراق.


سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 2460


وقد ساند السلاجقة الخلافة العباسية في بغداد ونصروا مذهبها السنّي بعد أن أوشكت على الانهيار بين النفوذ البويهي الشيعي في إيران والعراق، والنفوذ العبيدي (الفاطمي) في مصر والشام. فقضى السلاجقة على النفوذ البويهي تماماً وتصدوا للخلافة العبيدية (الفاطمية)( ).
لقد استطاع طغرل بك الزعيم السلجوقي أن يسقط الدولة البويهية في عام 447هـ في بغداد وأن يقضي على الفتن وأزال من على أبواب المساجد سب الصحابة، وقتل شيخ الروافض أبي عبدالله الجلاب لغلوه في الرفض( ).


سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 16082_image002



لقد كان النفوذ البويهي الشيعي مسيطراً على بغداد والخليفة العباسي ، فبعد أن أزال السلاجقة الدولة البويهية من بغداد ودخل سلطانهم طغرل بك الى عاصمة الخلافة العباسية استقبله الخليفة العباسي القائم بأمر الله استقبالاً عظيماً، وخلع عليه خلعة سنية، وأجلسه الى جواره، وأغدق عليه ألقاب التعظيم ، ومن جملتها أنه لقبه بالسلطان ركن الدين طغرل بك، كما أصدر الخليفة العباسي أمره بأن ينقش اسم السلطان طغرلبك على العملة، ويذكر اسمه في الخطبة في مساجد بغداد وغيرها، مما زاد من شأن السلاجقة. ومنذ ذلك الحين حل السلاجقة محل البويهيين في السيطرة على الأمر في بغداد، وتسيير الخليفة العباسي حسب إرادتهم( ).


كان طغرلبك يتمتع بشخصية قوية ، وذكاء حاد، وشجاعة، فائقة ، كما كان متديناً ورعاً عادلاً، ولذلك وجد تأييداً كبيراً ومناصرة عظيمة من شعبه، وقد أعد جيشاً قوياً، وسعى لتوحيد كلمة السلاجقة الأتراك في دولة قوية( ).






وتوطيداً للروابط بين الخليفة العباسي القائم بأمر الله، وبين زعيم الدولة السلجوقية طغرلبك، فإن الخليفة تزوج من أبنة جفري بك الأخ الأكبر لطغربك، وذلك في عام 448هـ/1059م ثم في شعبان عام 454هـ/1062م تزوج طغربك من أبنة الخليفة العباسي القائم بالله. لكن طغربك لم يعش طويلاً بعد ذلك، حيث أنه توفى ليه الجمعة لليوم الثامن من شهر رمضان عام 455هـ/ 1062م ، وكان عمره إذ ذاك سبعين عاماً، بعد أن تمت على يده الغلبة للسلاجقة في مناطق خراسان وإيران وشمال وشرق العراق( ).
أولاً: السلطان (محمد) الملقب ألب أرسلان أي الأسد الشجاع:

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 AlpArslan


تولى ألب أرسلان زمام السلطة في البلاد بعد وفاة عمه طغرلبك، وكانت قد حدثت بعض المنازعات حول تولي السلطة في البلاد، لكن ألب أرسلان استطاع أن يتغلب عليها. وكان ألب أرسلان -كعمه طغرل بك- قائداً ماهراً مقداماً، وقد اتخذ سياسة خاصة تعتمد على تثبيت أركان حكمه في البلاد الخاضعة لنفوذ السلاجقة ، قبل التطلع الى أخضاع أقاليم جديدة، وضمها الى دولته. كما كان متلهفاً للجهاد في سبيل الله ، ونشر دعوة الاسلام في داخل الدولة المسيحية المجاورة له، كبلاد الأرمن وبلاد الروم، وكانت روح الجهاد الاسلامي هي المحركة لحركات الفتوحات التي قام بها ألب أرسلان وأكسبتها صبغة دينية، وأصبح قائد السلاجقة زعيماً للجهاد، وحريصاً على نصرة الاسلام ونشره في تلك الديار، ورفع راية الاسلام خفاقة على مناطق كثيرة من أراضي الدولة البيزنطية( ).
لقد بقي سبع سنوات يتفقد أجزاء دولته المترامية الأطراف، قبل أن يقوم باي توسع خارجي.







وعندما أطمئن على استباب الأمن، وتمكن حكم السلاجقة في جميع الأقاليم والبلدان الخاضعة له، أخذ يخطط لتحقيق أهدافه البعيدة، وهي فتح البلاد المسيحية المجاورة لدولته، وإسقاط الخلافة الفاطمية (العبيدية في مصر، وتوحيد العالم الاسلامي تحت راية الخلافة العباسية السنيّة ونفوذ السلاجقة، فأعد جيشاً كبيراً أتجه به نحو بلاد الأرمن وجورجيا، فافتتحها وضمها الى مملكته، كما عمل على نشر الاسلام في تلك المناطق( ). وأغار ألب أرسلان على شمال الشام وحاصر الدولة المرداسية في حلب، والتي أسسها صالح بن مرداس على المذهب الشيعي سنة 414هـ/1023م وأجبر أميرها محمود بن صالح بن مرداس على إقامة الدعوة للخليفة العباسي بدلاً من الخليفة (الفاطمي/ العبيدي سنة 462هـ/1070م)( ). ثم أرسل قائده الترك أتنسز بن أوق الخوارزمي في حملة الى جنوب الشام فأنتزع الرملة وبيت المقدس من يد (الفاطميين) العبيديين ولم يستطيع الاستيلاء على عسقلان التي تعتبر بوابة الدخول الى مصر، وبذلك أضحى السلاجقة على مقربة من قاعدة الخليفة العباسي والسلطان السلجوقي داخل بيت المقدس( ).





وفي سنة 462هـ ورد رسول صاحب مكة محمد بن أبي هاشم الى السلطان يخبره بإقامة الخطبة للخليفة القائم وللسلطان وإسقاط خطبة صاحب مصر (العبيدي) وترك الأذان بـ (حي على العمل) فأعطاه السطان ثلاثين ألف دينار وقال له : إذا فعل أمير المدينة كذلك أعطيناه عشرين ألف دينار( ).
لقد أغضبت فتوحات ألب أرسلان دومانوس ديوجينس امبراطور الروم، فصمم على القيام بحركة مضادة للدفاع عن امبراطوريته. ودخلت قواته في مناوشات ومعارك عديدةhttps://7ams.7olm.org/post?t=33286&mode=reply مع قوات السلاجقة، وكان أهمها معركة (ملاذكرد) في عام 463هـ الموافق أغسطس عام 1070م( ) قال ابن كثير: (وفيها أقبل ملك الروم ارمانوس في جحافل أمثال الجبال من الروم والرخ والفرنج، وعدد عظيم وعُدد ،




ومعه خمسة وثلاثون ألفاً من البطارقة، مع كل بطريق مائتا ألف فارس، ومعه من الفرنج خمسة وثلاثون ألفاً، ومن الغزاة الذين يسكنون القسطنطينية خمسة عشر ألفاً ، ومعه مائة ألف نقّاب وخفار( )، وألف روزجاري، ومعه أربعمائة عجلة تحمل النعال والمسامير، وألفا عجلة تحمل السلاح والسروج والغرادات والمناجيق، منها منجنيق عدة ألف ومائتا رجل، ومن عزمه قبحه الله أن يبيد الاسلام وأهله، وقد أقطع بطارقته البلاد حتى بغداد، واستوصى نائبها بالخليفة خيراً، فقال له : ارفق بذلك الشيخ فانه صاحبنا، ثم إذا استوثقت ممالك العراق وخراسان لهم مالوا على الشام وأهله ميلة واحدة، فاستعادوه من أيدي المسلمين ، والقدر يقول : {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون} (سورة الحجر: الآية : 72). فالتقاه السلطان ألب أرسلان في جيشه وهم قريب من عشرين ألفاً، بمكان يقال له الزهوة، في يوم الأربعاء لخمس بقين من ذي القعدة، وخاف السلطان من كثرة جند الروم، فأشار عليه الفقيه ابونصر محمد بن عبدالملك البخاري بأن يكون وقت الوقعة يوم الجمعة بعد الزوال حين يكون الخطباء يدعون للمجاهدين ، فلما كان ذلك الوقت وتواقف الفريقان وتواجه الفئتان ، نزل السطان عن فرسه وسجد لله عزوجل ، ومرغ وجهه في التراب ودعا الله واستنصره، فأنزل نصره على المسلمين ومنحهم اكتافهم فقتلوا منهم خلقاً كثيراً، وأسر ملكهم ارمانوس، أسره غلام رومي، فلما أوقف بين يدي الملك ألب أرسلان ضربه بيده ثلاثة مقارع وقال : لو كُنت أنا الأسير بين يديك ماكنت تفعل؟ قال : كل قبيح، قال فما ظنك بي؟ فقال: إما أن تقتل وتشهرني في بلادك، وإما أن تعفو وتأخذ الفداء وتعيدني. قال : ماعزمت على غير العفو والفداء. فأفتدى منه بألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار. فقام بين يدي الملك وسقاه شربة من ماء وقبل الأرض بين يديه، وقبل الأرض الى جهة الخليفة إجلالاً وإكراماً، وأطلق له الملك عشرة ألف دينار ليتجهز بها، وأطلق معه جماعة من البطارقة وشيعه فرسخاً، وأرسل معه جيشاً يحفظونه الى بلاده، ومعهم راية مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله،....)( ).


