الحبّ في الله من أسمى علاقات الحبّ وأعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى،
يتبادل فيها المحبّون والمتصاحبون مشاعر الأُلفة والمودّة التي يحثّ عليها
ديننا الحنيف،ويكسبون حبّ الله ورضوانه والكثير من المنافع في دنياهم وبعد
مماتهم،ويتّبعون بحبّه خُطى الأنبياء والصّالحين من عباد الله،على أن يكون
الحبّ في الله خالصاً نقيّاً خالياً من المنافع والشّروط والمصالح.
صفات المتحابّين في الله
● لا يزيد الحبّ في الله بالبرّ، ولا ينقص بالجفاء.
● يتوافق الطّرفان في الأمور والقرارات كلّها.
● ينعدم الحسد والغيرة بينهما.
● يحبّ المحبّ في الله لحبيبه ما يحبّه لنفسه.
● تكون الطاعة معياراً للحبّ.
صفات المحبوب في الله
لا يصلح كلّ أنواع البشر للمصاحبة والحبّ في الله، حيث حُصِرت فئةٌ
من ذوي الخصال الحميدة لهذه السّمة،ومن صفاتهم:
● ذوو عقلٍ:
فلا يصلح الأحمق للحبّ في الله؛ فالعقل هو رأس مال المرء وهو ما
ينفعه وينفع غيره.
● ذوو أخلاقٍ حسنةٍ:
حتّى لو كان الشخص ذا عقلٍ فسيظهر خلقه السيّئ عند غضبه، أو شهوته،
أو جبنه، أو بخله،لذا عليك بالصّاحب ذي الخلق الحسن الّذي لا تغيّره
المواقف.
فضائل الحبّ في الله
● حبّ الله تعالى:
وهو أسمى ما يسعى إليه المسلم، فحبّ الله لعبده المحبّ يعود عليه بالكثير
في دينه ودنياه ومماته؛فقد وعد الله سبحانه وتعالى في مُحكم كتابه أن يحبّ
من أحبّ فيه، ومن جالس فيه، ومن تزاور فيه،وأحبُّ المتحابَّين إلى الله
أشدُّهما حبّاً لصاحبه
كما ورد عن عن أبي الدّرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه
وسلّم قال:
(ما من رجلَينِ تحابَّا في اللهِ بظهرِ الغيبِ إلا كان أحبُّهما إلى اللهِ أشدَّهما حُبًّا
لصاحبِه) [صحيح الترغيب].
● إكرام الله:
من أحبّ صاحباً في الله أكرمه الله ورزقه من سائر نعمه، من علمٍ، وجاهٍ،
ومالٍ، وراحة بالٍ، وإيمان، وعملٍ صالح، ومَن أكرم من الله حين يُعطي،
ومن يفتح رزقه إذا أمسك.
● ظلّ عرش الرّحمن:
وعد الله تعالى عباده المتحابّين فيه بتظليلهم بظلّه يوم القيامة يوم لا ظلّ
إلّا ظلّه،كما ذكر لنا رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم في أحاديثه.
● الشّعور بطعم الإيمان وحلاوته واستكماله:
عندما يستشعر المسلم حلاوة الإيمان، فإنّه يحتسب كلّ شيءٍ خالصاً لوجه
الله وتزيد روابطه الإيمانيّة،ممّا يعود عليه بالنّفع في دنياه ومماته،ومن
يحبّ الله سبحانه وتعالى ورسوله ويحبّ أصحابه في الله يجد حلاوة
الإيمان ويستكمله.
● القرب من الله وضمان مقعده يوم القيامة:
ينال المتحابّون في الله مقاعدَ وقرباً من الله تعالى، مثل:
النّبيّين، والشّهداء يوم القيامة بإذنه.