أن القران الكريم هو كلام الله عز وجل المنزل علي عبده صلي الله عليه وسلم
المتعبد بتلاوته وهو كلام موزون منظم كالدرر تجد كل كلمة في مكانها الصحيح
ولا يمكن آن تبدل كلمة مكان أخري وان فعلت تجد ان المعني قد تغير فان من
نعم الله عز وجل علينا انه تعهد بحفظ القران الكريم
وذلك في قوله الحجر الآية 9
انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون
وقد تعهد بحفظه من التبديل والتحريف وان الامم السابقه عندما ترك لهم
الحفظ بدلوا وحرفوا وصاروا من الضالين والمغضوب عليهم
وان من حفظ القران دراسة علومه من معرفة الناسخ والمنسوخ وسبب
النزول والمتقدم من المتاخر ومعرفة المتشابه وغير ذلك
وهو من اشرف العلوم
وحفظ القران هو دلاله علي عظمة هذا الكتاب ومن الغريب انه انزل
باللغة العربية فنجد الأجنبي الذي لا يعلم اللغة العربية يقراه بكل سهوله
وإذا وضعت بين يديه أي كتاب لا يقدر علي قراته
فنجد في ستة مواضع في القران توضح تيسير القران
مريم الآية 97
فانما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا
الدخان الآية 58
فانما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون
القمر الاية17
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر
القمر الاية22
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر
القمر الاية32
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر
القمر الاية40
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر
فان القران قد نزل بلسان عربي مبين
قال تعالي
النحل الاية103
ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه اعجمي
وهذا لسان عربي مبين
الشعراء الاية195
بلسان عربي مبين
و بالرغم من ذلك نجد إن القران لا يخلوا من الكلمات الغير عربيه
فان هذا ليس تناقض بل قمة الأعجاز والتحدي
فان القران الكريم قد تحدي الجن والإنس
الإسراء الاية88
قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القرآن لا ياتون
بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا
البقرة الاية23
وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا
شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين
البقرة الاية24
فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت
للكافرين
ولما كان التحدي في سهوله المعني قمة ترابط حروفه حتي أن المشرك
أعجب به فقال أن القران ليس بشعر ولا سحر ولا هزو ولا جنون . وان
له لحلاوة وعليه لطلاوة وانه يعلوا ولا يعلى عليه
وكانت العرب تختلط بالأعاجم من الفرس والروم والأحباش في الأسواق
وبالهجرة والتداخل فكان كلمات غير عربيه تنطق وتدخل في جمل عربيه
حتى أنها صارت عليها قواعد اللغة فاستعربت
وكما إن هنالك كلمات عربيه تحولت إلي لغات أخري ولكنها لم تفقد
حروفها ومعناها
وهذا لا يطعن في إن القران عربي ألسان واضح المعني غير أعجمي
وحتى لا يطعن في عربيته نجد إن الكلمات التي دخلت عليه هي عبارة
عن أسماء و الأسماء لا توثر في المعني الكلام بل توضح المعني مثال
لذلك اليم و أباريق وكلمة ألأرائك وأساور و إستبرق و كلمة السندس
وزرابي وكلمة زمهرير والمهل وسُرادقها ونمارق وكلمة المشكاة
والقسورة
وهنالك كلمات لم ترد في المصحف ولكن وردت في إشعارهم التي هي
موجودة بين أيدنا في شعر امرئ قيس وفي شعر لبيد بن ربيعة وفي شعر
الحارث بن حلزة
وقد سبق إن قلنا إن هذه الكلمات عبارة عن أسماء وان الاسم أن دخل
في جمله لا يغير المعني وقد اتفق علماء اللغات قديماً وحديثاً أن الأسماء
تنقل من لغة إلى أخرى كما وردت تخرج الكلام عن أصله
وكما أن الكلمات التي وردت أنها لا تتجاوز المائة كلمه وهي عدد قليل
بالنسبة لكلمات القران فان القليل لا يوثر علي الكثير
ونستخلص من ذلك أن القرآن الكريم كلام عربي مبين وأنه لا توجد به
كلمات خارج عن نسيج كلام العرب والدليل علي ذلك أن صحابة رسول
الله م كان اعلم الناس باللغة العربية ولم يجدوا تلك الكلمات غريبة
عليهم
والله اعلم