لقد كان نصر ألب أرسلان بجيشه الذي لم يتجاوز خمسة عشر ألف محارب على جيش الامبراطور دومانوس الذي بلغ مائتي ألف، حدثاً كبيراً، ونقطة تحول في التاريخ الاسلامي لأنها سهلت على اضعاف نفوذ الروم في معظم أقاليم آسيا الصغرى، وهي المناطق المهمة التي كانت من ركائز وأعمدة الامبراطورية البيزنطية. وهذا ساعد تدريجياً للقضاء على الدولة البيزنطية على يد العثمانيين.
لقد كان ألب أرسلان رجلاً صالحاً أخذ بأسباب النصر المعنوية والمادية، فكان يقرب العلماء ويأخذ بنصحهم وما أروع نصيحة العالم الرباني أبي نصر محمد بن عبدالملك البخاري الحنفي، في معركة ملاذكرد عندما قال للسلطان ألب أرسلان: إنك تقاتل عن دين وعدالله بنصره واظهاره على سائر الاديان. وأرجو أن يكون الله قد كتب باسمك هذا الفتح فالقهم يوم الجمعة في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين.
فلما كان تلك الساعة صلى بهم، وبكى السلطان ، فبكى الناس لبكائه، ودعا فأمنوا، فقال لهم من أراد الإنصراف فلينصرف، فما ههُنا سلطان يأمر ولا ينهى. وألقى القوس والنشاب ، واخذ السيف، وعقد ذنب فرسه بيده، وفعل عسكره مثله، ولبس البياض وتحنط وقال: إن قتلت فهذا كفني( ) الله أكبر على مثل هؤلاء ينزل نصر الله.
وقتل هذا السلطان على يد أحد الثائرين واسمه يوسف الخوارزمي وذلك يوم العاشر من ربيع الأول عام 465هـ الموافق 1072م ودفن في مدينة مرو بجوار قبر أبيه فخلفه أبنه ملكشاه( ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 2:39



نظام الملك:
قال عنه الذهبي : (الوزير الكبير، نظام الملك، قوام الدين ، أبو علي الحسن بن علي ابن إسحاق الطوسي، عاقل، سائس، خبير ، سعيد، متدين، محتشم، عامر المجلس بالقرّاء والفقهاء.
أنشأ المدرسة الكبرى ببغداد وأخرى بنيسابور ، وأخرى بطوس، ورغب في العلم، وأدرّ على الطلبة الصلات، وأملى الحديث، وبعد صيته)( ).
تنقلت به الأحوال الى أن وزر للسلطان ألب أرسلان، ثم لابنه ملكشاه، فدبر ممالكه على أتم ماينبغي، وخفف المظالم، ورفق بالرعايا، وبني الوقوف، وهاجرت الكبار الى جانبه( ).
واشار على ملكشاه بتعيين القواد والأمراء الذين فيهم خلق ودين وشجاعة وظهرت آثار تلك السياسة فيما بعد ومن هؤلاء القواد الذين وقع عليهم الاختيار آق سنقر جد نورالدين محمود، الذي ولي على حلب وديار بكر والجزيرة قال عنه ابن كثير: (من أحسن الملوك سيرة وأجودهم سريرة)( ) وقام ولده عمادالدين زنكي ببداية الجهاد ضد الصليبيين، ثم قام من بعده نور الدين محمود ، هذه الأسرة هي التي وضعت الأساس لانتصارات صلاح الدين والظاهر بيبرس وقلاوون ضد الصليبيين، وافتتحت عهد التوحيد والوحدة في العالم الاسلامي( ).
وكذلك كان آق سنقر البرسقي من قواد السلطان محمود السلجوقي، وكان أميراً للموصل، واشتغل بجهاد الصليبيين، وفي سنة 520هـ قتله الباطنيون، وهو يصلي في الجامع الكبير في الموصل. قال عنه ابن الأثير: "وكان مملوكاً تركياً خيراً، يحب أهل العلم والصالحين ويرى العدل ويفعله، وكان خير الولاة، يحافظ على الصلوات في أوقاتها، ويصلي من الليل متهجداً"( ).
ويحدثنا المؤرخ ابوشامة من آثار السلاجقة لاسيما في زمن نظام الملك: (فلما ملك السلجوقية جددوا من هيبة الخلافة ماكان قد درس لاسيما في وزارة النظام الملك، فإنه أعاد الناموس والهيبة الى أحسن حالاتها) ( ).
ضبطه لأمور الدولة:
لما تولى ملكشاه أمور الدولة انفلت أمر العسكر وبسطوا أيديهم في أموال النَّاس، وقالوا مايمنع السلطان أن يعيطنا الأموال إلا نظام الملك، وتعرض الناس لاذى شديد، فذكر ذلك نظام الملك للسلطان، فبين له ما في هذا الفعل من الضعف، وسقوط الهيبة، والوهن ، ودمار البلاد، وذهاب السياسة ، فقال له: أفعل في هذا ماتراه مصلحة! فقال له نظام الملك: مايمكنني أن افعل إلا بأمرك فقال السلطان: قد رددت الأمور كلها كبيرها وصغيرها إليك، فأنت الوالد؛ وحلف له، وأقطعه إقطاعاً زائداً على ماكان ، وخلع عليه ، ولقبه ألقاباً من جملتها : أتابك، ومعناه الأمير الوالد، فظهرت من كفايته، وشجاعته، وحسن سيرته ما أثلج صدور الناس، فمن ذلك أن امرأة ضعيفة استغاثت به، فوقف يكلمها وتكلمه، فدفعها بعض حجّابه ، فأنكر ذلك عليه وقال : إنما استخدمتك لأمثال هذه، فإن الأمراء والاعيان لاحاجة لهم إليك، ثم صرفه عن حجابته( ).
حبه للعلم واحترامه للعلماء وتواضعه:
كان يحب العلم وخصوصاً الحديث، شغوفاً به وكان يقول : إني أعلم بأني لست أهلاً للرواية ولكني أحب أن أربط في قطار( ) نقلة حديث رسول الله ( )، فسمع من القشيري ، أبي مسلم بن مهر بزد، وأبي حامد الأزهري( ).


لقد كان مجلسه عامراً بالفقهاء والعلماء، حيث يقضي معهم جُلّ نهاره، فقيل له: (إن هؤلاء شغلوك عن كثير من المصالح، فقال: هؤلاء جمال الدنيا والآخرة، ولو أجلستهم على رأسي لما استكثرت ذلك، وكان إذا دخل عليه أبو القاسم القشيري وأبوالمعالي الجويني قام لهم وأجلسهما معه في المقعد، فإن دخل أبو علي الفارندي قام وأجلسه مكانه، وجلس بين يديه، فعوتب في ذلك فقال : إنهما إذا دخلا عليّ قال: أنت وأنت، يطروني ويعظموني، ويقولوا فيّ مالا فيّ، فأزداد بهما ماهو مركوز في نفس البشر، وإذا دخل عليّ أبوعلي الفارندي ذكرني عيوبي وظلمي ، فأنكسر فأرجع عن كثير مما أنا فيه...)( ).
قال عنه ابن الأثير: (وأما أخباره، فإنه كان عالماً، ديناً، جواداً، عادلاً، حليماً، كثير الصفح عن المذنبيين ، طويل الصمت، كان مجلسه عامراً بالقرّاء، والفقهاء، وأئمة المسلمين، وأهل الخير والصلاح...)( ).
كان من حفظة القرآن ، ختمه وله إحدى عشرة، واشتغل بمذهب الشافعي، وكان لايجلس إلا على وضوء، وما توضأ إلا تنفَّل( )، واذا سمع المؤذن أمسك عن كل ماهو فيه وتجنبه، فإذا فرغ لايبدأ بشيء قبل الصلاة وكان، إذا غفل المؤذن ودخل الوقت فأمره بالأذان ، وهذا قمة حال المنقطعين للعبادة في حفظ الاوقات، ولزوم الصلوات( )، وكانت له صلة بالله عظيمة وقال ذات مرة: رأيت ليلة في المنام إبليس فقلت له : ويحك خلقك الله وأمرك بالسجود له مشافهة فأبيت، وأنا لم يأمرني بالسجودله مشافهة وأنا أسجد له في كل يوم مرات، وأنشأ يقول:
من لم يكن للوصال أهلاً
فكلُّ إحسانه ذنوب( )
وكان يتمنى أن يكون له مسجد يعبد الله فيه، ومكفول الرزق قال في هذا المعنى : كنت أتمنىأن يكون لي قرية خالصة، ومسجد أتفرد فيه لعبادة ربي، ثم تمنيت بعد ذلك أن يكون لي رغيف كل يوم، ومسجد أعبد الله فيه( ).
ومن تواضعه انه كان ليلة يأكل الطعام، وبجانبه أخوه أبو القاسم، وبالجانب الآخر عميد خُراسان، والى جانب العميد إنسان فقير، مقطوع اليد، فنظر نظام الملك فرأى العميد يتجنب الأكل مع المقطوع، فأمره بالانتقال الى الجانب الآخر، وقرّب المقطوع إليه فأكل معه.
وكانت عادته أن يحضر الفقراء طعامه ويقربهم إليه، ويدنيهم( ).
ومن شعره:
بعد الثمانين ليس قُوة
قد ذهبت شهوة الصُّبوة
كأنني والعصا بكّفي
موسى ولكن بلا نُبُوَّة( )
وينسب إليه أيضاً:
تقوس بعد طول العُمر ظهري
وداستني الليالي أيَّ دَوْسِ
فأمسي والعصا تمشي أمامي
كأن قوامها وتر بقوسِ
وكان يتأثر بسماع الشعر فعندما دخل عليه أبوعلي القومَسَاني في مرضةٍ مرضها، يعوده فأنشأ يقول:
إذا مرضنا نوَينا كل صالحةٍ
فإن شفينا فمنا الزيغ والزَّلَلُ
نرجو الإله اذا خفنا ونسخطه
إذا أمنا فما يزكو لنا عمل
فبكى نظام الملك وقال : هو كما يقول( ).
وفاته:
في عام 485هـ من يوم الخميس، في العاشر من شهر رمضان وحان وقت الإفطار، صلىّ نظام الملك المغرب، وجلس على الِّسماط، وعنده خلق كثير من الفقهاء، والقرّاء، والصوفية، وأصحاب الحوائج، فجعل يذكر شرف المكان الذي نزلوه من أراضي نهاوند، وأخبار الوقعة التي كانت بين الفرس والمسلمين، في زمان أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب ، ومن استشهد هناك من الاعيان ، ويقول : طوبى لمن لحق بهم.
فلما فرغ من إفطاره ، خرج من مكانه قاصداً مَضْرِب حَرَمه فبدر إليه حدث ديلميّ، كأنه مُستميح، أو مستغيث، فعلق به ، وضربه، وحمل الى مضرب الحرم.
فيقال : إنه أول مقتول قتلته الاسماعيلية (الباطنية)، فأنبث الخبر في الجيش، وصاحت الأصوات، وجاء السلطان ملكشاه حين بلغه الخبر، مظهراً الحزن، والنحيب والبكاء وجلس عند نظام الملك ساعة، وهو يجُود بنفسه، حتى مات، فعاش سعيداً ، ومات شهيداً فقيداً حميداً( ).
وكان قاتله قد تعثر بأطناب الخيمة، فلحقه مماليك نظام الملك وقتلوه.
وقال بعض خدامه: كان آخر كلام نظام الملك أن قال : لاتقتلوا قاتلي، فإني قد عفوت عنه وتشهد ومات( ).
ولما بلغ أهل بغداد موت نظام الملك حزنوا عليه، وجلس الوزير والرؤساء للعزاء ثلاثة أيام ورثاه الشعراء بقصائد، منهم مقاتل بن عطية حيث قال:
كان الوزير نظامُ الملكِ لؤلؤة
يتيمة صاغها الرحمن من شرفٍ
عزَّت فلم تعرفِ الأيامُ قيمتها
فرَّدها غيره منه الى الصــــدف( )
قال عنه ابن عقيل: بهر العقول سيرة النظام جوداً وكرماً وعدلاً، وإحياءً لمعالم الدين، كانت أيامه دولة أهل العالم، ثم ختم له بالقتل وهو مارُّ الى الحج في رمضان فمات ملكاً في الدنيا، ملكاً في الآخرة ، رحمه الله( ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 2:45



