الشعرى هو نجم الشعرى اليمانية (سيروسSirius) وهو النجم الوحيد الذي ورد
اسمه صريحاً في القرآن الكريم بخلاف الشمس، وهو واحد من أقرب وألمع النجوم إلينا.
وأثبتت الدراسات الفلكية بأن هذا النجم كان معروفاً في فترة العصر الحجري المتأخر لعديد
من سكان الأرض، وأنه كانت له قدسية خاصة عندهم.
فسكان نبته القدماء في المنطقة الواقعة في منتصف ما بين أبو سمبل وشرق العوينات
في جنوب غرب مصر كانوا قد أقاموا صف من الأحجار على هيئة أعمدة على خط
مستقيم للاتجاه الذي سيشرق منه نجم الشعرى يوم الانقلاب الصيفي، وهو بداية الصيف
وهبوط الرياح الموسمية الصيفية المحملة بالأمطار؛ لتحيل الصحارى الجافة لمراعي
خصبة يملؤها العشب والكلأ للبقر، وتملئ الأحواض الجافة وتصير برك ومستنقعات ...
كانت هذه المنطقة منطقة سافانا في عصر الهولوسين المطير... وكان لبداية الصيف
قدسيته وللشعرى قدسيته الكبرى في ذلك اليوم وغيره وذلك منذ 4800 عام قبل الميلاد.
ونظراً لأن الزراعة في مصر كانت معتمدة على الري من النيل فإن التنبؤ بميعاد فيضان
النيل كان هو أهم ما يجب عمله؛ اتقاء لشره إذا كان فيضاناً عارماً، وذلك بترميم الجسور
وتحسباً له إذا جاء الفيضان خفيفاً غير وافي؛ لأن ذلك معناه المجاعة بكل أبعادها المخيفة،
ولقد لاحظ قدماء المصريين بأن بداية فيضان النيل مرتبطة بشروق الشمس من اتجاه النجم
سيروس (الشعرى اليمانية) وهو مايسمى فلكياً بظاهرة الاحتراق الشروقي للنجم سيروس
وكان هذا يحدث في صيف كل عام.
منقول