اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: المعصية اللذيذة!.. الأحد 12 مايو 2013 - 2:51
المعصية اللذيذة!
الغيبة! ..لأنها على خطورتها ورغم توافق الناس جميعاً على سوءها إلا أن الجميع يمارسها بلا تحفظ!، بل وبتلذذ أيضاًً!!. والأسوأ من ذلك أنها معصية يقع فيها الكثير من المتدينين أيضاً رغم أنهم يحرصون على تجنب الكذب والكلام البذيء وغير ذلك من عثرات اللسان ! مع أنها تعتبر كبيرة من الكبائر حسب التعريف الذي يعرّّف الكبائر على أنها (كل ما ورد عنه نهي صريح في القرآن الكريم وتوعّد الله تعالى عليه بالعقاب). إذا كنا جميعاً نتفق على أن الغيبة عادة قبيحة فلماذا نمارسها ونحبها ؟!. أولاً. لأن الغيبة في الواقع مدح للنفس من طرف خفيّ! فأنت عندما تقول: إن فلاناً غبي، فإنك تقول بلسان الحال دون المقال: إنك ذكيّ لأنك اكتشفت غباءه!. وإن وصفت انساناً بأنه كذاب فهذا يعني تلقائياً أنك صادق وتستنكر الكذب! أما إن ذممت تربية شخص ما لأبنائه ووصفتها بالفاشلة! فإنك تقول للسامع عبارة محذوفة تقديرها (أنا أعرف كيف أربي أولادي أفضل منه)! إننا نتوق دائماً إلى مدح أنفسنا وتعظيم شأنها أمام الناس ولا نستطيع أن نفعل ذلك بشكل مباشر، فنلجأ إلى الإنتقاص من الغير كبديل (محترم)!!. إما السبب الثاني لانتشار الغيبة أن المغتاب غالباً ما يلجأ إلى ممارسة هذه الفعلة في حضرة من يعلم أنهم يكرهون الشخص الغائب (الضحية) لذلك فإن ذمه لهم يكون تقّرباً وتزلّفاً إلى المستمع على حساب الغائب وتعميقاً للبغضاء وتحريضاً على الخصومة ومعاونة على الباطل عياذاً بالله من كل ذلك. ولكن.. تخيلوا في كل مرة تستغيبون فيها أحداً لو أن شخصاً جاءكم يحمل نفس الكلام ولكن بحقكم أنتم هذه المرة!. أنا شخصياً أسهل عندي أن يسرقني أحدهم –بمبلغ معقول طبعاً!- من أن يقول عني إنني غبي مثلاً ! وخصوصاً في غيابي، فهل تحبون أن يقال مثل ذلك عنكم ؟ وهل تكونون سعداء إن جاءكم من يخبركم أن فلاناً وصفكم ب(قلة الحياء) لا سمح الله!. أو أن أحداً اعتبركم (منافقين أو فاشلين)؟. لا شك أن كل عاقل منا يكره ذلك لكن معظمنا- إ ن لم نكن كلنا- نتلذذ في إطلاق بعض هذه الأوصاف وغيرها على الناس خصوصاً في غيابهم!. سيقول قائل: ولكنه غبي فعلاً أوفاشل أو كذاب ذلك الذي أستغيبه!! وأجيب هذا هو التعريف الدقيق للغيبة كما ذكره رسول الله عليه الصلاة والسلام (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهتّه). فلا عذر لديك على كل الوجوه! إن الدين العظيم عندما يمنعك أن تغتابني فإنه في نفس الوقت يمنعنني أن أغتابك وعندما يحمي عرضي منك فإنه يحمي عرضك مني أيضاً. وهكذا يكون المجتمع نظيفاً من كل أطرافه وبخلاف ذلك فإن علينا أن لا نلوم الآخرين إن استمتعوا بنهش لحومنا، فكما تدين تدان. ولقد سرق أحدهم ذات مرة محفظة أخيه فلما فتحها وجدها محفظته!
الموقع
موضوع: المعصية اللذيذة!.. 
الأحد 12 مايو 2013 - 2:51
