فوائد من قول الله تعالى {وتلك الأيام نداولها بين الناس}
كاتب الموضوع
رسالة
المصراوية Admin
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: فوائد من قول الله تعالى {وتلك الأيام نداولها بين الناس} الثلاثاء 31 مارس 2015 - 8:29
أي نصرفها للناس ونغيرها من حال إلى حال، للبلاء والتمحيص، يوما لكم ويوما عليكم . وقيل : نداولها بين الناس من فرح وغم وصحة وسقم وغنى وفقر . و قد يدال للكافر من المؤمن ، ويبتلى المؤمن بالكافر ، ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه ، ويعلم الصادق من الكاذب . تكون مرة للمؤمنين لينصر الله عز وجل دينه ، ومرة للكافرين إذا عصى المؤمنون ليبتلي المؤمنين ويمحص ذنوبهم ; فأما إذا لم يعصوا فإن حزب الله هم الغالبون. فأخبر الله تعالى أن أيام وأوقات الغلبة والظفر لا تبقى للناس على حالة واحدة ، بل يصرفها الله على ما أراد تارة لهؤلاء وتارة لهؤلاء ، وكما قيل:الحرب سجال. وقوله تعالى ( وتلك الأيام ) الكائنة بين الأمم في حروبها والآتية فيما بعد كالأيام الكائنة في زمن النبوة ، تارة تغلب هذه الطائفة ، وتارة تغلب الأخرى كما وقع للمسلمين في يوم بدر وأحد . وذلك أن الله عز وجل أدال المسلمين من المشركين ببدر ، فقتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين . وأدال المشركين من المسلمين بأحد ، فقتلوا منهم سبعين ، سوى من جرحوا منهم . وأما من ابتلى منهم من المسلمين يوم أحد ، فكان عقوبة بمعصيتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . فكان في ذلك تسلية عما أصاب المسلمين يوم أحد بأن ذلك غير عجيب في الحرب ، إذ لا يخلو جيش من أن يغلب في بعض مواقع الحرب. ولما كان قتال أحد وأصاب المسلمين ما أصاب ، صعد النبي صلى الله عليه وسلم الجبل ، فجاء أبو سفيان فقال : يا محمد ! يا محمد! ألا تخرج ؟ ألا تخرج ؟ الحرب سجال : يوم لنا ويوم لكم وفي رواية ابن عباس رضي الله عنهما ، قال أبو سفيان : يوم بيوم وإن الأيام دول والحرب سجال ، فقال رسول الل ه صلى الله عليه وسلم لأصحابه : أجيبوه ، فقالوا : لا سواء ، لا سواء ، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار! فقال أبو سفيان : لنا عزى ولا عزى لكم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم . فقال أبو سفيان : اعل هبل! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا : الله أعلى وأجل! فقال أبو سفيان : موعدكم وموعدنا بدر الصغرى قال عكرمة : وفيهم أنزلت : " وتلك الأيام نداولها بين الناس " . فمداولة الأيام سنة من سنن الله ، فلا عجب أن تكون الدولة مرة لأهل الحق ومرة لأهل الباطل . وإنما المضمون لصاحب الحق أن تكون العاقبة له، وإنما الأعمال بالخواتيم . وقد سأل هرقل أبا سفيان: فكيف كان قتالكم إياه (يقصد النبي صلى الله عليه وسلم)؟ قال أبوسفيان : تكون الحرب بينا وبينه سجالا ، يصيب منا ونصيب منه: فكان رد هرقل :وسألتك هل قاتلتموه ، فزعمت أنكم قاتلتموه ، فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا ، ينال منكم وتنالون منه، وكذلك الرسل تبتلى وتكون لهم العاقبة . وصلى الله وسلم وزاد وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. منقول بنصرف من تفسير القرطبي تفسير الطبري تفسير ابن كثير تفسير البغوي
فوائد من قول الله تعالى {وتلك الأيام نداولها بين الناس}