قيام الدولة العثمانية



ينتسب العثمانيون الى قبيلة تركمانية كانت عند بداية القرن السابع الهجري الموافق الثالث عشر الميلادي تعيش في كردستان، وتزاول حرفة الرعي، ونتيجة للغزو المغولي بقيادة جنكيزخان على العراق ومناطق شرق آسيا الصغرى، فإن سليمان جد عثمان هاجر في عام 617هـ الموافق 1220م مع قبيلته من كردستان الى بلاد الأناضول فأستقر في مدينة اخلاط( )



سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 15348


ثم بعد وفاته في عام 628هـ الموافق 1230م خلفه ابنه الأوسط أرطغرل، والذي واصل تحركه نحو الشمال الغربي من الأناضول ، وكان معه حوالي مائة أسرة وأكثر من أربعمائة فارس( ) وحين كان ارطغرل والد عثمان فاراً بعشيرته التي لم يتجاوز تعدادها اربعمائة عائلة، من ويلات الهجمة المغولية، فاذا به يسمع عن بعد جلبة وضوضاء، فلما دنا منها وجد قتالاً حامياً بين مسلمين ونصارى وكانت كفة الغلبة للجيش البيزنطي، فما كان من أرطغرل إلا أن تقدم بكل حماس وثبات لنجدة اخوانه في الدين والعقيدة، فكان ذلك التقدم سبباً في نصر المسلمين على النصارى( ) وبعد انتهاء المعركة قدر قائد الجيش الاسلامي السلجوقي هذا الموقف لأرطغرل ومجموعته، فأقطعهم ارضاً في الحدود الغربية للأناضول بجوار الثغور في الروم( )، وأتاحوا لهم بذلك فرصة توسيعها على حساب الروم، وحقق السلاجقة بذلك حليفاً قوياً ومشاركاً في الجهاد ضد الروم، وقد قامت بين هذه الدولة الناشئة وبين سلاجقة الروم علاقة حميمة نتيجة وجود عدو مشترك لهم في العقيدة والدين، وقد استمرت هذه العلاقة طيلة حياة أرطغرل، حتى إذا توفي سنة 699هـ-1299م( ) خلفه من بعده في الحكم ابنه عثمان الذي سار على سياسة أبيه السابقة في التوسع في أراضي الروم( ).



سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 B95






أولا:عثمان مؤسس الدولة العثمانية
في عام 656هـ/1258م ولد لارطغرل ابنه عثمان الذي تنتسب إليه الدولة العثمانية( ) وهي السنة التي غزا فيها المغول بقيادة هولاكو بغداد عاصمة الخلافة العثمانية، وكانت الأحداث عظيمة، والمصائب جسيمة، يقول ابن كثير: " ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش، وقني الوسخ، وكمنوا كذلك أياماً لايظهرون وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الحانات ويغلقون عليهم الأبواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة، حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وكذلك في المساجد والجوامع والربط، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إليهم( ).
سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 8581536



لقد كان الخطب عظيم والحدث جلل، والأمة ضعفت ووهنت بسبب ذنوبها ومعاصيها ولذلك سلط عليها المغول، فهتكوا الأعراض، وسفكوا الدماء، وقتلوا الأنفس، ونهبوا الأموال، وخربوا الديار، في تلك الظروف الصعبة والوهن المستشري في مفاصل الأمة ولد عثمان مؤسس الدولة العثمانية، وهنا معنى لطيف ألا وهو بداية الأمة في التمكين هي أقصى نقطة من الضعف والانحطاط تلك هي بداية الصعود نحو العزة والنصر والتمكين، إنها حكمة الله وإرادته ومشيئته النافذة.
قال تعالى:{ إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين } (سورة القصص:3).
وقال سبحانه وتعالى : { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض } (القصص، آية: 5،6 ).
ولاشك أن الله تعالى قادر على أن يمكن لعباده المستضعفين في عشية أو ضحاها، بل في طرفة عين قال تعالى: { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون .. } ( النحل: 40).
فلا يستعجل أهل الحق موعود الله عزوجل لهم بالنصر والتمكين، فلابد من مراعاة السنن الشرعية والسنن الكونية، ولابد من الصبر على دين الله عزوجل: { ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض } ( سورة محمد: 4).
والله إذا أراد شيئاً هيأ له أسبابه وأتى به شيئاً فشيئاً بالتدرج لادفعة واحدة.
وبدأت قصة التمكين للدولة العثمانية مع ظهور القائد عثمان الذي ولد في عام سقوط الخلافة العباسية في بغداد.
أولاً: أهم الصفات القيادية في عثمان الأول:


سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 The+early+ottoman+empire%2816th-17th+century%29+1



عندما نتأمل في سيرة عثمان الأول تبرز لنا بعض الصفات المتأصلة في شخصيته كقائد عسكري، ورجل سياسي، ومن أهم هذه الصفات:
1.الشجاعة: عندما تنادى أمراء النصارى في بورصة ومادانوس وأدره نوس وكته وكستله البيزنطيون في عام 700هـ/1301م لتشكيل حلف صليبي لمحاربة عثمان بن أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية واستجابت النصارى لهذا النداء وتحالفوا للقضاء على الدولة الناشئة تقدم عثمان بجنوده وخاض الحروب بنفسه وشتت الجيوش الصليبية وظهرت منه بسالة وشجاعة أصبحت مضرب المثل عند العثمانيين( ).

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 1115_image003



2.الحكمة: بعد ما تولى رئاسة قومه رأى من الحكمة أن يقف مع السلطان علاء الدين ضد النصارى، وساعده في افتتاح جملة من مدن منيعة ، وعدة قلاع حصينة، ولذلك نال رتبة الإمارة من السلطان السلجوقي علاء الدين صاحب دولة سلاجقة الروم. وسمح له سك العملة باسمه، مع الدعاء له في خطبة الجمعة في المناطق التي تحته( ).


3.الاخلاص: عندما لمس سكان الأراضي القريبة من إمارة عثمان أخلاصه للدين تحركوا لمساندته والوقوف معه لتوطيد دعائم دولة اسلامية تقف سداً منيعاً أمام الدولة المعادية للاسلام والمسلمين( ).


4.الصبر: وظهرت هذه الصفة في شخصيته عندما شرع في فتح الحصون والبلدان، ففتح في سنة 707هـ حصن كته، وحصن لفكه، وحصن آق حصار، وحصن قوج حصار. وفي سنة 712هـ فتح حصن كبوه وحصن يكيجه طرا قلوا، وحصن تكرر بيكارى وغيرها وقد توج فتوحاته هذه بفتح مدينة بروسة في عام 717هـ/1317م، وذلك بعد حصار شديد دام عدة سنوات، ولم يكن فتح بروسة من الأمور السهلة بل كان من أصعب ما واجهه عثمان في فتوحاته، حيث حدثت بينه وبين قائد حاميتها اقرينوس صراع شديد استمر عدة سنوات حتى استسلم وسلم المدينة لعثمان. قال تعالى :{ يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} (سورة آل عمران:200).


5.الجاذبية الايمانية: وتظهر هذه الصفة عندما احتك به اقرينوس قائد بروسه واعتنق الاسلام أعطاه السلطان عثمان لقب (بك) وأصبح من قادة الدولة العثمانية البارزين فيما بعد، وقد تأثر كثير من القادة البيزنطيين بشخصية عثمان ومنهجه الذي سار عليه حتى امتلأت صفوف العثمانيين منهم( )، بل أن كثيراً من الجماعات الاسلامية انخرطت تحت لواء الدولة العثمانية كجماعة (غزياروم) أي غزاة الروم، وهي جماعة اسلامية كانت ترابط على حدود الروم وتصد هجماتهم عن المسلمين منذ العصر العباسي، وقد أعطتها هذه المرابطة خبرات في جهاد الروم عمقت فيها انتماءها للاسلام والتزامها بكل ماجاء به الاسلام من نظام، وجماعة (الإخيان) (اي الاخوان) وهم جماعة من أهل الخير يعينون المسلمين ويستضيفونهم ويصاحبون جيوشهم لخدمة الغزاة وكان معظم أعضاء هذه الجماعة من كبار التجار الذي سخروا أموالهم للخدمات الاسلامية مثل : إقامة المساجد والتكايا و"الخانات" الفنادق، وكانت لهم في الدولة مكانة عالية، ومن هذه الجماعة علماء ممتازون عملوا في نشر الثقافة الاسلامية وحببوا الناس في التمسك بالدين، وجماعة (حاجيات روم) أي حجاج أرض الروم، وكانت جماعة على فقه بالاسلام، ومعرفة دقيقة لتشريعاته، وكان هدفها معاونة المسلمين عموماً والمجاهدين خصوصاً وغير ذلك من الجماعات( ).


