من أجمل الشعر المتداول على لسان العرب، ذاك الذي قيل في الحب، فهو ينقل لنا نبض صاحبه، ويأخذنا للحظة إرتجاله لأبيات الشعر، ويتركنا في دوامة التساؤل ما هي ظروف الشاعر والظروف التي أحاطت بالقصيدة، أكثر تلك الأشعار تأثيراً في نفسي، أشعار الجاهلي والعباسي والأموي، فيما يختص بالغزل منها والفراق . اخترت لكم اليوم بعض الشعراء.
وأبدأ بامرؤ القيس بن حجر وهو شاعر من العصر الجاهلي ومن أجمل معلّقاته:
1) قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل.... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
اذا قامتا تصوغ المسك منهما ....نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
ففاضت دموع العين مني صبابة ...على النحر حتى بل دمعي المحملي
أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل... وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
وإن تك قد ساءتك مني خليقةٌ... فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
أغرك مني أن حبك قاتلي... وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وأنك قسمت الفؤاد فنصفه... قتيلٌ ونصفٌ بالحديد مكبل
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي... بسهميك في أعشار قلب مقتل
وبيضة خدرٍ لا يرام خباؤها... تمتعت من لهو بها غير معجل
تجاوزت أحراساً إليها ومعشراً... علي حراصاً لو يسرون مقتلي
إذا ما الثريا في السماء تعرضت... تعرض أثناء الوشاح المفضل
فجئت، وقد نضت لنوم ثيابها... لدى الستر إلا لبسة المتفضل
فقالت يمين الله، ما لك حيلةٌ... وما إن أرى عنك الغواية تنجلي
خرجت بها أمشي تجر وراءنا... على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل
2) سموت إليها بعد ما نام أهلها
سمو حباب الماء حالا على حال
فقالت سباك الله إنك فاضحي
ألست ترى السمار والناس أحوال
فقلت يمين الله أبرح قاعدا
ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
حلفت لها بالله حلفة فاجر
لناموا فما إن من حديث ولا صال
فلما تنازعنا الحديث وأسمحت
هصرت بغصن ذي شماريخ ميال
وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا
ورضت فذلت صعبة أي إذلال
فأصبحت معشوقا وأصبح بعلها
عليه القتام سيء الظن والبال
يغط غطيط البكر شد خناقه
ليقتلني والمرء ليس بقتال
أيقتلني والمشرفي مضاجعي
ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وليس بذي رمح فيطعنني به
وليس بذي سيف وليس بنبال
أيقتلني وقد شغفت فؤادها
كما شغف المهنوءة الرجل الطالي
وقد علمت سلمى وإن كان بعلها
بأن الفتى يهذي وليس بفعال
وماذا عليه أن ذكرت أوانسا
كغزلان رمل في محاريب أقيال