اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56600 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: سبب نزول آية " ويسئلونك عن الروح " الإثنين 11 أبريل 2016 - 14:44
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً، }[سورة الإسراء: الآيه 85 أســباب النــزول : (1) كانت اليهود قد قالت لمشركي قريش: اسألوا هذا الرجل - يعنون محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ - عن ثلاث مسائل: المسألة الأولى: عن أصحاب أهل الكهف. المسألة الثانية: عن ذي القرنين. المسألة الثالثة: عن الروح. فإن أجابكم عنها فإنه نبي، نعم، الله سبحانه وتعالى أنزل على رسوله الإجابة عن هذه الأسئلة عن أصحاب الكهف، وذي القرنين. وأما الروح: فإن الله سبحانه وتعالى قال: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [سورة الإسراء: آية 85]، فلم يجبهم إلى سؤالهم، بل بيَّن أنها من خصوصياته سبحانه وتعالى، وأنه هو الذي خلقها، وهو الذي يعلمها ولا يعلمها أحد من الخلق، فهي سرٌّ من الأسرار، ولا تزال سرًّا، وهذا من معجزات القرآن، فإنه مع تقدم الطب والمهارة فيه ومع حرص الناس على البحث في هذا الشأن لم يعرفوا شيئًا عن حقيقة الروح: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [سورة الإسراء: آية 86] على أن المراد بالروح ما يحيا به الإنسان وغيره من ذوات الأرواح، وإذا فارقه مفارقة تامة يكون ميتًا، وإذا فارقه بعض المفارقة يكون نائمًا، فالروح لها اتصالات بالبدن، اتصال بالبدن وهو في بطن أمه، واتصال في البدن بعدما يولد في الحياة الدنيا وهو متيقظ، واتصال بالبدن وهو نائم، واتصال بالبدن وهو في القبر، واتصال بالبدن في الدار الآخرة، وهذا الاتصال الأخير لا مفارقة بعده. فهذه الروح من العجائب التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وقيل: المراد بالروح: جبريل عليه السلام، وقيل: المراد بالروح: ملك من الملائكة، أو جماعة من الملائكة، فعلى كل حال فالروح سرٌّ من أسرار الله لم يطلع عليها عباده سبحانه: { قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [سورة الإسراء: آية 85]، فالبشر مهما أوتوا من العلم والمعارف فإن علمهم قليل أو لا شيء بالنسبة لعلم الله سبحانه وتعالى ( 2 )أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي قال : أخبرنا محمد بن بشر بن العباس قال : أخبرنا أبو لبيد محمد بن أحمد بن بشر قال : حدثنا سويد ، عن سعيد قال : حدثنا علي بن مسهر ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : إني مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حرث بالمدينة ، وهو متكئ على عسيب ، فمر بنا ناس من اليهود ، فقالوا : سلوه عن الروح ، فقال بعضهم : لا تسألوه فيستقبلكم بما تكرهون ، فأتاه نفر منهم ، فقالوا له : يا أبا القاسم ، ما تقول في الروح ؟ فسكت ثم قام ، فأمسك بيده على جبهته ، فعرفت أنه ينزل عليه . فأنزل الله عليه : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) رواه البخاري ، ومسلم جميعا ، عن عمر بن حفص بن غياث ، عن أبيه ، عن الأعمش . وقال عكرمة ، عن ابن عباس : قالت قريش لليهود : اعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل ، فقالوا : سلوه عن الروح ، فنزلت هذه الآية . وقال المفسرون : إن اليهود اجتمعوا ، فقالوا لقريش حين سألوهم عن شأن محمد وحاله : سلوا محمدا عن الروح ، وعن فتية فقدوا في أول الزمان ، وعن رجل بلغ شرق الأرض وغربها ، فإن أجاب في ذلك كله فليس بنبي ، وإن لم يجب في ذلك كله فليس بنبي ، وإن أجاب في بعض ذلك وأمسك عن بعضه فهو نبي . فسألوه عنها ، فأنزل الله تعالى في شأن الفتية : ( أم حسبت أن أصحاب الكهف ) إلى آخر القصة ، [ وأنزل في الرجل الذي بلغ شرق الأرض وغربها : ( ويسألونك عن ذي القرنين ) إلى آخر القصة ] . وأنزل في الروح قوله تعالى : ( ويسألونك عن الروح ) .