6.عدله: تروي معظم المراجع التركية التي أرّخت للعثمانيين أن أرطغرل عهد لابنه عثمان مؤسس الدولة العثمانية بولاية القضاء في مدينة قره جه حصار بعد الاستيلاء عليها من البيزنطيين في عام 684هـ/1285م وأن عثمان حكم لبيزنطي نصراني ضد مسلم تركي، فاستغرب البيزنطي وسأل عثمان: كيف تحكم لصالحي وانا على غير دينك، فأجابه عثمان: بل كيف لا أحكم لصالحك، والله الذي نعبده ، يقول لنا : { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} (سورة النساء، ) وكان هذا العدل الكريم سبباً في اهتداء الرجل وقومه الى الاسلام( ).
إن عثمان الأول استخدم العدل مع رعيته وفي البلاد التي فتحها، فلم يعامل القوم المغلوبين بالظلم أو الجور أو التعسف أو التجبر، أو الطغيان، أو البطش وإنما عاملهم بهذا الدستور الرباني: { أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذاباً نكراً وأما من آمن وعمل صالحاً فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسراً} (سورة الكهف: آية: 87،88). والعمل بهذا الدستور الرباني يدل على إيمان وتقوى وفطنة وذكاء وعلى عدل وبر ورحمة.


7.الوفاء: كان شديد الإهتمام بالوفاء بالعهود، فعندما اشترط أمير قلعة اولوباد البيزنطية حين استسلم للجيش العثماني، أن لايمر من فوق الجسر أي عثماني مسلم الى داخل القلعة التزم بذلك وكذلك من جاء بعده( ). قال تعالى {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا} (سورة الاسراء:آية )


8.التجرد لله في فتوحاته: فلم تكن أعماله وفتوحاته من أجل مصالح اقتصادية أو عسكرية أو غير ذلك ، بل كان فرصة تبليغ دعوة الله ونشر دينه ولذلك وصفه المؤرخ احمد رفيق في موسوعته (التاريخ العام الكبير) بأنه (كان عثمان متديناً للغاية، وكان يعلم أن نشر الاسلام وتعميمه واجب مقدس وكان مالكاً لفكر سياسي واسع متين ، ولم يؤسس عثمان دولته حباً في السلطة وإنما حباً في نشر الاسلام) ( ).
ويقول مصر اوغلو: "لقد كان عثمان بن أرطغرل يؤمن إيماناً عميقاً بأن وظيفته الوحيدة في الحياة هي الجهاد في سبيل الله لأعلاء كلمة الله، وقد كان مندفعاً بكل حواسه وقواه نحو تحقيق هذا الهدف"( ).
هذه بعض صفات عثمان الأول والتي كانت ثمرات طبيعية لإيمانه بالله تعالى والاستعداد لليوم الآخر ، وحبه لأهل الإيمان وبغضه لأهل الكفر والعصيان وحبه العميق للجهاد في سبيل الله والدعوة إليه ولذلك كان عثمان في فتوحاته يطلب من أمراء الروم في منطقة آسيا الصغرى أن يختاروا أحد ثلاثة أمور هي الدخول في الاسلام، أو دفع الجزية، أو الحرب، وبذلك أسلم بعضهم، وانضم إليه البعض الاخر وقبلوا دفع الجزية. أما ماعداهم فقد شن عليهم جهاداً لاهوادة فيه فانتصر عليهم، وتمكن من ضم مناطق كبيرة لدولته.
لقد كانت شخصية عثمان متزنة وخلابة بسبب إيمانه العظيم بالله تعالى واليوم الآخر ، ولذلك لم تطغ قوته على عدالته، ولا سلطانه على رحمته، ولا غناه على تواضعه، وأصبح مستحقاً لتأييد الله وعونه، ولذلك أكرمه الله تعالى بالأخذ بأسباب التمكين والغلبة وهو تفضل من الله تعالى على عبده عثمان، فجعل له مكنة وقدرة على التصرف في آسيا الصغرى من حيث التدبير والرأي وكثرة الجنود والهيبة والوقار، لقد كانت رعاية الله له عظيمة ولذلك فتح له باب التوفيق وحقق ماتطلع إليه من أهداف وغاية سامية لقد كانت أعماله عظيمة بسبب حبه للدعوة الى الله، فقد جمع بين الفتوحات العظيمة بحد السيف، وفتوحات القلوب بالإيمان والإحسان، فكان إذا ظفر بقوم دعاهم الى الحق والايمان بالله تعالى وكان حريصاً على الأعمال الأصلاحية في كافة الأقاليم والبلدان التي فتحها، فسعى في بسط سلطان الحق والعدالة ، وكان صاحب ولاء ومحبة لأهل الإيمان، مثلما كان معادياً لأهل الكفران.


لقد فهم عثمان الأول - رحمه الله - أن دين الإسلام، دين دعوة مستمرة، لاتتوقف حتى تتوقف الحياة البشرية من على وجه الأرض وأن من أهداف الدولة الإسلامية دفع عجلة الدعوة إلى الأمام ليصل نور الإسلام إلى كل إنسان. إن الدولة العثمانية كانت ترى من مسؤلياتها القيام بوظيفة الدعوة ونشرها في أرجاء الأرض وربط السياسة الخارجية على الأسس الدعوية العقدية، قبل بنائها على الأسس المصلحية النفعية، وذلك كما كان يفعل رسول الله ، كان يقوم بتبليغ الدعوة إلى الآفاق امتثالاً لقوله تعالى: { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين } ( سورة المائدة، 67 ).
وقد امتثل عليه الصلاة والسلام للأمر وأرسل إلى ملوك الأرض، فكتب إلى ملوك الروم، فقيل له : إنهم لايقرءون كتاباً إلا إذا كان مختوماً، فاتخذ خاتماً من فضة وختم به الكتب إلى الملوك، وبعث كتباً ورسلاً إلى ملوك فارس والروم، والحبشة ومصر والبلقاء واليمامة في يوم واحد، ثم بعث إلى حكام عمان والبحرين واليمن وغيرهم( ).
ولذلك اقتدى عثمان - رحمه الله - بالنبي  في دعوته وسار أبناءه من بعده على هذا المنهج وظهرت في الدولة جماعة الدعوة وكان الحكام والسلاطين يقفون معها ويدعمونها مادياً ومعنوياً، ولقد سلك العثمانيون دولة وشعباً سبلاً متعددة من أجل إدخال النصارى في الاسلام ومن هذه الطرق:
- الاحتفال بمن يعلن اعتناقه للاسلام وإمداده بكل ما يعينه على الحياة والابتهال به في المساجد.
- حرص العثمانيون على التمسك بالدين، والتواضع في أداء الشعائر مما جعل بعض المسيحيين يدخلون في الاسلام.
- معاملة الرقيق من المسيحيين باللين حيث كانوا يعتقونهم إذا ثبت إخلاصهم حتى ولو ظلوا على دينهم ويتولون رعايتهم وبخاصة كبار السن منهم بعد العتق فضلاً عن حسن معاملة من يسلم منهم أو يظل على دينه مما كان دافعاً لكثير منهم على اعتناق الاسلام( ).
- أقبل كثير من العثمانيين على الزواج من مسيحيات حرمت الكنيسة دخولهن فيها مما حدا ببعضهن الى اتباع أزواجهن.
- قام من دخل في الاسلام من النصارى بدعوة أقاربهم وذويهم لما رأو من سماحة الاسلام وأنسجامه مع الفطرة، ومخاطبته للعقل، وأحياءه للقلب.
- قامت الدولة العثمانية بنقل قبائل اسلامية تابعة لها الى قرى مسيحية ونقلت أعداد من النصارى الى تجمعات اسلامية مما ساعد على انتشار الاسلام تدريجياً.
- قام السلطان مراد باتباع سياسة الأفراج عن الأسرى إذا هم اعتنقوا الاسلام وأسهم ذلك الأسلوب في زيادة عدد المسلمين.
- ومما ساعد على انتشار الاسلام في البلقان تعسف الإقطاعيين المحليين في فرض الضرائب الباهظة أن كبار رجال الدين من الإقطاعيين قد باعوا أسرار الكنيسة ووظائفها من جهة وسعوا في توثيق علاقاتهم بالنظام العثماني بل بعضهم دخل في الاسلام.
- توسع سلاطين العثمانيين في المنح والعطايا والتقدير لزعماء النصارى الذي أقبلوا على الاسلام وأظهر كثيرون منهم الاخلاص للدولة العثمانية( ).
لقد أهتم العثمانيون بأمر الدعوة الى الله على مستوى الخارجي وادخال الناس في دين الاسلام ولم يتركوا أمر الإصلاح الداخلي في الدولة واحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
لقد بين عثمان الأول -رحمه الله- أن حماية أعراض المسلمين وأموالهم أمانة في عنق الحاكم المسلم وهذه الأمور تدخل تحت عبادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتنفيذ الحدود، والدعوة الى مكارم الأخلاق وتعليم الأمة أمر دينها، ويكون ذلك باشراف الحاكم المسلم، فيترتب على تلك الأمور فوائد ومصالح عامة للأمة والأفراد، والحكام والمحكومين ومن أهم هذه الفوائد:
- إقامة المِـلَّة والشريعة وحفظ العقيدة والدين لتكون كلمة الله هي العليا.
قال تعالى : {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يُذكر فيها اسم الله كثيراً} (سورة الحج: آية 40).
إن الإنسان لابد له من أمر ونهي ودعوة ، فمن لم يأمر بالخير ويدعو إليه أمر بالشر( ).
- رفع العقوبات العامة: قال تعالى : {وما أصبكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} (سورة الشورى: آية 30). وقال أيضاً في الجواب عن سبب مصابهم يوم أحد : {قل هو من عند أنفسكم} (سورة آل عمران: آية 165). فالكفر والمعاصي بأنواعها سبب للمصائب والمهالك قال تعالى: {فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً مما أنجينا منهم...} (سورة هود: آية 116). وقال: {وماكان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون} (سورة هود: آية 117). "وهذه اشارة تكشف عن سنة من سنن الله في الأمم، فإن الأمة التي يقع فيها الظلم والفساد فيجدان من ينهض لدفعهما هي أمم ناجية لايأخذها الله بالعذاب والتدمير"( ).
- استنزال الرحمة من الله تعالى؛ لأن الطاعة والمعروف سبب للنعمة قال تعالى : {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدكم ..} (سورة ابراهيم: آية7) والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نوع من العبودية لله.
- تحقيق وصف الخيرية في هذه الأمة:
قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}.
- التجافي عن صفات المنافقين:
{والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله...} (سورة التوبة: أية 7).


