تعتبر سمكة الرئة الأفريقية من أقدم الفصائل الموجودة على وجه الأرض،
عمرها يصل إلى أكثر من 250 مليون سنة، ليس ذلك فحسب، بل أنها
تتمتع بصفات خاصة تجعلها سمكة في فريدة من نوعها، وهي قدرتها
الفائقة على تحمل الجفاف لمدة قد تصل إلى 4 سنوات متواصلة.
واكتشفت تلك الصفة في أحد المعامل العلمية في شرق أفريقيا عندما حاول
العلماء إذابة الطين حول السمكة لتشريحها بعد ان ظنوا أنها ماتت، بعد ان
جف الطين حولها لمدة 6 أشهر، ولكنها فاجئتهم بالقفز حية أمامهم، مما
يجعلهم يصنفونها كحالة نادرة ضمن خاصية “سبات الحيوانات”.
أما الطريقة التي تقوم بها بالأمر فهي أنها تدفن نفسها تحت الأرض ثم تفرز
مادة مخاطية حولها كالشرنقة للحفاظ على الرطوبة والماء في جسمها لأطول
فترة ممكنة ثم يهبط معدل الأيض لتدخل في حالة من السبات أو البيات الصيفي
يمكنها من العيش بدون طعام ولا مغذيات لمدة طويلة جدا، وبهذه الطريقة تتمكن
السمكة من الإختباء من الحرارة العالية وأشعة الشمس وتحافظ على جسدها
من الجفاف خلال السبات الصيفي.
يبلغ طولها 85 سم وجسدها نحيف جدا، و لها رئتان تتنفس بهما، وزعنفة
سويقة متصلة بزعنفتي الظهر والشرج لتشكل حاشية حول الذيل. أما زعنفتا
البطن والحوض فهما شبيهتان بالخيط لها لون بني داكن فاتح اللون من
الجانبين، ويتميز الذكر عن الأنثى في تلك الفصيلة بظهور جهاز تنفس إضافي
له أثناء فترة المبيض على شكل ذيل ملحق بزعنفة البطن، وتهتم الذكور
بالصغار وتراقب البيوض التي تضعها الإناث في الثقوب المخصصة لذلك.
موطنها حوض نهر زائير في افريقيا، والبيئة التي تحيا بها عادة ما تكون
ذات مياه جارية، وتقتات بالرخويات والديدان والأسماك البطيئة، والغريب
أنها في بعض الأحيان في فترة عندما تكون في حالة السبات الصيفي، تتحول
مع الطين الذي يستغله سكان تلك المناطق في البناء، إلى قوالب الطوب التي
تستخدم في بناء المنازل، ولكن مع مرور سنوات الجفاف وتساقط الأمطار،
تعود إلى الحياة وتقوم بتحريك نفسها لتخرج من الطوب وتقفز إلى الماء.