قال الله عز وجل: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾
[ص: 29] فالقرآن الكريم كتاب كثير الخيرات والبركات فكم من عقول غيَّرها
وكم من أفكار صحَّحها، ومن بركاته أنه من أهم وأكبر الأسباب التي تُنمي العقل
إذا قُرأ بتدبُّر وتأمُّل وتفكُّر لمعانيه، وهذا التفكر مما يُنمي العقل ويزيد فيه، وإذا
كانت القراءة في الكتب المفيدة للبشر - كما سيأتي - تزيد في كمال العقل ونموه
فكيف بكتاب رب البشر الذي ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ
حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]؟
تكفَّل من أنزله بحفظه؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾
[الحجر: 9]، فمن عاش معه في ليله ونهاره بقلبه قبل لسانه، أنار الله بصيرته
واتسعتْ مداركه، وزاد عقله.