في اللغة الدارجة نخلط دائماً بين النفس والروح فنقول إن فلاناً طلعت روحه ..
وكلها تعبيرات خاطئة فالتي تخرج من بدن الميت عند الحشرجة والموت هي
نفسه وليست روحه ..
الروح والنفس
قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ }والنفس تذوق الموت ولكن لا تموت
فتذوقها الموت هو رحلة خروجها من البدن ...
الروح والنفس
قال تعالى : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي
فِي عِبَادِي } ..
الروح والنفس
أما الروح في القرآن تذكر دائماً بدرجة عالية من التقديس والتنزيه
ولا يذكر لها أحوال من عذاب أو هوى أو شهوة ولا يذكر أنها تذوق
الموت ..
ولا تنسب إلى الإنسان وإنما تأتي دائماً منسوبة إلى الله يقول الله عن
مريم:
فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً ويقول سبحانه عن آدم :
: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }
الروح والنفس
يقول روحي ولا يقول روح آدم فينسب ربنا الروح لنفسه دائماً
فالروح دائماً تنسب إلى الله ..
ولا تجري عليها الأحوال الإنسانية ولا الصفات البشرية
ولهذا توصف الروح بأوصاف عالية أما النفس فهي دائماً تنسب إلى
صاحبها ..
يقول تعالى: { مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ
نَفْسِكَ }[النساء:79]
وقال تعالى: {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا }[الأسراء :15 ]
الروح والنفس
وحينما تنسب النفس إلى الله فتلك هي الذات الإلهية
قال تعالى:ويحذركم الله نفسه ذلك هو الله ليس كمثله شيء ,,
فالنفس الإلهية هي غيب الغيب
يقول عيسى لربه يوم القيامة: تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك
فالنفس الإلهية لا تتشابه مع النفس الإنسانية إلا في اللفظ و لكنها شيء
آخر ..
قال تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }[الشورى:11]
فحقيقة الإنسان هي نفسه والذي يولد ويبعث ويحاسب هو نفسه والذي
يمتحن ويبتلى هو نفسه ..
أما جسده وروحه فهما مجرد مجال حركة بالنسبة للإنسان لإظهار مواهبه
وملكاته والله أعلم ..
الروح والنفس
فكما أعطى الله لهذه النفس عضلات (جسداً)
كذلك أعطاها روحا لتحيى
وبهذا المعنى تكون كلمة ((تحضير الأرواح)) كلمة خاطئة
فالأرواح لا تستحضر لأن الروح نور منسوب إلى الله وحده
وهو ينفخ فينا هذا النور لنستنير به وهذا النور من الله وإلى الله يعود
ولا يمكن حشره أو إستحضاره ..
الروح والنفس
وأغلب الظن أن ما يحضر يكون من الجن المصاحب لهذه الأنفس في
حياتها (القرناء)
فكل منا له في حياته قرين من الجن يصاحبه
وهو بحكم هذه الصحبة الطويلة يعرف أسراره
ويستطيع أن يقلد صوته وإمضاءه
الروح والنفس
فهذا الجن هو الذي يحضر في غرفة التحضير المظلمة
أما الأرواح فلا يمكن إستحضارها ..
وأيضاً الأنفس فلا يحشرها ولا يحضرها إلا ربها
الروح والنفس
قال تعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم
مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً،
وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً،
إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا}
[سورة الإسراء: الآيات 85-87]