ومن خلال هذه التوجيهات الربانية حرص عثمان على إقامة العدل بين الناس وعمل أن يكون هذا المبدأ واقعاً تعيشه الأمة العثمانية من بعده حيث وكان يتحرك بجيوشه ويوظف كل إمكاناته من أجل نشر التوحيد وتعريف الناس بخالقهم، ولقد جمع بين الفتوحات العظيمة بحد السيف وفتوحات القلوب بالإيمان والإحسان وكان دستوره في التعامل مع الناس قول الله تعالى: { أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذاباً نكراً  وأما من آمن وعمل صالحاً فله جزاء الحسنى ، وسنقول له من أمرنا يسراً...}( سورة الكهف: آية 87،88).
ولذلك حرص في وصيته على أن يحكم من بعده بالحق والعدل وفي رواية يقول لابنه في الوصية: (اعدل في جميع شؤونك...)( ).


ترك عثمان الأول الدولة العثمانية وكانت مساحتها تبلغ 16.000 كيلومتر مربع واستطاع أن يجد لدولته الناشئة منفذ على بحر مرمرة واستطاع بجيشه أن يهدد أهم مدينتين بيزنطيتين في ذلك الزمان وهي : ازنيق وبورصة( ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 2:54



نهاية الدولة السلجوقية


كان للسلطان ملكشاه عند وفاته أربعة أبناء هم بركيارق ومحمد وسنجر ومحمود. وكان محمود، والذي عرف فيما بعد بناصر الدين محمود، طفلاً فبايعوه على تولي السلطة لأن أمه تركان خاتون، كانت ذات شأن كبير ايام ملكشاه. وقد استمر حكمه حوالي العامين من 485هـ/1092م والى عام 487هـ/1094م، حيث توفي هو وأمه. ثم جاء من بعده ركن الدين أبوالمظفر بركيارق بن ملكشاه، واستمر حكمه حتى عام 498هـ/1105م، ثم تلاه ركن الدين مكلشاه الثاني وفي نفس العام تولى السلطة غياث الدين أبو شجاع محمد، واستمر حكمه حتى عام 511هـ/1128م وكان آخر حكام الدولة السلجوقية العظمى فيما وراء النهر والتي كانت لها السيطرة على خراسان وإيران والعراق. وقد انقرضت دولتهم عام 522هـ/1128م وذلك على يد شاهنات خوارزم( ). وبسقوط الدولة السلجوقية العظمى فيما وراء النهر انفرط عقد السلاجقة وتمزقت وحدتهم، وضعفت قوتهم، حتى أصبح السلاجقة شيعاً وأحزاباً ومعسكرات متباينة، تتصارع فيما بينها، حول الظفر بالعرش، وانقسمت على ضوء ذلك الدولة السلجوقية العظمى الى عدة دول وإمارات صغيرة. ولم تكن هذه الدولة والإمارات الصغيرة تخضع لحكم سلطان واحد كما كان الحال في عهد كل من السلطان طغرلبك الأول والسلطان ألب أرسلان والسلطان ملكشاه وأسلافهم. بل كان كل جزء من أجزاء الدولة السلجوقية مستقلاً تحت قيادة منفصلة، لايوجد بينها أي تعاون يذكر( ).
ونتيجة لذلك خرجت الدولة الخوارزمية فيما وراء النهر وهي تلك الدولة التي وقفت ردحاً من الزمن أمام الهجمات المغولية وقد قامت معها إمارات سلجوقية في شمال العراق والشام عرفت بالأتابكيات، وأثناء ذلك برزت سلطنة سلاجقة الروم، وهي السلطنة التي قاومت الحملات الصليبية ، واستطاعت أن تحصرها في الركن الشمالي الغربي من آسيا الصغرى. أما سلطنة سلاجقة الروم فقد دمرتها الغارات المغولية المتلاحقة.
لقد تضافرت عوامل عديدة في سقوط السلطنة السلجوقية التي مهدت بدورها لسقوط الخلافة العباسية.
ومن هذه العوامل:
1.الصراع داخل البيت السلجوقي بين الأخوة والأعمام والأبناء والأحفاد.
2.تدخل النساء في شؤون الحكم.
3.اذكاء نار الفتنة بين الحكام السلاجقة من قبل بعض الأمراء والوزراء والأتابك
4.ضعف الخلفاء العباسيين الذين تميزوا بالضعف أمام القوة العسكرية السلجوقية، فلم يتورعوا عن الاعتراف بشرعية كل من يجلس على عرش السلطنة السلجوقية والخطبة لكل منتصر قوي( ).
5.عجز الدولة السلجوقية عن توحيد بلاد الشام ومصر والعراق تحت راية الخلافة العباسية.
6.الأنقسام الداخلي بين السلاجقة والذي وصل الى حد المواجهة العسكرية المستمرة، وهذا ما أنهك قوة السلاجقة حتى انهارت سلطنتهم في العراق.
7.المكر الباطني الخبيث بالدولة السلجوقية وتمثل ذلك في حملة التصفيات والمحاولات المستمرة لاغتيال سلاطين السلاجقة وزعمائهم وقاداتهم.
8.الغزو الصليبي القادم من وراء البحار وصراع الدولة السلجوقية مع جحافل الغزو الوحشية القادمة من أوروبا وغير ذلك من الاسباب والعوامل إلا أن السلاجقة كانت لهم أعمال جليلة من أهمها:
أ‌. كان لهم دور في تأخير زوال الخلافة العباسية، حوالي قرنين من الزمان، حيث أوشكت قبل مجيئهم على الانقراض في ظل سيطرة البويهين الشيعة الروافض.
ب‌. منعت الدولة السلجوقية الدولة العبيدية في مصر من تحقيق اغراضها الهادفة الى توحيد المشرق العربي الاسلامي تحت الراية الباطنية العبيدية الرافضية.
ت‌. كانت الجهود التي بذلتها الدولة السلجوقية تمهيداً لتوحيد المشرق الاسلامي والذي تم على يد صلاح الدين الأيوبي وتحت راية الخلافة العباسية السنيّة( ).
ث‌. قام السلاجقة بدور ملموس في النهوض بالمنطقة الخاضعة لهم علمياً وإدارياً ونشروا الأمن والاستقرار فيها.
ج‌. وقفوا في وجه التحركات الصليبيبة من جانب الامبراطورية البيزنطية، وحاولوا صد الخطر المغولي الى حد كبير .
ح‌. رفعوا من شأن المذهب السني وعلمائه في تلك المناطق( )
هذه نبذة موجزة عن السلاجقة السنيين ودورهم في نصرة الاسلام، وإن من الظلم والزور والبهتان أن نطلق على أولئك الشجعان كلمة الشراذم كما فعل الاستاذ نجيب زبيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلاطين الدولة العثمانية   سلاطين الدولة العثمانية - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2015 - 2:58


.السلطان اورخان بن عثمان


726-761هـ/1327-1360م


بعد وفاة عثمان تولى الحكم ابنه أورخان، وسار على نفس سياسة والده في الحكم والفتوحات، وفي عام 727هـ الموافق 1327هـ سقطت في يده نيقوميديا، وتقع في شمال غرب آسيا الصغرى قرب مدينة اسطنبول وهي مدينة أزميت الحالية، فأنشأ بها أول جامعة عثمانية، وعهد بإدارتها إلى داود القيصري، أحد العلماء العثمانيين الذين درسوا في مصر( ) واهتم ببناء الجيش على أسس عصرية وجعله جيشاً نظامياً( ).


وحرص السلطان أورخان على تحقيق بشارة رسول الله  في فتح القسطنطينية ووضع خطة استراتيجية تستهدف إلى محاصرت العاصمة البيزنطية من الغرب والشرق في آن واحد، ولتحقيق ذلك أرسل ابنه وولي عهده "سليمان " لعبور مضيق " الدردنيل " والاستيلاء على بعض المواقع في الناحية الغربية.


وفي عام ( 758هـ ) اجتاز سليمان مضيق " الدردنيل " ليلاً مع أربعين رجلاً من فرسان الإسلام ولمّا أدركوا الضفة الغربية، استولوا على الزوارق الرومية الراسية هناك، وعادوا بها إلى الضفة الشرقية، إذ لم يكن للعثمانيين أسطول حينذاك حيث لاتزال دولتهم في بداية تأسيسها، وفي الضفة الشرقية أمر " سليمان " جنوده، أن يركبوا في الزوارق حيث تنقلهم إلى الشاطئ الأوربي حيث فتحوا ميناء قلعة " ترنب "، " وغاليبولي " التي فيها قلعة " جنا قلعة " و "أبسالا " " ورودستو " وكلها تقع على مضيق " الدردنيل " من الجنوب إلى الشمال، وبهذا خطا هذا السلطان خطوة كبيرة استفاد بها من جاء بعده في فتح " القسطنطينية "( ).


