من اعاجيب الوصايا القرآنية وجوب الاحسان إلى الصديق، وذلك بقوله تعالى:
"والصَّاحِبِ بالجَنْب"
من الطبيعي أن يوصي القرآن الكريم بالإحسان إلى الوالدين وذوي القربى واليتامى
وما إلى ذلك ..
لكن أن يوصي بالاحسان إلى أناس احببناهم في سيرة حياتنا، مروا علينا مثل الطيف
على مَرِّ هذه الحياة الطويلة ..
هذا هو العجب، الذي يجعل الإنسان ينبهر لعظمة القرآن الكريم وعظمة مُنزِلِهِ سبحانه
وتعالى..
فقد أوصى القرآن الكريم بالاحسان إلى الصاحب بالجنب في قوله تعالى من سورة النساء:
وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ
ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ
مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً [النساء36]
والصاحب بالجنب هو :
1. زميل الدراسة
2. رفيق العمل
3. المصاحب بالسفر
4. من جالسك في مسجد أو مؤتمر أو غيره ..
5. كل من وقف بجانبك في موقف مهم لك في الحياة ..
لكل هؤلاء أوجب القرآن الكريم الإحسان بعد أن جمعهم بصفة واحدة هي "الصاحب
بالجنب"
فياله من كتاب عظيم، يوجب على الإنسان الوفاء لكل من أحسن لنا، مهما صغرت
الفترة الزمنية التي التقيناه فيها .. فسبحان الله العظيم
اللهم أسعد كل صديق وكل رفيق وكل صاحب وكل زميل وكل من جمعتني بهم هذه
الدنيا الفانية سعادة في الدنيا والآخرة واجمعني بهم ووالدينا وأهلينا ومن لهم حقٌ
علينا وأحبتنا في جنة الفردوس الأعلى..