1 / ثقافة المشي تكاد تكون معدومة في مجتمعنا، فمع فوائده للإنسان ودوره المباشر في حفظ صحته وتأخير شيخوخته وتناسق جسمه ، إلا أن ممارسته
نادرة .
2 / المشي مفيد للصغير والكبير والرجل والمرأة ويوصف علاجاً لمرضى
السكري والكوليسترول وضغط الدم ، بل يصفونه للمرضى النفسيين .
3 / ينصح باستخدام الحذاء المناسب وفي مكان مناسب واختيار اللباس
الفضفاض وأن
لا تقل مدة المشي عن عشرين دقيقة أربع مرات في الأسبوع .
4 / ثم إن المشي يمكن مزاولته في أي وقت وأي مكان ولا يحتاج إلى زيّ
وتجهيزات ، كما يمكن ممارسته بصفة فردية أو جماعية ، وهو يهدئ الأعصاب .
5 / المشي يكاد يخلو من الإصابات مقارنة بغيره من الرياضات ، وله دور في
صفاء الذهن وراحة البال ، وهو متاح لجميع أصحاب الأوزان .
6 / لنتأمل في صفة مشي النبي صلى الله عليه وسلم : كان إذا مشى تكفّأ تكفُّواً
وكان أسرع الناس مشية ، وأحسنها وأسكنها .
7/ قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا مشى تكفّأ تكفّؤاً كأنما ينحطُ من صبب . وقال : إذا مشى تقلّع .
8 / وعباد الرحمن وصف الله تعالى مشيتهم فقال: {وعباد الرحمن الذين يمشون
على الأرض هونا} أي بسكينة ووقار من غير تكبر ولا تماوت .
9 / وكان صلى الله عليه وسلم يقطع المسافات الطويلة في مشيه إذا احتاج لذلك ،
فقد خرج من الطائف حزينا ووصل إلى قرن الثعالب أي مايعادل 40 كيلا.
10 / وكان العرب يتداوون بالمشي ، فقد شكى عمرو بن معدي إلى الفاروق
إصابته بالنقرس فقال : كذِّب عليك مشي الظهائر .
11 / وأيضا عمرو بن معدي اشتكى إلى الفاروق رضي الله عنهما التواء عصب
الرجل فقال : كذّب عليك العسْل ، والعسَلان مشي الذئب أي عليك بسرعة المشي .
12 / ويذكر عن العلامة طاهر الجزائري أنه يهوى المشي ، ولطالما قطع عشرات
الأميال بين المدن والقرى سائرا على قدميه رحمه الله .
13 / وكان بيت الإمام العلامة ابن باز يبعد عن الحرم المدني مسافة تزيد عن
الكيلو وكان يمشي إلى المسجد مالم يخف فوات الصلاة .
14 / وقد خصص رحمه الله وقتاً للمشي مدة تصل إلى نصف ساعة يوميا ،
حيث كان سماحته يمشي في الغرفة وبين البيوت قبل النوم وفي الصباح .
15 / ولعل حرصه على المشي كان سبباً في تمتعه بالصحة إلى أن فارق الحياة
عام 1420 هـ وعمره تسعون سنة .
16 / وكان العلامة ابن عثيمين رحمه الله يمشي يومياً ما يقارب 10 كم، فكان
بيته يبعد عن المسجد مسافة كيلو متر وكان يذهب ويرجع راجلاً رحمه الله .
17 / وكان ابن عثيمين إذا مشى لا يستطيع بعض الشباب لحاقه ، وكان يقول :
"من ترك المشي تركه المشي" وذلك من أسباب صحته رحمه الله تعالى .
18 / فتأمل يا أخي وخصص لنفسك وقتاً للمشي ، فإذا ضاق صدرك أو أجهدتَ
فكرك طيلة يومك فخُذ ساعة من الزمن للمشي ولاحظ الفرق .
19 / وإذا كنت في رحلة في البر أو في مكانٍ فسيح فلا تحرم نفسك من وقت
تمشي فيه ، وإذا حضرتك الصلاة فاحرص على أجر المشي إلى المسجد .
20 / ونستغرب عندما نرى ثقافة المشي جزء من نظام الحياة لدى الأمم
الأخرى ، بينما مجتمعاتنا لم تأخذ حظها منه!
فينبغي علينا إعادة النظر في هذا الجانب.
منقول..