أن الله عز وجل جعل على اللسان خلايا خاصة، تنتشر على شكل نتوءات يمكن
للإنسان من خلالها أن يتذوق الحلو والطيب من الطعام وأن يلفظ المر والحمضي
منه وأن يتجرع الماء العذب الفرات وأن يلفظ الملح الأجاج هذه الخلايا المتوضِّعة
على اللسان موزعة في أنحاء اللسان بعضها في مقدمة اللسان لتذوق الطعم الحلو
وبعضها في مؤخرة اللسان لتذوق الطعم المر وبعضها على جوانب اللسان لتذوق
الطعم الحامضي والمالح.
لكن الشيء الذي يلفت النظر أن حساسية الخلايا الذوقية المتخصصة بالطعم المر
تبلغ عشرة آلاف ضعف عن حساسية الخلايا التي تتذوق الطعم الحلو لماذا؟ لأن
الله جلت حكمته جعل كل طعام سام مؤذٍ مر الطعم هذا التوافق توافق حكيم، الطعام
الذي ينفعك حلو المذاق ، والطعام الذي يؤذيك مر المذاق , لذلك كل أنواع السموم
لها طعم مر فلئلا يتسمم الإنسان كانت حساسية الخلايا المتخصصة لتذوق الطعم المر
عشرة آلاف ضعف عن حساسية الخلايا المتخصصة لتذوق الطعم الحلو هذه واحدة.
الشيء الثاني: توافق الطعم المُستساغ مع الفائدة، وتوافق الطعم المر مع الضرر هذا
التوافق هذا من حكمة الله.
شيء آخر: يسهم اللعاب الذي في الفم بشكل فعال جداً في إذابة الطعوم تمهيداً لتذوقها
من قبل الحليمات الذوقية المتوضِّعة على اللسان.
وشيء ثالث: هو أن الأنف يتلقف البخار أو الغاز المنتشر من هذا الطعام ليشمه فطعم
الطعام أساسه شم وذوق، فكل طعام نأكله ونستطيبه ونحمد الله عليه ساهم في تكوين
طعمه خلايا الشم مع خلايا الذوق, والإنسان حينما يصاب برشح شديد يشعر أن طعم
الطعام قد اختلف في فمه، هذا من فضل الله جل وعلا.
هناك في الدماغ مركز للذوق، وهناك مركزٌ للشم، يستطيع مركزاً للذوق أن يفرق بين
عشرة آلاف طعم وكما يحدث في الشم يصل هذا الطعم إلى الدماغ فيشعر به ثم يتعرف
عليه والتعرف عليه بأن يجري هذا الطعم على عشرة آلاف طعم في الذاكرة الذوقية
فإذا توافق هذا الطعم مع طعم مسجل في الذاكرة, قال: هذا طعم كذا, وهذا الطعام
فيه هذه المادة الفلانية.