الخلافة الإسلامية هي الطريقة السياسية التي أديرت بها الدولة الإسلامية
بعد وفاة الرسول –صلى الله عليه وسلم - ، في زمن الخلفاء الراشدين وهم
الخليفة أبو بكر الصديق والخليفة عمر بن الخطاب والخليفة عثمان بن عفان
والخليفة علي بن أبي طالب – رضي الله عنهم جميعاً، تلا فترات الحكم هذه
فترتين قصار حكم فيهما الخليفة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
لمدة ستة أشهر تنازل بعدها عن الحكم لصالح معاوية بن أبي سفيان، وفترة
حكمٍ كان الخليفة فيها هو عمر بن عبد العزيز الذي لقبه المسلمون بخامس
الخلفاء الراشدين حيث تعتبر طريقة توليه الحكم متشابهة إلى حدٍّ ما مع الطريقة
التي تسلم فيها الخلفاء الراشدون الحكم. تقوم الخلافة الإسلامية على مبدأ تولية
خليفة للمسلمين، يحل محل الرسول الأعظم بعد وفاته، ويتولى تطبيق التشريعات
الإسلامية في المجتمع، بحيث صادق على أهلية هذا الخليفة وليقاته للحكم وتولي
أمور المسلمين، عقلاء ووجهاء وكافة المسلمين بغالبيتهم العظمى.
لم تتجاوز الفترة التي طبق فيها مبدأ الخلافة الإسلامية الثلاثين عاماً، على امتداد
أكثر من 1400 عاماً مضت، وهي فترة حكم الخلفاء الراشدين، حيث تم إجهاض
هذا المبدأ الوليد في الحكم على يد الأمويين ، فتحولت بعدها الخلافة إلى الملكية
المتوارثة ، وساد الاستبداد السياسي في فترات الحكم في القرون الإسلامية ،حيث
تعاني الدول الإسلامية وخاصة العربية من ويلات وتبعات هذا التحول إلى يومنا
هذه. ومما زاد الطين بلة هو شرعنة هذاعن طريق علماء الدين الذين روجوا لما
سمي بالعقيدة الجبرية والذين أيدوا الحكام إضافة إلى تسمية هذه الدول بالخلافات
الإسلامية، كالخلافة الأموية والعباسية والعثمانية وغيرها مما رسخ في عقول العامة
أن هذا النظام في الحكم حتى وإن خالف الجوهر الأساسي للخلافة الإسلامية في
طريقة الحكم، فهو النظام السياسي الصائب والذي يمتلك مفاتيح الحل لكافة المشكلات
التي تعاني منها الأمة اليوم، مع أنه لا يختلف عما يمارس الآن في الدول الاستبدادية.