أسبابه
قد تكون عضوية أو وظيفية .. والغذاء الغني بالألياف والسوائل يساعد في تفاديه
تشير الإحصائيات إلى أن 5% من أسباب مراجعة الأطفال في مختلف الأعمار للطبيب هي
الإمساك المزمن، وعادة ما تظهر لديهم هذه الحالة بين سن الثانية والرابعة من العمر، فيشكو 4%
من الأطفال ما دون سن السادسة من الإمساك المزمن، و2% فيما بعد ذلك.
والطفل الطبيعي من حين الولادة وحتى سن 3 أشهر تتراوح مرات تبرزه بين 5 و40 أسبوعياً، أي
بمعدل ثلاث مرات يومياً وذلك حينما تكون رضاعته طبيعية من ثدي أمه. أما إن كانت رضاعته من غير
حليب الأم فتتراوح مرات تبرزه بين 5 و28 أسبوعياً، أي بمعدل مرتين يومياً. وتتناقص المرات بعد هذه
السن لتبلغ لدى الطفل الذي عمره بين 6 أشهر وسنة ما بين 5 و28 مرة أسبوعياً، ثم فيما بين عمر سنة
وثلاث سنوات تتراوح من 4 إلى 21 مرة أسبوعياً، وما فوق الثالثة من العمر تتراوح ما بين 3 و14
مرة أسبوعياً، أي بمعدل مرة في اليوم. والنقص في عدد مرات التبرز ليس سوى تطور طبيعي في قدرات
أمعاء الطفل على التحكم بشكل أفضل في عملية التبرز.
* علامات الإمساك
* الإمساك لدى الطفل بالتعريف الطبي هو حالة تحصل فيها قلة عدد مرات التبرز، أو يواجه الطفل فيها
صعوبة في إتمامها، مما يسبب له إزعاجاً يجعله يشكو لذويه من الأمر إن كان في عمر بمقدوره ذلك.
وحينما تستمر الحالة لمدة تتجاوز أسبوعين فإن الأمر يغدو إمساكاً مزمناً. ولكن هذين الأمرين أي قلة
عدد مرات التبرز وصعوبة التبرز ليسا وحدهما علامات وجود إمساك لدى الطفل، بل إذا ما أضفنا إلى
الأمر ما يراه بعض الأطباء بأن عدم قدرة الطفل على إتمام إفراغ القولون من البراز هو أحد مؤشرات
وعلامات وجود إمساك، وهو ما يصعب على الطفل التعبير عنه إلا أن آثاره لا بد أن تظهر لاحقاً علي
ملابس الطفل الداخلية، إذْ أنه حتى الأطفال الذين يتبرزون يومياً بإخراج كميات قليلة منه بينما يبقى الكثير
منه في المستقيم، فإن ذويهم سيلحظون وجود بقايا البراز تلطخ ملابسهم الداخلية.
من هنا يعتبر هذا الأمر علامة على وجود إمساك أيضاً لدى الطفل حتى لو لم يشك منه أصلاً.
ومن بين الأعراض الأخرى لإمساك الطفل إخراجه برازا كبير الحجم وأكثر قسوةً بالنسبة للبراز
المعتاد، أو مع وجود دم أحمر مختلط به، أو ألم في البطن وفقدان شهية الأكل، أو عدم رغبة
الطفل في دخول الحمام ومقاومة ذلك، أو صراخه من الألم أثناء التبرز. كل هذه الأعراض تستدعي
من الأم أو المربية التنبه إلى ضرورة زيارة الطبيب لأخذ المشورة والعلاج.
* أسباب الإمساك
* أسباب الإمساك عند الأطفال قد تكون عضوية وقد تكون وظيفية، فحينما تحصل حالة الإمساك
لتغير في الوتيرة المعتادة لتبرز الطفل فإن الغالب أسباب وظيفية. وأهمها إحساس الطفل بألم أثناء
التبرز، فيتحاشى بالتالي ذلك الأمر ويُقاوم رغبته في التبرز كأن يضغط علي عضلات فتحة الشرج
العاصرة أو يقف باعتدال شديد حتى تزول الرغبة لديه في التبرز، مما يجعل البراز يتجمع في
الأجزاء السفلى من القولون بكمية أكبر، ومع الوقت تأخذ هذه المحتويات بالجفاف أكثر. ومع مرور
وقت أطول على هذه الحال تأخذ العضلات والأعصاب في القولون بالارتخاء والتعود عليه. وتتكون
نتيجة لذلك كتلة صلبة في المستقيم من البراز. المشكلة تظهر حينها في صعوبة إخراجها وتخليص
الجسم منها بالكامل، كما وأيضاً في تسرب البراز الأكثر سيولة دون شعور الطفل وبالنتيجة تلطيخ
ملابس الطفل الداخلية دون أن يكون هناك ذنب للطفل في حصوله.
كما أن من الأسباب الوظيفية الأخرى قلة تناول الطفل للسوائل، أو قلة تناول الألياف التي في
الفواكه والخضار والبقول والحبوب، أو كثرة تناول مشتقات الألبان، أو قلة ممارسة الرياضة
البدنية، أو كأثر جانبي للعديد من الأدوية.
الأسباب العضوية متعددة لكنها غالباً ليست السبب طالما أن الطفل كان طبيعياً، وهنا يأتي
دور الطبيب في الكشف عنها وتمييزها مما يُحتم مراجعته والمتابعة لديه.