صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: اللهم ارزقنا حسن النعم السبت 3 مايو 2014 - 18:19 | |
| الحمد لله الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب والحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفه لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً من ذوي الألباب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد ومنه المبتدأ وإليه المآب وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من تعبد لله وأناب صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحشر والمآب وسلم تسليما أيها الناس اتقوا الله تعالى و تفكروا في هذه الأيام والليالي فإنها مراحل تقطعونها إلى الدار الآخرة حتى تنتهوا إلى آخر سفركم وإن كل يوم يمر بكم بل كل لحظة تمر بكم فإنها تبعدكم من الدنيا وتقربكم من الآخرة وإن هذه الأيام والليالي خزائن لأعمالكم محفوظة لكم شاهدة بما فيها من خير أو شر فطوبى لعبد اغتنم فرصها ما يقرب إلى الله وطوبى لعبد شغلها بالطاعات واجتناب العصيان وطوبى لعبد اتعظ بما فيها من تقلبات الأمور والأحوال فاستدل بذلك على ما لله تعالى فيها من الحكم البالغة و الأسرار يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار أخواني أيها العقلاء ألم تروا إلى هذه الشمس تبرز كل يوم من مشرقها وتغرب في مغربها فإن في ذلك أعظم اعتبار إن طلوعها ثم غروب ثم غروبها إيذان بأن هذه الدنيا ليست دار غرار وإنما هي طلوع ثم غروب ثم إدبار ألم تروا إلى القمر يطلع هلالاً صغيراً في أول الشهر كما يولد الأطفال ثم ينموا رويداً رويداً كما تنمو الأجسام حتى إذا ما تكامل في النمو أخذ في النقص والاضمحلال وهكذا جسم الإنسان وحياته تماماً فاعتبروا يا أولي الأبصار ألم تروا إلى هذه السنين والأعوام تتجدد عاماً بعد عام يزيد أول العام فينظر إلى أخره فينظر إلى الإنسان إلى أخره نظر البعيد ثم تمر الأيام سريعة كلمح البصر فإذا هو في أخر العام وهكذا عمر الإنسان يتطلع إلى أخره تطلع البعيد فإذا به قد بغته الأجل وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ربما يؤمل الإنسان طول العمر ويتسلى بالأماني فإذا بحبل الأمل قد انصرم وببناء الأماني قد انهدم وإذا هو قد فارق هذه الدار أيها الناس إنكم في هذه الأيام تودعون عاماً ماضياً شهيداً وتستقبلون عاماً مشرقاً جديداً فليت شعري ماذا كسبنا في العام الماضي ماذا أودعناه من طاعة الله ماذا تجنبنا فيه من معاصي الله ماذا نستقبل به العام الجديد فليحاسب العاقل نفسه ولينظر في أمره لا أقول ليحاسب في ماله ودنياه فإن الحساب في ذلك ليس بالأمر الصعب ولكن ليحاسب الإنسان نفسه فيما قدم لها يوم المآب لينظر فإن كان فرط في شيء من الواجبات فليتب إلى الله وليستدرك ما فات وإن كان ظالماً لنفسه بفعل المحرمات فليقلع عنها قبل حلول الأجل والفوات وإن كان ممن من الله عليه بالاستقامة فليحمد الله على ذلك وليسأله الثبات عليه إلى الممات أخواني ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي إنما الإيمان ما حل في القلب وصدقته الأعمال ليست التوبة مجرد قول باللسان ولكنها ندم على ما فعل من الذنوب وترك لما كان عليه من المعاصي والعيوب وإنابة إلى الله بإصلاح العمل ومراقبة علام الغيوب فحققوا أيها المسلمون الإيمان وأخلصوا التوبة ما دمتم في زمن الإمكان وعظ نبي الله صلى الله عليه وسلم رجلاً فقال له اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك يا لها من موعظة عظيمة يجب علينا أن نأخذها بعين الاعتبار لأنها صدرت من أعلم الخلق وأنصح الخلق وأفصح الخلق محمد صلوات الله وسلامه عليه إن في الشباب عزيمة وقوة فإذا هرم الإنسان فترت العزيمة وضعفت القوة ولم يستطع التخلص مما شب عليه وفي الصحة انشراح ونشاط فإذا مرض الإنسان ضاقت عليه الدنيا وضاقت عليه نفسه وانحط نشاطه وثقلت عليه الأعمال وفي الغنى راحة وفراغ فإذا اقتصر الإنسان خلق فكره وانشغل بطلب العيش لنفسه ولعياله وفي الحياة ميدان فسيح للأعمال فإذا مات الإنسان انقطعت عنه أوقات العمل وفات زمن الإمكان فاعتبروا يا عباد الله اعتبروا بهذه المواعظ وقيسوا ما بقي من أعمالكم بما مضى منها فإن ما بقي منها سوف يمضي سريعاً كما مضى أولها وأعلموا أن كل آت قريب وكل شيء من الدنيا زائل ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) (النازعـات:46) ولقد ذكر الله عز وجل ذكر ابتداء الخلق وانتهاءه في قوله (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (يونس:3) )إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) (يونس:4) (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (يونس:5) (إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) (يونس:6) اللهم أرزقنا الاعتبار بهذه الآيات اللهم أصلح لنا ما بقي من أعمالنا وتجاوز عنا فيما فات اللهم هيئنا للهدى وهيئ الهدى لنا اللهم يسرنا لليسرى وجنبنا العسرى واغفر لنا في الآخرة والأولى اللهم تجاوز عما قصرنا فيه في عامنا الماضي وارزقنا النشاط في طاعتك وفيما يقرب إليك في عامنا المستقبل واجعله عام خير وبركة للإسلام والمسلمين وأصلح للمسلمين ولاتهم يا رب العالمين اللهم إنا نستنصرك على أعدائنا فانصرنا عليهم يا رب العالمين اللهم إنا نستنصرك على أعدائنا فانصرنا عليهم يا رب العالمين اللهم إنا نستنصرك على أعدائنا فانصرنا عليهم يا رب العالمين إنك نعم المولى ونعم النصير أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم الحمد لله أحمده وأشكره وأتوب إليه واستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى إلى الناس كافة فبلغ الرسالة وأدى الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
|
|