في الحقيقة العالم لم ينتبه لغرابة هذه المنطقة إلا بعد حادثة في سبعينيات القرن الماضي
حيث اطلق الجيش الامريكي صاروخ من قاعدة نيو مكسيكو لكن عطلا اصاب الصاروخ
فسقط وتحطم عن طريق الخطأ في تلك المنطقة ، وعند محاولة الجيش استعادة بقايا
الصاروخ انتبهوا إلى الغموض الذي يلف تلك المنطقة والتي تعد مشهورة بين السكان
المحليين بكثرة سقوط النيازك فيها.
اما عن سبب تسميتها بهذا الأسم فهو بسبب عدم وجود أي ترددات راديوية فيها ،
بعبارة أخرى هي صمت مطلق ، منطقة معزولة عن العالم الخارجي ليس بالكثبان
الرملية فقط وانما بطاقة غامضة تمنع وصول اي تردد راديو او ذبذبة لاسلكي او
اشارة هاتف محمول ولا يمكن لقمر صناعي رصدها .. حتى البوصلة لا تعمل فيها
لا بل حتى صوت الطيور في تلك المنطقة معدوم لإنها تتجنب المرور فوقها خلال
هجرتها مما دفع بعض الناس إلى تسميتها بالمنطقة المحرمة على الإنسان والحيوان.
وكالعادة حين يجد الإنسان شيء غامضاً يسرع إلى العبث به رغبة بشهرة أو ثروة أو
بدافع الفضول لا أكثر .. وهذا ما حصل بالفعل لهذه الصحراء ، فقد وصل إليها الكثير
من العلماء في بعثات إستكشافية .. منها بعثة كان مع احد افرادها كلب ، وكان هذا
الكلب شديد الوفاء والتعلق بصاحبه منذ الصغر ، لكن فور دخوله المنطقة اصبح ينبح
بشكل غريب وينظر بكافة الإتجاهات كما لو أنه يرى شيء لا يستطيع صاحبه أن يراه
ثم جرى بعيداً وأختفى.
وفي إحدى التجارب وضع العلماء سلحفاة داخل تلك المنطقة لكن سرعان ما قلبت
صدفتها واصبحت تنظر الى الشمس الحارقة ومدت أطرافها للخارج وعلى ما يبدو
قد أصابها جنون غريب.
حتى الطيور المعروفة بدقة تحديدها للمواقع تفقد صوابها عند الوصول لتلك المنطقة
وهناك الكثير من القصص والروايات حولها لكن دعونا لا نتعمق فيها حتى لا نشعر
بالملل.