{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} اختلف النصارى في المسيح - عليه السلام - وفي أمه مريم. فجاء القرآن الكريم
يقول كلمة الفصل بين هؤلاء جميعا. واختلفوا في مسألة صلبه مثل هذا
الاختلاف.
وقص القرآن الكريم الخبر اليقين. وكانت كلمته هي كلمة الفصل في
ذلك الخلاف.
ومن قبل حرف اليهود التوراة وعدلوا تشريعاتها الإلهية؛ فجاء
القرآن الكريم
يثبت الأصل الذي أنزله الله. وحدثهم حديث الصدق عن تاريخهم
وأنبيائهم، مجردا
من الأساطير الكثيرة التي اختلفت فيها رواياتهم، مطهرا من
الأقذار التي
ألصقتها هذه الروايات بالأنبياء، والتي لم يكد نبي من أنبياء
بني إسرائيل يخرج
منها نظيفا!.وقد جاء القرآن فطهر صفحات هؤلاء الرسل
الكرام مما لوثتهم
به الأساطير الإسرائيلية التي أضافوها إلى التوراة
المنزلة، كما صحح تلك
الأساطير عن عيسى ابن مريم - عليه السلام. {وإنه لهدى
ورحمة للمؤمنين}
، {هدى} يقيهم من الاختلاف والضلال، ويوحد المنهج، ويعيِّن
الطريق،
{ورحمة} يرحمهم من الشك والقلق والحيرة، ويصلهم بالله يطمئنون
إلى
جواره ويسكنون إلى كنفه، وينتهون إلى رضوان الله وثوابه الجزيل.