ورد في القرآن الكريم كلمتا الصاحببالجنبوالجار الجنب، والكثير منا لا يعرف
المقصود منهما، وجاء ذكرهما في قول الله تعالى «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا
بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ
وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ
مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا»، (سورة النساء: الآية 36).
ومعنى الجار الجنب هو الذي لا قرابة بينك وبينه، ويسكن بالقرب منك، وله عليك
حقوق أقرها الإسلام وحرم الاعتراض له أو إيذاءه، أما الصاحب بِالجَنْبِ، فيقول
ابن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-: الصَّاحِبُ بِالجَنْبِ: الزَّوْجَةُ، ورأى آخرون أن المُرَاد
بِهِ الصَّاحِبُ في السَّفَر، وَقِيلَ: رَفِيقُكَ الذي يُرَافِقُكَ في سَفَرٍ أَو حَضَرٍ.
وأمر رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- بالإحسان إلى الجار فَقَالَ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى
ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» وحذر مِنَ الإِسَاءَةِ إِلَي الجار، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ-: «وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ»، قِيلَ:
وَمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ» رواه الإمام البخاري عَنْ
أَبِي شُرَيْحٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
من هو الجار؟
الجار هو المُجاور في السكن، وجمعه جيران، ويُقال: جاوره مجاورةً وجوارًا من
باب قاتل، والاسم منه الجوار بالضم إذا لاصقه في السكن، ونَقَل ثعلب عن ابن
الأعرابي قوله: " الجار هو الذي يُجاورك مُجاورةً بيتٍ لبيت، والجار الشريك
في العقار، سواءً كان مُقاسِمًا لك أو غير مُقاسم، والجار الذي يجير غيره أي:
يؤمنه ويحميه ممّا يَخاف، والجار المُستجير أيضًا هو الذي يَطلب الأمانَ والحماية