المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدولة الخلدونية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المصراوية
Admin
Admin
المصراوية


اعلام خاصة :
الجنس : انثى عدد المساهمات : 138917
تاريخ التسجيل : 11/12/2010
الموقع الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية
المزاج : الحمد لله معتـــــــدل

الدولة الخلدونية Empty
مُساهمةموضوع: الدولة الخلدونية   الدولة الخلدونية I_icon_minitimeالأربعاء 10 أكتوبر 2018 - 5:54

الدولة الخلدونية Upload92c8b7ee2c



الدولة الخلدونية 9k=

عايش ابن خلدون (1332م- 1406م) معايشة شخصية فترة أليمة في
 تاريخ الأمة.. فقد رأى بعينيه سقوط دولة المغرب وانهيار دولة المشرق
 تحت أقدام الأسبان والتتار.. كان شاهدًا مباشرًا على هذا الانهيار (وقع
 في أسر تيمورلنك). كان الرجل مثقلاً بالمرارة والنقمة عندما رأى العرب
غارقين في نزاعاتهم الداخلية وصراعاتهم العميقة، وانعكس ذلك على
 آرائه التي تميزت بقدر كبير من الحدة تجاه العرب وطباعهم، وقال فيهم
 قولاً شديدًا: "من عوائد العرب الخروج عن ربقة الحكم وعدم الانقياد
للسياسة.. فهم منافسون في الرئاسة، وقلّ أن يُسلّم أحدٌ منهم من الغيرة
ولو كان أباه أو أخاه أو كبير عشيرته".
يقولون: إن الفكر ما هو إلا تجليات الواقع.. والعلاقة بين الفكر والواقع
علاقة جدلية قديمة يتبادل فيها الطرفان التأثير تبعًا لظروف كثيرة.. في
الأغلب الأعم يستسلم الفكر لإكراهات الواقع التي غالبًا ما تكون شديدة
 الوطأة (من الممكن أن نقرأ بعض آراء ابن تيمية وسيد قطب من هذه
 الزاوية).. التفاعل بين الطرفين عادة ما ينتج فكرًا مستجيبًا لمقتضيات
عصره وأوانه لا أكثر ولا أقل.
أفكار ابن خلدون المجردة في علم الاجتماع السياسي كانت واضحة
 ومنطقية، فالاجتماع الإنساني ضرورة.. واستقامة هذا الاجتماع
 واستقراره يقتضي وجود "حاكم". ولا بد أن يكون هذا الحاكم
 (متغلبًا) يملك مبررًا لوجوده وقدرة على إدامة هذا الوجود واستمراره.
 ومصدر هذا التغلب هو (العصبيَّة). والعصبية تعني الامتداد الجماهيري
 والشعبي المنظم.
"لا يتم الملك إلا بالعصبيَّة، والعرب لا يحصل لهم ملك إلا بصبغة دينية من
 نبوة أو ولاية أو إرث عظيم من الدين على الجملة؛ لأن الدين يُذهِب عن
 العرب صفة التوحش والكيد والمنافسة والتحاسد".
هكذا تحدث ابن خلدون.. الأمم العظيمة استثمارها الحقيقي هو الإنسان..
 بتدشينه أخلاقيًّا.. والدين الخُلُق، فمن زاد عنك في الخلق زاد عنك في
 الدين، ومن نقص عنك في الخلق نقص عنك في الدين.. كما يقول
 ابن القيم.
من يدعون إلى هذه المعاني ليس لديهم شعور بأنهم (شعب الله المختار)،
 كما قال الأستاذ حمدين صباحي واصفًا الإسلاميين.. فقط لديهم ضمير
 ديني وحس أخلاقي ووعي تاريخي.
هذا الوعي التاريخي ازداد قوة بالاتجاه الواضح للإسلاميين بالتمييز بين
 العمل الدعوي والعمل الحزبي.. أراه في (الحرية والعدالة) وأراه في
 (مصر القوية).. جيل السبعينيات يصالح التاريخ ويصالحه التاريخ بتطوير
 المسارات في الاتجاه الأصوب والأكمل.
ابن خلدون سيقوم بتقديم تطوير حركي للدعوات الدينية في اتجاه البناء
التنظيمي، فيقول: "الدعوة الدينية بدون عصبية لا تتم...". لا بد إذن من
 (التنظيم) لنجاح أي دعوة دينية في تحقيق أهدافها، والتي هي بالبديهة
 (نشر الدعوة) ودعم الدولة.. (دولة الدعوة) التي تقيم (المجتمع
 المتوازن)، الشرط الضروري لإقامة الشريعة وتطبيق نظام قانوني كامل..
 فالكل في حق الحياة سواء.
دعم(الدعوة) لـ(الدولة)، رأيناه كثيرًا في التاريخ.. الدعوة العباسية.. دعوة
المرابطين.. دعوة الموحدين.. وكل تجربة تاريخية لها إيجابياتها وسلبياتها..
 وليس فرضًا علينا حمل آثار الماضي أو تركاته، خاصة إذا كانت تحمل بعض
 العيوب.. لدينا المشروع والتجربة، ونستطيع إعادة صياغتها على نحو
 أصح وأسلم من تلك العيوب.
حضور الدين في الدولة عبر التاريخ الحضاري للأمة كان لازمًا ودائمًا،
 إذا ما اقتطعنا من نظرية ابن خلدون فكرة (التغلب) بالمعنى القهري،
وأحللنا مكانها فكرة استدعاء الجماهير للدعوة.. سنجد أن هذه النظرية -
من قوة قراءتها للواقع الموضوعي والتاريخي للأمة- ليست (نظرية)
فقط ولكنها (حقيقة).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدولة الخلدونية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدولة الطولونية في مصر
» الدولة العباسية
» الدولة البزنطية
» (الدولة الفرعونية)
» الدولة العثمانية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتدى العام :: قسم التاريخ العام والشخصيات التاريخية-
انتقل الى: