جراحات إنقاص الوزن، وعلى رأسها "ربط المعدة"، (حزام المعدة) يمكن أن تقي من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بنسبة 80% لدى الأشخاص البدناء، مقارنة بالرعاية الصحية التقليدية، بحسب دراسة بريطانية حديثة.
وأوضح الباحثون في كلية "كينجز لندن" بالمملكة المتحدة، في دراستهم التي نُشرت اليوم، في مجلة "لانسيت لمرض السكر والغدد الصماء"، أن السمنة عامل خطر رئيسي للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، لأن أكثر من ثمانين بالمئة من البالغين الذين يعانون السكري مصابون بالسمنة المفرطة.
ولكشف تأثير جراحات إنقاص الوزن على مرض السكري، استخدم الباحثون السجلات الصحية الإلكترونية، لمركز بحوث المملكة المتحدة للممارسة السريرية.
وراقب أستاذ الصحة العامة، "مارتن جوليفورد"، وزملاؤه بكلية "كينجز لندن"، 2167 شخصًا من البالغين البدناء، غير المصابين بداء السكري، الذين خضعوا لواحدة من ثلاث عمليات جراحية لإنقاص الوزن هى ربط المعدة بالمنظار أو تكميم المعدة أو المجازة المعدية (تصغير المعدة)، وأجريت العمليات بداية من عام 2002 فصاعدًا.
وخلال فترة المتابعة التى امتدت لسبع سنوات، وجد الباحثون أن جراحات فقدان الوزن خفّضت معدل الإصابة بالبول السكري بنسبة ثمانين بالمئة بين المشاركين، حتى بعد الأخذ بعين الاعتبار العوامل الأخرى التى من الممكن أن تفاقم الإصابة بالسكرى، مثل التدخين، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول في الدم.
وقال فريق البحث إن "نتائجنا تشير إلى أن جراحات إنقاص الوزن قد تكون وسيلة فعالة للغاية، لمنع ظهور إصابات جديدة بمرض السكري بين الرجال والنساء الذين يعانون من السمنة المفرطة".
الجدير بالذكر أن تسعين بالمئة من حالات السكري المسجّلة في شتى أرجاء العالم هي حالات من النوع الثاني، الذي يظهر أساساً من جرّاء فرط الوزن، وقلّة النشاط البدنى، ومع مرور الوقت، يمكن للمستويات المرتفعة من السكر في الدم، أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والعمى، والأعصاب والفشل الكلوي.
فى المقابل، تحدث الإصابة بالنوع الأول من السكر عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم في مستويات السكر في الدم.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بالسكري حتى 2012، تجاوز 347 مليون شخص حول العالم، وتشير التقديرات إلى أن عام 2004 وحده شهد وفاة نحو 3.4 مليون نسمة نتيجة ارتفاع نسبة السكر في الدم، ويُسجّل نصف وفيات السكري تقريباً بين من تقل أعمارهم عن 70 سنة، كما تُسجّل خمس وخمسون بالمئة من تلك الوفيات بين النساء.