اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
موضوع: والقرآن الكريم وبيان العقيدة الاسلامية... الخميس 25 أبريل 2013 - 13:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة === ايجاز القرآن الكريم ومنهج العقيدة الاسلامية
- إن هذا المنهج يتميز:
أولاً: بكونه يعرض (الحقيقة) كما هي في عالم الواقع، بالأسلوب الذي يكشف كل زواياها وكل جوانبها وكل ارتباطاتها، وكل مقتضياتها، وهو مع هذا الشمول لا يعقِّد هذه الحقيقة ولا يلفُّها بالضباب، بل يخاطب بها الكينونة البشرية في كل مستوياتها.
وثانياً: بكونه مبرأً من الانقطاع والتمزق الملحوظَين في الدراسات (العلمية) والتأملات (الفلسفية)؛ فهو لا يُفرِد كل جانب من جوانب الكل الجميل المتناسق بحديث مستقل كما تصنع أساليب الأداء البشرية؛ وإنما هو يعرض هذه الجوانب في سياق موصول، يستحيل مجاراته أو تقليده.
وثالثاً: بكونه - مع تماسك جوانب الحقيقة وتناسقها - يحافظ تمـاماً علـى إعطـاء كلِّ جـانب من جوانبها مساحتَه، التي تساوي وزنه الحقيقي في ميزان الله؛ وهو الميزان، كما أنَّ هذه الحقائق لا يطغى بعضها على بعض في التصور الإسلامي.
ورابعاً: بتلك الحيوية الدافقة الموحية، مع الدقة والتقرير والتحديد الحاسم؛ وهي تمنح هذه الحقائق حيوية وإيقاعاً وروعة وجمالاً لا يتسامى إليها المنهج البشري في العرض ولا الأسلوب البشري في التعبير. ثم هي في الوقت ذاته تُعرَض في دقة عجيبة، وتحديد حاسم؛ ومع ذلك لا تجور الدقة على الحيوية والجمال، ولا يجور التحديد على الإيقاع والروعة[9].
2 - إن القرآن الكريم ومعه السُّنة النبوية هو مصدر هذه العقيدة الذي يتفق مع الفطرة والعقل: وفيه الغَنَاء والكفاية، وهو الهداية والنور، وهو في الوقت ذاته سبب الهداية إلى أقوم طريق في العقيدة والعبادة والأخلاق والتشريع، ولا يجوز أن نحمله على الآراء والمقررات البشرية القابلة للصواب والخطأ، بل ينبغي أن يكون هو المهيمن عليها المصحح لأخطائها والمقوِّم لمنهجها، ويكون فهمه وتفسيره قائماً على مناهج فهم النصوص في اللغة التي نزل بها مع البيان المعصوم من النبي صلى الله عليه وسلم.
3 - ويَحسُن في هذا المقام التأكيد على: وجوب دراسة مباحث العقيدة والإيمان وما يتصل بها دراسة موضوعية من القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، بطريقة تتناسب مع المخاطَبِين في هذا العصر من حيث طريقتُهم في التفكير وأسلوبهم في التعبير، مع المحافظة على المفاهيم الإسلامية، دون انتقاص أو تحريف.
ولذلك ينبغي أن نشير أيضاً إلى القضايا الفكرية والعقدية التي تطفو على الساحة اليوم، ومن ثَمَّ دراستها بأسلوب يتفق مع روح العصر، ويستفيد من مقررات العلوم القطعية ونتائجها، دون مجافاة لروح النصوص الشرعية الصريحة الصحيحة؛ إذ إن صحيح المنقول يتفق مع صريح المعقول.
ولعل هذا المقام يتسع لتوصية أخرى تتصل بالاهتمام بالتراث الإسلامي الذي خلَّفه لنا علماء السلف - رحمهم الله تعالى - في باب العقيدة والإيمان، مما كتبوه تحت عنوان: (الفقه الأكبر) أو (الشريعة) أو (العقيدة) أو (التوحيد) قبل أن يتأثر هذا العلم بالمؤثرات الأجنبية التي أثَّرت في (علم الكلام). والحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.