قال تعالى: ﴿ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 3]
في الآية الكريمة بيان لبغض المولى جلَّ وعلا أشد البغض وكراهيته
أبلغ الكراهية لما يقع من المؤمنين من انشغالهم بالقول والكلام والوعد
والادعاءوتفريطهم في الكسب والعمل والإتمام والإمضاء.
الآية بظاهرها دالة على شناعة هذه الصفة وبشاعة هذه الخصلة في
جميع الأحوال وكافة العلاقات (مع الرَّبِّ جلَّ جلالُه ومع النفس والآخرين).
لهذه الآفة الخطيرة أثرها على النفس البشرية بميلها للخمول والدعة
وانصرافها للدعاوى والأمنيات وترك الأوامر وإهمال الواجبات والجرأة
على النواهي والتهاون بالمخالفات.
كما أن لها عواقبها السيئة على المجتمع بالتفريط والتقصير في الحقوق
الأسرية والمهام الحياتية والقيم الأخلاقية بالحجج الباطلة والأعذار الواهية.
في السورة الجليلة إشارة للنجاة من هذه الخلة الذميمة بمجاهدة النفس
وتربية الفرد وتعويد المجتمع على إتباع العلم العملَ وتصديق القول بالفعل،
« فإنَّ الله كره لكم قِيل وقال وكثرةَ السؤال).