قصيدة " أراك طروبا " ليزيد بن معاوية بن أبي سفيان
وينسبها البعض أيضا إلى إبنه خالد بن يزيد بن معاوية
اراك طروبا والها كالمتيم * تطوف بأكناف السجاف المخيم
اصابك سهم ام رميت بنظرة * فما هذه الا سجية من رمي
على شاطيء الوادي نظرت حمامة * فطالت عليّ حسرتي وتندميِ
خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني * رأيتُ بعيني في أناملها دمي
خذوا بدمي منها فإني قتيلها * فلا مقصدي ألا تجود وتنعمي
ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها * ولكن سلوها كيف حل لها دمي
وقولوا لها يا منية النفس إنني * قتيل الهوى والعشق لو كنتِ تعلمي
ولا تحسبوا أني قتلت بصارم * ولكن رمتني من رباها بأسهم
لها حكم لقمـان وصـورة يوسـف * ونغـمـه داود وعـفـة مـريـم
ولي حزن يعقوب ووحشـه يونـس * وآلام أيـــوب وحـســرة آدم
مدنيـة الألحـاظ مكيـة الحشـى * هلاليـة العينيـن طائيـة الـفـم
وإن أتى ذكر العامرية فإنّني * أغار عليها من فم المتكلم
أغار عليها من أبيها وأمها * ومن مصّة المسواك إن دار في الفم
أغار على أعطافها من ثيابها * إذا ألبستها فوق جسم منعم
وأحسد أقداحا تقبلُ ثغرها * إذا أوضعتها موضع المزج في الفم
ولو قبـل مبكاهـا بكيـت صبابـة * لكنت شفيت النفـس قبـل التنـدم
ولكن بكت قبلي فهيج لـي البكـاء * بكاهـا فكـان الفضـل للمتـقـدم
بكيت على من زين الحسن وجههـا * وليس لها مثـل بعـرب وأعجمـي
ممشوطة بالمسك قد فاح نشرهـا * بثغـر كـأن الـدر فيـه منـظـم
ولمـا تلاقينـا وجــدت بنانـهـا * مخضبـه تحكـي عصـارة عنـدم
فقلت خضبت الكف بعـدي ,هكـذا * يكـون جـزاء المستهـام المتيـم
فقالت وأبدت في الحشى حرق الجوى * مقالة من في القول لـم يتبـرم
وعيشـك ما هـذا خضـاباً عرفتـهُ * فلا تكُ بالبهتان والـزور متهمـي
ولكننـي لمـا رأيـتـك نائياً * وقد كنت لي كفي وزنـدي ومعصمـي
بكيت دما يـوم النـوى , فمسحتـهُ * بكفي فاحمرت بناني من دمي
أشارت برمش العين خيفـة أهلهـا * إشـارة محـزون ولــم تتكـلـم
فأيقنت أن الطرف قد قـال مرحبـا * وأهـلا وسهـلا بالحبيـب المتيـم
ولولا يمس المفاضل بقربها * لما جاز عندي بالتراب التيمم
وإن حرّم الله الزنا في كتابه * فما حرّم التقبيل في الخدّ والفم
وإن حرمت يوما على دين أحمد * فخذها على دين المسيح بن مريم
فوالله لـولا الله والخـوف والرجـا * لعانقتهـا بيـن الحطيـم وزمـزم
ووسدتهـا زنـدي وقبلـت ثغرهـا * وكانت حلالا لي ولو كنـت محـرم
وقبلتهـا تسعـا وتسعيـن قبـلـة * براقـة بالكـف والـخـدِ والـفـم..