قال العلامة ابن القيم-رحمه الله تعالى-وتأمل قوله سبحانه:
{جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ
كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ}
كيف تجد تحته معنى وهو أنهم إذا دخلوا الجنة لم تغلق أبوابها
عليهم بل تبقى مفتحة كما هي .
وأما النار فإذا دخلها أهلها أغلقت عليهم أبوابها كما قال تعالى
{إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ}
أي مطبقة ومنه سمي الباب وصيدا وهي مؤصدة في عمد ممددة
قد جعلت العمد ممسكة للأبواب من خلفها كالحجر العظيم الذي
يجعل خلف الباب .
قال مقاتل يعني أبوابها عليهم مطبقة فلا يفتح لها باب ولا يخرج
منها غم ولا يدخل فيها روح آخر الأبد .
وأيضا فإن في تفتيح الأبواب لهم إشارة إلى تصرفهم وذهابهم
وإيابهم وتبوئهم في الجنة حيث شاؤا ودخول الملائكة عليهم كل
وقت بالتحف والألطاف من ربهم ودخول ما يسرهم عليهم كل وقت .
وأيضا إشارة إلى أنها دار أمن لا يحتاجون فيها إلى غلق الأبواب
كما كانوا يحتجون إلى ذلك في الدنيا .