فى القرن التاسع عشر الميلادى كانت مهنة السقا منتشرة فى مصر ، حيث كانت لقمة عيشهم من تزويد سكان القاهرة بماء النيل بسبب ملوحة مياه الآبار .. السقاء أو السقا وظيفة قديمة و هامة إنتشرت في عهد الولاة و الخلفاء المسلمين في مصر و عرفت قبل التطور الحضاري بإيصال المياه إلي البيوت والمباني و السقا هو الشخص المسئول عن نقل المياه من الخزانات أو الأنهار إلي المساجد والمدارس والمنازل والأسبلة ( جمع سبيل ) و ذلك لعدم وصول المياه إلى هذه الأماكن لخدمة الأهالي .. كان السقاؤون يحملون القرب المصنوعة من جلد الماعز على ظهورهم وهي مملوءة بالماء العذب .. ● أين يتمركز السقاؤون ؟ تمركز السقاؤن في حي يسمي (حي باب البحر) وهو يقع بجانب (باب زويلة) حيث يطل على النيل و ذلك لحرص السقاؤون على التواجد بالقرب من مصادر المياه .. ● ما هي طوائف السقاؤون ؟ كان هناك ٥ طوائف للساقيين منها طائفتين في باب اللوق طائفة تقوم بنقل الماء على ظهور الجمال ، و ٤ طوائف أخرى ينقلون الماء على ظهور الحمير .. وهناك طائفة سادسة تعرف باسم (سقايين الكيزان) وكانوا يطوفون الشوارع والأسواق حاملون قرب الماء على ظهورهم ، ومعهم مجموعة من الكيزان لكي يقدموا المياه للأهالي .. ● كيف كان السقا يحصل على أجره ؟ كان السقا يتقاضى ثمن خدمته في وقتها ، و أحيانا كان يحصل عليها عن طريق علامة أو شرطة يضعها على باب المنزل ، كلما أتى ببرميل ثم يكرر وضع العلامات .. ولكن هذه الطريقة عُرضة للمسح ، فلجأ إلى طريقة أخرى بإعطاء صاحب المنزل مجموعة من الخرز (على سبيل المثال عشرون خرزة) وكل مرة يأتي بالماء يأخذ واحدة وعندما ينتهي الخرز يكون بذلك قد أتى بعشرين برميلا ووقتها يتقاضى أجرته كاملة من صاحب البيت .. ● كيف كان يتم إختيار السقا ؟ يلزم للمتقدم لهذة المهمة إجتيازه اختبار مبدئي لكي يلتحق بوظيفة السقا و هو أن يستطيع حمل قربة و كيس ملئ بالرمل يزن حوالي ٦٧ رطلا لمدة ثلاثة أيام و ثلاثة ليالي دون أن يسمح له بالاتكاء أو الجلوس أو النوم !!! ● نهاية المهنة : أخذت مهنة السقا في الاحتضار عام ١٨٦٥ م حينما أنشأت شركة المياه وبدأت في إنشاء آلات الضخ وأنابيب لتوزع المياه داخل مدينة القاهرة ، ولكن السقا لم ينته نهائيا ، فهناك أكثر من ٦٨ منطقة عشوائية حول القاهرة لا تصل إليها المياه النظيفة ، وبذلك يكون هناك ضرورة لوجود هذه المهنة لكي ينقل المياه إلى هذه المناطق .. ● عم سيد و حارة السقايين : إختار عم سيد عبد اللطيف سقا مسجد الحسين أن يكون سقا برغبته ولا يتقاضي أجرا لقاء هذه المهنة أو الهواية ، فهو يفعل ذلك تقربا لله تعالي ، فهو يحمل قربته فوق ظهره ويطوف المسجد الحسيني بقلب القاهرة ليسقى المصلين .. فحدود زمان عم سبد تقف عند الأربعينات من القرن الماضي و حدود ذاكرته تقف عند أبواب حارة السقايين التي يسكن بها و تقع في قلب القاهرة الفاطمية .. و تتشابه ملامح عم سيد مع ( سيد ) بطل رواية يوسف السباعي ( السقا مات )
الموقع
موضوع: .. حارة السقايين .. 
السبت 15 أكتوبر 2016 - 9:05
