اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: لِمَ تَقُولُون مَا لا تَفْعَلُونَ السبت 22 فبراير 2014 - 16:41
قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لم تَقُولُونَ مَا لا تفعلون* كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تفعلون " [ الصف : 2-3 ] . ذكر الإمام الطبري رحمه الله بسنده عن ابن عباس قال : " كان ناس من المؤمنين قبل أن يُفرض الجهاد يقولون : " لوددنا أن الله دَلَّنا على أحب الأعمال إليه فنعمل به " ، فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إليه : إيمان بالله لا شك فيه ، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يُقِروا به ، فلما نزل الجهاد كره ذلك أناس من المؤمنين ، وشق عليهم أمره ، فقال الله : " يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تفعلون . " تفسير الطبري " (28 /84) ثم قال : " وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية قول من قال : عنى بها : الذين قالوا : لو عرفنا أحب الأعمال إلى الله لعملنا به ، ثم قَصَّروا في العمل بعد ما عرفوا " والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما هو مقرر في علم الأصول . والعلم الذي هو العلم المعتبر شرعاً ـ أعني : الذي مدح الله ورسوله أهله على الإطلاق ـ هو العلم الباعث على العمل ، الذي لا يخلي صاحبه جارياً مع هواه كيفما كان ، بل هو المقيد لصاحبه بمقتضاه ، الحامل له على قوانينه طوعاً أو كرهاً . " الموافقات " (1/69) وعن ابن مسعود رضي الله عنه : " كونوا للعلم وعاة ولا تكونوا له رواة ؛ فإنه قد يوعي ولا يروي ، وقد يروي ولا يوعي " ، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه : " لا تكون تقياً حتى تكون عالماً ، ولا تكون بالعلم جميلاً حتى تكون به عاملاً " ، وعن الحسن رحمه الله : " العالم الذي وافق علمه عمله ، ومن خالف علمه عمله فذلك راوية حديث ، سمع شيئاً فقاله " ، وقال الثوري رحمه الله : " العلماء إذا علموا عملوا ، فإذا عملوا شُغِلوا ، فإذا شُغِلوا فُقِدوا ، فإذا فُقِدوا طُلِبوا ، فإذا طُلِبوا هربوا " ، وقال رحمه الله : " العلم يهتف بالعمل ، فإن أجابه وإلا ارتحل " .