قال تعالى في محكم كتابه العزيز: {سُبْحانَ الذِي أَسرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. صدق الله العظيم يُصادف اليوم السابع والعشرون من شهر رجب، 1435هـ ذكرى الإسراء والمعراج 2014. حيث أن هذه الذكرى تُعدّ تجسيداً طويل الأمد لإحدى معجزات النبيّ محمد صلّ الله عليه وسلّم. فرحلة الصعود إلى السماوات العُلا كان لله عزّ وجلّ فيها حكمة منيعة لرسولنا الكريم ليريه من آياته ما لا يُرَ ولا يستطيع العقل البشري إدراكه وليمكنه ويثبّته على إتمام رسالته لما في ذلك له وللمؤمنين أجراً عظيماً. وقد بدأت الرحلة المباركة من أرض المسجد الحرام الطاهرة حيث سرى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام راكباً البُراق الذي جاء به سيدنا جبريل عليه السلام، وهو دابة لم يُرَ مثلها من قبل؛ تضعُ حافرها عند بصرها. منتقلين إلى المسجد الأقصى ليعرج من هناك عليه الصلاةُ والسلام إلى السماوات السبع فيُقابل أخوتهُ من الأنبياء والرُسل السابقين عليه السلام حتى بلوغ سدرة المُنتهى؛ وهي أقصى مكان يمكن الوصول إليه في السماء. خلال رحلة الإسراء والمعراج تبيّن للرسول محمّد صلّ الله عليه وسلّم العديد من أمور ديننا الحنيف التي رسخها حال عودته إلى الأرض وأمر بها أمته، منها فروض الصلاوات الخمس ومواقيتها وأهميتها للتفريق بين المسلم وغيره. إضافةً إلى رسالة الأنبياء والرسل جميعهم التي تجتمع تحت مظلّة توحيد الله الذي لا إله إلّا هو، وإمامة محمّد عليه الصلاة والسلام لهم جميعاً.