أولاً : تأسيس الجيش الجديد ديني تتارى :


إن من أهم الأعمال التي ترتبط بحياة السلطان أورخان، تأسيسه للجيش الإسلامي وحرص على إدخال نظاماً خاصاً للجيش، فقسمه إلى وحدات تتكون كل وحدة من عشرة أشخاص، أو مائة شخص، أو ألف شخص، وخصص خمس الغنائم للانفاق منها على الجيش، وجعله جيشاً دائماً بعد أن كان لايجتمع إلا وقت الحرب، وأنشأ له مراكز خاصة يتم تدريبه فيها( ).


كما أنه أضاف جيشاً آخر عرف بالانكشارية( )، شكله من المسلمين الجدد الذين ازداد عددهم بعد اتساع رقعة الدولة وانتصاراتها الكبيرة في حروبها مع أعدائها من غير المسلمين، ودخول أعداد كبيرة من أبناء تلك البلاد المفتوحة في الإسلام، ثم انضمامهم إلى صفوف المجاهدين في سبيل نشر الإسلام، فبعد أن يعتنقوا الإسلام ويتم تربيتهم تربية إسلامية فكرياً وحربياً يعينون في مراكز الجيش المختلفة، وقد قام العلماء والفقهاء مع سلطانهم أورخان بغرس حب الجهاد والذود عن الدين والشوق إلى نصرته أو الشهادة في سبيله وأصبح شعارهم ( غازياً أو شهيداً ) عندما يذهبون إلى ساحة الوغى( ).


ولقد زعم معظم المؤرخين الأجانب أن جيش الانكشارية تكون من انتزاع أطفال النصارى من بين أهاليهم ويجبرونهم على اعتناق الإسلام، بموجب نظام أو قانون زعموا أنه كان يدعى بنظام ( الدفشرية )، وزعموا أن هذا النظام كان يستند إلى ضريبة إسلامية شرعية أطلقوا عليها اسم " ضريبة الغلمان " وأسموها أحياناً " ضريبة الأبناء " ، وهي ضريبة زعموا أنها تبيح للمسلمين العثمانيين أن ينتزعوا خمس عدد أطفال كل مدينة أو قرية نصرانية ، باعتبارهم خمس الغنائم التي هي حصة بيت مال المسلمين ومن هؤلاء المؤرخين الأجانب الذين افتروا على الحقيقة، كارل بروكلمان، وجيبونز، وجب( ) ، إن الحقيقة تقول أن نظام الدثرمة المزعوم ليس سوى كذبة دُسَّت على تاريخ أورخان بن عثمان ومراد بن أورخان وانسحبت من بعده على العثمانيين قاطبة، فلم يكن نظام الدثرمة هذا إلا اهتماماً من الدولة العثمانية بالمشردين من الأطفال النصارى الذين تركتهم الحروب المستمرة أيتاماً أو مشردين، فالإسلام الذي تدين الدولة العثمانية به يرفض رفضاً قاطعاً ما يسمى بضريبة الغلمان التي نسبها المغرضون من المؤرخين الأجانب إليها.


لقد كانت أعداد هائلة من الأطفال فقدوا آبائهم وأمهاتهم بسبب الحروب والمعارك، فاندفع المسلمون العثمانيون إلى احتضان أولئك الأطفال الذين هاموا في طرقات المدن المفتوحة بعد فقدانهم لآبائهم وأمهاتهم وحرصوا على تأمين مستقبل كريم لهم وهل من مستقبل كريم وأمين إلا في الإسلام، أفاءن يحرص المسلمون على أن يعتنق الأطفال المشردون التائهون الإسلام، انبرى المفترون يزعمون أن المسلمين كانوا ينتزعونهم من أحضان آبائهم وأمهاتهم ؟؟ ويكرهونهم على الإسلام.


ومن المؤسف أن هذه الفرية الحاقدة، وهذا الإفك المبين، وهذا البهتان العظيم التقفه بعض المؤرخين المسلمين يدرسونه في مدارسهم وجامعاتهم وكأنه أمر مسلم به ويطرح على الطلاب كأنه حقيقة من الحقائق ولقد تأثر بكتب المؤرخين الأجانب مجموعة من المؤرخين المسلمين ومن هؤلاء من يشهد له بالغيرة على الإسلام، فأصبحوا يرددون هذا البهتان في كتبهم من أمثال، المؤرخ محمد فريد بك المحامي في كتابه الدولة العلية العثمانية، والدكتور علي حسون في كتابه، تاريخ الدولة العثمانية، والمؤرخ محمد كرد في كتابه خطط الشام، والدكتور عمر عبدالعزيز في كتابه " محاضرات في تاريخ الشعوب الإسلامية " والدكتور عبدالكريم غرايبه في كتاب العرب والأتراك.


الحقيقة تقول كل من ذكر ضريبة الغلمان أو أخذهم بالقوة من ذويهم تحت قانون أخذ خمس أطفال المدن والقرى ليس له دليل إلا كتب المستشرقين، كجب، المؤرخ النصراني سوموفيل، أو بركلمان وهؤلاء لايطمئن إليهم في كتابة التاريخ الإسلامي ولا إلى نواياهم تجاه الإسلام وتاريخ الإسلام.


إن الذين يربون تربية خاصة على الجهاد لم يكونوا نصارى وإنما كانوا أبناء آباء مسلمين انخلعوا عن النصرانية، واهتدوا إلى الإسلام، وشرعوا من أنفسهم وعن طواعية لا عن إكراه، يقدمون أبناءهم للسلطان ليستكمل تربيتهم تربية إسلامية، أما باقي الأطفال فقد كانوا من الأيتام والمشردين الذين أفرزتهم الحروب فاحتضنتهم الدولة العثمانية.


إن حقيقة الجيش الجديد الذي أنشأه أورخان بن عثمان هي تشكيل جيش نظامي يكون دائم الاستعداد والتواجد قريباً منه في حالة الحرب أو السلم على حد سواء، فشكل من فرسان عشيرته ومن مجاهدي النفير الذين كانوا يسارعون لاجابة داعي الجهاد ومن أمراء الروم وعساكرهم الذين دخل الإسلام في قلوبهم، وحسن إسلامهم وما كاد أورخان ينتهي من تنظيم هذا الجيش حتى سارع إلى حيث يقيم العالم المؤمن التقي الحاج بكتاش وطلب منه أن يدعو لهم خيراً، فتلقاهم العالم المؤمن خير لقاء ووضع يده على رأس أحد الجنود، ودعا لهم الله أن يبيض وجوههم، ويجعل سُيوفهم حادة قاطعة، وأن ينصرهم في كل معركة يخوضونها في سبيل الله ثم مال تجاه أورخان فسأله، هل اتخذت لهذا الجيش اسماً.. ؟ قال: لا، قال: فليكن اسمه " يني جري " وتلفظ " يني تشري " أي الجيش الجديد.


وكانت راية الجيش الجديد من قماش أحمر وسطها هلال، وتحت الهلال صورة لسيف أطلقوا عليه اسم " ذي الفقار " تيمناً بسيف الإمام علي رضي الله عنه( ).


لقد كان علاء الدين بن عثمان أخو أورخان صاحب الفكرة وكان عالماً في الشريعة ومشهور بالزهد والتصوف الصحيح( ).


وعمل أورخان على زيادة عدد جيشه الجديد بعد أن ازدادت تبعات الجهاد ومناجزة البيزنطيين، فاختار عدداً من شباب الأتراك، وعدداً من شباب البيزنطيين الذين أسلموا وحسن إسلامهم، فضمهم إلى الجيش واهتم اهتماماً كبيراً بتربيتهم تربية إسلامية جهادية.


ولم يلبث الجيش الجديد حتى تزايد عدده، وأصبح يضم آلافاً من المجاهدين في سبيل الله.


لقد كان أورخان وعلاء الدين متفقين على أن الهدف الرئيسي لتشكيل الجيش الجديد، هو مواصلة الجهاد ضد البيزنطيين وفتح المزيد من أراضيهم بهدف نشر الإسلام فيها، والاستفادة من البيزنطيين الذين أسلموا في نشر الإسلام بعد أن يكونوا تلقوا تربية إسلامية جهادية وترسخت في قلوبهم مبادئ الإسلام سلوكاً وجهاداً.


وخلاصة القول، أن السلطان أورخان، لم ينتزع غلاماً نصرانياً واحداً من بيت أبيه، ولم يكره غلاماً نصرانياً واحداً على اعتناق الإسلام، وأن كل ما زعمه بروكلمان وجيب وجببونز، كذب واختلاق، ينبغي أن تزال آثاره من كتب تاريخنا الإسلامي( ) إن من مقتضيات الأمانة العلمية، والأخوة الإسلامية، تضع في عنق كل مسلم غيور، وخاصة العلماء والمثقفين والمفكرين، والمؤرخين والمدرسين، والباحثين، والإعلاميين، أمانة نسف هذه الفرية ودحض هذه الشبهة التي ألصقت بالعثمانيين وأصبحت كأنها حقيقة لاتقبل النقاش والمراجعة والحوار.


ثانياً: سياسة أورخان الداخلية والخارجية:


كانت غزوات أورخان منصبة على الروم ولكن حدث في سنة


(736هـ-1336م) أن توفي أمير قره سي - وهي إحدى الإمارات التي قامت على أنقاض دولة سلاجقة الروم واختلف ولده من بعده وتنازعا الإمارة . واستفاد أورخان من هذه الفرصة فتدخل في النزاع وانتهى بالإستيلاء على الإمارة وقد كان مما تهدف إليه الدولة العثمانية الناشئة أن ترث دولة سلاجقة الروم في آسيا الصغرى وترث ماكانت تملكه واستمر الصراع لذلك بينها وبين الإمارات الأخرى حتى أيام الفاتح حيث تم إخضاع آسيا الصغرى برمتها لسلطانه.


