يعيش عالمنا اليوم في خضم ثورةٍ علميةٍ وتكنولوجيةٍ لم يشهد التاريخ مثله،
ثورة تتقدم بسرعة فائقة، ثورة تغيّر من الحياة كل دقيقةٍ وكل ثانيةٍ نحو
الأفضل والأسهل والأجمل، فحياة سريعة، وآلات عجيبة، وعلوم واكتشافات
جديدة أوصلتنا لمرحلة من التقدّم والازدهار لم يكن ليتخيلها في يوم من الأيام
أجدادنا الأوائل..
ولكن ورغم كل هذا وفي يوم لم يعد فيه بيت يخلو من الحاسوب وشبكة
الإنترنت والتلفاز وغيرها من الآلات لا يزال يعيش بيننا هنا على هذا الكوكب
مجموعات من البشر بمجرد رؤيتهم يعتقد الواحد منّا بأنهم إما بقايا لعصور
قديمة قد خلت، أو إنهم أشخاص يمثلون فلماً هوليودياً عن تاريخ البشرية،
مجموعات بشرية بنمط حياة بدائي وبأدوات بادت شبه منقرضة وبمظهر
لا يوحي سوى بالإنسان الحجري القديم، أًناس ذو عادات وتقاليد غريبة…
وأكثر منطقة غنىً بتلك المجموعات البشرية هي أفريقيا، القارة السوداء،
مهد البشرية، والبقعة التي منها انطلقت شرارة الحياة وانتقلت إلى باقي
بقاع الأرض..
هذه المنطقة التي تنتشر فيها العديد من القبائل التي ظلت متمسكة بحياتها
البسيطة وبنمطها البدائي وبعادات أجدادها الغريبة، والتي استطاعت أن
تبقى منعزلة عمّا حولها من تطوّر تكنولوجي وتقدّم معرفي وفكري لتبقى
متبعة لنظام وطريقة عيش مثيرة للدهشة…