سميرة موسى من مواليد قرية سنبو الكبرى مركز زفتي محافظة الغربية بجمهورية
مصر العربية ولدت يوم 3 مارس سنة 1917 قبل إندلاع ثورة 1919 بعامين
حفظت القرآن الكريم عند بلوغها عامها السادس و تفتح وعيها على فوران الحركة
الوطنية ضد الإنجليز وكان والدها من الطبقة المتوسطة الريفية وكان من هواة القراءة
ومن المتابعين لأحداث الحركة الوطنية والمتعاطفين مع سعد زغلول
تعلمت سميرة في المدارس الأولية في قريتها، ثم انتقلت إلى القاهرة مع أسرتها
حيث كان والدها يمتلك فندقا ًفي حي الحسين، ودخلت مدرسة قصر الشوق الابتدائية
ثم مدرسة بنات الإشراف الثانوية وكانت مديرة المدرسة المربية نبوية موسى
إحدى رائدات الحركة النسائية المصرية.وفي المدرسة الثانوية أظهرت سميرة
موسى نبوغا ًخاصا ًفي علم الرياضيات إلى درجة أنها وضعت كتابا ًمن تأليفها
في مادة الجبر وقام والدها بطبعه على نفقته الخاصة.
التحقت سميرة بقسم الفيزياء بكلية العلوم وتتلمذت على يد الدكتور مصطفى مشرفة
تلميذ اينشتاين الذي تنبه لنبوغها وعبقريتها وتخرجت في الجامعة عام 1942
وأصبحت معيدة بكليةالعلوم رغم اعتراض الكثيرين على ذلك لصغر سنها إلا أن
عميد الكلية على مصطفى مشرفة أصر على تعيينها، ورهن استقالته على تحقيق
هذا الهدف
وواصلت سميرة موسى أبحاثها وتجاربها المعملية سواء في كلية العلوم أو في
معهد الراديوم وكلية الطب أو اللجان العلمية المتخصصة التي قامت بتأسيس
مؤسسة الطاقة الذرية، وحصلت على الماجستير في التوصيل الحراري للغازات
أما الدكتوراه فقد حصلت عليها في عامين، و كان موضوعها (خصائص إمتصاص
المواد للأشعة)
وكانت مدة بعثة الدكتوراه ثلاث سنوات، بعد ذلك قدمت الدكتورة سميرة موسى
العديد من الأبحاث كما شاركت في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية الهامة .
وفي عام 1952كانت الدكتورة سميرة موسى في بعثة علمية إلى الولايات
المتحدة لاستكمال أبحاثهاالعلمية في إحدى جامعاتها، ولم يكن يدري أحد ان
عيون ذئاب الموساد تترصدها وأن الأمر بإغتيالها قد صدر ولم يبقى الا التنفيذ.
وفي يوم 15 أغسطس 1952 كانت على موعد لزيارة أحد المفاعلات النووية
الأمريكية في كاليفورنيا، وقبل الذهاب إلى المفاعل جاءها اتصال هاتفي بأن مرشدا
ًهنديا ًسيكون بصحبتها في الطريق إلى المفاعل وهو طريق جبلي كثير المنحنيات
وعلى ارتفاع 400 قدم وجدت سميرة موسى أمامها فجأة سيارة نقل كبيرة كانت
متخفية لتصطدم بسيارتها وتسقط بقوة في عمق الوادي بينما قفز المرشد الهندي
الذي أنكر المسؤولون في المفاعل الأمريكي بعد ذلك أنهم أرسلوه .
وهكذا رحلت عالمة الذرة المصرية سميرة موسى مخلفة وراءها كما من الغموض
حول وفاتها وآمالا ًكانت قد عقدت بها .
بينما أصابع الموساد ملطخة بدمائها و دماء أخوتها العلماء الذين ابوا الا أن
يخدموا وطنهم و عروبتهم.
رحم الله عالمة الذرة المصرية الدكتورة سميرة موسى وجزاها الله خير الجزاء
على ماقدمت لبلدها وعروبتها والتى لم يمهلها أعداء الله والإنسانية حتى تستكمل
ما بدأته