واهتم أورخان بتوطيد أركان دولته وإلى الأعمال الإصلاحية والعمرانية ونظم شؤون الإدارة وقوى الجيش وبنى المساجد وانشأ المعاهد العلمية( ) وأشرف عليها خيرة العلماء والمعلمون وكانوا يحظون بقدر كبير من الاحترام في الدولة، وكانت كل قرية بها مدارسها وكل مدينة بها كليتها التي تعلم النحو والتراكيب اللغوية والمنطق والميتافزيقا وفقه اللغة وعلم الإبداع اللغوي والبلاغة والهندسة والفلك( ) وبالطبع تحفيظ القرآن وتدريس علومه والسنة والفقه والعقائد.


وهكذا أمضى أورخان بعد استيلائه على إمارة قره سي عشرين سنة دون أن يقوم بأي حروب، بل قضاها في صقل النظم المدنية والعسكرية التي أوجدتها الدولة، وفي تعزيز الأمن الداخلي، وبناء المساجد ورصد الأوقاف عليها وإقامة المنشآت العامة الشاسعة، مما يشهد بعظمة أورخان وتقواه، وحكمته وبعد نظره، فإنه لم يشن الحرب تلو الحرب طمعاً في التوسع وإنما حرص على تعزيز سلطانه في الأراضي التي يتاح له ضمها. وحرص على طبع كل أرض جديدة بطابع الدولة المدني والعسكري والتربوي والثقافي وبذلك تصبح جزءاً لايتجزأ من أملاكهم، بحيث أصبحت أملاك الدولة في آسيا الصغرى متماثلة ومستقرة.


وهذا يدل على فهم واستيعاب أورخان لسنة التدرج في بناء الدول وإقامة الحضارة، وإحياء الشعوب.


وما أن تمّ أورخان البناء الداخلي حتىحدث صراع على الحكم داخل الدولة البيزنطية وطلب الأمبراطور ( كونتاكوزينوس ) مساعده السلطان أورخان ضد خصمه، فأرسل قوات من العثمانيين لتوطيد النفوذ العثماني في أوربا. وفي عام 1358 أصاب زلزال مدن تراقيا فانهارت أسوار غاليبولي وهجرها أهلها مما سهل على العثمانيين دخولها. وقد احتج الإمبراطور البيزنطي على ذلك دون جدوى - وكان رد أورخان أن العناية الإلهية قد فتحت أبواب المدينة أمام قواته. ومالبثت غاليبولي أن أصبحت أول قاعدة عثمانية في أوربا، ومنها انطلقت الحملات الأولى التي توجت في النهاية بالإستيلاء على كل شبه جزيرة البلقان.. وحين انفرد حنا الخامس باليولوجس بحكم بيزنطة أقر كل فتوح أورخان في أوروبا في مقابل تعهد السلطان بتسيهل وصول الطعام والمؤن إلى القسطنطينية. وأرسل أورخان أعداداً كبيرة من القبائل المسلمة بغية الدعوة إلى الإسلام ومنع تمكن النصارى من طرد العثمانيين من أوربا( ).


ثالثاً: العوامل التي ساعدت السلطان أورخان في تحقيق أهدافه :


1- المرحلية التي سار عليها أورخان واستفادته من جهود والده عثمان ووجود الإمكانيات المادية والمعنوية التي ساعدتهم على فتح الأراضي البيزنطية في الأناضول وتدعيم سلطتهم فيها ولقد تميزت جهود أورخان بالخطى الوئيدة والحاسمة في توسيع دولته ومد حدودها، ولم ينتبه العالم المسيحي إلى خطورة الدولة العثمانية إلا بعد أن عبروا البحر واستولوا على غاليبولي( ).


2- كان العثمانيون - يتميزون - في المواجهة الحربية التي تمت بينهم وبين الشعوب البلقانية - بوحدة الصف ووحدة الهدف ووحدة المذهب الديني وهو المذهب السني.


3- وصول الدولة البيزنطية إلى حالة من الإعياء الشديد وكان المجتمع البيزنطي قد أصابه تفكك سياسي وانحلال ديني واجتماعي، فسهل على العثمانيين ضم أقاليم هذه الدولة.


4- ضعف الجبهة المسيحية نتيجة لعدم الثقة بين السلطات الحاكمة في الدولة البيزنطية وبلغاريا وبلاد الصرب والمجر، ولذلك تعذر في معظم الأحيان تنسيق الخطط السياسية والعسكرية للوقوف في جبهة واحدة ضد العثمانيين( ).


5- الخلاف الديني بين روما والقسطنطينية أي بين الكاثوليك والأرثوذكسية الذي استحكمت حلقاته وترك آثاراً عميقة الجذور في نفوس الفريقين.


6- ظهور النظام العسكري الجديد على أسس عقدية، ومنهجية تربوية وأهداف ربانية وأشرف عليه خيرة قادة العثمانيين.


