بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين والتابعين له
والتابعات بإحسان الى يوم الدين
لقد أرسل الله الينا نبى الهدى صلى الله عليه وسلم يدعونا الى دين كريم
وخُلق قويم ، فالاسلام بمبادئه السامية لم يدع الا الى كل جميل ولم ينه الا
عن كل فعل أو قول غير كريم
ولمّا جعل لنا ربنا سبحانه وتعالى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
قدوة نقتدى بها عندما قال فى كتابه الكريم :
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }
الأحزاب :21
فوالله انه لنعم القدوة كما قال ربنا جل وعلا لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
وكيف يكون لا ؟!!
وقد زكاه ربه فى خُلقه وذكره تزكيته فى كتاب يُتلى بإذن الله
الى يوم الدين قائلاً جل فى علاه
نعم الله ربنا يُزكى نبينا فى خُلقه الكريم ويشهد له فى هذا القرىن الى
يوم الدين فقد كان صلى الله عليه وسلم صاحب خير خُلق ممن خلق الله تعالى
الى يوم الدين
وقد أثنى على خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من عرفه
فهاهو أنس بن مالك رضى الله عنه وقد كان خادماً لرسول الله يقول :
خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أفا قط ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا وفى رواية : ولا عاب علىّ شيئاً )
رواه مسلم
فنعم الخُلق يا رسول الله
ان عفيف اللسان طاهر الجنان لا يأمر بشىء الا أن يكون أول آخذ له
ولا ينهى عن شىء الا أن يكون اول تارك له ، كان بشوش الوجه
جميل الكلام ، كان داعياً مبشراً وكان صلى الله عليه وسلم
بالمؤمنين رؤوف رحيم كان صلوات ربى عليه خُلقه القرآن
فاستحق شهادة ربنا العزيز المتعال
لمّا أثنى على خُلقه " وإنك لعلى خُلق عظيم
وقد دعانا خير خلق الله الى حُسن الخُلق بشكل مباشر وغير مباشر
فنجده صلى الله عليه وسلم يقول :
{ وتبسمك في وجه أخيك صدقة }
[رواه الترمذي ].
ويقول :
{ والكلمة الطيبة صدقة }
[متفق عليه].
ويقول :
{ أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً }
[رواه الطبراني].
الله أكبر ،، أوليس هذا كله من حُسن الخُلق ؟
وقد وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بحُسن الخُلق
ومن بعدهم نحن
روى ابن حبان فى صحيحه عن أبى ذر رضى الله عنه قال :
: "أَوْصَانِي خَليلِي بِخِصَالٍ مِنَ الخيرِ، أوصانِي أَنْ أنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي ولا أَنْظُرَ إلَى من هو فَوْقِي وَأَوْصَانِي بِحُبِّ المساكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنهُمْ وأوصَانِي أَنْ أَقُولَ الحَقَّ وإِنْ كَانَ مُرًّا وَأَوْصَانِي أَنْ أَصِلَ رَحِمِي وَإِنْ أَدْبَرَت وأوصَانِي مِنْ أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ".
فنعم النصيحة من نعم الرجال يا رسول الله
وقال صلى الله عليه وسلم :
{ اتق اللّه حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخُلق حسن }
[رواه الترمذي].
كما قال :
{ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً }
[رواه أحمد وأبوداود].
كما أوصى صلى اللّه عليه وسلم أبا هريرة بحُسن الخُلق فقال:
{ يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق }. قال أبو هريرة رضي اللّه عنه:
وما حسن الخلق يا رسول اللّه؟قال:
{ تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك}
رواه البيهقي
فلنتمعن كثيراً فى كلامه صلى الله عليه وسلم تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك
، وتُعطي من حرمك،، والله إنه لمن أشد الصعاب على الناس أن يتحلوا بمثل هذه
الصفات العظيمة نعم أخواتى فنفس الانسان أمارة بالسوء والشيطان لا يتركها
لحال سبيلها
لذا فقد بيّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضل العظيم لصاحب الخُلق الكريم
وجعله فى منزلة عظيمة فهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
ويالها من مكانه عليا يقول صلى الله عليه وسلم :
: { إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً }
[رواه أحمد والترمذي وابن حبان].
يا الله أقرب الناس الى الحبيب صلى الله عليه وسلم أحسنهم أخلاقاً
فهل بعد هذا الفضل من فضل
نعم والله ففضل ربنا جل فى علاه عظيم
يقول صلى الله عليه وسلم :
{ أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه } .
رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وحسنه عن أبي أمامة رضي الله عنه
فأبشر أبشر يا صاحب الخُلق الحسن
وقال صلى الله عليه وسلم :
{
أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق }
[رواه الترمذي والحاكم].
وقال صلى الله عليه وسلم :
{ ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وإن الله يبغض الفاحش البذي }
أخرجه الترمذي وابن حبان في صحيحه عن أبي الدرداء رضي الله عنه
فلنتقى الله ربنا ونحسن من أخلاقنا علنا نفوز بفضل حُسن الخُلق الذى حدثنا عنه
نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم لعلنا نكن معه بأعلى بيت فى الجنة لعلنا
نكن من أقرب الناس اليه يوم القيامة لعلنا نبلغ درجة الصائمين
القائمين لعل موازيننا تصبح من أثقل الموازين
لعلنا نفوز برضا رب العالمين
وكلنا نعلم أن حُسن الخُلق والله أصبح من أشح الصفات هذه الأيام
وقل ما نجده فى أحد ولا حول ولا قوة الا بالله
فلندعوا الله العلى العظيم بأن يحسن أخلاقنا كما كان يدعو رسول الله صلى الله
عليه وسلم ويقول :
{ اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي }
وفي رواية عن ابن مسعود مرفوعا { اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي } .
أخرجه الإمام أحمد بسند رواته ثقات عن عائشة رضي الله عنها
فاللهم أرزقنا حُسن الخُلق
اللهم أرزقنا حُسن الخُلق
اللهم أرزقنا حُسن الخُلق