اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: المقامات السبعة في تلاوة القرآن الكريم الإثنين 16 أكتوبر 2017 - 11:04
الأول : البيات، وهو الذي يشرع به قارىء القرآن ويختم به ، وهو أشمل مقام ، حتى قيل إنّ بقية المقامات مشتقة منه ، وهو المقام الذي يستعمله كل إنسان في محاورته العاديّة . الثاني : الرست : وهو مقام شديد رائع ، يقرأ به قارىء القرآن في الآيات ذات الإيقاع الشديد ، من قبيل قرائة المنشاوي : (ألم تر كيف فعل ربك بعاد...) ومن قبيل قرائة عبد الباسط (إذا الشمس كورت) ، وهو الذي يتحاور به الإنسان أثناء الشدة ، ككلام الأم الشديد على ولدها عندما تغضب منه ، ومنه زئير الأسد فهو من مقام الرست . هذا المقام هو مقام الأذان ، المؤذنون عادة ، سيما المصريون ، يؤذنون به كعبد الباسط والمنشاوي ووو . الثالث : مقام الجاهركاه ، مقام رائع يجمع بين الحزن والشدة والرقة والرجاء في آن واحد ، من قبيل قرائة عبد الباسط (ومريم ابنة عمرات التي أحصنت فرجها فنفخنا...) وهي القراءة المجلسية في باكستان . الرابع : مقام النهاوند : مقام رائع عجيب ، هو مقام الحزن والفرح ، الخوف والرجاء ، لم يقرأ به عبد الباسط طيلة حياته ، في حين نجد أن الشيخ محمد صديق المنشاوي ، يعاود عليه في القرائة الواحدة أكثر من مرة ، وكذا بقية القراء ، ومثاله : قرائة مصطفى إسماعيل المشهورة جدا : (وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) [البقرة : 251] وهذا المقطع ، هو أول شيء يتعلمه القارىء المبتدىء في مسيرة هذا المقام . الخامس : مقام الصبا : مقام الحزن والبكاء والدمعة ، أروع من قرأ به ، هو الشيخ عبد الباسط ، حتى أن أكثر قرائته الصبا ، يعاود عليه كثيراً جداً في القراءة الواحدة ، والأمثلة عليه كثيرة . السادس : مقام السيكاه : هذا المقام أخلى المقامات على الاطلاق، يجمع بين الضدين ، فهو من جهة مقام فرح ، لكن هو أيضاً مقام حزن يقطع القلب حسب براعة القارىء ، ومن الطرائف أنّ أبرع من قرأ به الشيخ عبد الباسط ، لكنه لم يقرأ منه طيلة حياته إلاّ مقطع واحد بنفس واحد ، ولما سئل عن ذلك قال لأنه يطرب جدا ، والمقطع مشهور هو : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (9) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (12) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (14) ) وكلنا سمعناه .. السابع : مقام الحجاز : أجمل المقامات على الإطلاق ، يجمع بين الحزن الشديد ، وقوة النفس ، وانكسار الحال ، لكنه صعب الأداء جداً جداً ، منهك كثيراً ، حتى أن كبار القراء يتجنبون تلاوته ، وعلى أكثر التقادير ، فإن القارىء يقرأ ساعة كاملة ، ولا يقرأ من الحجاز إلا آية أو نصف آية ..، بخلاف عبد الباسط .. ومن أشهر الأمثلة على ذلك قرائة عبد الباسط المشهورة من سورة مريم : (وحنانا من لدنا وزكاة ....، ويوم يبعث حيا ) .. ثم عاد فقرأ الحجاز من جديد من نفس السورة ( فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا (22) فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا ) المسألة الرابعة : كيف نتعلم المقامات ؟؟؟؟؟؟؟ الجواب : كما ذكر ذلك أساتذة النغم القرآني ، كالشيخ شحاتة أنور وغيره . أن نأخذ قرائة كاملة لأستاذ كبير كالمنشاوي ، ثم يحلل أنغامها من البداية إلى النهاية خبير في هذا المجال ، أو ممارس ، كالآتي .. من البسلمة إلى قوله كذا مقام بيات (الدقيقة 1- 1.30) من قوله تعالى إلى قوله تعالى رست (الدقيقة كذا الى كذا ) وهكذا .. المسألة الخامسة : يستحب شرعاً قرائة القران بألحان الحزن والصوت الحسن الجميل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يدل على ذلك ، إجماع الأمة سنة وشيعة ، وأخبار أهل السنة في هذا لا تحصى ، ومن طرقنا .. روى الكليني رضوان الله عليه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إن القرآن نزل بالحزن فاقرءوه بالحزن. قلت أنا الهاد : إسناده صحيح . وروى رضوان الله عليه أيضاً عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر (عليه السلام) إذا قرأت القرآن فرفعت به صوتي جاءني الشيطان فقال إنما ترائي بهذا أهلك و الناس قال يا أبا محمد اقرأ قراءة ما بين القراءتين تسمع أهلك و رجع بالقرآن صوتك فإن الله عز و جل يحب الصوت الحسن يرجع فيه ترجيعا. قلت أنا الهاد : إسناده صحيح . والترجيع هو: تمطيط الحروف ومدّها باللحن الحسن . وروى الكليني عن العدة عن سهل بن زياد عن الحجال عن علي بن عقبة عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال كان علي بن الحسين (صلوات الله عليه) أحسن الناس صوتا بالقرآن و كان السقاءون يمرون فيقفون ببابه يسمعون قراءته و كان أبو جعفر (عليه السلام) أحسن الناس صوتا. قلت : إسناده ضعيف . وروى الكليني عن علي بن محمد عن إبراهيم الأحمر عن عبد الله بن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) اقرءوا القرآن بألحان العرب و أصواتها و إياكم و لحون أهل الفسق . قلت أنا الهاد : إسناده منجبر أو معتبر . وروى أيضاً بإسناد معتبر عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن عبد الله بن القاسم عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إن الله عز و جل أوحى إلى موسى بن عمران (عليه السلام) إذا وقفت بين يدي فقف موقف الذليل الفقير و إذا قرأت التوراة فأسمعنيها بصوت حزين. وروى أيضا عنه عن علي بن معبد عن عبد الله بن القاسم عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال النبي (صلى الله عليه وآله) لكل شي ء حلية و حلية القرآن الصوت الحسن. تنبيه : عند أهل السنة أبواب في ذلك ، فمن أبوابهم : باب التغني بالقرآن ، وباب تلاوته بالحزن . وبالصوت الحسن وغير ذلك ، ولا يقصدون إلا ما قصدناه أعلاه .