3.السلطان مراد الأول
761-791هـ/1360-1389م


كان مراد الأول شجاعاً مجاهداً كريماً متديناً، وكان محباً للنظام متمسكاً به، عادلاً مع رعاياه وجنوده، شغوفاً بالغزوات وبناء المساجد والمدارس والملاجئ وكان بجانبه مجموعة من خيرة القادة والخبراء والعسكريين، شكل منهم مجلساً لشورته، وتوسع في آسيا الصغرى وأوربا في وقت واحد.
ففي أوربا هاجم الجيش العثماني أملاك الدولة البيزنطية ثم استولى على مدينة أدرنه في عام ( 762هـ/ 1360م ) وكانت لتلك المدينة أهمية استراتيجية في البلقان، وكانت ثاني مدينة في الإمبراطورية البيزنطية بعد القسطنطينية. واتخذ مراد من هذه المدينة عاصمة للدولة العثمانية منذ عام (768هـ / 1366م )، وبذلك انتقلت العاصمة إلى أوربا، وأصبحت أدرنه عاصمة إسلامية، وكان هدف مراد من هذه النقلة:
1- استغلال مناعة استحكامات أدرنة الحربية وقربها من مسرح العمليات الجهادية.
2- رغبة مراد في ضم الأقاليم الأوربية التي وصلوا إليها في جهادهم وثبتوا أقدامهم فيها.
3- جمع مراد في هذه العاصمة كل مقومات النهوض بالدولة وأصول الحكم، فتكونت فيها فئات الموظفين وفرق الجيش وطوائف رجال القانون وعلماء الدين، وأقيمت دور المحاكم وشيدت المدارس المدنية والمعاهد العسكرية لتدريب الانكشارية.
واستمرت أدرنة على هذا الوضع السياسي والعسكري والإداري والثقافي والديني حتى فتح العثمانيون القسطنطينية في عام ( 857هـ- 1453م )، فأصبحت عاصمة لدولتهم( ).
أولاً: تحالف صليبي ضد مراد :
مضى السلطان مراد في حركة الجهاد والدعوة وفتح الأقاليم في أوربا، وانطلق جيشه يفتح مقدونيا، وكانت لانتصاراته أصداء بعيدة، فتكون تحالف أوربي بلقاني صليبي باركه البابا أوربا الخامس، وضم الصربيين والبلغاريين والمجريين، وسكان إقليم والاشيا. وقد استطاعت الدول الأعضاء في التحالف الصليبي أن تحشد جيشاً بلغ عدده ستين ألف جندي تصدى لهم القائد العثماني " لالاشاهين " بقوة تقل عدداً عن القوات المتحالفة، وقابلهم على مقربة من "تشيرمن" على نهر مارتيزا، حيث وقعت معركة مروعة وانهزم الجيش المتحالف، وهرب الأميران الصربيان، ولكنهما غرقا في نهر مارتيزا ، ونجا ملك المجر بأعجوبة من الموت أما السلطان مراد فكان في هذه الأثناء مشتغلاً بالقتال في بلاد آسيا الصغرى حيث فتح عدة مدن ثم عاد الى مقر سلطنته لتنظيم ما فتحه من الأقاليم والبلدان كما هو شأن القائد الحكيم( ).
وكان من نتائج انتصار العثمانيين على نهر مارتيزا أمور مهمة منها:
1- تم لهم فتح إقليم تراقيا ومقدونيا ووصلوا الى جنوبي بلغاريا والى شرقي صربيا.
2- اصبحت مدن وأملاك الدولة البيزنطية وبلغاريا وصربيا تتساقط في أيديهم كأوراق الخريف( ).
أول معاهدة بين الدولة العثمانية والمسيحية:
لما اشتد ساعد الدولة العثمانية خاف مجاوروها، خصوصاً الضعفاء منهم، فبادرت جمهورية (راجوزه)( ) وارسلت الى السلطان مراد رسلاً ليعقدوا مع السلطان مراد معاهدة ودية وتجارية تعاهدوا فيها بدفع جزية سنوية قدرها 500 دوكا ذهب وهذه أول معاهدة عقدت بين الدولة العثمانية والدول المسيحية( ).
معركة قوصره:
كان السلطان مراد قد توغل في بلاد البلقان بنفسه وعن طريق قواده مما آثار الصرب، فحاولوا في أكثر من مرة استغلال غياب السلطان عن أوروبا في الهجوم على الجيوش العثمانية في البلقان وماجاورها ولكنهم فشلوا في تحقيق انتصارات تذكر على العثمانيين ، فتحالف الصرب والبوسنيون والبلغار وأعدوا جيشاً أوروبياً صليبياً كثيفاً لحرب السلطان الذي كان قد وصل بجيوشه بعد إعدادها إعداداً قوياً الى منطقة كوسفو في البلقان ومن الموافقات التي تذكر أن وزير السلطان مراد الذي كان يحمل معه مصحفاً فتحه على غير قصد فوقع نظره على هذه الآية: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لايفقهون} (سورة الانفال: الآية 65) فاستبثر بالنصر واستبشر معه المسلمون ولم يلبث أن نشب القتال بين الجمعين وحمي وطيسه واشتدت المعركة وانجلت الحرب عن انتصار المسلمين انتصاراً باهراً حاسماً( ).
ثانياً : استشهاد السلطان مراد :
بعد الانتصار في قُوصُووَه، قام السلطان مراد يتفقد ساحة المعركة ويدور بنفسه بين صفوف القتلى من المسلمين ويدعوا لهم، كما كان يتفقد الجرحى، وفي أثناء ذلك قام جندي من الصرب كان قد تظاهر بالموت وأسرع نحو السلطان فتمكن الحراس من القبض عليه، ولكنه تظاهر بأنه جاء يريد محادثة السلطان ويريد أن يعلن اسلامه على يديه، وعند ذلك أشار السلطان للحرس بأن يطلقوه فتظاهر بأنه يريد تقبيل يد السلطان وقام في حركة سريعة بإخراج خنجر مسموم طعن به السلطان فاستشهد رحمه الله في 15 شعبان 791هـ( ).
أ- الكلمات الأخيرة للسلطان مراد:
" لايسعني حين رحيلي إلا أن أشكر الله إنه علام الغيوب المتقبل دعاء الفقير، أشهد إن لا إله إلا الله ، وليس يستحق الشكر والثناء إلا هو، لقد أوشكت حياتي على النهاية ورأيت نصر جند الاسلام. أطيعوا ابني يزيد، ولاتعذبوا الأسرى ولا تؤذونهم ولا تسلبوهم وأودعكم منذ هذه اللحظة وأودع جيشنا الظافر العظيم الى رحمة الله فهو الذي يحفظ دولتنا من كل سوء"( ) لقد استشهد هذا السلطان العظيم بعد أن بلغ من العمر 65 عاماً.
ب- دعاء السلطان مراد قبل إندلاع معركة قوصوه:
كان السلطان مراد يعلم أنه يقاتل في سبيل الله وأن النصر من عنده ولذلك كان كثير الدعاء والإلحاح على الله والتضرع إليه والتوكل عليه ومن دعاءه الخاشع نستدل على معرفة السلطان مراد لربه وتحقيقه لمعاني العبودية ، يقول السلطان مراد في مناجاته لربه : "يا الله يارحيم يارب السموات يامن تتقبل الدعاء لا تخزني يارحمن يارحيم استجب دعاء عبدك الفقير هذه المرة رسل السماء علينا مدراراً وبدد سحب الظلام فنرى عدونا وما نحن سوى عبيدك المذنبين إنك الوهاب ونحن فقراؤك. ما أنا سوى عبدك الفقير المتضرع، وأنت العليم ياعلام الغيوب والأسرار وما تخفي الصدور ليس لي من غاية لنفسي ولا مصلحة ولا يحملني طلب المغنم فأنا لا أطمع إلا في رضاك ياالله ياعليم ياموجود في كل الوجود( ) أفديك روحي فتقبل رجائي ولاتجعل المسلمين يبؤ بهم الخذلان أمام العدو. ياالله ياأرحم الراحمين لاتجعلني سبباً في موتهم، بل أجعلهم المنتصرين، إن روحي أبذلها فداءً لك يارب إني وددت ولازلت دوماً إبغي الاستشهاد من أجل جند الاسلام، فلا ترني ياإلهي محنتهم واسمح لي ياإلهي هذه المرة أن أستشهد في سبيلك ومن أجل مرضاتك..." ( ).
وفي رواية : (يا إلهي ، أنني أقسم بعزتك وجلالك أننى لا أبتغي من جهادي هذه الدنيا الفانية، ولكنني أبتغي رضاك، ولا شيء غير رضاك ياإلهي، أنني أقسم بعزتك وجلالك أنني في سبيلك، فزدني تشريفاً بالموت في سبيلك"( ).
وفي رواية : "ياإلهي ، ومولاي ، تقبل دعائي وتضرعي ، وأنزل علينا برحمتك غيثاً يطفئ من حولنا غبار العواصف، وأغمرنا بضياء يبدد من حولنا الظلمات، حتى نتمكن من ابصار مواقع عدونا فنقاتله في سبيل اعزاز دينك العزيز.
إلهي ومولاي، ان الملك والقوة لك، تمنحها لمن تشاء من عبادك، وأنا عبدك العاجز الفقير، تعلم سري ، وجهري، أقسم بعزتك وجلالك انني لا أبتغي من جهادي حطام هذه الدنيا الفانية ، ولكني أبتغي رضاك ولا شيء غير رضاك.
إلهي، ومولاي، أسألك بجاه وجهك الكريم، أن تجعلني فداء للمسلمين جميعاً، ولا تجعلني سبباً في هلاك أحد من المسلمين في سبيل غير سبيلك القويم.
إلهي، ومولاي ، ان كان في استشهادي نجاة لجند المسلمين فلا تحرمني الشهادة في سبيلك ، لأنعم بجوارك ونعم الجوار جوارك.
إلهي، ومولاي، لقد شرفتني بأن هديتني الى طريق الجهاد في سبيلك ، فزدني شرفاً بالموت في سبيلك"( ).
إن هذا الدعاء الخاشع دليل على معرفة السلطان مراد لله عز وجل ، وعلى أنه حقق شروط كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) ولقد اجتمعت شروطها في سلوكه وحياته فهو على :
- علم بمعناها المراد بها نفياً وإثباتاً المنافي للجهل بذلك قال تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} (سورة محمد : آية 19).
وقال تعالى: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} (سورة الزخرف: آية 86). أي بـ " لا إله إلا الله" وهم يعلمون "بقلوبهم مانطقوا به بألسنتهم .
- اليقين المنافي للشك، فقد كان السلطان مراد مستقيناً بمدلول هذه الكلمة، يقيناً جازماً، فإن الايمان لايغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن( ). قال تعالى: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} (سورة الحجرات: آية 15).
- قبوله لما أقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه، وانقياده لما دلت عليه من أوامر واجتناب للنواهي قال تعالى: {ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى} (سورة لقمان: آية 22).
قال تعالى: {فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما} (سورة
- كان صادقاً مع ربه، مخلصاً اخلاصاً طهر به شوائب الشرك من نفسه قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}(سورة البينة: آية5).
- كان مخلصاً لخالقه مستعداً لبذل النفس والمال في سبيله قال تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشدُ حباً لله...} (سورة البقرة: آية 165).
وقال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم...} (سورة المائدة: آية 54).
وفي الحديث الصحيح: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار"( ).
لقد فهم السلطان مراد حقيقة الايمان وكلمة التوحيد وذاق آثارها في حياته، فنشأت في نفسه آنفة وعزة مستمدة من الايمان بالله ، فايقن أنه لا نافع إلا الله، فهو المحي والمميت، وهو صاحب الحكم والسلطة والسيادة ومن ثم نزع من قلبه كل خوف إلا منه سبحانه، فلم يطأطأ راسه أمام احد من الخلق، ولا يتضرع إليه، ولا يرتع من كبريائه وعظمته، لأنه على يقين بأن الله هو القادر العظيم ، ولقد اكسبه الايمان بالله قوة عظيمة من العزم والإقدام والصبر والثبات والتوكل والتطلع الى معالي الأمور ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى، فكان في المعارك التي خاضها ثابتاً كالجبال الراسية وكان على يقين راسخ بأن المالك الوحيد لنفسه وماله هو الله سبحانه وتعالى ولذلك لم يبالي بأن يضحي في سبيل مرضاة ربه بكل غال ورخيص.
أن السلطان مراد عاش حقيقة الإيمان ولذلك اندفع الى ساحات الجهاد، وبذل مايملكه من أجل دعوة الاسلام.
لقد قاد السلطان مراد الشعب العثماني ثلاثين سنة بكل حكمة ومهارة لا يضاهيه فيها احد من ساسة عصره قال المؤرخ البيزنطي هالكو نديلاس عن مراد الأول : (قام مراد بأعمال هامة كثيرة. دخل 37 معركة سواء في الاناضول أو في البلقان ، وخرج منها جميعاً ظافراً، وكان يعامل رعيته معاملة شفوقة دون النظر لفوارق العرق والدين)( ).
ويقول عنه المؤرخ الفرنسي كرينارد: (كان مراد واحداً من اكبر رجالات آل عثمان ، وإذا قوّمنا تقويماً شخصياً ، نجده في مستوى أعلى من كل حكام أوروبا في عهده)( ).
لقد ورث مراد الأول عن والده إمارة كبيرة بلغت 95.000كيلومتر مربع وعند استشهاده ، تسلم أبنه بايزيد هذه الامارة العثمانية بعد أن بلغت 500.000كليومتر مربع بمعنى أنها زادت في مدى حوالي 29 سنة أكثر خمسة أمثال ماتركها له والده أوروخان( ).
أما النتائج التي ترتبت على انتصار المسلمين في معركة قوصوه ما يلي:
1.انتشار الاسلام في منطقة البلقان وتحول عدد كبير من الأشراف القدامى والشيوخ الى الاسلام بمحض إرادتهم .
2.اضطرت العديد من الدول الأوروبية الى أن تخطب ود الدولة العثمانية ، فبادرت بعضها بدفع الجزية لهم، وقام البعض الآخر بإعلان ولائه للعثمانيين خشية قوتهم واتقاء غضبهم.
3.أمتدت سلطة العثمانيين على أمراء المجر ورومانيا والمناطق المجاورة للإدرياتيك حتى وصل نفوذهم الى ألبانيا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلاطين الدولة العثمانية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» سلاطين الدولة العثمانية
»  الدولة الأيوبية في مصر
» الدولة العثمانية
» الدولة الطولونية في مصر
» ما السر أن العمامة العثمانية كبيرة جدا؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتدى العام :: قسم التاريخ العام والشخصيات التاريخية-
انتقل الى: