امرؤ القيس الملك الضليل ذو القروح
هو جندح بن حُجر بن الحارث الكندي شاعر عربي ذو مكانة رفيعة
بعد أن ثار بنو أسد على والده وقتلوه، جاءه الخبر بينما كان جالساً يشرب الخمر
فقال:«رحم الله أبي، ضيعني صغيراً، وحملني دمه كبيراً. لا صحو اليوم ولا سُكْرَ غداً، اليوم خمر وغداً أمر»،
فأخذ على عاتقه مسؤولية الثأر لأبيه، واسترجاع كفة حكم كندة، فحلف ألا يغسل
رأسه وألا يشرب خمراً، فجمع أنصاره واستنجد بقبائل أخواله بكر وتغلب، وقتل
عدداً غفيراً من بني أسد، فطلبوا أن يفدوه بمئة منهم فرفض، فتخاذلت عنه قبائل
بكر وتغلب، وقد نظم شعراً كبيراً في هذه الأحداث.
اضطر أن يواجه المنذر ملك الحيرة، الذي استعان بكسرى ملك الفرس عليه، ففر
امرؤ القيس مستنجداً بالقبائل دون جدوى فسُمي بالملك الضليل،حتى قرر أن يستنجد
بالسموأل في تيماء، وسأله بأن يكتب مرسولاً إلى الحارث بن شمر الغساني ليتوسط
له لدى قيصر الروم في القسطنطينية ليستنجده، وليعززه بحلفائه من قبائل العرب.
توجه إلى تيماء واستودع دروعاً كان يتوارثها ملوك كندة لدى السموأل ، وقصد
القسطنطينية بغرض لقاء القيصر جستينيان الأول، مع عمرو بن قميئة، أحد خدم أبيه
الذي تذمر من مشقة الرحلة وقال لامرئ القيس: «غَرَّرتَ بنا» فأجابه بقصيدة شجعه
فيها، ووصف أحوال تلك الأحداث ولما وصل إلى القيصر أكرمه وقربه منه وأرسل معه
جيشاً لاستعادة مُلك أبيه إلا أنه غُرر به عند قيصر فحقد عليه وأرسل إليه جبةً مسمومة
وما إن لبسها حتى تسمم جسمه وتقرح ومات ودفن في أنقرة ،
وتشير مصادر آخرى إلى أن القيصر لم يفِ بوعده معه، ولكن لم يسممه؛ بل إن موته
كان بسبب إصابته بالجدري في أثناء عودته، فتقرح جسده كله ومات نتيجةً لذلك ولذلك
سُمي بذي القروح