أن الإنسان انعم الله عليه بالعقل ليميز الصواب من الخطاء والأيمان
من الكفر إلا انه هنالك أمور تغيب عليه فلا بداء من إيضاح ليعلم بتلك
الأمور وفي بعض الأحيان نجد أن هذا الإنسان لا يستوعب تلك الأمور
ويجدها مستحيل فلا بدا من ضرب الأمثال فنأخذ مثال
قال تعالي
وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78)
فنجد أن هذا المخلوق يشاهد أخيه او أبيه او أنعامه قد مضي فيها امر
الله ونحول أصلها لرميم كيف ترجع تلك المخلوقات الي اصلها هذا
من المستحيل
قال تعالي
وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ
الْأَرْضَ[size=32] بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ
فان الله عز وجل قادر علي كل شي
ضرب رب العزة الأمثال في القران الكريم لتوضيح المعني وتقريب
[/size]
المفاهيم وفتح الادرك لأشياء التي غابت عن الأسماع والأبصار لتهدي
النفوس ليعقلوا بها فيدركوا ما غاب عن أبصارهم وأسماعهم فمن علم
وفهم المراد منها سماه الله عالما
قال تعالى ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون )
وكما أن ضرب الأمثال لتذكره
وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)
فان القران فيه من الأمثال ما يقرب المعني والتشبيه وبه حلاوة في
المنطق فنأخذ مثال ونواصل في هذا الموضوع كحلقات وفي كل مره
نأخذ مثال او اثنان
قال تعالي
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ
وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ
(18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ
فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ
الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ
شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
سَبَبُ النّزول: قال ابن عباس: نزلت هذه الآيات في منافقي أهل الكتاب
منهم عبد الله بن أُبي ابن سلول، ومعتب بن قشير، والجد بن قيس كانوا
إِذا لقوا المؤمنين يظهرون الإيمان والتصديق ويقولون: إنّا لنجد في كتابنا
نعته وصفته.