اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
موضوع: العلاقة الانسانية فى ضوء الشريعة الاسلامية الإثنين 2 يونيو 2014 - 21:14
حدد الإسلام علاقة الناس بعضهم ببعض علي أسس راسخة ومقاصد طيبة منها عدم إلغاء الغير. ولا محو تراثه. ولا طمس هويته. علاقة تقوم علي الالتقاء علي الحق لذاته. فالأصل أن يتعارف الناس ويلتقوا. لا أن يتفرقوا أو يختلفوا ويظهر هذا واضحا في أن الإسلام يعترف بالرسل والأنبياء جميعا "لا نفرق بين أحد من رسله" ويجعل الإيمان بهم جزءاً أساسياً من المكونات الإيمانية. وتعدد الشعوب وتنوع العقائد لا يحول دون التعارف والتعايش. "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وقد شرع الإسلام مخالطة أهل الكتاب قال تعالي "وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم" وأوجب الإحسان إليهم من المشاركات الاجتماعية من تهان وتعاز وحسن جوار ومعاملة "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين". "إن عقد الذمة يوجب لهم حقوقاً عينية لأنهم في جوارنا وفي خفارتنا وفي ذمة الله وذمة رسوله ــ صلي الله عليه وسلم ــ ودين الإسلام. فمن اعتدي عليهم ولو بكلمة سوء أو غيبة في عرض أحدهم أو أي نوع من أنواع الأذية أو أعان علي ذلك فقد ضيع ذمة الله وذمة رسوله ــ صلي الله عليه وسلم ــ وذمة دين الإسلام". ¼ وشواهد تجاوز العد وتفوق الحد تشهد بالفقه السليم والبصر الصحيح بحسن معاملة أهل الكتاب. فمن ذلك. ان أمير المؤمنين عمر ــ رضي الله عنه ــ اقتص لمسيحي مصري اعتدي علي ابنه ابن أمير مصر عمرو بن العاص ـــ رضي الله عنه ــ وقال: "متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً" وفرض ليهودي مسن راتباً في بيت مال المسلمين. وأن خالد بن الوليد ـــ رضي الله عنه ــ كتب لأهل الحيرة "أيما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة أو كان غنياً فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه عيل وعياله من بيت مال المسلمين". وما كتبه عمر بن عبدالعزيز ــ رضي الله عنه ــ إلي عدي بن أرطأة عامله علي البصرة "وانظر قبلك من أهل الذمة من كبرت سنه وضعفت قوته وولت عنه المكاسب من الحق له أن يجري عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه..". ومعلوم الوصاية النبوية في الإحسان لأهل الكتاب "الله الله في قبط مصر فإنهم عدة وبلاغ لكم علي عدوهم" "ستفتح لكم مصر من بعدي فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لكم فيهم ذمة ورحماً".. وقد استضاف سيدنا محمد رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ كبار ورؤساء ورتب نصاري نجران بمسجده. وأذن لهم تأدية شعائرهم العبادية فيه. وأعطاهم عهداً ضمن لهم كنائسهم وصلبانهم وكتبهم ورجال الدين عندهم. وعدم إكراه نصرانية علي التزوج بمسلم. وإذا رغبت الزواج والبقاء علي دينها فلا تكره. ووجوب إعانة المسلمين لهم في ترميم كنائسهم ولا تكون الإعانة ديناً عليهم" ويبلغ التسامح المحمدي النبوي الذروة التي لم تسبق ولن تلحق "وأن أحرس دينهم وملتهم أين ما كانوا بما أحفظ نفسي وخاصتي وأهل الإسلام من ملتي. لأني أعطيتهم عهد الله علي أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما علي المسلمين. وعلي المسلمين ما عليهم".