إنَّ الإيمان بالقدر يُورِث السكينة والطمأنينة في نفس الإنسان، ويشيع
فيها جوًّا من البهجة والسرور والسعادة والأمل.
بينما الذي لا يُؤمِن بالقدر، فهو بالضرورة ينسب ما يجري في الحياة
من مصائب ومصاعب إلى الصدفة والعبثية، فإذا نزلت به مصيبة قال:
لماذا هذا السهم من سهام المصائب قد أصابني دون غيري؟!
ولماذا اختارني دون سواي؟
ولماذا ترك الجميع ثم نزل بي؟!
فتنقلب حياته إلى جحيم لا يُطاق، ويُكوَى بعذابين؛ عذاب المصيبة،
وعذاب إلقاء اللَّوم على نفسِه جرَّاء تلفُّظه بـ"لو"، و"لماذا".
أما المؤمن الذي يؤمن بالقدر خيره وشره من الله، فهو يعلَمُ علمَ اليقين
بأن ما يجري في الحياة إنما يجري بتدبير الله سبحانه وتعالى:
فالله تعالى عليم، وأفعاله وأحكامه منَزَّهَة عن الجهل.
وهو حكيم، وأفعاله وأحكامه منَزَّهة عن الفوضى والعبثية.
وهو عدل، وأفعاله وأحكامه منَزَّهة عن الظلم.
وهو مُرِيد، وأفعاله وأحكامه منَزَّهة عن الصدفة.
إن الكون كاللوحة الجميلة، وإن الصورة لا تكتمل إلا بالنظر إلى
كل جزء من أجزاء هذه اللوحة الجميلة.
وإن كلمة "لو"، و"لماذا" هي عمل من أعمال الشيطان.
وإن الإيمان بالقدر يفتح أبواب التفاؤل والأمل، وليس مدعاة للتقاعس
والكسل.