تأمَّلْ فهُناكَ صِلةٌ قويّةٌ بين الطهارةِ مِنْ الذُنوبِ والخطايا، وبينَ قَضَاءِ الحاجَاتِ
وتحقُّقِ الرَّغبَاتِ، وهُناكَ ارتبَاطٌ مَتينٌ بين القوةِ والثَّروةِ وسائِرِ الأرزاقِ، وبينَ
الاستِغفَارِ.
تأمَلْ: فالاستِغفارُ جَالبٌ للخَصْبِ والبركَةِ والنَّمَاءِ وكَثرةِ النَّسلِ﴿ فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ
رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ
وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 11، 12].
والاستغفارُ مَصْدرٌ للعِزةِ والقُوةِ، والصِّحةِ والغِنى: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ
ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا
مُجْرِمِينَ ﴾ [هو: 52].
وبهِ تُستَنْزَلُ الرحمَات: ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا
تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النمل: 46]، ﴿ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ
وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 74].
وبه يُستدفَعُ البَلاءُ والعذابُ: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾
[الأنفال: 33].
وبه يُستجَابُ الدُّعاءُ: ﴿ فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾
[هود: 61].
وبالاستغفَارِ يَبلُغُ كُلُّ ذِي فَضلٍ فَضلَهُ، ويَنالُ كُلُّ ذِي مَنزِلَةٍ مَنزلتَهُ، يُقولُ
الحقُّ تَباركَ وتعالى: ﴿ وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتّعْكُمْ مَّتَاعًا
حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْله ﴾ [هود: 3].
كمَا أنَّ في الاستغفارِ بإذنِ اللهِ فرجٌ مِنْ كُلِّ همٍّ، ومَخرجٌ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ، ورِزقٌ
للعبدِ مِنْ حَيثُ لا يحتَسِب، ففي الحديثِ: « مَنْ لَزِمَ الاستغفارَ جَعلَ اللهُ لهُ
مِنْ كُلِّ همٍّ فَرجًا، ومِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخرجًا، ورَزقَهُ مِنْ حَيثُ لا يحتَسِب ».
اللهم فقِهنا في الدِّين.. واجعلنا هُداةً مُهتدِين.