كانت بعد موقعة المذار، حدثَت في صفر سنة (12) هجرية.
سببها: غضب نصارى العرب وهم من بكر بن وائل على ما أصاب العرب من قومهم
الذين أعانواالفُرس، فنكبوا في معركة الوَلَجَة، فاجتمعوا في أليس وعليهم عبدالأسود
العجلي، ثمَّ انضمَّ إليهم جابان بجيش كبير من الفرس.
أمَّا جيش المسلمين، فقائدهمخالد بن الوليد، فقد علِم بتجمُّع نصارى العرب من عِجْل
ومَن ساندهم من بقيَّة النواحي، فنهد إليهم في أليس، ولم يَعلم بقدوم جابان، وكانوا
على وشك تناول طعام الغداء فحطَّ خالد الأثقال أمامهم ونظَّم جيشه وتوجَّه إليهم وطلب
مبارزةَ عبدالأسود العجلي وابن أبجر ومالك بن قيس فبرز إليه مالك فقتله خالد وقامت
الحرب بين الفريقين، فقال لهم جابان: سُموا الطعام؛ فإن انتصرنا عليهم نَصنع غيره
وإن انتصَروا علينا أكلوا منه وهلَكوا لكنَّهم لم يفعلوا لثقتهم بالنَّصر لقلَّة عدد المسلمين
وبالتالي عودتهم سريعًا إلى طعامهم، وصبر الفَريقان، وكان المشركون يتوقَّعون مددًا
من الفُرس، إلا أنَّ المسلمين عاجلوهم بالنَّصر، فقتَلوا وأسَروا كثيرًا منهم، وكان خالد قد
نذر لئن أظفره الله بهم ليجرينَّ من دمائهم نهرًا؛ وذلك لجحودهم وقتالهم بني جلدتهم
ومساندتهم للفرس.
فقُدِّم الأسرى وضُربت أعناقهم، فلم تجر الدماء نهرًا، فقال القعقاع بن عمرو: أرسل
عليها الماء كي تجري وتبر يمينك، ففعل وسمِّيَت هذه الوقعة أيضًا: نهر الدم، وكان
مجمل قَتلى الفرس ومَن والاهم سبعين ألفًا، وعاد المسلمون إلى الطعام، فكان غداء
طيبًا بعد النصر.