عاش موسى يخدم الشيخ عشر سنوات وكان عمله ينحصر في الخروج
فجراً لرعي الأغنام وسقايتها .
وتجربة هذه السنوات جاءت لتفصل بين حياة القصر التي نشأ فيها موسى
عليه السلام وحياة الجهد الشاق في الدعوة وتكاليفها العسيرة ..
وعاد موسى إلى مصر بعد انقضاء الأجل عاد الى مهبط رأسه ومقر أهله
وقومه ، في ليلة اختفى فيها القمر وراء أسراب من السحاب الكثيف
وساد الظلام .. واشتد البرق والرعد وأمطرت السماء وزادت حدة البرد .
وتاه موسى اثناء سيره ووقف حائراً يرتعش من البرد وسط أهله ..
ثم رفع رأسه فشاهد عن بعد ناراً عظيمة ..
امتلأ قلبه بالفرح وقال لأهله: أني رأيت ناراً هناك .. وأمرهم أن يجلسوا
مكانهم حتى يذهب إلى النار لعله يأتيهم منها بخبرعن الطريق فيهتدي إليه
أو يحضر إليهم بعض النار لتدفئتهم .
واقترب موسى من النار فنودي:
أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
ثم ارتجت الأرض بالخشوع والرهبة والله عز وجل ينادي:
فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى
زاد انتفاض جسد موسى وهو يتلقى الوحي الإلهي ويستمع إلى ربه وهو
يخاطبه بعد معجزتي العصا واليد البيضاء ويصدر له الأمر بأن يذهب إلى
فرعون ليدعوه إلى الله برفق ولين ، وأن يخرج بني إسرائيل من مصر..
وأبدى موسى خوفه من فرعون لأنه قتل منهم نفساً وتوسل إلى الله أن
يرسل معه أخاه هارون ليساعده في أداء الرسالة التي كلف بها .