مفردات أجنبية عربية الأصل
عندما مرت أوروبا بـ"عصر الظلمات"، خلال القرن الـ١٥ الميلادي، كانت
النهضة العربية والإسلامية في أوجها، فتعلم الغرب ونقل من العرب العلوم
والمعارف، إذ كانت "العربية" لغة العلم والمعرفة واستمرت لقرون عدة.
ورغم حالة الركون العلمي والبحثي التي يشهدها العالم العربي في مقابل
التفوق الغربي الواضح ، فإنّ الكثير من المصطلحات والمفردات التي
يستخدمها الغرب اليوم هي ذات أصل عربي، منها على سبيل المثال لا الحصر
الكيمياء والكحول والجبر والخوارزمية والسكر والجمل والكهف، فهناك الكثير
من الكلمات العربية التي تأثرت بها الحضارة الغربية ودخلت بقوة في أبجديات
اللغات الأجنبية، لتؤكد أهمية العربية وقدرتها الكبيرة على التعبير والتأثير.
حقائق وأرقام عن اللغة العربية..تضم 12 مليون كلمة-
يشيع بين كثيرين أن كلمة "كاميرا" التي تعني آلة التصوير باللغة الإنجليزية
مأخوذة من الكلمة العربية "قمرة"، وهذا اعتقاد غير دقيق، لأن "القمرة"
باللغة العربية هي الغرفة المظلمة التي استخدمها العالم العربي ابن الهيثم في
تجاربه البصرية بالقرن الـ١١ الميلادي، والتي دخلت اللغات الأجنبية بمعنى
"غرفة" بالتحريف الآتي "كاميرا"، وظلت قيد الاستخدام بهذا المعنى على
مدى قرون حتى اختراع قمرة التصوير فشاع استخدامها لوصف الآلة المعروفة.
ورغم أن "العربية" تعتبر من أكثر اللغات عراقة وانتشاراً، فإنّ أكاديميين
ومثقفين يؤكدون أنها لا تزال تواجه العديد من التحديات، من بينها ظاهرة انبهار
عدد كبير من الناطقين بها بالثقافة الغربية والتأثر بلغاتها، إضافة إلى الضعف
في توليد المصطلحات العلمية بسبب محدودية الإنتاج العلمي العربي، وكذلك
ازدواجية اللغة بين الفصحى والعامية وغيرها، ما يتطلب بذل مزيد من الجهود
لإعادة "لغة الضاد" إلى مكانتها.